رواية جرح السنين الجزء الاول

رواية جرح السنين الجزء الاول

رواية جرح السنين الجزء الاول a0b58c41ba15b3b6e4d6705bba095922

الملخص


الانسان عادة يهرب من ما ضية اذا كان تعيسا و يسدل ستائر النسيان و يحاول ان يعيش حياة حديثة .

كارن فعلت العكس عادت مع خطيبها الى انكلترا ,

لتواجة ما ضيها ,

لتقابل ابيها و تكتشف حقيقة اتهامات امها له .

لكنها لم تكن تحسب فخططها حسابا لروك ميلمان ,

مالك الاراضي ,

و الشخصية التي لا تقاوم .

ابن المراة التي حطمت حياة و الديها و جعلتها ترحل مع امها قبل عشر سنوات .

كارن لم تعد مصممة على نبش الماضي .

كل ما اصبحت تريدة هو الافلات من بين يدي روك و الابتعاد قدر الامكان قبل ان يفوت الاوان و يكرر الماضي نفسة من جديد …………..
الفصل الاول
جرح الماضى
قال تشارلز”انت تبدين هادئة”ولكن كارن كانت تنظر الى العاصفة فالخارج و عيناها الخضراوان كئيبتان ,
فلم تسمعة .

كادا يصلان ,

واحست ببرودةقدميها قد كان يجب عليها ان تخبر تشارلز بالامر و لكن ذلك كان سيبدو عدم اخلاص لامها فحياتها ,
واحست بهذا اكثر منذ و فاة و الدتها .
ومرر تشارلز يدهامام و جهها :”هاي .
.هل انت هنا؟”فردت عليه مبتسمة باعتذار “اسفة!كنت افكر …”.

رواية جرح السنين الجزء الاول 20160715 1221

عندما خططا لهذهالرحلة الى اوروبا قالت بانها ترغب فزيارة يوركشايرلرؤية و الدها ,

ووافق تشارلزدون سؤال .

هكذا كان طبعة فهو لايهتم بالماضي ,
وكان يقول الحاضر هو المهم ,

وهذاهو بالضبط الاسباب =الذي جعلها تحبة .

فقد كانت سهلة و عرضية ,
فلم يكن يحتضن او يتمسكبالشكوي كما كانت تفعل دائما… و سالها : كم يبعد المكان بعد؟يبدو اني ساقودالسيارة الى ما لانهاية .
بضعة اميال فقطالان .
انت علىحق…ميلين فقط الى هالوز كروس !
وتطلع الى الاشارةالتي ظهرت على الطريق ,

وقال:
اسم غريب!
انة فالواقعاسم مقتبس!
اسم ماذا ؟
القرية فالاصلكانت تدعي “غالوز كروس”..اي مفترق المشانق.
لا!لابد انه كانهنالك مشانق على مفترق الطرق…
اجل ,

ولكن فىالعصر الفيكتوري ,
والناس كرهوا هذي الذكري فبدلوا الاسم.
اوة .
.لابد انهذلك النوع من الامكنة اذا؟
كان كلاهما يتكلمبلكنة استرالية ,
مع ان كارن لم تسكن استراليا سوي منذ عشر سنوات ,
بينما تشارلز و لدهنالك .

شمس بلادة اعطتة لون بشرة ذهبي ,
ينسجم مع
لون شعرة الذهبى,كان يقضي ساعات على الشاطئ,يسبح ,
ويبحرفي يختة الصغير,وهذااعطاة جسما رياضيا متناسقا.
وتنهدت كارن,استراليا الان بعيدة جدا.
بدات تشتاق اليها,
منذ ان غادرتها .

الربيع ربما حل هنالك ,
وهو الفصل المفضل لديها منالسنة .
عندما و صلا الى انكلترا استقبلهما الخريف الرطب العاصف ,
وفي تلال و برارىيوركشاير كانت المدافئ مشتعلة ,
واعشاب الوزال صفراء ,
لون الاشجار انقلب الىالصداوالبرونز,وهولون اقل اشراقا من الشعر الاحمر الناري المتطاير حول و جهها بفعلالريح الداخلة من نافذة السيارة المفتوحة.
كانت الارض تحملالوانا متناقضة,
مسافات من الاخضرالرمادي الغريب,والوديان المشجرة الغامضة ,
والتلال المستديرة بلطف,
تنتشر عليهاالخراف التي ترعي ببطء.
لم تكن كارن قدشاهدت الريف منذ الثالثة عشر من عمرها ,
ومع هذا كان ما لوفا لديها .
واستمرت فىالتقاط انفاسها ,
فقد كان شعورالقلق يزداد قوة كلما اقتربت من موطنها القديم,
ولمتستطع ان تجد سببا و اضحا لشعورها بالقلق .
فلم يكن لديها اية فكرة عما ستتوقعهعندما سيصلان .
وقال تشارلز:ادفعلك ما تريدين لتخبريني بافكارك.
انها لاتستاهل….
وقال لها بلطف و هويضع يدة على يدها .
استطيع قراءةوجهك,كما تعلمين!هل تتمنين لو انك لم تاتي الى هنا يا كارن؟
وحدقت عيناهالزرقاوان بعينيها الخضراوين.
وهزت كتفيها بحدة,
دون ان تدهشها دقة ملاحظتة .

لقدكانا يعرفان بعضهما منذ زمن ,

وهو يعرفها جيدا.
ومال نحوها قائلا:
لاتقلقي ,
سيكونكل شئ على ما يرام ,
استرخي فقط و تقبلي الامور كيفما اتت.
لقد كانت هذي حكمتهفي الحياة ,
ولم تستطع الا ان تضحك.
وضحك بدورة ,

وفي تلك اللحظة و صلا الى قمة التل و كاد انيصطدم بسيارة اتية من الناحية المقابلة ,

حدث الامر فجاة بحيث انها لم تلاحظ ما جري تماما….ولكنها بغير و ضوح ,

رات سيارة حمراء تمر بسرعة ,

والزمور يزعق ,
والاطارات تصدر صراخا.
وحدقت كارن مشدوهة,بالوجة المجفل من و راء عجلة القيادة ,
وجة قاس ,
يتطاير فوقة شعر اسود كثيف.
وترنحت السيارة بينيدي تشارلز ,
فقد اقفل الرجل الاخر الطريق,وكان بامكانهما تفادي الحادث ,
لولا انتشارلزمذعورافقد السيطرة على السيارة,
ا,
ربما ان الفرامل ربما فشلت فايقافها .
ومهما كان السبب,
استمرت السيارة باندفاعها ,
واصطدمت بالجدار الحجري ,
وعلا صوتتحطم الحديدوانكسار الزجاج.
كانت كارن تربطحزام الامان ,
فمالت الى الامام و الخلف بقوة ,

واصطدمت اولا بعدها بالباب بعدها بالنافذة .
وانتشر شعرها الطويلالاحمر على و جهها فاعماها .
ومالت الى الامام فمقعدها و هي فحالة ذهول,وخلاللحظة كانت بالكاد و اعية,حتي تذكرت تشارلز فاستوت جالسة,
ووجهها شاحب.كان مستلقياساكنافوق المقود,
والزجاج المحطم ينتشر على شعره,والدم يجري على جانب و جهه.
وصرخت برعب:”تشارلز!”.
وفكت حزام الامانمن حولها بيدين مرتجفتين ,
ولكن قبل ان تزحف نحوة ,
فتح الباب الى جانبها ,
وامسكهااحدهم من خصرها و جرها الى خارج السيارة.
واجفلت و بدات تقاوم,وهي تنظرمن حولها الى و جة السائق الاخر المتجهم القاتم ,
لم تكن ربما شاهدتة سوي لمحة خاطفة عندما كانيمر الى جانبهما ,
ولكن الوجة انغرزفي ذهنها .
كانت متاكدة انها لن تنساة ابدا.
لاتهتم بي ,

فانابخير ….اخرج تشارلز .
.
اظن انه مصاب.
وحاولت ان تدفعهعنها,من دون فائدة,لانة لم يلحظ هذا,كان احسن منها .
واخرجها من السيارة و هي تركلوتحتج ,
الي مسافة امنة .
انزلني !
استطيعالسير .
ارجوك اخرج تشارلز…
ووضعها بخشونة علىالارض الصلبة القاسية مما اسباب لها خدوشافي ساقيها و يديها و صرخت من الالم,
ولكنة تجاهلها ,
وعاد راكضاالي السيارة و راقبتة كارن و هو يمسك يد تشارلز من الرسغ .
وعلمت انه يتجسس نبضة ,
وشعرت بغثيان و تقلص فمعدتها .
ولم يخرج على و جهة اي تعبير ,
وبعد لحظة تركاليد,ولكنة لم يحاول سحب تشارلز من السيارةوبدلا من هذا ,

بدايدور حول السيارة متفحصا المحرك .
فصاحت فيه كارن “لاتهتم بالسيارة!ماذا تفعلبحق الجحيم!”وحاولت الوقوف و راسها يدور ,
وكانت غاضبة جدا جدا حتي ان صوتها ارتجف,
ونظر اليها الرجل متفحصا,وامرها قائلا :
اجلسي مكانك قبلان تقعي !
وقالت و هي متوترةمن الغضب “لماذا لاتخرج تشارلز ؟
وقال ببرود”انة مغمي عليه من الخطر تحريكة الى ان نعرف مدي خطورة اصابته” .
ولكن من الخطورةتركة فالسيارة!ماذا لو انفجرت؟
ليس هنالك رائحةوقود.ماذا تظنين اني كنت افعل ؟
لقد كنت اتفحص خزان الوقود
ولم يتضرر,
والمحركيبدوعلي ما يرام,ولا اري اي تسرب للوقود,ولا اظن….
فلتذهب السيارةالي الجحيم!ماذا عن تشارلز؟
والتمعت عيناهاالخضراوان فو جهها الشاحب الابيض,
وضاقت عيناة و هويراقبها و لكن صوتة بقي هادئا .
يبدو ان نبضة منتظم ….
ولكنة فاقدالوعى!واظن اننا يجب ان ناحذة الى المستشفي باسرع وقت يمكن يجب
ان ناخذة الىالمستشفي باسرع وقت يمكن …يجب ان نصل الى هاتف !
توقف عن اضاعة الوقت الثمين,واذهب الى اقرب كشك للهاتف ؟
لقد اتصلتبالمستشفي المحلي ,
وسيارة الاسعاف ستصل فاية دقائق .
اتصلت بالمستشفى؟…ولكن كيف؟
لدي هاتف فىسيارتي .
اوه..اوة اجل….بالطبع..
وتنهدت بارتياح.
والان….هلتسمحين بان تجلسي و تهداى!
واستدار ليتفحصتشارلزاخرى .
كانت تشعر بالدوار,فاطاعتة و جلست ,
وجسدها كله متراخ و بارد من الصدمة ,
واخذت تنظر الية بكراهية .
كانيملك كيفية متعالية بالحديث,ويعطي الاوامر و كان له الحق بتنفيذ القانون على الجميع!
وكرهت جميع شئ فيه,ومع هذا لم تستطع سوي الشعور بانها ربما راتة من قبل فمكان ما ,
او انها سمعت صوتهمن قبل .
ربما يعيش فهذهالنواحي ؟
وربما التقت فيه فاي وقت اثناء طفولتها ,
ولكن ليس بشكل متواصل و الا لكانتتذكرتة تماما.
فقد كانت تذكر الكثير من الاشخاص المحليين .
او قد هي تتذكر صوتايشبة صوته؟
هل كان و جهة ما لوفا لها ؟
وجالت عيناها فيه ,
انة طويل ,
ساقاة طويلتان ,
خصرهنحيل ,
شعرة اسود ,
انفة طويل ,
فمة قاس و منضبط .
لم يكن و سيماولكنة كثير الثقةبنفسه.
هذهالفكرة جعلتها تعبس اخرى ,
ولكن ما ان بدات تلاحق ذكرياتها حتي سمعت تشارلز يتحرك.ونظرت الية بسرعة ,
كانت يدة تتحرك.ورفعها الى راسه,وكانة يتالم ,
ثم تاوة بضعف.
وسالة الرجل “كيفتشعر؟”وانحني فوقه,واجبرت كارن نفسها على الوقوف .
قد يقلقة ان يفتح عينية بعدغيابة عن الوعي ليري غريبا ينظر الية .

وقد يتساءل عما حدث!وهمس قائلا”ماذاحدث”
لقدحصل لك حادث,
ولكن لاتقلق ,
فلم تصب باصابة خطيرة .
اوه…اتذكرالان …كارن…اين كارن ؟
اناهنا.
وقطعتالمسافة بسرعة نحو السيارة و هي ترتجف ,
ولكن تشارلز كان ربما اغلق عينية اخرى عندماوصلت الية .
وبينما هي تنظر الية سمعت صوت سيارة الاسعاف و ترنحت و تصلب جسدها فجاة,واسرع الرجل الاسمر لوضع ذراعة حولها ,

ممسكا فيها قبل ان تقع .
لقدقلت لك انلا تتحركى!
ونظرتالية بكراهية “من الجيد ان تعرف انك دائماعلي حق!”
فابتسمقليلاوقال “هل انت عدوانية دائما؟
ام ان هذي هي الكيفية التي تتغلبين فيها على الصدمات ؟
وتوقفت سيارة الاسعاف فمكان قريب ,
وهرع رجال الاسعافنحوهما .
احدهم ذهب فورا الى تشارلز,واقترب الاخر من كارن و الرجل ,
الذي قالبهدؤ”مرحبا فيل” و هز رجل الاسعاف راسة دون ان تبدو عليه الدهشة,وابتسمبكيفية و دية.
لقد قالوا لنا انك انت الذي اتصلت يا روك!
لقد شاهدناسيارتك ,
يبدو انها سليمة …ماذا حدث؟
لقد قاد الرجل سيارتة عند نهاية التل فمنتصف الطريق,
وتفادينا بعضنا و استطعت ان اوقف سيارتي بسهولة ,

ولكن عندما عدت الى الطريق سمعتصوت الاصطدام .

وتراجعت لاري ما حدث ,
واتصلت بالطوارئ,واسرعت لمساعدتهم .
انت “سوبرمان”
قالت كارن ذلك بمرارة,ونظر اليها,وضحك سائق الاسعاف و لكنالاخر لم يضحك .
بل قال “لقد كانت معه فالسيارة …الاروع انتفحصها يا فيل…تبدو مصدومة جدا”
وبعد لحظات اصبحت كارن داخل سيارة الاسعاف ممدة علىحمالة و مغطاة ببطانية و لم تلاحظ كم كانت بردانة,وكم كان جسدها يرتعش ,
حتي شعرت بالدفء .
وحملا تشارلز الى سيارةالاسعاف ,
واستندت على كوعها لتراة ,
ولكن عيناة كانت مغمضتان ,
وعضت كارن على شفتهابقلق ,
ماهي خطورة اصابتة ؟
فقد بدا الرجلان يضعان له كيس دم,مما يدل على انه ربما فقد العديد .
الاصابة الوحيدة التىاستطاعت ان تراها كانت فراسة ,
ولكنها الان شاهدت دما على قميصة ,

وكاد قلبها يتوقف و سالت احدالرجلين ” هل اصابتة خطيرة ؟
” .
وردا بلطف “لا” و لكنها لم تصدقهما .
واقفلالباب ,
وبقي احد الرجلين الى جانب تشارلز.
ولم تعرف ماذا كان يعمل لتشارلزلان ظهرهكان يخفي تشارلز عنها و شعرت بالخوف و انهمرت الدموع بصمت على و جهها .
ماذا لو ما ت؟
ماذا تستطيع ان تقول لامة و ابية ,
اللذان كانادوما لطيفين معها و خاصة منذ و فاة امها؟لقد اتت بتشارلز الى اوروبا !
واقنعتة بالمجئ الى يوركشاير,بينماكان سيشعربالسعادة اكثرفي لندن او باريس ,
كما خططا ان يفعلا فالاسبوع المقبل.
لم يكن تشارلزلياتي الى هنا لولاها ,
وستفهم اذا لامتها عائلتة على ذلك الحادث!فقد لامت هي نفسها.
عندما و صلوا المستشفي ,
نقلا الى قسم الطوارئ لفترة ما .
وتفحصها طبيب بسرعة ,
كان يبدو راضياعن حالتها ,
ولكنة لميرد على اسئلتها عن تشارلز,وبعد حوالي نص ساعة حملت الى القسم النسائي و وضعت فىسرير.
وقال للممرضة التي كانت ترعاها “اسمعي .
.الي ايناخذوا تشارلز,صديقي …الرجل الذي اتوابة معى..؟اريد ان اعرفمابه..اريدرؤيته”.
لقد نقلوة الى غرفة الاعتناء الفائقة .
واخذت كارن نفساعميقا ,
وعيناها مذعورتان .
ولاحظتالممرضة تعبير القلق على و جهها فابتسمت لها مواسية “لاتقلقى,انة بين ايادامينة ,
ولا اعتقد ان اصابتة خطرة
ابدا .
انهمجرون له عملية تقطيب للجرح فقط .
بعد ساعتين سياتون فيه الى القسم المجاور,الي قسمالرجال ,
وعندما تستطيعين الوقوف,بامكانك رؤية حالتة بنفسك!
” بعد كم من الوقت ؟
وبدت الفتاة مرتبكة “اسفة؟”.
بعد كم من الوقت استطيع الوقوف .
وقالت الممرضة بتردد”حسنا ,
ليس من شاني ان اقولهذا انه عائد للدكتور ميلسون و لكن ليس مدة طويلة ,
كما اتصور “
ولكنني لست مصابة .

بعض الخدوش فقط …
لا اعرف .
.انااعمل هنا فقط .

انظري .
.لديك زائر ,
هل يستطيع الدخول الان
زائر؟
واحمر و جة كارن فجاة .
.وضايقها ذلك الانفعال .
لابد انهذلك الرجل ,
طبعا!
في انشغالها بالتفكير بدخولها الى المستشفي نسيتة ,
وتمنتلو تستطيع الاستمرار فنسيانة .
لماذا اتي ؟
لقد كان متمالكا لاعصابة و مفيدا,ويجبعليها ان تكون شاكرة له,
ولكن شيئا ما اثارها من جديد
حسنا….
هل اسمح له بالدخول ؟
لاباس .
وغادرت الممرضة الغرفة ,
واستقلت كارن على الوسائد و هىتراقب الباب .
لماذا عليه ان ياتي ؟
لقدعلم انها غير مصابة ,
ولايمكن ان يشعربالمسؤولية عن الحادث,واوضح هذا منتعليقاتة على قيادة تشارلز .
وهو طبعا لم يفكر بانها تريد زيارتة !

لابد انهلاحظ حبها لتشارلز ,

حتي و لم يلاحظ خاتم الخطوبة .
ربما يصبح ذلك بدافع المجاملة و اللطف!وقطبت كارن و جههاانها غير شاكرة له .
.لكن يجب عليها ان تشكرة لا ان تستاء منه.
فهي مدينة له .
.وهذا ما يذكرها !

يجب ان تقوم باتصالباقرب وقت ,

وستطلب من زائرها تدبير الامر .
لقد نسيت حتي الان ,
ولكنها و تشارلز كانمن المتوقع و صولهما …واذا لم يصلا…
وقفزت اعصابها عندما فتح الباب ,
ولم يكن الرجل الاسمرالذي دخل .

بل كان رجلا اكبر سنا,ومن طراز مختلف تماما.فشعرة الكثيف الاحمر قدتحول الى فضي و كان لكتفية العريضين انحناءة لم تكن تتذكرها,عرفتة على الفور ,
علىالرغم من مرورعشر سنوات منذ ان التقت فيه احدث مرة .
كارن ….
ووقف قرب سريرها ,

وهو ينظر اليها غير مصدق .
وبعث صوتهالرعدة فاعصابها ,
صوتة على الاقل لم يتغير ,
وهي تعرف صوتة اينما كان .
مرحبا يا ابي …
ومدت له يدها بغباء ,
وكانها تتوقع ان يصافحها .
وضحكبخشونة و اخذ يدها بين يدية ,
وجلس على السريروانحني نحوها و قبلها و هويردد”كارن!كارن” و شكت فانه يبكي “انت تبدين كبار جدا”
لقد كبرت .
وحاولت ان تضحك,ولكنها بقيت متحفظة ,
لم تكن تعرف ابدا كيفستشعر عندما تلتقي به,
مشاعرها تجاة ابيها كانت مشوشة مزيج من الغضب و الالم ,
الحبوالذنب ,
معقدة اكثر من ان تكون قابلة للحل .

حتي انها لم تكن اكيدة اذا كانت حكيمةبقرارها القدوم الى هنا ,
ام ان عليها ان تتركة مع الماضي و مع جميع ذكريات الطفولةالتعيسة .

كانت و اثقة فقط انها تريد القدوم الى اوروبا لمجرد الزيارة ,
لقضاء عطلة,قد تساعدها على نسيان حزنها لوفاة امها ,
ولكنها شعرت بالحنين الى ارض طفولتها,لهذه السنوات السعيدة عندما كان جميع شئ امنا لايمكن ان يتغير .

وقال لها جورجكارداس ,

والدها :
اسفت لسماع خبر و فاة امك .
كان صعبا علىالتصديق انها ما تت.
منالصعب على كذلك التصديق.
لابد انها كانت صدمة لك ,
وكان عليك تدبير جميع شئ بنفسك!
كان يجب ان تبرقي لي ,
كنت ساحضر فورا.
كان حولي الكثير من الاصدقاء لمساعدتي .
.ووالدتي …
وتوقف صوتها,بعد ان ادركت انها لن تستطيع انهاء الجملة ,
ولا حاجة لانهاءها,يجب ان يصبح يعرف ان و الدتها لم تكن ان يحضر جنازتها .
واجفل ,
وكانها ضربتة ,
وشعرت بالذنب اخرى لم تكن تعرف شيئا عن حياتة فىهذه الايام ,
ما عداانة لم يتزوج تلك المراة التي دمرت زواجة .
ولكن و الدتها تزوجتاخرى ,
وكان زوجها غاري براترجلاعظيما.فقد احبتة كارن ,
وكانت و الدتها سعيدة ,
ولكنها اخفت مرارتها و حزنها حتىالنهاية .
وقال لها جورج “لقد كتبت لك ,
ولكنني تساءلت …هل كانت تسمح لك برؤيةرسائلى”
في بعض الاحيان
ولكن الحقيقة ان و الدتها كانت تخفي الرسائل عنها .
ولم تترك لها مجالا لانترد.
كانت تدرك ان امها كانت تستعملها كسلاح ضد و الدها .

ولكن لم يكن هنالك ما تستطيع فعلة .
فوالدتها كانت تبدا بالبكاءاذا ذكرتة امامها ,
وهكذا تركت ذكراة تتلاشي بالتدريج .
ثم بعد و فاة و الدتها ,
وجدتكل هذي الرسائل المنسية ,
مخباة فاحد الجوارير ,
وتحيرت بين رغبتها برؤية و الدهااخرى ,

وبين تخوفها من الامر.
وناقشت نفسها :لماذا نبش الماضى؟ولكنها مع هذا اتت .
وقال و الدها فجاة ,

“لم اتعرف على كتابتك حتى!”ونظرت الية متفحصة,هل شعر بنفس المشاعر المشوشة عندما تلقي رسالتها التي تقول بها انها قادمة ؟
امانة كذلك ليس متاكدابعد من حقيقة مشاعرة ؟
فابتسمت له و قالت :
حسنا…لقد مضي زمن طويل .
وهذه ليست الكيفية التي خططت لالتقيك بها!
وضحك بارتياح:”اروع الخطط تفشل!
ربما هذي الحادثة نعمة متنكرة .

لقدكنت اشعر بالعبنوتة ,
منتظرا قدومك الى البيت ,
اصغي لاسمع صوت السيارة .

لقد صدمتعندما سمعت بنبا الحادثة !
انا اسفة .

من المؤسف ان شخصا افسد لنا اللقاء .

كان من الاروع ان ابلغكبالحادثة بنفسي ,
بهذه الكيفية لم تكن لتشعر بالصدمة .

علي الاقل ستعرف اني بخير!عندما و صلت الى هنا ,
كنت افكر بانني يجب ان اتصل بك و اطمئنك.
عندما و صلنا الى هنا سالتني الممرضة عن اقرب اقربائي هنا ,
فاعطيتها اسمكوعنوانك ,
اعتقد انهم هم من ابلغوك ؟
وتردد بعدها قال “لا…لم يكن المستشفي ” و فاجاها بالجواب .
اذا كيف سمعت الخبر ؟
ولماذا انت متردد لتخبرني ؟
انة روك .
وادار عينية بعيدا عنها ,
وتذكرت بالم هذا التعبير على و جهة عندما كانيتشاجر مع و الدتها بمرارة .
حتي عندما كانتطفلة ,
كانت تعرف ان و الدها يفعل اي شئ ليتجنب الخصام .
هذه النظرة ظهرت على و جهة الان ,

واصبح مراوغا يحاول تغيير المقال حتىيهرب من الغرفة اذا استطاع .
لم يكن رجلا عدوانيا او نشيطا .

لقد كان لطيفا ,
واحبت رقتة ,

ولكنة كان عنيدا كذلك مع استحالة معالجة ذلك الضعف به .

