روايات عبير الرومانسية للقراءة

روايات عبير الرومانسية للقراءة

 9f5cc9a8faabbf56b84019ee7fe9072f

اليوم حبيت ان انقل لكم رواية غضب العاشق من روايات عبير الرومانسية القديمة و المكتوبة و هي جاهزة للقراة مع تمنياتى لكم بقضاء وقت ممتع .

غضب العاشق


اليزابيث غراهام

روايات عبير

الملخص

ينتظر الانسان شيئا مبهما غريبا فداخلة … و فجاة تلتمع شرارة فالعيون ….يصاب القلب بسهم خفي

وتتوق الروح الى الانفلات من المجهول,,,
هذا ما حصل للمكسيكى الثرى دييغو راميريز حين التقت عيناه

بعيني لورا الجميلة,
عارضة الازياء المشهورة على شاطئ الاكابولكو… لكن العاشق راميريز يعرف بان

لورا مخطوبة و لا امل له بالزواج منها… و هنا تلعب الاقدار لعبتها لتجمع راميريز بحبيبتة فظل ظروف

غريبة,
اعتبرتها لورا انتهازية ,

وقاومت… لكن ما كتب على الجبين يجب ان تراة العين … فهل تسعد لورا

بنصيبها و تقتنع فيه ؟

ام يخلصها خطيبها برانت من يد ذلك المكسيكى المتعصب ؟

الفصل الاول ….


دعوة لم تتم ….

سيداتى ,
انساتى ,

سادتى ,

دار الازياء ما رينا يسعدها ان تستقبلكم فاول عرض لها فمدينة اكابولكو .

الجو الساحر يحيط بنا اوحى الينا بتسمية مقال المجموعة ب ” الاناقة تحت الشمس ” .

وان عددا كبيرا من الناس بينكم قد يتسائلون ما اذا كانت هذي الاناقة ضرورية ,

فيما يتعلق باللباس الخاص لشاطئ البحر .

دار ما رينا تؤمن بحزم ان المراة تهتم باناقتها و انوثتها ,

علي الشاطئ كما فالنوادى الليلية او السهرات العائلية .
”.


توقفت لورا ترانت لحظة و راحت تحدق فالجمهور الجالس و راء الطاولات من السياح الاميريكيين الذين يعتبرون ذلك الحدث نوعا من التسلية الاضافية فو سط الكثير من مختلف الموارد و الثروات التي تشتهر فيها محطة الحمامات المشهورة .

لا يوجد الا عدد قليل من الشباب .

رجالا ام بنات .

ان معظمهم من الازواج فمنتصف العمر .

وبرغم الهواء المكيف .

كان العرق يتصبب من جميع فرد و الرجال يمسحون و جوههم العارية باستمرار .

والنساء تخلصن من حدة الشمس التي تحرق بشرتهن و يتمتعن الان فالظل بينما يشاركن فحضور عرض الازياء .



ولفت انتباة لورا امراة و رجل .

الرجل لم يتوقف لحظة عن التفرس بها مطولا .

ظاهريا لم يكن امريكيا .

اذ عيناة السوداوان و انفة المعقوف و فمة المتعجرف و بشرتة السمراء الداكنة ,



كلها تشير الى انه من اصل اسبانى .

وايضا المراة التي ترافقة .

انها سمراء ذات عينين سوداوين و شعر داكن ,

ترتدى فستانا اسود باكمام طويلة يغطى قامتها الناضجة .



التفتت لورا من جديد نحو الرجل الذي كان يحدق بها بعدها نظرت الى الاوراق المطبوعة على ركبتيها و اضافت تقول للجمهور :


“والان ما ريلا ستفتتح العرض فزى السباحة و سترة الشاطئ المصنوعة من القماش نفسة “.


وظهرت على المنصة بنت طويلة القامة ,

سمراء ,

شديدة النحافة و حدها لورا بعينيها الزرقاوين المدربتين ,
يمكنها ان تكشف توتر هذي العارضة المبتدئة .

لكن مع الوقت سوف تكتسب هذي الفتاة المكسيكية خبرة تجعلها عارضة ازياء من الطراز الاول … و كانت لورا تشرح للجمهور التفاصيل التي تجعل من ذلك الموديل الاناقة و الخفة معا


لكنها استغربت عندما رات ان الفتاة تفقد هدوئها و تضطرب و هي تقترب من المكان الذي يجلس به الزوجان المكسيكيان ,

و بينما كانت عارضة الازياء تعود الى حيث بدات متوترة ,

القت لورا نظرة سريعة مرتبكة و مترددة الى الزوجين …


الرجل قطب حاجبية فاستهجان و اضح … و بدا انه لا يستحسن رؤية واحدة من فتيات بلدة تعرض امام الرجال ازياء السباحة .

ورددت لورا لنفسها و هي تهز كتفيها النحيلتين : ” هؤلاء اللاتينيين لم يتحرروا بعد .



ثم عادت لتكمل تعليقها حول الموضة و تشرح بوضوح فائدة جميع زي ترتدية عارضة الازياء التي تمر من امامها .

فى الاجمال .

كانت سعيدة من النتائج بعد اسابيع قليلة من التمارين .



ومتي اصبح الموظفون المحليون المكسيكيون العاملون فالمحل الجديد قادرين على ان يعتمدوا على انفسهم .

حينئذ ممكن للورا ان تعود الى لوس انجلوس ….
وبالتالي تلتحق بخطيبها برانت .

لكن لا داعى للاسترسال فالافكار اثناء عرض الازياء .



وعندما انتهي العرض ,

سرت النساء الامريكيات بالموديلات التي بدت شديدة الاناقة على اجسام عارضات الازياء اللواتى لوحت الشمس اجسامهن .

وبدان يطلبن منها بالكميات …


ايلينا ,

الفتاة المكلفة بادارة الفرع بعد ذهاب لورا ساعدتهن فالتوجة الى المحل الواقع فالفندق نفسة .



ولما عادت لورا الى الكواليس .
.
راحت تهنئ عارضات الازياء الاربع بحرارة لهذا العرض الافتتاحى .
.
وحدها ما ريلا لم تكن راضية عن نفسها و لم ترد على ابتسامتها .
.


فاذا بلورا تقترب منها و تسالها بعدما اسندت ظهرها الى الحائط و كتفت يديها :” ما ريلا… ماذا بك ؟
”.


بدت الفتاة المكسيكية بشعرها الاسود اللامع المرفوع بكعكة الى اعلي راسها اية فالجمال .

لكنها ظلت صامتة


فاكملت لورا الكلام و قالت :” جميع شئ كان رائعا الى ان و صلت الى نهاية المنصة .

ماذا حدث حينئذ “.


اجابت الفتاة بعد تردد ظاهر : ” السينيور راميريز ,

انة لا يحب رؤية امراة ترتدى زي السباحة ,

الا اذا كانت تسبح او تتشمس على الشاطئ “.


فقالت لورا باستغراب و بلهجة لاذعة :” فهذه الحال ,

لماذا جاء يحضر العرض ,

يا لهذه السخافة المضحكة !
!
ومن يصبح السينيور …..السينيور راميريز ؟
؟
هل هو قريب لك ؟
”.


اجابت ما ريلا فنوع من الاحترام : ” اة !

لا !
!
ان السينيور دييغو راميريز هواحد اهم شخصيات المكسيك .

انة من عائلة عريقة و قديمة لها تاثير كبير فبلادنا .

ان السينيور دييغو هو …….”


قاطعتها لورا غاضبة ان تري النساء اللواتى يعشن فالقرن العشرين لا يزلن يخضعن للتقاليد البالية … ” ليس ذلك امتيازا يعطية الحق فان يقرر اين و متي ممكن للمراة ان ترتد زي السباحة .
المراة التي ترافقة لا شك فانها مضطرة الى ان تخضع لرغباتة لكن لا شان له معك .

ما بالك .

لا حق له عليك ,

اليس ايضا ؟
؟”.


واثناء عرض الازياء فوجئت لورا مرات عديدة بالمراة المكسيكية التي ترافقة و هي تعرب له عن اعجابها ببعض ازياء البحر ,

لكنة كان يرد عليها بهز راسة بنفاذ صبر .



قالت ما ريلا :” اة .
.
مسكينة سينيورا راميريز .
.
برغم شبابها … لاقت العديد من العذاب “!!


اجابت لورا فاقتناع و هي تتذكر نظرة الرجل المكسيكى الملحة :” انني اصدق ما تقولينة “.


بعدما ابتعدت ما ريلا ,

اقترب نائب رئيس الفندق من لورا و سالها ما اذا كان الموظفون مستعدين للبدء بتحضير القاعة للحفلة الراقصة .

وبعدما و افقت لورا على هذا ,

راحت تدقق بسرعة بالفساتين و ازياء السباحة الموضوعة فالخزائن .

ثم غادرت الغرفة متوجهة الى القاعة الكبري التي تطل بابوابها العريضة الزجاجية على البهو الشاسع …..
الاشجار و الشجيرات المزحلوة فاحواض كبار تضفى على المكان جو المشاتل .
.
ومن بين المشاتل الزنبقية لمحت لورا الرجل الذي اربك منذ لحظات عارضة الازياء المكسيكية .
.ماريلا .



“انسة ترانت ,

هل فامكانى ان احدثك قليلا “؟.


كانت لغة الانجليزية كاملة .
لاشك فانه تعلم فاقوى المعاهد الاوروبية او الامريكية بالنسبة الى السياح الذين يهملون اناقتهم ,

كان يرتدى بذلة بيضاء و ربطة عنق مضلعة تخرج اناقتة الفاحشة …كان طويل القامة .
.
اطول مما كانت تتصورة عندما كان جالسا .

ولورا هي كذلك ممشوقة القوام ,

ومع هذا فكان عليها ان ترفع راسها حي تراة .

وعن قرب تبين لها ان عينية السوداوين هما فالحقيقة بلون المخمل البنى الغامق .
.


اجابتة ببرود : ” لا اري مبررا لاى حديث ,

يا سينيور راميريز الا اذا كنت ترغب فالاعتذار لازعاجك احدي عارضات الازياء اثناء العرض “.


اجاب ببعض السخرية :


” لا ,

لم تكن هذي نيتى يا انسة ” .



” اذا ,

لا يوجد مبرر لتبادل الاحاديث بيننا سينيور راميريز …..”


كانت لورا تهم بمتابعة سيرها ,

لكنة تمسك بذراعها فسطوة و قال مبتسما :” اري انك تعرفين هويتى ,

يا انسة .
.
هذا يتيح لى المجال ان اعبر لك عن نواياى ,

علي ما اظن “.


قالت لورا فتوتر و هي تخلص من قبضتة :” نواياك !

لا اعتقد ان ما عندك يهمنى حقا .



“” اذا انت تعتقدين ان دعوة الى العشاء هي نوع من الاقتراح “.


“دعوة الى العشاء ؟
؟!!
“.

 20160709 183




قال و هو يسخر بلطف :” حتي ملكات الجمال بحاجة الى تناول بعض الطعام ,

ما هو الغلط برغبتى فتناول العشاء برفقتك ؟

“.


“انك تهيننى يا سينيور “.


” انا اهينك يا انسة ؟
؟!!
لا افهم ….
كيف ممكن لامراة رائعة ان تشعر بالاهانة اذا دعاها رجل انيق الى العشاء ؟
؟!!””.


ابتعدت لورا بسرعة بعدما رمقتة بنظرات غاضبة و قالت : “لماذا لا تسال السينيورا راميريز “”؟؟!!..


توجهت الى المحل غاضبة .

كيف ممكن لهذا الرجل ,

المتزوج ,

ان يتجرا على اعتبار ان جميع النساء طرائد يسهل الحصول عليها “؟!


ولم يتغير راى لورا فالسينيور دييغو راميريز عندما جاء فاليوم الاتي لحضور العرض الثاني و الاخير لازياء الصيف .

وفى هذي المرة كان و حدة .

واعتذرت ما ريلا عن العمل بحجة انها مريضة .
وبما ان لورا تتمتع بالمقاييس نفسها ,

فقد حلت محلها بلا استعداد,
واعطت الميكروفون الى الينيا .

ارتدت لورا بذلة السباحة المصنوعة من قماش القطن الاسود و فوقها سترة طويلة مقلمة سوداء و بيضاء ,

من قماش الحرير الشفاف تغلف جسمها النحيف .



واظهر الجمهور اعجابة بالبذلة و راحت النساء تصفقن بحماس بينما الرجال يمسحون جباههم المتصببة عرقا .

ان مهنتها جعلتها تعرف كيف تجابة نظرات الاعجاب فعيون المشاهدين ,

لكن لورا كادت ترتبك ,

كما سبق لماريلا ان فعلت ,

عندما لمحت عيني السينيور دييغو راميريز تشعان غضبا و احتقارا .



قالت ايلينا و هي تملق لورا بنظرة ساخرة و هي توضب الثياب بعد العرض :” من الغريب ان يحضر السينيور راميريز حفلة العرض من دون ان تكون السينيورا معه .



الا تعتقدين ان هنالك سببا احدث دعاة الى المجئ !
؟”.


اجابت لورا بجفاف : ” مهما كان الاسباب =,

فهذا لا يعني لى شيئا “.


لكن عندما رات نظرات ايلينا المذهولة ,
اضافت بلطف :” فبلادى يا الينا الرجال متحفظون فكيفية التعبير عن اعجابهم بالنساء ,

وخاصة متي كانوا متزوجين !
.”


فقالت ايلينا بذهول : ” لكن السينيور راميريز هو ……..”


فقاطعتها مرت سكرتيرة المحل حين قالت للانسة ترانت : ” المعذرة ,

انسة ترانت .

مطلوبة على الهاتف .

مكالمة من لوس انجلوس “.


” شكرا مرتا .

انى اتية للحال “.


وبتصميم طردت دييغو راميريز من افكارها و اسرعت الى المحل ,

لاشك ان المتصل هو تيم كالديرة المسؤول عن دار الازياء ما رينا فلوس انجلوس ,

ويريد ان يعرف ما هي ردة فعل الجمهور على ازياء الصيف الحديثة .

فالدار تفتتح فالاكابولكو فرعها الاول .

ولكن ,

كل ما كانت تنوى ان تسردة عن ذلك الانتصار الذي حققتة الدار انمحي عن شفتيها عندما عرفت صوت الرجل الذي يكلمها .



“اة برانت !

كنت اتصور ان المتصل هو تيم كالديرة .

ويريد الاخبار الاخيرة حول المعرض “.


فاجاب برانت بسخرية :” هل انت اسفة لسماع صوت خطيبك ؟
!”.


تذكرت لورا فالحال صورة رجل رائع جذاب و بشوش و اجابت و هي ما زالت تلهث :” كلا بالطبع ,

فى الواقع ,

انى ……انى اروع لو كنت هنا ,

معى !



ضحك بعدها قال :” احب ما تقولينة .

يسرنى ان اكون قادرا على الطيران اليك ,

لكن قضية مرسون باتت ذات اهمية اكبر مما كنت اتصورة و معقدة اكثر كذلك “.


برانت محام طموح و خو يعمل فقضية ذات اهمية ,

من شانها ان تحقق له الشهرة التي يطمح اليها .



ولورا التي كانت تفضل ان تسمعة يهمس لها بعبارات حنونة ,

اضطرت الى سماعة يشرح لها بالتفصيل موقفة امام المحكمة .

وسرعان ما خف انتباهها ,

لماذا لا تكف عن التفكير بهذاالمكسيكى الغاضب الذي كان يبدو قادرا على اعتلاءالمنصة و انتشالها من بين العارضات الى مكان ما فاعماق الغابة ؟

لا شك فان اسلافة الغزاة كانوا يتصرفون كذا ,

لو ان السينيور دييغو راميريز هو المتصل فيها ,

هل كان يزعجها بالتفاصيل القضائية التي لا تفهمها ,

او يهمس لها بعبارات الحب فصوت مرتجف ؟



وفجاة قالت لورا عندما استعادت و عيها !



” ما ذ … ماذا قلت …؟؟


هل طرح برانت عليها سؤالا …..
نعم ,

لكن ماذا ؟



اجاب ما زحا ” لم تصغى الى كلمة واحدة مما قلتة “.


” بلي بلي ….
لكن ….
انا كذلك مرهقة فعملى ,
,
واعتقد ان الحرارة تزعجنى “..


” هنا المطر يتساقط منذ ثلاثة ايام .

اذا لا تتذمرى من الحر “.


وفى كابة مريرة حدقت لورا فالملف الجديد المقال امامها على المكتب .

لم يسالها اي شئ عن اعمالها .

فقط ” لا تتذمرى من الحر ……”


” لورا ” ؟
؟.


تنهدت و اجابت : ” نعم ” .

 20160709 1953




” الست و اقعة فغرام مكسيكى ذى عينين متقدتين ؟
”.


اجابت و ربما اغضبتها و قاحتة : ” فالحقيقة ,

حتي الان ,

لم يتقدم سوي رجل واحد .
.
انة رائع المظهر ,

غنى ,

ودعانى الى تناول اكل العشاء معه مساء امس “.


فسالها بسرعة :” و هل لبيت الدعوة ؟
”.


اخيرا بدايهتم فيها …..


” لا .

انى خطيبتك ,

يا برانت .

اذا كنت ما تزال تتذكر ذلك جيدا “.


“لا اسمح لك ان تنسى هذا !
”.


“لا تخف .
لا خطر من ههذه الناحية .



لكن ,

يا برانت ,

متي سنحدد موعد زواجنا ؟



لماذا الانتظار ؟

ويمكننى ان اظل اعمل بعد الزواج ,

و …..



“ان زوجتي تبقي فالمنزل و تهتتم بزوجها و باولادها ,

لكن لن نناقش ذلك المقال الان ,

علي الهاتف .
ان هذي المكالمة تكلفنى كثيرا ,

اريد فقط ان اشرح لك لماذا لم يتسن لى الوقت كى اكتب اليك .



فانا اعمل ليل نهار فهذه القضية ,

متي تعتقدين انك ستعودين ؟
”.


” لا اعرف بعد “.


انخفض صوتة و قال : ” انا مشتاق اليك كثيرا يا حبيبتي “.

وبعدما و ضعت لورا السماعة ,

ظلت جالسة مطولا امام المكتب ,

منغمسة فافكارها .



اطلقت زفرة عميقة بعدها نهض و خرجت من المحل الفارغ و اقفلت الباب و راءها .



الشقة الصغيرة المريحة التي تسكن بها لورا اثناء اقامتها فاكابولكو تقع فالطابق الرابع من فندق بانوراما ,

حث يقع المحل الجديد كذلك .

تطل الشقة على خليج صغير .



ولا مرة سئمت لورا ذلك المنظر المطل على البحر الذي يبدو فالنهار و كانة يعكس بريق الحجارة النادرة .

وفى الليل تحت سماء مخملية حافلة بالنجوم .



ومن الشرفة كانت تشاهد الرياضيين يمارسون هواية الهبوط بالمظلات فوق المياة الزرقاء ,



وفى الليل كانت تصغى الى الموسيقي التي يعزفها المكسيكيون على القيثارة و التي يتخللها رقصة الفولادور حيث الرجال يتعلقون بالحبال على عمود متين مقال فو سط القاعة و يحومون حولة فدوائر تعلو مع ايقاع الموسيقي الصاخبة .



ومن وقت الى وقت يعلو نصفيق حماسى من القاعة اعجابا و تشجيعا .



وبلا و عى عمدت لورا الى اغلاق باب الشرفة و النافذة ,

فصوت الابواق بدا يزعجها .

لماذا هذي الموسيقي الشعبية البدائية تخلق بها ذلك الشعور بالوحدة الكئيبة ؟



ولماذا تذكرها خاصة بالسينيور دييغو راميريز .

هذا المكسيكى المتعجرف الزاثق من نفسة ؟



وبعد ان القت نظرة سريعة على محتوي برادها فالمطبخ الصغير ,

قررت لورا ان تتوجة الة مطعم الفندق لتتناول اكل العشاء ,



فاخذت حماما سريعا بعدها ارتدت فستانا طويلا معرفا بالاخضر الذي يشبة لون عينيها .

ثم و ضعت القليل من مساحيق الزينة على و جهها ,

الكحل الاخضر على الجفن و احمر الشفاة بلون المرجان و مسحة بودرة على انفها الصغير و جبينها الناعم .



ولما ظهرت فبهو المطعم ,

راح بعض السياح يصفرون .

وشقت لورا طريقها و سط هؤلاء السياح عندما شعرت بيد قاسية تتابط ذراعها و صوت عرفتة فالحال يهمس فاذنيها .



” كنت فاتظارك .

اتريدين تناول العشاء هنا ,
او تفضلين مكانا حميما ؟
”.


وبينما هو يتكلم ابعدين عن المعجبين فقالت بصوت بارد و هي تتخلص من قبضتة :


” لا تقلق على سينيور راميريز ,
انى قادرة على ان اتولي امورى بنفسي “.


” هل انت على موعد مع احد ما ؟
”.


بدات لورا تتكلم و هي تخفض رموشها الطويلة : ” كلا ,

كنت … كنت اتوجة الى فندق المطعم لتناول العشاء .

فالجميع تعودوا رؤيتى و حيدة “.


قدم لها ذراعة فلياقة ,

مما جعلها تتابطة بعد لحظة تردد .



استقبلهما مدير التشريفات فالفندق و قال بعدما عرف باستغراب رفيقة السينيور : ” اة سينيوريتا ترانت !

“.


ثم اضاف باحترام كبير : ” مساء الخير ,

سينيور راميريز !
”.


” كيف حالك ,

يا توماس ؟
”.


” حسنا ,

شكرا ساقدم لكما طاولة جيدة “.


قال السينيور و على و جهة امارات الاسف :


” لا يمكننى ان اتناول اكل العشاء مع السينيورا ذلك المساء ,

انى مدعو و لا يمكننى ان ارفض هذي الدعوة بالذات “.


اجابت لورا فمرح : ” لا داعى للاعتذار ,

سينيور راميريز .

اريد تناول العشاء و حيدة “.


بريق غريب ظهر فالوجة الاسمر و التفت دييغو راميريز نحو مدير التشريفات و تحدث الية باللغة الاسبانية .

وادركت لورا انها فهمت انه يتكلم عن السينيورا راميريز و عيد ميلادها .



وبعدما اجلسها امام طاولة تطل على منظر جميل ,

علىالخليج المضاء ,

شرح لها توماس ان ذلك العيد سيتم الاحتفال فيه فغرفة الاكل التابعة للفندق .



فقالت لتوماس الذي بدا عليه الانهماك و العجلة :


” كنت اروع ان اجلس امام طاولتى العادية “.


اجابها من دون اخفاء شعورة الفضولى :


” ان السينيور راميريز يصر على ان اخصص لك هذي المائدة ,

من الان فصاعدا .

لا شك انه سوف يتناول معك العشاء فمعظم الاوقات “.!!


فردت لورا فلهجة لا ممكن مناقشتها :


” بالتاكيد لا .
.
هل بامكانى الحصول على قائمة الاكل من فضلك ؟
”.


كلمتة فهدوء تام ,

لكنها كانت تغلى فالداخل ,

وبينما كانت ترمق مدير التشريفات بنظرة عندما كان يعطى اوامرة الى الخادم ,



فهمت من دون صعوبة ماذا كان يقول : ” ان السينيورا الجالسة و راء الطاولة رقم 14 هي الرفيقة الحديثة للسينيور راميريز ,

اهتم فيها جيدا “.


كانت لورا تود من جميع قلبها ان ترفض العشاء و تعود الى شقتها ,



لكنها كانت تخشي اثارة مشاكل حديثة ,

فاكتفت بان تختار الوجبة البسيطة .

لكنها صرخت عندما رات الخادم يجلب لها

 20160709 184

المشروب المثلج فزجاجة على راسها و ردة حمراء :


“لكن انا لم اطلب هذا المشروب !
!”.


” انها اوامر السينيور راميريز “.


” لا اريد ان اشرب شيئا .

اعدها من فضلك !

“.


كانت طاولة السينيور راميريز التي تحتل و سط غرفة الاكل تضم افراد المجتمع المكسيكى الرفيع .



وكان يتراس الطاولة دييغو راميريز و زوجتة التي كانت تشع جمالا ففستانها المطرز المصنوع من القطن الابيض و كانت تبدو سعيدة لان تكون هدف نظرات الاعجاب كلها .



وعندما رفع دييغو كاسة ليشرب فصحة السينيورا و هو ينظر اليها فحنان ,

وضعت لورا منشفتها و خرجت بسرعة من المطعم .

كيف ممكن لرجل يحب زوجتة لهذه الدرجة ان يمهد لاقامة علاقة مع امراة ثانية .



ليس فالكون رجل يشبة الرجل اللا تينى الذي يفرض على زوجتة القيود .



ويطلق لنفسة العنان فاقامة اية علاقة يريد مع النساء !
.

الفصل الثاني .
.

2- كذبة بيضاء …….اسودت .
.

مر اسبوع بكاملة ,

لم تتبادل لورا خلالة الحديث مع دييغو رايمريز ,



ومع هذا ,

فقد ظلت تعى و جودة فقربها ,

وعندما كانت تهتم بزبائنها ,



غالبا ما كانت تلاحظ شبح السينيور الممشوق يقف امام الواجهة .



وكلما ذهبت لتبتاع لنفسها شيئا من المحلات ,

تراة هنالك ,



علي بعد امتار قليلة منها .



حتي فالكنيسة حيث تذهب من وقت الى احدث لتبحث عن الهدوء ,



والصفاء اللذين شعرت بهما اثناء السنوات التي عاشتها فدير الراهبات فلوس انجلوس ,



حيث امضت جميع سنواتها الدراسية ,

كانت تلمحة من بعيد مستندا الى احد عواميد البناء .



وكلما راتة تشعر بتوتر مفاجئ ,



الي درجة انها بدات تبحث عنه بنظراتها فاى مكان كانت تذهب الية .



واذا لم ترة صدفة ,

كانت تشعر بقلق غريب ,

كالاحساس بالفراغ .



” يا لحماقتها “!


كانت توبخ نفسها و هي ممدة على الشاطئ الرملى المحرق ,



امام الفندق .

لن تذهب بعيدا الى الشعور بالقلق تجاة الاهتمام الودى الذي يخرجة لها لاتينى يكرس حياتة لامراة ثانية مرتبط فيها و هي زوجتة .



تربيتها الصارمة تفرض عليها الابتعاد عن رجل متزوج ,



مهما كان جذابا و انيقا و صاحب نفوذ .

والسينيور دييغو راميريز هو ايضا حقا !



ان رؤيتة و حدها تكفى لاثارة لورا و تشويش افكارها .



علي بعد منها ,

علي الشاطئ ,

كان يجلس شاب مكسيكى ,



يرتدى زي السباحة يخرج اسمرار جسمة النحيف ,

وقد نجح فجذب سائحة امريكية فسن متقدمة …


وهي من تلك النساء الوحيدات ,

الثريات ,
اللواتى جئن الى الريفيرا المكسيكية للبحث عن اللهو و كسر روتين حياتهن الرزينة .



ومنذ ان و صلت لورا الى الاكابولكو و هي تري كهذا المشهد يتكرر يوميا ,



مما يزعجها و يجرح احساسها التقليدى .



الشمس القوية ارغمتها على اغماض عينيها .



فهي لا تخاف هؤلاء الرجال .

انهم يعرفون انها ليست غنية و لا تبحث عن مغامرة عاطفية ,



لذا لا يضيعون و قتهم فملاحقتها بحضورهم المتواصل .

ووراء جفنيها المغمضين ,



شعرت بظل ينعكس على و جهها .

فتحت عينيها قليلا ,



وفوجئت بنظرات دييغو راميريز الحارة تحدق بها .



كان يرتدى زي سباحة ابيض .

ولثوان عديدة تبادلا النظرات .



كانهما يلتقيان للمرة الاولي .



قالت لورا بعد جهد :


” ماذا تفعل هنا ” ؟
.


“انى هنا مثلما انت هنا ,

للسبب نفسة … كى استحم ,

هذا مسموح ,

اليس ايضا ؟
”.!!


همست لورا بسخرية و هي تجلس :


” لا تريد اقناعى بانك لا تمتلك شاطئا خاصا بك “.


جلس دييغو قرب لورا التي تناولت نظارتيها من حقيبة يدها و وضعتها على عينيها بسرعة .



” ليس فالمكسيك شواطئ خاصة .

انى املك فيلا فالجنوب على بعد بضعة كيلومترات من هنا و لحسن الحظ ان السياح يفضلون اكابولكو و لا يذهبون بعيدا حتي هنالك “.


قالت لورا بسخرية و هي تدع الرمل ينزلق بين اصابعها :


” ما افضل ان يملك المرء ما لا كثيرا يتيح له ان يتمتع بحياتة الخاصة “.


فاجاب معترفا :


” هذي حسنات المال ,

لكن ينبغى الا تنسى ما يفرضة من اعباء و مسؤوليات “.


تردد عندما لفظ الكلمة الاخيرة ,

فنظرت الية لورا فحيرة و ارتباك .



ذكرتها كلمة المسؤوليات بزوجتة التي احتفل بعيد ميلادها بكيفية و دية فالاسبوع الماضى .
.


سالتة …


” هل لديك اولاد ؟
!”.


” كلا لسوء الحظ ,

لكن هذا و ارد ضمن مشاريعى المستقبلية “.


