رواية ملاك حبي كامله

رواية ملاك حبى كامله

ملاك كامله رواية حبي 20160625 105

” فاقد الشيء..
لا يعطية ”


هل سمعت هذي المقوله منقبل؟..بغض النظر ان كنت ربما سمعتها ام لا..ما رايك بها؟..ان اردت رايى فانا لا اؤيدهذه المقولة..ففاقد الشيء هو الذي يستطيع ان يعطية .
.لانة الوحيد الذي شعر بالمفقدانة لهذا الشيء..وهو الوحيد الذي يمكنة ان يعوض من امامة بالشيء الذي خسرة ذاتيوم..فمن فقد حنانا .
.يشعر بالم فقدانة و يمنحة لكل من حوله..ومن فقد حبا..يعوضة لمنفقده..لانة يشعر بحقيقة الامه..اظنكم ربما فهمتم ما اعنية لكم..لذا اترككم مع الحكاية .
.صحيح انها من محض الخيال..ولكن من يدري؟..ربما تحدث يوماما..

ملاك كامله رواية حبي 20160625 106

مقدمة :

ملاك هو اسمها..ملاك هي ملامحها..ملاك هي ابتسامتها..ملاك هي صفاتها..قلبها الكبير بحبالناس..لم يعرف معني الكرة .
.معني الكذب او الخداع..معني الغرور و الطمع..تخيلت انهاتحيا فعالم لا وجود للشر فيه..عالم ملئ بالخير و الحب..بالتسامح و الطيبة..


هل اخطات عندما عاشت على افكارها تلك ؟
..علي صفاتها تلك..واى صدمة ستعيشها لو علمتبالواقع المر؟..هل سيستطيع احد ان يمنحها حبا يساوى حبها لكل هؤلاء الناس؟..هلسياتى يوم و تري الحب فعيون من حولها؟..وذلك الشخص الذي طالما تمنتة و الذي لميختفى من احلامها لحظة .
.يقترب منها و بهمس قائلا..(انت ملاك حبي)..(ملاك حبيانا)..


الجزء الاول


“هي..
وهو”


ابتسمت تلك الفتاة و هي تمشط شعرها الاسود الذي ينسدل على كتفيها بنعومة و رقة..وتتطلع الى نفسها فالمراة..كانت بيضاء البشرة..رائعة و بريئة الملامح..
تصرفاتها تجعلها اقرب الى الاطفال..مع انها ربما تجاوزت سن الثامنة عشرة..


كانت اشبة بالملاك عندما تبتسم..ابتسامتها ممكن ان تذيب جبالا من الغضب الذي تعيش بداخلك..وكانت مدلله و الدها و خصوصا بعد و فاة و الدتها..وبعد هذا الحادث المشئوم الذي اثر بالجميع فيما عداها هي لانها كانت صغار السن لحظتها..لم تعلم بم يدور حولها..او بم يحدث..فطفلة لم تتعدي الاخرى من عمرها كيف لها ان تدرك ان و الدتها ربما توفت فذلك الحادث..وانها هي..تلك الطفلة الصغيرة باتت سجينة ذلك المقعد الى الابد….

ملاك كامله رواية حبي 20160625 107




فبعد حادث السيارة المشئوم..اصيبت (ملاك)..الطفلة التي لم تتعدي الاخرى من عمرها يومها..بالشلل..اثر اصابة بعمودها الفقري..


لكن ذلك لم يؤثر فيها كثيرا..فمن جهة و الدها..يغدق عليها بلطفة و حنانة و حبه..ومن جهة ثانية هي لم تختلط بمن يماثلونها العمر و يشعرونها بعجزها..فقد كانت تحيا بمعزل تقريبا عن الاخرين..فهي تقوم بالدراسة بالمنزل..تحت اشراف مدرسين متخصصين..


التقطت ملاك تلك الزهرة الصغيرة و ثبتتها باحد اطراف شعرها .
.وما لبثت ان سمعت صوت طرق الباب فقالت مبتسمة: ادخل..


دلف و الدها الى الداخل و قال مبتسما و هو يميل نحوها و يلثم جبينها: كيف حال ملاكى اليوم؟..


قالت ملاك مبتسمة: فاقوى حال..ماذا عنك يا ابي؟..


قال و هو يهز كتفيه: لاشيء..عمل فعمل..


ومن بعدها لم يلبث ان ابتسم و هو يغمز بعينه: و ذلك ما دعانى لاعود فسرعة الى صغيرتى الغالية..


قالت و هي تفكر: ابي..لم يبقي على راس السنة الميلادية شيء و نحن لم نقم بالتجهيز لها..


قال فهدوء: لا يحتاج الامر لكل تلك التجهيزات..سوف نقوم بتزيين البيت بالاضافة الى شراء بعض الحلويات..


قالت فسرعة: لا اريدها ان تكون كالعام الماضى .
.اريدها ان تكون مختلفة و متميزة..


مسح على شعرها و قال: حسنا و ما رايك..ما الذي سيجعلها متميزة ذلك العام؟..


قالت برجاء: ان ندعو اليها ابناء عمي .
.


عقد و الدها حاجبية و قال: الم نتحدث فهذا المقال كثيرا يا ملاك؟..اطلبى اي شي الا هذا..


قالت متسائلة: و لماذا؟..فى جميع مرة ترفض البوح لى بالامر .
.اننى لم ارهم منذ ان كنت فالسادسة من عمري و بعدين لم ارهم ابدا..


قال و هو يزفر بحدة: لا تسالينى عن السبب..نحن كذا نعيش براحة بمعزل عنهم..


قالت ملاك برجاء: الى متي يا ابي؟..الي متى؟..لابد ان ياتى يوم و نضطر لان نكون معهم..ففى النهاية عمي هو اخيك .
.وابناءة بمثابة ابناء لك..


صمت و الدها و هو يعلم انها على حق..ولكنة لم يعد يزور اخية و انقطعت بينهم جميع اواصر العلاقات..وهذا قبل اثنى عشر عاما..اسباب عديدة دفعتة لقطع تلك العلاقة..اولها كان..اصرارهم بزواجه..انة ابدا لا يفكر باحضار امراة الى ذلك البيت لتكون بمثابة زوجة اب لابنته..ثم لا يريد ان تشعرها بعجزها و خصوصا و هو يعلم بحال ابنتة و باى اثار ربما يسببة جرح مشاعرها..واشعارها بالواقع الذي تحياه..


والاسباب =الثاني هو انهم دائما ما يشعرونة بعجز ابنتة و يحاولون التلميج بهذا لها..
يحاولون دائما الاشارة انها لن تعيش كباقى البشر .
.
دون عمل .
.و دون قدرة على فعل شيء .
.يستكثرون عليها هذي الحياة التي تحياها .
.
ويطمعون بكل قطعة نقدية تمتلكها و كانها لا تمتلك الحق فالحياة لمجرد عجزها..انهم لا يفهمون انها ابنته..حياتة كلها .
.ولو طلبت نجمة فالسماء لاحضرها لها..
ولهذا لا يريد لاى من اخوتة او ابناءهم ان يعودوا للظهور فحياتة .
.لا يريدهم ان يجرحوا ابنتة و لو بكلمة..انها ملاك..الا يفهمون..؟..


(ابي الى اين ذهبت؟..)


قالتها ملاك لتنتزع و الدها من افكاره..والتفت لها ليقول بابتسامة باهتة: افكر فصغيرتى الغالية و ماذا اشترى لها بمناسبة راس السنة..


– لا اريد الا ما اخبرتك به..


قال متجاهلا عبارتها: اتعلمين يا ملاك .
.اليوم و انا اقود السيارة شاهدت متجرا للمجوهرات..دلفت الية و لم استطع مقاومة ان اشترى ذلك لملاكى الصغير..


قالها و هو يظهر قلادة من جيبة و يهبط الى مستواها و يرفعها امام ناظريها..اتسعت ابتسامتها و هي تلمح تلك القلادة الذهبية التي كانت عبارة عن شكل لقلب و بداخلة يتوسط قلب اصغر غير ثابت و متارجح..وقالت بسعادة: ذلك لي..


اقترب منها و الدها و قام بوضع القلادة حول رقبتها..وقال مبتسما: ما رايك بها؟..


قالت بفرحة : اقترب منى يا ابي..


اقترب منها و قال: لم؟..


سقطت بين ذراعية و قالت: احبك يا ابي .
.احبك..


ضمها و الدها الية بحنان شديد..وهو يفكر بالمستقبل المجهول الذي ينتظر ابنتة التي لا تعرف عن العالم شيئا…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


علي طرف احدث و فمدينة اخرى..وفى هذا البيت الكبير الذي كان اشبة بالقصر..هتفت تلك الفتاة قائلة بانزعاج: (مازن)..اعد الى احمر الشفاه..


قال ما زن و هو يبتسم بسخرية: لا يوجد لدينا بنات يضعون احمر شفاه..


قالت بحنق: انها حفلة..ماذا تريدنى ان اضع اذا؟..


قال و هو يميل نحوها: يكفيك ما تلطخين فيه و جهك من الوان..


قالت بغضب و هي تمد يدها اليه: اعدها الي..


قال و هو يلوح باحمر الشفاة فو جهها ليغيظها: و اذا لم افعل يا انسة (مها)؟..

ملاك كامله رواية حبي 20160703 1832




قالت بانفعال:ساخبر و الدي..


قال بعدم اهتمام: اخبريه..


اسرعت مها تهبط درجات السلم و تتوجة نحو و الدة الذي كان يحتسى كاس القهوة فالردهة الرئيسية..وسمع صوت ابنتة مها و هي تقول: و الدي..يجب ان تجد حلا مع ما زن..


التفت لها و قال: و ماذا فيه شقيقك ذاك؟..


قالت بحنق: لقد اخذ احمر الشفاة الخاص بي..
ويرفض اعادتة لي..


قال و الدها بضجر: و ليس لى عمل غير فض الخلافات بينك و بين اخيك..


قالت بسخط: هو من بدا..


جاءها صوت ما زن و هو يقول: بل هي..تود وضع احمر شفاة فحفل ساهر..لا تزال طفلة على كهذا الامور..


قالت بحدة: انت الطفل..


قال و الدة بملل: الم تكبر على كهذا الامور يا ما زن؟..لقد تجاوزت الخامسة و العشرين..


قالت مها و هي تعقد ساعديها و قالت: اخبرة بذلك يا و الدي..وقل له ان يعيد احمر الشفاة الخاص بي..


قال ما زن مبتسما: ساعيدة و لكن بشرط..


التفتت له فاردف: ان تعرفينى على احدي صديقاتك بالحفل..


قالت و عيناها متسعتان: لا بد و ان عقلك ربما اصابة خلل ما ..


تطلع الى احمر الشفاة الذي بيدة و قال: فليكن اذا..
لا تحلمى ان ترى ذلك مرة اخرى..
ودعية الان قبل ان يصل الى سلة المهملات..


قالت باحتجاج: لا تفعل هذا..
انة باهض الثمن..


– امامك حلان اما احمر الشفاة اواحدي صديقاتك؟..


مطت شفتيها و قالت: فليكن ساعرفك على احداهن..
اعدها لى الان..


كاد ان يعطيها اياة و لكنة تراجع قائلا: اقسمى اولا..


قالت بضجر: اقسم على ذلك..هل ارتحت؟..
هيا اعطنى اياه..


قدم لها احمر الشفاه..
فاختطفتة منه فسرعة و عادت ادراجها الى الطابق الاعلى..اما و الدة فقد تطلع الية بضيق و من بعدها قال: الا تخجل من نفسك يا ما زن من ان تطلب من اختك ان تعرفك على احدي صديقاتها؟..
وامامي ايضا..


هز ما زن كتفية و من بعدها قال: انها مجرد صداقة بريئة يا و الدي..
وجميع الفتيات اللواتى اعرفهن يعلمون مسبقا انني لن ارتبط باحداهن..
انا لم اخدع احدا..
جميعهن يعرفن حدود العلاقة التي بيننا..


قال و الدة بضيق: الا تري ان هذي العلاقات لا تصلح لشاب مثلك؟..
الا تفكر فالاستقرار؟..


ابتسم ما زن و قال: ان كنت تعني الزواج..
فكلا..
لا افكر فيه مطلقا..


هز و الدة راسة بضيق اكبر و قال: انظر الى اخيك انه لا يتصرف كتصرفاتك..علي الرغم من انه شقيقك الاصغر..


قال ما زن بسخرية: (كمال)..
انة لا يبالى بشيء ابدا..
انظر الية على الرغم من اننا سنغادر بعد قليل..
فلم يحضر حتي الان..


– اتصل فيه لتعلم اين هو اذا..


التقط ما زن هاتفة ليتصل بكمال و لكن قبل ان يفعل سمع صوت الباب الرئيسى و هو يفتح..
فابتسم ما زن بسخرية و قال: لابد و انه ربما ترك اصدقائة من اجلنا اخيرا..
وقرر الحضور..


التفت و الدة الى حيث كمال و قال و هو يعقد حاجبيه: لماذا تاخرت يا كمال؟..


قال كمال بلامبالاة: لقد نسيت امر حفلة الليلة..
ولم اتذكر الا قبل وقت قصير..


عقد و الدة حاجبية و قال باستنكار: و هل ذلك امر يستطيع المرء نسيانة يا كمال؟..


هز كمال كتفية و من بعدها قال: لقد نسيتة و انتهي الامر..


قال الوالد بعبنوتة و هو يلتفت الى ما زن: استدعى شقيقتك لنغادر .
.
فلو تناقشت معكم اكثر من هذا..
قد اصاب بمرض القلب..


القي ما زن نظرة حانقة على كمال الذي بدا غير مباليا ابدا بما يحدث حوله..
ومن بعدها عاد ليهتف مناديا مها: مها..
اسرعى سنغادر بعد قليل..


سمع صوتها من اعلي الدرج و هي تقول بصوت عالي: سوف اتى .
.
دقائق واحدة فقط..


وما لبثت ان هبطت بعد قليل..
ليغادروا جميعا البيت..
متوجهين الى الحفلة المنشودة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


شعرت ملاك التي كانت تنام بهدوء فغرفتها بلمسات حانية تداعب و جنتها .
.فهمست قائلة: اريد ان انام..


سمعت صوت و الدها يقول: هيا استيقظى ايتها الكسولة..


فتحت عينيها ببطء و ارتسمت ابتسامة و اسعة على شفتيها و هي تقول : ابي..
الم تذهب الى عملك اليوم؟..


