تعليم السحر الحقيقي واستعماله

تعليم السحر الحقيقي و استعماله

واستعماله تعليم السحر الحقيقي 20160708 692

موعدنا اليوم مع اية من كتاب الله،
نطوف حولها،
ننظر ما امرنا الله بها لنمتثله؛
تطبيقا عمليا لشهادتنا ان لا الة الا الله.

انها اية تدلنا على موبقة من الموبقات،
انتشرت و ذاعت فالامة،
وهي مخالفة لها تاريخ طويل منتشر بين الامم؛
فقد ما رسها اهل “بابل”،
واهل “فارس”،
واهل “مصر”،
وغيرها من البلاد فالتاريخ القديم و الحديث

ان الاية تحدثنا عن مهلكة،
ان و قعنا بها لربما دمرت بيوتنا،
وفرق بيننا و بين اهلنا؛
بل انها ربما تحول – بقضاء الله – السعادة الى تعاسة و شقاء.

موعدنا مع قول الله -تعالى-: ﴿ و اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما انزل على الملكين ببابل هاروت و ما روت و ما يعلمان من احد حتي يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون فيه بين المرء و زوجة و ما هم بضارين فيه من احد الا باذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراة ما له فالاخرة من خلاق و لبئس ما شروا فيه انفسهم لو كانوا يعلمون ﴾ [البقرة: 102].

واستعماله تعليم السحر الحقيقي 20160708 693

اولا: تعريف السحر:

السحر لغة: جميع شيء خفى سببة و لطف و دق؛
و لذا تقول العرب فالشيء الشديد الخفاء: اخفي من السحر،
وتصف ملاحة العين بالسحر؛
لانها تصيب القلوب بسهامها فخفاء،
كما يوصف البيان بالسحر،
ومنة قوله -صلي الله عليه و سلم-: ((انمن البيانلسحرا))

اما اصطلاحا،
فقد قال ابن قدامة:

“هو: عقد و رقي و كلام يتكلم به،
او يكتبه،
او يعمل شيئا يؤثر فبدن المسحور،
او قلبه،
او عقله،
من غير مباشرة له.

ولة حقيقة،
فمنة ما يقتل،
وما يمرض،
وما ياخذ الرجل عن امراتة فيمنعة و طاها،
ومنة ما يفرق بين المرء و زوجه،
وما يبغض احدهما الى الاخر،
او يحبب بين الاثنين”؛
اه.

واستعماله تعليم السحر الحقيقي 20160708 694

ثانيا: حقيقة السحر:

ذهب الجمهور الى ان السحر ثابت و له حقيقة،
وعلي ذلك اهل الحل و العقد الذين ينعقد بهم الاجماع[5].

قال القرافي: “السحر له حقيقة،
وقد يموت المسحور او يتغير طبعة و عاداته،
وان لم يباشره،
وبة قال الشافعى و ابن حنبل”[6]،
وخالف فهذا بعض الشافعية،
والحنفية،
وابن حزم[7].

والتحقيق ان يقال: ان من السحر ما هو حقيقة،
ومنة ما هو تخييل [8]،
وسياتى بيانة فانواع السحر.

 

من الادلة على ان السحر حقيقة:

قال -تعالى-: ﴿ و اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما انزل على الملكين ببابل هاروت و ما روت و ما يعلمان من احد حتي يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون فيه بين المرء و زوجة و ما هم بضارين فيه من احد الا باذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراة ما له فالاخرة من خلاق و لبئس ما شروا فيه انفسهم لو كانوا يعلمون ﴾ [البقرة: 102].

فاذا لم يكن للسحر حقيقة،
فماذا يعلمون؟
وماذا يتعلم الناس؟
ويكفى فالدلالة على المطلوب تصريح النص القرانى بان الساحر يفرق بين المرء و زوجه،
وانة يضر بسحرة الناس[9].

قال -تعالى-: ﴿ و من شر النفاثات فالعقد ﴾ [الفلق: 4]،
والنفاثات فالعقد: الساحرات اللواتى يعقدن فسحرهن،
وينفثن عليه،
فلولا ان للسحر حقيقة لما امر الله بالاستعاذة منه[10].

عن عائشة قالت: “سحر رسول الله-صلي الله عليه و سلم- يهودى من يهود بنى زريق يقا لله: لبيد بن الاعصم،
قالت: حتي كان رسول الله-صلي الله عليه و سلم- يخيل الية انه يفعل الشيء و ما يفعله.

حتي اذا كان ذات يوم- او ذات ليلة – دعا رسول الله-صلي الله عليه و سلم- بعدها دعا،
ثم دعا،
ثم قال: ((ياعائشة،
اشعرت ان الله افتانى فيما استفتيتة فيه؟
جاءنى رجلان،
فقعد احدهما عند راسي و الاخر عند رجلي،
فقال الذي عند راسي للذى عند رجلي- او الذي عند رجلي للذى عند راسي -: ما وجع الرجل؟

قال: مطبوب،
قال: منطبه؟
قال: لبيد بن الاعصم،
قال: فياى شيء؟
قال: فيم شطوم شاطة،
قال: و جف طلعة ذكر،
قال: فاين هو؟
قال: فيبئر ذياروان)).

