مقالة اجتماعية عن بر الوالدين قصيره , دموع لا تقدر بثمن
الحمدلله رب العالمين والصلاه والسلام على نبينا محمد
وبركاتة
بر الوالدين
اخوه الايمان، لا زالت قلوب كثير من الاباء وبالامهات تئن من عقوق ابنائهم، ولا زالت
عيونهم تدمع الما وقهرا من جرم ابنائهم، عقوق وقطيعه يندى الجبين لها، وتقشعر الابدان عند
سماعها، بل ان العقل ليكاد ينكرها لبشاعتها.
امسلم تربى على الاسلام يعق والديه؟!! انها جريمه كبرى ورزيه عظمى، الم يجعل الله حق
الوالدين في القران بعد حقه سبحانه؟، فقال سبحانه : (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا
وبالوالدين احسانا) وامرنا الله بشكرهما بعد شكره سبحانه، فقال عز وجل: (ان اشكر لي ولوالديك
الي المصير) وقد سال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اي الاعمال افضل؟ فقال:
الصلاه على وقتها . قيل: ثم اي؟ قال: بر الوالدين) ، فاولا: الصلاه على وقتها،
هذا حق الله، ثم بر الوالدين
هذا رجل جاء بامه من خراسان الى مكه وهي على ظهره، وقضى بها المناسك من
طواف وسعي الى غير ذلك وهي على ظهره، هل ترون ايها المسلمون صوره للبر والرحمه
اعظم من هذه؟ ومع ذلك راى هذا الرجل الصحابي الجليل عبد الله بن عمر فساله
وقال له: حملت امي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك، اتراني جزيتها، قال:
لا، ولا طلقه من طلقاتها، ولكن احسنت وسيثيبك الله على القليل كثيرا
وهذه ام عجوز لا تستطيع قضاء حاجتها الا على ظهر ابنها، لا تستطيع ان تخرج
الاذى منها الا على ظهر ابنها، وكان ابنها يصرف وجهه عنها ويحملها على ظهره ثم
يزيل عنها الاذى ويوضئها بيده، فجاء الى الخليفه الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه،
فقال له : هل تراني يا امير المؤمنين اديت حق امي؟ فقال عمر: لا، قال
الرجل: اليس قد حملتها على ظهري وحبست نفسي عليها، فقال عمر: انها كانت تصنع ذلك
بك وهي تتمنى بقائك، وانت تصنع ذلك بها وتتمنى فراقها، فهل يستوون يا عباد الله
؟
لامك حق لو علمت كبير *** كثيرك يا هذا لديه يسير.
فكم ليله باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها انه وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقه *** فكم غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الاذى بيمينها *** ومن ثدييها شرب لديك نمير
وكم مره جاعت واعطتك قوتها *** حنوا واشفاقا وانت صغير
فضيعتها لما اسنت جهاله *** وطال عليك الامر وهو قصير
فاه لذي عقل ويتبع الهوى *** وواها لاعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فانت لما تدعو اليه فقير
ذكر الشيخ الدكتور المطلق في اذاعه القران الكريم هذه القصه القصيره المؤثرة، ان رجلا تزوج
بامراه وسرعان ما نشبت الخلافات بين امه وزوجته
ودامت هذه المشاكل كثيرا، فلما يئس من حلها وقطع الامل في اصلاحها قرر ان يذهب
بامه الى شعب فيه ذئاب كيف تاكلها الذئاب ويستريح من امه، فاخذ امه وذهب بها
حتى اتى الشعاب فوضعها ثم مضى، وفي الطريق افاق من غفلته وادرك فداحه عمله وقبيح
جرمه، فعاد الى امه مسرعا، ولكن متنكرا متلثما، فلم راته امه ولم تعرفه قالت له
: يا اخي، ارجوك ادرك ولدي، ذهب من هذا الطريق، اني اخاف عليه من الذئاب
.لا اله الا الله، ما هذه الحنان، وما هذه الرحمة، وما هذا الذي يقابله من
العقوق والاجرام؟!
رجل خلف ثلاثه ابناء، جمع الاموال، وبنا العمارات، وزوج ابنائه الثلاثه من ثلاث اخوات، وكبر
الاب، وماتت زوجته، فسكن مع ابنائه حتى بلغ من الكبر عتيا، ورد الى ارذل العمر،
واصبح لا يعلم من بعد علم شيئا، فابدت البنات حينها تضجرا وتذمرا من ابي ازواجهم،
وبعد الحاح من الزوجات قرر الابناء ان يذهبوا بابيهم الى الملجا وهناك اخبروا المدير انهما
وجدوه في الطريق وانه تبين لهم، انه معتوه، فاتوا به الى الملجا يبتغون الاجر من
الله، فشكرهم المدير على فعلهم الجميل، ولما خرجوا من الملجا قالوا للحارس: اذا مات ذلك
الشخص فاتصل بنا فنحن سنتبرع بامور كفنه ودفنه لوجه الله، وعرضوا عليه جزءا من المال
ان هو اتصل بهم، وفي مساء ذلك اليوم اخذا الاب المسكين ينادي زوجات ابنائه
: يا فلانه، يا فلانه، هاتوا الابريق لاتوضا، فقال له رجل بجواره: من فلانه هذه،
انك في ملجا المسنين، وهنا افاق الرجل ورد الله اليه عقله، فاخذ يسال: من اتى
بي الى هذا المكان؟ فقيل له: ثلاث رجال شهام كرام، فلما عرف صفاتهم، قال: هؤلاء
ابنائي، ثم طلب اللقاء مع مدير الملجا، ثم تبرع للملجا بجميع ما يملك من عقارات
وعمارات، واحضر مدير التسجيل؛ لانه رفض ان يخرج من الملجا الا ميتا، وصدق على الاوراق،
واشترط ان يخرج جميع الساكنون من عماراته ولو عرضوا دفع الايجار، ثم ما لبث الرجل
ان مات بعدها بيومين، اذ لم يحتمل الصدمة، وسمعه جيرانه وهو يلفظ انفاسه الاخيره ويقول:
اللهم اشهد اني غاضب عليهم، اللهم كما حرمتهم من نعيم الدنيا فاحرمهما من نعيم الاخرة،
اللهم لا ترني وجوههم في الاخره الا وهي ملتهبه بالنيران، اللهم، اللهم . حتى فارق
الحياه .اتصل الحارس بالابناء، فجاءوا مسرعين، وبعد ان دفنوه عادوا فرحين كي يتقاسموا الارث، فاذا
بالشرطه قد سبقتهم تبلغهم بمغادره الشقق؛ لانها اصبحت في ملك الملجا، فلما تحققوا من الامر
طلبوا البقاء على ان يدفعوا الاجرة، فقالت الشرطه : هناك شرط بعدم البقاء ولو دفعتم
مليونا، فنظر الرجال والنساء لبعضهم نادمين كل يلقي اللوم على الاخر
اللهم اصلح ابناء المسلمين