هز راسة نفيا..
فسالتة قائلة و هي تعتدل جالسة: و لم؟..


قال و الدها بهدوء: ذلك ما جئت لاحدثك عنه..


تطلعت ملاك الية بحيرة و قالت: و ما هو الذي جئت لتحدثنى عنه؟..


مسح على شعرها بحنان و من بعدها قال: انت تعلمين ان اعمالى كثيرة داخل و خارج البلاد..
واليوم ربما حدث امر طارئ يستدعيني للسفر..


عقدت ملاك ساعديها امام صدرها و قالت بضيق: ليس مرة ثانية يا و الدي..
ستتركنى و تسافر..


زفر و الدها قائلا: و ماذا عساى ان افعل يا ملاك؟..
اننى مضطر صدقينى و الا لما غادرت البلاد و تركتك..اتظنين ان امرا بسيطا ربما يجبرنى على تركك و حدك..
لا ان الامر اكبر من ذلك و على ان اكون هنالك لاستطيع تدارك اي خطا ربما يحدث..


اشاحت بوجهها عنه و قالت و هي تشعر بغصة فحلقها: فالمرة الماضية كذلك تركتني..
هنا لوحدي..
لا اجد ما افعله..
سوي التحدث الى نفسي..


قال و الدها بحنان و هو يضمها الى صدره: ملاك يا صغيرتي..
لا تقولى هذا..
انت اكثر من يعلم اننى اتضايق عندما اراك حزينة..


امسكت ملاك بسترتة و قالت برجاء: اذا خذنى معك .
.
ارجوك..


ربت على ظهرها و قال باسف: ليتنى استطيع..
ساكون منشغلا طوال الوقت..
وساضطر لانتقال من مكان الى اخر..
وقد لا استقر فمكان ما الا بعد ايام من و جودى هناك..


ابتعدت ملاك عن و الدها و قالت و عيناها متسعتان: ايام؟؟..
اتعني انك ستغيب كثيرا هذي المرة..
وستتركنى و حيدة هنا..


– اسبوع لا اكثر..


ترقرقت الدموع فعينيها و قالت بحزن: لقد سامت البقاء لوحدى يا ابي .
.
لا اريد ان ابقي لوحدى مرة اخرى..
اريد ان اجد من اتحدث اليه..


قال و الدها بحنان و همس و هو يمسح تلك الدموع التي سالت على و جنتيها: لا اريد ان اري هذي الدموع..
تعلمين انني لا اتاثر الا عندما اري دموعك..


قالت ملاك باصرار: اريد ان اتى معك..


– ليتنى استطيع يا ملاك..


صمتت ملاك بحزن و هي تشعر بان الماضى سيتكرر و تظل و حيدة من جديد..
كل عام يغادر و الدها البلاد..
ليومين او ثلاثة و يتركها و حيدة..
ولكن هذي المرة سيغادرة لاسبوع كامل..
لا تستطيع ان تبقي فالمنزل مع عدد من الخدم فقط..
تريد ان تتحدث الى احد يفهمها و تفهمه..


وقال و الدها بابتسامة: ستكون معك السيدة (نادين)..
وهي المسئولة عنك كما تعلمين فلا تقلقى لن تحتاجى لاى شيء فغيابي..


قالت ملاك بحزن: لا اريد ان ابقي و حيدة..


شعر و الدها بالعطف تجاهها و قال و ربما احس انه ممكن ان يوافق على اي طلب تطلبه..
وهو يراها فحالتها هذه: ما الذي تريدينة اذا؟..


التفتت له و مسحت دموعها فسرعة لتقول: اريد ان اذهب لمنزل عمي للبقاء عندهم..


قال و الدها فعدم تصديق و دهشة: بيت =عمك؟..انت لا تعرفين احدا منهم ابدا..


قالت ملاك و هي تعض على شفتيها بالم: على الاقل ساجد من اتحدث الية هناك..


قال و الدها بحزم: ملاك..
كل شيء الا هذا..
انا لا اريد لك ان تذهبى الى هنالك و تختلطى بهم لان…


قاطعتة ملاك برجاء: ارجوك يا ابي..
لن اطلب شيئا احدث سوي هذا..
ارجوك..


رق قلب و الدها و هو يراها تتوسل اليه..
وشعر انه قد اخطا عندما جعلها بمعزل عن الاخرين..
قد يصبح هذا فصالحها..
ولكنة كذلك اسباب لها الشعور بالوحدة..
الشعور بان ليس لديها اصدقاء ممن يماثلونها العمر..
وقد يصبح هذا سببا فعدم ادراكها لطبيعة البشر من حولها..


وارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي و الدها ليقول: كما تشائين يا صغيرتي..
سافعل لك جميع ما تريدينه..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


تطلع و الد ما زن الذي كان يجلس خلف ما ئدة الاكل الى المقعد الفارغ و قال متسائلا: اين كمال؟..


اجابتة مها التي كانت تجلس بجوار و الدها: لا يزال نائما..


قال و الدها بضيق: انها الاخرى ظهرا..
اى نوم ينامة الى الان؟..


قال ما زن الذي جلس على الطرف الاخر للمائدة: الم اخبرك انه لا يبالى باى شيء؟..


قالت مها بحنق: على الاقل هو ليس مثلك..
دائم الشجار معي..


قال ما زن بابتسامة: انا اقوم بتسليتك..
فلو لم اكن اتشاجر معك لشعرت بالملل..


قالت مها و هي تتناول القليل من طبقها: الملل لدى اروع الف مرة من شجار واحد معك..


ضحك ما زن و قال:الانى المنتصر دائما فهذا الشجار؟..


مطت شفتيها بضيق و لم تجبه..وكاد ان يهم بقول شيء ما ..
لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف البيت..
فقال و الد ما زن و هو يواصل تناول طعامه: اجب يا ما زن على الهاتف..


ابتسم ما زن و قال و هو يتطلع الى مها: اجيبى يا مها على الهاتف..


قالت مها بحنق: ابي ربما طلب هذا منك انت..


قال بسخرية: عليك الامتثال لاوامر شقيقك الاكبر..


قالت بتحدي: و عليك انت الامتثال لاوامر و الدك..


قال و الدة بغضب: الا تحترمون و جودى حتى؟..


نهض ما زن من مكانة و قال و هو يزفر بحدة: ساجيب يا و الدى على الهاتف .
.
لا داعى لكل ذلك الغضب..
لقد كنت امزح فحسب..


قالت مها بصوت خفيض و حانق: مزاحك ثقيل جدا..


توجة الى الردهة الرئيسية حيث الهاتف ليرفع سماعتة و يجيب قائلا: الو..
من المتحدث؟..


تسائل الطرف الاخر قائلا: هل ذلك هو بيت =السيد امجد محمود؟
..


اجابة ما زن قائلا : اجل ذلك منزلة .
.
من المتحدث؟..


– انا خالد .
.
شقيقه..


قال ما زن بحيرة: هل انت عمي خالد حقا؟..


قال خالد بابتسامة باهتة: اجل .
.وانت من تكون؟
..مازن ام كمال؟..


ابتسم ما زن و قال : انا ما زن يا عمي..
كيف حالك؟..
لم نرك منذ لمدة طويلة..


– انا بخير..
هل لك ان تنادى لى و الدك؟..


استغرب ما زن رغبتة فان ينهى المحادثة معه سريعا و لكنة لم يفكر بهذا طويلا و قال بهدوء: حسنا سافعل..


والتفتت الى حيث و الدة ليهتف بصوت مرتفع: و الدي..
عمي يريدك على الهاتف..


نهض و الدة من خلف طاولة الاكل التي كانت تحتل ركنا من الردهة و قال متسائلا: اي عم تعني؟..


قالها و هو يقترب من حيث يقف ما زن فحين اجاب ذلك الاخير و هو يتطلع الى و الده: انه عمي خالد..


توقف و الدة فجاة و ربما سيطرت عليه الدهشة و الاستغراب..
فشقيقة خالد لم يتصل منذ فترة طويلة تجاوزت العام و النصف..
واتصالاتة كانت تنحصر على امر يتعلق بالعمل..
او امر مهم ما ..فلابد ان امر ما ربما حدث حتي يتصل به..وواصل كيفية ليلتقط السماعة من ما زن و يجيب قائلا: اهلا خالد..
كيف حالك؟..


هز ما زن كتفية بلامبالاة و سار مبتعدا عن المكان فحين اجاب خالد قائلا ببرود: بخير..


قال و الد ما زن كمن اعتاد على هذي النبرة من شقيقة : و كيف حال ملاك؟..


توقف ما زن فتلك اللحظة عن السير..
ملاك؟؟..
هل لعمة ابنة؟..
لم يعرف ذلك حتي الان..
انة يستغرب عدم حديث و الدة عن عمة خالد بالذات..
ويستغرب هذي القطيعة بين و الدة و عمه..
وعقد حاجبية و هو لا يزال و اقفا فمكانة منصتا لما يقال..


وعلي الطرف الاخر قال خالد بهدوء: و ذلك ما جعلنى اتصل بك..


قال امجد -والد ما زن- بحيرة: ماذا تعني .
.
هل اصابها مكروه؟..


ازداد انعقاد حاجبى ما زن..
الان هو ربما فهم من هذي المحادثة ان هنالك بنت تدعي ملاك..
وربما تكون ابنة عمه..
وابية يتحدث عن مكروه..
وكانها من المحتمل ان تصاب فيه فاى لحظة..
لكن..
لماذا؟..


قال خالد بحدة على الرغم منه: ملاك على ما يرام .
.
فلا داعى لان تتمني لها ان تصاب باى مكروة .
.


قال امجد بهدوء: خالد..
انت تعلم جيدا اننى لست كباقى اخوتك..
وانا الوحيد فيهم الذي عارضهم على ما يفكرون فيه تجاة ابنتك..
اليس ذلك صحيحا؟..


قال خالد و ربما هدات حدة صوته: و لهذا اخترتك انت بالذات..
ولكن اعلم جيدا يا شقيقى العزيز انهم لو طلبوا منك اي شيء لتضر ابنتى لما تاخرت..انت لا تستطيع ان ترفض لهم مطلبا واحدا و هم شركائك..
اليس كذلك؟..


قال امجد بلامبالاة: لا فوائد منك..
علي الرغم من جميع ما فعلتة من اجل ابنتك قبل اثنى عشر عاما..


ازدادت دهشة ما زن و هو يستمع لكل هذي الامور التي اخذت تتدفق من بين شفتي و الده..
اذا ملاك هي ابنة عمي حقا..وهنالك شيء ربما حدث قبل اثنى عشر عاما ادي الى هذي القطيعة بين عمي خالد و البقية من اشقاءه..وابي هو الوحيد الذي عارضهم على ما يفكرون فيه تجاة ابنة عمي..
ولكن بم كانوا يفكرون بالضبط؟..
او ما الذي ينون عليه؟..


قال خالد بهدوء: قبل اي شيء يا امجد اطلب منك ان تعدني..
او ان تمنحنى كلمة منك..
ان ابنتى ستكون على ما يرام و لن تتاذي من قبل اي منكم سواء بمضايقتها او بالتلميح لها..


قال امجد موافقا: امنحك كلمة شرف ان ابنتك ستكون على ما يرام و لن يجرؤ احد على الاقتراب منها حتي لو كانوا ابنائى نفسهم..واقسم على هذا ايضا..


واردف بتساؤل: و لكن لم تطلب منى ذلك؟..اهنالك امر ما ربما حدث؟..


– انت تعلم باعمالى العديدة..
وان على ان اسافر بين الحين و الاخر حتي انجز اعمالى بالخارج..وفى جميع مرة اترك ملاك بها ليومين او ثلاثة..
ولكن هذي المرة الفترة ربما تطول الى ما هو اكثر من ذلك..
ربما اسبوع او اكثر بقليل..
وعندما اخبرتها بالامر صدقنى لم اراها فحياتي حزينة كما رايتها فتلك اللحظة و هي تطلب منى ان اخذها معي..


تساءل امجد بقليل من الدهشة: و هل و افقت؟..


اجابة خالد قائلا: بكل تاكيد لا..
الامور لا تستقر الا بعد فترة من الوقت كيف لى ان اتركها و حيدة جميع ذلك الوقت .
.
وفى الوقت ذاتة لا استطيع ان اتركها لمفردها فالمنزل..
لهذا فقد كنت انت بمثابة الحل الوحيد..


قال امجد بهدوء: انت تعني ان تاتى لتبقي عندي فو قت غيابك .
.
اليس كذلك؟..


– بلي و اعلم انها هي من طلبت منى ذلك..
انها تشعر بالوحدة لمفردها و تتمني ان يصبح لها اصدقاء..
وحسبما اذكر فابنتك مها بمثل عمرها تقريبا..
لهذا ارجو ان لا يخيب ظنها بما تتمني رؤيتة فمنزل عمها..


قال امجد بحزم: بيت =عمها هو بيتها الاخر..
فلا داعى لاى تلميحات..


– على العموم سترافقها السيدة نادين..
ولن تكون بحاجة لاى شيء..


– ابنتك مرحب فيها فاى و قت..


– ساحضرها غدا صباحا و ارجو ان تكون عند و عدك..


– لا تقلق ساكون ايضا و اكثر..


– الى اللقاء..


اغلق امجد سماعة الهاتف و قال بضيق: لا يزال يضعنى فدائرة الاتهام على الرغم من انني كنت اقف بجانبة هو و ابنتة دائما .
.


سالة ما زن بعتة و الذي بدا يفهم بعض الشيء من الحديث الذي دار بين و الدة و عمه: ابي من هي ملاك؟..
وهل هي اسباب القطيعة بينك و بين عمي خالد؟..


التفت له و الدة و كانة ربما تنبة الى وجود ما زن للتو و قال و هو يعقد حاجبيه: هل كنت تستمع لما اقوله؟..


هز ما زن كتفية و قال: ليس تماما..
ولكن الحديث عن هذي الفتاة اثار دهشتى و خصوصا و انك لم تتحدث عنها ابدا..


زفر و الدة بحدة و قال: اجل هي ابنة عمك..
وهي اسباب القطيعة التي بيننا..


تسائل ما زن بفضول: و لماذا؟..


صمت و الدة للحظات و من بعدها قال: لا داعى لان نفتح صفحة الماضي..
الامور كذا افضل..