وبينما كانت لورا تتامل السباحين يغطسون فالبحر ,

ارتسسمت على و جهها ابتسامة ساخرة و قالت :


” اعتقد بان هدف الرجل اللاتينى ,

عندما يتزوج ,

هو ان يخرج رجولتة و يفرض على زوجتة انت نجب له و لدا بعد اقل من سنة “.


سكتت لحظة و تسائلت فنفسها ,

هل هو حقا الحديث الذي يجب ان اتبادلة مع انسان مجهول ؟



قال فمرح و هو يحدق فعينيها :


“لا تنسى يا عزيزتى ان النساء اللاتينيات لا يعترضن على هذا “.


ثم سالها فجاة :


” هل لديك صديق ؟
”.


” ما ذ تعني ؟
”.


” غريب حقا ان تجلس امراة رائعة على شاطئ البحر بدون شخص يحميها من نظرات الرجال الذين بيحثون عن طريدة رائعة مثلك ؟
”.


وبحركة من يدة اشار ليس فقط الى الرجال المكسيكيين ,



بل الى السياح الامريكيين الذين لم يكفوا منذ ان و صلت الى الشاطئ ,

عن التحديق بها .



قالت :


” سبق لى و قلت اننى فسن ناضجة تسمح لى بالاتكال على نفسي .



اما الجواب عن سؤالك فهو نعم .

لدى صديق و هو خطيبي ,

لكنة حاليا فلوس انجلوس “.


اطلق صفيرا مصحوبا بالدهشة ,



فقالت لورا لنفسها فغيظ .
.
كل الرجال و قحون …


لا يتورعون عن سجن زوجاتهم و يعتبرون عدم اخلاص المراة للزوج او الخطيب شتيمة او عار .
.


قال فسخرية :


” لكنك لا تضعين خاتم الخطبة “.


” اننى اضعة باستمرار ,

لكننى خلعتة لاننى اخاف ان يسقط منى فالماء ا,
فى ……”


“واظن انك تخشين كذلك ان تفقدية اثناء العمل “.


رمقتة لورا بنظرة ساخطة و قالت :


“” خلال عرض الازياء لا تضع العارضة سوي المجوهرات التابعة للمؤسسة التي تعمل بها .



والان يا سينيور ,

ارجو ان تعذرنى لاننى مضطرة الى الذهاب لادعك تستمتع بالسباحة “.


قال و يهز كتفية : ” ذلك غير مهم فالوقت الحاضر “.


نهض و اصر على ان يرافقها الى الفندق ,

وبرغم انزعاجها فانها لم تستطع ان تتجاهل نظرات النساء تلاحق السينيور فتحركاتة .



فتح باب الفندق و ابتعد عنه ليدعها تدخل الى البهو المكيف و تبعها حتي المصعد .



سالها فلا مبالاة و هو يتكئ على الحائط :


” هل تحبين ان تتناولى اكل العشاء معى مساء اليوم .

ان اكابولكو ليست المكان المناسب لامراة و حيدة “.


“اروع ان اتتناول اكل العشاء و حدى .



علي ان اكون مع رجل معروف جدا جدا ,

فضلا عن انه متزوج “.


صمتت لحظة بعدها قالت و هي تشير فاتجاة الباب الزجاجى الذي يطل على الخليج :


” على الشاطئ عدد كبير من النساء اللواتى يسرهن قبول دعوتك الى العشاء “.


تنهد و هو يبتسم و قال :


” اعرف هذا جيدا ,

ولكننى احب ان العب دور الصياد ,

لا دور الطريدة “.


ارتعشت لورا بالرغم منها .

ليس من الصعب تصور ذلك الوع من الرجال ,



وهم يلاحقون الطريدة و يتمسكون فيها الى ان تستسلم .



قالت :


” لا اري ما نعا بان تلعب دور الصياد ,

شرط الا اكون من بين الطرائد “.


قال و هو يتبعها بنظراتة ,

وهي تدخل الى المصعد :


” انك تطلبين منى العديد يا لورا .

الي اللقاء “.


علي مدي اسبوع اختفي السينيور دييغو رايميريز من اكابولكو .



وقد حاولت لورا اقناع نفسها بانها تشعر بارتياح بغيابة ,



لكن الحقيقة كانت عكس هذا ,

فقد شعرت بشوق كبير الية .



نادتها سكرتيرة المحل للرد على الهاتف .



وعندما تعرفت الى صوت دييغو .

فقالت له فجفاء :


” هل تتكرم بالا تضايقنى بعد الان ؟

اذا كنت مصرا على ازعاجى ,



فساضطر الى الاستعانة بحارس خاص “.


لكن ذلك التهديد لم يؤثر به فقال و هو يطلق ضحكة صغار :


” استغرب كيف ان امراة فمثل جمالك البارد تتصرف بهذا الغليان و التوتر !

لا انوى ازعاجك .



اريد فقط ان اجدد لك دعوتى للعشاء “.


” ذلك ما اعتبرة ازعاجا للناس يا سينيور .

كم مرة ينبغى ان اقول ان دعوتك هذي لا تهمنى ابدا .



” لورا ,

بامكانك ان تؤدى لى خدمة كبار .



على ان استقبل رجل اعمال و زوجتة و هو مثلك امريكي الجنسية ,



و اروع الا اكون و حيدا من دون رفيقة “.


” ذلك مستحيل يا سينيور ,

لاننى ساتعشي مع خطيبي “.


ران صمت قصير قطعة السينيور قائلا فجفاء :


” فهمت .

ينبغى ان ابحث عن رفيقة ثانية “.


قالت فلهجة ثاقبة قبل ان تضع سماعة الهاتف بخشونة :


“سبق و قلت لك ,

انك لن تجد صعوبة فالعثور على رفيقة “.


وبعد انتهاء المحادثة بقيت لورا تحدق فالهاتف فامعان و هي تعض على شفتيها بتوتر .



ان دييغو راميريز هو الذي اسباب جميع ذلك التوتر .



فهي لا تحب الكذب .

كما انها ستكون و حيدة هذي الليلة كالعاادة .

بينما لو كانت رفقتة لامضت سهرة ممتعة .

ليست فحاجة الى مخيلة و اسعة لتدرك انه فارس الاحلام الذي تتمني جميع امراة ان تكون رفيقة سهراتة .



ولما دخلت الى شقتها ,

سمت رنين الهاتف ,

فتسائلت :


” يا الهى ,

ربما ذلك دييغو راميريز الذي اكتشف ان خطيبها على بعد الف ميل من هنا .



لكنها عندما عرفت الصوت نسيت فالحال الرجلين و صرخت :


” ابي !

اين انت ؟

” .



ضحك دان ترانت و قال :


” انني هنا .

فى اكابولكو ,

رجلان استاجرا سفينتى فلوس انجلوس


وفكرت بانها الفرصة المناسبة لا اقوم بزيارة قصيرو الى ابنتى الوحيدة “.


“وكم من الوقت ستبقي هنا ؟
”.


” اة ,

ايام قليلة فقط ,

هذان الرجلان يصران على ان انقلهما الى مكسيكو فاسرع وقت يمكن .



من الاروع لهما ان ياخذا الطائرة الى مكسيكو لكنهما يحبان ممارسة هوايتهما المفضلة و هي صيد الاسماك .

مع انهما لا يعرفان تماما كيف يحملان قصبة الصيد “.


” ذلك لا يهم .

متي اراك ؟

انى فشوق اليك “.


” ساقوم ببعض المشتريات للسفينة ….ايناسبك ان التقيك فالندق بعد هذا ؟



يجب الاحتفال بهذا اللقاء كما ينبغى ,

يا صغيرتى .

وانت تعرفين المطاعم المشهورة ,

اليس ايضا ؟
”.


اجابت لورا بفرح :


” يمكننا الذهاب الى الميرادور ,

وفى الوقت نفسة يمكننا ان نحضر مشهد الغطس ,

انة لا ممكن تفويتة “.


” كما تشائين ,

هل فامكانك الاهتمام بحجز مكانين ؟
”.


” نعم ” .



بعد ان اقفلت لورا سماعة الهاتف .

طلبت رقم المطعم و حجزت طاولة للساعة الثامنة و النصف .



هكذا سيصبح امامها الوقت الكافى لتناول العشاء بهدوء قبل حضور مشهد القفز و الغطس من اعلي الشرفات التي تطل على الشاطئ الصغير .



وبعد ان اخذت حماما سريعا ارتدت فستانا اسود يتلائ مع شعرها الاشقر بشكل بارز .



بعد و فاة زوجتة ,

تخلي دان ترانت عن جميع شئ ,

عملة فالسمسرة البحرية ,



ومنزلة و حتي ابنتة .

اذ بعد شهرين من و فاة و الدتها دخلت لورا دير الراهبات و اشتري و الدها يختا .

وعندما كان يشعر بحاجة الى المال كان يؤجر اليخت و يقترح على المستاجرين خدماتة كقبطان السفينة .



وفى مخيلتة ذكريات ساحرة عن العطلات التي كانت تمضيها على متن سفينة و الدها التي دعاها بربارا على اسم و الدتها .



كان هذا ممتعا لها و لو لاسابيع قليلة ,

لتتخلص من اجواء الدير المملة و الكئيبة .



طرقات متواصلة على الباب جعلتها تدرك ان الطارق هو و الدها الذي كثيرا ما خرجها من احلام المراهقة العاطفية بالطرطقة على الباب كانة يدق على الطبل .



صرخت لورا و هي تبكي و تضحك فان واحد معا بينما كان و الدها يعانقها بحنان فذراعية القويتين :


” ابي !

ااه,
كم انا سعيدة لرؤيتك !
”.


لم يتسن لها الوقت لتعاين و جة و الدها الا بعدما جلسا مواجهة و راء طاولة المطعم ,

ما يزال يتمتع بالنظرات الزرقاء نفسها .

لكن تجاعيد و جهة بدات بالظهور ,

وشعرة البنى الكثيف بدات تتخلله بعض الخصل الرمادية و خاصة حول الاذن .



لكنة ما زال رجلا بمظهر حسن و جذاب .

وبينما كانت لورا تراقب نظرات بعض النساء المركزة على و الدها .

تساالت لماذا لم يتزوج دان مرة اخرى .



نساء كثيرات كانت تحمن حولة و خاصة الجميلات منهن .



لكن و لا واحدة كانت تتمتع باناقة و الدتها و جاذبيتها و شعرها الاشقر كسنابل القمح .



ولا واحدةكانت قادرة على ان تحل مكانها .



قال دان ترانت و هو يبتسم :


“لا تلتفتى الى الوراء يا صغيرتى .

هنالك رجل و راء الطاولةالبعيدة يرمقنى بنظرات غاضبة .



يبدو حتما انه مكسيكى .

هل تعرفين احدا هنا ؟
”.


ومن دون ان تلتفت ادركت لورا ان الرجل الذي يحدق فو الدها ليس سوي السينيور دييغو راميريز


.
لماذا يخرج ذلك الشيطان فاى مكان تذهب الية .



وخصوصا ذلك المساء بالذات .

اذ من المفروض انها تتناول العشاء مع خطيبها !
..


اجابت فجفاف :


” انني اعرفة من بعيد .
.
انة واحد من الذين يعتبرون ان جميع شئ مسموح .



لقد دعانى مرات عديدة الى العشاء من دون علم زوجتة بالطبع “.


الفصل الثالث …………..

3- امور تحدث سريعا !
!


لا شك فان المكسيكيين اسوا من قاد السيارات فالعالم .



رددت لورا ذلك الكلام و هي تقود السيارة على طول الجادة الرائعة ,

التى تمتد بمحاذاة مجموعة من الفنادق الضخمة المطلة على الخليج .



ومرة اثناء حفلة استقبال حضرتها قال لها رجل اعمال مكسيكى :


” الرجال هنا جبابرة اقوياء .
.
واضاف :


” فبلادنا و فكل المناسبات ,

علي المكسيكى ان يفرض سيطرتة و سواء حاول الحصول على امراة او كان يقود سيارتة ,

فانة مضطر الى ان يفعل المستحيل ليؤكد سطوتة و علو شانة .



وما على المراة الا ان تطيع “.


استعادت هذي العبارات ,

وهي تحاول عبثا تغيير اتجاة سيرها لتستطيع سلوك طريق المرفا .



فجاة توقف سائق تاكسى و رمقها بنظرة اعجاب ,

وتخلي لها عن فسحة استطاعت من خلالها عبور الطريق المطلوب .



وبعد دقيقة صفت سيارتها فمراب نادى اليخوت .



اخرجت من سيارتها كيسا يحتوى على جميع ما تحتاجة لاعداد عشاء اميريكى يحب و الدها ان يتناولة ,



ثم سارت على رصيف الشاطئ..الي حيث يرسو يخت و الدها .



صعدت الى سطح اليخت الخلفى فلم تجد احدا .

فنادت و هي تقترب من السلم الذي يؤدى الى قاعة الجلوس و المطبخ :


” ابي !
!ابي !
!
اننى هنا “.


لا جواب .

هبطت لورا بحذر السلم الضيق ,

المطبخ الصغير كان فارغا ,



وايضا غرفة الجلوس التي تحتوى على طاولة فو سطها و مقاعد مغلفة بالنسيج القطنى ذى الالوان الزاهية .



اتكات لورا على احد الجوانب و غرقت فالذكريات ,



تعرفت الى الرائحة العادية الممزوجة برائحة سجائر و الدها .



وبدات تنفعل .

كم هي نادمة لاها لم تكن مثلة شريدة البحار ,



غير ان دان فضل العمل بنصائح الراهبات اللواتى اشرن عليه بادخال لورا المدرسة الداخلية اذا ارد ا ان يضمن مستقبلها .



ترعرعت لورا على ايدى الراهبات اللواتى كرسن حياتهن للتربية و التعليم .



مرة حدثتها الاخت كرميليتا ذات الوجة الملائكى ,

التى كانت تعلمها اللغة الاسبانية ,

عن مستقبلها كامراة و هذا عندما عبرت لورا عن رغبتها فدخول سلك الرهبنة .



اذ قالت لها الراهبة فلطف و هي تبتسم :


“لا يا لورا .

سيدخل حياتك يوما ما رجل يغمرك بحنانة و تنجبين منه اولادا تسعدان بهم .



اعتقد يا ابنتى ان دخولك السلك سيصبح غلطة “.


سرعان ما نسيت لورا هذي الرغبة ,

لكن عبارات الاخت كرميليتا ظلت محفورة فذهنها .



وعندما التقت برانت اعتقدت انه هو رجل حياتها .

فهو يتمتع بمزايا خلقية رفيعة ,



اهمها انه لا يحاول ان يمارس الزواج قبل الاوان و ذلك شئ نادر فهذا العصر


حيث لم تعد هنالك اية حدود تمنع الرجل و المراة من الاستمتاع .



تناهت الى سمعها خطوات على متن السفينة ,

فانتفضت و اسرعت الى تسلق السلالم …


“ابي .
.اين كنت ؟
؟
ارجو الا تكون ربما اشتريت اغراضا للعشاء لاننى ………….””


سكتت فجاة و هي تري شبح دييغو راميريز الممشوق و المفرط فالاناقة منتصبا امامها .



سالتة فلهجة باردة :


” ماذا تفعل هنا ؟

بدات اسام رؤيتك و ملاحقتك لى فكل مكان .



سياتى و الدى فاية لحظة الان ,

لذا انصحك بالذهاب “.


قال متجاهلا ملاحظتها :


” ايمكننى الهبوط الى داخل اليخت ؟
”.


“والدى فكيفية الى هنا .

ولن تسرة رؤيتك على متن سفينتة “.


لم يابة لهذا التهديد ,

بل توجة فهدوء الى غرفة الجلوس و قال :


” اجلسى يا لورا .

لدى امر مهم اريد ان احدثك به “.


فقالت فلهجة حاسمه :


“ارجو ان تقول ما عندك بسرعة ,

اريد اعداد العشاء لوالدى “.


هز راسة فتعبير اسف جعل لورا تشعر بجفاف فحلقها و بقلق غامض …


قال و هو يسمر عينية فعينيها :


” اخشي الا يتمكن و الدك من ان يتناول العشاء معك ذلك المساء “.


” لماذا ” ؟
؟


” اسف ان ابلغك ان و الدك محجوز لدي الشرطة المحلية “.


قالت لورا و قلبها ينبض بسرعة ….


” الشرطة …..ان ذلك مستحيل “..


” كنت على الشاطئ القريب جدا جدا من هنا و لاحظت زحمة و هياجا على السفينة و عرفت الرجل الذي اصطحبتة الشرطة : انه الرجل ذاتة الذي كان يرافقك فمطعم الميرادور …….وقد كنت اعتبرة خطيبك …..”


سالت و هي تنهض غاضبة من دون ان تعى ما قال :


” لكن لماذا اوقفت الشرطة و الدى ؟

لم يقم بشئ غير قانونى طيلة حياتة .
.


لاشك ان هذا خطا … يجب ان اذهب و اري ماذا يجرى ….
وساقول لهم …..”


وفى حركة نجح دييغو فتهدئتها …


” قد فيما بعد علمت من الشرطة التي اوقفتة ان و الدك متهم بالتورط فعملية تهريب مخدرات .
.


وهنا فالمكسيك تعتبر جريمة كبار “.


رددت لورا منذهلة ….


” تهريب مخدرات ؟
؟
ابي ؟
؟
لكن مستحيل ,
,,,
هل سمعت ما اقوله … ذلك مستحيل “.


قال دييغو فحزم ….


” اجلسى ”


هبطت الفاتة فالمقعد …اما دييغو فظل مستند الى الطاولة .
.


” يجب ان تدركى جيدا ان و الدك متهم بجريمة بالغة الاهمية .
.


وحسب الادلة التي اكتشفت على متن الباخرة فهو معرض لان يبقي فالسجن طيلة الحياة


او لنقل لمدة طويلة قبل افتتاح المحكمة ”


همست لورا و اضعة راسها بين يديها …..


” محكمة؟؟
لا … لا يمكننى ان اصدق شئيا كهذا “..


” لكن ذلك هو الواقع …ذهبت الى مركز الشرطة و توصلت الى التحدث مع و الدك .
.


فاخبرنى بان الرجلين اللذين استاجرا منه اليخت عادا فالصباح الباكر و ما لبثا ان غادرا .
.


وقالا له انهما سيعودان فالمساء .
.
وكانا على استعداد للابحار فجر الغد “.


قالت لورا مستغربة و هي تقفز …


” رجلان ,

هما اذا المذنبان .
.
قال لى و الدى انهما استاجرا السفينة و فنيتهما الصيد ,
,


لكنهما لم يكونا يعرفان شيئا عن الصيد .
.
ساخبر الشرطة بذلك “..


ارادت الاسراع نحو الممر لكن دييغو اقفل عليها الطريق و قال و هو يمسكها من كتفيها :


” لا تتصرفى تصرفا احمق!
هل تتصورين ان الشرطة هنا ستصغى الى ما تقولينة ,
,
انت ابنتة !
!”.


“لكن يجب ان افعل شيئا ما “.


قال لها بلطف :


” لا يمكنك ان تفعلى شيئا يا لورا امام السلطات …..”


سالتة و ربما احتلتها الكابة فجاة :


” الى من سالتجئ اذا ؟

هل فاكابولكو قنصلية للولايات المتحدة ؟
”.


” كلا .
.
القنصلية مركزها فمكسيكو .
.
لكن فمثل هذي القضايا لا يستطيع القنصل ان يفعل اي شئ “.


” يبدو و كانك و جدت الحل .
.ارجوك .
.
قل لى ماذا افعل ؟
”.


حدق فعيني الفتاة الخضراوين بعدها اخفض جفنية و قال فصوت مبحوح :


” لدى نفوذ فبعض الاوساط ”


” يمكنك اذا ان تفعل شيئا ما لمساعدة و الدى “.


وفى هذي اللحظة بالذات رفع راسة و انتفضت الفتاة امام حدة نظراتة القاتمة :


“لكن نفوذى يصبح له صدي احسن اذا …….”


عم صمت طويل راح به قلب لورا ينبض بسرعة …


واضاف :


“اذا كنت زوجتي “.


كالبلهاء راحت لورا تحدق به و هي تلاحظ برغم الصدمة القوية و جهة ذا


الملامح البارزة و رموش عينية الطويلة و قساوة فمة و رددت فصوت خفيض :


” زوجتك ؟

لكن الا تكفيك زوجة واحدة !
”.


هز راسة فتلهف :


” انا لست متزوجا و المراة التي تعتقدين انها زوجتي هي فالحقيقة ارملة اخي الصغير .
.جيم .



.
الذى قتل السنة الماضية فسباق القوارب الالية “.


” لكننى كنت اعتقد ….”


توقفت …..
وكل شئ يغلى فذهنها .
.


” نعم .
.
انى اعترف اننى جعلتك تعتقدين ان كونسويلو زوجتي لم يكن هذا قصدى فبداية الامر .
.


ولكن عندما و ضعت فذهنك ان المراة التي


ترافقنى فحفلة عرض الازياء هي زوجتي ,



لم اكن قادرا ان انكر هذا .
.
كنت اريد ان اعرف ما اذا كنت قادرة على الصمود


مدة طويلة امام رجل تعتبرينة متزوجا “.


ولان تعبيرة بعض الشئ …ثم قال .
.:


” انني اعترف بانك تصرفت بعناد و تصلب “..


ما زالت لورا مضطربة لوضع و الدها المؤسف ,
,
فلم تسجل ذلك الاعتراف الجديد .



” لم افهم بعد .
.
هل كان هذا امتحانا ؟
؟
اهذا ما تقصدة ؟
”.


” نوعا ما .
.
نعم .



تناول من جيب سروالة علبة السيجار و اخرج سيجارا صغيرا و اشعلة بقداحة ذهبية .
.


خارت قدما لورا و هبطت فالمقعد ….


قال دييغو و هو ينظر من نافذة اليخت :


” يهمنى جدا جدا فيما يتعلق بهذه الامور ان تكون زوجتي مترفعة عن اية شبهة “.


تاملتة لورا لحظة من غير ان تقول كلمة …


فهي حزينة لما حصل لوالدها بعدها صرخت و هي تستعيد و عيها …


” لكنك مجنون حقا !

لن استطيع ان اتزوجك .
.


يبدو انك نسيت انني مخطوبة و انني ساتزوج حين اعود الى لوس انجلوس “.


سال دييغو و هو يتفحص و جة لورا الرائع المحمر خجلا :


” هل تحبين هذا الرجل ؟
”.


اكدت له و هي تقف لتواجهة و عيناها تتوهجان غضبا :


” بالتاكيد .
.
ولماذا اتزوجة اذا لم اكن احبة ؟
”.


ما من احد يعرف ما الذي يدفع النساء الى الزواج …


هل هو المال ام المركز ام الاستقرار .
.
ام الحب ,



خطيبك ,

هل هو غنى ؟
”.


” كلا .

انة محام شاب ما زال فبداية الطريق .
.
يمكنك ان تلغى السببين الاولين “.


” اذا لا شك ان الاسباب =الثالث هو الذي ينطبق عليك ,

الاستقرار …


اهذا ما يقدمة لك ؟



منزل فحى رائع ,

وولد او و لدان .
.
وسهرة نهاية الاسبوع فالنادى “.


” و ماذا عندك ضد ذلك النوع من الحياة ,

فى جميع حال انه وضع معظم الناس فبلادنا ,



ولست اخجل من كوني جزءا منهم “.


ثم اضافت فلهجة ساخرة :


“بالتاكيد ,

ليس بامكان الجميع ان يملكوا منزلا يقع فمحطة الحمامات الاكثر شهرة فالعالم ,



وربما كذلك قصرا فمكسيكو “.


اخذ دييغو نفسا من سيجارة و قال فتمهل :


” ليس فهذا خطا .
.
فى جميع حال ان المراة تحب بشغف الرجل الذي يؤمن لها جميع هذي المتعة .
.


هذا ما يوصلنا الى الاسباب =الرابع الذي هو ….
“.


قاطعتة لورا قائلة:


” لماذا نتجادل فهذه الامور السخيفة بينما ابي يقبع فاحد سجون بلادك التعيسة ؟



سوف اصبح مجنونة مثلك ….



اجابها دييغو …:


” انني لست مجنونا .

لكنى انتهازى .
.
واعترف بان سجوننا ليست كما يجب و خصوصا اذا كان السجين متهما بتهريب المخدرات ,



لكن يمكننى القول ان و الدك لا يلقي معاملة سيئة .
.


لقد حاولت اقناعهم بان يقدموا له الاكل المعقول و ان يجعلوا زنزانتة فو ضع مريح و مقبول “.


فقالت فصوت مخنوق :


” شكرا .
.
المال يفعل جميع شئ ,

اليس ايضا ؟
”.


” فمثل ذلك الوضع ,

المال و حدة لا يكفى …”


تردد اخرى بعدها اضاف :


” ان الموظفين الذين اتصلت بهم من اجل مساعدة و الدك عطفوا عليه ,



ليس من اجل المال ,

بل بسبب قرابتى لوالدك “.


” لقرابتك بوالدى …..؟
لكنك لم …..
لم تقل لهم ان ………ان ……..”


قال لها و هو ينظر اليها فجراة :


“قلت لهم انك ستصبحين زوجتي .

واننى لا ارضي ان اري عمي يلقي معاملة المجرمين “.


فهمست لورا و هي شاحبة الوجة :


” كيف تجرات و قلت هذا ؟
”.


” هل تعارضين ان ينال و الدك معاملة حسنة ؟



اجابت فغضب :


” لا .
.
انما يزعجنى انك كذبت من اجل هذا …


وماذا اخبرت و الدى ؟

هل كذبت عليه كذلك ؟
”.


” الحقيقة اخبرتة عن رغبتى فالزواج منك …


وان هذا سيتم ابكر مما كنت اتوقع .
.
نظرا للاوضاع الحالية ….”


تقدم دييغو منها خطوة و اخذها من ذراعيها و قال فصوت خفيض :


” لن اخفى عليك اننى كنت اروع ان يتسني لى الوقت لان اغازلك يا حبيبتي .
.
لكن ….”


وبحركة عنيفة تخلصت من قبضتة و قالت بغضب :


” اننى امنعك من ان تنادينى كذا ؟

انا لست حبيبتك و لن اصبح حبيبتك ابدا “.


فقال دييغو و هو يبتعد عنها :


” حسنا ” .



توجة نحو السلم بعدها التفت و نظر اليها باشمئزاز و استخفاف و قال :


” اذا غيرت رايك يا انسة ,

يمكنك ان تتصلى بى ففيلا جاسينتا ,



انة اسم منزلي “.


ثم اخرج من جيبة دفترا صغيرا ,

وكتب بعض الارقام .
.
ثم اقتلع الورقة و اعطاها اياها قائلا :


” ان رقم هاتفى غير موجود فالدليل الهاتفى .
.
فلا تضيعى الرقم ,

الي اللقاء “.


ضغطت لورا على الورقة بين اصابعها الجامدة و هي تنظر الى دييغو يصعد الى سطح السفينة .



وبعد ذهابة شعرت فجاة بضياع و حيرة .

عادت الى غرفة الجلوس و استرخت فاحد المقاعد و عيناها تحدقان فرقم الهاتف الذي انحفر للحال فذهنها ,



لكن لابد من ايجاد كيفية لاخراج و الدها من السجن من دون الاضطرار الى اللجوء الى الزواج من ذلك المكسيكى المتوحش !



” ايمكننى ان افعل لك شيئا يا انسة ؟
”.


ان مهنة لورا جعلتها تعتاد سماع عبارات الاعجاب .



ومع هذا فقد انتفضت امام نظرات الموظف الملحة الذي يحرس باب مركز الشرطة ,

وبين شفتية سيجارة .



“اننى …..
اريد ان اري و الدى ,

دانييل ترانت “.


سالها الشرطى ففضول و هو يعريها بنظراتة :


” هل انت الفتاة الاميريكية ؟



فقالت بترفع :


“قل لى فقط اين يمكننى التحدث الى الشرطى المسؤول “.


اجابها ببطئ و فلهجة مليئة بالاشمئزاز و الكراهية :


” اظن انه مشغول فالوقت الحاضر “.


لكن لورا مرت من امامة من دون ان تلح عليه و دخلت الى البهو


ولاحظت من اثناء باب مفتوح رجلا ضخما يرتدى بذلة رسمية جالس و راء مكتبة و زجاجة عصير فيدة .



ولدي رؤيتة الفتاة الشقراء ,

نهض الضابط فسرعة و قال :


” انسة ماذا تريدين ؟
”.


” اريد ان اري و الدى ,

دانييل ترانت .

جئ فيه الى هنا بعد ظهر اليوم “.


فاجابها الرجل مقطبا عن حاجبية :


“موعد الزيارة ليس الان عودى فالغد …”


رفعت الفتاة يدها لتبعد شعرها عن و جهها ,

واذا فيها تري ملامح الضابط تتغير فجاة :


” هل قلت انك تريدين رؤية السينيور ترانت ؟

اذا انت …….”


” ابنتة “.


” خطيبة السينيور راميريز ؟
”.


سحابة مفاجئة مرت فعيني الشرطى الصغيرتين ,



انة يستغرب كيف ان رجلا غنيا اهدي خطيبتة خاتم خطبة عاديا جدا جدا .



تبعت الشرطى فطول الممر الضخم التي تفتح عليه الابواب السوداء الضخمة .



فلما وصل الى الباب الاخير ,

ادخل مفتاحا فالقفل و فتح الباب .