كان يكرهالجدال و التوتر ,

ولكنة لا يستسلم ,
وخاصة فيما يتعلق بالمزرعة ,

والحياة التىتجبرهما على العيش بها ,

والوحدة و الفراغ فتلك الاراضي التي كان يعيش و يعملفيها بسعادة ,
والتي كانت و الدتها تكرهها .
كانت و الدتها دائمة الشكوي ,
كانت من ذلكالنوع من النساء النكد ,
المرتاب ,

والغيور .
ولكن لماذا يبدو كذا الان؟روك؟من هو روك بحق السماء؟
ثم تذكرت ,

واتسعت عيناها.الم يكن ذلك ما نادي فيه سائق سيارة الاسعاف هذا الرجل الاسمر؟
روك؟اهو الرجل الذىكاد تشارلز ان يصطدم به؟وحدقت بوالدها ,
”هل تعرفه؟” و هز راسة بالايجاب.وادهشها الامر فالبداية ,
ولكن المجتمع هنا صغير ,
الجميع به يعرف الجميع .
وتذكرت الماضي و جميع الاشاعات التي كانت تتسبب بالمشاكل بين و الديها ,
وسالها ” كيفحال تشارلز ؟
انة خطيبك ,

اليس ايضا ؟
” .
اجل ,

لقداخبرتك عنه فرسالتي ,
اننا فجولة حول اوروبا ,
قبل ان نتزوجونستقر.
الممرضات يقلن انه سيتحسن ,
ولكنك تعرف المستشفيات .
هل تستطيع ان تعرف لىالحقيقة؟
قد يكونون صريحين معك .
وقال و الدها بلطف “سابذل جهدى” و امسك بيدها بقبضة ثابتة,واسبلتحفنيها ,
وعضت على شفتها .
وساد صمت للحظات,لم يقطعة سوي تكتكات الساعة على الحائط,صوت متمهل رتيب .
ورفعت كارن راسها,وقد تذكرت شيئا,
وسالتة :
ولكن كيف عرف من انا؟
ماذا؟
ذلك الرجل …روك ,
كيف عرف من اكون؟لا اذكر اني قلت له اسمي او اني اتيةلزيارتك .
لقد عرفك .
وكيف عرفني و لم نلتق من قبل؟
ولم يرد عليها و الدها ,
بل ابقي راسة منخفضا,واخذت تفكر بجهد هل التقينا منقبل؟لا اتذكر هذا؟
.
ومع هذا كان يتملكها شعور غريب بانه ما لوف لديها ,
الم تلاحظ هذا منذ البداية؟
وحيرها هذا و اقلقها ؟
واحست و جهها يحمربالتدرج ,
وهي تعترف لنفسها بما كانت تفكر فيه .
حسنا على الاقل انها مخطئة بتفكيرهاهكذا عنه .
وذكرها و الدها قائلا” لقد ارسلتي لي صورة لك مع الرسالة ,
ووضعتها علىطاولتي حيث راها روك” .
وشعرت بالدهشة اضافة الى خيبة الامل .
اوة …فهمت…
اذا ذلك هو الامر بكل بساطة ,
لاشئ غامض او مريب .
ولكن لماذا كان و الها غيرمرتاح و مترددللتحدث بالموضوع؟
وقال لها جورج:
هل تذكرين مكتبي ,
في المزرعة ؟
هل تتذكرين المزرعة ,
لابد ان جميع شئ يبدو لكمبهما بعد عشر سنوات .
ليس جميع شئ اتذكر العديد مع ان ذاكرتي ضعيفة ,
هكذا كانت عادة ,

اليس كذلك؟
اتذكر غرفة نومي و الارجوحة تحت شجرة التفاح ,
ومخزن العلف ,
والاسطبلات..الامكنة التي احبها,اتمني ان لا يستبقوني هنا لفترة طويلة!
لقد تحدثت مع الطبيب قبل ان ادخل اليك ,
سيسمحون لك بالمغادرة غدا الىالبيت
وفكرت بالبيت ,
وهي تعض شفتها .
للكلمة رنة مؤثرة ,
كان يستعملها دوما,ولكنهالا تستطيع تقبلها الان بهذه الكيفية ,
فالمزرعة لم تعد بيتها ,
لم تعد ايضا منذسنوات كثيرة .
وسالتة ” هل تغيرت كثيرا؟” و هز راسة و ضحك :
لن اقول انها لم تتغير ابدا.
وبدا ان الفكرة تسعدة ,
وشعرت كارن بالرضي .
فقد كانت سعيدة لسماعها انالامكنة و الحاجات التي تتذكرها لم تتغير كثيرا,
ولكن الا يجب ان تتغير اثناء عشرسنوات ؟

كل شئ يتغير,
فلماذا لم تتغير المزرعة؟
الا زلت تربي الخراف؟
الارض غير صالحة لتربية اي شئ احدث .
فتربتها جدبا ,

وليس هنالك ما يكفي منعشب للابقار ,
وتربية الخراف ناجحة عند التلال ليست و اسعة كثيرا كما فاستراليا .
اعتقد انك لم تشاهدي كثيرا من مزارع الخراف هنالك ؟
انا اعمل فمكتب فسيدني .
ما رايتة من الاراضي كان عندما ذهبت فنزهةمدرسية ,
وزرت صديقة كان و الدها مزارعا .
الزراعة مقال ممل كما اعتقد .
ولكنها تهمني كثيرا .
وتهلل و جهة “صحيح؟هل حقا تهتمين فيها ؟

الست تقولين ذلك فقطلتجاملينى؟”
بالطبع لا…ولماذا لا اكون مهتمة بالزراعة ؟
اخبرني عن القطيع الذي عندك….كم خروفا لديك ؟
لم يكن جورج كارادس يحتاج لدعوة اخرى للحديث ,
واستلقت كارن على الوسائدتستمع الية ,

وهي تراقب و الدها و تتذكر احدث مرة كانا معا بها .
لقد تغير كثيرا,ومع هذا فهاهي تتذكر اكثر فاكثر الاب الذي عرفتة عندما كانت طفلة ,
لقد كانا يومهامقربين جدا جدا الذي عرفتة عندما كانت طفلة,
لقد كانا يومها مقربين جدا جدا من بعضهما,كانت تحب و الديها معا,
و كانت صدمة قاسية عليها عندما تركت و الدتها البيت و اخذتها معها,
علي الرغم من انهما كانا دائمي الشجار,
الا ان كارن لم تكن تتوقعانفصالهما الى الابد.
لقد القت امها باللوم على ابيها,
لم تكن تخفي اي سر عن ابنتها,
كاننتتريدها ان تعرف لماذا غادرت البيت.
و تحدثت دون نهاية و بمرارة حول انهيارزواجها.
و كانت كارن فاوائل مراهقتها,
خرقاء خجولة غير و اثقة من نفسها.
والسنوات الاتية كانت يائسة بالنسبة لها.
كان عليها ان تعتاد على مدرسة جديدة,
واصدقاء جدد,
و بلد جديد,
و بيت =جديد و ام ليس لديها شخص احدث سواها تتعلق به,
وبحاجة الى عطف دائم و تشعر بالرغبة فالسيطرة عليها.
كارن كانت متالمة و غاضبة ايضا,
ليس لان و الدها فضل امراة ثانية علىوالدتها,
و لكن لانة لم يحاول ان يمنع امها من اخذها معها.
ثم التقت و الدتها.
وارتبطت برجل اخر,
و تغيرت حياتهمها من جديد,
للاروع هذي المرة,
كارن احبت زوج امهاكثيرا,
فقد كان رجلا طيبا,
و اراحها كثيرا بعد ان اخذ حمل و الدتها عن كتفيها,و ترك الحرية لكارن لتعيش حياتها الخاصة,
كانت ربما استقرت فمدرستها,
و تعرفت علىاصدقاء,
و اكتشفت حرية الشمس و البحر,
و دفعت جميع تفكير بانكلترا و و الدها الىزاوية بعيدة من ذاكرتها,
الي ان حدث تصادم السيارة الذي اودي بحياة هارى,زوج امها,وحياة و الدتها.
ودخلت الممرضة و قالت:
الا زلت هنا سيد كارداس ؟

قلت لك عشر دقيقة فقط و انت هنا منذ نص ساعة اواكثر !
هيا اذهب الان!
تستطيع ان تاتي غدا و تاخذ ابنتك عند العاشرة صباحا .
ووقف جورج ,
وسالها ” و كيف حال خطيبها ؟
انة بخير…والان هيا سيد كارداس .
والتفت الى ابنتة ” هل احضر لك شيئا يا كارن؟
” فهزت راسهابالنفي و ابتسمت له فقال لها و هو يغادر ” ساراك غدا “.
و لكن فالصباح الاتي لم يكن و الدها الذي اتي عند العاشرة لياخذها.
وكانت كارن ربما استيقظت و ارتدت ملابسها,
و انتظرت عند النافذة,
و هي تنظر الىالمراعي التي تعبث بها الريح خلف المستشفى.
و رات سيارة حمراء تتقدم بعدها تتوقف,
وتصلبت مرتابة.
و تحرك الراس الاسود من السيارة عبر ممر المدخل,
و تبعتة عيناها,
هلحضر الى هنا ليراها؟
ام انه يزور المستشفي صدفة اليوم؟
و بعد لحظات دخل الى القسم و سمعت صوت التعجب من المرضي الاخرين,
و حدقالجميع فيه متهامسين.
و قال لها,
و هو يلتقط حقيبتها عن السرير:
لقد اتيت لاخذك..
لقد انشغل و الدك بامر اضطرارى,
بعض نعاجة هرب نحوالطريق الاساسي و يجب ان يجمعها قبل ان تدهسها سيارة,
و بما اني كنت قادما الىالبلد,
فقد عرضت عليه ان اتي بك.
و ابتسمت له ابتسامة خفيفة و قالت ” شكرا لك ” ها هو يبدي لطفهثانية,
و عليها ان تكون شاكرة له.
و لكن لماذا يتحدث اليها كذا دائما بصوتمتكبر؟
لقد اتيت لاخذك!
و كانها بضاعة,
و طوال الوقت هاتين العينان السوداوانتجولان فيها بكيفية عابرة,
و تجعلانها غير مرتاحة و غاضبة معا.
انا مستعجل !
و بدا بالسير,
و اضطرت ان تركض و راءة كي تحاذيه.
و فالممر التقيا بمسؤولة القسم,
التي قالت برشاقة:
اذاهبة الان انسة كارداس؟
اتوقع ان اراك عندما تزورين خطيبك.
هل استطيع رؤيتة الان؟
انة نائم..
و لا نريد ازعاجه,
هل تريدين ازعاجه؟
لا بالطبع..
متي استطيع زيارته؟
سنتركة يرتاح اليوم,
لا زال متاثرا بالمخدر.
تعالى غدا بعد الظهر .
مواعيد الزيارة من الثالثة الى الرابعة .
واتجهت عيناها الفاتحتين نحو الرجل الذي يحمل حقيبة كارن ,

وابتسمت له احدىالابتسامات النادرة منها .
صباح الخير ,
سيد ميلمان …سعيدة برؤيتك .
وهز لها راسة “مرحبا ايتها الاخت و ود” .
وجمدت كارن فمكانها ,
واتسعت عيناها الخضراوان و ربما صدمت ,

ميلمان ؟

انهميلمان ؟
روك…روك ميلمان بالطبع تتذكره,لقد كانت تراة دوما .
انة من عالم يختلفعن عالمها ,
ولكنة كان ياتي الى ارض ابيها ايام الصيد .
لقد تذكرتة جيدا ,
لقد كانفاتنا بشعرة الاسود و هاتين العينين السوداوين,وفي معطفة الاحمر ,
وبنطلونة الجلدي و حذاءهالاسود الجلدي الذي يصل الى ركبتة .
كانت كارن تتفرج على الصيد من نافذة غرفتها ,
ولكنها لم تظهر ابدا معهم .
كان عندها حصان صغير “بروتو” كمعظم اولادالمزارعين فهذا الجزء من العالم .
كان بليدا,
صبوراولطيفا ,
ولكن امها لم تكنتسمح لها بالخروج الى الصيد ,
علي جميع كانت كارن موزعة المشاعر ,
فهي تحب الثعالبوتكرة و حشية الصيد ,
ومع هذا فقد كان الصيادون بجيادهم العالية النحيلة ,
لهم بريقخاص ,
وخاصة روك ميلمان ,
الذي كان فارسا بارعا ,
ويقود عادة عملية الصيد فىالغابات و عبر الحقول,يمتطي جوادة و كانة جزء منه ,
بكبرياء و رشاقة ,
ودون اكتراث .
معظم الاراضي فالوادي ملك لعائلة ميلمان ,
ويملكون عدة مزارع اضافة الىمزرعة يزرعونها بانفسهم .
وعاشوا فقصر ميلمان منذ ايام الحروب النابليونية .
عندمااشتري الجنود العائدون من الحرب عدة مساحات من الارض و بنوا لانفسهم بيتا قوياانيقا و غرسوا غابة من حولة و بداوا سلالة حديثة .
كان و الدها واحدا من مستاجري الاراضي عندهم .
وكان ربما ولد فالمزرعة التىاستاجرها و الدة يومها ,
واحب المكان ,
والدتها كانت من لندن ,
وكرهت عائلة ميلمان و ما اسمتة كيفية العيش الاقطاعية فالوادي .
بعد زواجها من جورج كارداس حاولت ان تجعلهيغادر المزرعة ,
والسفر الى استراليا حيث كان اخوها ,
ولكنة لم يستمع لها .
فىالبداية صدقتة عندما قال انه لا يستطيع ترك يوركشاير بكل بساطة و لكن تدريجياتوصلت للاعتقاد ان لدية سبب ثانية للبقاء فالوادي ,
بين عائلة ميلمان .
لقد كانت و الدة روك ميلمان ,

بيتي المراة الثانية التي دمرت هذا الزواج,وجعلت ما رغريت كارداس و ابنتها كارن تسافران الى استراليا…
الفصل الثاني


ماذا ينقص الحنين؟


كانت كارن مستغرقة بافكارها،
حتي انها بالكاد انتبهت و هي تغادر المستشفى،
وتركب سيارتها و تبتعد.


كان روك ميلمان،
بارع بالقيادة،
واعترفت كارن بذلك،
ولو على مضض.
ولم يبد انه يلقى بالا لها،
جانب و جهة حاد الاطراف،
عيناة ثابتتان الى الامام.
كان يرتدى ثيابا عادية.
بنطلون ازرق جينز،
قميص ازرق،
وسترة من جلد الغنم.
ما زال يبدو قاسيا و ساحرا.
ولم يكن ها بسبب جو السلطة من حوله،
بل ان الرجل به يفرض نفسة بكيفية ما .


وكرهت تصرفاته،
وثقتة بنفسه،
وطريقتة بالكلام،
وكيفية نظرة اليها.
ولكنها اعترفت لنفسها انه شخص لا ممكن عدم الاهتمام فيه ابدا.
ملامحة كانت رجولية،
رائعة المظهر و ملفتة للنظر.
كان لديها ذكري غامضة انه يشبة اباة بقسماته،
حسبما كانت تتذكر و الدة جوزيف ميلمان،
ولكن،
بلون البشرة كان يشبة و الدته.


واستطاعت الان ان تتذكر تيرى ميلمان،
بعد ان اغمضت عينيها،
وتمثلت امامها صورة المراة الانيقة الرائعة التي طاردتها فطفولتها.
هل ما زالت حية؟
هل ما زالت تملك هذا الشعر الاسود الناعم،
والعينين اللامعتين،
والبشرة الزهرية الناعمة التي لا عيب فيها؟


وسالها روك فجاة: ” لماذا عدت؟
” و فتحت عينيها عندما سمعت صوته: ” كى اري و الدي!
“.


” بعد عشر سنوات من الصمت،
تذكرتية فجاة؟
“.


” لا اريد بحث حياتي الخاصة معك سيد ميلمان!
“.


” انا و اثق انك لا ترغبين بهذا .

.
.
ولكن سيتوجب عليك هذا .

.
انسة كارداس “.


” اوة .

.
لا .

.
لن افعل!
.
.
انت لا تعرف شيئا عنى .

.
.”.


” اعرف ان و الدك كتب لك لسنوات و لم تردى عليه!
اة .

.
انا و اثق انه لن يعاتبك،
فهو سعيد جدا جدا بعودتك و لن يقول شيئا.
ولن يتركك تهربين منه ثانية!
“.


” ذلك ليس من شانك!
“.


” ساجعلة من شانى “.


وكان صوتة خشنا و مثيرا،
ولكن كارن لم تكن تنوى التراجع،
مهما حاول ان يصبح جافا.
فانفجرت قائلة:


” انظر الان!
“.


ولكنة قاطعها بصوت اعلى:


” انا احب ابيك و معجب فيه و اعلم كم المة هذا،
كل هذي السنوات،
ان يصبح لدية ابنة فالجانب الاخر من العالم لا ترسل له حتي بطاقة ميلاد!
“.


” لا تصرخ بي!
الامورلم تكن بالسهولة التي تبدجو بها لغريب،
وهذا ما انت عليه سيد ميلمان .

.
.
انك غريب!
انت لا تعرف سوي جزء من القصة،
الجزء المتعلق بوالدي.
وانا مستعدة ان اراهن انك لا تعرف جيدا حتىهذا الجزء.
واعتقد انك انما تخمن ما يشعر فيه فقط.
فانت لا تعرف شيئا عما كان يجرى فذهني،
او عن حياتي اثناء العشر سنوات الماضية.
وانت لا تعرف عما تتحدثن لذا،
وحتي تعرف شيئا عني،
ارجوك.
.
توقف عن التدخل سيد ميلمان!
“.


وخفف سرعة السيارة،
ونظر اليها بوجة قاس.
ثم اسرع ثانية،
وركز انتباهة على السيارات التالية من الناحية الاخرى،
ولم يقل شيئا لفترة،
ثم قال ببرود:


” ربما تنظرين الى كغريب،
ولكننى اشك فان هذي و جهة نظر ابيك.
لقد عرفتة طوال حياتي،
اتذكرين هذا؟
انة ليس مستاجرا عندنا فقط،
انة صديق قديم للعائلة “.


واحمر لون و جهها.
هل يشير الى تلك العلاقة الطويلة بين و الدها و والدته؟
ام انه غافل عن الحقيقة؟
لقد سالت و الدتها عما تشعر فيه عائلة ميلمان،
فضحكت بمرارة.
فهم من الغباء بحيث انهم لم يلاحظوا ما يجرى تحت انوفهم،
ولكن ايمكن ذلك فعلا؟
وسالته:


” هل ام .

.
.
ووالدك لا يزالان على قيد الحياة؟
“.


ونظرت الية جانبيا،
ورموشها تغطى عينيها الخضراوين.
وجهة لم يتغير،
ولم تلاحظ اي ضيق او قلق على ملامحه.
لو انه كان يعرف لظهر عليه هذا بكيفية ما .
واجابها:


” و الدتى لا تزال على قيدالحياة.
ولكن و الدى ما ت منذ اربع سنوات “.


اذا امة ارملة منذ اربع سنوات؟
وعبست كارن.
اذا لم تتزوج السيدة ميلمان ابيها بعد ان اصبحت حرة؟
هل انتهت علاقتهما؟
وفكرت كارن،
بمظهر ابيها كما بدا امس: ابيض الشعر و كئيب قليلا،
وبدا يخرج عليه الكبر،
كان لا يزال رجلا جذابا منذ عشر سنوات،
وكان من السهل التصديق ان السيدة ميلمان احبته.
ولكنة الان اصبح فاواسط عمرة و تجاوز الخمسين بكثير.
فهل اشتعلت مشاعرهما تجاة بعضهما مع الزمن ان انها انطفات؟


بالطبع،
لن تستطيع سؤال روك ميلمان لقد قالت له لتوها ان ينتظر الى ان يعرف المزيد عنها قبل ان يستنتج شيئا،
ونفس النصيحة تنطبق عليها.
فلو ان و الدها و السيدة ميلمان لا زالا مرتبطين عاطفيان فلن يفوتها الامر عندما تراهما معا.
فالناس لا يستطيعون اخفاء مشاعرهم،
لكن اذا كانت عائلة ميلمان لم تلاحظ اي شيء اثناء تلك السنوات،
فربما يصبح العشاق بارعين بلعبة التخفي!.


كل هذي الامور نظرية الان!
فوالدتها ما تت،
ولن يهمها ما اذا كانت شكوكها صحيحة ام لا.


وزمت شفتيها،
فالامر يهمها مع ذلك!
وتريد ان تعرف،
من اجل و الدتها.
تريد ان تعرف ما اذا كانت تتخيل هذي الامور جميع هذي السنوات،
ان شكوكها كانت تعميها،
او انها كانت اذكي من غيرها.
لقد حان الوقت لتعرف الحقيقة،
وهي مدينة لامها كى تعرف،
اذا استطاعت.


وقال لها روك ميلمان:


” ها هي المزرعة “.


ونرت الى فوق،
وتذكرت فورا اين يقع البيت على جانب التلة التي كانا يصعدانها.
وقالت بخفة:


” انها لم تتغير “.


واجابها روك راضيا:


” الحاجات هنا لا تتغير “.


ولسبب ما ،
جعلها قوله تضحك،
ونظر اليها،
بعينان ضيقتان:


” و ما المضحك فهذا؟
“.


” لا اعرف .

.
.
لاشيء كما اعتقد!
لقد بدوت فقط و كانك مسرور بالامر!
“.


” و لماذا لا اكون مسرورا؟
“.


ولم تجب كارن للحظات،
وتجولت عيناها فالاراضى و التلال و السماء،
واشجار الخريف،
والوادى الذي بدا الضباب يغزوه.
ثم التفتت الى روك،
وقالت معترفة:


” فالواقع انا مسرورة ايضا،
لقد كنت خائفة ان لا اتعرف على شيء،
ان يصبح جميع شيء ربما تغير،
كنت اتمني بشدة ان اري جميع شيء كما اتذكرة “.


ونظر اليها و عيناة قلقتان:


” اوة .

.
.
لا اتمني لك هذا،
فما تتذكرينة ربما لا يصبح ما تعرفينة حقا.
فالمرء يميل الى النظر بمثالية الى ما تركة خلفة “.


ونظرت اخرى الى معالم البيت،
وما يحيط به،
لقد كان لهذا الريف جمالة الخاص،
جمال تجاوب معه قلبها.
فهنا فتحت عينيها لاول مرة،
ورات الجمال الذي لا يقدر ان يراة اي غريب.
وقالت مبتسمة:


” اوة .

.
لا اظن اننى انظر الى شيء بمثالية “.


وشعرت بخفقة غريبة فقلبها.
كانا ربما و صلا قمة التلة،
واوقف روك السيارة فجاة الى جانب الطريق،
والتفت اليها و هو يبتسم،
وذراعة ممدودة على ظهر المقعد.
واجفلت كارن،
وبدا القلق على و جهها.
هل سيحاول التودد اليها؟
وهل يعتقد ان ابتسامة واحدة منه تكفي؟


” لماذا توقفت؟
“.


” و ماذا تعتقدين؟
“.


هكذا اذا،
لقد تاكدت الان انها لا تتخيل،
لا لهجة صوتة الناعمة،
ولا ابتسامتة الصغيرة الساخرة.


” هل لك ان تحرك هذي السيارة اخرى .

.
.
ارجوك؟
“.


ومدت يدها الى مقبض الباب استعدادا للخروج فيما لو اقترب منها اكثر.
واجابها:


” اوة .

.
.
ليس بعد!
“.


ومد يدة بسهولة نحوها،
ولكن بدلا من لمس و جهها،
ارجع شعرها الحمر عن جانب و جهها،
كى يراها اكثر.


” ابق يديك بعيدتين عني!
“.


” لا حاجة بك ان تثوري.
فلم اتوقف هنا لاغتصبك،
لذا توقفى عن التنفس بصعوبة و الارتجاف!
“.


” انا لا اتنفس بصعوبة و لا ارتجف!
“.


” الست كذلك؟
اا فانت تقلدين المراة و هي مرعوبة،
ولست ادرى لماذا.
لقد توقفت هنا كى تشاهدى المنظر!
“.


” المنظر؟
من تعتقد انك تخدع؟
لست جديدة الولادة “.


” لا؟
لقد بدات اعتقد ان ذلك هو التفسير الوحيد!
“.


” الست مضحكا؟
“.


” انسة كارداس .

.
لقد بدات اشعر انك لا تحبينى “.


” و ما الذي يجعلك تعتقد هذا؟
“.


” اخرجى من السيارة!
“.


وتوترت اعصابها من الكيفية التي قالها بها.
ومال نحوها و هو ينهى كلامه،
ولمس جسة جسدها قليلا،
ولكن لم يكن هنالك اي اثارة لهذه اللمسة،
وكانت عيناة تقدحان بالعداء عندما نظرت اليهما و فتح الباب و كادت ان تقع.
ونزلت،
ومن دون ثبات سارت نحو الجدار الحجري،
ووضعت يديها على الحجارة الخشنة،
لم تستطع ان تلاحظ المناظر من حولها،
بل كانت تفكر بغضب بما حدث.


وخرج من السيارة و تقدم الى خلفها قائلا:


” لو نظرت فوق الجدار،
تستكيعين ان ترى الوادى بكاملة من طرف الى طرف.
انة منظر اروع مما ستشاهدينة من مزرعة و الدك،
واعتقد انه ربما يساعدك على استعادة قدراتك،
وذاكرتك قليلا “.


وحدقت الى الوادى البعيد،
وهو يمتد ما بين التلال المستديرة.
واستطاعت رؤية البلدة الصغيرة ذات المنازل بسقوف خشبية،
والمستشفي و الواقع فضواحيها،
والطريق الرئيسية و السيارات تتحرك عليها و كانها لعب صغيرة.
وقرية هالوس كروس عند قدمي التلة .

.
وقالت له:


” لست بحاجة لاستعادة ذاكرتي،
لم انس شيئا “.


” ما عداي؟
“.


وشعرت برجفة خفيفة غريبة تجرى فعروقها،
وكانت سعيدة لان ظهرها اليه،
لانها لم تكن و اثقة مما ربما يقرا فو جهها.


” لم اكن اعرفك .

.
فى الواقع “.


” الم تكوني تعرفيني؟
“.


وعادت اليها تلك الرعدة الباردة.
ماذا يعني بقوله؟


” لا اذكر اننا تصافحنتا كثيرا!
“.


” و مع هذا تعانقنا!
“.


ولكنها عندما استدارت،
وعيناها متسعتان و غير مصدقتان،
كان يسير عائدا الى السيارة،
وهو يقول من فوق كتفه:


” من الاروع ان نكمل طريقنا قبل ان يرسل و الدك فرقة تفتيش!
“.


وعادت كارن الى السيارة،
وصفقت الباب و راءها كى تريح اعصابها.
من الواضح ان ذلك كلام هراء.
لم يتعانقا ابدا،
وحق السماء،
لقد كانت فالثالثة عشر عندما غادرت هنا،
ورزوك كان .

.
بكم يكبرها؟
عشر سنوات؟
لا بل على الاكثر اثني عشر.
ولابد انه الان فالخامسة و الثلاثين.


ونسيت افكراها بينما كان روك يخفف سرعة السيارة ليستدير و يدخل ما بين دفتى بوابة مزرعة (( هاى هالوز ))،
جدار حجرى يمتد على جانبى الطريق،
يحفى البيت عن الانظار.


وتابع روك سيرة عبر الطريق الضيق ما بين حافتى شجيرات الغار و الورود التي تنمو بين الاشجار،
واغصانها تئن و تتلاطم بفعل الريح.
كان البيت يبرز و يختفى بين الاشجار: بيت =قديم،
مربع البنيان،
واحجارة رمادية،
سقفة من الواح الخشب،
وبابة الامامي من خشب السنديان،
ولة مدلاة حديدية تستعمل للدق عليه.


وتوقف روك،
ونزلت كارن من السيارة،
وهي تنظر الى المنزل،
وتتذكر.
وظهر و الدها من و راء المنزل،
وهو يرتدى ثيابا موحلة،
وقبعة كبار على راسه.
وسالها عندما انضم اليها:


” هل تغير كثيرا؟
“.


” لم يتغير ابدا “.


وقال روك و هو جالس فسيارته:


” انا مستعجل يا جورج .

.
اراك فيما بعد “.


” انتظر يا روك .

.
كارلا هنا!
“.


” ما ذا؟
“.


وانحني جورج كارداس فوق السيارة قائلا:


” روك .

.
لا تكن قاسيا عليها هكذا.
انها لا تزال صغيرة،
وتجد صعوبة فالتكيف “.


” لن تصبح الامور اسهل اذا استمرت بالهرب!
ولماذا تاتى اليك؟
“.


واستدارت كارن،
وسارت نحو الباب،
غير راغبة فالاستماع الى نقاش خاص بينهما،
وبينما هي تسير رات بنت تقف عند العتبة،
ترتدى الجينز و تى شيرت،
بشكل بسيط جدا،
جمالها جعهل كارن تقف تحدق.
هل هذي هي الفتاة التي يتكلم عنها و الدها؟
لا ممكن ان يصبح عمرها اكثر من العشرين.
ولكن بنيتها كانت كاملة،
بحيث ان كارن اعتقدت انها لو بلغت الستين فستبقي جميلة.


ونظر روك الى الفتاة،
وامسكها و جرها نحو السيارة:


” اذا ها انت هنا!
“.


” لا تدفعنى كذا روك!
لقد اكتفيت من هذي المعاملة،
ولا استطيع تحمل المزيد!
“.


” اصمتي!
“.


ودفعها داخل السيارة رغم مقاومتها،
وصعد بدورة و فلحظات ابتعدا.
وتنهد جورج قائلا:


” اة يا عزيزتى .

.
لم اتدبر الامر جيدا،
اليس كذلك؟
لقد و عدت كارلا ان احاول اقناعة بوجهة نظرها،
ولكن لم تسنح لى الفرصة.
فروك صعب المراس “.


” انه صعب المراس فعلا “.


وشعرت بالصدمة لتصرفة مع تلك الفتاة.
هل هي صديقته؟
لا ممكن ان تكون زوجته،
ايمكن ان تكون؟
لم تكن تتصور لسبب ما ،
ان يصبح روك متزوجا.
انة لا يتصرف كرجل متزوج!
ولكن الرجال المتزوجون ممكن لهم اي يعبثوا،
اليس كذلك؟
وقال جورج:


” بامكانة ان يصبح رائعا لو اراد!
هل هنالك من خطا يا كارن؟
هل ازعجك روك؟
لم يعد غاضبا من الحادث،
اليس كذلك؟
ولكنة لا يستطيع ان يلومك،
فخطيبك من كان يقود السيارة!
انا اسف لاننى لم استطع احضارك بنفسي “.


” اعلم ذلك،
لقد شرح لى الامر،
لقد هرب بعض الخراف .

.
.
لقد فهمت الامر .

.
كنت ساتصرف نفس الشيء لو كنت مكانك “.


” و هل كنت ستفعلين؟
“.


” اعرف اننى ابنة امي .

.
.
ولكننى ابنتك كذلك .

.
.
ابي لا تنسي هذا!
“.


وابتسمت له بحنان،
فلف ذراعة حولها و ضمها اليه:


” لن انسى!
الان،
تعالى و شاهدى غرفتك،
لقد اعدتك الى غرفتك القديمة،
اتساءل اذا كنت تذكرينها؟
“.


” بالتاكيد اتذكرها،
اتذكر جميع شيء “.


وتبعتة الى الردهة،
كانت ارضها لامعة حمراء،
بمدفاة كبار تتذكر انها كانت تختبئ فيها.
وتقدم و الدها الى الامام.
يحمل حقيبتها و صعد الدرج الى الطابق الول.
واخذت تتذكر شيئا احدث .

.
.


كم مرة كانت مستلقية ففراشها تستمع الى صوت خطوات ابيها على الدرج؟
المزارعون عادة ينامون باكرا و صحون باكرا،
وهذا شيء كانت تكرهة و الدتها.


