ربه و يدخرها ليوم فاقته و فقره و يخبؤها بجهده و يسترها عن خلقه ،
يصل اليه نفعها احوج ما كان اليه ففي الصحيحين عن ابن عمر عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم : انه قال :
فيجتهد العبد ، و يحرص على خصله من صالح عمله يخلص فيها بينه و بين
ربه و يدخرها ليوم فاقته و فقره و يخبؤها بجهده و يسترها عن خلقه ،
يصل اليه نفعها احوج ما كان اليه ففي الصحيحين عن ابن عمر عن رسول الله
صلى الله عليه و سلم : انه قال :
(( بينما ثلاثه نفر _ في روايه :ممن قبلكم _ يتماشون اخذهم المطر فاووا الى
غار في جبل فانحطت على فم الغار صخره فانطبقت عليهم فقال بعضهم لبعض : انظروا
اعمالا عملتموها صالحه لله فادعوا الله بها لعله يفرجها عنكم .
_فقام كل واحد يسال الله ( عز و جل ) بصالح عمله ليفرج عنهم تلك
الصخره فكانت الاجابه قريبه و فرج الله عن هم تلك الصخره و خرجوا سالمين .
*و قال السعدي : ان العبد اذا كانت له مقدمه صالحه مع ربه ، و
قد تعرف الى ربه في حال الرخاء ، ان الله يشكر له ذلك و يعرفه
في حال الشده بكشفها بالكليه او تخفيفها ، و لهذا قال في قصه يونس :
(( فلولا انه كان من المسبحين _ للبث في بطنه الى يوم يبعثون ))
و قال الضحاك بن قيس : اذكروا الله في الرخاء يذ كركم في الشده ،
ان يونس عليه الصلاه و السلام كان يذكر الله تعالى ، فلما وقع في بطن
الحوت قال الله تعالى : (( فلولا انه كان من المسبحين _ للبث في بطنه
الى يوم يبعثون )) الصافات 143، 144 .
و ان فرعون كان طاغيا ناسيا لذكر الله ، فلما ادركه الغرق قال : امنت
، فقال الله تعالى (( الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) يونس :
91
و قال رجل لابى الدرداء اوصني فقال : اذكر الله في السراء يذكرك الله عز
و جل في الضراء ، و عنه انه قال : ادع الله في يوم سرائك
لعله ان يستجيب لك في يوم ضرائك .
* و كذلك ننجي المؤمنين *
قال الشنقيطي رحمه الله : و قوله تعالى في هذه الايه الكريمه (( و كذلك
ننجي المؤمنين )
يدل على انه ما من مؤمن يصيبه الكرب و الغم فيبتهل الى الله داعيا باخلاص
، الا نجاه الله من ذلك الغم ، و لا سيما اذا دعا بدعاء يونس
هذا و قد جاء في حديث مرفوع عن سعد بن اي وقاص رضى الله عنه
: ان النبى صلى الله عليه و سلم قال في دعاء يونس المذكور (( دعوه
ذي النون اذ دعا بها و هو في بطن الحوت لا اله الا انت سبحانك
اني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط الا استجاب الله
له )) .