ومن بعدها توجة الى احدي الخادمات و ما زن يراقبة بحيرة..
وسمع ذلك الاخير و الدة و هو يقول لتلك الخادمة: جهزوا غرفة النوم التي بالطابق الارضى قبل الغد..


اومات الخادمة براسها و ابتعدت..
فى حين شعر ما زن بحيرتة تزداد..
فمن الغريب ان يطلب و الدة تجهيز غرفة نوم بالطابق السفلى على الرغم من ان لدية غرف نوم اكثر بالطابق الاعلى..
فما فهمة من حديث و الدة ان ابنة عمة ستاتى للبقاء عندهم لفترة من الوقت ريثما ينهى عمة اعمالة بالخارج..
ولكن لم اختار و الدة الغرفة الموجودة بالطابق الارضى بالذات؟..هل يريد ان تكون ابنة عمي بعيدة عنا ام ما ذا؟!
..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(ملاك توقفى عن البكاء يا صغيرتي)


قالها خالد و الد ملاك بحنان و هو يتطلع الى هذي الاخيرة التي جلست الى جوارة على المقعد الخلفى للسيارة و لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع و هي تشيح بوجهها لتتطلع الى من النافذة بالم .
.واردف و الدها ليقول بصوت هادئ: انها ليست المرة الاولي التي اسافر بها يا ملاك..
لا تبكي كذا يا صغيرتى و كانى لن اعود اليك..


قالت ملاك من بين شهقاتها: و لكنها المرة .
.
الاولي التي .
.تتركنى لوقت طويل..


مسح على شعرها و قال بابتسامة: اريد ان اري ابتسامة على الاقل قبل ان اسافر..
حتي اشعر بالراحة و انا مسافر..
لا اريد ان اتركك و انا اشعر بالقلق عليك..


التفتت له و قالت بعينين مغرورقتين بالدموع: كيف ابتسم و قلبي يبكى بدموع من دم على فراقك يا ابي .
.كيف؟..


التقط و الدها من جيبة منديلا و شرع يمسح دموعها برفق و حنان و قال بابتسامة مغيرا دفة الحديث لينسيها القليل من احزانها: الا زلت مصرة على الذهاب الى بيت =عمك؟..


قالت ملاك بعناد طفولي: بكل تاكيد على الاقل سيصبح هنالك من اتحدث الية من اخبرة باحاسيسي..
برغباتي..
لا ان اكون كالتائهة لا اعلم الى من اتحدث او الى اي شخص اشكى همومي..


قال و الدها و هو يربت على كتفها: ساتصل بك يوميا و يمكنك ان تشكى لى ما اردت..
اخبرينى ماذا تريدين ان احضر لك معي..


تنهدت و قالت و هي تنظر اليه: ما يهمنى هو سلامتك يا ابي..


قال مبتسما بمكر: الا تريدين اي شيء حقا؟..


وجدت نفسها تبتسم و تقول: بلي اريد..


واردفت قائلة: اريد ان تجلب لى معك طيرا..


قال بحيرة: يمكنك شراء ما تريدين يا صغيرتى من هنا .
.
سامنحك المبلغ الذي تريدين و …


قاطعتها قائلة و هي تهز راسها نفيا: لا..
لا اريد شراءة من هنا..
بل اريدة ان يصبح على ذوقك..
ويصبح متميزا حتي اتذكرك كلما غبت عني..


قال و الدها بحب و هو يحيط كتفها بذراعة و يضمها اليه: لك ما شئت يا صغيرتي..


عقب قوله توقف السيارة..
وسمعا صوت السائق و هو يقول: لقد و صلنا يا سيد خالد..


التفتت ملاك فسرعة الى بيت =عمها..
وفغرت فاهها بدهشة .
.
والتمع فعيناها بريق اعجاب و هي تقول: اهذا هو بيت =عمي حقا؟..


فما امامها لم يكن اشبة بالمنازل التي راتها..
بل كان اشبة بالقصور..
ببوابتة الكبيرة..
وضخامة بناءة و حلوة تصميمة .
.
وحديقتة التي كانت تري منها القليل فقط..
وان كانت تشعر بمساحتها الكبيرة..وازدردت لعابها لتتغلب على دهشتها و تشير الى البيت باصابع متوترة بعض الشيء: اهذا بيت =عمي حقا؟؟..


قال و الدها بابتسامة باهتة: لا تخدعك المظاهر يا صغيرتي..


– ماذا تعني يا ابي؟..


قال بهدوء و هو يلتفت عنها: ربما يبدوا لك البيت جميلا من الخارج و لكن ماذا عن الداخل؟..


كان يعني بقوله اصحاب هذا البيت..
ولكنها لم تفهمة و ظنت انه يعني البيت بتاثيثة الداخلي..
وقالت مبتسمة: اكثر جمالا بكل تاكيد..


ابتسم و قال متحدثا الى نفسه: ( لن يمكنك فهم ما اعنية ابدا يا صغيرتي..
لانك لم تكن لك اية علاقات الا معى و مع السيدة نادين..اشعر بالخوف تجاهك من جميع ما حولك..
وكل ما يحيط بك..
كيف ممكن ان تواجهى العالم لو لم اكن انا موجودا .
.
كيف لك ان تواجهى جشع اعمامك و مكرهم .
.
كيف لك ان تواجهى خبث الناس من حولك..
هل اخطات يا صغيرتى عندما ابعدتك عن الناس خوفا من ان يجرحوا مشاعرك؟
..
هل ذلك هو خطاى انا؟..)


وتطلع الى البيت و هو يتمني من جميع قلبة ان يعاملها اخية و ابناءة كما يتمني هو او كما تتمني هذي الملاك الصغير..
لو جرحوا مشاعرها لمرة فما الذي ربما يحدث لها..
لو حاولوا ان يلمحوا يوما عن عجزها..
كيف ستتصرف؟..


ووجد نفسة يتردد فان يترك ملاك عند اخية .
.
ولكن حماسة ملاك المفاجاة جعلتة يتراجع عندما سمعها تقول بسعادة: ابي اريد ان اري البيت من الداخل ايضا..
متي سنهبط من السيارة؟
..


قال و الدها بابتسامة شاحبة بعض الشيء و هو يفتح الباب المجاور له: الان يا صغيرتي..


واردف و هو يتحدث الى السائق: افتح صندوق السيارة..


اسرع السائق ينفذ الامر..
فخرج خالد من سيارتة و توجة الى خلف السيارة ليلتقط هذا الكرسى المتحرك الذي اصبح رفيق ملاك الدائم..
وفردة ليحركة الى جانب الباب المجاور لملاك..
وفتح الباب ليقول بابتسامة: هل اساعدك؟..


قالت مبتسمة: لقد اعتدت هذا..
صدقني..


قالتها و هي ترفع نفسها قليلا من على مقعد الكرسى باستعمال كلتا ذراعيها..
وتوجة ثقل جسدها الى الكرسى المقال بجانب السيارة..واستقرت عليه .
.
فابتسم و الدها و هو يدفع المقعد قليلا و يغلق باب السيارة و التفت الى السائق قائلا: انتظرنى هنا ريثما اعود..


عاد السائق ليومئ براسه..
فدفع خالد مقعد ملاك امامه..
وابتسم يشرود و هو يتطلع الى البيت الموجود امامه..
وتوقف لوهلة و هو يقول: هيا يا سيدة نادين..


كانت نادين سيدة تجاوزت الثامنة و الثلاثين..
طيبة القلب و تهتم بكل شئون ملاك..
وهذا ما كان عزاءة فمحنة ابنته..
ان تجد القلب الذي يعطف عليها..
وتكون كام او اخت لها..


خرجت السيدة نادين من السيارة و هي تحمل حقيبة متوسطة الحجم و قالت فسرعة : فالحال يا سيد خالد..


وابتسمت ملاك ابتسامة تحمل ما بين السرور و القلق..القلق مما ربما يصادفها خلف ابواب هذا البيت..
ضمت معطفها الى جسدها و تساءلت بالرغم منها متحدثة الى نفسها : (هل سيصبح العيش بمنزل عمي كما تخيلتة و تمنيته؟
..
ام انني سانصدم بالحقيقة القاسية ؟
)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء الثاني

” .
.هنالك .
.”


قالت مها بحنق و هي تشير الى باب غرفتها: هلا خرجت يا ما زن و الا ناديت لك و الدى الان..


قال بسخرية: لم اثر جنونك بعد..


قالت بحدة: اخرج .
.
اخرج الان..


هز كتفية و قال: على جميع حال كنت ساخرج لان لدى موعد مع صديق لي..
لذا..
مع السلامة يا اختي العزيزة..


توجة الى الخارج ليسير فالممر و من بعدها يهبط درجات السلم .
.
وتوقف بغتة و هو يستمع صوت رنين جرس الباب..وراي الخادمة و هي تتوجة الىالباب و تفتحه..ومن بعدها سمعها تقول: تفضل يا سيد خالد بالدخول..


عمة خالد هنا؟..ياللغرابة انه لم يزرهم منذ لمدة طوي..
لحظة..
كيف نسى هذا؟..
عمة اتصل بالامس من اجلابنتة .
.صحيح!..لقد قال انه سياتى غدا ليصحب معه ابنتة الى هنا..
كيف نسى هذا؟..


وتطلع الى الباب و هي ينتظر ظهور ابنة عمة المرتقبة بلهفة..تري كيف شكلها؟..
هل هي رائعة ام لا؟..
وكم عمرها؟
..
اذا كان ما حدث قبل اثنى عشر سنة..
يعني قد تكون هي الان على الاقل ذات اربعة عشرة عاما..
ابتسم لنفسة بسخرية..
قدتكون ابنة عمة التي ينتظرها طفلة ليس الا..
يا لغباءه..
ايظن انها يجب ان تكون فتاةفى العشرين من عمرها و …

(( انا لست طفلة))..


((كمال..
دعهاوشانها))

اتسعت عيناة و هو يشعر بغرابة ما جال بباله..
ما هذي العبارات التي دارت بذهنه..
بل من قال هذي العبارات..
يشعر انها مدفونة فعقلة منذ زمن طويل..
ماباله؟..
ما الذي يقوله الان؟..


ورفع عيناة ليتطلع الى عمة خالد الذي دلف الىالداخل و اخذت عيناة تجول بحثا عن ابنة عمه..
وراي السيدة نادين و هي تدخل حاملةحقيبة امامها..
وعقد حاجبيه..
ان هذي المراة كبار جدا..
اذا اين هي ابنة عمه؟..
ربما لم تدخل بعد او…


وانتبة فتلك اللحظة فقط الى المقعد الذي كان موجوداامام عمة خالد..وتوجهت انظارة الى تلك الجالسة امامه..
والتى كانت تطرق براسها و هيتداعب قلادتها باناملها..
واتسعت عيناة فدهشة و ذهول..
هل ابنة عمة تلك كانت فتاةمشلولة عاجزة ؟
؟!..


فالوحيدة التي كانت ممكن ان تكون ابنة عمة هي الجالسة علىذلك المقعد..
الان فقط فهم لم و الدة اختار الغرفة الموجودة بالطابق السفلي..ولميستطع ما زن ان يلمح ملامحها بشكل جيد و خصوصا و هي تطرق براسها و لكنة لمح شعرهاالاسود الذي ينسدل على كتفيها كشلال من الماء..وهبط احدث الدرجات ليتقدم منهم و يقولبابتسامة رسمها على شفتيه: اهلا عمي خالد..
لم نرك منذ مدة..


قال خالد ببرود: اهلا ما زن..
اين و الدك؟..الم تنادية الخادمة بعد؟..


فى تلك اللحظة رفعت ملاكعينيها لتتطلع الى المكان من حولها..
وشعرت بالانبهار و هي تري مظاهر الفخامةوالثراء الذي ينعكس فاللوحات الفنية و التحف و الاثاث الفاخر..
والثريات التي تملاسقف الردهة..
ومن بعدها لم تلبث ان تطلعت الى ما زن الواقف امامهم..
كان شابا و سيمالملامح..
طويل القامة.
.
ذا شعر اسود و عينان سوداوان كذلك..
يرتدى بنطالا اسودوقميصا يجمع ما بين اللونين الرمادى و الاسود..وقال ذلك الاخير مرحبا: تفضل يا عميبالدخول..


قال خالد بلامبالاة: الطائرة ستغادر بعد ساعتين..
انا مستعجل .
.
هلاناديت لى و الدك..


التفت ما زن ليفعل لولا ان راي و الدة يتقدم منهم و هو يقولبابتسامة: اهلا خالد..كيف حالك؟..
وكيف حال ملاك؟..


قالها و هو يتطلع الى ملاك..
فقال خالد بهدوء: بخير..
لا تنسي و عدك لى يا امجد..ملاك امانة عندك..


قال امجدوهو يتطلع الى ملاك بابتسامة: ستكون فمنزلها..


واردف قائلا و هو يتحدث الىملاك: كيف حالك يا ملاك؟..
لقد اصبحت عروسا جميلة..
اخر مرة رايتك بها كنت فيالسادسة من عمرك..


ارتسمت ابتسامة تجمع ما بين السرور و الخجل و هي تقول: بخير .
.


فى تلك اللحظة و جدها ما زن فرصة ليتطلع الى ملاك..
وخصوصا و انها غير منتبهةله..
وبرقت عينية ببريق الاعجاب و هو يتامل ملامحها التي تقطر براءة..
وابتسامتهاالتى تجعلها كالاطفال .
.بشرتها الناصعة البياض و شعرها الاسود الناعم الذي ينسدل علىكتفيها برقة..ليصنعا ضدان غاية فالروعة..ولون عينيها السوداوان و الذي جعلهاكالدمية .
.كانت ترتدى معطفا بنى اللون ذا ياقة من الفراء .
.


وايقظة من تاملاتهكف و الدة الذي و ضعت على كتفه..
وسمع صوتة و هو يقول: ذلك ابنى ما زن كما تعرف..
اكملدراستة الجامعية و هو يعمل معى الان بالشركة..


واردف قائلا: اما كمال فهو فسنتهالرابعة بالجامعة..
ومها فالسنة الاولى..


قال خالد بهدوء: اذا ملاك اصغرهمسنا..
فهي ستبدا دراستها الجامعية للتو..


فى تلك اللحظة لاحظ ما زن اختة التيهبطت درجات السلم و قالت بابتسامة: ما الامر؟..
لم كلكم مجتمعين هنا؟..