ووضع جورج حقيبتها ارضا،
ووقفت عند مدخل الغرفة،
تنظر الى السقف المعتم،
والسرير النظيف الصغير،
بمرفشة الساتان الزهري،
وكومة من الوسائد البيضاء،
وارضيتة الخشبية الملمعة و التي تغطيها السجادات المصنوعة من المنزل،
والستائر برسمات الورود،
تعرفت على جميع شيء،
حتي ترتيب طاولة الزينة كان كما هو.
وقالت بتعجب:


” لم يتغير شيء!
“.


وابتسم و الدها،
ثم تغير و جهه،
وبدت بعض الكابة فبسمته:


” اخشي ان يصبح العديد ربما تغير .

.
.
انت مثلا،
لقد كبرت،
ولم تعودى طفلتى الصغيرة .

.
.
وامك .

.
.”.


وانقطع صوته،
واستدار لينظر من النافذة و ظهرة لها.
وبعد لحظات قال:


” انا سعيدة جدا جدا لعودتك يا كارن.
ولا اتمني الضرر لخطيبك،
انا و اثق اننى ساحبه،
ولكننى غير اسف لكونك بمفردك معى لفترة،
بدل ان يشاركنى فيك “.


ولم ينتظر ردهان فاستدار و سار نحو الباب قبل ان تستطيع فهم كلماته،
وتابع:


” خذى و قتك للتعود على المكان ثانية،
واذا احتجت الى ساكون فمكتبى .

.
.”.


ومضي النهار و بهدوء،
واخرجت كارن ثيابها من الحقيبة و استقرت فغرفتها القديمة،
ثم نزلت الى الاسفل،
واخذت تتجول فالمنزل و الحديقة،
تعيد زيارة اماكن طفولتها و تشعر بغرابتها،
ومع هذا بالسعادة الهادئة.


ووجدها و الدها تجلس على الارجوحة تحت شجرة التفاح و الى جانبها كلب راعي،
وراقبها قليلا بعدها ابتسم و قال:


” لقد اتيت لاقول لك ان العشاء جاهز “.


” هل طبختة بنفسك؟
كنت انوى مساعدتك “.


” كان على ان احضر الاكل لنفسي على جميع الاحوال.
وتحضيرة لاثنين ليس صعبا.
فى الواقع لقد سرنى هذا،
لان تناول الاكل و حدى اضجرنى “.


تساءلت و هي تتبعة الى المنزل،
ما اذا كان ربما شعر فعلا بالوحدة اثناء تلك السنوات،
لماذا لم تكتب له؟
وهل هو غاضب منها لهذا؟
ولكن لا يبدو عليه لا الغضب و لا العتب.


فى اليوم الاتي اتصلت بالمستشفي فابلغوها ان زيارة تشارلز ما زالت ممنوعة.
وامضت بقية يومها مع ابيها،
تتجول معه فالمزرعة،
والاراضى الجبلية،
وما يحيطها من الريف،
واخبرها عن الخراف التي يملكها،
وراقبت الديوك و هي تصيح و الغربان و الصقور،
تطير دائرة حول القطيع.


فى طريق عودتهما قال لها و الدها:


” سنتعشي الليلة فقصر ميلمان ؟

ام انك تفضلين عدم الخروج الليلة؟
“.


” ذلك عائد لك يا ابي “.


ونظر اليها و الدها مترددا بعبوس.
هل كان يتساءل عما تعرفه؟
فهو لم يذكر كلمة عن اسباب افتراقة عن و الدتها.
هل يعتقد انها لا تعلم شيئا عنه و عن السيدة ميلمان؟
وقال:


” حسنا لنري اولا كيف تشعرين .

.
لقد خرجت بالمس فقط من المستشفي “.


” النوم باكرا سيصبح اروع لي،
وارجو فقط ان لا يسبب لك طبخى عسر هضم “.


” لا تخدعيني يا كارن،
فوالدتك كانت طباخة ما هرة،
وانا و اثق انها علمتك!
“.


” لقد علمتنى “.


كان غريبا منه ان يذكر و الداتة دوما،
دون وخز ضمير،
كانها صديقة لم يرها منذ سنوات.
هل يفكر فيها دوما؟
هل اشتاق اليها عندما تركته؟
وهل احبها؟
وبدا لها و الداها كسر غامض.
وتههدت،
لم تكن و اثقة من حقيقة شعورها حول اي شيء.
ونظر و الدها الى ساعته:


” لقد تاخرت.
.
.
يجب ان اسرع،
لماذا لا تنامين لساعة او لساعتين،
وعندما انهى عملي،
نستطيع تحضير العشاء معا “.


” حسنا يا ابي .

.
.
سنحضرة معا،
سيصبح ذلك مسليا اكثر “.


وذهب و السعادة بادية على و جهه،
ودخلت الى البيت،
والقت نظرة على البراد،
واخرجت منه ما سيحضرانة للعشاء،
ثم صعدت الى غرفتها و استلقت فالفراش،
لتستريح نص ساعة فقط،
ولكنها ما لبثت ان استغرقت فالنوم فورا.


واستيقظت عندما سمعت الباب يفتح،
ورفعت راسها و هي نص نائمة قبل ان تري احدا،
كان الباب ربما اغلق من جديد.
وجلست و هي تتثائب.


” ابي؟
“.


ولم يجبها احد،
ولكنها احست بوجود شخص فالخارج،
ونادت ثانية:


” ابي؟
هل ذلك انت؟
“.


ولم تتلق ردا.
فذعرت،
وخاصة ان صوت الاقدام ربما عاد من جديد،
شخص ما يتحرك محاولا عدم اصدار صوت.
واحست بفراغغ البيت يضغط على اعصابها بثقل،
اذا لم يكن و الدها،
فمن هو،
ولماذا لا يجيب؟


وانزلت قدميها عن السرير و وقفت،
وقد اقشعر جلدها من الخوف.
وسارت على اطراف اصابعها نحو الباب،
وفتحتة بسرعة.
كان الدرج معتما،
فقد حل المساء،
وعتمة الخريف بدات تهبط بسرعة.
ولمحت ظلا اسودا فمنتصف الدرج.
ظل رجل بدا يتطاول الى ان لمس السقف و كانة منظر من فيلم رعب.


وجمدت كارن،
وتطلعت الى الاسفل،
وقلبها يخفق بسرعة.
الفصل الثالث
اقسي مما يجب


وادارراسة و نظر اليها ،

وعرفتة فورا ،

وزال عنها الخوف .

ولكنها لم


تشعربالارتياح ،

فبعد الخوف حل الغضب فصرخت فيه ” ماذا كنت


تفعل متسللا فالمنزل كذا ؟




واستدارروك ميلمان و عاد ليصعد الدرج .



– لم اكن اتسلل !

كنت اتحرك بهدوء حتي لا اوقظك .



– كم ذلك مراعاة منك لمشاعر الاخرين .

ولكن للاسف لقد فعلت ،



وتسللت الى غرفتي .
.
اليس ايضا ؟

ربما اننا فنفس المقال ،



عن ماذا كنت تبحث فغرفة نومى ؟



– لم اكن ابحث عنك على جميع الاحوال ،

لذا لا حاجة بك لهذا الخوف !



وشعرت بالغضب اكثر .

مع انها فالبداية كانت غاضبة مننفسها


لانها شعرت بالرعب .

ولكنها لن تدع روك يسخر منها لهذه الخيالات .



– انت فالواقع معجب بنفسك ،

اليس ايضا .



– انا ؟

معجب بنفسي ؟

استطيع القول ان الامر على العكس .

فهذه


ثاني مرة تتهمينى باننى احاول التقرب منك .

حسنا !

انالم


اكن احاول التقرب منك لا فالمرة الاولي و لا الان !

منالواضح


انك تظنين نفسك جذابة لا يستطيع احد مقاومتك .

ولكندعيني


اخبرك شيئا ،

بالنسبة لى ذلك امر غير صحيح .

فانا استطيع مقاومتك


دون عناء .



وكشرت كارن عن اسنانها ،

وهي تموت شوقا لتضربة على و جهه.


– الاحظ انك لم تقل لى بعد ماذا كنت تفعل فغرفتي .



– كنت ابحث عن و الدك .



– تبحث عنه فغرفة نومى ؟



– لقد ناديتة من الردهة ،

ولم يجبنى احد ،

ثم و جدت الكلبة ميغ


نائمة عند الباب ،

واعتقدت ان و الدك هنالك ،

لذا القيتنظرة في


الغرفة ،

ورايتك فالفراش نائمة .

فغادرت بهدوء قدر ما استطعت .



– لم اكن اعلم انه يوجد كلبة هنا ،

لا بد ان و الدى تركها لتحرسنى .



– انها كلبة حراسة ممتازة !



وراقبها و هي تمرر يدها فوق شعر الكلبة الاسود و الابيضوتطلعت ميغ


اليها متسائلة ،

واذناها و اقفتان بحذر ،

وكانها تنتظراوامر ،

وخاطبتها كارن


” بنت طيبة ” و ربتت عليها بعدها عبست :


– و لماذا لم تبح عندما و صلت ؟

اليس من المفروض ان تفعل ذلك ؟



– انها تعرفنى جيدا ،

وتعرف اننى دوما هنا ،

ولكن لو طلبت منها


مهاجمتى ستفعل .



– و هل تفعل ؟

هل هي مدربة على الهجوم ؟



– لا و لكنها مدربة على الطاعة ،

وسيدها تركها لتدافع عنك .



لذا لو انها شعرت بانك بحاجة للدفاع ضدى ،

فستهاجمنى .



– لا تغرينى لافعل ذلك !



وتنهدت و ابتسمت نص ابتسامة ،

وحدق فيها .



– اعتقد ان ذلك احدث شيء ربما يخطر ببالى .



– حسنا ،

هذا يريحنى ،

لا تدعنى اؤخرك !

ستجد و الدى يعمل .
.


لا اعلم اين .

خذ ميغ معك و ستدلك عليه .



فهز راسة و قال ” لن تاتى معى !

” .



– اوة .
.
هى كذلك لا تحبك ؟

كلبة لديها ذوق ،

وهذا و ح !



– لن تتركك حتي يقول لها و الدك .

انها كلب رجل واحد .



– كلبة لو سمحت .
.


– اوة .
.
انت ظاهرة عجيبة .



فى تلك اللحظة سمعا صوت باب يصفق فالمطبخ ،

وقالت


كارن بسرعة و ارتياح ” انه و الدى !

” .



واستدار روك على عقبية و اختفي فالاسفل ،

وعادت كارنالى


غرفتها و وقفت قرب النافذة تراقب الظلام يحل .

بعد قليلشاهدت


روك و والدها يظهران من المنزل ،

ووقفا يتحدثان عند الممرالخارجي


قرب سيارة روك الحمراء .

قد تكون عمياء لو لم تلاحظالعاطفة بينهما .



والثقة المتبادلة و الصداقة .

والدها يحب روك ميمان حتىولو لم تحبه


هى ،

ولكن و الدها رجل مختلف ،

وهو يحكم على روك بمقاييس


مختلفة .



وذهب روك ،

واستدارت كارن ذاهبة الى الحمام و وجدت و الدها


فى المطبخ ،

والغلاية تصفر فوق النار ،

والفناجين موضوعةعلى


الطاولة ،

والتفت اليها و ابتسم ” هل نمت جيدا ؟
مؤسف ان روك


ايقظك ”


– لا يهم .
.
كنت ربما نمت لوقت كاف .



وصب الماء المغلى فابريق الشاى و غطاة قائلا :


– لقد استعدت لونك على جميع حال .



– شكرا لك لتركك ميغ تحرسنى .



وجلست الى الطاولة ،

وانضم اليها جورج .



– ميغ كلبة حراسة جيدة ،

فى الخارج و الداخل .



وقدم لها طبقا من البسكوت صنع فالبيت .



– تذوقى هذي .

انها لذيذة .

لقد صنعتها كاترين كلين .

انها تعمل


هنا ثلاثة ايام فالاسبوع .

ستلتقين فيها غدا .



وذاقت واحدة منها و راقبها و الدها ” انها لذيذة جدا” و اخذت واحدة


اخرى ،

وضحك راضيا .

ثم قال لها و هي تصب الشاى :


– و .
.
بخصوص العشاء عند ال ميلمان …


وكانت عيناة متوسلتان ،

وتضايقت كارن ،

لاجل ذكري امها .
الا


يستطيع امضاء امسية واحدة بعيدا عن بيتيميلمان ؟

ام انه يامل ان


تصبحواياها صديقتان ؟

مهما كانت الحقيقة ،

شيء واحد كان


واضحا،
والدها يريد يائسا ان يتعشي فقصر ميلمان هذي الامسية .



– الهذا اتي روك الى هنا ؟

هل ارسلتة امة ليتاكد من قدومنا ؟



ونظر جورج اليها بعدها ابعد نظرة .



– لا لقد قدم الى هنا لاسباب تتعلق بالاملاك .
.
يجب ان نصلح


السور قبل موسم التوالد .

انة يحضر الترتيبات و سوفيساعدنا في


العمل .

كل سنة تنهار بعض الجدران بسبب الثلج و المطر .
هذا عدا


تاثير الخراف !

انة عمل لا ينتهى .



– اذا هو لم يسال اذا كنا ذاهبين للعشاء ؟



– لقد ذكر ذلك ،

ووعتة ان ابلغهم .

واخرت المقال الى ان


استفقت .



ونظر اليها نظرة متوسلة ثانية ،

وكتمت كارن تنهيدة .

كيفتستطيع


ان ترفض و هو ينظر اليها كذا ؟



– حسنا،
اذا كنت تريد الذهاب .



وتهلل و جة و الدها و قال بلهفة :


– و هل ستاتين معى ؟

انا اكيد انك ستكونين سعيدة .

كارن انه منزل


رائع ،

هل تذكرينة ؟



– اوة .
.اجل .



واسرع و الدها الى الهاتف ،

دون ان يلاحظ نبرة صوتهاالجافة و قال


بسعادة :


– ستسر لقدومنا ،

يجب ان اتصل فيها ،

لقد تصيد روك طيور


الحجل .

وبيتي ترغب فمعرفة كم ستحضر منها .

هل تحبين


الحجل ؟



– لا اتذكر اننى اكلت منها .

ولكنها كالبط و السمن ،

لذا قد


احبها .

فالطيور كلها متشابهة اليس ايضا ؟



– ليس بالضبط ،

ولكننى متاكد انك اكلت الحجل و انت طفلة .



هنالك العديد من طيور الصيد فالاملاك ،
.
وكنت معتاداعلي جلبها الى


المنزل ،

ولا اذكر انك لم تحبى اي نوع منها .



واستمعت الى و الدها و هو يتحدث : ” بيتي ؟

انا جورج.
نحن


قادمان !

اجل .
.
لقد اخبرنى روك .

كارن تحب الحجل ”


كان صوتة دافئا ،

حميما و عاديا ،

كان يتحدث الى بيتيميلما


كرجل يتحدث لزوجتة ،

وفكرت كارن اخرى .
.
لو انهما يحبان


بعضهما ،

فلماذا لم يتزوجا ؟

ولم يكن هنالك فوائد من هذاالتفكير ،



فصعدت الى غفرتها لتعيد النظر فيما سترتدى .

لم تكن قدجلبت


معها ثيابا انيقة ،

لديها فقط ثوب واحد خاص ،

ثوب اخضربلون


الجاد ،

رائع التفصيل ،

مصنوع من صوف ميرينو الحريريصممة احد


المصممين الاستراليين الشبان .

وقررت ان ترتدية ،

ووضعتقرطا


ذهبيا صغيرا و سلسلة يد ذهبية جميلة تناسبة ،

وعقدا ذهبياكان زوج


امها ربما اهداة لها فعيدميلادها الواحد و العشرين ،
واختارت حذاء


اسود و جوارب سوداء ،

ثم و ضعت الجميع على سريرها و دخلت ال


الحمام ،

فلن تكون متوترة الاعصاب لمواجهة ال ميلمان لوانها كانت


تبدو فاقوى حال .



وبمرور الوقت ،

شعرت بتزايد التوتر و نظر اليها و الدهابقلق و هما


يتجهان بالسيارة نحو قصر ميلمان .



– انا و اثق انك ستسرين هنالك انهممضيافون كثيرا .



– انا بخير .
.
لا تقلق يا ابي .



بعد خمس دقيقة و صلا الى خارج و اجهة القصر الجميلة ،
واضاءت


انوار السيارة البيت القديم ،

وشهقت كارن عندما شاهدتاشكالا


سوداء تطير من تحت السقف .



– ابي !

ما ذلك بحق السماء …؟


وضحك جورج كارداس ” انها خفافيش ،

غير مؤذية ابدا !
”.
وبرز


روك ميلمان من الظلام .

كان يرتدى سترة عشاء و رداء و بدامخيفا


امام الجدران المعتمة .

فتمتمت :


– لا بد ان ذلك الكونت دراكولا !



فضحك و الدها ” مسكين يا روك ،

انت تظلمينة ،

ولكنعلى ان


اعترف انه يبدو كذا قليلا ”


ونزل روك السلم العريض ،

وانحني لكارن قائلا :


– اهلا بك فمنزلنا .



وفتح لها الباب .

ونزلت من السيارة و هي ترتجف من التوتر.
فتطلع


اليها ” ان الطقس بارد هذي الليلة ،

تعالى الىالداخل بسرعة ،

المنزل


اكثر دفئا الان بعد ان و ضعنا به تدفئة مركزية .

لقد كانفارغا و مخيفا


مثل مخزن الغلال عندما كنت صغيرا .

ولكنة مريح اكثربعديد الان ” .



وقال و الدها :


– ذلك مضحك ان تشبهة بمخزن الغلال .

لقد فزعت كارن عندما


شاهدت الخفافيش تطير من تحت السقف ،

هل كنت تعلم ان هناك


خفافيش يا روك ؟



– اجل .
.
بالطبع .

انها هنالك منذ سنوات ،

انها غير مؤذية .
.
اذا لقد


فزعت ؟



– بالطبع لا .
.
ولكننى اجفلت فقط .



وظهر شخص احدث عند الباب .

وتعرفت كارن على السيدة ميلمان،


علي الفور ،

رغم ان شعرها الاسود ربما اصبح فضيا .

وجسدها


الملفوف ربما اصبح اكثر استدارة بتقدم العمر .

وبدا و جههاوكانة من


دون تجاعيد ،

وجمالها اخاذ كما كان دوما .

وبينما كانتكارن


تتفحصها ،

تقدم منها جورج ،

فمدت له يدها ” جورج” !

فقال بحرارة :


– تبدين ساحرة هذي الليلة يا بيتي !



وامسك بيدها و هو يحدق فيها .

وتصلبت اعصاب كارن ،

وهيتنظر


اليهما ،

لم يتحدثا كصديقين قديمين ،

بل باكثر من ذلكبعديد .

لقد


كانت تشعر بانها ستعرف عندما تشاهدهما معا اذا كان يحبان


بعضهما ،

وها هي ربما عرفت .

امها لم تكن مجنونة او غيورة،
بل


كانت على حق طوال الوقت .

وقال لها روك ببرود ” النتدخلى ؟




ونظرت الية ببرود كذلك ،

لقد كان يراقبها بعدائية ،
فرفعت جفونها


واعادت الية نفس النظرة العدائية .



– اعتقد ذلك .



– و ما بك بحق الجحيم ؟

هل ستكونين نكدة كذا طوال السهرة ؟



لماذا جئت اذا كنت بمزاج سيء ؟



– انا لست بمزاج سيء .

ولا اعرف ماذا تعني .
.
اى مزاج ؟

لم


تقابلنى سوي من يومين ،

فماذا تعرف عن مزاجى ؟

علي كلليس


عندي امزجة سيئة .

فانا شخص عادي الطباع عادة .

ولو كنتنكدة


عندما تكن انت موجودا ،

فذلك بسببك .



فضحك بقوة و قال ” اعرف اي نوع من النساء انت ،

لنتكون


الغلطة غلطتى ابدا ” فردت عليه من بين اسنانها” لا تشتمنى ” .



– و هل تسمين هذي شتيمة ؟



– و لا تسخر !

..


– بحق السماء !



– و لا تتكلم معى بوقاحة كذلك .
.


وشعرت بالرضي عندما لاحظت ان غضبة ربما تصاعد و امسك


ذراعها بغضب و هزها و انفجر قائلا ” اسمعى الان !
” و لم يستطع ان


يقول ما يريدها ان تسمعة !

وحاولت كارن ان تبدو هادئة ،
ولكنها


بالطبع كانت تشعر بالغضب مثلة تماما ،

ولو كانت اسبابهامختلفة .

في


اعماق نفسها كانت تعرف انها دفعتة لان يصبح غاضبا .

ولمتكن


تعرف لماذا ،

ولكن غضبا شديدا كان يتملكها ،

او انهااحبت ان


تتشاجر ،

ولم يكن امامها فكلتا الحالتين سوي روك ،
وتطلعت و راءه


نحو الباب املة ان ينقذها احد و صرخت :


– ارفع يديك عنى !



ولكن و الدها و بيتي ميلمان كانا ربما اختفيا .

ونظر روكبدورة الى


الوراء ،

واستغلت كارن الفرصة لتفلت نفسها من قبضتهواسرعت نحو


الباب ،

ولحق فيها على بعد خطوات من الباب ،

وواجهها منالامام


وبدات تقول ” لا تجرؤ …” و لكنة قاطعها :


– هلا توقفت عن اصدار الاوامر لى ؟

لا احب النساء اللواتي


يصدرن الاوامر .



– لا يهمنى ماذا تحب !



واطبقت يداة على كتفيهاورفعها عاليا حتي اصبحت و جها لوجه


معة .

واجفلت كارن عندماوجدت نفسها تنظر الى عينية العنيفتين


السوداوين .

وللحظة انقطعنفسها حتي انها لم تستطع التكلم .



وامضت عينيها من الصدمة .

ثماعادها الى الارض ،

ولكنها اخذت


تترنح كالسكري .



– و لا تقولى لى شيء .
.
اعرف اننى لم يكن على ان اكونقاسيا


هكذا.


وبينماكانت تفتش عن العبارات لتقول له ما تظن فيه بالضبط ،



ظهروالدها و دعاهما :


– الن تدخلا ؟

الطقس بارد فالخارج .



وقالتكارن بصوت ضعيف ” انا قادمة ” و سارت باتجاهة بسرعة ،



وتبعهاروك ببطء .

وقال جورج و هو يقدمها :


– هل تتذكرين السيدة ميلمان يا كارن .



ومدتكارن يدها بادب ” بالتاكيد .
.
مرحبا سيدة ميلمان ”


وقالتلها بيتي ميلمان ” انا سعيدة بان اراك ربما عدت ثانية


الىموطنك يا كارن ” .



– انا مسرورة بعودتى الى بيتي .



ونظرتكارن الى الشخص الاخر فالقاعة ،

فتاة تجلس على


كرسيوهي تنظر الى يديها المتشابكتين على ركبتيها ،

وعرفتها فورا ،



انهاالفتاة التي كانت فمنزل و الدها فذلك الصباح .



وسالتهابيتي ميلمان : ” هل تذكرين ابنتى كارلا ؟

” و نظرت كارن الى


روكبغضب ،

هذه اختة اذا ؟

وليست صديقتة ؟

وما كان جميع ما جرى


ذلكالصباح ؟

ماذا فعلت كارلا ميلمان ؟

لقد كان عنيفا معها و بدت


متحديةلة كثيرا و هو يجرها و راءة .



– اظن اننى اتذكرها .



وقفزتالي ذاكرتها بنت اصغر منها بعديد ،

نحيلة و رقيقة و لها عينان


كبيرتان.
ولم يكن لها اي تاثير حتي انها نسيتها ،

الي هذي اللحظة .



كانت اكبر منها ،

كارلا الان فالثامنة عشر فقط .



وقالت كارن للفتاة ” مرحبا ” فهزت كارلا راسها و اجابت باقتضاب


“اهلا ” و لم يكن جوابها غير و دى و لكنها اوضحت بهذه الكيفية انها لا


تعتبر كارن من عمرها و لا ممكن ان تكون صديقة مقربة .

وبعد ان


اعطت كارن نظرة باردة عادت الى التحديق بالنار .

وقالت السيدة


ميلمان:


– تعالى و اجلسى قرب المدفاة .

نحن نحب الجلوس فالردهة في


مثلهذا الوقت من السنة ،

اذ يكفى اشعال نار المدفاة ،

ولدينا حطب


كثير،
روك يقطع الاشجار و يحضرها حطبا و لكنة يزرع مكان كل


شجرة غرسة ثانية ،

فالاشجار جزء ثمين من دخلنا .



وقالروك ” انها غير مهتمة بادارة الاملاك يا امي ” .



فردت عليه كارن ” اوة … و لكن ذلك يهمنى ” و لم تكن تعرف سبب


اندفاعها ذلك للازعاجة .

ونظر اليها ليشعرها انه فهم ،

ولم يعجبة الامر !



وابتسمتلة بنعومة لتبلغة ان الشعور مشترك فهي لم تحبة كذلك .



ولم يبدو ان احدا لاحظ تبادلهما الصامت للعداء .

وقالت بيتي


ميلمان:


– كم اشعر بالاسف على خطيبك .

اتمني ان لا تكون اصابتهخطيرة ؟



– اتمني هذا كذلك .
.
كان يجب ان اتصل بوالدية و اخبرهم .
.


ولكننى سانتظر حتي اتاكد من حالتة ،

فلا اريدهم ان يتركوا جميع شيء


ويطيروا الى هنا ،

ولكن من ناحية ثانية ،

لو ان اصابتة خطيرة فانا


اعرف انهم لن يسامحونى ابدا ،

اذا لم ابلغهم .

.
ساراة غدا .
.


واتصل بهم بعدين .



وتدخل روك قائلا : ” يبدو انك نسيت !

كان من الممكن ان اكون انا


فى المستشفي كذلك ،

او ان اقتل !

وكل ذلك بسبب ان ذلك الشاب لم

يكن يركز ذهنة على الطريق ”

وقالت امة محذرة ” كارن ضيفتنا يا روك !

توقف عن عدوانيتك !




والتفتت الى كارن ” كارن انا اسفة ،

روك ذو طبع سيء ” .



فقالت كارن ” لاحظت ذلك ” .



وفتح روك فمة ليجادل ،

ولكن جورج سبقة للقول بسرعة :


– لقد تذكرت .
.
غدا ساكون مشغولا بتصليح الجدران يا روك .



وكارن بحاجة لمن يوصلها الى المستشفي ،

ربما استطيع استبدال


فترةعملى مع شخص احدث ؟



– لن يصبح ذلك سهلا .
.
فقد عملت جاهدا لتنظيم سير العمل .
ولا


اعلم من ممكن له ان ياخذ مكانك .
.
انظر .
.
ساخذها انا الى المستشفي ،



فعلى ان اذهب الى هنالك على جميع حال .



وقالت كارن بجفاء ” ساخذ تاكسى ” و بدت و كانها تكرة فكرة


مواجهة ثانية مع روك ميلمان ،

ولكن لم يلاحظ هذا احد .

وسالته


السيدة ميلمان :


– و لماذا يجب عليك الذهاب الى المستشفي يا روك؟


– يجب على ان ازور جاك ارمسدن .



– اة .
.
بالتاكيد لقد نسيت .



وقال جورج ” مسكين جاك العجوز ،

اجراء عملية خطيرة له ليس


بالامرالسهل .

وليس عندة عائلة حتي ” .



– لا لم يعد عندة عائلة ،

لذا يجب ان ازورة .



وقالت السيدة ميلمان : ” اوة … اجل .
.
يجب عليك !

مسكين هذا


الرجل،
لقد كان لطيفا على الدوام .

من يعتنى بكلابة ؟




– لا تقلقى يا امي انا اعتنى فيها ،

والعصفور كذلك .



وقالت كارلا فجاة بصوت عدائى ” روك يفكر بكل شيء ” و قطبت


امها فو جهها و قالت بغضب ” اجل ،

هذا صحيح .
.
ماذا بك يا


كارلا؟
توقفى عن مهاجمة اخيك طوال الوقت !

” .



– اوة يا امي انا اسفة جدا جدا .



ووقفت،
وبدات تصعد السلم فنادتها امها :


– كارلا !

عودى الى هنا !



ولكنها لم ترد ،

فاحمر و جة السيدة ميلمان و تكدرت ،

ونظرت الى


روكيائسة .

” ماذا ستفعل فيها ؟




– ستعود قريبا الى كليتها ،

هذا جميع ما نستطيع فعله


– العشاء تقريبا جاهز ،

الاروع ان اذهب و احضرها .



– اتركيها .
.
اذا كانت جائعة ستنزل لوحدها ،

واذا لم تكنجائعة ،



تستطيع فعل ما تشاء .



