كنوز من اقوال الرسول صلى الله عليه و سلم
كان نبى الرحمة محمد – صلى الله عليه و سلم – بليغ الكلام،
فصيح اللسان،
يعبر عن المعاني العظيمة الجليلة،
بالالفاظ القصيرة القليلة،
فقد قال – صلى الله عليه و سلم -: ((بعثت بجوامع الكلم))[1].
فقد حباة الله الحكمة و الهداية،
واتاة جوامع الكلم و فصل الخطاب،
فكانت اقوالة نصوصا فائقة البلاغة عظيمة البيان،
وكان يؤسس العقائد،
ويشرح الشرائع،
ويجمع المواعظ و العبر و النصائح فعبارات عذبة سهلة،
تفتح مغاليق القلوب،
وتهدى العقول و الالباب،
وتحيى النفوس و الضمائر،
وتصلح الاقوام و المجتمعات،
وتقدم لهم خيرى الدنيا و الاخرة.
وهنا اعرض طائفة مختارة من اقوال نبى الرحمة محمد – صلى الله عليه و سلم – ليتدبرها العقلاء و الالباء،
ويتامل بها اولو البصائر و الابصار،
فيكتشفوا جانبا من عظمة نبى الرحمة – صلى الله عليه و سلم – و يتعرفوا على ما حملة من اصول و قواعد،
وقيم و مبادئ،
واخلاق و كتحتاجها البشرية فكل حين.
فتعالوا لنجتنى ثمرات روعة من بستان اقوال الحبيب محمد – صلى الله عليه و سلم – و هلموا نقتبس من ضياء هداه،
وننهل من معين نوره؛
لنسمو محلقين فسماء كلماتة الربانية العظيمة:
1- قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم -: ((اروع ما قلت انا و النبيون من قبلي: لا الة الا الله،
وحدة لا شريك له،
لة الملك و له الحمد،
وهو على جميع شيء قدير))[2].
2- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((حق الله على العباد ان يعبدوة و لا يشركوا فيه شيئا،
وحق العباد على الله الا يعذب من لا يشرك فيه شيئا))[3].
3- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((احفظ الله يحفظك،
احفظ الله تجدة تجاهك،
اذا سالت فاسال الله،
واذا استعنت فاستعن بالله،
واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء،
لم ينفعوك الا بشيء ربما كتبة الله لك،
ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء،
لم يضروك الا بشيء ربما كتبة الله عليك،
رفعت الاقلام و جفت الصحف))[4].
4- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ان الحلال بين و ان الحرام بين،
وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس،
فمن اتقي الشبهات استبرا لدينة و عرضه،
ومن و قع فالشبهات و قع فالحرام،
كالراعى يرعي حول الحمي يوشك ان يرتع فيه،
الا و ان لكل ملك حمى،
الا و ان حمي الله محارمه،
الا و ان فالجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله،
واذا فسدت فسد الجسد كله،
الا و هي القلب))[5].
5- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((مثل ما بعثنى الله فيه من الهدي و العلم كمثل الغيث العديد اصاب ارضا،
فكان منها نقية قبلت الماء فانبتت الكلا و العشب الكثير،
وكانت منها اجادب[6] امسكت الماء،
فنفع الله فيها الناس فشربوا و سقوا و زرعوا،
واصابت منها طائفة ثانية انما هي قيعان[7] لا تمسك ماء و لا تنبت كلا،
فذلك كمن فقة فدين الله و نفعة ما بعثنى الله فيه فعلم و علم،
ومثل من لم يرفع بذلك راسا و لم يقبل هدي الله الذي ارسلت به))[8].
6- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((كل الناس يغدو،
فبائع نفسة فمعتقها او موبقها))[9].
7- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((اللهم لا عيش الا عيش الاخرة))[10].
8- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((كن فالدنيا كانك غريب او عابر سبيل))[11].
9- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((يتبع الميت ثلاثة،
فيرجع اثنان و يبقي معه واحد: يتبعة اهلة و ما له و عمله،
فيرجع اهلة و ما له،
ويبقي عمله))[12].
10- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((يؤتي بانعم اهل الدنيا من اهل النار يوم القيامة،
فيصبغ[13] فالنار صبغة،
ثم يقال: يا بن ادم،
هل رايت خيرا قط؟
هل مر بك نعيم قط؟
فيقول: لا و الله يا رب،
ويؤتي باشد الناس بؤسا[14] فالدنيا من اهل الجنة،
فيصبغ صبغة فالجنة فيقال له: يا بن ادم،
هل رايت بؤسا قط؟
هل مر بك شدة قط؟
فيقول: لا و الله يا رب،
ما مر بى بؤس قط،
ولا رايت شدة قط))[15].
11- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ما كالدنيا فالاخرة الا كما يجعل احدكم اصبعة فاليم[16] فلينظر بم يرجع؟!))[17].
12- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ما يسرنى ان لى احدا ذهبا تاتى على ثالثة و عندي منه دينار،
الا دينار ارصدة لدين علي))[18].
13- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((لو كان لابن ادم و اديان من ما ل،
لابتغي ثالثا،
ولا يملا جوف ابن ادم الا التراب،
ويتوب الله على من تاب))[19].
14- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة،
ما سقي كافرا منها شربة ما ء))[20].
15- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ما لى و للدنيا،
ما انا فالدنيا الا كراكب استظل تحت شجرة،
ثم راح و تركها))[21].
16- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((امسك عليك لسانك،
وليسعك بيتك،
وابك على خطيئتك))[22].
17- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ليس الغنى عن كثرة العرض[23]،
ولكن الغني غني النفس))[24].
18- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((يا ايها الناس،
ان ربكم واحد،
وان اباكم واحد،
الا لا فضل لعربي على عجمي،
ولا لعجمى على عربي،
ولا لاحمر على اسود،
ولا لاسود على احمر الا بالتقوى،
ان اكرمكم عند الله اتقاكم))[25].
19- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ان الله لا ينظر الى صوركم و اموالكم،
ولكن ينظر الى قلوبكم و اعمالكم))[26].
20- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((انما الاعمال بالنيات،
وانما لكل امرئ ما نوى))[27].
21- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((البر حسن الخلق،
والاثم ما حاك فصدرك[28] و كرهت ان يطلع عليه الناس))[29].
22- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((اكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا،
وخياركم خياركم لنسائهم))[30].
23- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((الراحمون يرحمهم الرحمن،
ارحموا من فالارض يرحمكم من فالسماء))[31].
24- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((من حرم الرفق،
حرم الخير))[32].
25- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ان الرفق لا يصبح فشيء الا زانه،
ولا ينزع من شيء الا شانه))[33].
26- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ان الله كتب الاحسان على جميع شيء،
فاذا قتلتم فاحسنوا القتلة،
واذا ذبحتم فاحسنوا الذبح،
وليحد احدكم شفرته[34]،
فليرح ذبيحته))[35].
27- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((دخلت امراة النار فهرة ربطتها فلم تطعمها و لم تدعها تاكل من خشاش[36] الارض))[37].
28- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((فى جميع ذات كبد رطبة اجر))[38].
29- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ما من مسلم يغرس غرسا،
او يزرع زرعا،
فياكل منه طير او انسان او بهيمة،
الا كان له فيه صدقة))[39].
30- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((عليكم بالصدق؛
فان الصدق يهدى الى البر،
وان البر يهدى الى الجنة،
وما يزال الرجل يصدق و يتحري الصدق حتي يكتب عند الله صديقا،
واياكم و الكذب؛
فان الكذب يهدى الى الفجور،
وان الفجور يهدى الى النار،
وما يزال الرجل يكذب و يتحري الكذب حتي يكتب عند الله كذابا))[40].
31- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((اد الامانة الى من ائتمنك،
ولا تخن من خانك))[41].
32- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((لا تحقرن من المعروف شيئا و لو ان تلقي اخاك بوجة طلق[42]))[43].
33- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((الكلمة الطيبة صدقة))[44].
34- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((من كان يؤمن بالله و اليوم الاخر،
فليكرم ضيفه،
ومن كان يؤمن بالله و اليوم الاخر،
فليصل رحمه،
ومن كان يؤمن بالله و اليوم الاخر،
فليقل خيرا او ليصمت))[45].
35- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((انما اهلك الذين قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه،
واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد،
وايم الله[46] لو ان فاطمة فتاة محمد سرقت،
لقطعت يدها))[47].
36- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ان المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن – عز و جل))[48].
37- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((لان يهدي بك رجل واحد خير لك من حمر النعم))[49].
38- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ما طعام احد طعاما قط خيرا من ان ياكل من عمل يده))[50].
39- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((اليد العليا خير من اليد السفلى))[51].
40- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ما ملا ادمى و عاء شرا من بطن،
حسب الادمى لقيمات يقمن صلبه،
فان غلبت الادمى نفسه،
فثلث للطعام،
وثلث للشراب،
وثلث للنفس))[52].
41- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((لا يدخل الجنة من لا يامن جارة بوائقه))[53].
42- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((لا يدخل الجنة من كان فقلبة مثقال ذرة من كبر))[54].
43- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ما نقصت صدقة من ما ل،
وما زاد الله عبدا بعفو الا عزا،
وما تواضع احد لله الا رفعة الله))[55].
44- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((اتقوا الظلم؛
فان الظلم ظلمات يوم القيامة))[56].
45- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((لا يؤمن احدكم حتي يحب لاخية ما يحب لنفسه))[57].
46- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((من لا يشكر الناس،
لا يشكر الله))[58].
47- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ليس الشديد بالصرعة[59]،
انما الشديد الذي يملك نفسة عند الغضب))[60].
48- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((كلكم راع و مسؤول عن رعيته))[61].
49- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((ان شر الرعاء الحطمة))[62].
50- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((مثل القائم على حدود الله و الواقع فيها،
كمثل قوم استهموا[63] على سفينة،
فاصاب بعضهم اعلاها،
وبعضهم اسفلها،
فكان الذين فاسفلها اذا استقوا[64] من الماء مروا على من فوقهم،
فقالوا: لو انا خرقنا فنصيبنا خرقا و لم نؤذ من فوقنا،
فان يتركوهم و ما ارادوا هلكوا جميعا،
وان اخذوا على ايديهم نجوا و نجوا جميعا))[65].
51- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((مثل المؤمن الذي يقرا القران كمثل الاترجة[66]؛
ريحها طيب و طعمها طيب،
ومثل المؤمن الذي لا يقرا القران كمثل التمرة؛
لا ريح لها و طعمها حلو،
ومثل المنافق الذي يقرا القران كالريحانة؛
ريحها طيب و طعمها مر،
ومثل المنافق الذي لا يقرا القران كمثل الحنظلة[67]؛
ليس لها ريح و طعمها مر))[68].
52- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((من نفس[69] عن مؤمن كربة من كرب الدنيا،
نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،
ومن يسر على معسر،
يسر الله عليه فالدنيا و الاخرة،
ومن ستر مسلما سترة الله فالدنيا و الاخرة،
والله فعون العبد ما كان العبد فعون اخيه،
ومن سلك طريقا يلتمس به علما،
سهل الله له فيه طريقا الى الجنة،
ومن بطا فيه عمله،
لم يسرع فيه نسبه))[70].
53- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((كل بنى ادم خطاء،
وخير الخطائين التوابون))[71].
54- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((دع ما يريبك الى ما لا يريبك؛
فان الصدق طمانينة،
وان الكذب ريبة))[72].
55- و قال – صلى الله عليه و سلم -: ((اتق الله حيثما كنت،
واتبع السيئة الحسنة تمحها،
وخالق الناس بخلق حسن))[73].
انها عبارات حقيق ان تكتب بماء الذهب فازكي السطور،
وجدير ان تسطر فصحائف منشورة بحروف من نور،
وان تشرق لها العقول و تنشرح لها الصدور،
فسبحان الذي و هب محمدا – صلى الله عليه و سلم – الحكمة،
وزكاة فلسانه،
وعصمة فاقواله،
واتاة جوامع الكلم،
وحباة البلاغة و الفصاحة!
- اقوال وحكم الرسول بحق علي
- صور من اقوال الرسول ص
- كلام الرسول ص
- كنوز الاقوال