وانتبهتالي عمها الواقف و قالت بابتسامة و اسعة: عمي .
.
انت هنا..
منذ متي لمتزورنا؟..


قال خالد بهدوء:ظروف العمل..


واردف و هو يتحدث الى امجد: ملاك كماتعلم تدرس تحت اشراف اساتذة متخصصين و سياتون فموعدهم..
ان لم يكن لديكمانع..


قال امجد و هو يهز راسه: ابدا..
فليحضروا فاى و قت..


شعرت مها فتلكاللحظة بمازن و هو يلكزها و يقول بسخرية: لقد ادركت اليوم فقط انك لا تملكين ايجمال..


قالت مها و هي تلتفت له بحنق: ما ذا؟؟..


قال مبتسما و هو يلتفت عنهاويتطلع الى ملاك: انظرى الى ابنة عمي و ستدركين مدي صحة قولي..


تطلعت مها الى حيثينظر..ومن بعدها لم تلبث ان قالت بذهول و هي تلتفت له و بصوت حاولت ان تجعلة خفيض قدرالامكان: تلك المقعدة؟!..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: هل فهمت الان سر تجهيزغرفة بالطابق الارضى لها..


– و لكن..
لم اتخيل ابدا ان ابنة عمي..
مقعدة..
لماتخيل هذا ابدا..


– اصمتى الان و الا انتبهوا لنا..


فى الوقت ذاتة كان خالديلتفت الى ملاك و يقول بصوت حاني: و الان يا صغيرتى على ان اغادر..


اسرعت تمسكبذراعة و تقول برجاء: ابقي قليلا معي..


تطلع الى ساعتة و قال بابتسامة باهتة: ليتنى استطيع..
ولكن لم يبقي على موعد الطائرة الا ساعة و اربعون دقائق و هي بالكادتكفينى للوصول الى المطار و انهاء الاجراءات..


ترقرقت فعينيها الدموع فهبطوالدها الى مستواها و قال و هو يمسح على شعرها: كم مرة قلت لك؟..
لا اريد ان ارىدموعك..
لا اريد ان اقلق عليك قبل ان اغادر..


قالت و هي تشد من مسكتها لذراعه: لاتنسي ان تتصل بى عندما تصل..
اتصل بى جميع يوم..
ارجوك..


– سافعل يا صغيرتي..اهتميبنفسك جيدا..
ستكونين فايدى امينة..


واردف متحدثا الى نفسه: (او ذلك ما اتمناه)..


اومات ملاك براسها بصمت..
وهي تشعر انها لو تحدثت فدموعها ستسيل دوناستئذان..
فقال و الدها و هو يداعب و جنتها: ساغادر الان يا صغيرتي..
اراكبخير..


وجذب كفة بهدوء من يدها و اعتدل و اقفا ليقول للسيدة نادين: اعتنى بهاجيدا..


قالت السيدة نادين بهدوء: لا تقلق عليها يا سيد خالد..
ملاك هي اختيالصغيرة..


ومال خالد على ملاك ليقبل جبينها بحنان و من بعدها يقول: الى اللقاء ياملاكى الصغير..


قالها و سار عنها مبتعدا الى باب البيت و قلبة يعتصر بالالم و هويري نفسة مرغما على ترك ملاك فمنزل شقيقه..
والذى كان يرفض دخولها الية مهماحصل..
لكن هي من توسلتة و ترجتة ان تذهب الى هناك..
وهو يتمني الان ان لا يصبح قداخطا عندما نفذ لها رغبتها تلك…


لم يشعر احد بملاك التي اطرقت براسها فالموحزن و هي تسمع صوت الباب يغلق خلف و الدها..تبخر جميع انبهارها بالمنزل..
وتبخرترغبتها فالمكوث بنزل عمها منذ ان رات و الدها يظهر منه..
تريد ان تلحقه..
تذهبمعه..
لا تريد البقاء هنا..
فلياخذها معه و لو الى الجحيم..
وهتفت بغتة بحزن: ابيارجوك..
لا تغادر و تتركني..
ارجوك..


قالت نادين بهدوء و هي تتطلع الى ملاك: انستى .
.
لا داعى لكل ذلك الحزن..
سيتصل كما و عدك..


عضت ملاك على شفتيها بحزن و قالت: لقد غادر و لن استطيع ان اراة قبل اسبوع..
اسبوع كامل..اريد الذهاب معه..
فلياخذنيمعه..
لا اريد البقاء هنا..


لم تهتم ملاك بكل من يراقبونها..
امجد الذي شعر انهيتطلع بطفلة متعلقة بوالدها حتي الجنون..
ومها و ما زن اللذان شعرا بمدي قوة العلاقةبين ملاك و والدها..والتفتت نادين الى امجد فتلك اللحظة و قالت: سيد امجد..
هلاارشدتنى الى غرفة ملاك..
انها بحاجة الى الراحة الان..


شعرت مها بالشفقة و العطفتجاة ملاك .
.
وهي تري هذي الفتاة التي فمثل عمرها و التي قدر لها ان تبقي حبيسةهذا المقعد الى الابد..
واجابت هي عوضا عن و الدها: سارشدك اليها انا..


قالتهاوتوجهت الى ما خلف مفعد ملاك لتدفعها و تحرك المقعد و لكن ملاك قالت باعتراض و هي تمسحدموعها فسرعة: لا تدفعيه..
يمكننى ان احركة بنفسي..


قالت مها بحيرة: و لكنيساساعدك فقط..


قالت ملاك بالم: لا احتاج لمساعدة من احد..
فطوال عمري كنت اتصرفبمفردى و لا يفكر احد بمساعدتي..
لا احد سوي و الدى الذي رحل..


قالت مها بابتسامة: و لكنة سيعود على اية حال..
والان تعالى معى سارشدك الى غرفتك..


قالتها و هي تسيرالي جوار مقعد ملاك التي كانت تحرك المقعد الى جوار مها..وفتحت مها اخيرا بابالغرفة بعد ان و صلوا اليها و قالت متسائلة: ما رايك بها؟..


ومع ان الغرفة كانتاكبر من غرفة ملاك التي بمنزلها بمرتين و مع انها كانت ملحقة بصالة صغار و دورة مياهخاصة بالغرفة..
الا ان ملاك احست بالحنين لغرفتها السابقة و التي لم تفارقها يوماقط..
لا تعلم كيف ستنام خارج منزلها..
وكيف ستقضى هذي الايام مع ابناء عمها اللذينلا تعرفهم جيدا..وقالت ملاك اخيرا بهدوء: جميلة..


ابتسمت مها بمرح و قالت و هيتدلف الى الغرفة: من؟..
الغرفة ام انا؟..


وقبل ان تجيب جاءهم صوت ما زن و هو يقولبسخرية: طبعا الغرفة..


وضعت مها يدها عند خصرها و قالت بحنق: ما الذي جاء بكالي هنا؟..
انها غرفة ابنة عمي..


قال بدهشة مصطنعة: حقا؟..
لم اكن اعلم..
لقدظننت انها غرفتي انا..


واردف و هو يضع حقيبة ملاك التي كان يحملها بجوار الخزانة: لقد جئت لاوصل هذي الحقيبة الى ابنة عمي..


قالت مها مستفسرة: و اين تلك المراةالمسئولة عن ملاك و التي كانت تحمل هذي الحقيبة اذا؟..


قال ما زن بابتسامة و هويلتفت الى حيث ملاك الجالسة بصمت: لقد طلبت من الخادمة ان توصلها الى حيثغرفتها..


قالت مها و هي تتوجة نحوه: لو راك و الدى هنا يا ما زن..
فسوف يغضب مندخولك الى غرفة ابنة عمي..


قال ما زن بابتسامة و هو يستند الى باب الغرفة: اهذاجزائى لانى اوصلت الحقيبة الى الغرفة؟..


قالت مها باستخفاف: يالك من شاب مكافحونشيط..
اتعبت نفسك كثيرا..كان يمكنك ان تمنح الحقيبة لاحدي الخادمات و هي ستجلبهاالي هنا..


قال ما زن و هو يعقد ساعدية امام صدره: لا اثق بالخادمات..


– منذمتى؟..


– منذ اليوم ان اردت..


التفتت مها الى ملاك التي اطرقت براسها بالموكانت شاردة بافكارها..
وكانها غير موجودة فالمكان..
فاقتربت مها من ما زن و قالتبرجاء: اخرج الان..
دعها لوحدهاحتي ترتاح..
لا اريد ان نزيد عليها همومهابشجاراتنا هذه..


تطلع ما زن الى ملاك و ابتسم قائلا: معك حق..


ومن بعدها اردف و هويهتف بملاك: ملاك..


رفعت ملاك راسها الى ما زن الذي هتف بها..
وتطلعت الية بصمت..
فقال بابتسامة: سعدت برؤيتك يا ابنة عمي..


قالها و استدار عنهم ليغادر الغرفة..
فى حين شعرت ملاك بغرابة جديدة اليها فهي لم تعتد ان يصبح لها ابناء عم بعد..
حتىكلمة ابنة عمي..
تشعر بوقعها غريب على اذنيها .
.ولكنها لم تهتم كثيرا لذلك..واخذتتطلع الى قلادتها و تداعبها باناملها..


اما مها فقد تنهدت بارتياح و قالت: و اخيراذهب..


سمعت بغتة صوت ما زن و هو يعود الى المكان قائلا: لا تفرحى بسرعة كذا .
.
هاقد عدت..


– ماذا تريد الان؟..


قال مبتسما:والدى يقول ان الغداء سيصبح بعدساعتين..
فارجو ان لا يتخلف احد..


قالت مها بسخرية: لا احد سيتخلف عن موعدالغداء سواك..


غمز لها بعينة و قال: لا اظن ان ذلك سيحصل هذي المرة..


قالهاوابتعد..
فالتفتت مها الى ملاك و قالت و هي تسير الى حيث هذي الاخيرة: معذرة ان كناقد ازعجناك..
ولكن هذي هي طبيعة ما زن دائما يهوي استفزازي..وانا بدورى اتشاجرمعه..


هزت ملاك راسها و قالت: لا عليك..


تطلعت مها الى ملاك و هي تشعر انهاتبدوا هادئة اكثر من اللازم..
ولا تتحدث الا اذا حدثها احدهم..
وقالت متسائلة لعلهاتجعل ملاك تتحدث اليها و تعتاد المكان: فاى سنة دراسية انت يا ملاك؟..


– سابدادراستى الجامعية للتو..


قالت مها بابتسامة باهتة و هي تجلس على طرف الفراش: هذايعني انك تصغرينى بعام..


لم تعلق ملاك على عبارتها..
فقالت مها و هي تستحثها علىالحديث: كيف تبدوا الدراسة تحت اشراف اساتذة بالمنزل؟..
طبعا اروع بمائة مرة منالدراسة فجو الجامعة و الطلبة و الحصص..
اليس كذلك؟..


تطلعت لها ملاك و من ثمقالت: بل اتمني ان اكون فجو كهذا..
بدلا من ان اكون حبيسة البيت..
وهذا المقعدايضا..


اسرعت مها تغير المقال عندما شعرت انه ربما يالم ملاك و قالت: انت لم تريشقيقى كمال بعد..
انة يكبرنى بثلاثة اعوام..
و غير مبالى ابدا..
ولكنة اروع من ما زنعلي الاقل..
فهو لا يتشاجر معى ابدا..


قالت ملاك و هي تتنهد: ليت لدى شقيق مثلك..
حتي لو كان سيتشاجر معى طوال اليوم..


شعرت مها ان جميع حديثها لملاك يرجع هذهالاخيرة الى الواقع المرير التي تحياه..وقالت مبتسمة: اتعلمين..
لم نري عمي خالدمنذ فترة طويلة..
ولم اكن اعلم انه لدية ابنة..
ولولا هذا لطلبت منه ان ياتى بك الىمنزلنا معه عندما يحضر..


قالت ملاك و هي تهز راسها: لن يوافق..


– و لم؟..


قالت ملاك و هي تزفر بحدة: لطالما طلبت منه ان يدعو كم الى منزلنا..
ولكنهكان يرفض..


عقدت مها حاجبيها و قالت بغرابة: و لماذا؟..


قالت ملاك و هي تهزكتفيها بقلة حيلة: لست اعلم..
فى جميع مرة يقول ذلك اروع لك..الامور هكذاافضل..

ومن جانب احدث تطلع ما زن الى و الدة و قال بحيرة: ماذا تعني يا و الدى بقولك ان الامور كذا افضل؟..


تطلع الية امجد بحزم و قال : اعنى ان لا تفتح صفحاتالماضى .
.
فالامور كذا اروع بكثير..


قال ما زن بحيرة: و لكنى اريد ان اعرف سببهذه القطيعة بينك و بين عمي..


قال امجد بحدة: اخبرتك انها بسبب ابنتة ملاك..


– اعلم..
ولكن لماذا هي؟..
ما الذي فعلتة لتكون سببا فهذه القطيعة بين اسرتها و جميعاسر اعمامي؟..


تنهد امجد بقوة و من بعدها قال: ان اردت الحقيقة فهي لم تفعل شيئاابدا..


تسائل ما زن باهتمام: اذا؟؟..


اشار له و الدة ليجلس على المقعد و من ثمقال: الامر بدا بعد و فاة و الدة ملاك بعامين تقريبا..
فمن حينها و خالد يبدوا غريبا..
صامتا..
انطوائيا..
لا يهتم بشيء سوي ابنتة و خصوصا بعد ان علم انها اصيبت بعمودهاالفقرى و ستظل عاجزة الى الابد..


قال ما زن فسرعة: و بعد؟؟..


اكمل امجدقائلا:وحينها فعل شقيقى ما لم يتوقعة احدنا..
فقد سجل نص شركتة باسم ابنتهملاك..


جلس ما زن على المقعد و قال بهدوء: لو كنت مكانة لفعلت المثل..


عقدامجد حاجبية و من بعدها و اصل قائلا: و ذلك التصرف لم يعجب عميك و عمتك ابدا..
فلو حدث شيءلا قدر الله لخالد..
فستنتقل نص الشركة الى ابنتة ملاك..
مع ان نصيبها فالميراثسيصبح اقل من ذلك بكثير..وخصوصا و انه ليس لدية ابناء فستتوزع حينها باقى الورثة علىاخوته..
المهم انهم يومها قرروا ان يبداوا بابسط الطرق اليه..
فحاولوا اقناعهبالزواج من بنت ما .
.
وطبعا كانوا متفقين معها ان تقنعة بعد الزواج بكتابة نصفالشركة باسمها و بالتالي يصبح خالد و شركتة فايديهم..


