علاج الخوف من المدرسة , الرهب عند الأطفال وكيفية التعامل معه
ما هو الخوف من المدرسه ؟
هو حاله تصيب غالبا التلميذ المستجد في الصف الاول الابتدائي خصوصا اذالم يسبق له الالتحاق
بمرحلتي الروضه والتمهيدي …
وغالبا ما تكون هذه المشكله في المرحله العمريه مابين (5 – 7 ) وقد تستمر
الى سن العاشره .
اولا: اعراض الخوف من المدرسه :
تمر اعراض هذه المشكله بثلاث مراحل : :
– في البيت
– اثناء الذهاب الى المدرسه .
– عند دخول المدرسه او الفصل .
وتتسم اعراض هذه الحاله بما يلي :
(1) القلق والخوف المصحوب بالبكاء.
(2) التمنع الشديد من الذهاب الى المدرسه .
(3) شحوب اللون وتصبب العرق وبروده الاطراف .
(4) الشعور بالصداع والاما في النظر .
(5) التقيؤ والاسهال والتبول والغثيان .
لاحظي ان هذه الاعراض تزداد حده وتوترا كلما انتقل التلميذ من مرحله الى المرحله التي
تليها من المراحل الانفه الذكر … وقد يقلق بعض الاباء عند رؤيته لابنه وهو على
هذه الحاله مما يجعله يبادر به الى اقرب طبيب معتقدا ان هذه الاعراض دلائل على
وجود مرض عضوي يعاني منه وهذا خلاف الصحيح اذ ان هذه الاعراض الجسميه غالبا ليس
لها سبب عضوي بدليل انها تزول بمجرد عوده الطفل الى البيت.
– ومن الاعراض ايضا مالوحظ على بعضهم من الانطواء عن زملائه وعدم قدرته على التكيف
الاجتماعي في محيط المدرسه ، وفقد الثقه في نفسه وشعوره بعدم قدرته على تحمل المسؤوليه
وشده تعلقه بوالديه.
ثانيا : اسباب الخوف من المدرسه :
يكتسب الطفل الخوف من المدرسه من خلال :
– اسلوب التنشئه الاجتماعيه التي يتلقاهافي البيت او المدرسة
– من خلال الاعلام المرئي.
– اي مؤثر اخر كالظروف الطارئه التي تحدث في البيت او المدرسه .
وعليه فان المختصين يرجعون نشوء هذه الحاله الى الاسباب الاتيه :
(1) التدليل والعنايه المفرطة:
فقد يمنح الاباء والامهات الطفل خلال سنين عمرها الاولى(2-6)سنوات ،جوا من العنايه والحمايه الزائده والدلال
المفرط بشكل يجعله يفقد الثقه في نفسه ولايستطيع ان يتكيف مع بيئه اخرى غير مجتمع
اسرته وذلك بسبب المعامله الوالديه الخاطئه في تنشئته .
(2) المولود الجديد:
قد يصادف التحاق الطفل بالمدرسه قدوم مولود جديد مما يولد لديه الغيره التي تجعله يتشبث
بالبيت ويكره الذهاب للمدرسه التي تحرمه من منافسه اخيه من حنان امه وعنايتها .
(3) رد الفعل تجاه موقف سابق:
وقد يعود السبب الى رد فعل عكسي تجاه موقف سابق مثل غياب احد والديه فجاه
بسبب سفر او مرض مما يجعله يعتقد ان ذهابه للمدرسه سوف يفقده احد والديه .
(4) المواقف الطارئه داخل المدرسة:
كان يتعرض الطفل لمعامله قاسيه سواء كانت من التلاميذ الذين يكبرونه سنا اومن معلميه مثل
( الضرب ، التخويف ، الصراخ ) .
(5) الخلافات الزوجية:
شعور الطفل بان هناك مشاجرات وخلافات بين والديه يجعله منزعجا وخائفا ان ترك البيت وذهب
للمدرسه معتقدا ان مصيبه قد تلحق بالام او الاب او ان مكروها قد يلحق به
نتيجه بعده عن والديه .
(6) التحاقه بالمدرسه قبل سن السادسة:
ان من شان التحاق الطفل بالمدرسه قبل ان يتوفر لديه العمر الزمني المناسب والنضج الجسمي
والفكري الملائم والنمو الحركي والاوراكي والعقلي والانفعالي واللغوي والاجتماعي المتوافق مع المرحله التي سيلتحق بها
.
