تعليم الصلاة للصغار , حبب طفلك في الصلاة بطريقة بسيطة

تعليم الصلاة للصغار , حبب طفلك في الصلاة بطريقة بسيطة

ايها الاب الكريم .. ايتها الام الحنون

ان اولادنا امانه عندنا، وهبها الله تعالى ايانا، وكم نتمنى جميعا ان يكونوا صالحين، وان
يوفقهم الله في حياتهم دينيا ودنيويا.

تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته” واولادك
سوف تسال عنهم، وتذكر دعاء المؤمنين “ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قره اعين واجعلنا
للمتقين اماما”

وفي اسلوب معامله اولادنا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: “لاعبوا اولادكم
سبعا وادبوهم سبعا وصاحبوهم سبعا” ولنعلم ان اولادنا في حاجه لامور كثيره :
1- هم في حاجه للحب
2- وفي حاجه للتقدير
3- وفي حاجه للحرية
4- وفي حاجه للنجاح

ايها الاب الكريم .. ايتها الام الحنون ..

انتم النماذج لاولادكم، وتذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اذا مات ابن ادم انقطع
عمله الا من ثلاث .. الحديث ” ومنهم ولد صالح يدعو له .. فليكن هدفنا
ان يكون اولادنا صالحين واذكروا معي قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما اعطي بيت
الرفق الا نفعهم ولا منعهوه الا ضرهم”

الصلاه نور
فلنستمع معا بقلوبنا قبل اذاننا الى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “وجعلت قره عيني
في الصلاة” ويبين لنا ان “راس الامر الاسلام وعموده الصلاة” وانها اول ما يحاسب عليه
العبد يوم القيامه من عمله.
ولنذكر جميعا وصيه النبي صلى الله عليه وسلم عند الوفاة: “الصلاه وما ملكت ايمانكم”

كيف نعود اولادنا على الصلاه ؟
قال تعالى: “وامر اهلك بالصلاه واصطبر عليها”
ايها الاب .. ايتها الام
* لقد علمنا مكانه الصلاه في الاسلام لذلك يجب علينا ان نعلم ان تعويد الطفل
الصلاه هدف حيوي في التربيه الايمانيه للطفل.
*ونذكر بان الطفوله ليست مرحله تكليف وانما مرحله اعداد وتدريب وتعويد للوصول الى مرحله التكليف
عند البلوغ فيسهل على الطفل اداء الواجبات والفرائض.

مراحل تعليم الصلاه :
اولا : مرحله تشجيع الطفل على الوقوف في الصلاة
ففي بدايه وعي الطفل يطلب منه الوالدان الوقوف معهما في الصلاة، وقد روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم انه قال: “اذا عرف الغلام يمينه من شماله فمروه بالصلاة” ولنعلم
جميعا ان الابناء في بدايه طفولتهم قد يمرون من امام المصلين او يجلسون امامهم وقد
يبكون، فلا حرج على الوالد او الوالده في حمل طفلهم في الصلاه حال الخوف عليه،
خاصه اذا لم يكن في البيت من يلاعبه.
ويجب الا ننهر الطفل في هذه المرحله عما قد يحدث منه للمصلي.

ثانيا : مرحله ما قبل السابعة
1- تعليم الطفل بعض احكام الطهاره البسيطه مثل اهميه التحرز من النجاسه كالبول وغيره وكيفيه
الاستنجاء واداب قضاء الحاجة، وضروره المحافظه على نظافه جسمه، وملابسه، مع شرح علاقه الطهاره بالصلاة.

2- تعليم الطفل الفاتحه وبعض قصار السور استعدادا للصلاة.
3- تعليمه الوضوء، وتدريبه على ذلك عمليا كما كان يفعل الصحابه رضوان الله عليهم مع
ابنائهم.
4- وقبل السابعه نبدا تعليمه الصلاه وتشجيعه ان يصلي فرضا او اكثر يوميا مثل صلاه
الصبح قبل الذهاب الى المدرسة، ولا نطالبه في سن السابعه بالفرائض الخمس جمله واحدة.
5- نذكر باهميه اصطحاب الطفل الى صلاه الجمعه بعد ان نعلمه اداب المسجد، فيعتاد الطفل
اقامه هذه الشعائر ويشعر بدايه دخوله المجتمع واندماجه فيه.