قالت لورا و هي تدخل الى غرفة صغار :


“شكرا يا سيدى “.


الاثاث الوحيد فالزنزانة هو سرير بسيط فوقة رف من الخشب الابيض و طاولة و كرسى كان يجلس بها و الدها ,

صرخ دان و هو ينهض :


” لورا ,

ابنتى الصغيرة !
”.


ركضت الية و عانقتة و همست فصوت متقطع و هي تضغط على كتفية :


“ابي …..
اة ابي !

“.


قفال فصوت منفعل :


” لم اكن اريد ان تاتى الى هنا .

الم يحضر راميريز معك ؟
”.


” هو … اة … لا ,

لا يعرف اننى هنا ….”


فقال دان مقطبا حاجبية :


“انى اشك فانه سمح لك ان تاتى لوحدك الى كهذا المكان ….


اجلسى فالكرسى .
.
وانا ساجلس على السرير “.


ولما راي نظرات ابنتة المشمئزة و هي تنظر الى غرفتة ,

ابتسم فسخرية و قال :


” لا يبدو لك المكان فاخرا يا صغيرتى ,

لكنة بكل تاكيد اروع مئة مرة من الزنزانة التي القونى بها عند و صولى “.


فانفجرت قائلة بغضب :


” لكن ليس مفروضا ان تكون هنا !

“.


اجابها فلهجة مهدئة :


“اعرف هذا يا صغيرتى .

ااعرف جيدا .

وانا كذلك احسست بالشعور نفسة عندما و صلت الى هنا ,



لكن عندما رايت كيف يعاملون الموقوفين …………….”


توقف بعدها انحني ليضع مرفقية على ركبتية :


” هل تصدقين اذا قلت لك ان بعض الاميركيين و بعض الاجانب موجودون هنا منذ اشهر …


بل منذ سنوات عديدة من دون ان يمثلوا امام المحكمة ,



لا عائلاتهم و لا محاموهم و لا احد ممكن ان يفعل شيئا لمساعدتهم “.


قالت لورا فاستغراب :


” قد هم مذنبون !

لكن انت لست ايضا ,

يجب ايجاد كيفية لاقناعهم بانك برئ “.


تنهد دان و هو يزرع ارض الغرفة الصغيرة و قال :


” يا ابنتى المسكينة ,

فى ذلك البلد اهم شئ ان يصبح لك اصدقاء فالدولة .



علي فكرة رجال الشرطة لم يعتقلوا بعد الرجلين اللذين استاجرا سفينتى “.


” متي القوا القبض عليهما ,

يطلقانك فالحال “.


هز دان راسة و قال :


” ذلك شئ جميل !

لكن ما اعرفة عن هذين الرجلين قليل جدا جدا ,



الا انهما لن يترددا فان يفعلا ما فو سعهما للتخلص من هذي الورطة ,



يجب النظر الى الامور بلا خوف ,

يا لورا ….
ربما قالا اننى متواطئ معهما “.


” لكن ذلك ليس صحيحا “.


وبعد تنهد عميق ,

عاد دان ليجلس على السرير بعدها قال :


” انا و انت نعرف هذا تماما .

لكن هل بامكاننا اقناع الاخرين؟”.


فقالت و هي تضغط على يديها :


“سوف اطلب من برانت ان ياتى الى هنا فهو يعرف ما يجب عملة “.


” هل ذلك صحيح ؟
”.


التقي نظرة المرتاب بنظر ابنتة ,

فاخفضت لورا عينيها ,



انها تعرف بماذا يفكر و الدها ,

لقد اظهر برانت انزعاجة فيما يتعلق بالحياة الحرة التي كان يعيشها و الدها .

شعرت لورا بفقدان الامل و قالت فصوت غير اكيد :


” اسمع ,

يمكنة ان يدلنا الى محام صديق له .

وفى جميع حال فان برانت متخصص بالدفاع عن حقوق الشركات ,

وهذه القضية ليست من اختصاصة .



فقاطعها دان فقسوة لم تتعود عليها من قبل :


” الم تفهمى ما قلتة لك .

المحامي الاميريكى لا يمكنة ان يفعل شيئا فهذا البلد …القانون و حدة يطبق “.


همست لورا فصوت مخنوق :


” لكن يجب ان نفعل شيئا ”


اكد لها دان فقوة :


” هنالك شخص واحد قادر على اخراجى من هنا هو السينيور دييغو راميريز …


لدية النفوذ و المال و العلاقات “.


توقف قليلا بعدها اضاف :


” و هو يريد الزواج منك “.


فهمست قائلة :


” اة .
.
هل فاتاحك بالامر ؟
”.


” تصرف بوضوح …لكن ,

يا ضغيرتى ,

لماذا لم تخبرينى بان الامور و صلت الى ذلك الحد بينك و بينة ؟



مساء امس ففندق الميرادور جعلتنى اعتقد بانه رجل متزوج ….”


” صحيح ؟

اووة ….”


من الصعب ان تقنع و الدها بانها قبلت الزواج من دييغو اليوم فقط بعدما كانت تعتقد بالامس بانه متزوج فعلا .



ليس هنالك الا حل واحد و هو الاعتماد على ذلك الرجل المكسيكى لينقذ و الدها من ذلك المازق الصعب .



فقالت فخجل :


” فالحقيقة ,

كان يزعجنى بعض الشئ ان اعلمك بقرارى قبل ان افسخ خطبتى من برانت “.


وصدقها دان .
.اذ قال و هو ينحنى ليضغط على يديها بحنان …


” انك لا تتصورين الى اي درجة انا سعيد من اجلك.


يا ابنتى الصغيرة مساء امس رايت دييغو راميريز شعرت بانه رجل حياتك ,

اكثر من برانت .



انى اقول لك ذلك بصراحة .

ان دييغو يحبك .

هذا هو و اضح للغاية ,

نظراتة لا شك بها … و …..”.


توقف فجاة ليمرر يدة فشعرة بعدها اضاف :


” شرط الا تعتقدى ان هذي الظروف الصعبة هي التي تدفعنى لان اقول ما اقول ,



اروع ان ابقي هنا و اموت على ان اراك ………..”


قاطعتة لورا بسرعة قائلة :


“اعرف هذا يا ابي ,

لكن فو سع دييغو ان يسوى الامور ,



انة يعرف عددا كبيرا من الشخصيات البارزة فالدولة .



ستري ان بقائك فالسجن لن يطول .



” هل انت متاكدة تماما من عواطفك يا لورا ؟



الزواج من رجل كراميريز هو زواج لا ممكن فسخة ,

لا تنسى هذا .



اذا كنت تشعرين بانك غير و اثقة من الامر قولى بصراحة ,



فى جميع حال لا شئ يؤكد اننى ساستعيد حريتى حتي و لو بمساعدة دييغو .

يجب الا تتاثري


بوضعى الحالى و لا تلقى بنفسك فزواج تندمين عليه مدي الحياة “.


اخفضت لورا عينيها على يدى و الدها الضاغطتين على يديها ,



لقد اكد و الدها قائلا :


” الزواج برجل كراميريز هو زواج لا ممكن فسخة “.


وهي التي كانت تظن ان ذلك الزواج مؤقت ينتهى بمجرد خروج و الدها من السجن .



ومع هذا شعرت بالامل فان جميع شئ سيتم بصورة حسنة .



رفعت عينيها و نظرت الى و الدها و قالت :


” نعم يا ابي ,

انى متاكدة من حقيقة عواطفى .



ولا اتصور حياة سعيدة من دون دييغو “.


وللمرة الاولي ابتسم دان فاسترخاء ,



وعندما غادرت لورا و الدها بعد دقيقة ,

كان فغاية الغبطة و الانشراح و متفائلا بقدرة صهرة العتيد على وضع حد لهذه الازمة

 

الفصل الرابع :

4- انتظرتك منذ الازل .
.


.


” الو “”


كانت لورا تنتظر ان تسمع صوت دييغو راميريز البارد ,
,


لكنها فوجئت بصوت امراة ,

فقالت بعد تردد :


” هل … هل بامكانى التحدث مع السينيور راميريز ؟
”.


” السينيور راميريز ياخذ حماما فبركة السباحة ,

هل الامر طارئ ؟
”.


” نعم .

سانتظر على الخط “.


اخذت لورا ترتجف .
.اذا اقفلت السماعة ,

فلن تستعيد شجاعتها لتطلبة من جديد .



فمن الاروع الانتظار .



” لحظة من فضلك “.


كانت لورا تطرق بعنف على طاولة الهاتف و تحاول تهدئة اعصابها .
.


من مع دييغو فبركة السباحة ؟

ربما كونسويلو ذات القامة الممشوقة و العينيين السوداوين الجميلتين ,

.



ليس من الصعب التصور ان ذلك الرجل لا يمانع فرؤية النساء الجميلات فزى السباحة .



فقالت فصوت متردد :


” انني ……… لورا ترانت “.


” اة …..!”


ران صمت طويل ,

وتسائلت لورا ما اذا كان محدثها يكتفى برؤيتها تعتذر جهارا .



فقال اخيرا فلهجة ما لوفة :


” هل زرت و الدك ؟
”.


” انني …..
نعم .

مساء امس .



انى مستعدة للتفكير فعرضك ….”


عم صمت من جديد ,

وطال الى حد انها ظنت ان المكالمة قطعت .



وبعد ثوان عديدة .
.
قال دييغو فلهجة لا مبالية :


“من الاروع ان تكلمينى عندما تقررين قبول العرض “.


بعد ساعات من التفكير المستمر و العذاب للتوصل الى ذلك الحل ,

كانت تامل منه على الاقل ان يقوم هو كذلك بجهد من جانبة ,



لكن يبدو انهة ليس من طبيعة دييغو راميريز انه يبدى بعض التفهم و قليلا من الرحمة .



همست فصوت مخنوق :


” حسنا انني اوافق على الزواج منك “.


بالتاكيد لم تكن تنتظر منه عبارات الحب ,

لكن خاب ظنها من ردة فعلة الموجزة .
::


” ساوافيك بعد نص ساعة ,

هل انت فالفندق “؟.


“نعم “.


” الى اللقاء يا لورا “.


بينما تذرع الارض بعبنوتة ذهابا و ايابا بين غرفتها و غرفة الجلوس ,



بدا لها الوقت طويلا ,

كانت فحالة قلق و بلبلة عاجزة على ان تري المنظر الساحر الذي يطل من شرفتها على البحر و راء شاطئ روملى ابيض محاط باشجار النخيل العديدة .



لماذا يريد دييغو راميريز ذلك الرجل الثرى و صاحب النفوذ سفير النساء ان يتزوجها ؟



صحيح ان عمل لورا كعارضة ازياء يجذب اليها الاضواء و صحيح انها تتمتع بجمال خلاب ,



لكنها لا تعتز بذلك ,



ان بشرتها الشقراء الفاتحة لابد ان تكون العامل الفعال الذي جذب ذلك الرجل المحاط بالنساء السمراوات .



لكن ذلك الاسباب =ليس كافيا ليتزوجها .



” الزواج اللاتينى لا ممكن فسخة ” كذا قال و الدها .



انتفضت عندما تذكرت انها ستفسخ الزواج الذي تعتبرة رباطا مقدسا و هذا بعد ان يظهر و الدها من السجن .



تطلعت الى نفسها فالمراة بعد ليلة لم تخلد بها الى النوم ,

بدت شاحبة الوجة .



فاسرعت الى الحمام ,

ووضعت بعض المساحيق على و جهها لتخفى شحوب بشرتها .
.


وعندما سمعت طرقات متواصلة على الباب ,

ظلت لحظة مسمرة فمكانها ,



فالكابوس الذي بدا منذ توقيف و الدها ما زال مستمرا و الله و حدة يعرف متي ينتهى !

.


تقدمت بخطي بطيئة و فتحت الباب ,

وفوجئت بدييغو الذي كان يرتدى بنطلون جينز ضيقا و قميصا بيضاء ….
ياخذ يدها و يطبع عليها قبلة ,
,


وبسرعة تخلصت منه و ابتعدت عنه قائلة فلهجة فظة :


” ذلك النوع من اظهار العاطفة لا يبدو ضروريا “.


رفع حاجبية متعجبا و قال :


” الا تعتبرين انه من الضروري ان تقبلى منى دليل حبى المتواضع ؟



” من الاروع ان تدخل “.


وعندما اصبحت فغرفة الجلوس الصغيرة المفروشة على الكيفية الاسبانية ,

التفتت نحوة و قالت :


” قبلت الزواج منك لسبب واحد انت تعرفة ,



ولا داعى لان نتبادل العاطفة التي لا نشعر فيها تجاة بعضنا البعض “.


” العاطفة قد لا تشعرين انت فيها يا حبيبتي ,

لكن هذا لا ينطبق علي


يجب ان نحتفل بهذه المناسبة ,

الا ترين هذا ضروريا “؟.


” لست فمزاج يؤهلنى لان احتفل باى شئ ما يا سينيور ,

لكن فنجان قهوة يكفى لتهدئة اعصابي “.


وبينما كان دييغو يعد القهوة فالمطبخ ,

خرجت لورا الى الشرفة و اسندت ظهرها الى الدرابزين و راحت تراقب برغبة الازواج اللامبالين الذين يسترخون على الشاطئ ,

منذ ان و صلت و هي تحلم بان تعود الى هنا فشهر العسل بعد ان تتزوج برانت فلوس انجلوس ….
اين هي من ذلك الحلم الان ؟



قالت ببرود و هي تاخذ فنجان القهوة من يد دييغو بعد ان اصبحت فغرفة الجلوس :


“شكرا “.


رفع هو كاسة و قال :


” اتمني لنا ….
زواجا خصبا “.


قالت لورا بصوت جليدى :


” دعك من هذي الاوهام .
.
هذا الزواج لن يصبح سوي صوريا ,

ولا تنتظر ان تنجب اولادا “.


وولحظة ظل جامدا بعدها اخرج كاسة و وضعها على الطاولة و قال فهدوء و ثقة :


” لا يا حبيبتي ,
ليس الامر ايضا ,

لن يصبح بيننا زواج ابيض .



لن اتزوج الا مرة واحدة و زوجتي ستكون ام اولادي ,



وستكونين انت تلك الزوجة ,

وليس سواك .



سالتة فصوت مرتعش :


” لكن لماذا ؟

لماذا تصر على ان تتزوجنى ؟



اننا لا نعرف بعضنا بما به الكفاية .
.
فكيف يمكننا بالتلى ان نحب بعضنا ؟
”.


فقال فلطف و هو يلامس شعرها الاشقر البراق الذي تركتة ينسدل على كتفيها :


” لن يصبح من الصعب معالجة هذي الامور فاوانها “.


بدا قلبها يلين امام كلماتة الرقيقة و اضاف :


” الم يسبق لك يا لورا ان التقيت احدا للمرة الاولي و شعرت بهذا الاحساس الغريب ,



عندما رايتك فحفلة عرض الازياء ,

انت التي كنت انتظرها منذ زمن من دون ان اعرف هذا “.


احست لورا و كانها مخدرة ,

صوتة العذب فعل فعلة بها ,

وراحت تتطلع الى عينية السوداوين الجميلتين ,



وفمة المكسيكى ,

ثم ادركت انه ياخذ فنجانها من يدها بلطف و يجذبها الى ذراعية .



هذا العناق الطويل لم تذق طعمة من قبل .
.


كانت يداة تداعبان و جهها و عينيها ,
,
وكان يهمس فاذنيها عبارات الحب الناعمة ,



فى البدء تقلصت لورا ,

لكنها سرعان ما استرخت ,

لم يسبق لها ان شعرت بالتفاعل مع الاخرين ,



واحتلتها رغبة فان تتخلي عن المقاومة امام ذلك الرجل الذي اختارتة ,



لكن لم تكن هي التي اختارتة ….


استعادت و عيها فالوقت الذي كان دييغو يرفع راسة مواصلا الهمس بعبارات ناعمة .
.


وفجاة ,

دفعتة عنها و اتكات على الحائط ,

وراح قلبلها ينبض بسرعة جنونية و عيناها الخضراوان تحدقان به فتعبير يتعذر تفسيرة .



ثم قالت فصوت لاهث :


” انني لا اؤمن بهذا الهراء .
.
لماذا ؟
”.


اقترب منها على مهل و قال فصوت مبحوح و هو يداعب خصلة شعرها :


” و مع هذا شعرت يا حبيبتي بانى لم اكن فنظرك مجرد عابر سبيل ,



لقد احسست تجاهى بالحب و الرغبة … و زواجنا ملائم تماما و سيصبح ناجحا “.


ابتعدت لورا,
عندها كانت تبدو منطوية على نفسها ,

قالت :


” فرائى ,

هذا الزواج ليس له الا هدف واحد يا سينيور ,

وهو ان يؤدى الى تحرير و الدى “.


” كلما اسرعنا فالزواج كان فو سعى ان احقق ذلك الهدف ,

كل ما استطيع عملة هو ان اقنعهم بالاسراع فمحاكمتة .

واذا كان بريئا …..”.


صرخت و هي ترمقة بنظرة قاتمة :


” بالتاكيد هو برئ ,

فى حياتة لم يقم باى عمل اجرامي ,

فكيف يمكنة ان يتواطا فتجارة المخدرات او ت هريبها ؟
”.


” يبدو انه لا يقوم باى عمل ثابت ,

وليس لدية مهنة معينة ؟
”.


قالت و هي تنظر الى النافذة لتخفى الدموع المترقرقة فعينيها :


“ترك جميع شئ بعد و فاة و الدتى ,

كان يريد ان يبتعد عن جميع شئ يذكرة فيها “.


فصرخ دييغو :


” بما فذلك ابنتة ؟
”.


” كان مضطرا لان يضعنى فمدرسة داخلية فدير للراهبات ,

ماذا ممكن ان يفعل رجل ارمل بابنة فالاخرى عشرة ؟



كان من الصعب ان ارافقة و اتقاسم حياتة على متن سفينة تظل مبحرة “.


” بالتاكيد ,

لم يكن هذا مناسبا “.


ثم ربت على المقعد الواسع الذي يجلس به و قال :


” تعالى و اجلسى قربى يا حبيبتي “.


لكنها جلست فمقعد احدث و سالتة :


” متي تظن انه يمكنك اقناعهم بتحديد موعد المحاكمة “.


” الوقت مبكر لمعرفة الجواب .

ربما شهر او شهران ….”


” يا الهى … !

كل هذي المدة ؟
”.


” اشكرى ربك ,

هنالك العشرات ظلوا فالسجن من دون محاكمة “.


” نعم ,

اعرف .

مساء امس اخبرنى و الدى بذلك ,

حسنا ….
لم يبقة امامنا الا ان نتزوج فاسرع وقت يمكن “.


فقال دييغو بسخرية :


” هذي العجلة تغمرنى فرحا ,

ويجب ان تتم حفلة الزواج فمكسيكو .
.
لدى هنالك الكثير من الاصدقاء و العلاقات و المعارف الذين ربما يحقدون على اذا لم يتسن لهم حضور العرس .
.


ليس لدى اهل مقربون .

وباستثناء كونسويلو ,

ارملة اخي ,

قريبتى الوحيدة ,

هى التي تعيش فالمسكن العائلى فكويزنافاكا .

انها طاعنة فالسن و لا يمكنها ان تاتى الى مكسيكو فهذه المناسبة “.


” اليس لديك اب او ام ؟
”.


اجابها و هو يضغط بشدة على شفتية :


” كلا .

مات و الدى فحادث طائرة و هما عائدان من كانساس .

كنت فالرابعة عشر انذاك “.


فقالت لورا بحنان :


” اننى اسفة “.


الم تمر هي كذلك بمثل هذي المحنة ؟



قال دييغو و هو يهز كتفية :


” الشباب يشفون بسرعة من هذي الصدمات ,

والان يجب ان نحدد تاريخ العرس .



الزواج المدنى ممكن ان يتم اثناء اسبوع ,



يوم الجمعة المقبل ,

والزواج الدينى فاليوم الاتي “.


” لماذا جميع هذي السرعة ؟
”.


” كى تجرى الامور بصور اروع و الى ان يحين ذلك الموعد ,

لا يمكننى ان اعرض عليك ان تسكنى معى فمكسيكو ,



لذا ساطلب من كونسويلو ان تستقبلك فمنزلها “.


قالت بلهجة جافة :


” اريد ….
ان ابقي قرب و الدى : لماذا لا يمكننا ان نتزوج هنا فاكابولكو ؟
”.


قطب دييغو حاجبية و قال :


” ” ان معظم الشخصيات الكبري التي انا بحاجة اليها من اجل قضية و الدك كلها فمكسيكو ,

حيث مراكز اعمالها .

لذا فمن الضروري ان يحضروا العرس “.


وضع يدة بلطف على يد لورا و قال :


“وتعويضا لذا ,

يمكننا ان نعود الى هنا حالا بعد انتهاء حفلة العرس و نقضى شهر العسل ففيلا جاسينتا .

وهكذا تتمكننين ان تذهبى لرؤية و الدك يوميا “.


كان عليها ان تكتفى بهذا الوعد ,

واقترحت على دييغو امهالها يومين للقيام بالحاجات الضرورية ,

وقال دييغو ان جميع النفقات ستكون على حسابة ,

فاضطرت الى قبول هذا لان المال القليل الذي تحملة لا يكفى لشراء الملابس الفخمة التي من المفروض ان ترتديها كزوجة السينيور دييغو راميريز .
,,,,

الفصل الخامس :

5- لانها تشبة الام …

ضغطت لورا باصابعها المرتجفة على صدغيها كى لا تسمع الاصوات المرتفعة التالية


من قاعة الاستقبال فالطابق الاسفل .



كان القماش المطرز الذي صنع منه فستان العرس يلوى قامتها النحيفة ,



كما تلوى الريح السنبلة الصغيرة .



هبطت فالكرسى الصغير المقال امام منضدة الزينة ذات المرايا المزخرفة ,



وراسها ما يزال بين يديها ,

ثم اسندت مرفقيها الى المنضدة .



هذه الغرفة الشاسعة بدات تخنقها ,

اثاثها من الخشب الاسود الثقيل ,

وابواب الخزائن العالية المزينة بالمرايا ,

تعكس سريرا عريضا ,

يقع فاحدي زوايا الغرفة ,



عليه غطاء من قماش موشي بالذهبى و الاحمر الغامق .



كل شئ من الطراز الاسبانى .



انة ديكور يليق بزوجة مكسيكية للسينيور دييغو سيزار دافيد راميريز …..


عندما سمعت ذلك الاسم ,

فى المركز البلدى ,

رفعت لورا حاجبيها مستغربة ,



فقال لها دييغو ان و الدتة اميريكية الجنسية ,



نعم هذي الغرفة تليق بعروس مكسيكية ,

لكنها تبدو غريبة لفتاة اميريكة عاشت حياتها فجو بسيط ,



هل نامت و الدة دييغو فهذا السرير ,

وهل و ضعت به و لدها البكر؟


ارتعشت لورا لهذه الفكرة ,

وشعرت بارتياح عندما شاهدت كونسويلو تدخل الغرفة و تقول :


” ارسلنى دييغو لاطلب منك ان تستعجلى ” .



بدات لورا تفك سلسلة الازرار الصغيرة التي تغلق الفستان عند الظهر ,

فقد جري تصميم الفستان لجدة دييغو منذ ستين سنة ,



اى قبل اختراع السحابات ,



وهذه السيدة العجوز التي استقبلت لورا بلطف فالمسكن العائلى فكوبرنافاكا ,

الحت عليها كى ترتدى ذلك الثوب يوم العرس ,

وقالت لها بانجليزية صحيحة :


” كنت احلم دائما بان ترتدى عروس دييغو الفستان نفسة الذي ارتديتة عندما تزوجت جدة .



ما من احد فالعائلة له مقاييس جسمي نفسها سواك “.


نظرت كونسويلو فعين حاسدة الى ثوب لورا الحريرى الاصفر المقال على المقعد و قالت :


” حظك كبير لانك تزوجت من رجل ترى “.


فضلت لورا الا ترد .



كانت تعلق فستانها فالخزانة ,

وتستعد لارتداء ثوبها الاصفر ,

وهي لا تشعر باى خجل من خلع ملابسها امام النساء ,



فقد تعودت هذا كعارضة ازياء .



وكانت كونسويلو تتامل فعين ناقدة قامة الفتاة الممشوقة و النحيفة .



” لست ادرى كيف انجذب دييغو الى امراة نحيفة مثلك .



ان صديقاتة كلهن نساء جميلات ذوات اجسام مليئة “.


قالت لورا و هي تبكل زنار تنورتها :


” صحيح !

ولكن لماذا لم يقع اختيارة على واحدة منهن ؟
”.


” كان دائما متمسكا بفكرة واحدة ,

وهي ان ياتى بامراة تحل مكان و الدتة التي توفيت عندما كان صغيرا .



انة لايزال اسير هذي الذكري “.


انتفضت لورا قلقا .

قفزت الى ذهنها صورة تلك المراة الشقراء الرائعة المعلقة فالجدار بين عدد من اللوحات تمثل رجالا و نساء كلهم سمر .

صحيح ان هنالك بعض التشابة بينهما ,



لكن هذا لا يؤكد ان دييغو انما اختارها لهذا الاسباب =.



قالت لورا :


” جميع ما تقولينة اوهام !

“.


فاجابت كونسويلو :


” لا .

لست مخطئة ,

واذا كان ما اقوله غير صحيح ,

فلماذا لم يخترنى انا ؟



ان تقاليد بلادنا تقضى بان يتزوج الرجل ارملة اخية “.


” تلك هي اذا المشكلة “.


فكرت لورا و هي تجلس و راء منذدة الزينة .

كانت كونسويلو تامل فان يتزوجها دييغو بعد انتهاء فترة الحداد ,

لكن بدل ان يفعل هذا ,

اختار امراة غريبة …


انها غلطة لا تغتفر ,

لو كان بامكان لورا ان تقول لها ان زواجها لن يدوم ,



فقط لان يظهر و الدها من السجن بعد اعلان برائتة ,



فى جميع حال ,

الم يفرض دييغو عليها الزواج ,

هى التي كانت ترفض تلك الفكرة بقوة “.


قالت لورا :


” كان عليك ان تكلمى دييغو بالامر “.


” ان تكلمنى عن ماذا ؟
”.


كان صوت دييغو منبعثا من عتبة الغرفة .
.


التفتت لورا نحوة ,

فاقترب منها و هو لا يزال يرتدى بذلة العرس الغامقة .



وقد وضع على القبعة قرنفلة حمراء .



وبرغم قرار لورا اعتبار ذلك الزواج بمثابة اتحاد عابر سببة الوضع المؤسف الذي يعيشة و الدها فالسجن .



فانها لم تستطع ان تلجم انفعالها عندما سمعت فالكنيسة عبارات الحب و الاخلاص تتدفق من فم دييغو ,



وتمنت لو ان ذلك الزواج كان اكثر من صورة ساخرة كئيبة .



وبعد خروجهما من الكنيسة و سط اصدقاء دييغو الذين ملاتهم الدهشة و الفرح ,

توجها الى المسكن العائلى ,

حيث كانت قاعات الاستقبال الواسعة تزدحم بمئات المدعووين من الشخصيات و رجال الاعمال ,

الذين حرصوا على تقييم العروس برغم نظرات زوجاتهم الحانقة ,



بينما رمقت بعض السيدات لورا بنظراتهن اللاذعة الخبيثة .



ثم و جة دييغو بعض العبارات باللغة الاسبانية الى ارملة اخية التي هزت كتفيها و خرجت من الغرفة بعدما صففقت الباب و راءها بحدة .



التقت عينا المكسيكى اللاهيتين بعيني لورا فالمراة و قال :


” ها نحن اخيرا و حيدان يا زوجتي .



لقد تحملت بعذاب جميع هؤلاء الرجال الذين كانوا يحيونك ,

ولم تخطر ببالى الا فكرة واحدة ,



هى ان اخطفك من بين المدعوين و اذهب بك الى فيلا جاسينتا باسرع ما ممكن “.


عانق لورا التي شعرت برعشة صغار ,

فهمست و هي تلتفت الية :


” ارجوك ….”.


لكنة لم يسمع .

بل راح يعانقها بحنان .

مما جعلها تشعر باحاسيس بالغة .



همس فاذنيها قائلا :


” اة لو تعرفين كم احبك هل يجب ان ننتظر حتي نصل الى فيلا جاسينتا ؟



هل تريدين ان اطلب من المدعويين الانصراف ليتسني لنا ان نكون و حيدين ؟
”.


المدعوون يزدحمون فقاعات الاستقبال فالطابق الاسفل .

امام ذلك المنظر استعادت لورا و عيها فتخلصت فجاة من عناق دييغو و راحت ترتب نفسها ,

ثم همست فصوت مخنوق :


” هل نسيت ان ذلك الزواج هو مجرد زواج ابيض ؟
”.


وبقوة تمسك بكتفيها و حدق فاعماق عينيها و قال :


” سبق لى يا حبيبتي ان قلت لك ان الزواج لن يفسخ ,

ومن ذلك الزواج و من ذلك الحب سيصبح لنا اولاد “.


” لا “.


وضع يدة على صدر زوجتة حيث كان قلبها ينبض بسرعة جنونية ,

ثم همس قائلا :


” كيف تقولين شيئا كهذا ؟



انك ترغبين فهذا الاتحاد و انا ايضا .



اننى اعرف تماما انك تشعرين بان قلبينا ينفعلان فانسجام و تناغم !
”.