ان من شان ذلك ان يؤدي الى عدم قدرته على التكيف مع مجتمع المدرسه وحدوث
مشكلات مثل :(الاتكاليه –الخجل – الانطواء )…
(7) عدم توافر الكوادر المؤهله للتعامل مع هذه الفئة:
ان عدم ادراك بعض المعلمين ومن في حكمهم لخصائص التلاميذ المستجدين الجسميه والعقليه والانفعاليه والاجتماعيه
اسهم بشكل كبير في عدم تقبل هذه الفئه من التلاميذ للبيئه التربويه الجديده ومن الامثله
:
• مدير يضرب التلميذ المستجد اواي تلميذ.
• معلم يضرب تلميذ ويتهدده لاي سبب.
• ملاحظ يصرخ على التلاميذ اثناء الفسح.
• جهوريه الصوت لدى بعض المعلمين .
(8) عدم التمهيد والتوطئه قبل دخول التلميذ المدرسة:
حيث يضع ولي الامر ابنه امام تجربته التربويه الجديده دون تمهيد تهيئه فيفاجا التلميذ بخبرات
جديده عليه ليس لديه اي معلومه عنها فيكون الرد هنا: رفض المدرسه ، ويدخل في
ذلك ايضا عدم تطبيق بعض المدارس لبرنامج الاسبوع التمهيدي او تطبيقه بصوره مخله ومهزوزه وغير
محققه للاهداف المرجوه منه .
ثالثا: علاج الخوف من المدرسة
بما ان الخوف من المدرسه سلوك مكتسب يتلقاه التلميذ من خلال التنشئه الاجتماعيه الخاطئه وكذلك
الامر بالنسبه لحبه اياها فبالامكان ان نكسبه حب المدرسه من خلال تنشئته تنشئه صحيحه تكون
لديه نظره ايجابيه تجاه المدرسه فينقلب عندئذ الخوف من المدرسه امنا وطمانينه وحبا لها .
وتشترك الاسره والمدرسه في علاج هذه الحاله على النحو الاتي:
1- محاوله اكتشاف الحاله في وقت مبكر يساعد في علاجها والتاخر يزيد من تعقدها وتعمقها
.
2- التخلي عن الحمايه المفرطه الممنوحه للطفل تدريجيا وتنشئته على الاعتماد على نفسه ومواجهه الاخرين
والتعامل معهم وتشجيعه على الاختلاط باصدقائه .
3- سلوك مبدا الحوار مع الطفل من حيث تقبل مشكلته والاسباب التي يبديها ويبرر بها
رفضه للمدرسه والاصغاء اليه جيدا والاجابه عليها باسلوب منطقي يتناسب مع قدرات الطفل.
4- التخفيف التدريجي لمشاعر الخوف والرهبه المتعمقه في نفس الطفل الخواف من خلال تطبيق البرامج
التربويه ويراعى فيها ان تصاغ باسلوب تربوي يبعث في نفس الطفل الطمانينه والالفه .
5- اعطاء الطفل الخواف الوقت الكافي لكي يعدل سلوكه وعم استباق الزمن لمعرفه النتائج على
حساب مصلحه الطفل وان يتحلى التربوي المسؤول او ولي الامر بالحلم والاناه حتى ولو ادى
ذلك الى التخلف عن بعض الدروس في سبيل اكسابه محبه المدرسه ويمكن تعويضه الدروس التي
فاتته عن طريق البيت .
6- في حاله قدوم مولود جديد يجب ان يراعي الوالدان نفسيه الطفل وان يستمران في
منحه الرعايه والاهتمام والا يصرفا جل وقتهما للمولود الجديد لئلا يبعث ذلك في نفسه الغيره
منه ويتباطا عن الذهاب الى المدرسه .
7- عمل لوحه النجوم في المدرسه والمنزل وهي عباره عن لوحه مجدوله موضح فيها الايام
الدراسيه وتحت كل يوم عده حقول وتوضع نجمه لاصقه او مخطوطه عند الايام التي يحضر
فيها الطفل للمدرسه ومكافاته على ذلك وياحبذا لو قام الطفل نفسه بوضع هذه النجوم حفزا
له على منافسه اقرانه والحضور لليوم التالي لتكرار العملية.
8- اثاره حب المدرسه في نفس التلميذ عن طريق الاشياء المحببه اليه مثل اللعب وادوات
الترفيه المختلفةوخصوصافي الاسبوع الاول.