ثالثا: مرحله ما بين السابعه والعاشرة
ففي الحديث : “مروا اولادكم بالصلاه وهم ابناء سبع واضربوهم عليها وهم ابناء عشر، وفرقوا
بينهم في المضاجع” يتعلم الطفل هذا الحديث، وهو الان يعرف انه قد بدا مرحله المواظبه
على الصلاه ولهذا ينصح بعض المربين ان يكون يوم بلوغ الطفل السابعه من عمره حدثا
متميزا في حياته.
لقد خصص النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات متواصله لتاصيل الصلاه في نفوس الابناء،
ونكرر طلب الصلاه من الطفل باللين والرفق والحب وبنطره حسابيه نجد ان عدد التكرار قد
يصل خلال هذه الفتره الى اكثر من 5000 مره في الثلاث سنواتز
اي ان الوالدين يذكرون اولادهم ويدعونهم الى الصلاه في هذه الفتره ومع اول حياتهم، وهذا
يوضح لنا اهميه التكرار في العمليه التربويه بما يناسب من بشاشه الوجه وحسن اللفظ وهذا
هو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: “حافظا على ابنائمن في الصلاة،
وعودوهم الخير فان الخير عادة” فكل الخير يكتسب بالتعود.
وينشا ناشء الفتيان منا.. على ما كان عوده اباه
وخلل هذه الفتره يتعلم الطفل احكام الطهاره وصفه صلاه النبي صلى الله عليه وسلم وبعض
الادعيه الخاصه بالصلاه وسيظل الوالدان القدوه العمليه امام الطفل دائما.

رابعا : مرحله الامر بالصلاه والضرب على تركها
من الضروري ان نكرر دائما -في مرحله السابعة- على مسمع الطفل حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم الذي حدد مبدا الضرب بعد العاشره تحذيرا من التهاون في الصلاة، فاذا
ما اصر بعد ذلك على عدم المداومه على الصلاه فلا بد ان يعاقب بالضرب، ولكن
يظل الضرب معتبرا بالشروط التي حددها لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
اذا نشا الطفل في بيئه صالحه واهتم والداه بكل ما ذكرنا وكانا قدوه له في
المحافظه على الصلاة، فانه من الصعوبه الا يرتبط الطفل بالصلاه ويحرض عليها خاصه مع التشجيع
المعنوي والمادي.
وفي هذه المرحله (بعد العاشرة) يجب على الوالد والوالده ومن يقوم بتربيه الاولاد ان يعلموهم
احكام صلاه الجماعه وصلاه السنن والوتر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم انس
بن مالك رضي الله عنه صلاه الاستخاره رغم صغر سنه.
كما يجب الاهتمام بصلاتي الفجر والعشاء في هذه المرحلة، وتعويد الطفل على المداومه على كل
الفرائض مهما كانت الاسباب، خاصه اثناء الامتحانات “ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى
القلوب” فاذا فاتته صلاه ناسيا فليصلها متى ذكرها، وان فاتته تكاسلا فلنعلمه ان يسارع بالاستغفار
وان يعمل بعض الحسنات كالصدقات من مصروفه وغير ذلك من اعمال الخير لعل الله يغفر
له “واتبع السيئه الحسنه تمحها” وننبه بعد ذلك الى ضروره اتفاق الوالدين على الخطوات السابقه
وتعاونهما معا على ان يكونا قدوه للطفل في كل لحظة، وعلى الوالدين ان يكثرا من
هذا الدعاء “رب اجعلني مقيم الصلاه ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء” و ” ربنا عب
لنا من ازواجنا وذرياتنا قره اعين واجعلنا للمتقين اماما”
نصائح للوالدين :
1- على الاب والام ان يرى ابنهما فيه دائما يقظه الحس نحو الصلاه فمثلا:
ا) اذا اراد ابنك ان يستاذن للنوم قبل العشاء، فليسمع منك وبدون تفكير او تردد
“لم يبق على صلاه العشاء الا قليل نصلي معا ثم تنام باذن الله”
ب) واذا طلب الاولاد منكم الذهاب للنادي او زياره احد الاقارب وقد اقترب وقت المغرب
فيسمعون منكم: “نصلي المغرب اولا ثم نخرج”
ج) ومن وسائل ايقاظ الحس بالصلاه لدى الاولاد، ان يسمعوا منكم ارتباط المواعيد بالصلاه فمثلا
سنقابل فلانا في صلاه العصر، وسيحضر لزيارتنا بعد صلاه المغرب.