هذا الكلام الهائم جعلها ترتعش فخوف غامض .



اية امراة لا تتاثر بعبارات الحنان و الغزل من فم رجل جذاب له خبرة و اسعة فاستمالة النساء ؟
”.


قالت فعناد و تصلب بالراى و هي تتوجة الى منضدة الزينة و تسرح شعرها :


” لا شك انك تهذي يا سينيور ,



انت تعرف جيدا اسباب زواجنا .



وهذا الزواج لا دخل له بانجاب الاولاد من اجل استمرار عائلة .



راميريز ,

عندما يظهر و الدى من السجن فاننى ……”.


توقفت و عضت على شفتيها فسالها دييغو فلطف :


” ماذا ستفعلين يا حبيبتي ؟
”.


امسكها من معصمها و ادارها نحوة و اكمل :


” هل تعتقدين اننى بعدما اقسمت بان اكون مخلصا امام اصدقائى و الشهود ؟
,


سارضي بان تطردينى عندما لا تعودين بحاجة الى لاصبح اضحوكة الجميع ؟
؟!!
“.


لااا يا لورا ,

لقد اصبحت زوجتي ,



وسوف تبقين زوجتي ,

واننى اتعهد بذلك “.


ارتعشت لورا حين لمحت نظرتة المصممة ,

يبدو ان تهديدة ليس مجرد كلام .



انة ينوى الذهاب فالزواج حتي النهاية ,



وسيصر على ان يصبح له اولادا ,



مما يؤدى الى استحالة فسخ الزواج ,
,,
نعم ,

لكن … نحن فالقرن العشرين ,
,


باولاد او من دون اولاد جميع شئ يمكن حتي الطلاق …..


وبعد ان و ضعت احمر الشفاة ,

تناولت حقيبة يدها و قالت و هي تبتسم :


” اننى جاهزة “.


” اذا ,

هيا بنا ,

حقائبنا اصبحت فالسيارة “.


” الا تريد ان تبدل ثيابك ؟



ابتسم و قال :


” الخدم ففيلا جاسينتا لم يحضروا العرس ,

وسيفرحون اذا شاهدونى فثياب العرس “.


وبطرف اصابعة راح يداعب خدها :


” كما انني اريد ان يفهم جميع اللذين سنلتقيهم فطريقنا ان هذي العروس الرائعة هي ملكي “.


ثم اضاف و هو ينظر الى لورا :


” ارجوك من اجل و الدك ,

ان تبذلى جميع ما فو سعك كى تخرجي امام الجميع انك الزوجة المحبة “.


صمت المدعوون المتجمعون فالمدخل الواسع حول سبيل ماء مدة لحظات لدر رؤية العروسين يهبطان السلم ,

ثم تجمعوا حولهما و وجهوا اليهما التهانى و التمنيات .



وعندما اصبحا فالسيارة المزينة بالورد ,

اقلع دييغو بسرعة .



وبعد قليل سلك الطريق المؤدية الى اكابولكو ,

ومن وقت الى احدث كان يرد باشارة من يدة على تحيات السائقين او الفلاحين الذين لاحظوا بذلة العرس ,

ولم يتبادل مع لورا الا بعض التعليقات العابرة فشان الاماكن التي مروا بها .



كانت لورا المتكئة باسترخاء على المقعد المريح ,

تحلم فاليقظة ,



يا لسخرية القدر ,



فقد تزوجت من رجل كانت تريد ان تعتبرة الرجل المناسب ,



لولا الظروف الحاضرة ,

انة متدين مثلها ,

وهذا فرايها امر اساسى .



كما ان دييغو يتمتع بجمال و جاذبية و ثراء و شهرة .



اخفضت عينيها على الزمردة المحاطة بحبات الماس الجميلة التي يتالف منها خاتم الزواج المقال فاصبع يدها اليسري قرب المحبس الذهبى .



دييغو بنفسة و ضعة فاصبعها بعدما اجبرها على خلع خاتم الخطبة الذي اهداها اياة برانت .



وقد بعثت الى خطيبها برسالة موسعة ,

تطلب منه ان يسامحها على تغيير رايها ,



ولم يتسني له الوقت للرد عليها ,



هل سيتسني له القراءة بين السطور ليدرك ان لورا ما تزال تحبة ؟
.


سالها دييغو فجاة :


” بماذا تفكرين ؟
”.


انتفضت ,

لكنها ردت عليه بصراحة .



” افكر ببرانت خطيبي “.


قطب دييغو حاجبية و قال :


” لم يعد لك خطيب يا لورا ,

لديك زوج مصمم على ان يجعل منك فالقريب العاجل زوجتة ,

بكل ما تحمل الكلمة من معني ……


ثم ذلك الذي يدعي برانت ,

اما كان فعل مثلما سافعل انا الليلة لو كان مكانى ؟
”.


اجابتة و هي تحاول ان تخفى انفعالها :


” ليس اذا طلبت منه الا يفعل “.


” ذلك ما كنت اظن .

فى عروقة تسرى دماء باردة “.


صرخت بعنف و حدة :


” انت مخطئ !

ا نة يتمتع برجولة مثلك ,



انما هو انسان متمدن … و لطيف ,

واقل تطلبا منك “.


” امثال هؤلاء الرجال بطبعهم البارد ,

يجعلون الدنيا مهجورة من البشر ,



يا لورا المسكينة !



هل تعتقدين ان الغزاة الاسبان كانوا يضيعون و قتهم عندما يغازلون النساء ؟
..


لا … عندما كانت تعجبهم المراة التي يلتقونها كانوا يتزوجونها


وما من مرة شكت هذي النسوة من شئ “.


سالتة لورا فمرارة :


” و هل يسمعون شكواهن ؟
”.

” قد لا .

انى اعترف بذلك ,

لكن القليلات هن اللواتى حاولن التخلص من ذلك القدر ,

ومعظمهم اسس عائلات كعائلتى ,

واعطين اولادهن العطف و الحنان و المحبة التي نالوها من ازواجهم .



لا شك فانهن نساء رائعات عرفن ان يتقبلن مصيرهن .



فقالت لورا بسخرية :


” لم يكن امامهن خيار احدث “.


وصلا الى مدخل اكابولكو و لما رات الشاطئ الرملى الذي تحدة اشجار النخيل و جوز الهند ,



فكرت لورا بانفعال انها ستري و الدها عما قريب .



الممر الطويل المتعرج الذي يؤدى الى فيلا جاسينتا لم يكن ربما قطعتة لورا من قبل ,



المرة الوحيدة التي جاءت بها مع دييغو الى هنا كانت عن طريق البحر على متن يختة ,



ظهرت الفيلا من بعيد ,

جدرانها بيضاء و قرميدها زهرى و هي مبنية على قمة تلة صخرية ,



تحيط فيها الازهار من جميع الجهات ,

علي الشرفة الواسعة و جهتى السلالم العالية و الجدران الصغيرة و المرتفعات المشجرة ….
انها فيض من الالوان الزاهية و الروائح العطرة .



وما ان توقفت السيارة امام الفيلا ,

حتي انفتح الباب بمصراعية الكبيرين …


وظهرت جوانيتا الخادمة المسؤولة ,

وورائها زوجها كارلوس المسؤول الاول فالفيلا .



اسرعت جوانيتا بوجهها الاسمر الضاحك لاستقبال العروسين ,

فرحة برؤية سيدها فبذلة العرس و القرنفلة الحمراء ,



قبلها دييغو على خديها و صافح من فالمنزل


وطلب من جوانيتا ان تحضر الشراب المنعش فغرفة الجلوس .



اخذها الى الصالون الصغير الذي تطل شرفتة على البحر


المنظر راائع .
.
فتوجهت لورا الى الشرفة لتتمتع بهذا المنظر الخلاب .



الامواج تتكسر على الصخور و الرغوة البيضاء ترتفع احيانا بعلو البيت .

ومن جهة ثانية يبدو الشاطئ الرملى تحمية سلسلة صخور تحيط بعرض الشاطئ .



قالت لورا لنفسها : “علي الاقل هنا يمكننى ان اسبح بصورة دائمة “.


ظهر دييجو فجاة و قال كانة قرا افكارها :


” من الاروع الا تسبحى الا على الجهة الجنوبية من الشاطئ ,



فالشاطئ الشمالى ملئ بالتيارات الخطرة ,

اروع شئ هو الاكتفاء بالسباحة فالبركة “.


فكرت لورا :” اليس جريمة ان يسبح المرء فالبركة عندما يصبح البحر على خطي قريبة منه ؟



شاطئ تحدة اشجار النخيل و جوز الهند المليئة بالثمار الناضجة “.


شعرت بيد دييغو تلمس عنقها بينما ترفع يدة الثانية ذقنها و سالها :


” هل تعتقدين حقا ان السباحة هي التسلية الوحيدة التي تجدينها ففيلا جاسينتا ,



يا حبيبتي اود ان اقدم لك اكثر … و اروع ….”


وبحركة عنيفة تخلصت لورا من قبضتة و قالت :


” اراك و اثقا من نفسك !
”.


اجابها بصوت خفيض :


” نعم ,

انى و اثق من قدرتى على اسعاد زوجتي ,

وعندما اضمك بين ذراعى الليلة ,
اعدك بانك ستنسين برانت نهائيا “.


فقالت و هي تدير نظرها عنه و تحدق فالخليج :


“كيف تجرؤ على التحدث بهذه الصورة ,

انت تعرف جيدا ان ذلك الزواج ليس سوي اتفاق و رياء !



يا الهى سامحنى لاننى ارتكبت صباح ذلك اليوم خطيئة مميتة ,



فقط لانقاذ حياة و الدى ,

فقد اقسمت بان اخلص لرجل لا احبة .

ارجوك الا تجعلنى اضاعف خطاى الى ….
الي …..” .



جذبها دييغو نحوة بقوة و قال :


” تقولين انك لا تحبيننى !



انى اشعر كلما عانقتك بان هنالك تجاوبا لديك .



ومن يقول انك لن تتوصلى الى حبى متي اصبحنا زوجين بالفعل ؟
”.


فجاة خفف من حدة صوتة و نظر اليها بلطف و قال :


” انني اسف يا حبيبتي .
.
ان تخوفك فمحلة ,



وهذا شئ طبيعي ,

الا يمكنك ان تثقى بى .

انى قادر على اكون لطيفا معك “.


ظهرت جوانيتا حاملة صينية :


” شكرا جوانيتا “.


ثم اضاف بعض العبارات الاسبانية طالبا من الخادمة ان تفرغ حقائب السيدة .



ولما خرجت جوانيتا من قاعة الاستقبال التفت دييغو نحو زوجتة و سالها :


” هل يمكننى ان اطلب منك ان تتصرفى كسيدة البيت ,

يا لورا ؟
”.


وبعد تردد قصير ,

هزت لورا كتفيها و اتجهت نحو الطاولة التي و ضعت عليها الصينية ,



كانت تشعر بالتعب و بالعطش بعد المسافة الطويلة التي قطعتها فهذا الحر اللاهب ,



فلم تشعر برغبة فالتحدث مع الرجل الذي بدات تخشاة ,



عليها ان تحافظ على نشاطها و حماسها و طاقتها لانها ستكون فحاجة اليها ذلك المساء لتبقية بعيدا عنها .



ومع هذا فهي تعترف ان شغف دييغو فيها و ولعة و شوقة ,

اضافة الى الديكور الرومانى المحيط بيهما ,

كلها توقظ بها رغبتها .



ومن حسن حظها .

فقد ادرك دييغو انه من الاروع تغيير المقال ,



فبدا يتحدث بمرح و طلاقة عن حاجات كثيرة و فالوقت نفسة كان يحتسى الشاى و ياكل السندويتشات الصغيرة و الحلوى بالكريما التي احضرتها جوانيتا .



” هل تعرفين يا لورا ان هذي الفيلا تحمل اسم جدتى ؟
”.


” لا .

لم اكن اعرف ان جدتك تدعي جاسينتا “.


” عندما بني و الدى ذلك البيت ,

اعطاة اسم و الدتة ….”.


سالتة فصوت ساخر :


” و لماذا لم يعطة اسم زوجتة “؟.


غاصت نظرات دييغو بتعبير حزين فقال :


” لم توافق جدتى على زواجهما ,

فى الحقيقة ممكن القول ان و الدتى لم تستطع التجاوب مع تقاليد البلاد …..”.


“وما هو اسم و الدتك “؟.


” لورا .

لورا دايفيس “.


كانها تلقت حماما مثلجا .



هل كانت كونسيويلو على حق عندما قالت ان دييغو لم يتزوجها الا لانها تشبة و الدتة ؟



حتي انهما تحملان الاسم نفسة …..


سالها دييغو بلطف عندما راها تنتفض :


” ماذا جري يا حبيبتي ,

تبدين كانك تخشين حكم جدتى … لكن هل تعتقدين انها استقبلتك بالحرارة و ذلك الحب و اعارتك فستان عرسها ,

لو لم تعتبرك الزوجة التي احلم فيها ؟
”.


وضعت لورا فنجان الشاى على الطاولة و قالت ببرود :


” لا يهمنى كثيرا ما اذا كانت جدتك تقبلنى ام لا “.


انها كذبة و اضحة .

فى الحقيقة ,

احبت لورا كثيرا هذي المراة العجوز التي تتمتع ببعض الاستبداد و الجمال ,

والتى لا تخفى حبها الكبير لحفيدها الوحيد .



اضافت و هي تنهض دفعة واحدة :


” هل يمكننى الان ان اتوجة الى غرفتي ؟
”.


ساوصلك الى جناحنا ,

ان جوانيتا تعد لنا عشاء بسيطا و خفيفا .



لكننا لن نتناولة قبل الثامنة و النصف ,

وامامنا العديد من الوقت حتي هذا الحين “.


تساءلت لورا بعبنوتة و هي تتبعة فالبهو ,

ثم فالممر :


” امامنا الوقت كى تفعل ماذا ؟



هل سيحاول تنفيذ ما يجول فخاطرة ؟
”.


فتح دييغو باب شقتهما الفاخرة المستقلة تماما عن البيت .



وفى رواق صغير تطل غرفة نوم شاسعة مزينة و مفروشة فذوق مترف و لطيف ,



الابواب الزجاجية تفتح على شرفة مزهرة تطل على قسم من الشاطئ ,



وفى و سط الغرفة سرير عريض .



التفتت لورا الى دييغو و قالت :


” بما ان العشاء سيتاخر ,

فاننى اود ان اذهب لزيارة و الدى قبل ….”


” كلا يا حبيبتي ,

هذا لا ممكن تحقيقة اليوم “.


فقالت لورا بغضب :


” لكن لماذا ؟

لقد اتفقنا على …..”.


” لقد اتفقنا على ان تتزوجينى ليصبح لدى اسباب و جية يمكننى من مساعدة و الدك على ان يمثل امام المحكمة باسرع وقت يمكن .

لقد و عدتك بان افعل هذا ,

وساحقق ذلك الوعد “.


” و اتفقنا كذلك على رؤية و الدى “.


فقال بهدوء :


” نعم ساتيح لك هذا .

لكن كثيرين سيفاجاون بان ترغب زوجتي فالابتعاد عنى ليلة العرس …


والدك كذلك سيستغرب هذا ….”.


” لماذا ؟

انة يعرف ان ….”


توقفت لورا عن متابعة الكلام و عضت على شفتيها ,



صحيح .
.
لا يعرف و الدها ان ذلك الزواج ليس زواج حب .



” ان و الدك يعرف فقط انني احب ابنتة اكثر من اي امراة ثانية ,



وان سعادتها هي اقصي ما اتمناة “.


اكثر من اي امراة ثانية .

انة يعني و الدتة …


تضايقت لورا فجاة ,

وتوجهت نحو النافذة و اسندت جبينها الملتهب اليها و راحت تتامل الامواج تتكسر على الصخور .



لماذا رفض دييغو ان يسمح لها برؤية و الدها الان ؟



هل يخاف اقاويل الخدم ,

او انه يصر على ان يملكها قبل ان يتسني لها الهرب ؟



قالت فجفاف :


” بما انه لا مجال لرؤية و الدى الان فانى اروع ان استريح “.


وفوجئت بقبول دييغو عرضها :


كما تريدين يا حبيبتي ,

ساتى لاخذك الى العشاء فالثامنة .



استريحى جيدا “.


وبعدما اغلق الباب و راءة ,

خلعت لورا حذائها العالى و شعرت بالم فراسها ,



فتناولت حبتى مسكن من حقيبتها و توجهت الى الحمام .



كان الحمام مقسما الى جزئين .



الاول يحتوى على مغسلة كبار و حنفية مذهبة .
وطاولة زينة كبار تضم عددا كبيرا من الادراج تعلوها المرايا الرمتفعة حتي السقف ,



اما الجزء الثاني فقد ذكرها بالحمامات الرومانية .

فهو مؤلف من حوض رخامي اخضر فو سطة نافورة ماء تحيط فيها احواض مزحلوة باشجار النخيل ,

وما ان تناولت حبتى المسكن حتي عادت الى غرفتها و بدات تخلع ملابسها .



فتحت باب الخزانة الواسعة و وجدت فجهة جميع ملابسها ملعقة باتقان ,

وفى الجهة الاخرى كانت ملابس دييغو ,



يا الهى ,

يجب ان تقنع نفسها انه الان زوجها و انه يحق له ان يضع ملابسة مع ملابسها .



وبحركة غاضبة تناولت قميص نوم من الساتان الابيض و هرعت الى الحمام ,



حتي المياة الناعمة التي و ضعت بها الاملاح ذات العطور المختلفة لم تساهم فاسترخاء عضلاتها بصورة كاملة .



لكن عقلها يعمل باستمرار و تبحث من دون جدوى عن كيفية تجعل دييغو يتراجع عن تصميمة .



بامكانها ان تهرب من البيت و تستقل سيارة دييغو و تذهب الى اكابولكو .

لكن هذا لن يخدم قضيتها و لن يعيد الحرية الى و الدها .



لا يمكنها الاستغناء عن مساعدة دييغو ,

انها حلقة مفرغة .



خرجت من المغطس و لفت جسدها بمئزر الحمام .

ثم راحت تجفف جسمها و ارتدت قميص النوم .



ربما توصلت الى اقناع زوجها بان رجلا يحترم نفسة لا ممكن ان يحقق لنفسة اية متعة ضد ارادتها .



تمددت فوق الغطاء الحريرى المعرق الذي يلف السرير .



ماذا تفعل كى تجعل دييغو بعيدا عنها .



راحت تقارن بين و ضعها بوضع شهرزاد التي نجحت فالنجاة من الموت المحتم طوال الف ليلة و ليلة .
.


لانها راحت تروى لشهريار القصص المشوقة التي لا نهاية لها ….


ولكن هل ستتمكن بهذه السهولة من ان تحول دييغو عن الهدف الذي صمم على تحقيقة ؟

الفصل السادس


6-الهمسة الحاسمة

عندما استيقظت لورا كان الظلام ربما ملا الغرفة.
وللحظات لم تتذكر اين هي،
ولا لماذا هي هنا.
لكنها عندما سمعت صوت الباب استعادت ذاكرتها بسرعة.

بدا قلبها ينبض بسرعة جنونية،
عندما رات دييغو،
فى بذلة المساء البيضاء،
يتقدم بخطوات و اسعة نحو السرير.
نظر اليها بدقة و تهلل و جهة عندما شاهد قميص نومها نص المفتوح.

حاولت لورا اقفال القميص،
لكنة ابعد يدها،
وجلس قربها و وضع راسة على صدرها.
ويصورة غريزية،
وضعت يدها على شعرة الاسود مستمتعة بهذه المداعبة.

همس دييغو بصوت مبحوح “انت جميلة الجمال يا حبيبتي”.

وعندما شعرت بجسمة يقترب منها،
استعادت و عيها ماذا تفعل بين ذراعى ذلك الرجل الذي تسخر منه،
والذى استفاد من نعاسها ليفاجئها؟

الحت بصوت مخنوق:

” ارجوك ابتعد عني”

وبحركة مفاجئة توصلت الى ابعادة عنها.

” لن تسامحنا جوانيتا،
اذا لم نتذوق الاكل الذي احضرتة خصيصا لنا”

لم تجرؤ لورا على ان تنظر الى زوجها.
فسكتت.
اخيرا قال دييغو فلهجة ساخرة

” اه،
سوف تفهم،
اننى متاكد انها تفهم.

لكن قد كنت على حق و سوف ننتظر… قد ذلك افضل…”

القي نظرة سريعة على ساعة يدة الذهبية،
ثم قال.

” اذا اسرعت بارتداء ملابسك،
فلن تتثانية عن العشاء.
ساختار ما تريدينه”

ابتعد باتجاة الخزانة و عاد حاملا فستانا طويلا من القطن الابيض المقطع بالرسوم الهندسية.
وقال لها و هو يضعة على طرف السرير:

” لديك تشكيلة رائعة من الملابس الجميلة يا حبيبتي،
لكنى ساشترى لك العديد ايضا،
مما يصدر عن دور الازياء الباريسية.
وسوف اشترى لك الحلى و …”

قاطعتة لورا بسرعة:

” الثياب و الحلى لا تهمنى ان الشئ الوحيد الذي ارغب به هو حرية و الدي”

” انت تعرفين جيدا اننى سافعل جميع جهدى لاحصل عليها.
هل تشكين فكلامي؟”

“ساصدقك بسهولة اذا و عدت بالا تلمسنى و الا تمارس حقوقك كزوج قبل خروج و الدى من السجن”.

فقال فتقلص:

” لكن ذلك ممكن ان يدوم اسابيع،
وربما شهورا!
هل تظنين اننى من حجر؟
هل تظنين يامكانى النوم قرب زوجتي كاللوح؟
لا ذلك غير و ارد… و ليس صحيحا سواء باللنسبة الى او بالنسبة اليك”.

ارتجفت عينا لورا.
احست بانها كانت تتجاوب مع مداعبتة لها.
كيف و صلت الى حد ان تكشف عواطفها؟

قالت بوضوح:

” لن تكوت صمة مشكلة اذا لم نتقاسم السرير نفسه”.

انتفضت عندما رات دييغو،
الغاضب،
يمسك بمعصمها و يضغط عليه بقوة و يقول:

” لا تتعلقى بالاوهام،
يا لورا،
قبل نهاية الليل،
برضاك او بالقوة،
ستصبحين زوجتي.
والان اسرعي.
انتظرك فقاعة الاستقبال الصغيرة”.

نظرت الية بغضب و هو يعبر عتبة الغرفة و يغلق الباب و راءه.
من يصبح ذلك الرجل ليشتهى امراة ترفضه؟
هل تسلية مقاومتها له و تثيره،
بدل ان تبرد اعصابه؟

اذا كان هذا صحيحا،
فستخيب لورا اماله!
وعدت نفسها بان تتصرف بين ذراعية كعجينة رخوة،
من دون انفعال.
لن تقاومة و لن تشجعة ايضا.
ربما تامل بان تمنعة كبرياؤة فمثل هذي الظروف من ان يرغمها على اطاعته.

بعد ذلك القرار شعرت لورا بارتياح.
ارتدت الفستان الذي اختارة لها دييغو و و ضعت الزينة و العطور و توجهت الى غرفة الاستقبال.

كان دييغو مديرا ظهرة يحدق فعتمة الليل.
راي انعكاس لورا من اثناء زجاج النافذة،
فاستدر مسحورا امام زوجتة الجميلة ففستانها الابيض.
ولما رات نظراته،
ندمت لانها لم ترتد فستانا عاديا اقترب منها بسرعة،
ورفع يدها و راح يقبلها و همس:

” صحيح ان الجواهر لن تزيد من جمالك،
يا حبيبتي”

لكنها افلتت منه بلطف و جلست فكنبة مريحة.
وسالتة متجاهلة نظرتة المهانة.

” هل يمكننى ان اشرب شيئا؟”

سكب لها دييغو عصير البلح المثلج و سكب لنفسة كاس ماء بالليمون بعدها قال بلهجة احتفالية يتخللها القليل من السخرية:

” ارفع كاسى لصحتنا “.

ولما لاحظ ان لورا لم تسمع ما قالة افرغ كاسة و جلس فمقعد اخر،
وقال بجفاف

” لم يسبق ان فرضت على امراة شيئا اريدة “.

كانت لورا تدرك انه تعرف الى عدد كبير من النساء فحياته.
هذا طبيعي لرجل مثله،
يتحلي بمركز رفيع فالمجتمع،
اضافة الى جاذبيته و رجولته.

شربت العصير و سالتة بصوت متردد:

” الشخص،
اقصد الاشخاص الذين ستتصل بهم بخصوص و الدي،
هل بامكانهمان يعجلوا فتحديد موعد المحاكمة؟”

” لم افعل شيئا حتي الان “.

” لكنك و عدت …”

” لقد و عدت بان احدثهم عن و الدك.
ويوم عرسى ليس بالظرف المناسب و انت تعرفين هذا جيدا.
سافعل اثناء اسبوع او اسبوعين …”

” اسبوع او اسبوعين،
واثناء ذلك الوقت،
يبقي و الدى فالسجن.
اتجد هذا طبيعيا؟”

” يجب الا نبالغ فالامر.
ان و الدك فايدى امينة.
وهو الان يتناول عشاء فاخرا لا ينقصة اي شئ.
ولا حتي الرفقة النسائية اذا كان ذلك ما يرغبه”.

احمرت لورا خجلا و قالت:

” كيف تجرؤ ان تقول … ذلك … عن ابي …”

” ان و الدك رجل كبقية الرجال،
اليس كذلك؟”

بعدما طرقت الباب دخلت جوانيتا،
مضطربة و معتذرة عن تاخرها

فقال دييغو بلطف:

” ذلك غير مهم،
يا جوانيتا،
لم تنتة السينيورا من كاسها بعد “.

” شكرا،
سينيور العشاء حاضر “.

وبعدما خرجت الخادمة و اغلقت الباب و راءها،
نهض دييغو و قال:

” لو سمحت ان تنهى عصيرك يا حبيبتي،
كى نذهب الى العشاء.
لقد امضت جوانيتا ساعات تعد الطعام.
ولا داعى لان ندعها تنتظرنا اكثر”.

فقالت لورا و هي تفرغ كاسها.

” ليس فنيتى ازعاج جوانيتا،
ابدا”

قالت لورا لنفسها : “ان دييغو يحترم موظفية و يحرص على راحتهم،
بينما رغباتها هي تبدو احدث اهتماماته.
يالسخرية القدر!

قال و هو يتابط ذراعها:

” لورا.
اسمعى جيدا.
لا اريد ان تعرف جوانيتا اننا لم نتزوج عن حب.
فهي تنتظر ذلك اليوم منذ زمن .
.”

اجابت لورا بقسوة و هي تفلت من قبضته:

” تبا لجوانيتا و للجميع فكل حال،
ليست جوانيتا من يضطر مقاسمتك سريرك و ما ئدتك “.

تقدمت امامة فخطي اكيدة،
لكنها توقفت فمنتصف الممر،
ضائعة امام العدد الهائل من الابواب لا تعرف اي منها تختار.
ومن دون كلمة لحق فيها دييغو بعدها ادخلها الى قاعة الاكل المتصلة بالدار الكبير بباب ذى مصراعين.
غرفة الاكل بسيطة،
لا تشبة فشئ غرفة الاكل الواسعة بقصرة فمكسيكو.

فكرت لورا و هي تتامل الطاولة الممدودة فدقة و فن:

” يالها من و رطة “.
ان اي بنت فالعالم تحلم بمثل ذلك الديكور ليلة عرسها.
برفقة زوج جذاب مثله!
لماذا اختار ذلك الرجل المتعجرف،
الجذاب الذي يستطيع ان يملك جميع النساء،
اختارها هي بالذات؟

ظهرت جوانيتا حاملة الوجبة الاولي المؤلفة من اللوبياء المتبلة بالحشائش العطرية و الجبن و الصالصة الحامضة.
انة حساء شعبى اعجبها طعمه،
لكنها لم تكن قادرة على احتساء الا القليل منه لانة حار.
الوجبة الاخرى كانت مؤلفة لحم الاوز المطبوخ.
اكلت بعضا منها.
ولم يكف دييغو من النظر اليها بشكل مبهم.
كان يلعب مع طريدتة لعبة الهر و الفار …

ولما مدت يدها لتتذوق العنب الهندي سالها دييغو فجاة:

” منذ متي عقدت خطبتك على ذلك الاميركي؟

فقالت متعجبة:

” برانت؟

اجاب بخشونة:

” هل كان العديد قبله؟

” كلا.
هو فقط.
انة الرجل الاول الذي تعرفت الية منذ خروجى من الدير.
كنت اسمع دائما اخبار صديقاتي.
يتحدثن بفرح عن اصدقائهن الرجال.
الذين تعرفن اليهم اثناء العطلة الصيفية.
اما انا فكنت امضى عطلتى على متن سفينة و الدى و ذلك كان يكفينى حقا “.

” الى ان دخل برانت فحياتك؟

” نعم.
انة يملك جميع ما ترغب اي امراة ان تجدة فالرجل “.

وعندما رات و جة دييغو يتجهم اضافت:

انة شاب حسن المظهر،
ساحر،
تحبة الفتيات.
وقد حسدتنى العديدات عليه ”

انهت كلماتها بصوت مخنوق.
وتذكرت بدقة غريبة،
الاسباب =الذي دفعها الى قبول الزواج من الاميكرى برانت.