9- تمييز الطفل الخواف في المدرسه مثل ان يكون عريفا للفصل او قائدا للفريق الرياضي
ليشعر بالمسؤوليه وتتجدد الثقه في نفسه .
10- اقتران الطفل الخواف باخر يكون محبا للمدرسه ومتفاعلا مع بيئتها لكي يكتسب حب المدرسه
منه عن طريق (التشريط العكسي) .
11- التعليم عن طريق اللعب والترفيه اسلوب فعال في تحبيب التلميذ الخواف للمدرسه ، والمعلم
الذكي هو الذي يستطيع ان يوظف ميول الطفل للحركه واللعب في خدمه الاهداف التربويه المنشوده
.
12- عقد لقاءات مع اولياء امور الطلاب الذين لديهم مخاوف من المدرسه ورسم البرامج العلاجيه
المناسبه لمثل هذه الحالات .
رابعا : تنبيهات مهمة:
1- توعيه الطلاب في الصفوف العليا بضروره حسن التعامل مع التلاميذ المستجدين تحسبا لاي موقف
طارئ قد يولد خبره سيئه لدى نفوس التلاميذ المستجدين مع ضروره تمييزهم ببطاقات خاصه .
2- التحذير من الاستسلام لرفض التلميذ للمدرسه واشعاره بالجد والحزم في العوده الى للمدرسه .
3- قد يؤدي نقل التلميذ لمدرسه اخرى الى تعقيد المشكله اذ من الصعوبه التكهن بانه
سيتكيف مع مجتمع المدرسه الجديده ولابد من استشاره ولي امر الطالب لمدير المدرسه والمرشد الطلابي
قبل الاقدام على هذه الخطوه .
4- لابد من مراعاه الانسحاب التدريجي خصوصا الاسبوع الاول عند اصطحاب الوالد لابنه الى داخل
المدرسه وعدم تعويده على البقاء معه طيله اليوم .
5- لابد من التزام اولياء الامور بمواعيد الانصراف بانتظام لئلا ينعكس ذلك سلبيا على التلميذ
ويورث عنده الخوف من عدم عوده والده .
خامسا: الارشادات الوقائية
يمكن مما سبق ان نستخلص الارشادات الوقائيه التاليه :
1- عمل محاضرات توعويه قبل بدايه العام الدراسي يقصد منها رفع مستوى الوعي باهميه هذه
الفئه من التلاميذ وطرق التعامل معهم وكيفيه تهيئتهم للمدرسه وتعديل طرائق المعامله الوالديه الخاطئه تجاههم
.
2- عمل دورات تنشيطيه لمعلمي الصف الاول الابتدائي مع مطلع كل عام تعنى بتوعيتهم بمراحل
النمو المختلفه للتلاميذ وسمات كل مرحله وكيفيه التعامل معها .
3- القراءه في علم النفس التربوي وماده علم نفس النمو .
4- وضع برنامج تربوي عملي فعال لاستقبال التلاميذ المستجدين في الاسبوع الاول من العام الدراسي
وتجديد هذا البرنامج بما يتناسب مع الظروف .
5- لابد ان يكون هنالك اعلام تربوي وارشادي مؤثر من خلال القنوات الاعلاميه المرئيه والمسموعه
والمقروءه ، لاثراء المجتمع التعليمي والعام بمشكلات الطفوله وطرق الوقايه منها وعلاجها.
6- الحرص على ضبط الوالدين للسلوك العاطفي تجاه ابنائهم واتزانه .
7- تعويد الطفل على عدم الالتصاق بوالديه بشكل دائم ومستمر تمهيدا لانفصاله عنهما الى المدرسه
.
8- الحاق الطفل باحدى روضات الاطفال كتهيئه لالتحاقه بالمدرسه .
9- تنشئه الاعتماد على النفس لدى الطفل ومباشره اعماله ذاتيا .
10- اكتشاف مهارات الطفل ومواهبه في وقت مبكر والعمل على صقلها وتنميتها .
11- تربيه الطفل على حب الادوات المدرسيه منذ وقت مبكره من عمره حتى يالفها ويحبها
.
– ختاما يحدوني الامل في ان يعطي جميع من لهم علاقه بتربيه الطفل المسلم امل
هذه الامه ومستقبلها كل عنايه واهتمام محتسبين الاجر من الله سبحانه وتعالى .