قال ما زن بغرابة: جميع هذاوانت صامت يا ابي لا تفعل شيئا..


– و ماذا عساى ان افعل؟..
لو و قفت الى جوار اخيلسحبوا راس المال من شركاتى و لخسرت شركاتى و لاضطررت لدفع الخسارة من جيبيالخاص..


قال ما زن بحنق: و لكن عمي لم يابة لكل هذا..
وجعلهم يسحبون اموالهم منشركتة و يتخلون عنه اليس كذلك؟
..


تنهد امجد و قال و هو يومئ براسه: بلى..
ولا يزاللحكاية بقية..
فبعد هذا ذهبوا الية جميعا..وطالبوة ان يتراجع عن تسجيل نص الشركةباسم ملاك..
فهي ستكون عاجزة طوال عمرها..
لن تستفيد من الشركة..
ويمكنة بدلا منذلك ان يضع مبلغ فحسابها..
ولكن شقيقى خالد عارضهم و بشدة و طلب منهم ان لا يتدخلوافى حياته..
لان تلك هي شركتة و من حقة ان يسجلها باسم من يشاء..
واستمروا بتهديدهبانة لو لم يفعل لهم ما يريدون فسيحيلون حياتة و حياة ابنتة الى جحيم و خصوصا ستظلعاجزة طوال عمرها و اي كلمة منهم ربما تؤذيها..
ولهذا انعزل خالد مع ابنتة فمنزلبمكان ما من البلاد..
ولا احد يعرف مكانة ابدا حتي الان..


عقد ما زن حاجبية و قالباستغراب: الم يحاول احد اعمامي الاتصال به..
او البحث عنه؟..


– بلي و لكن دونمافائدة..
وعندما راوا انهم يعجزون عن الوصول الى بيته..
اكتفوا بتهديدة بالشركة..
ولكن..
حتي الان لا يزال خالد صامد فو جههم..


قال ما زن بحزم: و الى متي سيصمد ياوالدي؟..
هل ستتركة لوحدة يتحدي جشع اعمامي؟..


زفر امجد و شبك اصابع كفية و هويقول: لست اعلم..فليس فيدى ما افعله..المهم الان..اننى لا اريد لاحد ان يعلم انملاك ابنة اخي موجودة فهذا البيت..


قال ما زن بحيرة: و ماذا نقول لعمي او عمتيلو جاءوا لزيارتنا؟..


قال امجد و هو بلوح بكفه: اي شيء..
صديقة مها و ربما جاءتلتقضى بضع ايام هنا..
ريثما ياتى و الدها من الخارج..
ولا تنسي نبة على شقيقكوشقيقتك ان لا يعلم احد عن وجود ملاك ابنة عمك فمنزلنا..
وبالنسبة للخدم فساتصرفبالامر..


واردف بلهجة قاطعة: يمكنك الان الخروج بعد ان عرفت جميع ما تريد انتعرفه..


هز ما زن كتفية بلامبالاة و من بعدها نهض من مجلسة ليغادر غرفة المكتب..
وانكان يشعر بالشفقة تجاة ابنة عمة التي و لدت لتواجة قسوة الحياة و واقعهاالمر…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


جلست ملاك خلف ما ئدة الاكل بصمت..
لم تحاولالحديث الى اي احد و هي تكتفى بالانشغال بالاكل..
او التظاهر بهذا الانشغال..
كل ما كان يشغل بالها هو و الدها و حسب..
لقد كانت فهذا الوقت .
.
تتناول اكل الغداءمعه..
يتحدث اليها و يمزح معها..
ويحاول بشتي الطرق ان يرفة عنها و لو فساعاتهالمعدودة التي يقضيها معها..


ايقظها من شرودها صوت عمها و هو يقول: هل استيقظتللتو يا كمال؟..


رفعت راسها الى من يتطلع الية عمها و شاهدت ابن عمها كمال..
الذيكان يهبط درجات السلم فتلك اللحظة..كان يشبة ما زن فلون شعرة الاسود..
ولكنة كانحاد النظرات..
بشرتة تتمتع بسمرة خفيفة و وسامة و اضحة..
وان كان فطول ما زنتقريبا..
ويرتدى بنطالا من نوع الجينز .
.
وقميصا ذا لون اسود..


وتثاءب كمال و هويقول بلامبالاة: اجل..


قال و الدة بتهكم: و لم لم تكمل نومك اذا؟..


قال كمالوهو يقترب من طاولة الطعام: لا داعى للسخرية يا و الدي..
ها انذا استيقظت و جئتلتناول اكل الغداء مع…


بتر عبارتة و عقد حاجبية و هو يتطلع الى ملاك التي كانتتحرك الملعقة فالطبق بلا هدف..فاسرع و الدة يقول: نسيت ان اعرفك .
.
هذه ابنة عمكملاك..وقد جاءت لتقضى بضعة ايام هنا ريثما ياتى و الدها من السفر..


جذب كمالمقعدا و قال بدهشة: ابنة عمي؟؟..
اى عم؟..


– عمك خالد..وكما اخبرت ما زن و مها منقبل..
هذا الكلام لا نريد ان يعرف فيه احد سوانا نحن..
انا اثق بكم جميعا لانكمابنائي..
الجميع من خارج البيت سيعرفون ملاك على انها صديقة مها..
هل هذامفهوم؟..


قال كمال و هو يتناول قطعة من الجزر: و لم جميع هذي السرية؟..


قال و الذهبحزم: افعل كما اخبرتك فقط..


التفت كمال الى ملاك ليتطلع اليها بنظرة قصيرة..
وعاد يلتفت الى و الدة و هو يقول: و اين كانت ابنة عمي عنا جميع هذي السنين؟..


توقفتملاك عن تحريك الملعقة فالطبق و هي تنصت لما سيقال .
.
لو كان يعلم انها كانت تتمنىالحضور الى هنا طويلا..
ولكن و الدها كان دائما ما يرفض..
لما قال هذا..


فى حينقال امجد بحدة: تكلم بادب يا كمال..
فهي ابنة عمك اولا..
وفى منزلنا ثانيا..


هزكمال كتفية و قال: لم اقل ما يزعج..
فقط استفسر عن سر اختفاءها جميع هذي السنوات..
ولملم نرها الا عندما سافر و الدها..


اجابة و الدة قائلا: لم يكن لدي و الدها حل الاابقاءها هنا..
وخصوصا انه سيقضى فترة بالخارج ستتجاوز الاسبوع و ربما…


( عناذنكم)


قالتها ملاك و هي تستدير بمقعدها مغادرة الطاولة .
.
فقالت مها بضيق: هلاعجبك ذلك يا كمال؟..
بالكاد و افقت ان تتناول اكل الغداء معنا..
والان انت تجعلهاتغادر الطاولة بعدم مبالاتك فيها و بشعورها و انت تتحدث عنها هكذا..


صمت كمال بدهشةوهو يتطلع الى ملاك التي ابتعدت عن المكان و توجهت الى غرفتها..
ومن بعدها لم يلبث انقال و هو يلتفت اليهم و الدهشة لا زالتتعلو قسماته: لم اكن اعلم من قبل انهامقعدة…


قال ما زن بحنق: و هل كان ذلك سيغير من لا مبالاتك شيئا؟
..


قال كمالوهو يمط شفتيه: لست انسان معدوم الاحساس يا ما زن..


قال ما زن و هو يلتفت عنه: و اضحجدا..


فى حين قال امجد بحدة: يكفى جميعا..
وانت يا مها..
اذهبى اليها فيغرفتها..
وحاولى ان تتحدثى اليها..


اومات مها براسها و هي تغادر طاولة الطعاموتتجة الى غرفة ملاك .
.
فى حين قال امجد بعصبية: اسمع يا كمال..
ان كنت ستتحدث بهذهالكيفية الى ابنة اخي..
فالاروع ان لا تتناول اكل الغداء او العشاء معنا مرةاخرى..


قال كمال بضيق: لم اقل ما يغضب يا و الدي..ثم لم كن اعلم انها بنت حساسةاكثر من اللازم..


– لقد تربت ملاك و عاشت طوال عمرها و حيدة..
ولهذا فهي لا تستطيعان تتقبل الامور بسهولة..
لو اردت رايى فهي لن تكون حساسة فقط..
بل قد عدائيةايضا..
ولهذا ارجو ان تعاملوها جميعا بلطف..
انة اسبوع واحد لا اكثر..


قال كمالوهو ينهض و اقفا: ليس ذنبى ان احتمل بنت مثلها..


قال ما زن بحدة: انها ابنة عمكقبل جميع شيء..


قال و الدة و هو يحاول ان يهدئ نفسه: حسنا لن اطلب منك ان تحتملوجودها..
فقط اطلب منك ان لا تجرحها باى كلمات..
ولو تجاهلت و جودها سيصبح ذلكافضل..


قال كمال و كانة لم يسمع اي حرف مما قيل: عن اذنكم..


– الىاين؟..


قال كمال و هو يمط شفتيه: الى النادي..


قالها و غادر المكان..
وفى تلكاللحظة عادت مها قائلة و هي تهز راسها: لقد رفضت العودة لتناول اكل الغداء معنا مرةاخرى..وتقول انها متعبة و ستنام..


واحس ما زن بالشفقة تجاة ملاك و خصوصا و هو يلمحصحنها الذي كان ممتلا عن اخرة و لم تتناول منه و لا قطعةواحدة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


تطلعت ملاك بملل الى باب غرفتها..
هل جاءتهنا لتسجن نفسها؟..
ثلاث ساعات منذ ان غادرت طاولة الطعام..
لم تعلم لم شعرت بك لذا الضيق و الالم من عبارات كمال .
.
ربما لانة و جة لها اتهاما صريحا فكلماتة علىانها لم تاتى هنا الا من اجل مصلحة ليس الا..
لا يعلم شيئا عن الحاحها المستمرللقدوم الى هنا..
واصرارها الكبير فان يدعوهم و الدها على الاقل فاحدىالمناسبات..
وكيف له ان يعلم..
وهو يحظي بعائلة كبار تغمرة بكل ما يريدة من حبوحنان..مال و اخوة و اقارب..
اما هي فلم تحظي الا بحب و الدها و حنانه..
والذى لم تكنلتراة الا ساعتين او ثلاث ساعات فاليوم على الاكثر..


وتنهدت مرة ثانية و هيتتطلع الى باب الغرفة..
واحست برغبة جارفة تدفعها للخروج و الترويح عن نفسها قليلابالتحدث الى اي احد..واندفعت و راء رغبتها لتفتح باب الغرفة و تغادرها و هي تدفعمقعدها بهدوء..
وتلفتت حولها الى الردهة الخالية من اي شيء سوي الاثاث و التحفالمنتشرة بالمكان..
وتلفتت حولها مرة ثانية قبل ان تواصل تحركها فالمنزل .
.
لعلهاتقضى وقت فراغها ذلك برؤية ارجاء ذلك البيت و تحفة الثمينة..و…


(واخيرا خرجتمن غرفتك)


التفتت ملاك الى ناطق العبارة .
.
وتطلعت ال ما زن بهدوء الذي يعقدساعدية امام صدرة بثقة..
ولم تعلق هي على عبارتة بل اثرت الصمت..فقال مبتسما: اتبحثين عن شيء ما ؟..


اومات براسها بهدوء..
فقال متسائلا: و ما هو هذاالشيء؟..


كانت تظن انه سيتركها و شانها و لن يتساءل اكثر..
وفكرت قليلا و من ثمقالت: مها..


مال نحوها قليلا و من بعدها قال: و لم تبحثين عن مها؟..


اشاحت بوجههابصمت و هي تداعب قلادتها باناملها..
فقال متسائلا: هل تودين ان اناديهالك؟..


عادت لتومئ براسها..
فابتسم هو قائلا: اظن انك ترغبين فان اغادر اكثر منرغبتك فنداء مها لك..
اليس كذلك؟..


لم تجبة و ظلت صامتة..
وان و افقتة فياعماقها على ما قاله..
فهي حقا لا ترغب فالتحدث الى اي احد لا تثق به..
او تشعربة قريبا منها..
تريد ان يصبح لها اصدقاء..
ولكن على الاقل اشخاص تثق بهم..
ولكنهمابناء عمها..
ومن هم ابناء عمها؟..
لم يحاولوا زيارتها لمرة واحدة فمنزلها و هيتشعر بالوحدة و الخوف من بقاءها فالمنزل بمفردها..
حتي انهم لم يكلفوا نفسهم مشقةالسؤال عنها و عن و الدها طوال السنين الماضية..
لقد جاءت الى هنا لسبب واحد فقط..
لاتريد ان تشعر انها لوحدها فالمنزل..
لا تريد ان تعود اليها مخاوف الوحدة..
تريدان تشعر بالامان و الاطمئنان الى ان هنالك من يشاركها البيت الذي تعيشه..


(لمتجيبينى .
.
تريدين منى ان اغادر .
.
اليس كذلك؟)


رفعت راسها و تطلعت الى ما زن الذيايقظها من شرودها و قالت باقتضاب: اجل..


اتسعت ابتسامة ما زن و قال: فليكن..


واسرع ينادى الخادمة التي جاءت على عجل قائلة: ما الامر يا سيدمازن؟..


قال بمكر: اذهبى لنداء الانسة مها من الطابق العلوى و اخبريها ان تهبطالي الردهة فالانسة ملاك ترغب بالحديث اليها..


اسرعت الخادمة تبتعد .
.
فقال ما زنوهو يلتفت الى ملاك مرة اخرى: عذرا..
ولكن لن استطيع تلبية رغبتك..


تطلعت له ملاك بدهشة..
ومن تصرفة الغريب تجاهها..
منذ متي يهتم احد بالبقاء معها..
او الحديثمعها عندما نرفض هي ذلك..وشعرت بغرابة هذا الواقف امامها..
ولكنها لم تلبث اناستدارت بمقعدها مغادرة و قالت: سافعل انا..


اسرع ما زن يقول: لحظة..


توقفت عندفع مقعدها..
فقال: اظن انك تشعرين بالملل..
ما رايك ان نذهب جميعا انا و انت و مهاالي النادي..
علي الاقل تظهرين من عزلتك قليلا..


شعرت برغبة كبار حقا فالخروجوقالت متسائلة بحيرة: و هل لديك الوقت لذلك؟..