ذات مرة عادا باكرا من عطلة نهاية الاسبوع،
امضياها لورا و برانت فمنزل و الديه.
وبرغم استقبالهما الحميم لها،
والحاح برانت بالذات،
كانت لورا مترددة فان تعدة بالزواج.
صحيح ان المحامي الشاب يتمتع بمزايا عديدة،
لكنها كانت تشعر بانه جدى اكثر من اللازم.
نادرا ما كان يعانقها او يداعبها،
لم يكن قادرا على ان ينس لحظة،
ان لورا تلقت تربيتها على ايدى الراهبات.

ومع ذلك،
وفى هذا اليوم بالذات،
اتخذت قرارا نهائيا بان تتزوجه،
بعدما رات و الدها يعانق بنت سمراء على سطح السفينة.
التى كانت تتوجة نحوها برفقة برانت.

ومن دون تردد،
التفت لورا برفيقها و اقترحت عليه ان يعودا من حيث اتيا،
او بالاحري الى مطعم قريب لشرب القهوة.

لم تكن تريد ان تري و الدها فهذه الحالة.
وفهمت حينئذ انه لم يعد لها مكان فحياة و الدها.

صحيح ان برانت فوجئ بقرارها،
لكنة لم يخرج استغرابه.
فهو بتمتع باعصاب هادئة الى درجة الغيظ.

قال دييغو بصراحة قاسية:

” لاشك ان احدي الفتيات التي كانت تغار منك،
ستكون مسرورة جدا جدا لان تستعيد حبيبك القديم “.

اخفضت لورا عينيها.
حزن قلبها امام فكرة ان برانت يغازل امراة اخرى.
نهضت و قالت متثائبة فالوقت الذي دخلت به جوانيتا حاملة صينية القهوة.

” انني مرهقة و اريد …ان اذهب الى غرفتي “.

نهض دييغو فالحالو وضع ذراعة حول كتف لورا و قال للخادمة:

” ان السينيورا متعبة بعد ذلك النهار الطويل.
لن نتناول القهوة “.

ابتسمت جوانيتا و قالت:

” نعم سينيور.
ليلة سعيدة “.

ولما و صلت الى غرفتها،
حاولت لورا اغلاق الباب على دييغو،
لكنها لم تنجح.

توجهت الى منضدة الزينة و خلعت حلقها الماسية و و ضعتها فعلبة الجواهر.
ثم قالت بجفاف:

” فمنزل شاسع كهذا،
لاشك ان غرف النوم عديدة “.

فقال بهدوء:

” نعم.
لكننى قررت ان اتقاسم هذي الغرفة مع زوجتي “.

صرخت لورا:

” انا لست زوجتك”.

قال و هو يرفع يدها اليسري و يتامل محبسها الذي و ضعة فاصبعها فالصباح:

” لكن،
يا حبيبتي،
هذا هو الدليل …”

فقالت و هي تسحب يدها:

” جميع ذلك مسرحية محزنة و انت تعرف هذا جيدا.
كيف استطيع التعبير عن محبتى لرجل لا اعرفه؟
فكيف اذا كنت لا احبه!

لمع و جة دييغو و قال بصوت مداعب:

” غالبا ما ياتى الحب بعد الزواج يا حبيبتي..
ان الزوج الحنون و المهتم يعرف كيف يجلب الحب الى قلب زوجته…”

فقالت و هي تدير ظهرها:

” صحيح اننى ترعرعت فدير.
لكننى نشات فبلد حر حيث النساء عرفن منذ زمن طويل كيف يتخلين عن سيطرة الجنس القوي “.

” اذا فانت تفضلين هذا الاميركى الفاتر الذي نشلتك من بين يديه.
حبيبتي.
سوف نرى…ساتركك عشر دقيقة فقط لاغير ملابسى “.

ظلت لورا محدقة للحظة طويلة فالباب حيث خرج دييغو.
لا شك انه ذهب الى غرفة ثانية ليغير ثيابه.
سوف تقفل الباب.
ومن المؤكد انه لن يحاول خلع الباب خوفا من ازعاج جوانيتا..

ولكن لا مفتاح بالباب،
لا فالخارج و لا فالداخل!
كاجت ان تجهش بالبكاء.
وفجاة،
اتخذت قرارها النهائي.
فخلعت فستانها و ارتدت قميص نوم حريرية،
وكانت متاكدة من شئ واحد: ربما يمتلكها دييغو هذي الليلة لكنها لكنها ستفعل المستحيل كى لا تدعة يشعر باى اكتفاء لكبريائة و عزة نفسه.

لم تكن لورا تدرك الوقت الذي مر،
فاغلقت باب الحمام و راءها و راحت تغسل اسنانها و تزيل الزينة عن و جهها.
ثم سرحت شعرها.

عيناها الخضراوان تعكسان نوعا من الالهام و الوله.
حلمت كاى بنت شابة بليلة عرسها،
لكن بصورة غير و اضحة.
كانت دائما تتصور زوجا جذابا،
حالما و رومنطيقيا،
يعرف ما تطلبة المراة فمثل هذي المناسبة.

فجاة انفتح الباب و اطل دييغو مرتديا مئزرا من الحرير.
اة كم هو بعيد من رجل احلامها الناعم!
قالت بصوت متقطع لتربح بعض الوقت:

” لست…لست جاهزة “.

ومن دون ان يتحرك ظل يتاملها من راسها الى اصابع قدميها.
فالتفتت لورا بعبنوتة نحو المغسلة لترتب بعض الاغراض.
فامرها باختصار:

” اتركي ذلك كله و تعالى ”

وبحركة من اصابعها المرتجفة اوقعت لورا معجون الاسنان.
ثم و كان صوت دييغو سحرها،
اقتربت ببطء و كانها مخدرة،
فضهما الى صدرة بشدة.
ثم حملها بين ذراعية كالريشة و توجة فيها الى الغرفة و هو يهمس بعبارات ناعمة و ساحرة.

وضعها على السرير بلطف،
وجلس قربها.
كانت لورا جامدة كالثلج و هو غارق فمداعبتها… لكنها لم تستطع الاستمرار فالصمود

قرارها ان تظل باردة كالحجر بين ذراعى زوجها لم ينفذ،
لانها كانت تشعر باحاسيس مثيرة من جراء ملامساتة البارعة.

همس دييغو بحرارة و بالاسبانية:

” حبيبتي،
انى احبك ”

وغريزيا كانت لورا تداعب كتفية قبل ان تغرز اصابعها فشعرة الاسود.
كانت تهمهم باللغة الانكليزية بعبارات متقطعة بعدها قالت من دون و عي

” اة برانت،حبيبي!

عم صمت لبضع ثوان.
ثم سحب دييغو شعرها بعنف و همس بصوت اجش:

” ماذا قلت؟

انتفضت لورا فارتعاشة غير ارادية و استعادت برودة اعصابها.
انها تحمل الحل لجميع مشاكلها.
كيف لم تفكر فذلك من قبل ؟

فقالت فبرائة متصنعة:

” هل قلت شيئا ما ؟

فقال و هو يرمقها بنظرة غاضبة:

” لقد همست باسم برانت ”

فقالت و هي تقطب حاجبيها:

” اه،
ليس هذا غريبا فمثل هذي الحالة…برانت و انا كنا…”

وتوقفت تاركة دييغو ينهى الجملة.
كانت تشعر بان جسمة يرتجف غضبا.
فسالها بهدوء يشوبة تهديد و اضح:

” هل كان عشيقك؟

تطلعت الية بنظرة خالية من اي تعبير و قالت ضاحكة:

” و ماذا كنت تتصور؟
فى الولايات المتحدة الاميركية يتمتع المخطوبين بحرية احسن من هذي البلاد!
هل كنت تتصور ان برانت و انا يمكننا التوصل الى الاتفاق على الزواج من دون ان نعرف مسبقا اننا منسجمان على كل الاصعدة؟

رفع دييغو مرفقية و سمرها على السرير و نظر اليها بغضب و قال و هو يشد بشعرها”

” لا اريد ان امارس حقوقى مع امراة سبق و عرفت رجلا اخر.
لماذا تزوجت مني؟
لماذا؟

فقالت و هي ترفع كتفيها:

” لانك لم تترك لى اي خيار ان و الدى …”

قفز دييغو من السرير و هو يطلق سيلا من الشتائم باللغة الاسبانية.
و وضع مئزرة و التفت الى لورا و رمقها بنظرات حقيرة.

” و الدك… دائما و الدك … هل تتصورين اننى بعد جميع ذلك العار،
سارفع اصبعا واحدا لاساعدة على الخروج من هذي الورطة التي وضع نفسة فيها؟
يمكنة ان يمضى حياتة كلها فالسجن!

بعد هذي الملاحظة،
خرج من الغرفة،
تاركا لورا فحالة انهيار.
نجحت فانقاذ نفسها و لكن ماذا كان الثمن؟

الفصل السابع …….

7 – مشاعر متناقضة …..

“لورا “.


غصبا عنها فتحت لورا عينيها الناعستين و تسائلت فخوف اين هي .



ثم تعرفت الى الوجة القاسي ,

ذى الملامح النبيلة المتعجرفة


الذى كان يترائي لها فنومها الملئ بالكوابيس .



وبحركة من يدة ,

اشار دييغو الى الصينية الموضوعة على الطاولة بعدها قال :


” جئتك بطعام الفطور .

كان يجب ان افعل ذلك و الا استغربت جوانيتا الامر و ……..”.


تقوقعت لورا و سالتة :


” ماذا …..
ماذا قلت لها ؟
”.


اجاب و هو يتجة نحو النوافذ ,

ويفتح الستائر تاركا النور يدخل بقوة الى الغرفة :


” هل اعتقدت باننى ساقول لها الحقيقة ؟



اى انني امضيت الليل بعيدا عن زوجتي التي و هبت نفسها لرجل احدث ؟
”.


تكلم من دون غضب و بصوت حزين ,

شعرت لورا بالدمع يصعد الى عينيها متاثرة بكبريائة .



كانت تريد ان تتراجع عما قالتة بالامس و ان تقسم له ان برانت احترمها دائما ,

وانة هو ,

دييغو بالذات هو الذي عرف كيف يحرك المشاعر التي كانت تجهلها حتي الان هذي الليلة ,

ليلة الحب المتقطع و ضعتها على شفير الانهيار و كانت سببا فارقها .



ومن دون كلمة ,

جلست فسريرها و القت نظرة خاطفة الى الصينية المليئة بالماكل الشهية .



فى سلة كان الخبز الصغير الطازج و الساخن و الزبدة الشهية بشكل اصفاد موضوعة فصحن من الكريستال الثمين ,

وقرب ابريق القهوة المصنوع من الفضة و ضعت و ردة حمراء فمزهرية صغار .



فهمست لورا بصوت خافت :


” شكرا لهذا الفطور .
.
الوردة ….
جميلة “.


قال دييغو و هو يقترب من السرير :


“ليس انا من اعد الصينية .

عليك ان تشكرى جوانيتا “.


” اه”


لماذ خاب املها الى هذي الدرجة .

لا تعرف ؟



وفى حركة خالية من اي حنان ,

اخرج دييغو من جيبة علبة صغار و رماها على السرير و اضاف بسخرية :


” من عاداتنا ان نقدم هدية الى العروس ,

شاكرين لها محبتها و رقتها اثناء ليلة العرس ,

من الاروع ان تاخذيها “.


اخذت لورا العلبة بيديها المرتجفتين و فتحتها باعتناء ,

وجدت لورا داخل العلبة المبطنة بقماش الساتان الابيض زوجان من الحلق ,

مصنوعان من الزمرد المحاط بحبات الماس ,

التى تشبة خاتم خطبتها .



” ارجو ان تضعيها هذي الليلة اثناء العشاء “.


تلعثمت و هي تنظر الى و جة دييغو الحزين :


” انها جميلة جدا جدا .

لكن يجب ان تحتفظ فيها لزوجتك “.


” انت زوجتي ,

وكما سبق و قلت لك ,

لن اتزوج الا مرة واحدة فحياتي “.


سالتة بعد زفرة عميقة :


” حتي بعد جميع ما حدث الليلة الماضية ؟
”.


ثم اضافت بعدما اطلقت ضحكة خالية من الشعور باى فرح :


” لكنك لست ناسكا “.


” لم اعتد العيش كناسك ,

وبانتظار ان انسي خيبة املى بعد خداعك لى ,



فلن تنقصنى النساء عندما اري اننى بحاجة الى واحدة “.


قالت و كانها تلقت صفعة :


” و النساء الاخيرات ,

السن جديرات بالاحتقار ؟
”.


فاجابها بصوت هادئ و هو يتجة نحو الباب :


” لا تخلطى الحاجات ,

لم يسبق ان فكرت ان تكون زوجتي واحدة منهن .



احتسى القهوة بعدها تعالى لنسبح فالبركة قبل الغداء و سنذهب لزيارة و الدك ففترة بعد الظهر “.


شعرت لورا بجفاف فحلقها ,

فسكبت عدة فناجين قهوة شربتها بنهم .



لم يكن و ضعها اروع من يوم امس ,

سيبدا لعبة الهر و الفار .



ومتي سئم من النساء سيفرض عليها ان تقوم بواجباتها الزوجية ,



وسيعرف حينذاك انها كذبت عليه فيما يتعلق ببرانت …..


لكن فالوقت الحاضر يبدو انه عاد عن قرارة فاهمال و الدها و تركة الى القدر ,



وهذا فحد ذاتة انتصار .



عندما خرجت لورا من غرفتها ,

كانت الساعة العاشرة


وفى الممر التقت جوانيتا التي احمر و جهها ,



لاشك فان الخادمة اعتبرت هذا ناتجا عن قضائها ليلة جميلة بين ذراعى زوجها .



فقالت الخادمة و هي تتامل لورا من شعرها المرفوع الى الوراء الى قدميها النحيفتين مرورا بفستانها المزهر :


” صباح الخير سينيورا راميريز “.


” صباح الخير يا جوانيتا “.


بدت الخادمة مسرورة من ان الفتاة الامريكية تجيد اللغة الاسبانية ,

فقالت جوابا على احد اسالتها .



” ان السينيور فالبركة ,

يمكننى ان اجلب لك بعض الشراب ,

اذا كنت تريدين هذا “.


” شكرا ,

اروع بعض القهوة اذا كان ذلك ممكنا “.


” ساعد القهوة فالحال “.


قطعت لورا بهوا فو سطة سبيل ماء و اسع ,



حولة النباتات المتسلقة على اعمدة حديدية ,



فجاة شاهدت بركة السباحة المستطيلة ذات اللون الازرق الفيروزى تلمع تحت سماء شديدة الزرقة .



وتاملت بامعان شديد شبح دييغو على حافة البركة و بالرغم منها بدا قلبها ينبض بسرعة و هي تتامل جسمة الرائع الملئ بالرجولة و كتفية العريضتين و قدمية المعضلتين .



كان و اقفا يستعد لقفزة .

ومن دون ان يراها رفع ذراعية الى الشمس ,



ثم قفز تحت الماء و لم يخرج الا بعد ان وصل الى الطرف الاخر من البركة .



واثناء عملية الغطس ,

جلست لورا على سرير بحر مبطن و راحت تدهن قدميها بزيت و اق للشمس .



وفجاة شعرت بدييغو يقترب منها و يتوقف قربها و هو يلاحظ ما تفعلة و من دون ان ترفع عينيها طلت تدلك قدميها لتدخل الزيت الى بشرتها .



اخيرا قال بصوت جاف :


“اتصور ان شمسنا المكسيكية الحارة ستتردد فالتسرب الى بشرتك بعد ذلك التدليك “.


كانت تفكر فيما اذا كانت هذي العبارات تعني شيئا احدث ,



واذا بدييغو يتناول الانبوب من يديها و يشير الى كتفيها :


“هل تسمحين لى بان ادلك كتفيك …”


” بوسعى ان افعل هذا بنفسي “.


لم يابة دييغو لرفضها بل وضع فيدة قليلا من الزيت و راح يدلك كتفيها بلطف و شعرت بانه يملك اصابع ذهبية ,

فهذا التدليك الخفيف ساعدها على الاسترخاء بعد انفعالات الساعات الماضية و ليلتها البيضاء ,

فاسترخت و اغمضت عينيها الى ان شعرت بيد دييغو تقترب من صدرها ,

وانفاسة تلامس اذنها ,

فشعرت بقشعريرة تعبر جسمها ,

فانتفضت و اقفة .



” اة .

عفوا يا سينيورا ,

احضرت القهوة كما طلبت ….”


ولدي سماعها صوت جوانيتا التفتت لورا بسرعة و احمرت خجلا .



لا شك فان الخادمة شاهدت دييغو يلامسها و لربما اعتقدت انه يهمس فاذنيها بعبارات الحب المعسولة .



وعلي و جهها تعبير يقول بان ما تراة او تسمععة شئ طبيعي جدا جدا .



قالت لورا عندما اختفت جوانيتا عن الانظار :


” كيف تجرؤ على ذلك ,

لا شك انها فكرت….”


هز كتفية و جلس على طرف سرير البحر و سكب لها القهوة و قال :


” فكل حال انتبهت بسرعة الى عينيك المتاججتين ,

لا شك فانها و زوجها سعيدان و مبتهجان لليلة عرسها ….”


ثم قدم لها القهوة ففنجان مصنوع من الخزف الصيني ,

فقالت بصوت ساخر :


“انى اعجب لاهتمامك براى الموظفين و الخدم “.


” لا يمكنك ان تفهمى … عندما كنت صغيرا ,

كنت اتى الى هنا اثناء العطلة المدرسية ,



وكان كارلوس و جوانيتا بمثابة و الدي .



وهما الان سعيدان جدا جدا لرؤيتى متزوجا .
.
ويحلمان برؤية ابنائى يقفزون على احضانهما ,



و لذا ,

فلا اريد ان اخيب المالهما “.


اتكات لورا بعنف على ارائك السرير فاندلقت القهوة على الصحن ,



فاذا بدييغو ياخذ الفنجان من يدها و ينظفة بعدها يعيدة اليها قائلا :


” كوني حذرة يا حبيبتي “.


قالت فتحد :


” من الذي يمنعنى من ان اقول لهما ان زواجنا ليس سوي مسرحية .
.!!”.


” اولا ,

لن يصدقالك ,

ثم ,

رغبة منى بان اكذب اقوالك ,

فلن اتاخر عن المطالبة بحقوقى الزوجية و الحصول عليها “.


” صحيح .
.؟؟
وما راى و الدتك بالامر ,

لو كانت لا تزال حية “.


لكنها كانت ربما و عدت نفسها بالا تدعة يعرف بان تلميحات كونسويلو فيما يتعلق بتشابهها مع و الدتة ربما جرحت شعورها ,

فسالها بصوت مبحوح :


“من حدثك عن امي ؟
”.


” لقد شاهدت صورتها فمكسيكو … ان شبهها بى قوي جدا جدا “.


فقال و هو يتاملها من راسها حتي قدميها :


” ليس ذلك رايى ,

الشبة هو مجرد شبة سطحى ,

فى الواقع ,

ليس بينكما اي شئ متشابة “.


صمت لحظة بعدها نهض قائلا :


” سوف اسبح قليلا قبل موعد الغداء ,

هل تاتين معى ؟
”.


هزت لورا راسها بالنفى ,

فقفز دييغو فالبركة و طرطشها بالماء الذي انعش بشرتها الملتهبة ,



لمااذ لم تتبعة الى البركة برغم حرارة الطقس ؟



احتلها شعور بالخدر و الخمول ,

لكنها لم تكن توقف عن التفكير بصورة مستمرة .



فى جميع حال ,

ربما كان من الاروع الا تلحق فيه فالماء ,



ربما حدث احتكاك بينهما و هي تعرف انها عاجزة عن مقاومة رغبتها بالاستسلام له كلما اقترب منها و لمس جسمها .



متي اصبح و الدها خارج السجن ,

سوف تفسخ ذلك الزواج الذي فرضة عليها دييغو ,



وتغاذر البلاد و من السهل ان تحصل فبلادها على فسخ للزواج بكيفية اسهل مما يجرى فمكسيكو .



اوقف دييغو سيارتة المرسيدس قرب مركز الشرطة ,

ثم حدج لورا بنظرة تهكمية و قال :


“تشبهين كثيرا امراة عانسا مهانة يا حبيبتي ,

اكثر من عروس متالقة بعدما امضت الليل بين ذراعى زوجها ,

يجب معالجة ذلك الامر “.


فالتفتت لورا نحوة و انفجرت غاضبة و قالت :


” هل تعتقد ان و الدى سيصدق جميع ذلك الرياء و الكذب ؟



والدى و والدتى احبا بعضهما البعض منذ اللحظة التي التقيا بها .



ويعرف و الدى تماما كيف يخرج الحب و الغرام فعيون العروسين و خاصة بعد …..
بعد …..
اوة … ”


اكمل دييغو ببرود :


“بعد ليلة عرسهما .

اسمحى لى بان اقول لك يا عزيزتى ان و الدتك لم تكن بكل تاكيد ربما نامت مع رجل احدث قبل ان تتزوج و الدك “.


استغرابها المصدوم ما ت على شفتيها ,

لان دييغو جذبها نحوة و خلع نظارتيها ,



ثم رفع ذقنها بنعومة و حدق فعينيها الخضراوين الناقمتين ,

ثم من غير مبالاة بنظرات الشرطة التي تستعد للدخول الى المركز ,

احني راسة على و جة لورا التي راح قللبها ينبض بسرعة جنونية ,

ارادت ان ترفع يدها لتبعدة عنها ,

لكنها لاحظت انه انتزع من شعرها الدبابيس و انسدل شعرها الاشقر على كتفيها .



تقلصت حتي لا تنساق مع هذي الاحاسيس المتيقظة من جراء ذلك الاقتحام المنتظر .



عناق دييغو و اصابعة التي تلامس شعرها و عنقها ,

كلها تساهم ففقدانها لوعيها ,



وادركت ان برانت لم يكن قادرا على ان يشفى غليلها و يطفئ الظما الذي تشعر به


همست فاذنة بصوت مذهول :


” .
.
دييغو ….



ولما دفعها عنه فجاة ,

شعرت بصدمة كبار ,



واثناء لحظة ,

راح يتاملها كفنان معجب بلوحتة ,



ثم قال لها بصوت مبحوح :


” و الان لا شك فانك تبدين متعة للنظر ,

سوف يتاكد و الدك من اننا عاشقان متيمان ,



ولما راها تبحث فحقيبتها عن مشط و حمرة الشفاة قال :


” لا .

لا تفغلى شيئا ,

والا اضطررت الى ان اعيد الكرة “.


تناولت لورا نظارتيها لكن دييغو اعترضهاقائلا :


” اتركي النظارات هنا,
ان نظراتك … كاشفة “.


وبرغم غضبها لم تكن لورا مستاءة من وجود دييغو معها ,
,


الشرطى البدين الذي راتة اثناء زيارتها الاولي نهض لاستقبالهما فابتسامة مجاملة ,



لكن الشرطيين الاخرين راحا يحدقان فيها بكيفية و قحة,


مما جعلها تلتصق بدييغو الذي وضع ذراعية حول خصرها ,



ولم يتركها الا عندما و صلا الى زنزانة و الدها ,

ولما فتح السجان الباب اسرعت لورا الى داخل الغرفة ,

تبحث عن و الدها الذي كان ممددا على السرير و راسة فاتجاة الحائط و ربما حل مكان السرير الصغير سرير و اسع عليه الشراشف الملونة .



” ابي … ذلك انا “.


استدار دان و فتح عينية كانة يستيقظ من نوم عميق ….


” لورا ؟

هذه انت حقا ؟
”.

انتصب بصعوبة و جلس على حافة السرير ,



ثم نهض و عانق ابنتة و شدها الى صدرة بعدها قال بصوت ثقيل :


” كنت احلم ,

عفوا يا ابنتى ,

لم انتظر ان اراك بهذه السرعة بعد الزواج ,

والا لرتبت غرفتي ,



اقبل منى احر التهانى يا دييغو .
.”


ثم ابتعد عن ابنتة قليلا ليتاملها عن قرب .



واستغربت لورا ان تري بشرتة داكنة .

فقال دان بابتسامة طبيعية :


” اري ان الزواج يليق بك يا صغيرتى ,

لم يسبق لى ان رايتك مشعة كاليوم و انني سعيد جدا جدا لذا “.


قالت بصوت خافت :


” كنت اود لو حضرت حفلة العرس ,

يا ابي ,

لم يكن هنالك احد من عائلتى .
.”


ضغط دان على يدها و قال بانفعال بعد صمت طويل :


” كان هنالك زوجك ,

انة يساوى جميع اهلك و اصدقائك “.


كتمت لورا احاسيسها و التفتت عفويا الى دييغو و فوجئت ان رات فعينية الحنان و المحبة ,



فقالت بصوت منخفض :


” نعم ….
كان هنالك دييغو “.


قال دان :


” لنجلس و نتحدث قليلا ,

لا اريد ان احتجزكما كثيرا ,



لا شك انكما ترغبان ان تكونا و حيدين .

كما اننا لسنا ففندق من الدرجة الاولي .



لكن منذ زيارة لورا الاخيرة ,

اصبحت غرفتة مريحة جدا جدا ,

وضعت المقاعد الجلدية حول الطاولة و خزانة مليئة بالملابس ,

وعلي الطاولة اباريق القهوة و الشاى و براد يحوى على المشروبات المنعشة .



” دييغو اريد ان اشكرك لكل ما فعلتة لتجعل ذلك المكان مريحا ,

كما احب ان اشرب شيئا على شرفكما .



ماذا تريدين ان تشربى يا لورا ؟



كانت على و شك الرفض ,

لكن نظرات دييغو جعلتها تغير رايها ,



فقالت :


“اريد قليلا من الشاى “.


وقام دييغو يسكب الشاى للجميع .

واذا بدان يرفع كاسة و يقول و هو ينظر الى ابنتة بانفعال كبير :


“ليكن زواجكما سعيدا كما كان زواجى “.


احمرت لورا خجلا و جرعت الشاى و كادت تختنق بعدها قالت :


” اعرف جيدا يا ابي ان زواجك كان فريدا من نوعة “.


لم يكن بامكانها التصور انه سياتى يوم و يشرب و الدها على شرفها فزنزانة مكسيكية ,

كان عرسها من رجل حقير ؟



هى التي كانت تحلم ان يرافقها و الدها الى العرس و يسلمها الى برانت ,



امر غريب للغاية ….


فجاة ,

عادت الى و عيها و تبين لها ان و الدها و زوجها يتحدثان كانهما صديقان قديمان .



اة لو انها قادرة على ان تفتح قلبها لدان ,

او ان تبقي معه لوحدها بضعة دقيقة ,

اثناء الفرص المدرسية التي كانت تمضيها برفقة و الدها على متن سفينتة بربارة ,

كان دان دائما يصغى اليها بانتباة لكل مشاكل و احزان الطفولة و المراهقة .



اما اليوم و الوضع معها متازم ,

فان و الدها هو احدث من يمكنها ان تشكو الية او تفتح له قلبها .



نهض دييغو كانة احس بمدي توترها ,

ووضع فنجانة على الطاولة و قال فمحبة :


” يجب ان نذهب الان يا حبيبتي “.


ثم اضاف و هو يلتفت نحو عمة :


” تامل خادمتى ان يصبح العشاء الليلة انجح مما كان عليه عشاء الامس ….”


ابتسم دان ترانت بينما ابتعد دييغو نحو الباب تاركا الابنة و الاب يودعان بعضهما البعض على حدة .
.


همس دان فصوت مبحوح :


” لقد عثرت على زوج محب يا حبيبتي .
.
اعتنى فيه جيدا ,

هذا ما فعلتة امك و لم تندم ابدا على ذلك “.


ارادت لورا ان تصرخ له انها نادمة على زواجها من ذلك الرجل الذي لا تحب و لا يمكنها ان تحبة ابدا “.


” انت تحب دييغو كثيرا .
.
اليس ايضا يا ابي ؟
”.


اجابها دان و هو يتفحصها بنظراتة :


” نعم ,

سيصبح صالحا لك يا صغيرتى .

لقد عرفت هذا منذ المرة الاولي ,

عندما رايتة ينظر اليك فالميرادور


,
كما اننى فخور جدا جدا بابنتى ,

واعتقد ان دييغو محظوظ كذلك و مسرور لانة تعرف اليك ,

لقد قلت له هذا .

وكا من رايى “.


سالتة لورا من دون ان تخفى مرارتها :


” و الان ؟
”.


قال دان و ربما فاجاتة لهجتها الحزينة :


” كان شيئا ما يزعجك يا ابنتى ,

الست سعيدة ؟



احيانا يشعر المرء بالانصدام بعد ليلة العرس الاولي ,

لكن الامور تتبدل بسرعة ,

سوف ترين هذا “.


ادركت لورا انها تشكو بكيفية غير مباشرة ,

فقامت بجهد و ابتسمت و قالت :


” بلي انا سعيدة ,

لا يمكننى ان اتصور العيش من دون دييغو “.


فرح لجوابها .

غصت لور و خرجت لتوها من الزنزانة .

طوقها دييغو بذراعية و رافقها فالممشي و لم تتمكن من اخفاء دموعها .



ولما و صلا الى السارة سالها دييغو :


” هل هنالك ما يزعجك ؟
”.


” بالتاكيد .

لماذا الاستغراب ؟

انى متزوجة من رجل ترعبنى مجرد رؤيتة و والدى مسجون فهذا المكان المرعب “.


