– ((اذا كان جنح الليل – او امسيتم – فكفوا صبيانكم؛ فان الشياطين تنتشر حينئذ،
فاذا ذهب ساعه من الليل فخلوهم، واغلقوا الابواب، واذكروا اسم الله؛ فان الشيطان لا يفتح
بابا مغلقا، واوكوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا انيتكم واذكروا اسم الله، ولو ان تعرضوا
عليها شيئا، واطفئوا مصابيحكم))([1]).
– صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضى الله عنهما .
قوله: ((جنح الليل)) اي: ظلامه، ويقال: اجنح الليل؛ اي: اقبل ظلامه، واصل الجنوح الميل.
قوله: ((فكفوا صبيانكم)) اي: امنعوهم من الخروج في ذلك الوقت.
قوله: ((فان الشياطين تنتشر)) فيخاف على الصبيان في ذلك الوقت من ايذائهم وشرهم.
قوله: ((واغلقوا الابواب)) فيه مصلحه دينيه ودنيوية؛ حراسه الانفس والاموال من اهل العبث والفساد، ولاسيما
الشياطين.
قوله: ((واوكوا قربكم)) اي: شدوا واربطوا راس قربكم.
قوله: ((وخمروا انيتكم)) اي: غطوا.
قوله: ((ولو ان تعرضوا عليها شيئا)) اي: الانية؛ وجاء في لفظ: ((وخمر اناءك ولو بعود
تعرضه عليه)).
قال النووي رحمه الله في ((شرح مسلم)): ((هذا الحديث فيه جمل من انواع الخير والاداب الجامعه
لمصالح الاخره والدنيا، فامر صلى الله عليه وسلم بهذه الاداب التي هي سبب للسلامه من ايذاء
الشيطان، وجعل الله عز وجل هذه الاسباب اسبابا للسلامه من ايذائه، فلا يقدر على كشف اناء،
ولا حل سقاء، ولا فتح باب، ولا ايذاء صبي وغيره، اذا وجدت هذه الاسباب)).