لماذا تزوج الرسول 9 نساء
السؤال : لماذا تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم مجموعه من النساء؟
الجواب:
الحمد لله
“لله الحكمه البالغة، ومن حكمته: انه سبحانه اباح للرجال في الشرائع السابقه وفي شريعه نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم ان
يجمع في عصمته اكثر من زوجة، فلم يكن تعدد الزوجات خاصا بنبينا محمد صلى الله
عليه وسلم، فقد كان ليعقوب عليه الصلاه
والسلام زوجتان، وجمع سليمان بن داود عليه الصلاه والسلام بين مائه امراه الا واحدة، وطاف
عليهن في ليله واحدة؛ رجاء ان
يرزقه الله من كل واحده منهن غلاما يقاتل في سبيل الله.
وليس هذا بدعا في التشريع، ولا مخالفا للعقل، ولا لمقتضى الفطرة، بل هو مقتضى الحكمة،
فان النساء اكثر من الرجال حسب ما دل عليه الاحصاء المستمر، وان الرجل قد يكون
لديه من القوه ما يدعوه الى ان يتزوج اكثر من واحده لقضاء وطره في الحلال
بدلا من قضائه في الحرام، او كبت نفسه، وقد يعتري المراه من الامراض او الموانع؛
كالحيض والنفاس، ما يحول بين الرجل وبين قضاء وطره معها، فيحتاج الى ان يكون لديه
زوجه اخرى يقضي معها وطره بدلا من الكبت، او ارتكاب الفاحشة، واذا كان تعدد الزوجات
مباحا ومستساغا عقلا وفطره وشرعا، وقد وجد العمل به في الانبياء السابقين، وقد توجبه الضرورة،
او تستدعيه الحاجه احيانا، فلا عجب ان يقع ذلك من نبينا محمد صلى الله عليه
وسلم. وهناك حكم اخرى لجمعه بين زوجات، ذكرها العلماء،
منها: توثيق العلاقات بينه وبين بعض القبائل، وتقويه الروابط عسى ان يعود ذلك على الاسلام
بالقوة، ويساعد على نشره؛ لما في المصاهره من زياده الالفة، وتاكيد اواصر المحبه والاخاء.
ومنها: ايواء بعض الارامل وتعويضهن خيرا مما فقدن، فان في ذلك تطييبا للخواطر، وجبرا للمصائب،
وشرع سنه للامه في نهج سبيل الاحسان الى من اصيب ازواجهن في الجهاد ونحوه.
ومنها: رجاء زياده النسل؛ مسايره للفطرة، وتكثيرا لسواد الامة، ودعما لها بمن يؤمل ان ينهض
بها في نصر الدين ونشره.
ومنها: تكثير المعلمات والموجهات للامه مما تعلمنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلمنه
من سيرته الداخلية.
وليس الداعي
الى جمعه صلى الله عليه وسلم مجرد الشهوة؛ لما ثبت من ان النبي صلى الله
عليه وسلم لم يتزوج بكرا ولا صغيره الا عائشه رضي الله عنها وبقيه نسائه ثيبات،
ولو كانت شهوته تحكمه، والغريزه الجنسيه هي التي تدفعه الى كثره الزواج وتصرفه- لتخير الابكار
الصغيرات، لاشباع غريزته، وخاصه بعد ان هاجر وفتحت الفتوح، وقامت دوله الاسلام، وقويت شوكه المسلمين،
وكثر سوادهم، ومع رغبه كل اسره في ان يصاهرها، وحبها ان يتزوج منها، ولكنه لم
يفعل، انما كان يتزوج لمناسبات كريمة، ودواع سامية، يعرفها من تتبع ظروف زواجه بكل واحده
من نسائه.
وايضا : لو كان شهوانيا لعرف ذلك في سيرته ايام شبابه وقوته يوم لم يكن
عنده الا زوجته الكريمه خديجه بنت خويلد وهي تكبره سنا، ولعرف عنه الانحراف والجور في
قسمه بين نسائه وهن متفاوتات في السن والجمال، ولكنه لم يعرف عنه الا كمال العفه
والامانه في عرضه وصيانته لنفسه، وحفظه لفرجه في شبابه وكبر سنه، مما يدل على كمال
نزاهته، وسمو خلقه، واستقامته في جميع شؤونه، حتى عرف بذلك، واشتهر بين اعدائه. وبالله التوفيق،
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم” انتهى .
اللجنه الدائمه للبحوث العلميه والافتاء
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ
عبد الله بن قعود ، الشيخ عبد الله بن غديان