قامت بحركة غاضبة باتجاة السجن الواقع على الجهة الاخرى من الطريق .



وبالصدفة و قع نطرها على و جة دييغو ,

فانتبهت الى تغير ملامحة بهذه السرعة الرهيبة .

فقدت عيناة لمعانهما و حرارتهما العادية .



وتقلص و جهة و من دون كلمة اقلع بسيارتة .



واثناء الطريق عم الصمت ,

مرة او مرتين القت لورا بنظرة خاطفة باتجاهه


اوقف السيارة امام البيت و اخذ لورا بذراعها و جذبها بقوة نحو الشقة من دون ان يلاحظ نظرة جوانيتا المتفاجاة و كانت لورا تنتظر فان تراة ينتقم منها بكيفية .
.
طبيعية .



لكنها ظلت جامدة مستعدة لكل شئ ما عدا رؤية ملامح و جهة الجامدة .
.


فهمست بعدما دفعها بقوة الى داخل الغرفة :


” دييغو ”


ثم رددت بصوت مرتجف و هي ترفع عينيها نحوة :


” دييغو .
.
دييغو “.
” اجلسى ”


تقدمت خطوة منه و فنظراتها توسل …..


” اجلسى .

انى امرك ان تجلسى ,

اسمعيني جيدا “.


جلست لورا فمقعد و هي تحدق به .
.


توجة دييغو الى النافذة و ادار لها ظهرة و بعد صمت طويل قال بدون ان يلتفت اليها :


” لقد اخطات ,
,,
اخطات عندما تزوجتك بعدما انتزعتك من خطيبك ,
,
واخطات فالاستفادة من وضع و الدك لارغمك على الزواج الكرية بنظرك .



كنت اعتقد بانى قادر على التوصل الى ان اجعلك تحبيننى .
.
لكن … ”


التفت نحوها و هو يهز كتفية .

فهمست لورا فصوت متقطع


” الحب ….
لا ممكن فرضة “.


اضاف و هو ينظر الى النافذة :


” اعرف ذلك الان .
.
و لذا ,

لن افرض عليك شيئا .
.
من الاروع ان نظل متزوجين مدة من الوقت .



هذا يسهل على القيام بالمساعى الضرورية لاخراج و الدك من السجن و متي اصبح حرا اعيد لك حريتك “.


” اتريد ان تقول ……….”


” سوف نطلب فسخ الزواج ”


” لكن … دييغو ….”


هذا ما كنت تريدينة منذ البداية .
.
اليس ايضا ؟



ان تظهرى و الك من السجن و الالتحاق بالرجل الذي تحبين ؟
””.


حزن قلب لورا و تلعثمت و هي تقول بصوت خافن :


” نعم ”


بينما ادار دييغو ظهرة و خرج من الغرفة …

الفصل الثامن ….

8- ما طعم الحياة بلا حب ؟



همس جار لورا بلهجة متملقة :


” ان زوجك محظوظ جدا جدا لانة عرف كيف يقطف احلى زهرة ليزين طاولتة يا سينيورا “.


القت لورا نظرة سريعة الى الطرف الاخر للطاولة المستطيلة .
.


كان دييغو يصغى بانتباة الى حديث جابرتة الجذابة .



كان يبدو مسحورا بجمال هذي المراة السمراء .
.


التى كانت ترتدى فستانا ابيض ضيقا يخرج تفاصيل جسمها الرائع .



اجابت بابتسامة مشدودة :


” لا اعتقد بان زوجي كان يجد صعوبة فتزيين طاولتة بالزهور يا سينيور “.


اضاف جارها الذي كان يتبع اتجاة نظراتها :


” لا تقلقى عليه فيما يتعلق بفرانسيسكا ,

انة حب قديم ,

حب الطفولة ,



لقد تزوجت من رجل فرنسي ,

وسمعت انها كانت سعيدة جدا جدا معه .



لكن للاسف ,

توفى انطوان منذ بضعة شهور ,



كانا يعيشان ففرنسا ,

لكن فرانسيسكا فضلت ان تعود الى و طنها ,



فبامكان عائلتها و اصدقائها ان يساعدوها فالتغلب على احزانها .



شاهدت لورا يد دييغو فيد الارملة الرائعة ,



حيث ابقاها لمدة طويلة ,



حاولت جاهدة ان تتحرك و تتذوق ثمر الفريز الذي ينمو فجنوب المكسيك ,



لكن قابليتها ضاعت ….


وضعت شوكتها فالصحن و اشارت سرا الى الخادمة ,



وبعد لحظة ,

قدمت القهوة الى المدعويين ,



نظرت لورا بسرعة نحو زوجها ,

انة ما يزال يتحدث الى جارتة .



هذا هو العشاء الثالث الكبير الذي يقام ففيلا جاسينتا منذ عودتهما الى اكابولكو ,



وتعودت لورا بسرعة ان تراس الطاولة التي يشترك بها عدد


من الشخصيات ال كبار المعروفة جدا جدا فلمكسيك ,



فقد قال لها دييغو ان ذلك النوع من الاحتفالات يساعد فالجهود


المبذولة لاخراج و الدها من السجن و فالاسراع باجراء المحاكمة .



قال لها ذات يوم عندما كانا يتناولان اكل الفطور قبل ان يتوجة لي مكتبة .



” فبلادى من الصعب استعجال الامور ,

علينا ان نستقبل الشخصيات مرات عديدة قبل ان تطلب منها الاهتمام بقضيتنا “.


فقالت له بلهجة غاضبة :


” انت لا تفعل شيئا ,

ووالدى …..”.


اجابها دييغو غاضبا و هو يرفس الكرسى :


” بالنسبة الى الظروف الراهنة ,

فا و الدك ليس فو ضع سئ ,

بل بالعكس …”


قالت لورا بالحاح :


” ينقصة الهواء و لون بشرتة اصبح رماديا “.


قال فسخرية :


” اسف لانى لم استطع اقناع المسؤولين بان ياخذوة جميع يوم الى شاطئ البحر لتلوح الشمس بشرتة “.


وخرج من الغرفة قبل ان يتسني لها الاعتذار ,



فهي تعرف جيدا ان و الدها سيصبح فو ضع يرثي له لولا مساعدة دييغو ,



لكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من اثارة زوجها ,

ربما لانها تشعر بالاهانة عندما تراة يتاقلم مع و ضعهما المعقد فرباطة جاش و هدوء .



ومنذ الليلة التي و عدها بها بان يعيد اليها حريتها ,



كان يعتبرها كانها تمثال من الرخام يزين المكان .



واثناء شهر العسل الذي لا ينتهى لم يعد دييغو ينظر اليها كانها امراة جذابة و مثيرة ,



بينما هي تفقد صوابها و تضطرب تاثرا ,



فان دييغو يحافظ على هدوئة الغريب ,

ولاشك فان هذا غريب لانة يتمتع بطبع نارى ,



ان ذكري ليلة عرسهما حين كانا على و شك اتمام الزواج ما زالت تلازم لياليها الارقة .



قالت لورا لجار دييغو بعدما انتبهت انه يكلمها :


” اة عفوا اننى … اننى تائهة … كاننى كنت فالقمر “.


فهمس قائلا


” اعتقد بان دييغو يحاول ان يشير اليك منذ لحظة ,

لاشك فانه يرغب فان ينهض عن الطاولة .
.”.


” نعم ,

بكل تاكيد “.


احمرت بينما كانت نظراتها تلتقى بنظرات رب البيت المتزنة ,



ولاخرى ظلت جامدة و كانها مشلولة ,



وبجهد نهضت و لحقت بالضيوف الى الصالون .



اتكات لورا الى حائط الموقدة و راحت تتامل فابتسام المدعويين المتجمعين فحلقات فمختلف زوايا القاعة ال كبار .



بين المدعويين كان سفير العدل و اثنان من معاونية .



فى هذي الليلة بالذات سيحقق دييغو اولي الخطوات من اجل الاسراع فاجراء محاكمة و الدها .



هل سيبدا بالحديث معهم الان .
.


فى غرفة الاكل الفارغة ,

ام انه سيصطحبهم الى مكتبة المريح الواقع فالطرف الاخر من البهو ؟



فجاة تقدم منها بعض المدعويين يرغبون فان يشكروها على ذلك العشاء الذي اعدتة .



قالت لور و هي تبتسم لاحدي المدعوات :


” يجب ان تشكرى الطاهية على هذا ,

كان يكفى فقط ان اوافق على قائمة الاكل التي و ضعتها “.


وفجاة تقلصت معدتها .
.


اذ رات سفير العدل يصغى بانتباة الى احد معاونيه


بينما معاونة الاخر يتحدث مع مجموعة من المدعويين .



اين ذهب ديغو ؟



اعتذرت لورا من المدعويين المحيطين فيها و ابتعدت خلسة ,



كان الخدم يقدمون المشروبات المنعشة ,

القت نظرة الى غرفة الاكل ,



فلم تجد الا الخدم يوضبون المائدة .



ترددت لحظة,
هل هو فمكتبة ؟



ربما ناداة احد ليرد علىالهاتف ؟



فى اكابولكو كما هو فمكسيكو ,

لم يكف الهاتف عن الرنين .



اجتازت البهو و توقفت امام باب الكتب و راء باب ضخم .



فلم تسمع اي صوت .

وبعد اخرى من التردد فتحت الباب .



كان دييغو يحنى راسة على امراة و جهها ملئ بالدموع و هي تنتحب بين ذراعية …


انها فرانسيسكا .



واول انسان استعاد و عية كان دييغو ,

الذى نظر بقسوة الى لورا بعدها قال لفرنسيسكا فلطف :


” اذهبى الان يا عزيزتى .
.
سنتابع الحديث بعد قليل “.


احنت فرانسيسكا عينيها و مرت امام لورا و اختفت من دون ان تقول كلمة .



فتح دييغو علبة موضوعة على المكتب و اخرج سيجارا صغيرا بعدها اشعلة بهدوء قبل ان يلتفت الى زوجتة و سالها فسخرية :


” اذا يا عزيزتى ,

انت تطارديننى فعرينى ؟

لماذا ذلك التطفل ؟
”.


الغضب الذي شعرت فيه لورا و رؤيتها فرانسيسكا بين ذراعى دييغو حل مكانة الانفعال ,



فقالت بلهجة جارحة :


” انني اهزا من جميع النساء اللواتى تعاشرهن .



كما انني لا اهتم بالمدعويين الذين تتغاضي عنهم ,



غير اننى اشعر بالصدمة اذ اراك تخل بوعدك بان تتحدث الى الذين سيساعدوننا فاخراج ابي من السجن “.


لم يرد دييغو فالحال .
.
تسمر و جهة بعدها نفض رماد يسجارة قبل ان يجلس الى المقعد الجلدي الاسود و راء مكتبة و هو يقول بلهجة هادئة :


” لم اعدك بشئ من ذلك النوع ,

لم اكن انوى ان ابدا محادثاتى الليلة “.


” لكنك اكدت لى ….”.


” لقد سبق و قلت لك و رددت هذا على مسامعك مئات المرات ,

انة فبلادنا ,

هذا النوع من المبادرات لا ممكن الاقدام عليه الا بعديد من الدبلوماسية,


وليس مسلكا سليما ان افتح ذلك المقال مع رجال مدعويين الى ما ئدتى الان “.


فقدت لورا سيطرتها و خبطت على المكتب و صرخت فصوت هستيرى .
.


” لا ابالى قطعا بهذه الانظمة و اللياقات اذا كنت لا تريد ان تكلمهم الان فسوف اكلمهم انا “.


اسرعت بالخروج ,

لكنها ما كادت ان تصل الى الباب حتي امسكها دييغو فمعصمها بعنف و ادارها نحوة و قال و وجهة ابيض من الغضب :


“امنعك من احراج المدعويين ,

هل تسمعين .



اصعدى الى غرفتك فالحال ,

ساعتذر لهم عنك ,

سنتحدث فالامر فو قت لاحق “.


فقالت :


” قبل او بعد محادثتك الصغيرة مع فرانسيسكا !



يبدو لى ان سهرتك حافلة بامور كثيرة “.


رفع يدة عنها و تراجع خطوة الى الوراء و قال بهدوء :


” لا اري لماذا اكن لك الاخلاص !
!”.


فقالت فتحد :


” و انا لا اري لماذا لا اتولي الدفاع عن قضية و الدى شخصيا “.


فصرخ و هو يحملها كالريشة و يتوجة فيها نحو السلم المكسو بالسجاد الاحمر الذي يصل الى الطابق الاول :


” هنا ,

انت فمنزلي ايتها المراة الشرسة ,

ستفعلين ما اقوله لك .



صفعتة لورا بقوة و صرخت :


” اذا تقول انني امراة شرسة !

لكنك لم تر او تسمع شيئا منى بعد ,

انتظر لتري “.


فقال و هو يضع يدة حول ظهرها و يصعد فيها السلم :


” الان تجاوزت كل الحدود “.


توقفت لورا عن التخبط ليس لانها مكبلة ,

بل لان انفعالا غير منتظر اجتاحها كليا ,

فقد شعرت بصدر دييغو المضغوط على صدرها .

تكفى رائحة عطرة حتي تغيب عن و عيها .



حملها من دون اي جهد ظاهر حتي السرير و وضعها بلطف و قال بصوت يلهث و هو يحدق بها بشراسة :


” المطلوب منك ان تبقى هنا حتي ينصرف المدعوون .

هل فهمت ؟

ساعود فيما بعد “.


نظرت الية و هي مخدرة بالانفعال و لم تكن قادرة على ان تنطق بكلمة .

خرج دييغو و اقفل عليها الباب بالمفتاح .



فهمست بصوت متقطع :


” اة .
.
يا الهى !

هذا مستحيل ,

انى احبة !

لا ,

هذا مستحيل “.


يالغرابة الامر … قبل دقائق كانت تكرهة .
.
والان … انها تريدة بجنون .
.


لم يعد الامر بمثابة رغبة سبق و شعرت فيها فاكابولكو ,
,لا ,

انها تريد ان تصبح زوجتة بما فهذه الكلمة من معني ,

ان تكون المراة التي كان يحلم فيها منذ الازل ,



ان تكون فالوقت نفسة العشيقة و الزوجة و ربة بيته و ام اولادة ….


لمااذا استغرقت جميع ذلك الوقت كى تكتشف حقيقة عواطفها ؟

كان لديها الكثير من الاسباب لتحبة .
.


شكلة الخارجى يعجبها .

وهذا تعرفة منذ وقت بعيد .
.


ثم اعجبت بالاهتمام و الاعتناء و الاحترام لموظفية و حتي لخدمة ,



ايضا الاحترام و المحبة اللذين يكنهما الجميع له ,



فضلا عن الاهتمام بمساعدة و الدها .

لماذا اضاعت جميع ذلك الوقت الثمين لتقاوم ذلك الانجذاب الخداع؟


ربما لم يفت الامر !
!
صحيح انها راتة منذ قليل يعانق فرانسيسكا ,



لكن هذي الاخيرة عادت من فرنسا منذ فترة و جيزة .
.
والامور بينة و بينها لم تتطور بعد …


وعندما يكتشف دييغو انها تحبة ,

يمكنها ان تستعيدة ….


وفى الباحة الواقعة تحت النوافذ سمعت فجاة ضجيج اصوات و ضحكات و ابواب تصفق و محركات سيارات تقلع .
.


تحمست لورا و نهضت من سريرها و خلعت بسرعة فستانها الاخضر الذي ارتدتة للعشاء ,



وفتحت باب خزانتها ,

وبعد ان امضت و قتا لا باس فيه تتامل العدد الهائل من قمصان النوم المعلقة ,



وقع اختيارها على قميص نوم شفاف من قماش ناعم ,

عربون البراءة ,

كما سيكتشف دييغو هذا .



بدا قلبها ينبض بسرعة ,

نظرت الى المراة و اعجبت بنفسها و بوجهها الاحمر و عينيها اللامعتين المتلهفتين ,



فكت كعكة شعرها فانسدل على كتفيها بعدها راحت تسرحة ,



ثنت غطاء السرير و اطفات الانوار تاركة ضوء قنديلين من جميع جهة من السرير .



اة كم كانت تكرة هذي الغرفة ,

واثاثها الاسبانى الضخم و جوها المخنوق .

والان جميع شئ مختلف و هي تستعد ان تتقاسمها مع دييغو …..


لكن لماذا تاخر دييغو فالحضور ؟

لقد و عدها بان يوافيها متي ذهب المدعويين .
.


ساورها القلق فاقتربت من احدي النوافذ و ازاحت الستائر قليلا .



.
ربما قرر دييغو ان يحدث سفير العدل فقضية و الدها .



لم يكن هنالك اية سيارة امام البيت ,

سوي سيارة المرسيدس التي تلمع تحت ضوء المصابيح الكهربائية التي تنير الساحة كضوء النهار .



ثم لمحت شبح دييغو و اعتقدت لورا ان قلبها سيتوقف عن الطرق ,
,


كان يتابط ذراع امراة ترتدى معطفا ابيض .



وما ان و صلا امام السيارة ,

حتي اخذها بين ذراعية .



رفعت المراة و جهها نحوة ,

انها فرانسيسكا .



ولما انحني راس دييغو على و جة فرانسيسكا ,

اطلقت لورا نحيبا عنيفا و اقفلت الستائر .



لا شك ان باب غرفتها ربما نفتح فو قت معين من الليل .

وعندما افاقت لورا كانت تريزا الخادمة ربما و ضعت صينية الفطور على طاولتها .



وباصبعها لمست ابريق القهوة الذي ما زال فاترا فقفزت من السرير و توجهت الى الستائر تزيحها لتدع النور يدخل اليها .



ونظرت الى ساعة الحائط المعلقة فوق المدفئة .
.
انها الساعة التاسعة و الربع .
.


كيف كان بامكانها ان تنام طويلا و بهذا العمق بعدما امضت جزء كبيرا من الليل تبكي و تنتحب ؟



ولما نظرت الى نفسها فالمراة عرفت مدي حزنها و تعاستها ,



عيناها متورمتان و ملامحها الناعمة متشوشة ,
,


فدخلت الى الحمام و وضعت و جهها فالماء البارد لمدة طويلة ,



ولما عادت الى غرفتها استعادت بعض و عيها ,

القهوة الفاترة تساعدها على ان تستيقظ تماما .



لكنها لم تكف عن التفكير فيما حصل ,

لم يعد دييغو قبل الفجر لانها لم تسمع صوت محرك سيارتة .



ما دامت لم تخلد الى النوم الا فالفجر ,

ولحسن حظها فان دييغو لا يمكنة ان يعرف انها انتظرتة فتلهف العروس ليلة زفافها .

يكفى ما تشعر فيه من ذل و اهانة بعدما عرفت انه بقى مع


فرانسيسكا بدل ان يعود الى غرفتة كما و عدها


..
سكبت لنفسها فنجانا احدث من القهوة و ذهبت تجلس فاحد المقاعد قرب الموقد .



لاشك انه عاد اثناء الفجر ,



والا لما كان فو سع تريزا ان تدخل الى غرفتها حاملة صينية الفطور ,



الا اذا ترك المفتاح فالقفل .
.


وهل الخدم اغبياء هنا .
.


يكفى ان تنظر تريزا الى السرير لتعرف انها نامت و حدها فهذا السرير الضخم .



وفى ياس نظرت لورا الى السرير الذي تامل من جميع قلبها ان تتقاسمه مع زوجها .



للاسف لقد فات الاوان ,

سئم دييغو ذلك الزواج الابيض ,
,وحبة القديم لفرانسيسكا سرعان ما عاد ا لي الحياة من جديد كما ان هذي المراة المكسيكية الرائعة اصبحت حرة .
.


بدا الدمع يترقرق فعينيها عندما سمعت طريقا على الباب .



فانتفضت فجاة و نهضت ,
,
انفتح الباب ,

وظهر دييغو فبذلتة الرمادية و قميصة البيضاء و ربطة عنقة ذات اللونين الاحمر و الرمادى .
.


نسيت لورا كليا قميص نومها الشفاف الذي كانت ترتدية ,



وراح دييغو بكل و قاحة يتامل جسمها النحيف الظاهر تحت القميص .
.


احمرت لورا خجلا و راح قلبها ينبض بسرعة جنونية ,



لاشك انه يقارن نحافتها بجسم المراة التي امضي الليل معها .



سالها فجاة :


” هل انت تعيسة جدا جدا يا حبيبتي ؟
”.


مسحت الدموع بطرف يدها و اجابت بلجة لاذعة :


” تعيسة ,

انا ؟
؟
لماذا اكون تعيسة ؟



تزوجت من رجل ثرى و قادر ,

ووالدى متهم خطا بتجارة المخدرات ,

فلماذا ا:ون تعيسة ؟
”.


” لورا لقد و عدتك …”


قاطعتة فشراسة و هي تتوجة الى الخزانة لتضع مئزرها :


” حافظ على و عودك لفرانسيسكا !

“.


” فرانسيسكا !
!”.


ظهرت الدهشة على و جة دييغو الى درجة ان لورا كادت ان تستسلم لو لم ترة بعينيها خارجا ليلة البارحة مع هذي المراة المكسيكية الجميلة .



رددت و هي تبكل ازرار مئزرها :


” نعم ,

فرانسيسكا !
”.


تقدم دييغو خطوة منها و قال :


” ساشرح لك ….”


قالت له بصوت جارح و هي تجلس امام منضدة الزينة لتسرح شعرها :


” لا اطلب منك اي شرح ,



انى ارغب فشئ واحد و هو معرفة متي ممكن لابي و لى ان نغادر ذلك البلد اللعين !

“.


قال لها فجفاء :


” جئت لاقول لك انني على موعد مع جوزية بيريز ,

سفير العدل فلساعة الحادية عشرة “.


” اة ”


توقفت لحظة عن تسريح شعرها بعدها اضافت :


” حسنا ,

تخبرنى عن نتائج اللقاء فاكابولكو لانى انوى السفر الى هنالك فالطائرة المسافرة ظهرا “.


ران صمت به تهديد ,



تمالكت لورا نفسها فلم تقذفة بالاتهامات التي ظلت ترددها طيلة تلك الليلة البيضاء التي امضتها و هي تنتحب باكية على و سادتها ,
,
اخيرا سالها :


“هل انت ذاهبة الى اكابولكو ؟
”.


اجابت بمرارة و هي تلتفت الية :


” ليس عندي خيار احدث ,

انى من دون عمل و بالتالي ليس معى نقود .



.
انى مضطرة لان اتكل عليك الى ان اصبح قادرة على الاتصال ببرانت “.


خيل الية انه سينفجر غضبا مثلما حدث مساء امس ,



لكنها تجاوزت حدود الخوف كانت مستعدة لان ترضي بان يخنقها غضبة ,



لم يعد هنالك طعم للحياة ما دام لا يحبها .

قال و هو يستعيد برودة اعصابة :


” حسنا ,

ساتصل بك,,


وفى الوقت الحاضر ساحجز لك مكانا فالطائرة ,

انك لم تحجزى بعد على ما اظن !
!”.


” لا “.


تناول دييغو سماعةالهاتف و اجري الاتصال اللازم ,

قال لها قبل ان يتصل بفيلا حاسينتا :


” لقد حجزت لك مكانا “.


ثم اعطي اوامرة لجوانيتا ,

ووضع السماعة و قال :


” ستعد جوانيتا جميع شئ لتوصيلك ,

وسينتظرك غييارمو فالمطار “.


” لا ….
ساخذ تاكسى ,
,
المطار ليس بعيدا عن الفيلا “.


” اروع ان يذهب غييارمو لاستقبالك .

فليس لدية اعمال كثيرة فغيابي “.


لم تلح لورا عليه ,

كيف ممكن لدييغو ان يصبح مطلعا على اهتمامات غييارمو .



لقد شاهدت لورا ذلك الشاب الرائع قبل زواجها بقليل ,

وكان على متن باخرة دييغو ,



ولمحتة يغازل احدي السائحات ,



لو شاهدة دييغو هذا اليوم لما سمح له بان يقترب من زوجتة .

كان دييغو ربما وصل الى الباب عندما سالتة لورا فصوت متوسل :


” ستتصل بى ,

اليس ايضا ؟
”.

” بالتاكيد “.

همست و هي تراة يظهر حالما من غرفتها :

” شكرا “.

قالت لورا لنفسها فغضب ,



لاشك انه سيسرع فتحريك الامور ليتخلص منها و من و الدها ,



ثم يتزوج من فرانسيسكا هذي الارملة الشابة الجذابة التي جاءت الى لمكسيك لتلتقى حبها القديم


9-حقيقة كالحلم


حسب الاتفاق،
جاء غييارمو لينتظر لورا فالمطار.
واثناء الطريق الى الفيللا،
كانت تدرك اعجاب ذلك الشاب المكسيكى بها.
واثناء الاسبوعين اللذين قضتهما فالفيللا،
اثناء شهر العسل،
كانت تلاحظ ذلك،
لكن وجود دييغو الى قربها.
منعة من اظهار اعجابة بوضوح.
لكن نظراتة بدت اليوم و قحة الى درجة ظاهرة.


” استغرب كيف ان السينيور دييغو يدع زوجتة الجميلة و حدها اثناء هذي السفرة الطويلة…”


كانت مكسيكو تبدو لهذا الشاب فاخر الدينا و هو الذي لم يغادر مدينة الحمامات الشهيرة.
ابتسمت لورا بتحفظ و قالت بلهجة ما زحة:


” لا اظن ان بامكان احد ان يخطفني.
كان السينيور دييغو على موعد مهم،
صباح اليوم،
فاوصلنى سائقة الى المطار،
وبعد ساعة سفر فالطائرة و سط مئات المسافرين،
جئت انت لاستقبالي.
وانى اسالك ماذا ممكن ان يحدث لي؟



واثناء الطريق،
لم تكف لحظة عن التفكير بوالدها.
المهم ان تتم المحاكمة بسرعة.
فهي لم تشك لحظة فبرائتة و هي التي سمعتة مرارا يهاجم بعنف الذين يتاجرون بالمخدرات.
فكيف يمكنة ان يورط نفسة فمساعدة هذين الرجلين اللذين استاجرا منه اليخت.


اه،
لو يتم القبض عليهما،
لكان بالامكان انتزاع الحقيقة منهما.


وبدا حتميا ان و الدها سيدفع الثمن مكانهما اذا استحال توقيفهما.


وصلت السيارة امام ساحة الفيللا المحاطة بالخضار بمختلف نوعياتها.


وما ان سمعت محرك السيارة حتي خرجت جوانيتا الى عتبة البيت لاستقبال معلمتها بحرارة و ارتباك.


سالتها و هي تاخذ من يد لورا حقيبة الزينة بينما كان السائق يظهر حقيبتها الوحيدة من صندوق السيارة:


” هل سياتى السينيور دييغو متاخرا ”


فاجابتها باختصار:


” نعم.
سيلتحق بى قريبا.
لدية مواعيد عمل مهمة “.


فتحت جوانيتا الحقيبة التي و ضعها كارلوس على طاولة صغار و اطلقت زفرة عميقة و قالت:


” اه،
الواجب بالنسبة الى السينيور دييغو قبل اي شئ اخر.
عندما كان صغيرا كان يعرف معني المسؤليات.
كان يكبر اخاة بسنتين فقط و يهتم فيه اهتماما مسؤولا.
لكن جيم كان مختلفا.
يحب المرح و الضحك.
ولا يري فالحياة غير حسناتها “.


توقفت لحظة عن الكلام بعدها تابعت:


” كان عمر السينيور دييغو اربعة عشر عاما عندما فقد و الديه.
وبعد هذا كانت تاتى السينيورا جاسينتا لتمضى مع حفيدها العطلة.
فى اي ساعة تحبين تناول العشاء يا سنيورا؟



” اه،
فى الثامنة و النصف،
يا جوانيتا.
لكنى ساتناول فنجان شاى فالصالون الصغير بعد القيلولة.
وبعدين ساخرج لفترة قصيرة “.


قالت جوانيتا مقطبة حاجبيها:


” هل تحتاجين الى غييارمو ليوصلك الى مكان معين؟



” كلا.
ساقود السيارة بنفسي “.


لم ترحب جوانيتا بقرار معلمتها الخروج و حيدة.
لكن لورا تجاهلت الامر.
فهي لا تريد ان تدع احدا يعرف بوجود و الدها فالسجن المحلي.


سالت لورا ” هل هنالك اي رسائل لي؟



” كلا،
سينيورا “.


لم يرد برانت على رسالتها و هي لا تستغرب ذلك.
فى الحقيقة لم تكن مصرة على ان تتلقي منه رسالة.
فهي لم تشعر تجاة خطيبها القديم سوي بالمحبة.
وهذا الاحساس لم يكن و اضحا الا الان.
ان دييغو و حدة يملا عالمها.
وحدة قادر على ان يشعرها بمداعباتة و ملامساتة الحنونة.


وتساءلت و هي ممددة على السرير: لماذا ما تزال تتذكر مشاهد الحب مع دييغو بعد ان بعد ان تهدم جميع شئ بينهما؟
وبرغم تصميمها على الا تفكر فيه،
لم تستطع ان تمتنع عن التفكير بتلك الليلة التي كادت ان تستسلم بها نهائيا.


” عفوا سينيورا،
الهاتف!



التفتت لورا و قالت نص نائمة:


” ماذا هناك؟



” الهاتف،
سينيورا!
انها الشرطة!



