يقول تعالى فالحديث القدسى ( انا عند ظن عبدى بى .
.
) فهل يعني ذلك ان الشخص اذا ظن
بالله ان رحمتة اوسع من عقوبتة فان ذلك العبد سيعامل بالرحمة اكثر من العقوبة ،
والعكس بالعكس ؟
وما هي الموازنة التي يجب على الشخص ان ياخذ فيها عندما يتعلق الامر بالعمل بهذا الحديث ؟
.
الجواب :
الحمد لله
اولا:
حسن الظن بالله تعالى عبادة قلبية جليلة ،
ولم يفهمها حق فهمها كثير من الناس ،
ونحن نبين معتقد اهل السنة و الجماعة فهذه العبادة ،
ونبين فهم السلف القولى و العملى لها ،
فنقول :
ان حسن الظن بالله تعالى يعني اعتقاد ما يليق بالله تعالى من اسماء و صفات و افعال ،
واعتقاد ما تقتضيه
من اثار جليلة ،
كاعتقاد ان الله تعالى يرحم عبادة المستحقين ،
ويعفو عنهم ان هم تابوا و انابوا ،
ويقبل
منهم طاعاتهم و عبادتهم ،
واعتقاد ان له تعالى الحكم الجليلة فيما قدرة و قضاة .
ومن ظن ان حسن الظن بالله تعالى ليس معه عمل : فهو مخطئ و لم يفهم هذي العبادة على و جهها
الصحيح ،
ولا يصبح حسن الظن مع ترك الواجبات ،
ولا مع فعل المعاصى ،
ومن ظن هذا فقد و قع في
الغرور ،
والرجاء المذموم ،
والارجاء المبتدع ،
والامن من مكر الله ،
وكلها طوام و مهالك .
قال ابن القيم – رحمة الله – :
وقد تبين الفرق بين حسن الظن و الغرور ،
وان حسن الظن ان حمل على العمل و حث عليه و ساعدة و ساق الية : فهو صحيح ،
وان دعا الى البطالة و الانهماك فالمعاصى : فهو غرور ،
وحسن الظن هو الرجاء ،
فمن كان رجاؤة جاذبا له على الطاعة زاجرا له عن المعصية : فهو رجاء صحيح ،
ومن كانت بطالتة رجاء و رجاؤة بطالة و تفريطا : فهو المغرور .
” الجواب الكافى ” ( ص 24 ) .
وقال الشيخ صالح الفوزان – حفظة الله – :
واحسان الظن بالله لابد معه من اجتناب المعاصى و الا كان امنا من مكر الله ،
فحسن الظن بالله مع فعل الاسباب الجالبة للخير و ترك الاسباب الجالبة للشر : هو الرجاء المحمود .
واما حسن الظن بالله مع ترك الواجبات و فعل المحرمات : فهو الرجاء المذموم ،
وهو الامن من مكر الله .
” المنتقي من فتاوي الشيخ الفوزان ” ( 2 / 269 ) .
ثانيا:
الاصل فالمسلم ان يصبح دائما حسن الظن بربه تعالى ،
واكثر ما يتعين على المسلم حسن الظن بربه تعالى فموضعين :
الاول : عند قيامة بالطاعات .
عن ابي هريرة رضى الله عنه قال : قال النبى صلى الله عليه و سلم ( يقول الله تعالى : انا عند ظن عبدى بى و انا معه اذا ذكرنى فان ذكرنى فنفسة ذكرتة فنفسي و ان ذكرنى فملا ذكرتة فملا خير منهم و ان تقرب الى بشبر تقربت الية ذراعا و ان تقرب الى ذراعا تقربت الية باعا و ان اتانى يمشي اتيتة هرولة ) .
رواة البخارى ( 7405 ) و مسلم ( 2675 ) .
فيلاحظ فالحديث علاقة حسن الظن بالعمل اوضح ما يصبح ،
فقد اعقبة بالترغيب بذكرة عز و جل و التقرب الية بالطاعات ،
فمن حسن ظنة بربه تعالى دفعة هذا لاحسان عملة .