والتفت الى جورج ” لو سنحت لك فرصة ،

هل تزور جاك


ارمدن،
يا جورج ؟




– بالتاكيد سافعل .
.
لقد عرفتة طوال حياتي !

زوجتة توفيت منذ


سنوات،
كان عندهم ولد ما ت و هو شاب ،

لا اذكر اسباب موتة ،



اتذكرينة يا بيتي ؟



– الم يكن بسبب شلل الاطفال ؟

لقد كان موتة فجائياوماساويا .



– لا استطيع التذكر جيدا .

لقد كان جاك فالاربعينات ،

كمعمرة الان؟


وقال روك ” اثنان و سبعون .

لقد امضي سنوات و حيدا ” .



وقالت كارن عاليا ” يا له من عجوز مسكين !

” و ارتدعت ،

لانها


تذكرتكيف و جدت نفسة و حيدة عندما ما تت امها .

وقال روك :


– بما اننى يجب ان اذهب الى المستشفي ،

ساخذ كارن معي


واصيب عصفورين بحجر واحد .



وقالت كارلا ميلمان و هي تهبط السلم ” هل استطيع الذهاب معكما ”


وعبس شقيقها فو جهها قائلا ” لن اخذك الى اي مكان ؟




– اريد رؤية جاك !

انا احبة كثيرا !



وقالت السيدة ميلمان ” هذي فكرة جيدة !

لقد كان جاك يحب كارلا


دوما يا روك ،

وانت تعلم ذلك .
.
لماذا لا تاخذها ؟




– بعد الازعاج الذي سببتة ؟

حتي اننى لم اسمعها تعتذر !



– انا اسفة لاننى فقدت اعصابي .
.
ها انا ذا .
.
لقد اعتذرت


هل اخذنى غدا ؟



وقالتكارن ” احب ان يصبح معى رفيقة فالطريق ” .



ونظرالجميع اليها ،

نظرة روك بها غضب ،

ووالدها و السيدة


ميلمان ارتياح ،

وكارلا فاول اشارة للاهتمام .
.
وهي تبتسم و قالت


“هذا يحسم الامر اذا “

الفصل الرابع


4-ما بعد الغضب


صباح اليوم الاتي,عندما نزلت كارن لتناول الافطار كان و الدها قد


ذهب الى العمل.
ولكن هنالك امراة طويلة نحيلة فالردهة,


تلمع الاثاث,
وتطلعت المراة اليها و هزت راسها قائلة:


– صباح الخير..
انت ابنته؟… لقد خرج منذ فترة.لقد انهيت


عملى فالمطبخ,
اذهبى و حضرى افطارك ,

يجب ان اتابع عملي!


وتابعت عملها و لم تسمعها تنطق بكلمة بعد ذلك.


ووصل روك ,

وجلست كارن فالمقعد الخلفي,
لان كارلا كانت


تجلس الى جانبه,
وقطعوا معظم الطريق دون ان يتكلم احد منهم.


عند و صولهم الى المستشفى,
اكتشفوا ان تشارلز فنفس القسم


الموجود به جاك ارمسدن,
فقد كان تشارلز فسرير قرب النافذة


والعجوز فسرير قرب الباب,
حيث تستطيع الممرضات ابقاء


مراقبتهن عليه.


وشعرت كارنبالراحة لرؤية تشارلز و ربما تحسنت صحته,
ولوح لها


وهي تقترب منه,
كان راسة على الوسائد مضمدا,
وسترة بيجامته


مزررة فوق اربطة ضلوعه,
وبدا شاحبا,
ولكن عيناة مسرورتان.


وابتسم لها و قال ” مرحبا ياحبيبتي!”.


– لقد كنت قلقة عليك كثيرا,
ولكنك الان اروع بكثير.


– لقد تحسنت لرؤيتك ياعزيزتي.


وضحكت لمزاحه,
وجرت كرسيا و جلست قرب سريره.


– لو رايتنى بالامس ,

كنت فحالة سيئة جدا.


– مسكين يا تشارلز…


وامسكت يدة و ابتسمت له” انا سعيدة جدا جدا لان اصابتك لم تكن


خطيرة.
كنت خائفة من الاتصال بوالديك حتي لا ابلغهما خبرا سيئا”.


– و هل علما بالحادث؟


– لم ابلغهما ,

انتظر حتي تتحسن ,

لا اريد اخافتهما.


– تفكير سليم… فالواقع ,

لا تتصلى بهما ابدا,
عندما ساخرج


من هنا سارسل لهما بطاقة من اوروبا,
وسابلغهم بالحادث عندما


نعود.


– و لكن يا تشارلز لا تستطيع فعل هذا.


– كارن .
.اذا اخبرناهم الان سينزعجون كثيرا.
وانت تعرفين هذا!


– و لكن عندما يعرفون ,

سيشعرون بالغضب.


– ساقنعهم … و الان اخبرينى عن و الدك و المزرعة!


واخبرتة جميع شيء عن لقائها بوالدها و ما شاهدتة فالمزرعة,
ثم


اردفت ” تشارلز … فالحقيقة اعتقد انني يجب ان اتصل بوالديك!


امك ربما تتالم اذا لم نخبرها عن الحادثة.
سيشعران باننا لا نابه


بهما”.


– سيسامحاني…


– و لكننى لست و اثقة انهما سيسامحانى انا!
لهما الحق بان يعرفا.


– لاتضايقينى يا كارن.


– انا لا اضايقك .
.بل اظن فقط …


– انهما و الداي,
بحق السماء ,

وليسا و الداك.
سيهرعان الى هنا


وتبدا امي بالبكاء علي.
ووالدى سيلومني,
لقد كان دائما يقول انني


سائق سيء.
لم يكن يثق بقيادتى لسيارته.
وسيطالبان عودتى معهما.


ولن اعود قبل ان ازور اوروبا.


واسترعي شجارهما انتباة الممرضة المسؤولة عن القسم,
فتقدمت


من السرير و تفحصت تشارلز,
ثم نظرت الى كارن.


– اظن من الاروع ان تذهبى الان,
فالسيد بيركلى لا يزال تحت


تاثير المخدر,
ويجب ان يرتاح.


– انا لست مريضا لهذه الدرجة يا انسة.


– لا اظن انك قادر على الحكم سيد بيركلي!


ونظر تشارلز الى كارن,
التى و قفت,
وهي تشعر بالانزعاج


والخجل و انحنت عليه و قبلتة على خدة و قالت هامسة”انا اسفة..
لن


اتصل بوالديك,
لا تغضب يا حبيبي فانا احبك!” و قال لها تشارلز:


” تعالى غدا” و ابتسم ,

واستدارت كارن مبتعدة عنه.


وخرجت من المستشفي الى حيث تقف السيارة,
لتنتظر روك


وشقيقته.
وكانت السيارة مقفلة,
فاخذت تتمشي حول الحديقة


الملحقة بموقف السيارات.
وهي تفكر بتشارلز,
ومزاجة غير العادي.


فالحادثة كانت صدمة عليه,
وخسر العديد من الدم,
واجريت له


عملية,
مع عدة اضلاع مكسورة,
وانبت نفسها: لماذا بحق السماء


تشاجرت معه؟
لقد تشاجرا عدة مرات فالماضى دون ان يؤثر هذا


عليهما,
وتمنت لو انها لم تتجادل معه اليوم.
فلم يكن متمالكا


لنفسه,
كان يجب ان تترك المقال حتي يكون اقوى حالا بالفعل.


وقع اقدام على الحصي جعلها تلتفت,
لتري روك يتقدم نحوها,


وكان لوحدة ,

ولم تشاهد كارلا معه.


– لقد كانت زيارة قصيرة…


– لم يكن تشارلز بخير… و المسؤولة اعتقدت اننى يجب الا اطيل


الزيارة.


– و لم انت غاضبة هكذا؟


– انا لست غاضبة!
..
اين شقيقتك؟


– انها تزور خطيبك… لقد لاحظت انك لم تجلبى له الزهور..


فذهبت الى المحل فالمستشفي و اشترت له بعضها.


– كم ذلك رائع منها.


شقيقتة كان لها نفس طباعة الفضولية.
كارن لم تنس ان تشترى له


الازهار .

بكل بساطة لم تكن تريد,
فى و طنهم سيشعر بالاحراج اذا


شاهدة احدهم و هي تقدم له زهورا.
وتساءلت عما سيقول عندما تتقدم


فتاة مجهولة منه و تعطية باقة زهور و تتبادل الحديث معه.
وسالها روك


وهو يراقبها :


-هل انزعجت من الامر؟


– لا..انا شاكرة لها.


وخرجت كارلا من المستشفي و انضمت اليهما,
ورفعت ذقنها


متحدية كارن.
فقال روك:


– لقد اخبرتها انك اخذت لخطيبها بعض الازهار.


– اتمني ان لا تكوني ممانعة.


– ذلك لطف منك… شكرا لك… لم يتحسن بعد,
وانا اكيدة ان


ازهارك ستفرحه.


– لقد بدا معجبا بالزهور..


وصعدت الى المقعد الخلفي,
وقبل ان تدرك ما يحدث,
وجدت


كارن نفسها فالمقعد الامامي بالقرب من روك.


وبينما هم فطريقهم,
مالت كارلا الى الامام و قالت لاخيها:


– انزلنى فالقرية…اتسمح؟
اريد زيارة صديقة قديمة.


– من هي؟…


– لاتكن مزعجا يا روك..


ونظرت الية كارن من طرف عينها,
ولاحظ روك ذلك.
فادار راسه


لينظر اليها,
وقال لشقيقتة باصرار:


– لماذا لا تقولى من ستقابلين؟


– اوه..
سينثيا..
اذا كنت مصرا ان تعرف!


– و لماذا جميع هذي السرية حول لقائك بسينثيا؟


وراقبت كارن كارلا من المراة المامية,
وهي تتساءل عما اذا كانت


ستقابل سينثيا حقيقة.
ام انها اخترعت القصة لتخدع شقيقها؟


– و لماذا على دائما ان اقول لك جميع شيء اريد فعله؟


– اوه…حسنا … لا تتاخري.


– مزعج…


– انت تعلمين ان امي ستبدا بالقلق اذا تاخرت لساعات دون ان


تعرف اين انت!


واجابتة بتنهيدة عميقة,
وعندما دخلا القرية قالت كارلا بسرعة


“انزلنى عند مكتب البريد,
اتسمح؟
لقد و عدت تشارلز ان اشترى له


بطاقة بريد من القرية”.


ونظرت اليها كارن نظرة مجفلة… تشارلز؟
لقد تلفظت باسمه


كصديق مع انها لم تقابلة سوي اليوم و لخمس دقيقة فقط!
هل طلب


منها فعلا ان تشترى له بطاقة بريد؟
ام هي عرضت عليه؟
ولكن كارلا


تجاهلتها,
واوقف روك السيارة,
ونزلت منها كارلا و صفقت الباب


وراءها.
ونظرت كارن الى الخلف لتجد ان كارلا ربما دخلت الى


مكتب البريد .

ال مليمان عائلة متطفلة!
ماذا تظن كارلا انها تفعل؟


تتبادل الحديث مع تشارلز,
وتقدم له الزهور,
تشترى الهدايا له؟


وسالت روك ببرود:


– هل تتدرب شقيقتك لتصبح مصلحة اجتماعية.


واخذ يضحك,
ولكنها قررت تجاهل ضحكتة و سالته:


– و متي ستعود الى كليتها؟


– اوه..
قريبا..
لاتقلقي.


– انا لت قلقة.


– اوه..الست قلقة؟


– لا…


-الست غيورة لانها تهتم بخطيبك؟


– انها طفلة..هل تتطفل دوما على الناس؟
اعلم ان المراهقين


يفعلون هذا.


– و هل تدعينها مراهقة؟


– انها فالثامنة عشر,
فماذا تدعوها غير هذا؟


واستدار عبر بوابة المزرعة و هو يفكر بالسؤال.


– حسنا… كنت اقول ان كارلا امراة شابة,
انها قانونا بسن يمح


لها بالزواج ,

وقيادة السيارات,
وان تحارب لاجل و طنها.
لذا لا


استطيع تسميتها بالمراهقة.


واوقف السيارة امام البيت,
واستدار فمقعدة ليواجهها:


– لاتهتمى فيها انها رومانسية الطبع,
وخطيبك جميل,وهو راقد


فى سرير فالمستشفي و بعيد عن و طنة و اهله,
وهذا ما يجعل فتاة


مثل اختي ,

لاتستطيع مقاومته!


واستمعت الية كارن و هي تتطلع به,
احيانا تتمني لو ان معها


مسدسا لتطلق عليه النار,
واحيانا ,

مثل الان,
يبدو لطيفا,
خلوقا,


ورقيقا.
ال مليمان عائلة محيرة,
انهم لغز.


وابتسم لها ابتسامة صغار مخادعة ,

واحد حاجبية يرتفع:


– بماذا تفكرين الان؟


– اسفة؟


– لقد كنت تنظرين الى بكيفية غريبة.


– لقد كنت افكر…


– عيناك لهما احلى لون اخضر رايتة فحياتي.


ومد يدا كسولة ليلمس خدها الاحمر.
فتراجعت مذعورة من جراء


تلك اللمسة,
وتطلعت بعيدا و تمتمت:


– شكرا لتوصيلك لي,
من الاروع ان ابحث عن و الدي.


وفتحت الباب,
ونزل روك بدورة و وقف مواجها لها عبر سقف


السيارة.


– لن تجدية هنا,
انة يترك المفتاح تحت و عاء زهور على نافذة


المطبخ… تعالى ساريك اين هو.


-واين يصبح و الدى الان؟


– انه عند تلة و ندكار يصلح الجدار.


– بالطبع .
.
لقد نسيت!
لست ادرى كيف نسيت!


– و هل هنالك ما يشغل بالك؟


ووصلا الى خلف البيت,
ورفع روك و عاء زهور عن نافذة المطبخ


والتقط المفتاح من تحته.
ومدت يدها لتاخذة قائلة” شكرا لك”.


ولكنة كان ربما وصل الى الباب و وضع المفتاح فالقفل.
ودفع


الباب,
واشار اليها لتدخل.
وتبعها الى الداخل و اغلق الباب و راءه,


وتوترت اعصاب كارن بعنف.
وقالت بكيفية لم ترد ان تكون فظة


” حسنا …شكرا لك” و لكنها كانت متوترة لكونها و حيدة معه في


البيت.
عندما يكونان لوحدهما كانت تشعر باحساس غريب: مزيج


من الحرارة و الغضب,لم تستطع فهمه.
كانت تشعر بردة فعل


متفجرة,
تشعر فيها فاعماق نفسها,
غضب يغلى الى ان يصبح


لضغطة قوة رهيبة.
لم تكن ربما شعرت بشيء مماثل له من قبل,
وهذا


ما ازعجها.
وقال روك ببرود:


– لن يعود قبل ان يحل الظلام.


– لا باس..
لا يهمنى الامر.
ساكون على ما يرام.


– لماذا لا تاتين معى الى منزلنا و تتناولين الشاى مع و الدتي؟


– شكرا..ولكن…


– ستكون مسرورة جدا جدا برؤيتك!


– فالحقيقة على ان اغسل الثياب و اكويها.


– ماذا لديك ضد و الدتي؟


الهجوم كان فجائيا و غير متوقع.
وارتفعت عيناها الايه,
واسعتان


ومجفلتان.


– لماذا…لم..
مالذى يجعلك تظن انني..


– و جهك يتغير كلما ذكرت امامك,
هل تعتقدين ان بامكانك اخفاء


الكراهية؟انت فالحقيقة لا تحبين امي… اليس كذلك؟


– لا..
انا لا احبها..وانا و اثقة انك تعرف السبب!


وقال بهدوء”اخبرينى السبب”.


– لاتدعى انك لا تعرف شيئا!
انت لست غبيا.
واذا كان غريب


مثلى يري الامر بوضوح,
فيجب ان تكون قادرا على ملاحظة الامر منذ


سنوات.


– عن ماذا تتحدثين؟
وما الذي ما اتطعت رؤيتة بوضوح؟


– امك..وابي!..


– اعرف جميع شيء عنهما!
والدتى اخبرتنى القصة كلها,
وعندما


رايتهما معا بعدما و صلت هنا,
عرفت انها قالت لى الحقيقة!
ويجب


ان تكون تعرفها ايضا.
فلست اعمي لهذه الدرجة!


ووقف جامدا,
يحدق بها,
وكانة ينظر مباشرة الى ذهنها,
ولم


يعجبة ما راى.
قد يصبح عارفا بعلاقة الحب القديمة الطويلة بين


والدتة و جورج كارداس,
ولكنة لا يحب ان يتحدث فيها احد.
لقد


فضل ان يغلق عينية عنها,
دون شك,
كما فعل و الدة لستوات طويلة.


ولكن قد و الدة لم يكن يعلم؟
عندما كانت طفلة تشاهد عائلة


ميلمان مع بعضهم,
وكان هنالك شعور دافىء و عاطفى بينهم,
وهذا


كان يصدمها لان الامر كان مختلفا بين و الديها.


واستدار روك فجاة و ملا الابريق من الحنفية.
فسالتة كارن ” ما ذا


تفعل؟”..” اصنع بعض الشاي” و وضع الابريق فوق النار دون ان


ينظر اليها .

وصاحت به”اروع ان تذهب..الان ارجوك!”فقال


” هنالك بعض الحاجات اريد قولها لك اولا و احتاج الى فنجان شاى قوي


قبل ان اقولها”.
واحضر فناجين الشاي,
وفتح البراد و اخرج بعض


الحليب,
ووضع الكل على الطاولة,
وكارن تراقبه.


– احب طريقتك بالتصرف فمنزل و الدى و كانك فبيتك.


وتجاهلها روك و وضع اوراق الشاى فالابريق.
فقالت له


بغضب:


– هل لان عائلتك تمتلك الارض تظن نفسك انك تمتلك الناس


الذين يعملون بها ايضا!


واستدار نحوها بغضب,
وشعرت بانه سوف يضربها,
فتراجعت


الي الوراء,
وكشف عن اسنانة بابتسامة:


– اجل..
كان على ان اضربك!
اعتبرى نفسك محظوظة لانني


اسيطر على نفسي اكثر منك,
والا لفعلت!
والان اصمتى بينما اعد


هذا الشاي.


– لاتصرخ بي!


وصرخ فيها ” اجلسي!” الغضب فنظرتة جعلها تطيع.
وصنع


الشاي,
وراقبتة و هو يصبه.
ماذا عندة ليقوله لها؟
هل تستطيع ان


تحزر؟.
وكسرت الصمت بعد ان ادار و جهة و هو يحمل فنجانا فكل


يد:


– اعتقد انك تفضل ان ادعى اننى لا اعرف شيئا عن علاقتهما؟


حسنا… لا تقلق..
لن اقول شيئا.
لم اقل شيئا لوالدي,
وماكنت


ذكرت لك شيئا لو لم تدفعنى الى هذا!


– لست مضطرة لقول شيء..
لديك كيفية للايحاء بما تريدين


قوله!


واعطاها الفنجان بكيفية خرقاء,فاهتز فيدها حتي كادت توقعه.


” لم احب الكيفية التي راقبت بها و الدتي,
او النظرة فعينيك كلما


شاهدتيها تنظر الى ابيك”.


– اسفة,
فلدى اسبابي,
ولكننى لا اتوقع ان تفهم!
لم تكن انت


ولا امك من طرد من البيت,
بل كنت انا و امي!
واذا كنت اتكلم


بمرارة ,

فلاننى اضطررت للعيش مع امراة حزينة لسنوات.
كل ما


كانت تتحدث عنه هو ما فعلتة امك بها.
فليسامحنى الله,
فى بعض


الاوقات كنت اسام من الاستماع اليها و الومها!
ظننت انها مصابة


باعصابها و انها اخترعت جميع شيء.
ولكنها لم تكن ,

اليس كذلك؟


لقد كانت تقول الحقيقة.


ومال روك على الجدار و وجهة اليها,
يدير الفنجان بين يديه,


وعيناة السوداوان مركزتان عليها و سالها ببطء:


– و هل ذلك اسباب عودتك؟
لا لترى و الدك ثانية..
بل لتكتشفي


الحقيقة فقصص امك؟


– لقد عدت لعدة اسباب!
اردت رؤية و الدى ثانية,
ورؤية يوركشاير


والمزرعة و القرية,
وكل شيء كنت اذكره.
ولكننى اردت معرفة


الحقيقة ايضا.


– اواثقة انت انك لم تكوني تريدين ايذاء جميع من تسبب بايلام


امك؟


– لا اعتقد اننى احببت هذا!
قد تكون اعصابك باردة بما فيه


الكفاية لتسعي و راء الثار,
اما انا فلا.


– اوه… لم احلم ابدا بان اشير الى انك ذات اعصاب باردة.
ومع


ذلك ,

وبعد مراقبتك مع خطيبك اليوم,
اتساءل!


– اهتم بشؤونك الخاصة و لا شان لك معي.


– و هل يعلم جميع شيء عنك؟


– يعلم؟…ماذا؟


– ان امك ربما حبستك اثناء سنوات مقيدة باردة,
وانك لا تعرفين


شيئا عن الدنيا و عن الحب؟


ورمت فنجان الشاى عليه بانفعال,
وكان روك سريع الحركة فتجنبه


قبل ان يصل اليه,
ولكنة لم يتجنبة تماما,
ونظر بغضب الى قميصه


وسترتة المملؤتان بالشاي.
ولم تفاجا كارن بكلامة البذيء فقد سمعت


من قبل اسوا منه,
ولكنها كانت خائفة منه,
فهو يبدو مخيفا عندما يثور,


وتمنت لو انها لم تفعل ما فعلت,
وصرخ بها:


– ايتها الكلبة المجنونة!


ومد يدية نحوها بغضب ,

فهربت,
وهي تشعر فيه خلفها و ربما لحق


بها بسرعة.
وصفقت باب المطبخ و راءها,
واستطاعت الوصول الى


الدرج قبل ان يفتح الباب ثانية.
مما اعطاها مسافة كافية للهرب.


ولكنة مع هذا استطاع اللحاق فيها عند اعلي السلم,
حيث كانت قد


اصبحت بحالة محمومة: نصفها خوف و نصفها غضب.


وما ان امسك فيها بيدية القويتين حتي ذعرت و اخذت تضربه,
وهذه


المرة على و جهة كان صوت الصفعات احسن من تاثيرها الحقيقي.


وعاد روك يشتم ايضا,
وقد تركت اثار اصابعها علامات بارزة على


بشرتة .

وامسكت يداة برسغها,
وانزل ذراعيها على جانبيها .

ودفعها


علي الجدار.
وضغط عليها بجسده,
وشعرت بثقلة و بعضلات


جسدة .

وكادت انفاسها تنقطع,
وكان يجب ان تقاوم لتتنفس قبل ان


تستطيع الكلام.
وقالت بغضب شديد:


– ابعد يديك اللعينتان عني!


ورد عليها بغضب اكبر” لا تستطيعين قذفى بفنجان شاى ساخن


وتنجين من العقاب,
لا تفكرى بهذا!”.


وابتلعت كارن ريقها,
وراسها يتمايل بقوة من جانب الى جانب


وبدا شعور بالغثيان يقبض على معدتها.
هى لا تستطيع تخليص


نفسها و لا تستطيع تحمل التلامس المفروض بالقوة بينهما,
وكيف لها


ان لا تشعر بجسدة و هو يضغط عليها هكذا؟
تستطيع تجاهل جميع ما


يقوله,
ولكنها لا تستطيع تجاهل ما يفعل.
عندما يتنفس تشعر به,


حتي انها كانت تسمع دقات قلبه,
وجهة لا يبعد سوي انشات عنها.


وقالت و نفسها يكاد ان يصبح مقطوعا:


– حسنا..
انا اسفة!..هاك .
.لقد اعتذرت1 ايكفى هذا؟


اتركنى اذا!


– و هل ذلك اعتذار؟
لماذا بحق الجحيم رميت الشاى علي؟


– لقد فقدت اعصابي!


– اوة .
.
وهل تستطيعين رمى حاجات على اي كان عندما تفقدين


اعصابك؟


– لقد اهنتني…


– لقد قلت لك الحقيقة,
لقد ان لك ان تواجهيها.


– غنها ليست الحقيقة!


– اوه..
اجل .
.
انها الحقيقة!
امك كانت مريضة الاعصاب,
وقد


جعلتك معقدة .

انت مشغولة الفكر بشيء حصل لشخص احدث من


سنوات طويلة اكثر من انشغالك بذلك الشاب المصاب فالمستشفى


الذى يفترض انك تحبينه!


– لاتكن سخيفا…انني…


– انك تجاهلت و الدك بعد ان اخذتك امك الى استراليا!
ولم تردي


علي رسائله,
مع انه كان يجب ان تعلمي منها انه يحبك و يشتاق


اليك.
ولم تاتى الى هنا الان لتقولى له انك اسفة,
او لتتعرفى عليه


اكثر.
لماذا اتيت؟
اتساءل: الم تشكى بامك؟
هل اتيت لتكتشفى ما


اذا كانت امراة معقدة,
او مريضة اعصاب هستيرية؟


– بكيفية ما … كانت هكذا!
ولكن ذلك لا يعني انهالم تكن على


حق حول امك و ابي.
لا اعتقد انك تحب ان تعترف,
ولكنهما


عشيقان,
ولسنوات طويلة.
وهذا ما دفع امي الى حافة الانهيار.
شيء


ما جعلها تصبح مجنونة!.


– و بدورها,
جعلتك ما انت عليه الان!


ونظرت الية بغضب,
ثم تصلبت بعد ان ادركت كم كان و جهه


قريبا من و جهها.
حتي انها استطاعت ان تري جميع مسام بشرته.


فتمتمت متلعثمة”انا …احب تشارلز!” و كانها بذكرها اسم تشارلز


تستطيع وضع جدار بينها و بينه,
وتراخت يداة عن رسغيها و افلتهما


وكانت تستطيع ان تفلت منه لو حاولت.
ولكنها لم تحاول,
بل


امسكت فيه و غرزت اظافرها فجلة و اخذ جسمها يرتجف الى ان


انطفا لهيب غضبها و ارجعت يديها الى الوراء.
وشعرت بالغثيان و قالت


بصوت اجش” لا … ابتعد عني,
اذهب بحق الله”.


وتركها روك دون ان يجادل,
وقبل ان يقول شيئا اسرعت بالهرب


الي غرفتها.
وصفقت الباب و راءها و اقفلتة بالمفتاح.
واتكات عليه


وهي ترتجف,
كارهة نفسها.
كانت تحب تشارلز,
احبتة منذ سنوات


وليس هنالك ذرة شك فمشاعرها نحوه.
فماذا حل فيها بحق السماء؟


انها تكرة روكمليمان بالقدر الذي تحب به تشارلز,
لماذ,
اوه,


لماذا تركتة يؤثر عليها هكذا؟


وسمعت صوت سيارة روك و هي تغادر,
وتنهدت بارتياح,
وسارت


مترنحة نحو النافذة لتراقبة و هو يختفي.
واخيرا ذهب,
وتستطيع ان


تسترخي,
وتستطيع ان تعيد نفسها الى الواقع قبل ان يحضر و الدها.


ودخلت الحمام,
وخلعت ملابسها و اغتسلت بماء بارد تقريبا,
وهي


تفرك جسمها من قمة شعرها الى اخمص قدميها,
ثم جففت نفسها


بشدة,
وغضب.
انها بحاجة لتنظيف نفسها جيدا,
من مرارة ما تركته


تلك اللحظات و هي بين ذراعى روك.
ولكنها لن تقدر ابدا ان تخلص


نفسها من الخجل لما شعرت به..


وارتدت ملابس نظيفة,
وبعد ان جففت شعرها,
جمعت الملابس


التى خلعتها و نزلت لتضعها راسا فما كنة الغسيل فالغرفة التي تقود


راسا الى المطبخ,
وضغطت الزر لتبدا عملية الغسيل,
ثم دخلت


المطبخ و افرغت ابريق الشاى و نظفته,
ونظفت الفناجين و ابريق


الحليب و الملاعق..
كل شيء لمسة روك او استعمله,
وكانت


شاحبة و ملامح و جهها قاسية.


وصنعت لنفسها فنجان قهوة,
فى فنجان جديد,
وجلست تصغي


الي الصمت من حولها,
وتشعر بالوحدة,
وتمنت لو ان و الدها يعود


الان الى البيت.


ما كان يجب على روك مليمان ان يقول انها لا تهتم بوالدها,
فهذا


ليس صحيحا,
انة لا يفهم.
كيف تستطيع ان تشرح لاى كان


تعقيدات الخيانة و الولاء,
الذى سببة انفصال و الديها فذهنها؟
لو


انها احبت و الدها ستكون غير و به لامها,
واذا خانت امها ستؤلم


نفسها و تؤلمه.