نهضت لورا من سريرها مرتجفة و رددت:


” الشرطة؟
سارد من هنا ”


وبرغم صدمتها،
ظلت منتظرة الى ان اقفلت جوانيتا سماعة الهاتف فالبهو قبل ان تعطى اسمها:


قال صوت رجل :


” العفو،
سينيورا.
اريد التحدث مع السينيور راميريز “.


” ليس هنا.
انة فمكسيكو،
ولكنني…”


” لو تفظلت ان تقولى لى اين استطيع الاتصال فيه يا سينيورا “.


فقالت متوترة:


“اذا كانت القضية تتعلق بوالدي،
دانييل برانت.
فيمكنك ان تقول لى ما الامر “.


ضغطت على اسنانها عندما اصر المتكلم على معرفة رقم هاتف دييغو.
وعلي مضض اعطتة رقم البيت و رقم المكتب.
ثم اضافت: ” كنت على و شك الذهاب لزيارة و الدي.
لا شك ان بامكانة ان يشرح ما يجرى من الامور …”


” لا انصحك بالمجيء،
سينيورا…”


” كيف؟
لن تمنعنى من القيام بزيارته!



” لا داعى ان تنزعجي،
سينيورا راميريز.
ان السينيور ترانت … لم يعد هنا “.


حدقت لورا بالسماعة فتوتر و قالت:


” اننى … لا افهم،
لايمكن ان يصبح ربما نقل بهذه السرعة؟



” بلى،
لقد ذهب “.


احتلها فرح كبير هي التي كانت تشكو من بطء القانون و العدالة المكسيكية!
لقد تحدث دييغو مع سفير العدل منذ قليل.
وها هو و الدها يتقل الى مكان اخر،
ربما الى مكسيكو،
من اجل محاكمته.


فقالت قبل ان تضع السماعة جانبا:


” شكرا سينيور،
شكرا جزيلا “.


لم يطل فرحها الا لحطة … ان محاكمة و الدها و تبرئته،
ستؤديان الى مغادرتها المكسيك او بالاحري الى الطلاق،
من الاروع الا تفكر فالامر …ان دييغو يريد فرنسيسكا.


ومن النافذة القت نظرة سريعة الى الساحة.
البحر يرفع امواجا عالية،
ترتطم على الصخر و تخرج رغوة بيضاء.
تذكرت لورا ان دييغو حذرها من السباحة على ذلك الشاطئ الخطر.
لكن لماذا لا تذهب لاكتشاف الشاطئ الجنوبي؟
انها الفرصة الوحيدة،
فستغادر اليفللا عما قريب.
لاشك ان عليها الانتظار يوما او يومين قبل ان تعرف الى اين نقل و الدها.


اخرجت من احد الجوارير زي السباحة.
لا داعى للقبعة،
فستحتمى تحت اشجار جوز الهند العالية.


دقت الجرس لجوانيتا التي خضرت فالحال.


” لن اتناول الشاى فالمنزل،
فقد قررت الذهاب الى شاطئ البحر.
وساخذ معى عصير الليمون “.


سالتها الخادمة و هي معجبة بقامتها النحيفة الظاهرة تحت سترة البحر القصيرة:


” الن تاخذى السيارة؟



قالت لورا و هي تبحث عن كتاب صغير بدات قرائتة فالطائرة:


” لقد غيرت رايى فالامر ”


” هل هنالك شئ خطر؟



فوجئت لورا و التفتت نحوها.


” المكالمة الهاتفية … الشرطة …”


” اة لا.
لا شيء.
كانوا يريدون ان يتكلموا مع السينيور دييغو.
وشرحت لهم اين يستطيعون الاتصال فيه “.


” كذا اذا “.


اطمانت جوانيتا و ذهبت الى المطبخ تعد العصير المطلوب،
بينما كانت لورا تضع داخل حقيبة البحر،
منشفة و كتابا و انبوب زيت.
ثم حملت الحقيبة على كتفها و توجهت الى الشاطئ.


سبحت لورا طويلا فمياة البحر الفاترة،
ومن وقت الى احدث كانت تعوم على ضهرها ففرح،
مغمضة العينين.


وبعد نص ساعة من السباحة،
عادت الى الشاطئ الرملى حيث ابريق العصير المثلج فانتضارها.
تمددت على بساط البحر و راحت تشرب العصير ببطء و هي تتامل المنظر الرائع الذي لن تراة بعد الان و كانت تحاولان تحفر فذاكرتها الرمل الناعم الابيض و البحر الازرق و الاخضر،
واشجار جوز الهند العديدة المحملة بالثمار الناضجة تحت الاوراق الخضراء الغامقة.


ثم تمددت و اغمصت عينيها تحت اشعة الشمس البراقة.
فجاة مر ظل بينها و بين الشمس،
فخفق قلبها بسرعة و فتحت عينيها.
ولاخرى اعتقدت ابنها تري دييغو فقميصة البيضاء القطنية و بنطلونة الجينز الضيق.
فجاة شعرت بصدمة عندما رات غييارمو.


سالتة و هي تنتصب فحركة سريعة محاولة تناول سترتها:


” ماذا تفعل هنا؟



” ارسلتنى جوانيتا لاري ما اذا كنت بحاجة الى شئ ما “.


” لا تبدا فسرد القصص!
لدى جميع ما اريد و تعرف جوانيتا هذا تماما ”


انحني غييارمو ليجلس قربها،
ثم نظر اليها بوقاحة قائلا:


” لاشك انها لاحظت مثلى بعض الاشياء،
لقد تزوج السينيور دييغو من امراة رائعة جدا جدا ممكن ان يفتخر فيها اي رجل.
ومع هذا فهو يبتعد عنها زارعا الحزن فعينيها.
انى اعرف هذا يا سينيورا.
لقد سبق و قرات ذلك التعبير على و جة النساء اللواتى ياتين الى اكابولكو من دون ازواجهن “.


قفزت لورا و اقفة و قالت فغضب:


” لا استغرب ذلك.
لكنك تعتبرنى كالسائحات اللواتى تلتقيهن على الشاطئ اذا قلت لزوجي …”


همس غييارمو بصوت شهوانى مقنع:


” لا حاجة لك لان تقولى له شيئا؟
اننى اعرف ان اجعل النساء سعيدات،
يا سنيورا،
ويمكنك ان تثقى بى تماما “.


صرخت لورا:


” اذا كنت مصرا على الاستمرار فموقفك فسانادى كارلوس “.


لكنها قبل ان تنفذ ما هددت به،
امسكها غييارمو بذراعها و جذبها بشدة نحوة ضاغطا بيدة على فمها حتي يمنعها من الصراخ.
راحت تقاومة بصمت.
كانت تقاوم بكل قواها و تمكنت للحظة من ان تفلت من قبضته،
وفتحت فمها لتصرخ،
لكنة ارتمي عليها ما نعا مقاومتها و شعرت بالغثيان املة ان ياتى كارلوس او جوانيتا لينقذاها.


كادت ان تفقد و عيها تحت قوة جسدة عندما و جدت نفسها فجاة تسقط على ركبتيها و ربما ابتعد عنها غييارمو و الدم ينزف من انفة و سرعان ما سمعت شتائم بالاسبانية مما جعلها ترفع راسها.
انة دييغو،
يرتدى بذلة الصباح،
وكان شاحب اللون من الغضب.


ارتمت بين ذراعية و راحت تبكي و تنتحب:


” اة دييغو!
انى خائفة جدا جدا “.


التفت دييغو ليلقى نظرة الى خادمة بعدها صرخ:


” اختف من هنا فالحال،
ساراك فالسفينة بعد قليل “.


ثم التفت الى لورا و حدجها بنظرة غاضبة بينما كانت ترتجف بين ذراعيه.
فقال و هو يبعدين عنه فحنان:


” ان منظرك غير لائق و ردة فعل ذلك الولد عند رؤية امراة رائعة نص عارية على شاطئ مهجور،
ليست مستغربة “.


اجابتة لورا و ربما استشاطت غصبا:


” بلادك بلاد البرابرة ”


كان دييغو يحدق بها بنظرات غريبة و تسائلت فقلق ماذا يدور فخلدة فالوقت الحاضر.
وعندما راتة يخلع سترتة و ربطة عنقة و يفك ازرار قميصه،
تثاءبت و سالته:


” ماذا تفعل.



” ذلك طبيعي،
اليس كذلك؟
هذا سيعلمك كيف تثيرين الرجال.لست سوي امراة مثيرة “.


القي بثيابة جانيا،
ركضت لورا نحو السلم الحجري،
لكن دييغو لحق فيها و حملها بين ذراعيه.
تلاشت و حدقت به متوسلة.
صحيح انها ارادت دييغو و تريدة دائما،
لكنها لا تريد علاقة ناتجة عن غضب و رغبة بحتة.
وقبل جميع ذلك كيف تنسي المراة المكسيكية السمراء،
فرنسيسكا …؟


همست:


” دييغو،
لا،
ارجوك!”


تصرف كانة لم يسمع شيئا.
وضعها فلطف على اريكة الشاطئ و راح يتامل جسمها الرائع المرتعش و هي كانت تقول:


” دييغو،
لا …”


لكن عينية كانت تقولان حاجات جعلتها تتخلي على اية مقاومة و تستسلم.
قال و هو يعانقها:


” لم اعد استطع احتمال تهربك “.


ليس هنالك عبارات تستطيع ان تصف الاحاسيس التي شعرت فيها من جراء مداعباتة البارعة.
كانت تداعبة بشعرة الاسود و تلثم عنقه.
بعد هذي اللحظات الجميلة التي عاشتها،
رفعت عينيها الخضراوين البراقتين و شاهدتة ينظر اليها،
بسحر و يهمس و كانة لا يصدق:


” يا الهي.
لقد اكدت لى ان … اوة .
.
برانت و انت …”


” اة دييغو،
هذا لانة … لم اكن اعى تماما … اننى …”


وبينما كانت تحاول ان تشرح له بصعوبة،
انها كانت تقاوم منذ البداية ذلك الحب الذي كانت ترفض الاعتراف به،
كانت تسمع عويل الرياح فاوراق شجرة جوز الهند التي كانت تحميها من اشعة الشمس و لبرهة قصيرة شاهدت دييغو يرفع راسة فجاة فاستغراب و يمد يدة فحركة دفاع … بعدها تلقت صدمة عنيفة افقدتها و عيها.

10 – عتمة الذاكرة

فتحت لورا عينيها و كان اول ما لمحتة زهور البنفسج الرائعة0 مضي وقت طويل قبل ان تلمح من بعيد شبح ابيض كانة ضباب كثيف0


ارادت ان تصرخ لكن الصوت لم يظهر من حلقها الجاف 0 ان كهذا الجهد البسيط كاف لان يحفر دماغها فالم عميق0 و بشبة غيبوبة راحت تنتحب 0


همس صوت فلغة لم تعرف ما هي برغم انها فهمت المعني من دون صعوبة0


– شكرا ياالهى !

هل تريدين شئ ما 0يا ابنتي؟


قالت لورا فصوت ثقيل انها تشعر بالعطش 0 فاختفت الممرضة لتعود حاملة قدحا مليئا بعصير البرتقال المثلج و قالت :


– سيفرح زوجك كثيرا لانك استعدت و عيك 0


اجابت لورا مقطبة الحاجبين :


– زوجي هل انا متزوجة؟


– بالتاكيد ياصغيرتى 0 انه قلق عليك0


وكان الممرضة تذكرت ان لورا لاتعرف اللغة الاسبانية ,

فقالت لها بالانكليزية :


– سازف الية الخبر السار و اطلب منه ان يحضرلرؤيتك 0


– انتظري,
ارجوك ,

من ستحضرين00؟
اننى لا اتذكر احدا 0


– انت زوجة السينيور راميريز و هو شخصية بارزة فالمكسيك0


المكسيك00 ماذا تفعل هنا فالمكسيك ؟

هل هي متزوجة من رجل مكسيكى ؟



اضافت الممرضة:


– تعرضت لحادث على الشاطئ القريب من فيلا جاسينتا 0


حادث ففيلا جاسينتا0 هزت لورا راسها فحيرة و ارتباك0


ومن جديد عاد الالم العنيف يعصر صدغيها 0


– اننى 00اننى لا اتذكر شيئا0


– لا تقلقي,
سينيورا 0 ذلك شيء طبيعي بعد صدمة كهذه 0 لاتتحركى ساقول لزوجك انك استعدت و عيك0


وضعت لورا يدها على اكمام الممرضة و همست:


– ارجوك 0اخبرينى اولا عن الحادث0


ان تلتقى زوجا لا تعرفة فكرة ترعبها0 من هو ؟

من يشبة ؟

ماعمرة ؟

وهي 0من هي ؟



– كنت ممددة على الشاطئ0سنيورا 0 تحت شجرة جوز هند المحملة بالثمار الناضجة0 ان ثمرة واحدة بامكانها تحطم راسك00


– و 00هذا ما حدث لى ؟



– من حسن حظك ان زوجك كان معك فهذه اللحظة و ربما تمكن ان يخفف من حدة الصدمة0 و الان سنيورا ساذهب لاتى به0 لم نستطع ان نقنعة الا اليوم بان يخلد الى الراحة0 لكننا و عدناة بان نوقضة متي استعدت و عيك 0


وعندما اختفت الممرضة راحت تحاول التركيز تلاحقها عشرات الاسئلة التي لا تعرف لها جوابا0 منذ متي و هي متزوجة من مكسيكى ؟

لا شك ان يحبها كثيرا لانة رفض ان يبتعد عنها 00 كان عليها ان تطلب من الممرضة مراة قبل ان تدعها تذهب لتاتى به0 لا تعرف كيف ملامحها؟
هل لون عينيها ازرق ام اسود ؟

رفعت يدها لتلمس خصلة من شعرها لمعرفة لون شعرها 0 لكن شعرها كان مختفيا و راء ضمادات تلف جميع راسها 0 و عندما لمست جبينها 0 شعرت بالم عنيف 0


فجاة ,

انتفضت 0 فقد دخل الى غرفتها0 و بقى جامدا قرب السرير 0 كان ممشوق القامة اسود,
الشعر ,
اسمر البشرة0 فالثلاثين من العمر 0 يرتدى قميصا باكمام قصيرة و بنطلون جينز و جهة متعبا0 كان ينظر اليها فقلق و يهمس فصوت مبحوح و هو يضع يدة على يدها :


– لورا 0


هكذا اذا انها تدعي لورا 0 اعجبها الاسم 0 و ما اسم زوجها؟
قالت لها الممرضة منذ قليل عن اسمه 0 اة صحيح00


فهمست:


– دييغو0


سالها و فعينية و مضة امل :


– هل عرفتينى يا حبيبتي0


هزت راسها قليلا و قالت :


– الممرضة هي التي اعطتنى اسمك0


ولاحظت الضمادات التي تحيط بمعصم زوجها فسالتة :


– هل جرحت؟


– ذلك لا شيء0


– هل حصل ذلك فالحادث الذي تعرضت انا اليه0 لقد قيل لى انك خففت من حدة الصدمة و الا لكنت الان من عداد الاموات000


– ذلك الحادث هو بسببى انا 0وغلطتى لا تغتفر كان على ان اعرف00


توقف عن الكلام و جلس على السرير0ان دماغ لورا يرفض ان يعمل بصورة طبيعية0 لم تحاول ان تعرف ماذا يعني فكلامة فقالت بصوت خافت:


– من متي و انا غائبة عن الوعي؟


– من 3 ايام 0


اخفض راسة فاذا بلورا تشد على قبضتة و هي تقول بلطف:


– اذا لا شك انك مرهق جدا جدا 0 قالتلى الممرضة انك لم تبرح غرفتي طيلة ذلك الوقت0


– سيحضر الطبيب قريب جدا0 و ساراك بعد ان ينتهى من معالجتك 0


توقعت ان ينحنى ليقبلها 0 لكنها ابتعد فخطي سريعة تاركا اياها فخضم الحيرة و القلق0


لماذا يبدو ذلك الزوج الذي اشرف على العناية فيها 3 ايام متوالية مستعجلا فالتخلى عنها ؟



كانت لورا تنثر فتات الخبز و هي تتناول فطور الصباح على الشرفة المليئة بالزهور و هي تنظر فحنان الى العصافير الصغيرة المتعددة الالوان0 التي حومت حول المائدة لتلتقط كسرات الخبز ففرح0


قال لها دييغو فتوبيخ ناعم:


– انك تدللين العصافير ياحبيبتي0


– انها عصافير جميلة0


عادت للجلوس قرب زوجها و تناولت ابريق القهوة و قالت:


– انها كالاولاد الصغار لا نستطيع ان نرفض لهم اي شئ 0 هل تريد؟


– ما ذا0 اريد ماذا ؟

اولاد؟


– لا يا حبيبي هل تريد بعض القهوة؟


-اه00 نعم 00بكل سرور000


ثم عادت تقول و هي تسكب له فنجان قهوة:


– انجاب الاولاد فكرة حسنة 0 اليس كذلك؟
ما رايك؟


قطب جبينة و قال :


– لقد اتفقنا على ان نتجاهل ذلك المقال فالوقت الحاضر الى ان تتحسن صحتك0


تناول دييغو سيكارا و اشعلة فاجابت لورا قائلة :


– نعم كنت متفقة معك على هذي الفكرة ,

لكن 000


نهضت و اسندت ظهرها الى حجارة الشرفة و حدقت فالمنظر الرائع امامها 0 بعدها اضافت تقول :


– دييغو؟


– – نعم ؟



– – لنفرض اننى لن استعيد ذاكرتى ابدا ؟



– – الاطباء يعرفون تماما ان حالتك ستتحسن0 لكنها بحاجة الى بعض الوقت0


– انفجرت صارخة :


– – الوقت لقد مر شهران و انا على ذلك الحال !

لم استعد من الذكريات الا صورة اليخت الراسي على الشاطئ 0 و صورة الراهبات فذلك الدير 0


قال دييغو فحذر و هو ينفض رماد سيكارة فالمنفضة :


– لقد ترعرت و تعلمت فالدير 0


– – لماذا لا تساعدنى لاستعيد ذكرياتى و بالتالي ذاكرتى كلها 0


نهض دييغو متجها نحوها بعدها وضع اصابعة على ذراعها و قال :


– نصحنى الاطباء بالا استعجل الامور 0 و انت تعرفين هذا جيدا 0 من الاروع ان تستعيدى ذاكرتك بصورة طبيعية 0


– – و هل نصحك الاطباء كذلك بان تنام فغرفة منفصلة عن غرفتي ؟



كانت تنظر الية فتحد 0 فشاهدت تقلص و جهة حين قال بعد ان سحب يدة من ذراعها :


– لا 0هذا القرار اتخذتة بنفسي 0يجب ان اذهب الان كيلا تفوتنى الطائرة لدى مواعيد كثيرة بعد ظهر اليوم فمكسيكو0


تبعتة حتي الغرفة التي ينام بها و قالت :


– الا يمكننى ان ارافقك ,

ولو لمرة واحدة 0


التفت دييغو اليها و هو يضع اوراقة داخل حقيبة سفرة و كان يبدو منزعجا :


– من الاروع ان تبقى هنا بعض الوقت ريثما تتحسن صحتك 0


ليست المرة الاولي منذ الحادث يرفض بها طلبها 0 و فجاة قالت بغضب :


– هنا 00اليس ايضا و كذا لا يتسني لى ان اري عشيقتك0


اغلق حقيبتة و اقترب منها و قال فجفاف:


– اننى اذهب الى مكسيكو لاداء بعض الاعمال و ليست لدى اية عشيقة فانتزعى هذي الفكرة من راسك 0


هذا العذر هل سبق و سمعتة قبل الحادث؟
كيف لها ان تعرف انها ترغب فان تسد اذنيها كى لا تسمع اي شيء بعد الان00 هل باستطاعة ثمرة جوز الهند ان تزعزع دماغها الى هذي الدرجة؟
هل كان دييغو دائما يتصرف معها كصديق اكثر منه زوجا؟
لا 0هذا مستحيل فهي تشعر انهما كانا متفقين و مندمجين روحيا و جسديا0


همست لورا فالوقت الذي كان دييغو يقترب منها كالعادة و يقبلها فجبينها :


– دييغو00


– ماذا ؟



– الا تعتقد ان صحتى تتحسن بسرعة لو00 لو كانت علاقتنا طبيعية كقبل الحادث انني متاكدة من هذا 0


غمز بعينية و هو يتامل و جهها الاحمر و سالها فجاة:


– كيف تعرفين هذا ؟



– كيف ؟

لكنى اشعر بذلك 0 انت زوجي و ماذا يمنعنى من اكون طبيعية معك؟0


صمت برهة بعدها اطلق زفرة عميقة و قال بصوت حنون و هو يداعب شعرها:


– ما من احد يستطيع منعك0 و انا كذلك يالورا 0 كنت ارغب فذلك0 لم يكن سهلا مقاومة رغبتى باللحاق بك الى غرفتك 0


صرخت:


– لا افهم ليس هنالك اية خطر0 انني بصحة جيدة 0اذا لماذا؟


– سنبحث الامر بعد عودتي0


انها تعرف دييغو الان بما به الكفاية و تعرف انه متي اتخذ قرارا ما فلن يعود عنه بسهولة0


عندما اصبحت لوحدها راحت تفكر بمصيرها 0وحدة زوجها يمكنة ان ينسيها الشكوك التي تراودها باستمرار منذ و قوع الحادث 0


لقد اخبرها دييغو انها فقدت و الديها 0 لكن لا بد ان لها قصة 0 او مهنة او اصدقاء او معارف او اقرباء00 لا احد يعرف عنها شيئا0 لا شك انها انفصلت عن الجميع بعدما تزوجت 0 اة لو يساعدها زوجها على اعادتها الى الطريق الصحيح بدل ان تكتفى بانتظار مشيئة القدر!


شعرت بالتعب فتمددت على السرير الضخم الذي يشعرها بالضياع طيلة الليل0 و راح عقلها يشتغل بقوة هل لدي دييغو عشيقة فمكسيكو ؟

وتذكرت انها قرات مرة ان المكسيكيين ليسوا مخلصين لزوجاتهم 0 و دييغو هو رجل جذاب و مثير و قليلات من النساء قادرات على مقاومتة 0


الدير 0 انه الماضى انها الان متزوجة!
وهي تحب زوجها0 و هل هنالك ما هو اروع من هذا الحب ان ثمة طرقا تساعدها على اقناعة بضرورة مشاركتها حبها 0 نعم ستحاول ان تجذبة اليها بكيفية او باخرى0


فى الايام الثلاثة التي تلت ذهاب دييغو عملت لورا بكل نشاط و حيوية و مساء عودتة كانت الفيلا على استعداد لاستقبالة 0


وضعت لورا على الطاولة شمعدانا يضئ المكان و كانت لورا تبدو فشعرها الاشقر المنسدل على كتفيها و فستانها الابيض الضيق 0 فاناقة و جمال تامين0


وبعدما القت نظرة خاطفة على الطاولة نظرت فعينين براقتين الى الخادمة و قالت:


-عندما يصل السنيور ناخذ المقبلات فالصالون الصغير 0 و سيصبح امامك متسعا من الوقت لان تنهى العشاء 0


قالت لها المراة ففرح:


– لا تقلقى ياسنيورا 0 ان السنيور يقول لى دائما انه سيصطحبنى يوما ما الى مكسيكو لاعلم الطاهى الفرنسي اعداد الماكل المكسيكية0


وفى تلك اللحظة دق جرس الهاتف فتناولتة جوانيتا من المطبخ قالت لورا لنفسها : جميع شيء جاهز لهذه الليلة التي ستكون مليئة بالسحر و الاثارة الاضواء الناعسة 00 الاكل المفضل00 تريد ان تفعل اي شيء كى تنقذ زوجها من براثن عشيقتة 0


قالت جوانيتا و هي على عتبة غرفة الطعام:


– المكالمة لك 00انة السنيور دييغو 0


– هل يريد ان استقبلة فالمطار؟


– انه يتكلم من مكسيكو يا سنيورا 0


جف حلق لورا و رفعت السماعة و قالت :


– دييغو ,

ماذا جري ؟
هل انت متاخر؟


– انني اسف يا حبيبتي لن استطيع الحضور ذلك المساء0


– اه00لكن جميع شيء جاهز 00كنت انتظرك00


– انني اسف هنالك اعمال مهمة على الاهتمام فيها شخصيا ساصل بعد ظهر الاحد من دون شك0


فقالت فذهول:


– الاحد00 الى اللقاء يوم الاحد0


– لدى مواعيد مساء اليوم و طيلة يوم غد 0 ان المكسيكيين مشهورون بانهم يفضلون العمل على اللهو و المرح 0وسوف اجاريهم هذي المرة00 برغم 00شوقى اليك00


قالت لورا و هي تعض على شفتيها:


– حسنا00 اذا00 الى يوم الاحد0


– اعدك بذلك و ساتصل بك فحال حدوث اي تغيير 0


لكن لورا لم تعد تسمع شيئا00 كانت تفكر بالمكالمة الهاتفية 0 هل كان دييغو غير قادر على المجيء ام انه لم يكن يريد ذلك؟
ماذا و راء جميع هذي المواعيد ؟

هل هنالك امراة ثانية فحياته؟


مكالمتة الهاتفية فاليوم الاتي التي اخبر لورا بها انه سيؤخر عودتة 48 ساعة اخرى0 بدات تؤكد شكوكها 0 فقال دييغو :


– لدى مواعيد من مهمة جدا جدا يوم الاثنين و يوم الثلاثاء00 بالتالي لا يسعنى الوصول قبل مساء الثلاثاء 0 لكننى انوى قضاء الاسبوع كله معك فالفيللا0


فقالت له فصوت جاف قبل ان تقفل الخط فو جهه:


– لا تقلق عليه ارجو ان تمضى عطلة رائعة مع عشيقتك 0

اة لو تستطيع ان تتحمل ذلك الوضع اين يمكنها ان تذهب ؟

بمن تستطيع الاتصال ؟

ان فقدانها الذاكرة يمنعها من مغادرة ذلك السجن الذهبى فيلا جاسينتا 0


كانت احلامها مهددة برؤية امراة سمراء يمضى دييغو معها ايامة فمكسيكو 0 لماذا تزوجها اذا ؟

هى الشقراء 00 النحيفة 00 المختلف جمالها عن الجمال المكسيكي0 ؟

حاولت ان تجد تفسيرا0 لكن ذكرياتها تهرب منها0 قد كان زواجهما على و شك الانهيار قبل الحادث ؟

وهذا يفسر تهرب دييغو منها 0


يوم الاثنين اي قبل عودة دييغو بيوم واحد 0 عادت الىلورا ذاكرتها فكيفية صاعقة و غير منتظرة 0


– سينيورا !

هنالك زائر 0


كانت من منغمسة فرسم العصافير الملونة المتجمعة حول فتات الخبز 0 فلم تابة فالبدء لهذا النداء 0 لقد نصحها دييغو بان تلجا الى الرسم حتي لا تضجر اثناء فترة غيابة عن الفيلا 0 و كان هذا اكتشاف رائع 0 عندما ترسم تنسي جميع شيء0


رددت جوانيتا قائلة :


– سينيورا ,

لديك زائر 00


فقاطعها صوت رجل قائلا:


– لا تقلقي0 ساكلم الانسة ترانت بنفسي 0اة عفول 00السنيورا راميرزا00


قطبت جبينها و هي تري الزائر يقترب منها0 يبدو انه امريكي0 بماذا ناداة بادئ الامر؟
الانسة ترانت 00لكن 00 قد سيصبح قادرا على ان يوضح لها شيئا عن ما ضيها0


قالت لورا و هي ترمق زائرها بنظرة متسائله:


– حسنا يا جوانيتا 0 ساستقبل السيد00 السيد00اوه0


– لورا !

هذا انا 00برانت لاتقولى انك نسيت من اكون 0


خيبة الامل ضغطت على قلب المراة0 ذلك الرجل الرائع المظهر ذو الشعر الكستنائى 0 مجهولا تماما بالنسبة اليها0


قالت لجوانيتا و هي تمسح اصابعها المليئة بالدهان:


– اجلبى لنا القهوة 0


ثم قالت لزائرها :


– اسفة 0اننى لا اعرفك00


– اتسخرين منى ؟

انا برانت !