2- الاسلام يحث على الرياضه التي تحمي البدن وتقويه، فالمؤمن القوي خير واحب الى الله
من المؤمن الضعيف، ولكن يجب الا ياتي حب او ممارسه الرياضه على حساب تاديه الصلاه
في وقتها، فهذا امر مرفوض.

3- اذا حدث ان مرض الصغير بعد سن العاشره فعليه ان نعوده اداء الصلاه حسب
استطاعته حتى ينشا ويعلم ويتعود انه لا عذر له في ترك الصلاه حتى لو كان
مريضا.واذا كنت في سفر فعليك ان تعلم ولدك رخصه القصر والجمع، وتعلمه نعمه الله في
الرخص وان الاسلام تشريع مملوء بالرحمة.

4- تدرج في تعليم ولدك النوافل بعد ان تعلمه الفرائض.

5- اغرس في ولدك الشجاعه في دعوه زملائه للصلاة، والا يجد حرجا في انهاء مكالمه
تليفونيه او حديث مع شخص او غير ذلك من اجل ان يلحق بالصلاه جماعه بالمسجد،
وايضا اغرس فيه الا يسخر من زملائه الذين يهملون اداء الصلاه بل يدعوهم الى هذا
الخير.

يوم الجمعه : حاول ان تجلس مع زوجتك كل يوم جمعه للقيام بسنن الجمعه من
قراءه سوره الكهف والاكثار من الاستغفار والصلاه على النبي صلى الله عليه وسلم ولينشا الاطفال
بينكما وانتما على هذا الخير ثم يشتركون معكما.

صلاه العيدين والاستسقاء وغيرها
احرص ان يحضر معك اولادك هذه الصلوات، فيتعلق امر الصلاه بقلبه وردد امامه انك صليت
الاستخارة، وصلاه الحاجه وسجدت سجود الشكر.

ايها الاب الكريم .. ايتها الام الحنونة
استخدما كل الوسائل المباحه شرعا لغرس الصلاه في نفوس اولادكما من ذلك :
* المسطره المرسوم عليها كيفيه الوضوء والصلاة
* اذا كنت تعلم اولادك الحساب وجدول الضرب استخدم الصلاه لبيان ذلك مثل: رجل صلى
ركعتين ثم صلى الظهر اربع ركعات فكم ركعه صلاها؟ وهكذا، واذا كان كبيرا فمن الامثله
رجل بين بيته والمسجد 500 متر وهو يقطع في الخطوه الواحده 40 سم فكم خطوه
يخطوها حتى يصل الى المسجد في الذهاب والعودة؟ واذا علمت ان الله يعطي عشر حسنات
على كل خطوه فكم حسنه يحصل عليها؟
* اشرطه الفيديو والكاسيت التي تعلم الوضوء والصلاه وغير ذلك مما اباحه الله.