لقد عادت الى هنا لتعرف حقيقة مشاعرها,
لتحل الوضع المؤلم,


وتكشف حقيقة الكابوس الذي عاشت به طوال هذي السنين…


ولكن هل جعلت الامور تسوء اكثر برجوعها؟
وهل كان عليها ان


تبقي بعيدة… و الى الابد؟


************

الفصل الخامس


هل تعرفين الحب؟


فى اليوم الاتي اوصلها و الدها الى المستشفي لزيارة تشارلز،
احست كارن بالراحة لرؤيتة فاقوى حال،
وبدا مبتهجا اكثر عندما حاولت ان تعتذر عن شجارهما بالامس قال:


” لقد كنت على حق .

.
وهذا جزء من اسباب غضبي!
لقدكنت اعلم ان و الداى سيثوران اذا لم نبلغهما “.


” اذا ساسرع بالاتصال بهما “.


” لاحاجة لذا لقد اتصلت بهما،
تحدثت مع و الدتي،
والدى لم يكن موجودا “.


” و ماذا قالت؟
“.


” لقد تحايلت عليها،
وقلت اننى فقدت الرعي،
وكسرت بعض الاضلاع،
وجرحت راسي،
ولكننى لم اخبرهم عنالعملية،
ولا عن وجود ضلع مغروز فالرئة “.


” ما 1ا .

.
ضلع مغروز بالرئة.
لم يكن عندي فكرة ان العملية خطيرة هكذا!
لم يقولوا لي.
.
.”.


” لم يقولوا لك؟
انهم محتالون،
اليس كذلك؟
انهم لم يقولوا لى حتي اليوم “.


وتفحصتة كارن جيدا.
اصابتة كانت رهيبة،
ولكنة يتنفس بسهولة و لونة طبيعي،
وبالنسبة ليوم الامس.
وابتسمت له و نظرت الى الزهور التي احضرتها له كارلا ميلمان و سالته: ” هل احضر لك شيئا حبيبي؟
“.


ولاحظ تشارلز نظرتها فضحك: ” هاى .
.
.
عصفورة رائعة احضرتها لي!.
.
.
قالت انها تعرفك،
جيران لوالدك،
او شيء من ذلك القبيل،
اهذا صحيح؟
“.


” انها كارلا ميلمان “.


” ذلك صحيح “.


” عائلتها تملك مزرعة ابي.
.
.”.


” يملكونها!
ظننت انه.
.
.”.


” لا،
هو لا يملكها،
انة مستاجر،
ولديهم عدة مزارع،
عائلتى مستاجرة عندهم منذ اجيال كثيرة “.


” اذا و الدك لن يورثك مزرعة؟
“.


” لا،
فالمزرعة ستعود اليهم!
لو كنت صبيا لتركوها لى و لكن.
.
.”.


” لابد ان الامر ازعجك؟
“.


” و لماذا يزعجني؟
“.


” معرفتك ان و الدك لا يستطيع ترك المزرعة لك!
“.


” انا لا اريدها على جميع حال.
فانا لست مزارعة،
ولكننى اعتقد ان الامر ليس منصفا بعد جميع هذي السنوات التي امضاها ابي بزراعة الارض “.


” لقداحببت دوما ان يصبح لدى مزرعة!
“.


” حقا؟
لم تقل لى ذلك من قبل!
“.


” الماقل لك؟
حسنا انه واحد من طموحاتي.
.
.
احب ان اكون رائد فضاء ايضا!
اتظنين ان الوقت تاخر لابدا التمرين؟
“.


” اجل،
لقد تاخرت “ز


” هل ميلمان عائلة كبيرة؟
“.


” كارلا لديها اخ،
اسمه روك،
انة السائق الذي كدنا نصطدم فيه “.


” اجل.
.
.
لقد قالت شقيقتة هذا،
هل يكرهني؟
لقد قالت انه لم يصب باذى،
ولكن لابد انه صدم.
يبدو انك لم تحبيه؟
“.


وهزت كتفيها و راقبتة و هو يرتشف قليلا من الماء.
وسالها:


” كيف يبدو؟
“.


” انه رائع.
.
.
شخصية قوية.
ولكنة ميلمان،
كلهم و اثقون من انفسهم كثيرا “.


” اكنت تعرفينة و انت طفلة؟
“.


” بالكاد اتذكره،
كنت صغار جدا،
يبدو ان له اصبعا فكل الامور هنا،
حتي فالمستشفي كما لاحظت،
الكل يعاملة كشخص مهم،
كاحد منفذى ارادة الالهة “.


وضحك تشارلز،
ثم توقف كانما الضحك الم اضلاعه،
ونظرت اليخ كارن بقلق،
ربما عليها ان تتركه؟
لابد انه تعب.


” هل حاول مضايقتك؟
“.


” لقد حاول!
“.


لم تكن تستطيع ان تقول له ما تشعر فيه تجاة روك،
والمها ذلك لانها شعرت انها تخدعه.
وهذا شيء لم تفعلة من قبل!
فى الماضى كانت تقول له فورا عندما يحاول اي رجل العبث معها.
ولكن لسبب ما لم ترغب فاخبارة عن روك.


” و لكنة فشل .

.
اليس كذلك؟
“.


” لنقل اننى لا اهتم فيه “.


واشار الجرس الى نهاية ساعة الزيارة.
ووقفت كارن و ودعتة مرتاحة لانتهاء المحادثة.


” ساراك غدا .

.
لا استطيع ان اطلب من و الدى احضارى الى هنا مرة ثانية اليوم،
والسيارة المصدومة لا تزال فالتصليح “.


” يا الهى .

.
.
لم افكر ففاتورة الكراج؟
كم ستكلف؟
“.


” لا تقلق ستدفع شركة التامين،
لقد تدبرت جميع شيء “.


وهذا شيء احدث لم ترد ان يعرفه،
لان روك هو الذي دبر جميع شيء حول السيارة.
وكانت تعتقد ان شركة التامين تغطى جميع الحوادث،
ولكنها ستتاكد فالغد من هذا.
وسالتة اخرى ” هل احضر لك شيئا؟
“.


” مجلة رياضية،
اى شيء خفيف للقراءة.
لا تجلبى فاكهة يا حبيبتي فانا ممنوع من الطعام “.


ووجدت و الدها ينتظر بسيارتة فموقف المستشفىز و سالها و هما ينطلقان ” كيف حاله؟
متي سالتقى به؟
“.


“انة اروع كثيرا.
.
.
ولما لا تاتى معى و تقابلة غدا؟
ستحبه!
“.


وهذا ما حصل بالطبع.
فمن السهل الاعجاب بتشارلز و هو مصمم بالتاكيد على كسب محبة و الدها.
لذا فقد تصادقا فورا،
وسرا جدا جدا باكتشاف سهولة صداقتهما لبعض.


” عندما تظهر من المستشفي يجب ان تاتى و تبقي معى لفترة.
وسابذل جهدى حتي لا تضجر،
ليست مزرعة الغنم اروع مكان فالعالم.
.
.
ولكن.
.
.”.


” لقد احببت على الدوام ان اعيش فمزرعة “ز


وكان ذلك الكلام المناسب لقوله لوالدها،
فقد سر جدا جدا و شعر بالسعادة و اخذ يروى لتشارلز جميع شيء عن المزرعة.


اثناء عدة ايام لم تعد كارن تشاهد روك،
وشعرت بالراحة،
وتمنت ان يبقي الامر كذا الى ان تغادر هي و تشارلز يوركشاير.
ولكن،
وهذا امر طبيعي،
علي روك ان يعمل قريبا من و الدها،
مثل بقية المستاجرين،
فى اعمال معينة،
تصليح الجدران القديمة التي تفصل بين المزارع مثلا،
او عندما يحتاجون لاستعارة الات لا يستطيعون شراءها بينما يملكها روك.


وذلك الصباح كان جورج كارداس يتوقع قدوم روك فاى يوم لمناقشة عملية صيد الارانب.
وصاحت كارن:


” اوه.
.
.
ياللارانب المسكينة!
“.


وانطلق و الدها بانفعال يخبرها عن الارانب و تصرفها المؤذي،
وكيف تاكل براعم الزرع،
فقد اكلت الارانب خضراواتة فالربيع و عبثت بالقمح،
وسرد لها لائحة بالاسباب التي يكرة المزارعون لاجلها الارانب.
ولكن كارن اصرت على حبها لها ” الارانب الرائعة ” .

.
” انها كالوباء!
” و جعلها ذلك تضحك و قالت متحدية و الدها


” حسنا .

.
.
اتمني الا تصطاد اي واحدة منها “.


فى الواقع لم يخرج روك فالمزرعة ليومين متتالين،
وعندما اتي لم يكن هذا لاجل صيد الارانب،
ولم يكن جورد كارداس فالمنزل.
كان فمكان ما من المزرعة برفقة الطبيب البيطرى المحلى ليتفحص بعض الخراف.


وكانت كارن فالمطبخ،
تحضر و جبة المساء و لم تعلم بوصول روك.
ولكنة كذلك لم يدق الباب،
مما جعلها تجفل،
واحمر و جهها و استدارت و فمها مزموم بعنف:


” اوه.
.
.
هذا انت!
“.


وتصبت تحت و طاة نظرتة المتفحصة،
واشتدت يدها على قبضة السكين التي كانت تمسكها فرفع حاجبة و قال ساخرا:


” و هل تنوين استعمال هذه؟
“.


” كنت اقطع البقدونس،
والدى خرج مع البيطرى ليتفحص القطيع.
ولا اعلم متي سيرجع،
ساقول له انك اتيت “.


وادارت له ظهرها و عادت الى عملها.
ولكنة لم يغادر،
وبقي حيث هو،
وسالها:


” كيف حال الخطيب؟
“.


واخت تقطع البقدونس بغضب:


” بخير.
.
.
شكرا “.


لم تكن تريد ان تتحدث عن تشارلز،
ولم تحب لهجة صوتة التي يستعملها دوما.


” ” لقد قالت لى العصفورة انه سيتمكن من مغادرة المستشفي ابكر مما كنا نعتقد.
ان صحتة تتحسن بسرعة “.


” نامل بهذا “.


كان عليها ان تتوقف عن التقطيع،
فامامها جبل صغير من البقدونس الان،
وماذا ستفعل بكل هذا؟
لقد كانت تريد تقطيع القليل منه من اجل الطهي،
ولكن جوش شل تفكيرها.
من يعني بالعصفورة؟
هل اتصل بالمستشفى؟
ام ان و الدها اخبره؟
ولكن لدية اتصالات كثيرة فالمستشفى.
فعائلة ميلمان موجودة هنا منذ العصور الوسطي و الجميع يعرفهم و يعرفون الجميع.


” هل ستسافران فورا.
ام تبقيان هنا لفترة؟
“.


ووضعت السكين من يدها،
واخذت تنظر الى نتيجة عملها،
غير راضية:


” لم نقرر بعد “.


” لم تذهبى لرؤية و الدتي،
كانت تامل ان تزوريها،
لقد طلبت ان اقول لك ذلك “.


” اسفة،
كنت مشغولة “.


واخذت تضع كومة اليقدونس الاخضر فو عاء بلاستيك.
ووضعت الوعاء فالبراد و صفقت باب البراد.


” اتعنين انك لا تريدين رؤيتها؟
لا استطيع ان اقول لها هذا،
هل استطيع؟
“.


” انا مشغولة كثيرا الان،
واخشي انك يجب ان تعذرني!
“.


” لا.
.
.
لن اعذرك!
“.


وكادت ان تظهر من جلدها للكيفية التي قالها بها.
وتراجعت تنظر الية بانفعال.
وتابع قائلا:


” لن ادعك تؤذين مشاعر امي!
اذا لم تزوريها اخرى و انت هنا ستتالم.
وستسال و الدك ماذا فعلت لتغضبك “.


وشحب و جة كارن و قالت:


” لا اريد التحدث عن المقال “.


” لا ابة البتة بما تريدين!
“.


وتقدم خطوة نحوها،
فتراجعت،
وجسدها كله يرتجف.


” انا و اثقة انك لا تهتم!
وهذه طبيعة جميع عائلتك .

.
.
كل ما تهتمون فيه هو ما تريدون،
ولا تابهون كم من الناس تحطمون فطريقكم!
انتم من نوع الديناصور،
ملاكى ارض اقطاعيون،
من خارج ذلك العصر لا تزالون تظنون ان العالم يعمل لكم!
“.


فامسك بكتفيها و حدق فعينيها قائلا:


” ملاكى ارض اقطاعيون!
عن ماذا تتكلمين بحق الجحيم؟
هذا هراء،
وانت تعلمين هذا!
“.


” ارفع يديك عني!
ولا تظن ان بامكانك التاثير علي!
“.


واستخدمت جميع قواها لتتخلص من قبضته،
ولكنة اطبق اصابعة اكثر،
واخذ يهزها بعنف.


” انت تفكرين بعاطفتك يا كارن،
لماذا لا تحاولين استعمال عقلك لبعض التغيير؟
لو ان هنالك اي علاقة حب بين و الدتى و جورج،
فلماذا لم يتزوجا؟
ولماذا السرية حول الامر؟
ليس هنالك شيء يمنعهما.
فكلاهما حر،
وكلاهما راشد،
ولاشيء فالدنيا يمنعها من الزواج!
“.


” قد و الدى يخاف من خسارة المزرعة،
فامك ليست المالكة،
بل انت.
واذا لم توافق،
يمكن لك ان تسحب عقد الايجار دون اسباب “.


وضحك: ” لن افعل شيئا من ذلك “.


” ذلك ما تقوله الان،
ولكن و الدى لابد خائف ان يخاطر “.


” اذا كان يهتم بالزرعة الى ذلك الحد،
فهو اذا لا يهتم بوالدتي!
وليس هنالك شيء ثابت،
كلام امك فقط و لا يعتمد عليه كثيرا “.


” عند قدومى الى هنا،
كان كلام امي جميع شيء لدي،
ولكننى رايت بعيني “.


” و ماذا رايت؟
“.


” الحب “.


وغرز اصابعة فلحمها و قال من بين اسنانه: ” ما ذا؟
“.


” و هل تعرف معني الكلمة؟
“.


” اعرف ماذا يعني الحب.
.
.
لوكن هل تعرفين انت؟
وهل تتعرفين عليه عندما ترينه؟
ام انك تتخيلين ذلك فقط؟
“.


” و لماذا تسالنى هذي الاسئلة؟
اسال امك؟
اننا نتحدث عنها “.


” و هل ذلك صحيح.
.
.
اواثقة اننا لا نتكلم عنك؟
“.


ولم تكن كارن مستعدة لتقبل ذلك السؤال فقالت:


” لا تحاول تغيير رالكلام كحجة لهجوم احدث علي!
انا لا اقف فمحكمة هناز لقد سالتنى لماذا لا احب و الدتك،
وكنت صادقة معك!
“.


” لا اظن انك صادقة حتي مع نفسك!
“.


” حسنا.
.
.
اضربني!
“.


ونظرت الية متحدية،
وحدقر فيها للحظات،
ثم جذبها نحوة بعنف و اطبق ذراعية عليها.
واحست بنبضات قلبها تزداد الى سرعة جعلتها تحس بالدوار.
كانت ترتجف بردة فعل يائسة،
وكرهت ذلك الشعور،
وكرهتة ايضا.
يجب عليها ان تتخلص منه،
ان توقفة عند حده،
والا ستصبح مجنونة،
وبدات تقاومة و جسدها يكافح للخلاص،
ولكن مقاومتها لم تحررها،
بل حررها صوت،
وصيحة دهشة!


” مرحبا؟
ايوجد احد هنا؟
.
.
.
اوه.
.
.!
“.


وادارروك راسه،
وقد تورد،
وهو يتنفس بصعوبة و تعبير ضبابي فوق عينيه،
وهو ينظر حوله.


وهربت كارن من بين يدية و استدارت لتواجة الباب الخلفي.
.
.
بعد ان انفتح.


وكانت كارلا ميلمان تقف هناك،
تحدق باستغراب و فمها مفتوح،
وعيناها و اسعتان كبيرتان،
يبدو فيهما الصدمة و الفزع.
.
.


وتمنت كارن لو ان الارض تنشق لتبتلعها.

الفصل السادس

-ما كان يجب حدوث هذا!
قالت كارلا بصوت مرتفع النبرات:

– اسفة… لقد قرعت الباب و لم يرد على احد..

وقال روك عابسا” لن اتاخر!”.


– ذلك ما قلتة عندما دخلت الى هنا,
وها انت ربما تاخرت ربع


ساعة!
لقد كدت اتجمد من البرد,
وسئمت,
فهل تستطيع ان تسرع؟


وابتسمت كارلا لهما ابتسامة ما كرة” مهما كنتما تفعلان,


باستطاعتكما تاجيله.
الا ممكن ذلك؟”قالت ذلك بلهجة جعلت موجة


حديثة من الدماء تصعد الى و جة كارن,
ثم اختفت كارنب يعود الى


حجره.وصفقت الباب و راءها و بقى روك يحدق الى حيث كانت


شقيقتة تقف.
وتفوة بعبارات من بين اسنانة كانت كارن عيدة لعدم


سماعها…وقالت و هي تتاوه” و جهها….”.


– لا تهتمى بكارلا..الا تتذكرين فترة مراهقتك؟
ليس هنالك اي


شخص يميل الى الانتقاد اكثر من المراهقين!


– لقد كان الامر محرجا جدا!


– اوة … بحق الماء لا تجعلى للامر اهمية .

بالكيفية التي


تتصرفين فيها اي انسان سيظن ان كارلا ضبطتنا بوضع مشين!


– ماذا لو انها ظنت؟…اعني,
قد تظن..
وماذا لو اخبرت


احدا…


– لو انك توضحين ما تقولين لفهمت عليك!


فردت عليه بصوت حاد “ماذا لو اخبرت كارلا احدا بما رات؟”.


– لن تخبر احد!


– و كيف تكون و اثقا لهذا الحد؟


– اعرف اختي,
وعلي جميع ساتحدث معها و اتاكد من عدم قولها


شيء.


– اليس من الاروع ان تذهب؟
كارلا لا تزال منتظرة,
والسماء


وحدها تعلم ماذا تفكر بانه يحدث هنا!
اوضح لها ان لى هنالك شيء


بينى و بينك!.


– بعدما راته؟


– قل لها انك هاجمتني,
وهذا لا يعني شيئا.


– عندما اهاجم امراة,
هذا يعني شيئا..
يعني اننى اهواها!


وعضت على شفتها.
اذا فهو يهواها..فقالت متوسلة:


– حسنا..ارجوك قل لشقيقتك ان تنسي ما شاهدته!


– ربما افعل .
.وقد لا افعل!
اذا اردت منى معروفا..
يجب ان


تعدينى برده..


– و ماذا تريد؟


-اريدك ان تعدينى بزيارة و الدتي,
وان تتصادقى معها.


– و هل ستجعل كارلا تعتقد انها اخطات بما راته؟
واننا كنا نتشاجر


وليس..
قل لها ان الامر لم يكن… ما تخيلته…


– سابذل جهدي,
ساكذب على كارلا اذا اصبحت لطيفة مع امي؟
هل


اتفقنا؟


– لن تكذب على كارلا… هذي هي الحقيقة!


– حسنا… اتفقنا.


– و متي ستزورينها؟


– لست ادري..فى وقت ما غدا..
هل ذلك جيد؟


– تعالى فو قت تناول الشاي.


-اوه… حسنا!
والان هل تذهب و تتركنى بسلام؟


– لك طبع مشتعل.


– ذلك صحيح,
وانت تدفعنى لاقصي الحدود يا سيد ميلمان!


اخرج من هنا !

اتسمح؟


وعادت كارن لاكمال تحضير العشاء,
وعندما انتهت,
صعدت الى


غرفتها لتاخذ حماما و تغير ثيابها قبل ان يرجع و الدها.
كانت تتمتع


برؤيةوجهة و هو يشرق عندما يدخل البيت ليراها تنتظرة و الموسيقى


تعلو من الستيريو,
والزهور فاوانيها,
ورائحة الاكل اللذيذ تملا


الهواء.


لقد مضىوقت طويل منذ حرم جوج كارداس من الحياة


العائلية,
وكان يتمتع برفقة ابنته,
وكارن بدورها كانت تتمتع بوجودها


معه.
عندما و صلت شعرت بالبرودة فالطابق العلوى المخصص


للنوم,
وبوحشة الغرف غير المسكونة,
واصبحت مصممة ان تقلب


برودة ذلك البيت الى جو بيت =حقيقي ما دامت فيه.


ووصل و الدها الى البيت متاخرا,
وهو متورد الوجة من اثر الريح


فى البرارى .

واعتذر قائلا “اسف ياحبي..
لقد تجولنا اكثر مما كنا


ننوى فالاراضي,
وتوقفناعند شارلى رودوك,
لتناول القهوة


والحديث”…


– و لماذا تاخرتم؟


– حسنا قد استغرقنا فالحديث,
وعندما راينا ان الوقت ربما تاخر


اوصلنا شارلى بسيارته,امل ان لا يصبح العشاء ربما احترق!


وردت عليه و هي تتظاهر بالانزعاج ” تقريبا” بعدها ابتسمت.


– و لكن لا تهتم..اذهب و اغتسل و اخلع ثيابك الموحلة.


كانت رائحة لحم الغنم و التوابل و الاعشاب تملا المطبخ,
عندما


عاد جورج ,

وتنشق الرائحة بقبول قائلا:


– هاى …ان الرائحة لذيذة يافتاة!
وتبدو عظيمة ايضا!
واحب


البطاطا المطبوخة.
وماذا هنالك فهذا الوعاء؟


– انه لبن رائب مع الثوم.


– اوه…صحيح؟
وهل الثوم من حديقتنا؟
والبقدونس ايضا!


اتعرفين ان امك هي التي هيات الحديقة لزراعة الخضار منذ


سنوات,
لقد لاحقتنى لاشهر لاحضر لها قطعة الارض كحديقة,
ثم


بذرت البذور,
ولم ادرى الا و الخضار ربما نمت من جميع الانواع,


ولكنها لم تهتم فيها بعدها,
وحافظت عليها بعد ان ذهبت.


– حسنا اتمني ان يعجبك طعامي!


واخذت الوعاء من منتصف الطاولة و سكبت اللحم.


– روك مليمان كان هنا.


– هل كان يبحث عني؟
هل قلت له اين كنت؟


-اجل,
لقد كان مستعجلا,
وكانت معه اخته,
وطلب منى زيارة


منزلهم اخرى فالغد.


– و هل ستذهبين؟


-اجل لقد دعانى لتناول الشاي… و هل ستاتى انت؟


وتردد جورج قليلا,
ثم هز راسة و قال:


– لا..
اذهبى لوحدك هذي المرة يا فتاة.


وتناول اول لقمة من الاكل ,

واغمض عينية يتمتع برائحة الطعام


ونكهتة و راقبتة كارن بسرور,
وتناول المزيد,
ثم ابتم لها و قال:


– اين تعلمت الطهي هكذا؟


– لقد كنت اسكن فشقة لوحدى فسيدني,
وكان على ان


اتعلم الطهي او اموت جوعا.
وهكذا تعلمت الطهي الجيد لنفسي.


– نفس الشيء حدث معي,
ولكننى لست طموحا مثلك.
واكل في


الخارج من وقت الى و قت.


فى الصباح الاتي زارت تشارلز,
ووجدتة جالسا فمقعد الى


جانب السرير يقرا قصة.
واخبرتة انها اتصلت بوالديه.
وكانا مسرورين


وارسلا له معها رسائل حب.
واخذ يتمع اليها و يبتسم.


ولم تخبرة بانها ستتناول الشاى عند ال ميلمان,
فقد نسيت و لكنها


شعرت بالراحة لعدم ذكر الامر,
لانة كان سيسالها عن روك ميلمان,


ولن تعرف ماذا ستقول عنه.
الكيفية التي تفكر فيها بروك كانت


تزعجها,
مع انها تكرهه,
وتكرة جميع شيء به من نظراتة المربكة الى


تكبره,
الي تصرفاتة الاقطاعية نحو جميع من يقع تحت سلطته.


روك كان متكلفا و زائفا.وهو يتودد اليها و كانة و اثق من نفسه.


ويجب عليها ان لا تدعة يتصرف معها كذا مرة اخرى.


ورافقت و الدها لتناول الغداء قرب المستشفى,
فى مطعم صغير


رائع له ستائرومفارش بيضاء و حمراء متقاطعة.
وبعد الغداء تناولا


القهوة.


كان و الدها طوال الوقت يحنى راسة بالتحية لعدة زبائن كانوا


يتطلعون الى طاولتهما.
وقال جورج برضى,
وهو يغمز لها:


– انهم يتساءلون من اين حصلت على هذي الفتاة الرائعة في


عمري هذا.


لابد انهم يعرفون انها ابنته,
وقد بدات تتعرف على هؤلاء الناس!


الاشاعة هنا تسافر بسرعة الضوء.
ما ان يهمس بسر فاحد اطراف


الوادى عند الافطار,
حتي يصل الى الطرف الاخر عند الغداء.


هل الكل هنا يعرف عن و الدها و بيتي ميلمان؟
او على الاقل


يتكهنون هذا.
واذا لم يعرفوا فكيف استطاعا ان يخفيا علاقتهما سرا


طول الكثير من السنوات؟
ام ان الجميع ياخذون علاقتهما كامر مسلم


بة بعد هذي المدة الطويلة؟
وهل جعل الزمن من هذي العلاقة مقبولة؟


واوصلها و الدها,
الي بعد ميل من قصر ميلمان,كان يريد


ايصالها الى قرب البيت,
ولكن الوقت كان باكرا,
واحبت ان تتمشى


قليلا لتصل فالوقت المحدد.


ونظر و الدها الى الغيوم الكثيفة فالماء و قال ” تبدو الماء


مكفهرة” و ردت عليه بيقين” لن تمطر قبل ان اصل الى هناك”.


– قد .
.اتصلى بى و ساتى لاحضارك بعد تناول الشاي.


وادار السيارة اخرى و نظر اليها قائلا ” متعى نفسك” و لكن ما عناة في


الحقيقة ان كوني لطيفة مع السيدة ميلمان… فابتسمت له دون ان


تعده,
وابتعد.
وسارت ببطء.
تنظر باعجاب الى الوان الجبال


الخضراء و البنية التي تلامس السماء.وكانت الغيوم تتجمع,
رمادية,


رطبة,
واعدة بالمطر.


وتوقفت تراقب نعجة تحاول تسلق الجدار,
ثم تفشل و تقع.
انها


دائما تحاول الهروب نحو الطريق,
كما يقول و الدها” انها مخلوقات


غبية” جميع مرة كان يتلقي نبا حادث لها” لااعلم لماذا لا اتخلي عنها


واربيالطيور”.


ولم تنظر فساعتها الا بعد ان اصبح قصر ميلمان على بعد


نظرها.
واستغربت كم استغرقها من الوقت لتسير النصف ميل هذا.


ستتاخر!
واسرعت الخطى,
واقبلت سيارة مسرعة باتجاهها.
انها يارة


روك,
وتوقف امامها بسرعة و ما ل ليفتح الباب ” ادخلي”.


– استطيع اكمال الطريق سيرا.
يبدو انك مستعجل.


– كنت مستعجلا لابحث عنك!
عندما تاخرتى اتصلت بالمنزل و قال


والدك انه اوصلك الى مفترق الطريق..اين كنت؟


– كنت اتمتع بالمناظر.


– و لست مستعجلة للوصول؟


– لم الاحظ الوقت!.


=اهكذا تحافظين على و عودك,
بالعبارات لا بالروح؟


– و ماذا عنك هل و فيت بوعدك؟
هل تكلمت مع اختك؟


– اجل..


– و هل اقنعتها؟


– هل تريدين ان تصعدي؟
فمحرك السيارة يعمل و انا اصرف الوقود


سدى.
نستطيع الكلام فالطريق.


وصعدت السيارة على مضض,
واستدار روك على الفور و توجه


نحو البيت بسرعة كبيرة.
وقال و هو ينظر امامه:


– لقد كانت كارلا بمزاج سيء عندما تكلمت معها.


– يبدو ان ذلك مزاجها العادي.
وانا غير مندهشة,
ولكن هل


صدقتك؟


– بصراحة…لا.


– و ماذا قلت لها؟


– قلت لها ما اردتنى ان اقول … عدة اكاذيب!