قال الحسن البصرى رحمة الله : ” ان المؤمن اقوى الظن بربه فاقوى العمل ،
وان الفاجر اساء الظن بربه فاساء العمل .
رواة احمد ف” الزهد ” ( ص 402 ) .
وقال ابن القيم – رحمة الله – :
ومن تامل ذلك الموضع حق التامل علم ان حسن الظن بالله هو حسن العمل نفسة ؛
فان العبد انما يحملة على حسن العمل ظنة بربه انه يجازية على اعمالة و يثيبة عليها ،
ويتقبلها منه ،
فالذى حملة على العمل حسن الظن ،
فكلما حسن ظنة حسن عملة ،
والا فحسن الظن مع اتباع الهوي : عجز … .
وبالجملة : فحسن الظن انما يصبح مع انعقاد سبب النجاة ،
واما مع انعقاد سبب الهلاك : فلا يتاتى احسان الظن .
” الجواب الكافى ” ( ص 13 – 15 ) مختصرا .
وقال ابو العباس القرطبي – رحمة الله – :
قيل : معناة : ظن الاجابة عند الدعاء ،
وظن القبول عند التوبة ،
وظن المغفرة عند الاستغفار ،
وظن قبول الاعمال عند فعلها على شروطها ؛
تمسكا بصادق و عدة ،
وجزيل فضلة .
قلت : و يؤيدة قوله صلى الله عليه و سلم : ( ادعوا الله و انتم موقنون بالاجابة ) – رواة الترمذى باسناد صحيح – ،
وايضا ينبغى للتائب و المستغفر ،
وللعامل ان يجتهد فالقيام بما عليه من هذا ،
موقنا ان الله تعالى يقبل عملة ،
ويغفر ذنبة ؛
فان الله تعالى ربما و عد بقبول التوبة الصادقة ،
والاعمال الصالحة ،
فاما لو عمل هذي الاعمال و هو يعتقد او يظن ان الله تعالى لا يقبلها ،
وانها لا تنفعة : فذلك هو القنوط من رحمة الله ،
والياس من روح الله ،
وهو من اعظم الكبائر ،
ومن ما ت على هذا : وصل الى ما ظن منه .
فاما ظن المغفرة و الرحمة مع الاصرار على المعصية : فذلك محض الجهل و الغرة ،
وهو يجر الى مذهب المرجئة .
” المفهم شرح مسلم ” ( 7 / 5 ،
6 ) .
الثاني : عند المصائب ،
وعند حضور الموت .
عن جابر رضى الله عنه قال : سمعت النبى صلى الله عليه و سلم قبل و فاتة بثلاث يقول ( لا يموتن احدكم الا و هو يحسن بالله الظن ) .
رواة مسلم ( 2877 ) .
وفى ” الموسوعة الفقهية ” ( 10 / 220 ) :
يجب على المؤمن ان يحسن الظن بالله تعالى ،
واكثر ما يجب ان يصبح احسانا للظن بالله : عند نزول المصائب ،
وعند الموت ،
قال الحطاب : ندب للمحتضر تحسين الظن بالله تعالى ،
وتحسين الظن بالله و ان كان يتاكد عند الموت و فالمرض ،
الا انه ينبغى للمكلف ان يصبح دائما حسن الظن بالله .
انتهي .
فائدة حسن الظن بالله
يقينك بوجودك الله
فوائد حسن الظن بالله
- من فوائد حسن الظن بالله
- فوائد حسن الظن بالله
- فوائد حسن الظن
- سوء الظن بالحبيب
- فوائد وآثار الإستغفار عند مذهب الشيعة
- فوائد الحسن الظن بالله
- صور عن حسن الظن بالله
- حسن الظن و حسن العمل
- توبيكات عن اساءة الظن
- تنزيل صور عن الظن الحسن بالله