الام الحنون :
هذه ابنتك الغاليه تنشا بين يديك، فاجعليها ترى منك حسن المراقبه لله عز وجل، فاذا
سمعت الاذان فاسرعي بانهاء الاعمال التي معك حتى تؤدي الصلاه في اول وقتها.
واهتمي بحجاب ابنتك وغرس اهميه ذلك الحجاب عليها منذ الصغر وان تستر جسدها من النظرات
الشهوانيه التي يطلقها اصحاب الشهوات سهاما من اسهم الشيطان.

ايها الاب الكريم .. ايتها الام الحنون ..
ليكن اساسنا ونحن نعلم اولادنا الصلاه “وامر اهلك بالصلاه واصطبر عليها” وهذا الصبر مطلوب باستمرار
صغارا كانوا ام كبارا، ولنسارع من الان، لان التعليم من الصغر كالنقش على الحجر.

واهتم وانت تعلم اولادك الصلاه ما يلي:
1- ترديد الاذان مع المؤذن والدعاء بعده.
2- دعاء الخروج من المنزل لاداء الصلوات في المسجد.
3- دعاء دخول المسجد والخروج منه.
4- دعاء دخول الخلاء والخروج منه.
5- التسبيح بعد كل صلاه وغير ذلك من الامور المبينه في الكتب الموسعه في شرح
الصلاه وفرائضها وسننها واعمالها القلبية.
كما يجب التحذير من اداء الصلاه بطريقه نقر الغراب او السرقه من الصلاه فضلا على
ان تبين له حرمه ترك الصلاه وعقوبه تاركها.

كيف نعامل الاطفال ؟!
* لقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الستخدام الرفق في كل شيء،
وقال: “الراحمون يرحمهم الله، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء” فليكن شعارنا هو
الرفق والرحمة.
* على كل من يوجه الاطفال ان يتجنب كثره الاوامر.
* يجب ان يثاب الطفل على السلوك الطيب بجوائز معنويه مثل اظهار الرضا، او اخرى
مادية.
* في حاله خطا الطفل لا بد ان ينبه الى خطئه برفق ولين ويتم التصحيح.

*اذا كرر الخطا عده مرات فيمكن حرمانه من بعض ما يحب، فاذا استمر فيمكن اللجوء
الى اسلوب الزجر ولكن دون اهانه او تحقير وبخاصه امام الاقارب والاصدقاء لان ذلك يؤدي
الى الشعور بالنقص.

العقوبه البدنيه :
ونتيجتها سريعه فهي تؤدي الى نظام ظاهري سطحي يخدع ويغري الوالد بسرعه اللجوء اليها وهذا
خطا، ولاستخدام ذلك شروط :
1- الضرب للتاديب كالملح للطعام لا بد ان يكون قليلا حتى لا يفقد قيمته.
2- ان يكون غير شديد ولا مؤذ.
3- لا تضرب وانت في حاله الغضب الشديد خوفا من الحاق الضرر بالولد.
4- تجنب الاماكن الحساسه كالراس والوجه والصدر والبطن.
5- لا تزيد الضربات على ثلاث اذا كان الولد دون الحلم.
6- قم بذلك بنفسك ولا تتركه لاحد.
7- من الخطا ايضا عدم ايقاع العقاب بعد التهديد.
8- يجب نسيان ما يتعلق بالذنب بعد توقيع العقوبه مباشرة.
9- لا ترغم الطفل على الاعتذار بعد توقيع العقوبه مباشره لان في ذلك اذلالا له.

10- كما يجب الا نطلب من الطفل عدم البكاء بعد العقوبه لانه ربما يبكي بسبب
احساسه بالالم.

اخي الوالد الكريم .. اختي الام الحنون ..
لنتذكر دائما قول الله تعالى : “رب اجعلني مقيم الصلاه ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء”

وقوله تعالى : “ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قره اعين واجعلنا للمتقين اماما”

هذا وما كان من خطا او تقصير في هذه الرساله فمني والشيطان
وما كان من صواب فمن الله سبحانه وتعالى

والحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين

و وبركاته