– اوه..حسنا..انت لم تحاول ان تكون مقنعا حتى…


وضغط روك على مكابح السيارة بقوة,
حتي انها كادت تصطدم


بالزجاج الامامي,
وعندما استعادت انفاسها التفتت الية لتصب عليه


جام غضبها:


– ايها المهووس!
لقد اخفتنى حتي الموت!
الا يكفيك حادث


سيارة واحد؟


– الان انظرى الي..
لقد حافظت على و عدى و تكلمت مع اختي,


وقلت لها جميع ما طلبت منى ان اقول.وهل استطيع منعها اذا لم


تصدق؟


كانت كارن تشعر بان الخطا خطاة بكيفية ما ,
مع انها لا تستطيع


اثبات هذا” و ماذا قلت لها بالضبط؟”… ” لم اقل الكثير”.


– لابد انها قالت شيئا؟


– لقد ضحكت.


– ضحكت؟


وهز راسه” ضحكت فو جهي!”.


انها انباء يئة,
ولم تعجب كارن,
اذا كانت كارلا ربما ضحكت في


وجة اخيها,
فهذا يعني انها لم تصدق كلمة مما قاله.


وضحك روك,
ضحك عاليا,
وهو يعود لقيادة السيارة نحو البيت,


وجلست كارن الى جانبة ترتجف من الغضب.


عندما خرجت من السيارة ,

ظهرت اليدة ميلمان عند السلم,


ووجهها قلق” و جدك روك!..هذا جيد..
لقد قلقنا عليك!
هل


ضعتي؟”


-انا اسفة,
كنت اسير على الطريق,
المناظر رائعة جدا….


وابتسمت لها السيدة ميلمان ابتسامة مشرقة,وهزت راسها.


– طالما ضعت و انا اير فالطريق,
اتمتع بمنظر التلال.


وسحبت كارن الى البيت ,

وهي تتحدث عن مواقع الجمال


المفضلة لديها و ابتسمت لها و هي تقول”انا سعيدة جدا جدا بقدومك,


كارلا خرجت و روك ذاهب الى القرية ليشترى شيئا,
لذا سنكون


لوحدنا,
اتمني ان لاتضجري!”.


وارتاحت كارن بعمق لان روك لن يصبح موجودا,
وقالت”بالطبع


لن اضجر!” و تبعتالسيدة ميلمان الى الغرفة,
حيث سالتها السيدة


ميلمان:


– كيف حال خطيبك؟


واومات لها لتجلس الى مقعد مريح قرب الطاولة,
التى وضع فوقها


الشاى و سندويشات خفيفة,
وبعض الحلوى,
والبسكويت البيتي.


انة اروع بكثير,
شكرا,
امل ان يظهر من المتشفي بعد


اسبوع.


ووجدت كارن ان التحدث مع السيدة ميلمان ممتع اكثر مما


توقعت,
لانهما و حيدتان,
وليس عليها ان تتذكر دائما سبب كرهها


لها,
غياب روك جعلها تشعر بالراحة بشكل غريب.
واجابتها بيتي


ميلمان:


-اوه..هذا جيد… من دواعي الاسف ان تحصل حادثة عند


تمضية عطلة,
وبعد قطع جميع هذي المسافة!
لابد ان الرحلة كلفتكما


كثيرا.


– لقد افرنا بالدرجة الاقتصادية.
كلانا لا يملك العديد من


المال…


وتحدثت السيدة ميلمان لعدة دقائق,
حول العطل ,

ثم نهضت قائلة


” ساحضر الشاي… اعذرينى للحظة”.


وتجولت كارن فالغرفة حتي و صلت الى حقيبة مليئة بالكتب,


كان بها عدة كتب مهمة و مختلفة,
فالتقطت احدها,
عندها دخلت


السيدة ميلمان و معها صينية,
عليها ابريق شاي,
وعاء سكر من


الصيني المرسوم بالزهور,
وفناجين من نف الطقم.


والتفتت كارن بسرعة و فيدها كتاب,
وظهر على و جهها


الاعتذار:


– اسفة..
لم استطع مقاومة الفضول…


– ابدا…لا تهتمي… انا مثلك تماما… عندما اري الكتب فاي


منزل لا استطيع سوي ان انظر فيها.انها تشير الى شخصيات البشر.


تستطيعين معرفة العديد عن شخص ما مما يقراه.
اليس كذلك؟.


وصبت الشاي,
وجلست كارن ثانية,
واخذت منها فنجان الشاي


وقطعة سندويش صغيرة.
وسالتها و هي تتناول بعض مربي الفريز ” هل


صنعت ذلك بنفسك؟”.


-اجل صنعتها بنفسي فانا احب الطهي,
صنعتها من الفريز الخاص


عندنا.


– لقد شاهدت عدة كتب طبيخ =لديك.
ويظهر انك تحبين الروايات


الرومانسيه.


– هل تحبينها انت؟


-اجل احبها كثير…ماذا تفضلين منها” جين ايير”او مرتفعات


ويذرنغ”؟


-اوة .
.ياللسماء ما ذلك السؤال..حسنا…


واكملت حديثها,
وتناولت كارن قطعة حلوى بالشوكولا,
وتحدثتا


بحرية و راحة بعد هذا,
حول مقالات عادية,
لا تتطرق الى مواضيع


حساسة,
الحديث عن الكتب كان السهل من بين ما تفضلان.ولم


تذكرا ابدا جورج كارداس و لا روك.


ودخل جوش بعد ساعة,
والتفتتا الية و هما تضحكان,
وتوقفت


كارن عن الضحك عندما شاهدته.


– لقد عدت باكرا,
هل اشتريت الادوات التي تحتاجها؟


– البعض منها..


ونظر غلي كارن مستغربا تعبيرها البارد.
وكرهت كارن ذلك الصوت


الناعم,
والسخرية التي يحملها.
فنظرت غلي ساعتها بعدها و قفت:


– يجب ان اذهب..شكرا لك على الشاى سيدة ميلمان!


– نادينى بيتي يا كارن,
وشكرا لقدومك,
لقد جعلت بعد الظهر


هذا سعيدا لي..
يجب ان نتحدث عن مؤلفينا المفضلين ثانية.


– ساوصلك انا…


– اروع السير,
شكرا.
احتاج الى تمرين..
ساراك اخرى يا


سيدة..بيتي!


ونظرت السيدة ميلمان بقلق الى السماء ” لقد حل الظلام,
ويبدو


انها ستمطر” و قال روك ” ساوصلها” و لكن كارن بدات السير نحو


الطريق ,

وقد تملكها الغضب لكيفية تحثة عنها و كانها طفلة و بحاجة


الي حماية ذلك المهووس الاقطاعي.لقد شاهدت كيفية القاءة الاوامر


علي اخته,
وحاول ان يفعل الشيء نفسة معها عدة مرات حتي الان.


ولن تتحمل منه هذا.


وقال لها و هو يمر بسرعة بسيارتة من امامها ” افعلى ما تشائين!”.


وراقبت اضواء سيارتة الخلفية تختفى فالظلمة و شعرت بالغباء.


فالطريق طويل الى المزرعة ,

وكان اكثر تعقلا لو انها قبلت ان


يوصلها,
ولكنها قطعت عهدا على نفسها ان تتجنبه,
وسوف تحافظ


علي ذلك الوعد.


وما ان سارت عشر دقيقة حتي انهمر المطر.
بدا بقطرات صغيرة,


ثم انهمر بقوة,
مغرقا اياها,
محولا شعرها الاحمر الى اسود,
والتصق


بشعرها و كانة قبعة,
وتبللت ملابسها و بدا الماء يدخل الى قدميها عبر


حذائها.


لم يكن هنالك مكان تلتجىء اليه,
وكان عليها ان تستمر بالسير


واحنت و جهها من الريح و المطر,
وهي تصلى حتي يعود روك اليها.


لابد انه يعرف انها على و شك الغرق,
تقاوم ريحا تهب فو جهها


مباشرة….
فهل سيعود لانقاذها؟


وشاهدت امامها انوار سيارة قادمة,
فتنهدت بارتياح عندما خففت


سيرها,
ونظرت الى داخلها,
ونظرت الى داخلها,
ولم يكن روك بل غريب اضخم منه


واقصر” انها ليلة سيئة للتمشي,
هل ترغبين بايصالك؟”.


وترددت كارن محاولة التعرف عليه و بدا عليه انه طيب فقالت


” شكرا” على جميع كانت مبلله و مرهقة بعد هذي المعركة مع الطقس…


وركبت معه,
وتابع سيرة و هو يسال” اين اوصلك؟” و عندما قالت له,


نظر اليها بسرعة و قال”اه..
انت ابنة جورج كارداس!
اليس كذلك؟


لقد سمعت انك عدت.اراهن ان ليس هنالك عواصف كهذه في


استراليا!”.


وضحكت ,

فالطقس فاستراليا اسوا بعديد من ذلك الطقس,
في


الواقع,
وشعرت بالراحة لانة يعرف و الدها,
علي الاقل لم تركب مع


غريب.
وسالتة عن اسمه و اين يسكن,
وما ان انتهي من كلامة حتى


وصلا الى الطريق الموصلة الى البيت ,

وكانت سيارة تظهر من


مدخل الطريق… فقال لها الرجل:


– لابد ان جورج ربما خرج يفتش عنك.


– لا..
انة روك ميلمان.


وخرج روك من سيارتة و فتح الباب بجانبها و قال:


– لقد كنت قادما لاحضرك..
شكرا بوب… لطف منك ان و قفت


لها…


وامسك بيدها و ركض غلي سيارتة و ادخلها بقسوة,
واغلق الباب ثم


جلس فمقعدة الى جانبها.
واستدار لينظر اليها,
وقد بدا الغضب


علي و جهه.


– هل قابلتية من قبل؟


– لا..انستطيع ان نذهب الان,
لقد ملات فرش السيارة بالماء.


– و هل دخلت سيارة غريب و تركتية ياتى بك الى هنا؟


– لقد كنت مبللة,
وما زلت,
واحب ان اذهب الى البيت لاغير


ملابسي.ارجوك..


– لقد رفضت عرض لتوصيلك,
ثم ركبت سيارة غريب؟


هل تجد صعوبة ففهم ما هو و اضح؟


-انت اكثر بنت غبية,
والالكثر اثارة للغضب صادفتها فحياتي!…


وهزها الغضب و لم ترغب فان يقول عنها هكذا,
فصرخت به.


– لاتصرخ بي!
الناس يروون لى عن هذا المخلوق الخرافى الذي


يسمونة ابلة يوركشاير,
اعتقد انه انت؟
حسنا لقد اكتفيت من غهاناتك


وملاحظاتك الشخصية حولي,
لذا اما ان تاخذنى الى المنزل فورا او


فساخرج تحت المطر ثانية,
اروع العودة سباحة على الجلوس معك


وانت تهينني…


-اميل الى تركك تسيرين ايضا!


وامسكت كارن مقبض الباب,
بالرغم من انها خافت من الخروج


اخرى تحت ذلك المطر الكثيف.
فقال:


– و لكننى تركتك تسيرين تحت المطر من قبل,
ثم و جدن نفسي


اعود لابحث عنك… لذلك فمن الفضل ان اوصلك الى المنزل.


واستدار بالسيارة بعنف,
حتي انها ما لت نحوه,
والتصقت به.


وشعرت بالتوتر و هي تعود الى جلستها,
متجنبة نظرتة الغضبى.


وقاد روك السيارة الى المزرعة بسرعة هائلة ,

واوقف السيارة بنفس


السرعة التي كان يقود بها,
واستدار ليواجهها,
وعيناة مخيفتان


وشديدتا السواد,
فهمست برعب” لا تفعل!” و ارتجفت بعجز.
لم تكن


فى حياتها خائفة هكذا,
واخذ روك ينظر الى و جهها,ثم استدار


ووضع كلتا يدية على المقود,
وجسدة متصلب من التوتر.


وخرجت كارن من السيارة و اسرعت هاربة و كانما يلاحقها عدو


قاتل…


****************
الفصل السابع

عمري الذي ضيعته

اثناء الاسبوع الذي تلا ,

مر الوقت بسرعة و انتهي تصليح السيارة ,

و استعادتها كارن ,

لذا فقد استطاعت ان تذهب بمفردها الى المستشفي جميع يوم لرؤية تشارلز و لكن لما تبقي من النهار ,

لم يكن لديها ما تفعلة ,

و حاولت ان تشغل نفسها ,

واخذت تظهر مع و الدها و هو يعمل قرب البيت ,

لتراقبة و تساعدة فيما تستطيع عملة .

عندما لم تكن تستطيع الذهاب معه كانت تعمل فالمنزل ,

تطبخ او تحفظ بعض فاكهة الخريف فالبرطمانات كالبرقوق و التفاح البري و الاجاص.


ولم تشاهد روك طوال الاسبوع و لكن بيتي ميلمان ,
اتت لزيارتها فاحد الايام و جلبت لها بعض العنب الذي ينمو فالداخل فقصرميلمان .

وقالت ان ذلك النوع من العنب ينمو داخل الاسوار فبيوت زجاجية و ان زوجها زرعة عندما تزوجا.


و استطاعت كارن ان تلاحظ و جة و الدها عندما و صلت بيتي ,

فقد اضاءت عيناة ,

و انثني فمة بحنان جعلها تصبح و اثقة انه يحب بيتى


وراقبت بيتي تتحدث الية ,

ولكنها لم تكن و اثقة من مشاعرها ,

ربما العطف….اجل كان ظاهرا ,

ولكن هل هنالك اكثر من هذا؟


وسالتها “هل عادت ابنتك الى الكلية؟”


وهزت بيتي راسها و هي تتنهد “ليس بعد” يمكنها ان تكون صعبة المراس و سالها جورج “هل لاتزال تتشاجر مع روك ” و ابتسمت له بيتي ابتسامة قلقة “اجل …هذا ما يحصل ” فقال لها اخرى “يجب ان يصبح روك اكثر تفهما !
”وضحكت كارن و قالت “هل يطير الفيل ؟




ونظرت اليها بيتي نظرة ذهول و بدا و الدها مصدوما” كارن؟



انا اسفة و لكن ذلك صحيح توقع تفهم روك سيصبح كالطلب من الفيل ان يطير .
.انة لايفهم النساء ,

ولن يفهمهن ابدا لا تظني فيه هكذا؟


حسنا لا اتوقع ان توافقي على رايي ,

فانت امة .

ولكن لايدهشني ان يحاول اثارة اختة ,

ومضايقتها حتي تتشاجر معه طوال النهار لو كنت مكانها لفعلت نفس الشئ.


وسالتها امة ” و هل تتشاجرين معه كثيرا “واحمر و جة كارن و ابعدت عينيها المضطربتان عن نظرة بيتي ميلمان المتسائلة .



عندما يحاول معاملتي بشراسة .

اجل !

ربما لاني تربيت فبلداخر ,

لة عاداتة و تصرفاتة المختلفة ,

ولكنني لا اطيق رجلا يعطيني الاوامر .



اوة يا عزيزتى,استطيع ان الاحظ ان روك عاملك معاملة سيئة..
و عندما غادرت قال لها و الدها بكيفية عفوية : انا سعيد لانك و بيتي تحسنت علاقتكما .

كنت و اثقا انك ستحبينها عندما تعرفينها جيدا


وابتسمت كارن ,
والعطف فعينيها .
لقد تاكدت تقريبا ان بيتي لا تبادلة ذلك الشعور.


فعاطفتها نحوة اخوية .

ربما كانت معجبة فيه ,

و لكن لا تحبها بدا.


والدتها كانت مخطئة ,

او نص مخطئة !

و قالت ” ا حببت بيتي كثيرا ” و تهلل و جة ابيها بالسعادة .



هذا جيد….وربما يوما ما سيعجبك روك ….ايضا!


كان من المتوقع ان يظهر تشارلز من المستشفي قريبا .

و فاليوم الاتي بقيت كارن قريبة من الهاتف فحال اتصلوا فيها لتخرج تشارلز .



وكان الطبيب الاخصائي سيزورة هذا الصباح .

و قالت لها مسؤؤلة القسم انه ربما يقرر ان يترك تشارلز يعود الى البيت


كانت تشعر بتوتر غريب و هي تنتظر الهاتف ان يرن .

فمن ناحية كانت تنتظر تشارلز لينضم اليها ليكملا عطلتهما و من بعدها حياتهما معا.


ومن ناحية ثانية ستشتاق لابيها كثيرا لقد احبت المزرعة و الارض التي تطل عليها جميع صباح عندما تستيقظ ,

و شعرت بالقلق لاضطرارها لمغادرة ذلك المكان مع تشارلز .

من الجنون القول انه يبدو لها الان كالغريب ,

و لكن شيئاما حصل لهما معا منذ المحادثة ,

و الفترة التي قضاها فالمستشفي ربما ابعدتهما عن بعض بكيفية ما .
لقد عاش تشارلز تجربة لم تشاركة بها ,

و فنفس الوقت كانت هي تستعيد طفولتها التي لا يعرفها ,



وتعيد اكتشاف و الدها .

و تدرك انها تنتمي الى ذلك المكان .

و اكتشفت العديد عن نفسها كذلك .

لقد اصبح بينهما نوع من الحاجز لا تعرف معناة .
هما لا يزالان يحبان بعضهما


كما كان الحال دوما .

و لا تستطيع تخيل الزواج من شخص احدث غيرة ,

و لطالما قال اصدقاءهما ان ذلك الزواج من صنع السماء ,

قدرهما !



وصنعت لنفسها بعض القهوة ,

ما عليها سوي الانتظار !

بعد ربع ساعة كانت تغسل فنجان القهوة ,

عندما دخل روك الى المطبخ و نظرت كارن من فوق كتفها ,

و لاحظت ان مزاجة اليوم سيئ لدرجة انه لم يهتم بمظهرة .

و لم تستطع ان تتجنبة فهزت راسها محيية و اجابها روك بهز راسة كذلك و قالت له : ابي ذهب الى لارك ميدو اذاكنت تريده


لقد اتيت لرؤيتك و اخذت تجفف يديها و تحاول ان تخرج بانها مشغولة


انا اسفة مشغولة جدا جدا و ليس عندي وقت للحديث .

ساكون مضطرة فاية لحظة للذهاب الى المستشفي لاحضار تشارلز .

لا لست ذاهبة !

وجعلها صوتة الجاف تتراجع ,

و رمت المنشفة من يدها ,

و حدقتية و قالت : مهما كنت ستقول ,

يجب ان تنتظر .

سيتصلوا بي فاي لحظة الان .

وعندها ساذهب الى المستشفى


لقد غادر خطيبك المستشفي .



وتطلعت الية دون ان تفهم ” ماذا قلت ؟

” لقد غادر المستشفي منذ ساعتين و نظرت كارن الى الباب ,

و كانها تتوقع ان يدخل تشارلز منه .

لا …انة ليس هنا !



اين هو اذا ؟

…ماذا حدث ؟

لماذا غادر المستشفي دون اعلامي ؟



لااعرف اين هو.
ولكنني ساجدة و عندما افعل ساكسر عنقة !
العنف فكلماتة ,

جعل كارن تبتعد عنه مذعورة و بدا فعينيها الرعب ” عن ماذا تتحدث ؟




لقد هرب و اخذ معه شقيقتي !

و جمدت فمكانها ,

و اتسعت عيناها و همست : هرب ؟

تشارلز ؟

و لكن اين ذهب ؟

لا افهم عن ماذا تتحدث ؟

و ما دخل شقيقتك بتشارلز؟


لقد قلت لك لقد هربا معا كارلا و هذا الوغد

لا اصدقك !



و لكنها بدات تشعر بالبرد و فقد و جهها جميع لونة ,

واظلمت عيناها من الخوف و تنهد روك من الغضب : اتمني ان لا يصبح الامر حقيقيا كذلك !

الله يعلم !

و لكنها الحقيقة


لقد علمت بالصدفة .

لقد جرح الراعي عندي يدة و ارسلتة الى المستشفي و عندما عاد ذهبت الى منزلة لازورة ,

و ذكر انه شاهد كارلا تقود السيارة خارجة من المستشفي .

و ذلك ما ازعجني ,

لانها لم تذكر انها الى ذاهبة الى هناك


و لكنك قلت انها ذهبت مع تشارلز !



لقد فعلت .
.
و لكن كيف عرف الراعي ذلك ؟

انة لا يعرف تشارلز!


لم يعرف الرجل الذي كان معها ,

كل ما عرفة ان رجلا كان معها .

و لكن زوجتة رات كارلا و هي تظهر معه من القسم


و لكن لماذا تصورة انه تشارلز ؟



لقد اتصلت بالمستشفي !

و قالوا لي انه ربما غادر مع كارلا و تطلعت الية و معدتها تتقلص و سمعت صوت الماء ينقط من الحنفية و فالخارج سمعت صوت طير يغني و لكنها شعرت و كانها مسامير تغرز فلحمها .

وقالت بصوت رفيع جاف عبر شفتيها الشاحبتين المرتعدتين : اذا ستاتي فيه الى هنا !



وراقبها روك و هو يهز راسة ,

و لمحت نظرة شفقة فعينية و جعلها ذلك تتوتر اكثر و صرخت بياس :


يجب عليها ان تفعل ذلك .
.سيحضران عما قريب .
انت مجنون كي تظن ذلك .



لقد اتصلت بمدير المستشفي ,

وسالتة عن كارلا فقال لي انها اخذت خطيبك و ذهبت ,

وبدا له الامر طبيعيا لانة يعرفنا و يعرف و الدك .



و لماذا لا تذهب ؟

ربما كانت تزور المستشفي صدفة و علمت ان تشارلز سيخرج ,

فاخذتة معها .
.
ربما تزو ر احدا الان ,

او قد سارت فطريق طويلة .
دون ان تعلم ان تشارلز يجب ان يرقد فالفراش فورا …


هذا يمكن و لكنة ليس الحقيقة


وكيف تعرف؟


اخرج روك رسالة من جيبة ,

و تركزت عيناها عليها و و جهها يشحب اكثر و قال:


لقد اعطت كارلا هذي الرسالة للممرضة ,

و اعطوني اياها عندما ذهبت الى المستشفي و اعطاها الرسالة و لكنها لم تاخذها


لا اريد ان اقراها..ماذا تقول بها ؟



انها ليست موجهة لي ,

و ليست من كارلا و دفع الرسالة اليها فاخذتها و هي ترتجف ,
و ادارتها بين يديها


“لقد فتحتها !

” و قال ببرود ” و قراتها كذلك !

” كان يجب ان اعرف ما كتب فيها


وفتحت كارن الرسالة و نظرت اليها ,

و الى الخط المخربش بها .
.
كانت فحالة يائسة حتي انها لم تفهم كلمة واحدة من اصل ثلاثة و لكن كلمة ” انا اسف ” ترددت فعقلها مرات و مرات .



تقول انهما يحبان بعضهما .
.


اعلم !

تذكري اني قراتها و انهما سيتزوجان فورا


ثم بدات تضحك بمرارة و سخرية ” لقد كنا مخطوبين لاكثر من سنة !

و لاسباب مختلفة اجلنا الزواج و كنا سعداء لهذا الانتظار ,

فامامنا العمر كله و لكنة يريد الزواج منها فورا !

” الا اذا استطعت منعهما ”


ولكنني لا افهم شيئا بالكاد يعرفان بعضهما !

لقد بقي فالمستشفي منذ و صولنا الى هنا و كنت ازورة جميع يوم ,

فكيف و قعا فالحب ؟



و اسود و جة روك بالغضب


لقد كانت تزورة يوميا ايضا.
منذ ان اخذت له تلك الزهور .

لابد انها احبتة من النظرة الاولي .
.
يا الهي لو اني عرفت لاسرعت فارسالها الى الجامعة قبل ان تطا قدميها الارض و لكنها تعرف كيف ساشعر عندما اعرف .
وقد جاهدت كثيرا فاخفاء ما ستفعلة .

يبدو انهاخططت لهذا الهرب ,

و ربما لا تكون غلطتة بل غلطتها هي .

و لكن كيف يستطيع ان يرميك لاجل بنت فالثامنة عشر ؟

الله و حدة يعلم !



كلمة يرميك جعلت كارن تجفل و ازداد شحوبها و اسودت عيناها من الالم.


لابد انه تعرض للاغراء .

معظم الرجال كذا و كارلا رائعة ,

حتي و لو كانت طفلة ,

لابد ان رميها نفسها عليه ربما ادار راسة .

ولكن ذلك ليس عذرا لما فعلة ,
انة اكبر منها بسنوات و يجب ان يصبح اكثر و عيا من ذلك بعديد و علا و جة كارن من الاحمرار و هي تفكر.


– اوة .
.
لقد اهتممت فعلا بان تحصل عليه … اليس كذلك؟


– انها فعمر سريع التاثر,
لانها تري الحاجات من زاويتها هى.


– لا تلقي اللوم على عمرها .
.
انها من عائلة ميلمان..
و لهذا فعلت ما فعلت !

انها ابنة امها .
.انها نفس الطراز اليس كذلك؟
لقدسرقت امك ابى,
مع انها لا ترغب فيه حقا !

و لا اعتقد انها المرة الاولي التي تجري بها شقيقتك و راء رجل لفتاة اخرى.
لقد كان مريضا و لم يعد بعد الى طبيعتة و لايعرف ماذا يفعل.
لقد سحرتة ليذهب معها..
انها..
ليست غلطة تشارلز.
انها غلطتها.


كانت تتحدث بصوت مرتفع ,

و عيناها محمومتان و جسدها يرتجف ,

بينما روك يركز نظرة عليها,
وقال بقسوة :


– لقد اصبحت هستيرية..
توقفي عن الحديث كذا !



و لكنها لم تتوقف ,

و استمرت العبارات تتدفق منها,
و احتارت بنفسها لماذا تشعر بهذا الغثيان و الغضب.
لم تكن تدري اذا كان ذلك الالم لاجل و الدها ام لاجل تشارلز جميع ما شعرت فيه صدي الخيانة القديمة فاذنيها.


– اعرف الان كيف شعرت امى!
عندما اتذكر كم اضجر من سماع قصتها..
و لكنني لم اكن اعرف!..
لم يكن يجب ان اعود.
كم كنت لانني لم افكر بانها تزورة طوال الوقت و انها كانت تخطط لسرقتة منى,
كما سرقت امك ابى…


و صفعها روك على و جهها ,

فتوقف جنونها فورا ,

و شهقت.
ثم انهمرت دموعها,
و امسكها روك,
و لف ذراعية حولها,
و بدات تبكى,
و تهتز بالنشيج.


و تركتة يحضنها,
و دفنت و جههافي صدرة ,

و يدة تمسك بمؤخرة راسها,
و تتحرك ببطء,
و لطف تمسح شعرها,
و هو يواسيها ,

بينما بكت بكل الغضب و الالم الذي جعلها قريبة من الهستيريا.


و بالتدريج توقفت عن البكاء,
ولكنها لم تتحرك,
و بقي و جهها مخبا فصدر روك,
و كافحت لتسيطر على تنفسها,
و مدت يدها لتمسح الدموع عن و جهها و تنهدت بحسرة.
و امسكت يدة بقبضة من شعرها و ارجع راسها الى الوراء.
فصاحت ” لا تفعل ذلك !

انك تؤلمني !

“.


– الم يحن الوقت بعد لتكوني صادقة مع نفسك.


– لا تتكلم معي عن الصدق.
اي انسان من عائلتك لا يجب ان يذكر الصدق و الشرف لواحد من عائلتى!


– و لكنك لا تحبينه!


– اتركنى!


و اخذت تقاومه,
و جمعت يديها و اخذت تضربه.
و اضطر الى ترك شعرها,
و لكن ليلف كلا ذراعاة حولها.
فصرخت فيه بغضب:


– انت… انت..
ميلمان… توقف عن لمسي هكذا,
انا اكرهك!


– لا..
انت لا تكرهينى..
و لا تحبينة ايضا!


– اتظن اني لا اعرف ماذا تفعل؟
تريدني ان اتخلي عن تشارلز دون ان احتج ,

فشقيقتك الصغيرة تريده.
لذا يجب اقناعي بانني لم احبة ابدا.
يجب ان تسهل الامور على كارلا .
.اليس ايضا ؟
ا نها من عائلة مليمان ,

و ال مليمان يجب دوما ان يحصلوا على ما يريدون !



– لابد انك كنت معجبة فيه ,
انا اكيد من هذا,
ولكن الحب يختلف يا كارن و انت تعرفين ذلك ,

لذا توقفي عن الكذب على نفسك,
حتي و لو اضطررت للكذب على.


– لا تتحدث معي عن الحب!


– و لماذا لا ؟

لماذا لا يجب ان اتكلم عن الحب يا كارن؟


– لماذا انت خائفة هكذا؟


– كلكم سواء,
انت ميلمان ,

اليس كذلك؟


– عاجلا ام اجلا ستواجهين الحقيقة.


و حاولت التخلص منه,
و لم تستطع,
فقد ابقتها ذراعاة اسيرة.
و لم يكن يؤذيها ,

و تمنت لو انه يفعل,
سيسهل ذلك عليها المقاومة .