قال مبتسما براحة من تجاوبها معه: و لم لا..
اليوم اجازة و هي من حقى فالخروج..
ما رايك هل توافقين؟..


هزت كتفيهاوقالت: لا ما نع لدي..


وشعرت ببعض السعادة تتسلل الى نفسها..
فها هي ذا ستخرج منالمنزل و ستروح عن نفسها قليلا..
وستجد من تتحدث الية ايضا..هذه السعادة التي كانتتمناها مع و الدها المنشغل دائما باعماله..
ولكن عليها ان تلومه..
انة يبذل جميع ذلكالجهد فعملة من اجلها..ومن اجل ان تحيا برفاهية و سعادة..
ولكن لو يعلم انها لاتريد اكثر من لمستة الدافئة..
وقلبة الحانى ليحتويها فيه بعيدا عن ذلك العالم..
بعيدا جدا…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


__________________


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء الثالث

“..
معهم .
.”


التفت ما زن الى ملاك التي كانت شاردة فافكارها و قال: تفكرين فو الدك..
صحيح؟..


التفتت له ملاك و قالت بحيرة: و كيف عرفت ذلك؟..


ابتسم بثقة و من بعدها قال: لا يحتاج الامر الى الذكاء..
حزنك..
وعزلتك..
ولا تتحدثين مع احد هنا الا نادرا .
.كل ذلك لا يدل الا على حزنك لفراقه..


اومات براسها و قالت بالم: انه الوحيد الذي يفهمنى فهذا العالم..


هز ما زن كتفية و قال: طبعا فهو و الدك..


واردف بابتسامة مغيرا دفة الحديث: اذهبى لترتدى ملابس اكثر دفئا..
فالجوبارد بالخارج..


ارتسم شبح ابتسامة على شفتيها و هي تستدير عائدة بمقعدها الى الغرفة..
فى حين استند ما زن بظهرة الى الجدار المجاور للدرج .
.
سببة الوحيد للاهتمام بملاك..
هو طبيعتة بتكوين الصداقات مع الفتيات..
لقد اعتاد هذا منذ زمن..
واحيانا ياخذ الامر كوسيلة للتسلية..
وان كان الامر لا ياخذ اي منحني جدي..
ولكنهذه المرة الامر يختلف..
فملاك ابنة عمه..
ولا يستطيع ان يتسلي .
.
علي العكس يجب انيصبح خائفا عليها كاخت له تماما..
انها امانة فاعناقهم جميعا..اجل سيصبح اهتمامهمحصورا فاطار الاخوة..
تماما كما كان سيهتم بمها..


وفى تلك اللحظة هبطت مهادرجات السلم و قالت متسائلة: اين هي ملاك؟..


اجابها ما زن قائلا: لقد ذهبت لترتديملابس تدفئها لاننا سنخرج بعد قليل..


قالت مها بدهشة: انت و هي؟؟..


قال ما زنبحنق: بالطبع لا ايتها الذكية..
ستكونين معنا..


قالت مها مبتسمة بمكر: ظننت انكلن تاخذنى معكما..


قال فسرعة: اسرعى بارتداء شيء مناسب..
فسنذهب الىالنادي..


قالت بمرح: حسنا فالحال..


وعاودت صعودها الى الطابق العلوي..
فيحين تحرك ما زن الى حيث الاريكة و القي بجسدة عليها..
وتطلع بشرود الى التحفةالموضوعة على طاولة صغار بجواره..
الي ان سمع صوت ملاك و هي تنادية قائلة: ما زن..


التفت فسرعة اليها و قال مبتسما: اجل..


قالت ملاك بهدوء و هي تقلبكتابا بين يديها: انا جاهزة..


– فلننتظر مها..
فسوف ترتدى ملابسها و تاتيمعنا..


لم تعلق ملاك و هي تقلب الكتاب بين كفيها..وابعدت خصلات شعرها المتهدلةعلي جبينها..فى حين اعتدل فجلستة و كاد ما زن ان يقول شيئا..لولا ان هبطت مها علىدرجات السلم و قالت بمرح: ها انذا ربما جهزت..


قال ما زن باستخفاف: ستعاقبين علىتاخرك..
ولن ناخذك معنا..


قالت مها و هي تضع يدها عند خصرها:حاول فقط..


قالمازن و هو يلتفت عنها: هيا يا ملاك .
.
لنذهب نحن..


لم تتحرك ملاك من مكانها قيدانملة فقالت مها مبتسمة: هل رايت؟..
ان ملاك تقف فصفي..


وتوجهت الى ملاك لتقولبمرح: يالك من فتاة..
لقد حطمت غروره..


قال ما زن و هو يشير الى مها: هيى انت يافتاة..
لا اسمح لك بقول ذلك..
لم تخلق بعد من تستطيع تحطيم غرور ما زنامجد..


قالت مها و هي تغمز له بعينها: بل انها موجودة امامك ايها الاعمي و ربما حطمتغرورك منذ قليل..


– ما حدث منذ قليل اسمية مجرد جولة و انتهت..
ثم لم تكثرينالكلام..
فلنغادر الان ايتها المزعجة..


قالت مها و هي تفكر: لحظة واحدة .
.
ماذاعن السيدة نادين؟..
هل ناخذها معنا؟..


تطلع ما زن الى ملاك .
.
فاجابت هذي الاخيرةقائلة و هي تهز راسها: لا داعى لذلك..


قال ما زن بتردد: و لكن ربما تحتاجين الى شيءما..
وهي من تعرف جميع احتياجاتك..


قالت ملاك بضيق: و انا كذلك اعرفاحتياجاتي..


قال ما زن مهدئا: حسنا..
حسنا لا تتضايقي..
لقد اردتها ان تاتى معنالتساعدك ليس الا..


قالت ملاك بعصبية: لا احتاج الى مساعدة من احد..
واستطيعالتصرف لوحدي..
لست طفلة..
اتفهم..


استغرب ما زن غضبها المفاجئ..
فلم يقل ما يستدعى العبنوتة او الغضب..
انة يفكر فمصلحتها ليس الا..
ولكن طبيعة ملاكالانطوائية و التي لم تكن تختلط الا بوالدها الذي يغمرها بحنانة و عطفة يجعلها لاتتقبل الحديث من احد و خصوصا اذا اشار فجديدة ذاك عن شيء عن حاجتها للمساعدة .
.وشاهدها ما زن و هي تستدير بمقعدها مغادرة المكان..
فاسرع يقف امامها و يقول: ما الامر؟..هل اغضبك ما قلته؟..


اشاحت بوجهها عنه فقال بابتسامة: حسنا انا اسفوارجو ان تقبلى اعتذاري..
اعلم انك لست طفلة و تستطيعين تدبر امورك بمفردك..


استدارت له ملاك فتلك اللحظة..
فاتسعت ابتسامتة و هو يردف: و الان هلنخرج؟..


رفعت ملاك راسها له و لاول مرة راها تبتسم و تومئ براسها بهدوء..بادلهاالابتسامة و ابتعد عنها متوجها الى حيث باب البيت الرئيسي..
والتفتت مها الى ملاكوقالت و هي تتوجة نحوها: هل اساعدك؟..


قالت ملاك بلهجة تطوى بعض المرح غير التياعتادتها مها منها: ان شئت..


امسكت مها المقعد و اخذت تدفعة ببطء..فقالت ملاكمستغربة: لم تدفعينة هكذا؟..


قالت مها بقلق: اخشي ان اكون سببا فمكروة قديصيبك..


– لا عليك..
اسرعى اكثر..


قالت مها مستسلمة: كما تشائين..


واسرعتفى سيرها لتصل الى السيارة و وقفت امام الباب الخلفى لتقول : ما زن تعالوساعدنا..


اسرعت ملاك تقول: لا داعى لقد اعتدت ذلك..
فقط افتحى الباب..
واستطيعالجلوس على المقعد الخلفى بمفردي..


كان ما زن ربما تحرك من مكانة و جاء اليهم بناءعلي هتاف مها..وشاهد ملاك و هي تحاول بكل جهدها و قوتها رفع نفسها عن المقعد المتحركوالجلوس على مقعد السيارة الخلفي..
وتساءل..
لم تفعل جميع ذلك و تكلف نفسها جميع هذاالعناء؟..
كان بامكانى ان اساعدها دون ان تتعب نفسها هكذا..
لم يكن يدرك ان ملاككانت تحب فعل جميع شيء بمفردها..
تريد ان تثبت للناس جميعا انها ليست عاجزة ابدا..
وتستطيع فعل العديد حتي و ان كانت قدماها لا تتحركان..كان اصرارها على عدم حاجتهاللمساعدة من احد هو ما يدفعها لان تبذل جميع الجهد لفعل جميع شيء بنفسها..


وتحركمازن الى حيث المقعد الذي تركتة ملاك ليطوية و يضعة فصندوق السيارة..
وعاد ادراجهالي مقعد السائق..لينتظر مها لصعد اليها و ينطلق بالسيارة الى حيثالنادي…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلع كمال بغرابة الى ما زن الذي اقترب منه و قال : لماذا تتطلع الى هكذا؟..


قال كمال بحيرة: ليس من عادتك ان تاتى الى النادى فيوقت كهذا..


اشار ما زن الى ما خلفة و من بعدها قال: رايت انا و مها..
ان ملاك ابنة عميتعزل نفسها كليا عن الجميع..
فقررنا اخراجها من البيت و احضارها الى هنا لترفة عننفسها..


هز كمال كتفية و قال و هو يدير ظهرة عنه و يتجة الى قسم الفروسية: لا شانلى باحوال ابنة العم تلك..


زفر ما زن بحدة و من بعدها تبعة بدورة الى هذا القسم..
ومنجانب احدث جلست مها مع ملاك حول احدي الطاولات بكافتيريا النادي..وانشغلت الاخيرةبقراءة الكتاب الذي بين يديها..فسالتها مها قائلة: ماذا تقرئين؟..


قالت ملاك و هيتتوقف عن القراءة و تضع الكتاب على الطاولة: كتاب عن الحياة و مشاكلهاالمختلفة..


قالت مها متسائلة: و هل يوجد حلول لهذه المشاكل فالكتاب؟
..


قالتملاك بهدوء: نوعا ما ..


ابتسمت مها و قالت: مشكلتى الوحيدة فهذه الحياة هي ما زن .
.
فهل يوجد حل لها فكتابك هذا؟..


ابتسمت ملاك و قالت: لا اظن..


تطلعت لهامها و قالت: لاول مرة اراك تبتسمين..
ان كان ذكر ما زن سيجعلك تبتسمين فساردد اسمهدائما..


ولما و جدتها صامتة و لم تعلق سالتها قائلة: و انت..
ما هيمشكلتك؟..


اجابتها ملاك بكلمة واحدة: الوحدة..


رددت مها مستغربة: الوحدة؟..


التفتت لها ملاك و قالت بحزن: اصعب شعور ربما يمر على الانسان او الفتاةبشكل خاص ان تشعر انها و حيدة فهذا العالم بدون اخوة او اصدقاء..او حتي شخص ما فيمثل عمرها..انة شعور يخنقك..يقتلك..
وكل مخاوفك تتضاعف و انت تشعرينبوحدتك..


قالت مها متسائلة: و ماذا عن و الدتك؟..


وضعت ملاك كفها عند و جنتهاوقالت و هي تشعر بغصة فحلقها: و اين هي و الدتي؟..
لم ارها حتى..
لم يعد لى الحق فيذلك بعد ان فقدتها..
لا اذكر شكلها او صوتها..
والشيء الوحيد الذي بات من حقى هو اناراها فالصور..


قالت مها معتذرة: انا اسفة لم اكن اعلم..


تنهدت ملاك دون انتعلق على عبارتها..
وطغي الصمت على المكان لعدة دقيقة قبل ان تقول ملاك ببعضالتردد: و ماذا عن و الدتك؟..
لم ارها منذ ان جئت الى البيت..


ارتسمت ابتسامةشاحبة على شفتي مها و قالت: و الدتي؟..
لا اظن انك سترينها فالمنزل..
فهي لا تاتيالية ابدا..


تطلعت اليها ملاك باستغراب و حيرة فاردفت: لقد انفصلت و الدتى عنوالدى و انا فالخامسة عشرة من عمري..
اذكر يومها انني لحقت فيها لتاخذنيمعها..وترجيتها بعيني الدامعتين ان لا تترك البيت .
.
ولكنها قالت ان الحياة فيمنزل و الدى اروع لى و لاخوتي..وهي لن تعيشنا و لو بعد عشرين عاما فمثل هذاالمستوى..
لهذا تركتنا جميعا و غادرت البيت دون اي كلمة اخرى..


تسائلت ملاكباهتمام: و هل ترونها؟..


اومات مها براسها و قالت و هي تحرك اصابعها على الطاولةبلا اهتمام: بلى..
نذهب لزيارتها من حين الى اخر..
ولكن هي لا تاتى لزيارتنا فيالمنزل ابدا..
لان و الدى موجود به كما تقول..


تطلعت ملاك الى مها و شعرت بقلبهايرق تجاهها..
ليست هي الوحيدة التي تتالم..
وليست هي الوحيدة التي تعانى الحرمان منوالدتها..
ولكن مها اروع منها..
علي الاقل هي تري و الدتها و تسمعها..
شعرت بحنانها..
وبلمسات اناملها الدافئة..
اما هي فانها حتي لا تذكر اي شيء مما جمعها بوالدتها كيفلا و هي كانت بالاخرى من عمرها عندما فقدت امها..


وظل الصمت مخيما على المكانقبل ان يقطعة صوت مرح و هو يقول: مها جالسة بالكافتيريا و ليست باى قسم من النادي..
يا للمعجزة..


التفتت مها بلهفة الى صاحب الصوت و قالت: (حسام)..


حسام هو ابنخال مها..فى الثالثة و العشرين من عمره..ذا شعر بنى قاتم و عينان من اللونذاته..يتمتع بوسامة محببة و مظهرا جذابا..وذا جسم رياضي..


ابتسم و قال: اجل حسام..
اخبرينى لم تجلسين هنا فقط..
ولا اراك فاى قسم من اقسام النادي..


ابتسمت مهاابتسامة و اسعة و قالت و هي تلتفت الى ملاك: لقد كنت اجلس مع ابن…


اطبقت شفتيهاقبل ان تكمل..
يالغباءها..
هل نسيت كلام و الدها بهذه السرعة..
واردفت بسرعةوارتباك: مع صديقتي..