قالت: فاتاها رسول الله-صلي الله عليه و سلم- فاناس من اصحابه،
ثم قال: ((ياعائشة،
والله،
لكان ما ءها نقاعة الحناء،
ولكان نخلها رؤوس الشياطين))،
قالت: فقلت: يا رسولالله،
افلا احرقته،
قال: ((لا،
اما انا،
فقد عافانى الله،
وكرهت ان اثير على الناس شرا،
فامرت فيها فدفنت))[

استدل القرافى بالاجماع،
فقال: “وكان السحر و خبرة معلوما للصحابة – رضوان الله عليهم – و كانوا مجمعين عليه قبل ظهور القدرية”اه

واستعماله تعليم السحر الحقيقي 20160708 53

ثالثا: نوعيات السحر[

ذكر بعض العلماء نوعياته،
واوصلوها الى ثمانية،
ومن اشهرها:

1 – الاستعانة بالارواح الارضية:

اي: تسخير الجن و استخدامهم،
والجن المذكورون قسمان: مؤمنون،
وكافرون: و هم الشياطين.

2 – عبادة الكواكب:

وهو سحر الكلدانيين و نحوهم،
الذين كانوا يزعمون ان الكواكب هي المدبرة لهذا العالم،
ومنها تصدر الخيرات و الشرور،
والسعادة و النحوسة،
وهم الذين بعث الله -تعالى- ابراهيم – عليه السلام – مبطلا لمقالتهم،
ورادا عليهم.

3 – الاوهام و النفوس القوية:

يستدل على تاثير الوهم بان الانسان يمكنة ان يمشي على الجسر المقال على و جة الارض،
ولا يمكنة المشي عليه اذا كان ممدودا على نهر و نحوه،
وما ذاك الا ان تخيل السقوط متي قوي اوجبه.

واجتمعت الاطباء على نهى المرعوف عن النظر الى الحاجات الحمر،
والمصروع عن النظر الى الحاجات القوية اللمعان و الدوران؛
وما ذاك الا ان النفوس خلقت مطيعة للاوهام.

4 – التخيلات و الاخذ بالعيون:

مبنى ذلك النوع على ان القوة الباصرة ربما تري الشيء على خلاف ما هو عليه فالحقيقة؛
لبعض الاسباب العارضة؛
ولاجل ذلك كانت اغلاط البصر كثيرة،
الا تري ان راكب السفينة اذا نظر الى الشط،
راي السفينة و اقفة،
والشط متحركا.

فالحاذق بالشعبذة يخرج عمل شيء يذهل اذهان الناظرين له،
وياخذ عيونهم اليه،
حتي اذا استغرقهم الشغل بذلك الشيء؛
بالتحديق و نحوة – عمل شيئا احدث عملا بسرعة شديدة،
وحينئذ يخرج لهم شيء غير ما انتظروه،
فيتعجبون منه جدا،
ولو انه سكت و لم يتكلم بما يصرف الخواطر الى ضد ما يريد عمله،
ولم تتحرك النفوس الى ما يريد اخراجه،
لفطن الناظرون لكل ما يفعله.

مثاله: سحر سحرة فرعون؛
فهو تخييل و اخذ بالعيون،
كما دل عليه قوله -تعالى-:﴿ فاذا حبالهم و عصيهم يخيل الية من سحرهم انها تسعي ﴾ [طه: 66] فاطلاق التخييل فالاية على سحرهم نصف صريح فذلك.

وقد دل على هذا كذلك قوله -تعالى-: ﴿ قال القوا فلما القوا سحروا اعين الناس و استرهبوهم و جاؤوا بسحر عظيم ﴾ [الاعراف: 116]؛
لان ايقاع السحر على اعين الناس فالاية يدل على ان اعينهم تخيلت غير الحقيقة الواقعة،
والعلم عند الله – تعالى.

5 – الاستعانة بخواص الادوية:

بعض السحرة الذين يدعون القدرة على فعل الامور الخارقة،
يستخدمون خواص المواد التي خلقها الله مما عرفوا خواصه،
ولم يعلمة بقية الناس.

فمن هذا دخول بعض هؤلاء النار؛
حيث يدهنون جلودهم بمواد لها خاصية مقاومة للنار،
ويلبسون ثيابا لا تحرقها النيران.

وقد يجعلون فطعام من يزعمون انهم سحروهم او اذوهم بطريق السحر – بعض الادوية او الاشربة التي تغير مزاج الانسان،
وقد تبلد عقلة و تمرض جسده،
فمثلا اذا طعام الانسان دماغ حمار تبلد عقله،
وقلت فطنته.