و لكنها اجبرت نفسها على مقاومتة للتخلص من ذراعيه.
و كانت تقاوم لتتحرر من مشاعرها ايضا,
فقد كرهت ان يعرف روك انه هزمها.


و قالت و هي تشد نفسها من راسها الى قدميها.


– اتركنى!..
لا اريدك ان تلمسنى..
انك كبقية عائلتك !



– و بماذا تتهميني الان؟


– لا تظن انك خدعتني و لو للحظة,
و منذ البداية..
لقد كنت و اضحا جدا جدا !

منذ عرفت اني مخطوبة..
بدات تطاردني ,

كما طاردت شقيقتك الصغيرة تشارلز..
انكم كلكم سواء,
انتم ميلمان..
فانتم دوما تظنون ان العشب اكثر اخضرارا فالناحية الثانية من الجدار!
انكم دائما تشتهون ما يملكة الاخرون!


– توقفي عن قول هذي السخافات!


– انها ليست سخافات,
انها حقيقة و لا فوائد من انكارها !

لقد عبثت امك مع ابي ,

و لكنها لم تتزوجة .

و عرفت اني مخطوبة ,

و مع هذا حاولت العبث معى,
و شقيقتك تعرف ان تشارلز لى..
و لكنها عبثت معه!


و الفارق الوحيد بينكم ان تشارلز و قع ,

و هرب معها.
و لكن كم سيدوم الامر؟
هل ستضجر منه حتي قبل تحديد يوم الزفاف؟


– و ماذا لو اضجرت؟


– ماذا لو اضجرت؟
ستكون ربما تسلت معه ,

ثم تتخلي عنه,
و تعود الى البيت..
تجر اذيالها خلفها !



و اخذت تضحك بجنون ,

و راقبها روك بقلق.


– لم اعني هذا!
لو تركته,
هل ستعودين الية ؟

هذا ما اردت ان اعرفه!


لم تفكر من قبل بهذا الامر,
و عرفت انها لن تعود الية ,

و لم تعد تريد ان تراة اخرى ,

لقد اذلها ,

خانها ,

كما خان و الدها و الدتها.
و لن تستطيع ابدا ان تري و جهة ثانية.
و لكنها اجابته.


– ذلك امر لا يعنيك!…


و نظر اليها طويلا ,

ثم تركها و دار على عقبية و خرج من المطبخ الى الحديقة.
و لو انه صفق الباب و راءة لشعرت بشئ من الانتصار,
و لكنة لم يفعل ,

و اغلق الباب و راءة بهدوء.
و تركها و هي تشعر بالبرد و التعب.

الفصل الثامن

كارن تواجة الحقيقة
الصدمة كانت كبار على كارن ,

فلم تعد قادرة على التفكير بوضوح.و بعد ان ذهب روك صعدت الى غرفتها و بدات تحضر حقيبتها للسفر فلديها السيارة


وتستطيع ان تكون على بعد اميال فبضع ساعات و عندها لن تكون بحاجة لتحمل الشفقة و العطف من ابيها ,
وبهذا تترك جميع هذي التشويشات و راءها .
ولكنها لم تستطع ان تقر رايها ,

بل كانت تغير خططها جميع خمس دقيقة ,

وهي تجلس فغرفة نومها و حقيبتها مفتوحة فوق السرير .
ماذا عليها ان تفعل ؟
يجب ان تقرر!
وقالت لنفسها :فكري !
ماذا يجب ان افعل ؟
هل ابقي هنا …ام اسافر ؟
وبعد هذا لو غادرت يوركشاير هل تتابع رحلتها المقررة حول اوروبا و تزور جميع الاماكن التي حلمت فيها مع تشارلزلاشهر طويلة و التي ستراها الان لوحدها ؟

ام ان عليها ان تطير راسا عائدة الى استراليا؟
ونظرت الى حقيبتها و هي تعض شفتها .
كيف ستذهب الى سيدني و الى و ظيفتها فالمؤسسة ,
وتري اصدقاءها القدامي مجددا,بعد ان تخلي عنها تشارلز ؟
سيصبح ذلك اذلالا لها ربما يخرجون التعاطف فو جهها,ولكن بعضهم سيضحك من و راء ظهرها او على الاقل سيتهامسون و يطلقون الاشاعات .
ولن تعرف ماذا ستكرة اكثر,الشفقة ام الهمس السري .
وهنالك اسباب احدث لكراهيتها للعودة.لابد ان تشارلز سياخذ كارلا معه الى سيدني بعد ان يتزوجا و اين سيذهبان غير هنالك فوالدا تشارلزهناك,لقد تطلعت دوما للسكن قرب اهله,لقد كانت مولعة بهما,عندما يسمعان النبا سينزعجان كثيرا ,
ويشعران بالاسف عليها و الغضب على تشارلز لانة هجرها.
صوت اغلاق الباب فالطابق الاسفل جعلها تجلس و وجهها شاحب,هل ذلك و الدها؟لم تكن تتوقع قدومة بهذه السرعة !
مرحبا….هل هنالك احد هنا؟
انة صوت بيتي ميلمان و عبست كارن و لم تجب,املة ان تذهب المراة المسنة عنها .
لابد ان روك اخبرها .
ولابد انها قلقة على ابنتها ,
ولكن لماذا انت الى هنا ؟
وماذا تريد؟
ربما اتت لتخفف عني ,
وتجعلني اسامح ابنتها و ان اعدها بالا اثير فضيحة,قد تسبب المشاكل لعائلة ميلمان!
كارل .
.هل انت هنا…
وسمعت صوت اقدام تصعد الدرج و نزلت كارن عن السرير ,
واقفلت حقيبتها,ورمتها مع الثياب فالخزانة ,
واقفلتها .
لم تكن تريد ان تري بيتي ميلمان انها ربما بدات توضب ثيابها اوانها كانت تفكر بالسفر.
ليس السفر فقط ,
بل الهرب !
اليس ذلك ما ستفعلة لو انها غادرت البيت الان ؟
لقد هربت امها من قبل ,
الي الجهة الثانية من العالم و ماذا افادها هذا ؟
لقد خسرت سنوات من عمرها فالمرارة و كارن لاتريد ان تفعل نفس الشئ لقد رات بعينيها نتائج التصرف بشكل خاطئ ,
فقد تنتهي فيها الامور الى ضرر اكبر من الجرح الرئيسي .
اذا لن تعود الى استراليا .
ولن تدع ذلك الامر يشوش حياتها كلها .
.لعنة الله على ال مليمان!من هم…علي جميع الاحوال ؟
لقد حان الوقت ليعلمهم احد ما بانهم لا يستطيعون ان يمدوا ايديهم كذا و يحصلوا على ما يريدون ,
ويؤذوا الناس الاخرين .
ودقت بيتي ميلمان باب غرفتها الموارب ,
قبل ان تدفعة و تنظر اليها .
وحدقت فيها كارن و هي تجلس دون حراك على سريرها و يداها متشابكتان فوق ركبتيها لمنعهما من الارتجاف .
اه…كارن .
.هذا انت .
.انا .
.انا لااعرف ماذا اقول لك .
كانت شاحبة اكثر من كارن نفسها ,
وعيناها حمراوان ,
لابد انها كانت تبكى,وبدت كئيبة و حزينة ,
ولم تستطع كارن الا ان تشعر بالاسي عليها ,
علي جميع فابنتها ما زالت فالثامنةعشرمن عمرها و لكنها لم تخرج اللين او التعاطف و حافظت على رباطة جاشها و اظهرت البرود .
وقالت لها :ليس هنالك شئ مفيد تستطيعين قوله و اروع ان لا تقولي شئ ابدا.
_ اعرف كيف تشعرين…
وتقدمت نحوها ,
فعبست كارن…
لا اعتقد انك تعرفين,
سيدة ميلمان!ارجوك ان تذهبي ,
لا تذهبي ,



لا فوائد من الكلام فى
الموضوع.اوة يا كارن…انا اسفة …اسفة جدا…
ومدت يديها الى كارن و عيناها الجميلتان تلمعان بالدموع و فمها يرتجف “انا لا اجيد الكلام,ولااعرف ما يجب ان اقول…ولكنني اشعر بالاسي انه شئ فظيع كيف استطاعت كارلا…” و اهتز صوتها .
.وخفت بعدها خرجت منها بضع عبارات ثانية “لااعرف كيف استطاعت فعل ذلك …ليس عندي اية فكرة يا كارن..
اقسم لك!لم نشك بالامر ابدا!ولم اصدق عندما اخبرني روك
وامسكت بيدي كارن ,

ولم تستطع ان تمنعها,فجلست و المراة تشد على يديها ,
والدموع تجري بقوة على و جهها .
واخذت تنتحب و تقول”انها مجرد طفلة .
.
في الثامنة عشر فقط .
.لاتعرف ماذا تفعل “وظهر على و جة كارن الغضب ,

ولاحظت السيدة ميلمان الغضب الساخر فعينيها ,

واجفلت و كانما كارن ضربتها .
_انها تحب ,

الحب ذلك جميع شئ ,
لايمكن ان يصبح ذلك الشئ الحقيقي .
.فهي بالكاد تعرفة .
وضحكت كارن بغضب “الشئ الحقيقي ؟

بالطبع لا “ونظرت اليها بيتي باشفاق و قلق ,

وتحول لون و جة كارن الى الاحمر .
فلم تكن تريداي من هذي المشاعر من المراة التي دمرت حياة امها انها مجرد صدمة ,
فانها اصغرمن ان تعرف الحب الحقيقي !
لابد انها اخطات ففهم ما تشعر فيه نحوه!واضطرارها لابقاء زياراتها له سرية ضاعف فتاثير الرومانسية عليها .

ولكنني اشعر بالعار,كان يجب ان تدرك ماذا سيفعل ذلك بك !
انها لاتهتم بي !
وسحبت يديها من يدي السيدة ميلمان ,
وسارت نحو النافذة تقاوم غضبها ,

ولكنها فالنهاية لم تقدر على منع مشاعرها الحقيقية
انت تعرفين جيدا..لقد رغبت بتشارلز لانة لي .
ولو كان غير مرتبط لما نظرت الية .

ولكنها ابنتك و تفضل ا ن تختار رجلها من بين احضان امراة ثانية .
ووقفت بيتي ميلمان بصمت و ربما تجمدت ,

تحدق بها
اوة لا تتظاهري بالذهول فلن تستطيعي خداعى,كما لمتستطيعي خداع امي و هل اخبرتك ….ماذا ؟

….ماذا؟قالت لك؟
الحقيقة!لقد علمت اني كبار كفاية لاعرف ماذا حطم زواج و الاى…او من حطمة !
ووضعت بيتي يديها على فمها و ابيض لونها ,

ثم اندفع اللون الاحمرفجاة ليغطي و جهها حتي اطراف شعرها .
اوة .
.اذا ذلك هو الاسباب =.
.سبب خشونتك معي عندما و صلتي الى هنا ؟
الي ان اصبحت غبية تركت سحرك ينسيني جميع ما قالتة امي !
ولكن ذلك ما انت ناجحة فيه انت و ابنتك و جميع … جميع عائلتك اللعينة !
فلديكم نبوغ فسحر الناس كي ينسوا جميع شئ..تلك الحاجات الصغيرةغير المهمة..مثل الاخلاص و الكرامة .
.والعقل السليم!
ولكن لم يكن ذلك صحيح لقد كان زوجي جميع شئ لي ,
لقد احببتة كثيرا.
ولم انظر مرة الى رجل احدث .
انا و ابوك كنا اصدقاء كما كان صديق زوجي تماما.يجب ان تعرفي اباك اكثر حتي لاتصدقي انه ربما يخون واحدامن اعز اصدقائة ,
لقد عرف زوجي منذ وقت طويل اكثر مما عرفتة انا .
ولكنك عرفت عن ماذا اتحدث على الفور !
اوه..لقد اتهمتنا امك .
.في احد الايام اتت الى منزلنا ,
وسببت فضيحة ,

تصرخ و تبكي و تكدرت كثيرا,
وحاولت ان اقول لهاالحقيقة,ولكنني عرفت انها غير متوازنة ,
لذا لم اخذ الامر بشكل جدي و قال جورج ان انسي الامر ,
وقال انها فالواقع لاتصدق نفسها .
لقد كانت مريضة بالغيرة .
لقد كانت تغار من كلبتة ,
وتغار منك ايضايا كارن .
لقد كانت تجن اذا فكرت ان و الدك يحبك اكثر منها.
واتسعت عينا كارن ,
هذا صحيح على الرغم انها نسيت الامر حتي الان كانت تعلم ان امها تغار عندما تكون هي و ابيها معاوماذا نسيت بعد عن سنوات طفولتها ؟
وتذكرت ان روك ما زحها بقوله انه قبلها من سنوات طويلة فهل كان يكذب؟منذ ان قال ذلك ذكري خفيفة جدا جدا تحاول البروزوشعرت فيها كانها ستلمسها للحظة….ثم اختفت ….وتابعت بيتي قولها:وبعدما ذهبت و اخذتك معها قال جورج انها اخذتك لتتاكد انك ستكبرين و انت تكرهينه.
وكان ذلك صحيح ايضافامها ارادتها ان تكرة و الدها,
ولهذا الاسباب =اخبرتها العديد عن الماضى,
وشوهت اسمه ,

وهذا شئ اكتشفتة كارن بنفسها منذ سنوات طويلة,ولكن طبيعة امها الغيورة و عدم استقرارها لايعني عدم ان ليس هنالك اية ذرة من الحقيقة فاتهاماتها المجنونة.
ام هل ذلك غير صحيح؟
ولكن لابد ان يصبح هنالك بعض النار و راء ذلك الدخان.
لابد ان و لداك و رثا من مكان ما ….
ولداى…؟
كارلا و روك !
اجل !
انهما شريران اكثر من بعضهما!
روك..؟
اجل روك !
انا اعرف كيف استطاعت كارلاان تغري تشارلزلان شقيقها حاول نفس الشئ معى.كان يعبث معي جميع مرة اراة بها .
ولكنة لم يهتم بي بالدرجة التي خدعت بها ابنتك تشارلز المسكين
روك كان يعبث معك؟
لاتتظاهري بانك صدمت !
فلا استطيع احتمال النفاق !

انة ابنك,وكلانا نعرف من اين و رث خصائلة !
كانتا معامستغرقتان فيما تقولانة حتي انهما لم تسمعا و قع الاقدام على السلم و لم تنتبها للرجل الذي و قف عند الباب ,
الي ان تكلم مما جعلهما تقفزان فزعا..وقال بحدة “كارن!”
ونظرتا الى الخلف و ربما صعقتا .
واحمرت بيتي ميلمان لرؤيتة ,
واستدارت بسرعة,وبدا على و جهها الضيق .
وعلي العكس كان و جة جورج كارداس ابيض شاحب ,
وعيناة تقدحان شررا و قال:
لاتتحدثي كذا مع السيدة ميلمان.
وضحكت كارن بغضب.
السيدة ميلمان ؟
لقد تاخرت بهذه الرسميات يا ابى..اعرف جميع شئ عنكما ….لقد اخبرتني امى..
وارتفعت الدماء تغلي الى و جهه,ونظر بسرعة الى بيتي ميلمان…التي اسرعت تتوسل اليه: قل لها ان هذي ليست الحقيقة يا جورج!
ولكنها لم تستطع ان تنظر اليه,ولكن دون فرق,فقد قرات كارن الذنب فعينيها .
وقالت:
اجل …اكذب على ……..قل لي انك لاتحبها يا ابى!
وبدا حزينا و راسة الى الاسفل,والعبوس ربما اطبق حاجباة معا:
امك كانت مريضة و كانت تختلق المشاكل لتعطي نفسها حجة لتؤلمني ….لقد كذبت عليك يا كارن…لم يكن هنالك شئ بيني و بين بيتي لقد كنا اصدقاء فقط,
اقسم بشرفي هذي هي الحقيقة.
وارتفعت عيناة اليها ,
وصدقت نظراتة الصريحة,صدقت اكثر النظرة التعيسة و الالم فيهما ,
ولكن ما يقوله ليس الحقيقة كاملةوهو يعرف ذلك ,
وتعرفها هي ايضاوشعرت فجاة بالاسف عليه.
كان فو جهة تعاسة جعلتها تؤمن انه تكلم بنصف الحقيقة .
ربما لم يكن يحب بيتي ميلمان فالبداية ؟
ربما لم يعد يحب و الدتها و لا يستطيع مواجهة شعور ربما ما ت بداخله؟كانت تعلم كم كانت امها صعبة المراس ,
كم صعب ان تحبها او تقتنع بحبها !
ولكن ,
وكيفما تم الامر ,

فقد احب و الها بيتي ميلمان فالنهاية .
ربما عندما اتهمتة امها و ضعت الفكرة دون ان و عي منها فراسة ؟
اذا لم يكن يهتم ببيتي من قبل فقد جعلة ذلك ينظر اليها نظرة حديثة بعد ان بدات زوجتة تغار منها.
ومررت كارن يدها على شعرها الاحمر,تفكر بشئ تقوله,ولكنها لم تستطع سوي ان تهمس “اسفة يا ابى!”
وعلم انها تعني اكثر من الاعتذار لانها كدرت السيدة مليمان,فقال لها :
لاتقولي ذلك لي … بل قولية للسيدة مليمان !
واستدارت كارن و العبارات على شفتيها و لكن بيتي ميلمان هزت راسها و هي تبتسم:لاباس يا كارن ,

لاحاجة للاعتذار انها و الدتك,وكنت منزعجة و لاشك لو كنت مكانك لشعرت بنفس الشئ ,

انا لست غاضبة على الرغم من انها ليست الحقيقة اي جزء منها !
فقط اشعر بالحزن عليها و عليك ايضا.
ولن انسي كم كانت مريضة ,
واعتقد انها لم تكن تعرف ماذا تقول.
وتنهدت كارن طويلا و هزت راسها و قالت : اجل لقد كانت مريضة.
اوة … مع جميع ذلك الكلام نسيت,جورج هل تعلم ؟

انباء فظيعة ….خطيب كارن…
اجل .

لقد اخبرني روك .
.كارن يا حبيبتي …انا اسف
كانت ربما استعادت سيطرتها على نفسها الان ,
وشعرت بالخفة بشكل غريب ,

وكانما اكتشافها الحقيقة عن و الديها ربما رفع حملا ثقيلا عن كاهلها .
فقالت بخفة :
حسنا..الاروع ان يتخلي عني الان من ان يتخلي عني بعد الزواج .
ورفعت راسها عاليا,وبحثت عينا و الدها فو جهها عن اشارة لما تشعر فيه حقيقة و ابتسمت له كارن بتحدي .
فقال جورج بحنانتذكرتة منذ طفولتها “هذه هي فتاتى!”
وقالت بيتي “لو اننا نعرف فقط اين ذهبا !
لايمكن ان يظهرا كذا الى الشارع و يتزوجا ,
حتي فهذه الايام .
لابد ان يحصلا على ترخيص ,
ايظن انهما ذهبا الى لندن ؟
روك يظن انهما ذهبا الى هنالك ….
ماذا تظنين يا كارن ؟
ربما … تشارلز يحب لندن .
وهو لايحب الريف و لاحظت انه لم يحب يوركشاير عندما كنا قادمان الى هنا .
فهو يفضل الاضواء اللامعة و المرح .
لذا لن اندهش اذا ذهب الى لندن
وقالت بيتي :”اظن ان على روك ان ينسي الامر سيصبح ذلك كمن يبحث عن ابرة فكومة قش”
وتنهدت بيتي و تحركت نحو الباب و قالت: هل ننزل الى تحت و نتناول فنجان شاي بينمانحن نتحدث,اكاد اموت من العطش ,

الاتشعرين بهذا يا كارن؟
وتبعها جورج,ولكن كارن ترددت و جلست على السرير ,
وساقاها اضعف من ان تحملاها عندما تحدثت بيتي عن روك تخيلت انها تراة تقريبا ,
ذلك الوجة الاسمر الغاضب ,
تلك العينان اللامعتان .
.
مجرد التفكير فيه جعل معدتها تتقلص ,
وقلبها يضرب على ضلوعها و تقدم و الدها الى جانبها و نظر الى و جهها الشاحب بقلق هل انت بخير؟
اجل ,
انا فقط تعبة
تعبة!
وعادت بيتي الى الغرفة و شعور بالذنب على و جهها .
اوة يا كارن المسكينة … انت تبدين تعبة … تلقيت صدمة,
ويجب ان تستريحي تمددي ففراشك و ساعود حالا لاحضر لك بعض الاكل الخفيف ,

بيض و كاس حليب.
لا ….
لا شئ..اسفةلا اريد ان اكون قاسية و لكنني لست جائعة ,

وارغب ان اختلي بنفسي لساعة او ساعتين .
وخرجا على مهل من الغرفة,
وكانها طفل يحاول ان ينام.
واغلق الباب و استلقت كارن فالفراش تحدق بالسقف,كانت دائما تستلقي فهذه الغرفة فطفولتها تستمع الى الريح تصفرفوق البراري و الى صراخ الطيور,ونباح الثعالب البعيدة من مكان ما على التلال,
او صراخ و الداها من الطابق الارضي .
واغمضت عينيها,وعاد اليها هذا الشعور القديم بالغربة و البؤس.
ولابد انها استغرقت فالنوم حالا,فقد حلمت بانها موجودة فحفلة ,
حفلة اطفال فقصر ميلمان و كانت تتجول فالغرف و بين الممرات ,
خائفة من صوت الريح فالمدخنة ,
متسائلة اين اختفي الجميع,لقد كانوا يلعبون لعبة “الغميضة”وسمعت صوتا فاحد الخزائن,
ففتحتها ,
وكان داخلها مظلما,وتحرك احدهم فالظلام و خرجت يد و امسكت فيها و جذبتها داخل الخزانة و صفقت الباب و راءها,
قبل ان تستطيع النجاة.
وسمعت احدهم يهمس “لقد قبضت عليك”وصرخت عاليا و لكن قبل ان تصرخ اخرى قبلها شخص ما .

وكانت صغار لاتعرف معني الخزانة فو قت كان يمر بعض الاصدقاء و جرفوها معهم و تحول الحلم الى حلم اخر,فشاهدت نفسها و شخص لم تستطع رؤيتة يطاردها فالبرية ,
شخص ارعبها ,
وصرخ فيها من بعيد”استيقظى”واستدارت “لا..لا….
اتركني “وعاد الصوت العميق يقول “استيقظى”وقفزت من مكانها و هي تشهق برعب صارخة”لا!”وفتحت عينيها و نظرت الى و جة روك بذعر .
كانت تعرف انه روك بدون ان تنظر اليه.
وعرفت انه هو من كان فالخزانة المظلمة !
ولكن لماذا حلمت انها طفلة… و قال لها :
كنت تحلمين بكابوس .
.
ولم تستيقظي عندما ناديتك .
كان يجلس على السرير ,
يميل فوقها ,

وشديد القرب منها و حدقت فعينية و لاحظت ان سوادهما به بؤبؤ ذهبي ,
وبعض الخيوط الذهبية اللامعة حولة ,

وسالتة بجفاء:
اين و الدي ؟
لقد عاد الى العمل .
ومرر يدة فوق شعرها,
فارتعدت و صرخت به”لاتفعل هذا” و طوحت بساقيها من الفراش و وقفت و تناولت فرشاة ,

واخذت تمشط شعرها بضربات سريعة … و سالته”هل من اخبار ؟
عنهما ؟
….
لا … لقد ذهبت لرؤية و كالة تحريات و اجروا الاتصالات بكل انحاء البلاد ,

ولكن يبدو ان الامل ضعيف ,
سيصبح الامر اسهل لو ارسلا رسالة!وطلبا ترخيص زواج
لازلت اعتقد ان اختك ستتركة بعد بضعة ايام.
هذا تفكير سليم… و لكن لم تقولي لي بعد ,
اذا تركتة هل تعودين اليه؟
ماذا تفعل فغرفتي على جميع حال؟
واستلقي على فراشها ,
براحة ,
ويداة خلف راسة و هو يراقبها بوجة ساخر .
كنت اوقظك من النوم … ايتها الرائعة النائمة ,
لقد نمت لساعات و وعدت و الدك ان اراك لاطمئن عليك ,
ولكن عندما صعدت الى هنا سمعتك تتكلمين و انت نائمة ,

وكانك تحت تاثير كابوس هل تتذكرين ما هو؟
لا…
وهل كنت انا فيه؟
اجل
فضحك و قال “لقد دخلت الى حلمك اليس ايضا ؟
اسمع … اريد تغيير ملابسي ,

لذا ارجوك اذهب
البسي تلك الكنزة الخضراء ,
انها تجعل جسمك يبدو رائعا و مغريا.
والتمعت عيناها ,

واحمر و جهها و سارت نحو الباب ففتحتة :
الوداع… سيد ميلمان … ساكون بخير .
.
شكرا لك .
.
لاحاجة لك بالبقاء هنا …
ووقف متكاسلا,واستدار نحوها ,
ولكنة لم يظهر ,
بل و قف فقط ينظر اليها.
انت لازلت تفكرين به…
انا لا اتحدث عنه معك.
لقد عرفتية لسنوات طويلة ….
اليس كذلك؟
مع السلامة ….
سيد ميلمان !
لقد خطبك لاكثر من سنة,
ولكنكما لم تشعرا بحاجتكما للزواج… الا يعني لي ذلك شيئا؟
هل تستطيع ان تصمت .
.ان ما حدث غلطتك انت…
اعتقد اني توقعت ان تنقلب الامور لتلوميني … و لكن قولي لي كيف؟من اجل ارضاء فضولي فقط….
ونظرت الية يائسة..
محاولة ان تبرر اتهامها ,

وتذكرت شيئانسيتة حتي هذي اللحظة .

يوم دخلت عليك شقيقتك !
اجل .
.
لقد فهمت الان … لقد استنتجت جميع نوعيات الاستنتاجات .
بعضها كان صحيحا…
كلها كانت خاطئة !
لقد كنت تهاجمني و لم اكن اشجعك !
لم تكوني ؟
انا متاكدة انها ذهبت راسا لتخبر تشارلز ان هنالك شيئا بيني و بينك و لهذا فكر بان يتركنى
لمرة واحدة لم تكن كارلا على خطا هل كانت؟
لقد قفزت كارلا لتلتقط فرصتها ,
ربما كلاكما خطط للامر ؟
ان تدخل لترانا كذا بعدها تخبر تشارلز …
لاتكوني سخيفة!
وغادرت و جهة امارات التسلية و حل مكانها القلق و الغضب بعدها خفف من تقطيبتة و نظر اليها بظرف:
توقفي عن خداع نفسك يا كارن..لقد راقبتك و انت معه..كلاكما كان يتصرف كالاصدقاء و ليس الاحباب!
انت لا تعرفنا!
انا اعرفك.
واقترب ليقف قريبا منها و عيناة فيهما الاثارة.
اعرفك بشكل حميم يا كارن …ليس كما اشتهي و لكن…
ولن تعرفني اكثر ابدا.
وابتسم بطريقتة الكسولة الساخرة ,

وهز راسة “اوة .
.صحيح ؟
لاتخدع نفسك !
لن تتقرب مني ,
ابدا …
كانت ترتجف من راسها الى قدميها ,
لان جسمة كان به جاذب يجذبها الية كما الابرة التي تتجة دوماالي الشمال .
ترتجف دون ارادة عيناة السودوان اخبرتا ها انه يعرف ما يحدث لها كلما اقتربت منه .
خسارتك له لن تدمر حياتك .

قلبك لم يتحطم يا كارن …لاتتظاهري بهذا ….
اخرج من هنا .
.
اكرهك … لاتتكلم عن الامر بعد الان اتركني لوحدى…..لااطيق قربك مني لقد اصابتة فالصميم …وشعرت بجسدة يتوتر و رات عيناة تضيقان و تلمعان ….وقال بحدة:
اليس ذلك امر مؤسف ؟
….حسنا ستتحملين قربي منك الان .
.
واقترب منها و ذعرت مرة ثانية ,
واخذت تضربة بقبضتها و هي تصرخ:
لا تلمسني .
.لن ابقي هنا ابدا .
.ساعود غدا الى استراليا !
وجمد روك مكانة و تطلع فيها ,
وللحظات طويلة حدقا ببعضهما,
ثم صرخ فيها روك:
اذهبي اذا .
.فليلعنك الجحيم …اذهبي الى استراليا ,
لاتعودي ابدا
واستدار على عقبية و نزل الدرج بسرعة ,
وخرج من الباب …..
وتركها فاقدة الاحساس…
الفصل التاسع
هل تذكرين؟


لم تكن كارن تعني انها ستذهب،
لم تكن تريد ان تعود الى استراليا،
واخر شيء تفكر فيه،


متابعة رحلتها الى اوروبا.
ولكن شجارها مع روك غير جميع شيء.
وبقيت كلماتة الاخيرة تعطي


صدي فراسها و استمعت اليها بهدوء متجمد،
ثلجي.
.
.
من جراء الصدمة.


