زواج بدون حب لماذا زاد الاقبال على الزواج بدون حب
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة متزوجة منذ ثلاثة اشهر،
وما زالت متعلقة بشاب غير زوجها كانت تحبة ايام الجامعة و لكنة لم يتقدم لها،
وهي الان لا تشعر
بالحب تجاة زوجها،
وتسال: هل سينجح الزواج بدون حب؟
♦ تفاصيل السؤال:
وبركاته.
انا بنت فالعشرينيات من عمري،
متزوجة منذ ثلاثة اشهر،
مشكلتى انه منذ ايام الجامعة – قبل الزواج – كان هنالك شاب معجب بي،
تغيرت حياتي منذ ان عرفت ذلك،
فاحببتة و تعلقت به،
واصبح يشغل تفكيري،
وكلما حاولت اخراجة من راسي تمسكت فيه اكثر و اكثر.
كنت على ثقة من انه يحبني،
وكان هذا و اضحا فتصرفاته،
انتظرتة ليتقدم الي،
لكن مرت سنتان و لم يحدث شيء،
وانا ازداد تعلقا فيه يوما بعد يوم!
مررت بازمة نفسية،
ويعلم الله كم قاسيت!
بكيت بكاء شديدا،
واصبت بالارق،
وفقدت شهيتي،
ومللت الحياة،
واحسست انها نهايتي،
كانت الدنيا ظلاما امامي،
ولولا كرم الله و رحمتة بى لهلكت.
تقدم لى شاب متدين خلوق،
لدية جميع المؤهلات التي تجعلة زوجا مثاليا،
صليت استخارة،
وقبلتة زوجا لي.
كنت اصارع نفسي لانسي هذا الماضي،
والحمد لله نسيت منه الكثير،
لكن ما زال قلبي متالما بذلك الحب القديم،
لم اشعر بالحب الجديد مع زوجي،
ولم اشعر بشيء تجاهه،
مع ان اخلاقة عالية و هو متفهم جدا.
فى الفترة الاخيرة عاودنى الحنين الى هذا الاحساس القديم الذي مررت به،
لكنى كثيرا ما احاول ان ابعد قلبي و احساسى لئلا اتذكر،
واعود و استغفر و اقلع عن الفكرة،
واحاول ازالتها من راسي.
اتمني ان ياتى اليوم الذي احب به زوجي،
اتمني ان اشعر بذلك الاحساس الرائع الذي احسست فيه من قبل.
ارجو ان تدلوني: هل حقا الزواج بدون حب سينجح و سيثمر حبا؟
الجواب
نشكر لك ثقتك فشبكة الالوكة،
ونتمني ان نكون عند حسن ظنكم.
اعلمي – اخيتى – ان الله سبحانة يختار للعبد ما هو خير له،
وقد يصبح زواجك بداية خير و حياة سعيدة!
قال تعالى: ﴿ و عسي ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسي ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لا تعلمون ﴾ [البقرة: 216]،
فمن اسرار هذي الاية انه اذا فوض الانسان امرة الى ربه،
ورضى بما يختارة له،
امدة فيما يختارة له بالقوة عليه و العزيمة و الصبر،
وصرف عنه الافات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه،
واراة من حسن عواقب اختيارة له ما لم يكن ليصل الى بعضة بما يختارة هو لنفسه.
اختي الغالية،
من الله عليك بزوج مثالي،
وصفاتة حسب ما ذكرت رائعة،
فلماذا تجعلين الماضى يخيم عليك،
ويستحوذ على ذهنك و ياخذ من تفكيرك؟!
فكرى بعقلك،
وتجاهلي عاطفتك قليلا،
كان الحب من طرفك انت،
وهو لم يصرح لك بذلك،
فقد قلت: انه لم يتقدم لك اثناء السنتين،
وذلك يدل على انه لا يفكر فالارتباط بك بشكل جاد،
ولكنها اوهام قبلها عقلك،
وصدقها قلبك،
عشت عليها فترة السنتين،
وما زال هنالك بقايا من هذي الاوهام.
قلت: انك على ثقة من حبة لك،
لكنة لم يصرح بذلك،
فيبقي احساسك اوهاما!
عزيزتي،
عليك بنسيان الماضى و تجاهلة تماما،
واعتبارة فترة من الحياة مضت بك الى خير،
واستفدت منها حصولك على شهادة علمية،
ومنها للدرجات العالية ان شاء الله.
اخيتي،
الحياة الزوجية استقرار متكامل للنفس و الجسد،
وليست مجرد نزوة،
او علاقات عابرة،
وانما ميثاق غليظ،
ومودة و رحمة بين الزوجين.
اخيتي،
تدفق مشاعرك لشخص لا يستحقها فالفترة الماضية جعلك لا تجدين ذلك الاحساس و الشعور مع زوجك الان،
لكن مع مرور الوقت ستعود مشاعرك احسن و اقوى،
وخاصة ان ذلك الارتباط ارتباط شرعي،
بعدين ستجدين نفسك تحبين زوجك،
ولا تستطيعين الاستغناء عنه.
اعلمي اختي ان العلاقة بين الزوجين لا تعني المشاعر فقط،
وانما هي حلقة مكونة من اجزاء،
وكل جزء مكمل للاخر،
والحب جزء منها؛
لذا لا يكن جل اهتمامك بالحب فقط،
بل ركزى على الايجابيات التي يتحلي فيها زوجك،
وقد ذكرت منها ما يكفى ان يصبح مستحقا لك،
اشغلى نفسك بقراءة جميع ما هو جديد فالحياة الزوجية؛
من كتب،
ومقالات،
ومواقع الانترنت،
التى تفيدك فتعزيز العلاقة بينكما.
تمسكى بزوجك ما دامت هذي صفاته،
ولا تجعلى ما ضيا عقيما و وهما زائفا يؤثر فعلاقتك به،
ولا تجعلى للشيطان عليك سبيلا،
فهو حريص على ايقاع العداوة و البغضاء بين المؤمنين ليفترقوا،
وهو يسلك جميع سبيل ليصل الى هدفه،
بل ان من الاعمال المحببة الية التفريق بين الرجل و زوجته،
فبضعف الاسرة يضعف المجتمع و يضعف افراده،
وفى الحديث عن رسول الله – صلى الله عليه و سلم – قال: ((ان ابليس يضع عرشة على الماء،
ثم يبعث سراياه،
فادناهم منه منزلة اعظمهم فتنة،
يجيء احدهم فيقول: فعلت هكذا و كذا،
فيقول: ما صنعت شيئا،
ثم يجيء احدهم فيقول: ما تركتة حتي فرقت بينة و بين امراته،
قال: فيدنية منه،
ويقول: نعم انت))؛
رواة مسلم.
كذلك احب ان اشير الى نقطة مهمة،
وهي ان تتاكدى ان ما يحدث لك الان ربما يصبح بوادر حمل،
وهذه اعراض الوحم التي تحس فيها اي امراة تجاة زوجها فحملها الاول.
اخيتي،
سياتى اليوم الذي تحبين به زوجك،
وسيرزقك الله بامرة بالذرية الصالحة التي تملا حياتكم سعادة باذنة سبحانه.
تمنياتى لك بحياة زوجية سعيدة،
ومستقبل مشرق
- صور زواج بدون حب
- الزواج من غير حب
- رواية عبير الزواج بالقوة