تطلع حسام الى ملاك و قال بابتسامة يغيظ فيها مها: انهاتبدوا كالملاك..


قالت مها بحنق: انت لم تخطئ ان اسمها ملاك حقا..


قال حساموهو يجذب له مقعدا و يجلس ليشاركهما الطاولة : حقا؟..
يا للمصادفة..


قالت مها و هيتشير الى حسام : ملاك اعرفك..
ابن خالي حسام..وهو عضو فهذا النادي..


قال حساموهو يرفع حاجبيه: فقط..


ابتسمت مها و قالت: و صديق الطفولة ايضا..


قال حساممعترضا: لقد نسيت اهم شيء..


اسرعت مها تهرب بنظراتها و قالت بخجل و ارتباك: و ما الذي نسيته؟..


قال حسام و هو يعقد ساعدية امام صدره: اننى صديق ما زن و كمالالمقرب..


احست مها بالغيظ .
.
وقالت و هي تمط شفتيها: عذرا لانى نسيت هذي المعلومةالمهمة يا صديق كمال و ما زن المقرب..


التفت لها حسام و قال متسائلا: و اين تعرفتعلي ملاك؟..
هنا بالنادي؟..


ارتبكت مها و تطلعت الى ملاك التي عاودت قراءة كتابهاومن بعدها قالت: اجل..


تطلع حسام بحيرة الى ملاك..
فهو لم يرها فالنادى قبل الانابدا..
ولكنة لم يابة بالامر كثيرا و التفت الى مها ليتحدث اليها..
بينما كانت ملاكتجلس فصمت و هي تقرا الكتاب الذي بين يديها..
ومن بعدها لم تلبث ان تنهدت..
وهي ترفعانظارها الى ما امامها..
وارتسمت ابتسامة باهتة على شفتيها و هي تتطلع الى حلبةالسباق التي يتدرب فيها جميع اعضاء الفروسية..واستقرت عيناها على ما زن الذي كان يمتطيجوادة و يقودة بكل مهارة..
كان يقفز الحواجز واحدا تلو الاخر و بمهارة متقطعةالنظير..وشعرت ملاك انها تري امامها فارسا بارعا يقود الجواد و يحلق فيه فيالهواء..كانت عيناها تتابعان ما زن فتلك اللحظة..وشاهدتة يوقف الجواد بهتاف واحدمنة و هو يشد لجامة بكل قوة..ويهبط منه و من بعدها لم يلبث ان ربت على راسة و داعبة قبلان يمسك بلجامة و يعيدة الى الاسطبل و …


(ملاك..ملاك..)


التفتت ملاك الى مهاناطقة العبارة و قالت و هي تلتفت لها: اجل..


قالت مها مبتسمة: ماذا تريدين انتشربي؟..


وقال حسام و هو يغمز بعينه: و على حسابي بكل تاكيد..


قالت ملاك بهدوء: عصير الفواكة..


قال حسام و هو ينهض من مقعده: ساحضر لكما طلبكما فالحالو…


جاءة صوت ما زن و هو يقول: و اي عصير لى ايضا..


التفتت ملاك الى ما زن الذياقترب منها و رمي بنفسة على احد المقاعد بطاولة مجاورة لهم بانهاك و هو يقول بتعب: لقد اقترب السباق..و لا اظن انني سافوز فيه ابدا..


غادر حسام المكان ليحضر مطالبهمفى حين قالت مها بسخرية: جيد انك ربما اعترفت بذلك..


قال ما زن و هو يلتفت لها و يرسمابتسامة على شفتيه: لم تسالينى لماذا؟..


– و لماذا؟..


قال باستهزاء: هذا لانكانت ستكونين موجودة بالنادى و قتها و انا اتشاءم من و جودك..


قالت مها بحنق: لن اتياذا و قتها و لا تحلم ان افكر بالمجيء حتى..
ابحث عمن يشجعك..


قال ما زن و هو يعقدساعدية امام صدره: من قال انني احتاج لتشجيعك..
لدى من المعجبين اكثر مماتتصورين..


كادت مها ان تجيبة بعبارة غاضبة لولا ان قالت ملاك همسا و هي تهتف بها: مها..
اريد ان اطلب منك طلبا..


قالت مها و هي تلتفت اليها: و ما هو؟..


قالتملاك بتردد و حرج: اريد ان اتى الى النادى يوم السباق .
.


قالت مها بحيرة: جميعناسنحضر .
.
فكمال و ما زن مشتركان بالسباق..


قالت ملاك بدهشة: و لكنك قلت منذ قليلبانك لن تذهبي..


ضحكت مها و من بعدها قالت: ذلك حتي اغيظ ما زن فقط..


قالت ملاكبدهشة اكبر: تكذبين حتي تغيظيه؟؟..


قالت مها بمرح: لا عليك..
لقد كنت امزح و لماقصد الكذب..


فى تلك اللحظة وضع حسام المشروبات امامهم على الطاولة و هو يقول: لاتصدقيها .
.
دائما ما تكذب و خصوصا علي..


قالت مها و هي تشير الى نفسها بغرور: و لماكذب على شخص مثلك..


قال حسام بابتسامة: اسالى نفسك..


ومن بعدها لم يلبث انالتقط المشروب الثالث لياخذة الى حيث طاولة ما زن و يجلس عليها برفقتة و قال: ها هو ذاما طلبته..


قال ما زن و هو يلتقط الكاس من يده: اشكرك..


وقبل ان يرتشف منه رشفةواحدة سمع صوت انثوى ينادية قائلا: ما زن .
.
مازن..


التفت الى صاحبة الصوت و قالبملل: اجل يا حنان..
ماذا تريدين؟..


قالت حنان و هي تقترب منه: اين انت؟..
انياتصل بك منذ يومين و لا تجيبني..


قال ما زن بضجر: منشغل باعمال و الدي..


قالتمها فتلك اللحظة بصوت خفيض: الم تسام تلك الفتاة؟..


قالت ملاك متسائلة: من هيهذه الفتاة؟..


قالت مها بلامبالة و هي تلوح بكفها: احدي صديقات ما زن..
وهي تلاحقهاينما كان..
يبدوا و انها معجبة فيه بشدة..


قالت ملاك باهتمام: و ماذا عنههو؟..


قالت مها و هي تبتسم بسخرية: هو؟..
هو لا يهتم باى بنت ابدا..
ترينة يعجببفتاة ما فلحظة..
وينساها بعد يوم واحد فقط..


اتسعت عينا ملاك و قالت : ما ذاتعنين بالضبط؟..


قالت مها و هي تهز كتفيها: لا شيء سوي ان اخي لا تهمة اي منالفتيات اللواتى حولة ابدا..


لم تفهم ملاك ما تنطوى عليه هذي العبارة..
فقدكانت مها تعني انه ياخذ من الفتيات و سيلة للتسلية و لا يابة بهن ابدا..
اما ملاك فقدفهمت ان ما زن لا يهتم بالفتيات اشباة حنان و التي يلاحقن الشباب..وعادت لتلتفت الىمازن الذي كان يتحدث الى حنان بسخرية و من بعدها لم تلبث حنان ان سارت عنه غاضبة..
وفيالوقت ذاتة قال حسام بعتاب: انت من جلبتها لنفسك و عليك ان تتحمل ما جنتهيداك..


قال ما زن بحدة: انها بلهاء..
لقد اخبرتها منذ البداية اننى صديق لها لااكثر و سيصبح كلامنا كله فحدود الصداقة..
ولكنها تصر على انها تحمل لى ما هو اكثرمن الصداقة و انني لا اهتم بمشاعرها ابدا..


قال حسام و هو يشير اليه: لو لم تتحدثاليها منذ البداية و تطلب صداقتها لما حدث جميع هذا..
والان تحمل نتيجةفعلتك..


قالت ملاك بغتة جعلت الجميع يلتفت لها: كم الساعة الان؟..


تطلع حسامالي ساعتة و قال: السادسة و النصف..
لم؟..


قالت ملاك بسرعة: اريد ان اعود الىالمنزل..
سياتى استاذ اللغة الانجلينزية بعد نص ساعة..


قال ما زن و هو ينهض منعلي مقعده: حسنا سنعود..
هيا يا مها..


قال حسام متسائلا بدهشة: هل تعرف ملاك يامازن؟..


قال ما زن بابتسامة: اجل .
.
فهي صديقة مها و ستقضى بعض الوقت فمنزلناريثما يعود و الدها من السفر..


التفت حسام الى مها و قال و هو يعقد حاجبيه: لمتقولى لى ذلك يا مها..


قالت مها بارتباك و هي تنهض من على مقعدها و تلتقط حقيبتها: لقد نسيت..


اوقفها حسام و قال بشك:اشعر و كان فالامر سرا تخفينة عني..


تهربتمها من نظراتة و اسرعت خلف مقعد ملاك و قالت: ابدا .
.
لا شيء..


واخذت تدفع المقعدبهدوء..
فى حين قال حسام و هو يراقبهم و هم يبتعدون: بل هو ايضا يا مها..
وهو يتعلقبتلك الفتاة المدعوة..
ملاك..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كان الهدوء يعم المكان و ذلكالمنزل الكبير قبل ان يفتح باب البيت و صوت مها و هي تقول بحدة: ارجوك اصمت فقطوارحنا من سماع صوتك..


قال ما زن بابتسامة: لماذا تغارين من صوتي؟..
ما ذنبى اذاكان احلى من صوتك..


قالت مها بحنق: اصمت فقط..


اما ملاك فقد اكتفت بالصمت و لمتحاول ان تعلق على عبارتهما .
.وجاء صوت نادين بغتة ليقطع على ما زن و مها شجاراتهموهي تقول: انسة ملاك اين كنت جميع ذلك الوقت؟..


رفعت ملاك راسها الى نادين و قالتبهدوء: لقد ذهبت الى النادى .
.


قالت السيدة نادين باستنكار: و لماذا لمتخبريني؟..


اشاحت ملاك بوجهها و لم تجبها فقالت نادين بهدوء: انستى انت تعلميناننى المسئولة عنك .
.
ولو حصل لك اي شيء ساكون انا الملامة اولا و اخيرا..


قالتملاك و هي تلتفت لها: عمري ثمانية عشرة عاما و لست طفلة حتي لا استطيع ان اهتم بنفسيجيدا..


وضعت نادين كفها على كتف ملاك و قالت: انا افهم هذا جيدا..
ولكن عملى يحتمعلى ان اكون بجوارك دائما..
وان اكون محل الثقة التي منحنى اياها السيدخالد..


كادت ملاك ان تهم بقول شيء ما ..
لولا ان ارتفع صوت رنين هاتف البيت..
فتوجة ما زن الية و رفع سماعتة قائلا: الو..
من المتحدث؟..


صمت ما زن للحظات و من ثموضوع مبتسما: اجل..
لحظة واحدة..


والتفت الى حيث ملاك و قال بابتسامة : ملاك..
لديخبر سعيد لك..
والدك على الهاتف..


صاحت ملاك بفرح: ابي!!..


ومن بعدها اسرعت تحركمقعدها الى ان و صلت الى ما زن و قالت بلهفة و شوق: اعطنى سماعة الهاتف..
اريد ان اتحدثاليه..


قال ما زن و هو يتطلع اليها: مقابل ما ذا؟..


قالت برجاء: ارجوك..
اريد اناتحدث اليه..


قال ما زن مبتسما و هو يناولها السماعة: لو كان خطيبك هو المتصل لماكانت لهفتك الية الى هذي الدرجة..


لم تستمع ملاك الى حرف واحد مما قالة ما زن بلاختطفت السماعة و قالت بلهفة كبيرة: ابي اشتقت اليك كثيرا..


قال خالد بحنان: و اناايضا يا ملاك..
اخبرينى يا ملاك ما هي اخبارك؟..


قالت ملاك متسائلة:انا بخير ياابي..كيف حالك انت؟..و منذ متي و صلت ؟
..
ومتي ستعود؟..


ضحك خالد و قال: رويدك ياملاك..
انا بخير..
وانا اتحدث اليك الان من المطار لانى ربما و صلت لتوى اليه..
وساعودبعد اسبوع ان سارت الامور كما يجب..


قالت ملاك برجاء: ابي عد سريعاارجوك..


تساءل و الدها و هو يعقد حاجبيه: ما هي احوالك مع عمك و ابناءه؟..


تطلعتملاك الى ما زن و مها و من بعدها قالت: على ما يرام..
لا تشغل نفسك..


قال و الدهاباهتمام: هل يعاملونك جيدا؟..
وهل حاولوا مضايقتك؟..


– الجميع يعاملنى بشكل جيديا ابي .
.
لا تقلق..
انت عد فقط .
.
انا احتاج الى و جودك الى جانبى كثيرا..


قالوالدها و هو يتنهد بارتياح: حمدلله..
لقد ارحتنى يا صغيرتى .
.
لو ضايقك احدهم اوتضايقت من العيش معهم..
اخبرينى حتي اتصرف..


واردف قائلا:والان يا صغيرتى .
.
سانهى المكالمة..
اراك بخير و اهتمى بنفسك جيدا..
ساعود و معى قفص الطائر الذيطلبته..الي اللقاء يا ملاكى الصغير..


قالت ملاك و الدموع تترقرق فعينيها: الىاللقاء يا ابي..


قالتها و اغلقت سماعة الهاتف و هي تتنهد بحزن.
.
فقال ما زن و هويهز راسة و هو جالس على احدي المقاعد: لو كنت اعلم ان هذي المحادثة ستجعلك تبكين منجديد..
لما منحتك السماعة منذ البداية..


قالت مها باستنكار: ما زن .
.
ماذاتقول؟..


واردفت و هي تقترب من ملاك و تربت على كتفها: لا عليك انه يمزح..


قالتملاك بصوت مختنق: اعلم..


واردفت و هي تستدير عنهم: عن اذنكم..


قالت مها لمازنوهي تراها تبتعد عنهم: الم تكن تستطيع تاجيل حديثك ذلك قليلا؟..


قال ما زن و هويهز كتفيه: لقد اردت ان اجعلها تنسي حزنها قليلا..


قالت مها بعتاب: ملاك ليستمثلي..
انا يمكننى ان اتقبل مزاحك و سخريتك..
ولكن هي قد لا..
انت اعلم بظروفها .
.


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: بلي اعلم بظروفها اكثر من اي شخص اخر..


ومنثم نهض من على مقعدة و قال: ساذهب الى غرفتي..