اذهبي!.
.
.
عودى الى استراليا!.
.
.
اللعنة عليك!
قالها و كانة يكرهها.
.
.
وجلست على سريرها،


ووجهها شاحب و عيناها مليئتان بالالم،
تواجة شيئا كانت تحاول اجتناب الاعتراف فيه منذ ان و قعت عيناها


لاول مرة على روك ميلمان.
لم تكن تكرهة ابدا،
انها تكذب على نفسها كالمجنونة،
ويجب ان تتوقف عن ذلك الان..


الاعتراف كان مؤلما،
وجف فمها،
واخذ جسدها يرتعد و اطراف اعصابها متوترة و كانها لمست النار.


ولكنها اجبرت نفسها على مواجهة الحقيقة!
لقد و قعت فحب روك،
ولم يكن ذلك يشبة هذا الشعور


الدافئ السعيد العادي الذي كانت تشعر فيه مع تشارلز،
فتشارلز لم يكن يجعلها ابدا تشعر هكذا،


حتي انها لم تكن تعرف ان بامكانها ان ترغب فشخص بهذه الحرارة،
ولكن منذ اللحظة التي رات بها روك،


كان ذلك شعورها،
ولهذا كرهته،
ولهذا تشاجرت معه،
ورفضته.
مشاعرها بعثت الرعب فنفسها!


لم تكن تعلم كيف تدبر امرها مع الالم الذي تثيرة العواطف،
ما عدا ان تقلب الرغبة الى غضب،
لان الغضب


يخفى مشاعرها الحقيقية عن روك.
ولكنها الان لن تستطيع ابدا ان تتظاهر.
لقد خرج السر من عقلها الباطني،


وسيصبح اصعب عشر مرات ان تحاول اخفاؤة عن روك.
انها مجبرة على التسليم،
عاجلا.
.
.


وعندما يعلم روك حقيقة مشاعرهان سيبدا الضغط عليها.
وسيقنعها بمعاشرته،
وستكرة نفسها اذا فعلت،


انها تحب روك و لكنة ليس من هذا النوع الذي ينظر الى النساء بجدية.روك لا يؤمن بالحب.
انة انتهازي،
قرصان نساء،


رجل من الكارثة ان تحبة امراة!
وخرجت من السرير،
وعادت لتكمل تحضير حقيبتها ثانية..لا تستطيع بعد الان ان تبقي هنا..


يجب عليها ان تبتعد،
ستذهب الى لندن اولا،
لتعطى نفسها و قتا لتقرر ما تريد فعلا ان تفعله.


ربما تحصل على و ظيفة هناك؟
او قد ستكون امنة اكثر لو عادت الى استراليا؟


واخذت ترمى ملابسها فالحقيبة بعدها اقفلتها،
ودخلت الحمام لتغتسل،
ثم ارتدت قميصا نظيفا و بنطلون جينز.


ووضعت لمسة ميك اب على و جهها و نظرت الى نفسها فالمراة.
ولاحظت انها ربما تكون مرتبة المظهر الان،


ولكنها لا زالت متوترة.
وهبطت الى الطابق الارضي.
.
.
وهي تحمل حقائبها.


وجلست لتكتب لوالدها،


ولكن كان من الصعب ان تشرح لماذا ستذهب دون ان تودعه،
وتطلعت بالورقة امامها..
وهي تعض شفتها،


ثم كتبت بسرعة رسالة قصيرة،
تقول بها انها اسفة و يجب عليها ان تذهب،
وتعد ان تكتب له ثانية،
لتبلغة عنوانها،


ثم خرجت و وضعت حقائبها فالسيارة،
وادارتها و بدات رحلتها فالفراغ.
.
نحو لندن.
لن يصعب عليها ان تحصل


علي غرفة ففندق هناك.
.
وربما غدا ستكون ربما قررت ماذا تفعل.


وبرزت ابتسامة مريرة صغار على


فمها و هزت كتفيهاز لقد عرفت ماذا ترغب ففعلة الان،
ولكنها لم تستطع الاستسلام لهذا الشعور،


فستكرة نفسها طوال حياتها اذا فعلت.
ستخف هذي الرغبة المؤلمة عندما تبتعد عن روك،
وتلقت بهذه الفكرة،


وقادت بسرعة،
وهي لا تبالى بالسيارات الثانية على الطريق.


من المؤكد انها لم تلاحظ تلك


السيارة ال كبار السوداء التي مرت فيها بسرعة على بعد عدة اميال من المزرعة،
الي ان استدارت السيارة في


منتصف الطريق،
وذعرت كارن،
عندما اكتشفت انها تسير بين السيارات بسرعة رهيبة،


وداست على المكابح بسرعة،
واصدرت الاطارات اصوات صرير.
.
.
وتارجحت سيارتها يمنة و يسرى


علي جميع عرض الطريق،
وقد فقدت السيطرةعليها تماما،
وانتهي فيها الامر خارج الطريق على منحدر مليء بالعشب.


وانقلبت كارن فوق المقود بعنف و بقيت حيث هي،
غائبة عن الوعى للحظة،
مذهولة حتي لم تعد تعى اي شيء.


وخرج سائق السيارة السوداء،
وركض ليفتح باب سيارتها،
واحست بيدية تفكان حزام الامان من حولها،


فرفعت راسها اليه” روك!
“.
لم تتعرف على السيارة الاخرى


او تعرف من يقودها،


وجعلتها الصدمة ترتجف بعنف.
ولم يرد عليها،
كان مشغولا بسحبها من سيارتها،
وشعرت بيدية فوق جسدها،


فالتفتت الية بغضب قائلة:” ماذا جعلك تستدير فمنتصف الطريق هكذا.
هذه ثاني مرة تحاول قتلى فيها!


المرة الماضية القيت اللوم على تشارلز .

.
.
وما عذرك هذي المرة؟
“.
” كان على ان اوقفك “.


” انت .

.
.
انت قصدت ان تجعلنى اتحطم مع السيارة؟
انت مجنون اكثر مما كنت اعتقد!
ماذا لو تعطلت المكابح؟


وماذا لو اننى لم استطع التوقف فالوقت المناسب؟
“.


” كنت سابتعد عن طريقك قبل ان تصطدمى بى “.
” لدى دافع يدفعنى للاتصال بالبوليس،
واتهمك بالقيادة الخطرة!


كان على ان اقاضيك فالمرة السابقة.
فى المرة القادمة ربما تقتلنى .

.
انت رجل مجنون مستهتر!
“.


ودفعها روك الى سيارته،
وانحني عليها ليقول: ” فالمرة الماضية كانت غلطة تشارلز و انت تعرفين هذا.


اما الان فقد تعمدت هذا،
تعلمت منه “.
وصفق الباب و مدت يدها الى المقبض بسرعة و لكنة كان اسرع منها.


واسرع الى المقود،
وسحب يديها عن الباب.
” ابقي هادئة و الا صفعتك!
“.


” لن تجرؤ على ذلك!
“.


” جربيني!
“.
ونظرت الى عينية الغاضبتين و الملتمعتين و قررت ان لا تخوض ذلك الامتحان .

.
فابتسم بسخرية:


” انت حكيمة!
“.
” ارجوك دعنى اخرج!
انا فطريقى الى لندن!
“.
” اعتقدت انك فطريقك الى مكان ما ..


لهذا اوقفتك.
لن تذهبي!
“.
” لقد قلت لى ان اذهب!
منذ ساعتين فقط قلت لى ان اعود الى استراليا “.


ونظر اليها بصمت،
وفمة يرتجف و التوتر فعينيه،
ثم تنهد: ” لم اكن اعنى ما اقول .
.
يجب ان تعرفى اننى لم اعن يا كارن.
لقد فقدت اعصابي و قلت اول شيء خطر ببالى .

.
.
انا اسف “.


وخافت ان تلين،


لان اقل ضعف تجاهة ربما يعني كارثة.
” حسنا .

.
.
انا ذاهبة على جميع الاحوال “.


واغمضت عينيها،


عندما ينظر اليها كذا كانت معدتها تتقلص و جسدها يشتعل بالرغبة،
ولكن يجب ان لا تدعة يؤثر عليها.


يجب ان تبتعد عنه قبل ان يدرك مدي رغبتها به.
ومد ذراعاة و لفهما حولها و احتضنها،
فقالت بصوت مرتجف:


” لا تفعل هذا!
“.   و لكنة لم يرد عليها و تابع ضغطة على جسدها،
وحاولت ان تقاومه،


ولكنها كانت راغبة فملامسته.
وشعرت بالراحة عندما تركها.
وصبت غضبها عليه.


املة ان يصبح ما تفعلة مقنعا له: ” انزع يديك عني!
“.


” الا زلت متعلقة بذلك


الغبى الذي رماك ليهرب مع شقيقتي؟
لا تضيعى مزيدا من و قتك عليه يا كارن،
انة لا يحبك،
ولم يحبك ابدا!
“.


” و ماذا تعرف عن الحب؟
“.
ونظر اليها روك باحتقار،
حتي انها كادت تنفجر بالبكاء.
ولكنا تمالكت نفسها


ورفعت راسها و حاولت اظهار البغض له.
فضحك و قال: ” اعرف عنه اكثر مما تعرفين انت!
“.


فقالت له بمرارة: ” اشك بكلامك “.
ومرت بهما سيارة،
وخففت سرعتها و اطل السائق منها و صاح:


” هل انتما بحاجة لمساعدة؟
“.
وجلس روك و اطل براسة و قال: ” لا .
.
شكرا”.
“هل اصيب احد فالحادث؟
“.


” لا.
.
.انة ليس حادثا خطيرا “.” من كان يقود تلك السيارة محظوظ لانة لم يقتل “.


ثم تابع السائق سيره،
ونظر اليها روك بسخرية و قال:” لقد ظن اننى اسعفك!
“.


” لقد كان على حق عندما


قال اننى محظوظة باننى لم اقتل!
هل لك ان تساعدنى على ارجاع سيارتى الى الطريق؟”.


” لن استطيع،
خاصة بعد جميع المطر الذي كان،
والارض رطبة،
كل ما سنفعلة ان نحفر الوحل فنزيد الامر سوءا.


اتركيها هنا و سارسل واحدا من الكاراج لياتى فيها “.
وذهب روك لياتى بحقائبها من السيارة،


ووضعها فسيارتة بعدها قال: “ساوصلك الى المنزل “.
” هل تتوقف عن تسيير حياتي كما تشاء؟
“.


” يجب على احد ان يفعل!
“.
” لقد تدبرت امر نفسي لسنوات!
“.


” لا يبدو انك نجحت كثيرا حتي الان.


لقد اخترت اسوا مخلوقات الله.
.
.وقفزت الى اسوا الاستنتاجات دون ان تعرفى ماذا تفعلين فالحقيقة!
“.


وفتحت فمها لتصرخ فو جهه،
ثم تذكرت كم كانت مخطئة بحق امه.
.
ومدي ضعف الدليل الذي كان لديها


للاستنتاج الخاطئ عن بيتي ميلمان.
.
.
فاقفلت فمها ثانية.
وكان روك يرمقها جانبيا.
ينتظرردها،


وارتفع حاجباة لصمتها،
فقال لها ساخرا: ” حسنا .

.
.
اليس لديك ما تقولينه؟
“.


” لقد قررت ان لا ادع لك


المجال لجرى لمناقشة حمقاء عقيمة مرة ثانية،
قد تتمتع انت بها،
ولكننى لا احبها!
لم اتشاجر مع احد طوال


حياتي بالكيفية التي اتشاجر فيها معك،
ولست ادرى لماذا نستمر بالصراخ على بعضنا”.


” الا تعرفين؟
استطيع القول لك .

.
ولكن .

.
“.
” انا لن اصغى اليك!
“.


” انت لا تريدين ان تصغى “.


ولاحظت انه لم يكن ياخذها الى منزلها،
فقد كان يتجة باتجاة قصر ميلمان فقالت بقلق:


” اين ستاخذني؟
“.


” و اين تظنين انني ساخذك؟
“.
” اريد العودة الى بيت =و الدى “.
” فيما بعد “.
“لا .
.
الان .
.
خذنى الى منزلي!
“.


واستدارنحو منزلة دون ان يعيرها التفاتا.
ورمقتة بمزيج من الغضب و الرغبة،
التى كانت تشعر انها ستنفجر فاية لحظة..


ما العمل برجل كروك ميلمان؟” انت تدفعنى للجنون!
“.
” اصرخي!
“.
واوقف السيارة خارج البيت،


ثم استدار نحوها و قال: ” كارن،
ارجوك توقفى عن الجدال معى لبضعة ساعات،
لوقت يكفى لتناول العشاء معنا؟


امي تشعر بالتعاسة لما حدث.
وهي تحبك كثيرا.
هل ستكونين لطيفة معها ذلك المساء..
اظهري لها انك لا تلومينها؟


انت لا تلومينها اليس كذلك؟
“.
وهزت ر اسها: ” اعتقد اننى لا الومها،


وانا احبها كذلك .

.
وانا سعيدة لانها تحبنى “.
” هل ذلك اتفاق اذا؟
“.


ونظرت الية و تنهدت،
هزت راسها.
ومضت الامسية هادئة .
.
كان الاربعة هناك..
روك و امه..


وكارن و والدها.
وبعد تناول العشاء جلسوا يتحدثونقرب نار المدفاة.
وعادت كارن الى المزرعة مع ابيها.


وجعلها الارهاق تنام نوما عميقا.
لتستيقظ على اصوات فالخارج،
وسيارات تقف اما البيت،


فقد اعاد روك و الميكانيكى سيارتها.
وخرجت من فراشها،
واخذت دوشا،
وارتدت ملابسها بعدها نزلت الى الطابق


الارضى لتجد روك يتناول القهوة فالمطبخ،
ويتحدث الى ابيها.
وعندما ظهرت امامهما،
نظر اليها روك


ساخرا من قمة راسها الى قدميها متفحصا مما جعلها تحمر خجلا،
وقال مغيظا لها:” حسنا،
هل استفقت اخيرا؟
“.


ونظرت كارن الى ساعتها :” ليس الوقت متاخرا!
انها التاسعة و النصف،
ام ان ساعتى متوقفة؟
“.


وقال و الدها: ” لا .

.
.
هل تريدين لاطارا؟
بيض؟
لحم؟
“.
” ساخذ القهوة فقط،
شكرا “.


وجلست عند الطرف المقابل لروك،
وابتسمت بخجل:” اري انك جلبت سيارتي،
هذا لطف منك،
شكرا لك “.


” لقد كان خروجك عن الطريق غلطتي،
لقد غسلها الكاراج قبل ان نحضرها الى هنا.
وصدقينى كانت بحاجة لغسيل!


لقد كانت مغطاة بالوحل “.” شكرا لك “.
واحست ان و الدها يراقبهما..
هل علم احد بما تشعر فيه تجاة روك؟


هل يخرج عليها؟
عندما تنظر الية .

.
ز ام فصوتها؟
ونهض روك:” يجب ان اذهب..
ساراكما فيما بعد “.


وخرج و جلست كارن تحدق بلاشيء،
تشعر بالوحدة بعد ان غادر..
وارعبتها هذي الفكرة .
.


هل اصبحت تعتمد عليه بهذه السرعة؟
انة امر خطير،
ويجب ان تضع حدا له!


وتمتم و الدها:


” كارن!
” التفتت الية بسرعة،
ولاحظت قلقه،
مما جعلها تقلق هي الاخرى:


” نعم؟
“.


” كنت اتساءل.
.
.
لدى اعمال مكتبية كثيرة،
تنتظر التعامل معها.
.
وساكون شاكرا جدا جدا لبعض المساعدة،


لو سمحت؟
فلدى عمل كثير اقوم فيه هنا “.
وضحكت و بدا الحنان على و جهها.


” بالتاكيد ابي .

.
.


ساكون سعيدة بمساعدتك،
ما رايك ان ابدا الان؟
“.
ورد عليها جورج كارداس ” سيصبح ذلك رائعا ” و تنهد بارتياح.


وظنت بادئ الامر انه اختلق عملا زائفا لا حاجة لعملة فالحقيقة،
ولكنها عندما رات طاولتة القديمة و ربما تكدست


فوقها الطلبات و الرسائل و المذكرات الحكومية و الوثائق الرسمية،
اصبحت و اثقة ان و الدها بحاجة لها.


انة بحاجة ما سة الى سكرتيرة،
وكارن سكرتيرة ممتازة..
وقالت له و اثقة من نفسها:


” اترك جميع ذلك لي..
ساتولي امرة “.


وبعد احتجاج بسيط اطاعها بسرور.
وقضت الايام القليلة الاتية تعمل على الاعمال المكتبية التي طال هجرانها .

.
.


لقد كانت حياتة العملية ففوضي معقدة،
وتعجبت كارن كيف استطاع تدبير الامور طوال هذي المدة،


بوجود جميع هذي الرسائل دون رد،
وهذه الفواتير غير المدفوعة،
دون ذكر الاموال التي له على الناس.


فى الوقت الذي كان به يعمل فالارض،
والحيوانات و اصلاح جدران الاسوار و الاشجار،
هجر جميع شيء اخر.


ولكن كارن بالتدريج رتبت المكتب و انهت جميع الاعمال الضرورية.
اجابت على الرسائل،
وطبعتها و ارسلتها بالبريد،


وارسلت الفواتير لتحصيلها،
ودفعت ما عليه من فواتير.
ووضعت جميع شيء فالملفات بالترتيب بحيث


تستطيع وضع يدها عليها بسهولة و سرعة.
وكان روك يزورها معظم الايام لسبب او اخر.
لقد كان على كل


الاحوال صاحب الارض،
وحياتهما العملية كانت متشابكة اكثر مما اعتقدت كارن.
ولم يكن يمكث طويلا ابدا،


ولم تكن و اياة ابدا على انفراد،
فقد كان معهما اما و الدها،
او مدبرة البيت او و الدة روك،
مما جعل الامر اسهل


واصعب على كارن فكلتا الحالتين.
لقد كانت مرتاحة لعدم التوتر بوجود روك معها لوحده،


ولكن هذا لم يخفف الم الرغبة التي كانت تشعر فيها عندما تراه.


ولكنها لم تكن متفائلة كثيرا


حول اخفاءها مشاعرها عن روك فعيناة السريعتا الادراك لم يكن يفوتها شيء،
والنظرات العرضية او الابتسامة


الساخرة اخبرتها انها لم تكن تخدعه،
ولكن روك كان دائما حذرا فابقاء مسافة بينها و بينه.


ومضي اسبوع دون سماع اي خبر عن كارلا و تشارلز.
ومر الوقت بسرعة اكثر مما توقعت كارن،


لانها استطاعت ان تشغل نفسها عن التفكير بالعمل الجاد.
وانهت عمل سنوات من المور المكتبية،


وبدات تساعد و الدها فحاجات اخرى،
فى الطهي،
وفى اعمال المزرعة.
كان يوم العمل يبدا باكرا،


وكانت تاوى الى الفراش باكرا،
لتنام بسبب الاجهاد الجسدى عند العاشرة و النصف.


فى احد الايام


كانت مشغولة بتحضير عشاء و الدها،
عندما دخل روك دون ان يدق الباب،
وخفق قلبها و هي تستدير لتراه.


انها المرة الاولي الذي تراة بها منذ يوكين،
وكانت تحس بفراغ البيت من حولهما.


” اوه..
هذا انت!


ابي يتجول فالحقول.
اذا كنت تريدة تستطيع ان تلحق فيه “.
” لا .

.
.
انا اريدك انت “.


” اوه؟
“.” لقد و صلنا خبر عنها “.” ممن؟
اوه..
من تشارلز؟
“.


” و كارلا..
لقد و صلتنا رسالة ذلك الصباح “.


ونظرت كارن الى قطعة اللحم التي كانت تقطعها،
محاولة اخفاء الانزعاج الذي تشعر فيه لفكرة سماع انباء عن الهاربين.


ولم تكن تعلم كيف ستتدبر امرها لو عرفت انهما افترقا،
او لو ان تشارلز عاد،
وعليها ان تواجهه،
لقد تخلي عنها،


وقد لا يجرؤ على الطلب منها ان تعود له،
ولكنة اذا فعل،
ستقول له ” لا ” عندها سيعتقد ان الاسباب =هو الغيرة.

رواية جرح السنين الجزء الاول 20160715 1222




ولكن هل يهمها ماذا سيعتقد؟
وسالتة بصوت اجش،
عندما لم يقل لها فورا ماذا تقول الرسالة:


” حسنا؟
ماذا يقول تشارلز؟
اين هو؟
“.  ” لقد تزوجا،
وفى الاسبوع القادم سيسافران الى استراليا “.


وبدا لها الامر قاسيا،
وبدلا من قطع اللحم انزلقت السكين فجرحت اصبعها،
فصرخت بحدة،
ورمت السكين.


وتدفق الدم،
ووضعت اصبعها ففمها،
وتدفقت دموعها من الالم.
واسرع اليها روك متسائلا:”ماذا فعلتي؟”.


وامسك بيدها و اجبرها ان ترية الجرح.
وتمتمت ” لا شيء!
“.
وارتجفت للمسته،
وحدق بها.


” الهذا تبكين و ترتجفين كالورقة على الشجرة؟
لاجل لا شيء؟
“.
وعضت على شفتها و حولت ان تستدير مبتعدة،


ولكنة لم يتركها،
وامسك بذراعيها و هزها بعنف: ” ماذا هناك؟
الا يجب ان اقول لك الحقيقة؟
لا .
.


انت لا تريدين سماعها!
اليس كذلك؟
سوف تقضى على الخيال الزاشف الذي تفضلينة فحياتك.
ولكن ذلك لا يفيد “.


“لماذا تصرخ فو جههي؟ليست غلطتى ان تهرب اختك مع تشارلز و تتزوجه!”.
“انها غلطتك ان تبكي لاجله”.


وضمها اليه،
كانت مرهقة الاعصاب بحيث انها لم تقاوم،
واغلقت عينيها و جسدها يرتاح عليه.


وترك ذراعيها و امسك خصرها و قال:” متي ستواجهين الحقيقة؟
“.
وتاوهت كارن،
ونظرت الية بياس:” روك…”.


” انت لا تحبينه،
ولم تحبية ابدا “.
وتنهدت و كانها تعترف: ” لقد ظننت اننى احبة “.


” و لكنك الان تعرفين حقيقة مشاعرك “.
” انا لست من النوع الذي يرضي بعلاقة عابرة.
.
.


ولا استطيع العبث مع اي كان،
ثم انسي فيما بعد!
“.
” يا الهي!
انا سعيد لسماع هذا.
.
.
ولا انا “.


” و لكن..
انت..
منذان التقينا كنت تغازلني،
وتعبث معي.
.
مع اننا كنا غريبين تماما عن بعضنا!
“.


” ليس تماما..
لقد عرفتك منذ و لدت الى ان اصبحت فالثالثة عشر.
وهذا لا يجعلك غريبة عنى “.


” و لكننا لم نلتق فيما بعد!
كنت ربما كبرت،
ولا اظن اننا تبادلنا الكلام!
“.
” لقد تعانقنا مرة “.


” لقد قلت ذلك من قبل..
ولكننى لا اذكر “.
” لقد اقمنا حفلة ميلاد فمنزلنا،
وخحضر جميع الولاد في


المقاطعة و جميع اولاد المستاجرين،
واصدقاء كارلا فالمدرسة،
ولعبنا ما يجب ان يلعبة الاولاد “.


” كنت انا هناك،
اليس كذلك؟
“.
” اوه،
لقد كنت هنالك يا حلوتي،
كنت ترتدين ثوبا جميلا،
من الورغاندا الابيض،


طويل و فضفاض،
وياقتة مستديرة،
وربطة مخملية خضراء على و سطك.
وبدوت فاتنة.
لقد بدوت فجاة


وكانك لم تعودى صغيرة.
كان من الواضح انك ستصبحين امراة رائعة بعد وقت قصير”.


وعادت كارن تتذكر حلمها،


لكنها لم تذكر الحفلة،
وهذا غريب..
واخذت تنظر اليه،
واعاد لها النظرات و هي يبحث فو جهها


عن الذكري التي يريدها.
وتابع كلامه: ” احدي الالعاب كانت (الغميضة).
.
الا تتذكرين؟


واختبات فخزانة فالطابق العلوي،
وبعد قليل فتح الباب و .
.
.”.


وارتعدت كارن،
ووضع يدة على و جهها و تابع: ” اجل .

.
.
لقد كنت هناك،
وجذبتك داخل الخزانة،
وعانقتك “.


كيف نسيت ذلك الامر طوال هذي المدة؟
هل كانت صدمة لها بحيث امحت الذكري بدلا من مواجهة ما تعنيه؟


” بعدها مر بنا جمع من الاطفال،
فلحقتى بهم،
وبقيت انا فالخزانة.
اشعر بالبلاهة،
كنت تقريبا بضعف عمرك،


كنت لا زلت طفلة،
فتاة صغار فالثالثة عشر.
وكنت انا فالعشرين!
لم ادرك ما اصابنى يومها ما عدا


انك كنت مختلفة تلك الليلة و جميلة،
وكنت انظر اليك طوال الحفلة.
.
.
الا تذكرين؟..
هل اخفتك يومها؟
“.


” لا .
.
ولكن ذلك حدث فاليوم الاتي”.
” ماذا حدث فاليوم الاتي؟
لا اتذكر “.


” لقد فجرت امي جميع غيرتها من امك،
كانت تكرهكم..
وانا..”.
” شعرت بالذنب لانك سمحتى لواحد منا ان .
.”.


” لم اعد اذكر الحفلة و لا انت .
.
ولكننى اتذكر الان.
ربما هذا عائد الى اننى كنت خائفة ان تعرف ما حدث،


لكانت كرهتنى انا ايضا!
وخاصة .

.”.
” و خاصة ما ذا؟
خاصة انك احببت ما فعلتة معك؟
“.


واطر قت و هي تبتسم،
ولم ترد.
لقد اعترفت بالعديد حتي الان .

.
” اتساءل ما اذا كان ذلك هو دافعك


لان تكوني قاسية على جميع عائلتي،
وخاصة انا.
لم تكن امك و حدها التي دفعتك للظن باننا عائلة مغوية


وعابثة.
لقد ساعدت انا فاعطائك ذلك الانطباع “.
وضحك بعدها تابع: ” لقد كنت عدو نفسي دون ان ادرك!
“.

رواية جرح السنين الجزء الاول 20160715 1223




وقالت كارن ببعض الحزن:” ربما!
لقد كنا جميعا اسوا اعداء لانفسنا،
الم نكن هكذا؟”.


لماذا كانت تحلم بتلك الحفلة؟
اليس لان عقلها الباطن كان يحاول ان بقول لها ما تشعر فيه حقيقة حول روك؟


حلمت انها طفلة،
وفى و ضعها العاطفى كانت لا تزال طفلة،
ولهذا ركزت على تشارلز كشريك لحياتها لانه


لم يقترب منها او يلمسها،
فى اعمق جزء من عواطفها.
كانت معجبة بتشارلز و احبته،
ولكنها لم تحبة الحب الحقيقي ابدا،


بنفس القوة التي تشعر بها بحب روك،
لقد اختارت تشارلز لانة مسالم و لن يؤذيها ابدا.
وقال روك بجفاف:


” على الاقل انا لم انسك؟
وبقيت اذكر ما حدث سنة بعد سنة.
لن اقول ان ذلك اسباب عدم زواجي،


ولكننى اعتقد اننى فاعماق فكرى كان لدى هذا التصور لفتاة كنت احلم فيها .

.
ولم اجد من يماثلها .

.


ولا واحدة لها ذلك الشعر الاحمر،
او العينين الخضراوين الساحرتين!
“.
وانقطعت انفاسها،
وهمس لها:


” احبك يا كارن ” و صمت.
وصدمت كارن و هي تقاوم احدث معركة لها مع الخوف و عدم الثقة،


ثم همست له: ” و انا احبك “.
وتنفس الصعداء : ” اة .

.
.” و تهلل و جهة بالانتصار،
ثم فتح عينيه


ونظر اليها بشغف،
جعل الدم يرقص فشرايينها.
وضمها اليه،
وارتمت عليه .

.
.
بكل الرغبة التي كانت


تخفيها عنه منذ زمن،
وهي تعرف الان انها ليست بحاجة الى اخفائها اخرى .
النهاية 

 

 

 


رواية جرح السنين الجزء الاول