مثاله: دعوي طائفة الرفاعية ان لهم احوالا يدخلون فيها النار،
وان اهل الشريعة لا يقدرون على ذلك،
فعزم شيخ الاسلام على دخول النار معهم بشرط ان يغسلوا اجسامهم قبلها بالخل و الماء الحار؛
لانهم كانوا يطلون جسومهم بادوية يصنعونها مندهن الضفادع،
وباطن قشر النازج،
وحجر الطلق،
وغير هذا من الحيل المعروفة لهم[

رابعا: حكم تعلم السحر و استعماله[

اختلف العلماء فيمن يتعلم السحر و يستخدمه،
فقال بعضهم: انه يكفر بذلك،
وهو قول جمهور العلماء،
منهم ما لك و ابو حنيفة و اصحاب احمد و غيرهم،
وروي[16] عن احمد ما يدل على انه لا يكفر.

وعن الشافعى انه اذا تعلم السحر قيل له: “صف لنا سحرك؛
فان وصف ما يستوجب الكفر،
مثل ما اعتقدة اهل “بابل” من التقرب الى الكواكب السبعة،
وانها تفعل ما يلتمس منها،
فهو كافر،
وان كان لا يوجب الكفر؛
فان اعتقد اباحتة كفر”؛
اه[17].

والتحقيق فهذه المسالة هو التفصيل؛
فان كان السحر مما يعظم به غير الله كالكواكب و الجن و غير هذا مما يؤدى الى الكفر،
فهو كفر بلا نزاع،
ومن ذلك النوع سحر هاروت و ما روت.

وان كان السحر لا يقتضى الكفر كالاستعانة بخواص بعض الحاجات من الدهانات و غيرها،
فهو حرام حرمة شديدة،
ولكنة لا يبلغ بصاحبة الكفر[18].

عن ابي هريرة- رضى الله عنه – عن النبي-صلي الله عليه و سلم- قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات))،
قالوا: يارسول الله،
وما هن؟
قال: ((الشرك بالله،
والسحر،
وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق،
واكل الربا،
واكل ما ل اليتيم،
والتولى يوم الزحف،
وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))[19].

وهنا نحتاج و قفة مع ما فتن فيه العالم فزماننا من قصص “هارى بوتر” الشهيرة،
وهي سلسلة مكونة من سبعة كتب،
كتبتها كاتبة بريطانية تدعي “ج.كرولينج”[20].

خامسا: قتل الساحر:

قتل الساحر ربما يصبح حدا،
وقد يصبح ردة؛
بناء على التفصيل فكفرالساحر،
فمتي حكمنا بكفرة فقتلة ردة،
واذا لم نحكم بكفرة فقتلة حد.

والسحرة يجب قتلهم،
سواء قلنا بكفرهم ام لا؛
لعظم ضررهم،
وفظاعة امرهم،
فهم يفرقون بين المرء و زوجه،
وايضا العكس،
فهم ربما يعطفون فيؤلفون بين الاعداء،
ويتوصلون بذلك الى اغراضهم،
كما لو سحر امراة ليزنيبها،
فيجب على و لى الامر قتلهم دون استتابة؛
لانة حد،
والحد اذا بلغ الامام،
لايستتاب صاحبه؛
بل يقام بكل حال.

فالقول بقتل السحرة موافق للقواعد الشرعية؛
لانهم يسعون فالارض فسادا،
وفسادهم من اعظم الفساد،
واذا قتلوا سلم الناس من شرهم،
وارتدع الناس عن تعاطى السحر[21].

وعليه؛
فلا ينبغى التوقف فقتل الساحر،
سواء قلنا بكفرة ام لم نقل؛
لان ذلك هو الثابت عن اصحاب النبي-صلي الله عليه و سلم-:

عن بجالة قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الاحنف بن قيس،
اذ جاءنا كتاب عمر- قبل موتة بسنة -: اقتلوا جميع ساحر و ساحرة[22].

وعن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة: بلغة ان حفصة زوج النبى -صلي الله عليه و سلم- قتلت جارية لها سحرتها،
وقد كانت دبرتها،
فامرت فيها فقتلت[23].

عن ابي الاسود: ان الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يدية ساحر،
فكان يضرب راس الرجل،
ثم يصيحبه فيقوم خارجا،
فيرتد الية راسه،
فقال الناس: سبحان الله،
يحيى الموتى!

وراة رجل من صالح المهاجرين فنظر اليه،
فلما كان من الغد اشتمل على سيفه،
فذهب يلعب لعبة ذلك،
فاخترط الرجل سيفة فضرب عنقه،
فقال: ان كان صادقا فليحى نفسه[24].

فهذه الاثار التي لم يعلم ان احدا من الصحابة انكرها،
فيها الدلالة على انه يقتل،
ولو لم يبلغ سحرة الكفر؛
لان الساحر الذي قتلة جندب – رضى الله عنه – كان سحرة من نحو الشعوذة و الاخذ بالعيون،
حتي يخيل اليهم انه ابان راس الرجل،
والواقع بخلاف ذلك[25].




 

  • كلمات سحرية حقيقية بالعربية
  • تعلم السحر الحقيقى
  • تعلم السحر الحقيقي
  • تعليم السحر الحقيقي
  • تعليم السحر الحقيقى
  • ادعية لفك التصفيح
  • اعظم دعاء لفك السحر
  • السحر الحقيقي
  • يفرقون به بين المرء و زوجه
  • تعلىم السحر


تعليم السحر الحقيقي واستعماله