كنا مخطوبين 0 الا تذكرين 0 لكننى بدات افهم لماذا تخليت عنى 0من اجل ذلك المكسيكى راميرز0


تلعثمت من دون ان تتوقف لحظة عن النظر الية بامعان :


– انا 0 انا التي هجرتك ؟



ثم لاحظت ان جوانيتا ما زالت مكانها 0 فرمقتها بنظرة جافة و قالت لها :


– جوانيتا ,

طلبت منك اعداد القهوة 0


اجابت المراة المكسيكية قبل ان تبتعد :


– نعم 0نعم 0ياسنيورا 0


قالت لورا بلباقة و هي تجلس فمقعد من القش :


– اجلس 0 ان جوانيتا ترعانى منذ الحادث 0


– الحادث ؟

اى حادث0؟


– انها قصة تافهة 0 كنت ممددة على الشاطئ تحت شجرة جوز هند 0فوقعت حبة من الشجرة و اصابتنى فجبينى 0 و منذ هذا الوقت و انا فاقدة الذاكرة كليا0

جلس الرجل على المقعد شاحب اللون و سالها و هو يحدق فعينيها :


– هل صحيح انك لاتتذكرين اي شئ ؟



– لاشئ او تقريبا 0 احيانا قليلة اري صورا تنبعث من الماضى 00ويؤكد الاطباء اننى ساستعيد ذاكرتى مع مرور الزمن ,

لكن00


ترددت 0هل بامكانها ان تسال ذلك الرجل الذي كان يعرفها جيدا شيئا عن ما ضيها ؟



فقال برانت :


– غريب 0انك لا تتذكرينني0


لم تجب فقد جاءت جوانيتا لتضع الصينية على الطاولة و تبتعد0


– يا لورا 0 كنا على و شك الزواج00وهذا امر لايمكن لانسان ان ينساه0


سالتة لورا و هي تسكب القهوة :


– هل تزوجت من دييغو قبل ان افسخ خطبتى منك ؟



– كلا0 لقد ارسلت لى خاتم الخطبة و قلت لى انك و اقعة فغرام ذلك الرجل 0


– انني اشعر باننى احببت دييغو منذ اللحظة التي رايتة بها 0انة 00


انهي برانت كلامها :


– غني؟


تقلصت لورا 0 ماذا يعني بذلك ؟

هل يعني انها بنت انتهازية ؟



– نعم انه غنى جدا جدا 0


– و ذو نفوذ ,

اعرف هذا 0ومع هذا ترك و الدك يموت فاحد السجون المكسيكية !

اى نوع من الرجال هو ؟

انى اري ان00


لكن لورا لم تعد تسمع صوتة 0فقد استعادت ذاكرتها 0 فجاة كان راسها يدق كالطبل و ايضا اذناها 0


والدها 00دان ترانت 00تخيلت و جهة الرمادى ,

فى زنزانة معتمة 0 و امامة طاولة و ضعت عليها الاباريق و الزجاجات 0 و سمعت صوت و الدها رافعا كاسة و يقول :


– ليكن زواجك سعيدا كزواجى 00


انتصبت و رفست بعنف مقعدها الذي سقط و راحت تصرخ كحيوان جريح:


– ابي !

ابي !

ابي !
00


ثم غابت عن الوعى 0

11- و تالق القلب

لاح نور خفيف من و راء الستائر عندما فتحت لورا عينيها 0


وانحنت جوانيتا الجالسة فكرسى قرب السرير ,

نحو الوجة الذي بدا يستعيد لونة 0 فابتسمت لورا قليلا0 و انفجرت الخادمة بالبكاء و قالت و هي تتمسك بذراعها الممددة على الغطاء:


-اة سنيورا 0 ما كان ينبغى ان اسمح لهذا الرجل بالدخول 0 اه,
لو ادركت ان بامكانة ان يؤذيك000!
سامحينى يا سنيورا0


تمتمت لورا بصوت مرتجف :


– لست مخطئة يا جوانيتا 0فى جميع حال ,

لم يقصد برانت ايذائى 0ما000ما قالة لى اعاد الى الذاكرة بصورة صاعقة 0 و انفجر راسي 0 ذلك جميع ما حدث 0


ضغطت جوانيتا بيديها على صدغيها و نظرت الى لورا بخوف و قالت :


– سيغضب السنيور 0 دييغو منى كثيرا ,

سيقول لى اننى 00


قاطعتها لورا قائلة:


– لا تخافى ياجوانيتا 0 ساقول ان برانت دخل بالقوة 000اوة 00هل تمكنت من الاتصال بزوجي ؟



– نعم سينيورا 0 تقريبا 00لم اتمكن من التحدث الية شخصيا 0 تركت له رسالة مع مدير الفندق الذي كان عليه ان يتصل فيه عند السنيور فرانسيسكا بوردى 0حيث كان معها فزيارة عمل 0


زيارة عمل 000صورة ممزقة نص منسية برقت فجاة فمخيلة لورا 0 و تذكرت و جة دييغو الاسمر المنحنى فوق و جة فرانسيسكا الملئ بالدموع 0لم يكن من الصعب تخيل نوعية الاعمال التي يقوم فيها دييغو مع هذي الارملة الشابة السمراء000


قالت لورا كاذبة :


– اننى بحاجة الى النوم الان 0


– اخاف ان اتركك ,

يا سنيورا 0 ان السنيور دييغو 00


– انا فحالة جيدة 0 يا جوانيتا 0 لاتقلقى على 0 اننى بحاجة الى قليل من الراحة 0


– الاتريدين شيئا ما 0 يا سنيورا ؟



– لا ,

شكرا 0 لا اريد ان يزعجنى احد0


لكنها لم تتوقف عن التفكير 0 كانت تستعيد الذكريات ,

الواحدة بعد الثانية 0 جميع حوادث حياتها الماضية تعود شيئا فشيئا الى مكانها 0 و عندما تذكرت موت و الدها فالسجن المكسيكى 0 بدات الدموع تنهمر من عينيها 0 هل اعتقالة هو الاسباب =الرئيسى لموتة ؟

لم تنس لورا العشاء الذي تناولتة برفقتة فمطعم الميرادور 0 فذلك المساء لاحظت ملامح و جهة المشدود 0 كان ربما فقد حيويتة العادية 0″اننى اتساءل ما اذا كان قلبي يتحمل ذلك النوع من الانفعال ” ذلك ما قالة لها و هما يشاهدان الفطاسين يقفزون من اعالى الصخور 0 لقد اعتبرت ذلك التعليق بمثابة مزحة 0 هل كان دان حينذاك مصابا بمرض القلب 0

فجاء السجن ليعقد له الامور 0 و تذكرت لورا و جهة الرمادى الشاحب اثناء زياراتها العديدة له فالسجن 0 كانت تعتبر هذا ناتجا عن الجو المشحون داخل الزنزانة و ابتعادة عن الشمس ,

والهواء ,

والحرية 0 و برغم جميع الاهتمام الذي كان يولية دييغو لعمة ,

لم ينجح فاعطاءة الحرية التي كان يرغب بها قبل اي شيء اخر0


واخذت الافكار تعود باتجاة دييغو 00 الى يوم الحادث الى الشاطئ 0 كيف نسيت تلك اللحظات السعيدة مع دييغو ؟

راحت تتذكر دييغو منحنيا فوقها يداعبها بحنان فائق 0


كل شيء يعود الان الى ذاكرتها فدقة تامة0 جاعلا اياها مرهقة و متلاشية 0 فتلك المرحلة كانت تعرف ان زواجهما كان مهددا 0 فقد قبل دييغو فكرة فسخ الزواج بعدها 00فرانسيسكا ,

المراة ,

السمراء ,

الجذابة ,

ظهرت فالمشهد بصورة مباغتة0 لماذا تعلق دييغو بهذه المراة الامريكية المتحررة و هو الذي يتمتع بعقلية مكسيكية متعصبة؟


لكن حصل ما حصل على الشاطئ و عرف دييغو انها كذبت عليه ليلة عرسهما تاركة اياة يعتقد انها و برانت كانا عاشقين00


فجاة شعرت بانتفاضة فكل انحاء جسمها 0 فذلك النهار عندما كانت على الشاطئ 0 قبل الحادث كان دييغو يعرف تماما ان و الدها ما ت و اذا كان ربما عاد باكرا من مكسيكو فذلك لانة تلقي مكالمة هاتفية من رئيس شرطة اكابولكو 0 لماذا احبها فهذا النهار بالذات؟
كان و الدها ربما ما ت 0 و لا شيء يمنع فسخ الزواج فكان حرا بان يتزوج فرانسيسكا عندما يتم فسخ الزواج0 هل لانة فاجا غييارمو معها احس برغبة عنيفة فان يجعلها زوجتة فالحال 0 مهما كان الامر كانت تصرفة و قحا و هو يعرف ان و الدها ما ت 0


نهضت من السرير و اسرعت الى خزانتها 0 و بسرعة اخرجت حقيبتها الجلدية الحمراء و راحت تضع حاجياتها و هي تفكر بعبنوتة و اضطراب 0 اين تستطيع الذهاب فاكابلوكو من دون ان يكتشف دييغو مكانها و يعيدها الى الفيلا ؟

ان الندم جعلة يعتنى فيها اعتناء كبار منذ الحادث 0 و هي تفهم الان لماذا كان ينتظر بصبر ان تستعيد ذاكرتها بصورة طبيعية0 قد كانا يامل بالا تشفي تماما0 فكل حال الا يتمتع دييغو بحياة ذهبية؟
لدية زوجة و ديعة و طيعة مدفونة ففيلا جاسينتا 0 و عشيقة ملتهبة فمكسيكو ؟



اقفلت حقيبتها و نظرت الى حقيبة يدها0 لديها من المال ما يكفى لان تمضى بضعة ايام ففندق من الدرجة الاخرى قبل ان تستقل الطائرة الى لوس انجلوس 0 انها لا تريد مغادرة اكابلوكو قبل ان تعرف اين دفنو و الدها 0 كانت امنيتة ان يدفن قرب زوجته0 و ستحاول ان تنقل جثمانة الى مدافن لوس انجلوس حيث ترقد و الدتها0


هل ما زال برانت هنا فاكابلوكو ؟

ربما ,

لكنة ينزل و لا شك فاحد الفنادق الفخمة التي تحيط الخليج 0 و لا مجال للورا لان تذهب للبحث عنه هناك0 حيث ممكن لدييغو ان يكتشفها بسهولة0 00لا00 من الاروع ان تنزل ففندق متواضع يقع على احد التلال البعيدة عن الشاطئ 0 و هنالك يمكنها ان تمضى و قتها من دون ان يلاحظ احد و جودها 0 لم تجد اية صعوبة فصف السيارة فالمطار و المرور بين مجموعة كبار من السياح التالين من مكسيكو 0 لكن الامور تعقدت فجاة عندما لمحت شبح دييغو الذي كان يرتدى بذلة رمادية شاهدتة يرفع يدة ليوقف سيارة اجرة0 بعدها يدخل اليها و ينظر فتقلص امامة 0 انه يستحق ما يحصل له الان 0 ماذا اخبر فرانسيسكا ؟

عندما قرا رسالتها لا شك انه كان يبين ذراعى هذي المراة السمراء 0


– سنيورا 0


توقفت سيارة تاكسى امامها


– اين تذهبين ؟



– انني ابحث عن فندق صغير فحيى اكابلوكو القديم0


قادة السائق التلال العالية و توقف امام بناء مؤلف من 4 طوابق 0 و قال:


– انه فندق روزاريو 0 ساسال اذا كان ثمة غرفة فارغة 0 هل تريدين غرفة بسرير واحد ؟



– نعم و لبضعة ايام فقط0


دخل السائق الى الفندق و فهمت لورا انها ستدفع مبلغا ضخما للحصول على هذي الغرفة و ان السائق سيقبض عمولة 0


هزت كتفيها فاستياء و قالت ان هذي الامور ليست مهمة فالوقت الحاضر 0 المهم هو ان تبتعد عن دييغو الذي لن يخطر فبالة انها تقيم فمثل ذلك المكان 0 كما انه اذا راى سيارتة فالمطار سيفكر فالحال انها استقلت الطائرة الى كاليفورنيا و لن يفكر فالبحث عنها فمدينة الحمامات 0


ظهر السائق اخيرا :


– هنالك غرفة واحدة 0 يا سنيورا و سعرها مرتفع 0


احمرت لورا غضبا عندما عرفت القيمة المتوجب عليها ان تدفعها 0 ان شقتها الصغيرة فبانوراما تكلف السعر نفسه0 لكن ليس امامها خيار احدث 0 اومات الية موافقة 0 و هبطت من سيارة التاكسى بينما اخرج السائق حقيبتها من الصندوق 0 رائحة العفن تتصاعد من البهو 0 و لدي دخولها انحني صاحب الفندق السمين و ابتسم لدي توقيعها على السجل 00 فقد و قعت باسم و الدتها قبل الزواج : بربارة فوريس 0


صعدت الى الغرفة فالطابق الثاني 0 انها صغار جدا جدا 0 و بها مروحة بطيئة 0 و مغسلة قديمة و مقعدان من القش و خزانة على بابها ستائر باهتة تستخدم فالوقت نفسة كمنضدة للزينة 0 و فاحدي الزوايا سرير عريض من الحديد المقشر 0


قالت لورا فقرف :


– – انها غالية الثمن نسبة الى ما تحتوية من حاجات غير مريحة 0


فقال صاحب الفندق و هو ينظر اليها فارتباك و يتامل ملابسها الانيقة :


– انه الموسم يا سنيورا 0ثم انك لم تحجزى من قبل 000


– نعم اعرف 0 لن ابقي هنا لمدة طويلة 0


– سارسل لك حقيبتك باسرع ما ممكن 0


قبل ان يجلب لها الخادم الحقيبة 0 لاحظت لورا ان السرير يطلق صريرا قويا و ان المروحة تجلب هواء رطبا رائحتة كريهة 0


عندما اصبحت لورا و حدها 0 تمددت على السرير و هي تتصبب عرقا و ثيابها تلتصق بجسدها 0 كانت تحدق بشفرات المروحة 0 قد كان من الاروع لو انها ذهبت لتبحث عن برانت لتستدين منه المال لتستاجر غرفة تليق فيها 0 لكن قد اضطر لان يطرح عليها اسئلة محرجة 0 و قد اقنعها بمنطقة مؤكدا لها ان دييغو لم يعد له حقوق عليها ما دام ارغمها على ان تتزوجة ابتزازا 0


اغمضت عينيها كيلا تري هذي الغرفة الحقيرة 0نعم 0 قانونيا 0 قد لم يعد لدييغو اي حق عليها00لكنها تشعر بانه يمتلكها جسدا و روحا 000لايمكنها ابدا ان تمنح رجلا احدث ذلك الحب الممزوج بالشغف 0


ايقظها دوى الرعد من نوم عميق 0 ارتعشت بعدها نهضت خائفة لوجودها فهذه الغرفة الحقيرة المظلمة 0 من جديد 0 سمعت طرقات على الباب فتقدمت و همست بصوت يرتجف و هي تشعل النور :


– من 00من هنا ؟



– – دييغو 0


– القت نظرة خاطفة الى الغرفة املة ان تجد و سيلة للهرب 0حينذاك شاهدت حشرات صغار تسرع بالانسحاب من السقف و جدران الغرفة و تختبئ فثقوب الخشب و الجص 0


ارتعبت لهذا المنظر و صرخت باعلي صوتها 0 و فالحال سمعت ضربة قوية و صوت الخشب المتحطم 0


دخل دييغو من الباب و سالها :


– لورا حبيبتي ,

ماذا جري ؟



– فاشارت لورا باصبعها الى الحشرات ذات القرون الطويلة المنتشرة هنا و هنالك 0


– جذبها نحوة و اخفي و جهها بصدرة و قال بصوت هادئ و هو يداعب شعرها :


– – ذلك لاشئ 0 ياحبيبتي 0 هذي الحشرات الصغيرة غير مؤذية 0


هدهدها لحظة ليهدئ من خوفها ,

ثم ابعدين عنه بلطف و سالها :


– هل انت مطمئنة الان ؟



– اشارت له براسها ايجابا0


– سالها و هو يشير الى حقيبتها الحمراء :


– اهذا جميع ما لديك من امتعة ؟



– نعم 0 لم اكن احتاج الى اكثر من ذلك 0


حمل الحقيبة و قال :


– تعالى 0


كان صاحب الفندق ينتظرهما فالمدخل فقال :


– انني اسف ياسنيور راميرز 0 لم اكن اعرف ان السنيورا هي زوجتك000


– كيف تجرات على تاجير كهذا الكوخ القذر!
احب ان اعرف كم طلبت اجرة لمثل ذلك الماجور ؟



اطلعت لورا دييغو على المبلغ الذي دفعتة 0 فحدج دييغو صاحب الفندق بغضب و قال :


– عليك اعادة ثلاثة ارباع المبلغ الذي قبضتة 0 فالحال و الباقى يكفى لتصليح الباب الذي خلعتة الان 0 انك تفقد سمعتك بكيفية ذليلة 0


راح الرجل يعتذرشارحا و ضعة 0 و لما اعاد المبلغ 0 اخذ دييغو لورا بذراعها و خرجا معا الى الشارع حيث تنتظرهما سيارة المرسيدس 0


صعدا الى السيارة و اقلع فيها دييغو سالكا اتجاة و سط اكابلوكو 0 ران صمت ثقيل 0 اخيرا سالتة لورا بصوت خفيض من دون ان تجرؤ عليلي النظر اليه:


– كيف توصلت الى اكتشاف مكان و جودى ؟



– لم يكن هذا سحرا 0 صحيح انك تركت السيارة فالمطار لتوهمينى انك غادرت البلاد 0 و لكننى لم انخدع بذلك 0 انني اعرفك جيدا 0 و اعرف انك لن تغادرى اكابلوكو قبل ان تعرفى اين دفن و الدك 0 لقد بحثت عنك فكل فنادق المدينة ابتداء من الفنادق الفخمة 0 و لما و صلت الى هنا ,

قرات اسم و الدتك على سجلات فندق روزاريو 0


– اسم و الدتى ؟

كيف عرفت ان ذلك الاسم هو اسم زالدتى ؟

لم اذكرة امامك ابدا 0


– قراتة على مقبرتها عندما كانوا يدفنون و الدك الى جانبها 0


اطلقت زفرة ممزقة 0


– لورا حبيبتي ,

هل تذكرين00كل شئ ؟



همست بعدما ازاحت و جهها عنه حتي لايري الدموع فعينيها :


– نعم0


ثم اضافت بصوت متقلب :


– انني سعيدة لان و الدى دفن قرب و الدتى 0شكرا 00علي ذلك0


سالها بحيوية :


– لماذا تشكريننى على ذلك فقط ؟

الم افعل جميع ما بوسعى لاعالجك و اهتم بك بعد الحادث الذي افقدك الذاكرة ؟



اطلقت ضحكة صفراء و قالت :


– حتي اليوم لم اكن اصدق المثل الذي يقول ” ان الجهل هو سلام الحياة ” لم تقل لى شيئا يا دييغو 0 و لم تعلمنى بموت و الدى 0 و لا اذكر ما تبقي من احداث عندما يجهل المرء سوء حظة 0 فلا يتالم من هذا اليس ذلك صحيحا؟


قاطعها بلهجة ساخطة :


– كفي يالورا !

سنستانف ذلك الحديث فالمنزل 0


المنزل ؟

اين منزلها ؟

انها لاتذكر شيئا عن فيلا جاسينتا و لا عن مسكنها الفخم فمكسيكو قبل و فاة و الدها كان منزلها الحقيقي هو يختة 0 فماذا حل باليخت ؟

وما ان و صلت السيارة الى مدخل فيلا جاسينتا حتي تذكرت لورا فجاة جوانيتا و كارلوس ماذا يقولان عن اختفائها ؟

هل هما على علم بالحادث الذي حصل بينها و بين غييارمو مباشرة قبل الحادث ؟

ربما نعم ,

لانها منذ هذا الحين لم تعد تسمع عنه شيئا 0


استقبلتهما جوانيتا الشاحبة اللون قلقا 0 و فصوت خافت حيتهما بعدها سالت دييغو ماذا يريد ان يتعشي ؟



– احضرى لنا شيئا 0سنتناول العشاء فالصالون الصغير 0


شعرت لورا انها على و شك الانهيار عندما تركها دييغو فالغرفة ال كبار التي لم تكن تتصور انها ستراها مرة ثانية 0 و لكنها بعدما اخذت حماما فاترا شعرت بالاسترخاء و الارتياح0

كانت جالسة اما منضدة الزينة تسرح شعرها الاشقر عندما دخل دييغو الى الغرفة 0 كان يبدو شديد السمرة بقميصة الحريرى الابيض و بنطلونة الازرق الفاتح 0 و شعرة الاسود السميك الرطب مملسا الى الوراء 0 و لدي رؤية زوجتة فقميصها الحريرى الاخضر ,

لمع بريق فعينية الداكنتين0


– عندما تصبحين مستعدة 0 سنتوجة الى الصالون الصغير لنتحدث فامور كثيرة0


قالت و هي تلقى نظرة اخيرة الى المراة قبل ان تنهض :

– هل انت متاكد من هذا 0 كان يبدو لى ان الامور و اضحة بيننا0 لقد ما ت و الدى 0 و لم يعد هنالك مبرر لاستمرار زواجنا 0 لقد و عدتنى بان تعيد لى حريتى 0


قال دييغو :


– ان زواجنا هو الان امرا و اقع,
يا حبيبتي 0 لم يعد بامكاننا الرجوع الى الوراء0


لم تتمكن من اخفاء توترها فابتعدت و ازاحت الستائر عن النافذة0 و نظرت الى الليل و القمر الذي كان بدرا0


– لا شك ان هنالك مجالا لفسخ الزواج0


انتفضت لدي شعورها بيدى دييغو تربتان على كتفيها 0 فلم تسمع صوت خطواته0 و سالها:


– لماذا ؟
لماذا 00تحبين ان تعذبينني؟
الا يمكننا ان نعيش سعيدين؟
الم نختبر معا الفرح فتقاسم الحب؟
تذكرى يا حبيبتي على الشاطئ 0 كنت تريدينى كما كنت اريدك 0 اعترفى بذلك0 يا لورا 0 كوني مخلصة و صادقة مع نفسك0


نظرت الية بعدها اغمضت عينيها 0 هل بامكانها ان تنسي ما حدث معها فذلك اليوم0 على الشاطئ تحت شجرة جوز الهند؟


همس دييغو فاذنيها و هو يعانقها :


– لم تستطيعى يوم ذاك ان تخفى حقيقة احاسيسك0


ومرة ثانية راحت تشعر بالذوبان لدي ملامساتة البارعة 0 و راحت هي بدورها تلامس عنقة بعدها حملها بين ذراعية و وضعها على السرير 0 حاولت ان تقاوم لكن بدون جدوى لكنها قامت بجهد كبير للتخلص من قبضة دييغو و عناقه0 و وقفت و هي تنظر الية فاحتقار و قالت :


– كيف تجرؤ على ملامستى ؟

ادخر ملامستك البارعة لفرانسيسكا لانها بلا شك تقدرها00


– لا افهم 0مادخل فرانسيسكا فالمقال ؟



ضحكت لورا بسخرية و قالت:


– قد نسيت يا دييغو ,

لكننى ما زلت اذكر جميع شيء,
اذكر الليلة التي امضيتها معها بعدما شاهدتكما متعانقين 0 كما انك كنت و قحا للغاية اذ انك ما ان خرجت من سرير عشيقتك حتي لحقت بى مصرا على القيام بواجباتك الزوجية برغم ان كنت تعرف تماما ان و الدى ميت على بعد مسافة قصيرة من هنا انت رجل كرية و فظ0


صرخ دييغو ,

شاحب اللون :


– لا ,

هذا غير صحيح ,

اعترف باننى قد كنت عنيفا هذا اليوم على الشاطئ 000لكن 00 انني اقسم لك باننى لم اكن اعرف ان و الدك ما ت 0


– ذلك مستحيل لقد اتصلت بى رئيس شرطة اكابلوكو فاليوم الذي كنت على موعد مع سفير العدل 0 قال لى ان و الدي00 ذهب00 اعتقدت ان00ان00 اعتقدت انهم نقلوة الى مكسيكو 0 ليصار الى محاكمتة بسرعة لقد00 اعطيت الشرطى رقم هاتفك فالمنزل و فالمكتب حتي يتمكن من الاتصال بك0


اقترب دييغو منها وضع يدية الاهبتين على كتفيها:


– لم اتلق اية مكالمة 0 قد لانى كنت حينذاك فالطائرة 0 لقد اخبرنى سفير العدل انهم القوا القبض على الرجلين الذين استاجرا اليخت من و الدك و هذان الرجلان اثبتا براءتة و جئت بسرعة لاخبرك بالامر0


– تريد ان تقول ان السلطات كانت اطلقت سراح و الدي؟


– نعم 0 لم اعرف انه ما ت الا بعد الحادث الذي تعرضت له0 00لورا هل بامكانك الاعتقاد لحظة واحدة انه بوسعى ان اجعلك امراتى بالفعل لو كنت على علم بوفاة و الدك؟


– كنت اعتقد انك كنت تريد ان تربح على الجهتين0 فرانسيسكا فمكسيكو ,

وانا هنا 00


قال مستغربا و هو يحك رقبتة :


– يا الهي0 لو عشت 100000 سنة فلن اتوصل الى معرفة كيف يعمل دماغ المراة؟
لكننى فذلك اليوم كنت احبك كثيرا و لا ممكن لاحد ان يمنعنى من التعبير عن حبي0 الم تشعري بذلك؟
هل فامكانى التعبير عن حبى لو كان ثمة امراة ثانية فحياتي ؟

انا لا اتظاهر بالحب انني احبك حقا0 و انا مجنون بحبك منذ اليوم الاول الذي التقيتك فيه0 كيف تستطيعين التفكير ان هنالك امراة اخرى؟


– ليس ذلك صعبا0 الم ارك تعانق فرانسيسكا ؟



– هل تغارين منها يا حبيبتي ؟



– نعم اكتشفت تلك الليلة بالذات اننى احبك 0 انتظرتك بحرارة و بلهفة لكن بدلا من ان تعود الى رايتك تذهب معها00


– اة يا حبيبتي !



وبسرعة اقترب منها و اخذها بين ذراعية و جذبها الى السرير 0


– تعالى 0 دعيني اشرح لك ما حدث0


وضع دييغو ذراعة حول خصرها و قال :


– عندما كنت صغيرا كانت فرانسيسكا تصغرنى بسنتين فقط و كنا مخطوبين 0 و اهلنا يحبون هذي العلاقة 0 لكن القدر كانا مختلفا0 تعرفت فرانسيسكا الى انطوان و احبتة و تزوجتة بينما كنت احلم بالمراة التي ستصبح يوما ما زوجتي و رفيقة حياتي 0


اطلق زفرة عميقة بعدها تابع يقول:


– ما ت انطوان و عادت فرانسيسكا الى مكسيكو حيث بدات اعمال زوجها تنهار فطلبت منى ان اساعدها 0 و ذلك العناق الذي حصل بيننا هو عناق الاخوة0 صحيح اننى رافقتها تلك الليلة الى منزلها0 لكنى لم ابقى لمدة طويلة0 امضيت الليل كله اقاوم رغبتى فاللحاق بك000


– اة 00


– لو جئت كما و عدتك فيه ياحبيبتي لكنت اصبحت ليلتها زوجتي 0 لكنى كنت اخشي مجابهة كرهك 0 كيف لى ان اعرف ان عواطف نحوى تغيرت؟


– فكل حال لم تكن تريد امراة احبت احدا قبلك0 زوجة لك0 ليلة عرسنا تركتنى بعدما اعتقدت انني كنت عشيقة برانت 0


هز دييغو راسة و قال :


– فالحقيقة لست متشبثا تماما بهذا الموقف0 يمكننى ان اقر بعض التصرفات و لكنك عندما لفظت فتلك اللحظة الحاسمه اسم برانت ,

تاكدت تماما انك ما احببتنى و لهذا الاسباب =و عدتك بان اعيد لك حريتك عندما يظهر و الدك من السجن 00وثم00


– بعدها ماذا 000؟


– بعد الحادث الذي و قع لك 0 قلت و رددت مرارا انك تحبيننى و انك تريديننى 0 لكننى لم اكن قادرا على ان البى رغباتك0 كما حصل بيننا على الشاطئ00 لقد اجبرتك على ان تستسلمى لى 00


وبطرف اصابعها ,

لمست لورا شفتي دييغو و قالت :


– اذا كانت ذاكرتى سليمة0 فاننى اذكر اننى تجاوبت معك 0 فذلك اليوم على الشاطئ0 صحيح انك كنت تحبنى منذ البداية؟


– لم اكف عن التفكير فيك منذ اليوم الاول0 انت اغلى شيء عندي فالعالم 0 انت امراة احلامي الى الابد0 لا يمكننى ان اعيش من دونك0


– حتي و ان لم اكن فمستوي و الدتك؟


– و الدتى ؟

ما دخل و الدتى بالامر؟


– تعتقد كونسويلو انك اسير حبك لوالدتك0 و هي تعتقد بانك تزوجتنى فقط لاننى اشبهها 0


– ذلك خطا انها تتحدث على هواها لتجعلك تغارين 0 كانت تامل دائما باننى ساتزوجها بعد و فاة اخي0,
زواجى منك اغضبها0


– اة ,

دييغو 0لقد ارتحت الان 0لم اكن اعرف00


وضعت لورا راسها على كتف زوجها و اضافت فخجل:


– هل تغفر لى لاننى شككت فيك؟


– و انا كذلك يا حبيبتي اعترف باننى اتحمل بعض المسئولية0


– ما علينا الا ان نبدء من جديد0


– و ان نعوض الوقت الضائع و الا ننتظر دقائق واحدة0


قالت جوانيتا:


– سنيور ,

سنيورا ,

العشاء جاهز 0


قال دييغو قبل ان يعانق لورا:


– حافظى عليه ساخنا0


ثم قال للورا :


– انا جائع اليك 000يا حبي0

  • روايات عبير الرومانسية للقراءة
  • روايات عبير غضب العاشق مكتوبة الفصل الاخير
  • روايات
  • روايات عبير الرومانسية
  • روايات للقراءة
  • رواية غضب العاشق مكتوبة كاملة
  • رويات للقراءة
  • رواية رومانسيةاجنبية انتي ملكي، عن فتاة تعمل سكريتيرة
  • لأني أحبك سأعتذر
  • تحرير الاوقات المناسبة للقراة


روايات عبير الرومانسية للقراءة