ابتسمت مها و قالت: و من سالك عنمكان و جهتك الان..


تطلع لها ما زن بنظرة طويلة قبل ان يلتفت عنها و يصعد درجاتالسلم..امام مها فقد التفتت الى باب غرفة ملاك و توجهت لها .
.
ولكن اوقفها بغتة صوترنين هاتفها المحمول..
فالتقطتة من حقيبتها و ابتسمت ابتسامة و اسعة و هي تري رقم حساميضيئة و اجابتة بلهفة ما زحة: اهلا حسام..
الم تصبر على فراقي بهذه السرعة؟..


قالحسام بابتسامة: تحلمين..
لقد اتصلت فقط لاعرف منك بعض الامور..


استغربت مهاجديدة و قالت بحيرة: اي امور هذي التي تود معرفتها؟..


قال حسام و هو يضغط على حروفكلماته: عن تلك الفتاة المدعوة ملاك..


قالت مها بتلعثم: صديقتي..
ماذابها؟..


قال حسام بشك: لقد قلت انك ربما تعرفتى عليها فالنادي..
ومع انني لم ارهافى النادى ابدا..
الا اننى ظننت اننى لم انتبة لوجودها فيه قبل الان..ولكن عندمارايت انها بنت مقعدة ازدادت شكوكى حولها..
فمن مثلها لا ممكن ان تشتركبالنادي..


قالت مها بارتباك: حسام ماذا جري لك؟..
هل تعمل ضابط مباحث او محققبالشرطة؟..
الامر لا يستدعى جميع ذلك .
.
لقد جاءت الى النادى لمرة او مرتين من قبللمجرد الزيارة و تعرفت فيها اثناء هذي الاثناء..


قال حسام بارتياب: لا اعلم لم اشعرانك لا تقولين الصدق..


ازدردت مها لعابها و قالت و هي تحاول ان تنهى الموضوع: بلانا كذلك..
استمع الي..
اتصل بى بعد قليل..
فلدى مكالة اخرى..
الىاللقاء..


قالتها دون ان تستمع الى جوابه..
وفى الطرف الاخر قال حسام و هو يبتسمبزاوية فمه: لا تزالين لا تعرفين الكذب على يا مها..
استطيع ان اكشف كذبك من ارتباكصوتك و تلعثمة .
.
ومن انهاءك السريع للمكالمة..
ولكن ساعلم بكل شيء قريبا..
ان اردتذلك…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء الرابع

” .
.
لماذا؟
..”


(لم يحضر كمال على العشاء ايضا)


قالها امجد و هو يجلس حول ما ئدة الاكل و تبدوا على ملامحة العصبية..
واردف بحدة: الى متي سيستمر ذلك الشاب فتصرفاته؟..


قال ما زن بهدوء: لا عليك يا و الدي..
سياتى بعد قليل..


انفعل و الدة و قال: منذ نص ساعة و انت تقول لى كهذا الكلام..
لو كان سياتى لجاء مبكرا..


واردف قائلا: اتصل فيه بسرعة و اطلب منه ان ياتى فورا..


– حسنا يا و الدى سافعل..
اهدئ انت فقط..


نهض ما زن من مكانة و اتجة الى الطاولة الصغيرة القريبة من المائدة ليلتقط هاتفة المحمول و يتصل بكمال..
اما ملاك فقداستمرت فتحريك الملعقة كعادتها فالطبق دون هدف..
فقالت مها بعطف: ملاك .
.
لماذالا تاكلين؟..


قالت ملاك بابتسامة باهتة و هي ترفع راسها الى مها:من قالهذا؟..


قالت مها و هي تشير الى طبقها: طبقك المليء بالطعام..


تركت ملاك الملعقة من يدها و قالت و هي تتنهد: لا اشعر برغبة فذلك..


قالت مها متسائلة: و لماذا؟..
ان كان و الدك هو السبب..
فقد اتصل بك اليوم و تحدث اليك كماوعدك..


قالت ملاك بصوت خفيض و هي تتطلع الى نقطة و همية: ليس الامر سهلا كماتظنين..
ان فراق ابي يعني لى فراق العالم باسره..
انى لا اعرف احدا سواه..


قالمازن الذي سمع صوتها على الرغم من انخفاضه: و ماذا عنا..
الا تعرفيناايضا؟..


قالت ملاك و هي تلتفت له: و لكن ليس كابي..


هز ما زن كتفة و سار ليكملكيفية و لكنة اصطدم بالملعقة المجاورة بملاك دون قصد..
فانحنت ملاك لتلتقطها..
ولكنمازن كان الاسرع الذي انحني و قال بابتسامة و هو يعيد وضع الملعقة على الطاولة و ينهضواقفا : لا تتعبى نفسك..انا من اسقطها و انا من عليه ان يحضرها..


وجدت ملاك نفسهاتزدرد لعابها و تقول بصوت خافت: شكرا لك..

((خذى دميتك))


((شكرالك))

دس ما زن اصابعة بين خصلات شعرة و هو يحاول فهم ما دار بذهنه..
اى كلماتتلك التي مرت بباله..
ومن قالها؟..
ايصبح هو؟..
ولماذا قالها و متى؟..
ولماذا جالتبذهنة الان؟..لم يستطع الاجابة على اي من تساؤلاتة و هو يعود الى مقعده..
ويلتقطالملعقة ليتناول طعامة من جديد..ولكن..
لماذا لم تدر هذي العبارات فذهنة الا عندماجاءت ملاك الى منزلهم؟..
لماذا؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلست مها فغرفتها بعدالعشاء و هي تشعر بالتعب و هي تري اكوام الكتب امامها على الطاولة..
وقالت بضجر: لقدتعبت..


واردفت بسام: لا اعرف حل لهذه المعادلة الحسابية..
لقد سامت..


نهضت منعلي المقعد و رمت بنفسها على الفراش بتعب..
واخذت تفكر باى شيء غير الكتب التي لاتزال مفتوحة .
.
وفجاة قالت بابتسامة: قد كان حسام يعلم حل هذهالمعادلة..


وكانها لم تكن تريد الا اي حجة لتتصل به..
فالتقطت هاتفها المحمولواتصلت فيه قائلة بابتسامة: الو .
.
اهلا حسام كيف حالك؟..


عقد حسام حاجبية و قال: انا بخير..
ماذا بك يا مها و لم تتصلين فهذه الاثناء..


قالت مها و هي تتوجة نحوالطاولة و تجلس خلفها: لدى معادلة حسابية و لا اعرف حلها..
ولم اجد سواك ليساعدنى علىذلك..


قال حسام بابتسامة: مها..
ماذا جري لك؟
..
انسيت ان تخصصى مختلف تماماعنك؟..


قالت مها و هي تلتقط قلمها و تقلبة بين اصابعها: لم انسى..
ولكن..لم اجد منيساعدنى سواك..


ادرك حسام منذ البداية انها لم تتصل من اجل المعادلة الحسابيةوقال بمكر: و من قال لك انني اعرف حل هذي المسائل؟..


قالت بابتسامة: لقد حللت معيسابقا مسالة مماثلة لها..


قال حسام و هو يجلس على طرف فراشه: مشكلتك انك لاتعرفين التمثيل و الكذب..ولكن لا يهم اخبرينى الان بما عندك..


اخبرتة مهابالمسالة..
فحاول ان يشرح لها كيفية حلها بهدوء..
اما الاولي فقد كان اعجابها بهيزداد..
لقد كانت معجبة فيه منذ ان كانت طفلة .
.لا تنكر هذا..
وتولد شعور بداخلهاتجاهة مع الايام كلما ياتى الى منزلهم من اجل ما زن او كمال..
كانت تلعب معه احياناوهي صغيرة..واحيانا ثانية كانت تلعب معه هو و اخوتها..
وحتي عندما كان كمال يرفضاشراك بنت فاللعب..
كان حسام يدافع عنها..
منذ ان كانت طفلة و هي تراة فارساحلامها الذي يذود عنها..ولكن..
مشكلتها هي انها لا تعرف مشاعر حسام تجاهها..
احيانا تشعر فيه يهتم بها..
واحيانا يعاملها كاخت له تماما..
ولكن لم تعلم ابدا بمايخفية فقلبه..
واذا كان يحمل لها ذات الشعور الذي تحملة له..


وقال حسام عندماانتهي من شرح الحل لها: و الان هل فهمت الطريقة..


قالت بتاكيد و ثقة: بالطبع ما دمت ربما شرحتها لي..


قال حسام بهدوء: حسنا اذا ما دام الامر كذلك..
فالىاللفاء..


اسرعت تقول: حسام انتظر..


قال حسام بابتسامة: منذ البداية و اناانتظر المقال الاساسى لاتصالك..
اخبرينى ما هو؟..


ازدردت لعابها و قالت : المقال الاساسي؟..
لا يوجد اي مقال اساسي..
فقط اردت ان اسالك ان كنت ستاتى غدالمنزلنا ام لا..


قال حسام متسائلا: و ما الداعى لحضوري؟..


مطت مها شفتيهاوقالت: لا يوجد اي داع ابدا..
الي اللقاء..


قال حسام بابتسامة و اسعة: اراك فيالنادى اذا..
الي اللقاء..


انهت مها المكالمة لتضع الهاتف على الطاولة و من ثمتعود لترمى بنفسها مرة ثانية على الفراش..
وقالت و هي تتنهد: احيانا اتخيل او ربمااتوهم انك تحمل لى مشاعر ما فقلبك يا حسام …


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعتملاك من نافذة غرفتها الى النجوم المتلالاة فالسماء..
والتى بدت كماسات تبرق فيثوب الليل الممتد بلا نهاية .
.كانت شاردة الذهن..
تفكر فحاجات كثيرة..
ولكن محورتفكيرها كان ابيها..واطرقت براسها للحظة لتتطلع الى القلادة التي حول عنقها..
كانتعلي شكل قلب يتوسطة قلب متارجح..
كانت القلادة التي اهداها لها و الدها ذلكاليوم..


شعرت بملل شديد و هي لا تشعر باى رغبة فالنوم..
خصوصا و ان المكان غريبعليها و لم تعتد النوم الا فمنزلها و فغرفتها..القت نظرة سريعة على ساعة يدهاالتى كانت تشير xxxxبها الى الاخرى بعد منتصف الليل..
وتنهدت قائلة و هي تتطلع الىالسماء من جديد: يا لهذا الليل الطويل..
متي تشرق الشمس؟
..


حركت عجلات مقعدهاالي حيث حقيبتها..
وتطلعت الى مجموعة من الكتب و الروايات التي جلبتها معها الىهنا..
ولكنها لم تشعر باى رغبة فالقراءة..لذا و جدت نفسها تحرك عجلات مقعدها منجديد الى الباب و من بعدها تحرك مقبضة و تدفعة بهدوء..وتخرج الى الردهة التي كانت اشبهبصورة ثابتة..
لا يتحرك بها اي شيء..
ولا يسمع بها اي صوت سوي صوت انفاسها .
.
ودارت بعينيها فارجاء الردهة قبل ان تحرك عجلات مقعدها و هي تشعر بالخوف..
الخوفمن الوحدة..
الخوف من الظلام..
الخوف من جميع شيء..
ووجدت قبضتاها تنقبضان على عجلتيالمقعد..
تمالكت نفسها و حاولت ان تهدئ نفسها .
.
وهي تردد ان ليس هنالك ما يخيف..
فالصمت يعم ارجاء المكان و …


وبغتة سمعت صوت ما ..صوت حركة ما ..
فانتفضت بقوة .
.
وسرت فجسدها ارتجافة خوف..وهي منكمشة فمكانها لا تقوي على الحراك..
ودون انتحاول رفع عينيها .
.
سمعت الباب الرئيسى للبيت يفتح..
ازداد خوفها و هي نخشي انيصبح القادم لصا..
حاولت العودة من حيث اتت..
ولكن يداها لم تطيعاها فتحريك عجلتيالمقعد..
رفعت عيناها بخوف و هي تزدرد لعابها و شاهدت هذا الظل الاسود يدخل الى لمنزلبهدوء شديد .
.وبينما هو يسير الى حيث الدرج..
التفت بغتة الى اليسار..
الي حيث تجلسملاك!
..وهنا اخذ قلب ملاك يخفق بقوة و خوف و شعرت بانمالها ترتجف .
.ولكن سمعت صوتذلك الظل فجاة و هو يقول: من هناك؟..


ارتجفت مرة اخرى..
ولكن تذكرت انها سمعت هذاالصوت من قبل و انها تذكره..
رفعت راسها الى الواقف عند السلم و قالت و هي تزدردلعابها بتوتر: انا..هل انت كمال حقا؟..


تنهد كمال و قال: لقد ظننت ان هنالك متسللادخل الى البيت..


وابتسم بسخرية و هو يتحدث الى نفسه: ( مع انني حالك لا يختلفكثيرا)..


فى حين قالت ملاك و هي تحاول تمالك اعصابها: لقد ظننت الشيء ذاتة عندمارايتك تدخل الى البيت..


قال متسائلا و هو يعقد حاجبيه: ما الذي يبقيك مستيقظةحتي هذي الساعة المتاخرة؟..


زفرت ملاك بحدة و قالت: انه الارق..
وانت اين كنت حتىهذه الساعة المتاخرة؟..لقد سال و الدك عنك كثيرا..


التفت كمال عنها و قالبلامبالاتة المعهودة: اهتمى بشؤونك و لا تتدخلى فخصوصيات غيرك..


ارتفع حاجباملاك بمزيج من الدهشة و الالم و تطلعت الية للحظة قبل ان تقول و هي تطرق براسها بمرارةوتدير عجلات مقعدها: معك حق..
لم يكن على التدخل فخصوصيات الغير..


قالتهاوتوجهت الى غرفتها..
واغلقت الباب خلفها بقوة..
وقالت بمرارة و هي تشعر بغصة تملاحلقها: ما الذي فعلتة له حتي يعاملنى هكذا؟..
ما الذي فعلته؟..


ووجدت نفسهاتتوجة نحو السرير و هي تشعر بدموعها تترقرق فعينيها..
وترفع جسدها من المقعد بالمومرارة..
عضت على شفتيها و هي تجد نفسها تفشل فرفع جسدها فقالت بعصبية: لماذا؟..لماذا؟..
تبا..
تبا..


نجحت اخيرا و ارتفع جسدها لتجلس على الفراش و تتركلجسدها الفرصة ليرتاح..
تنهدت بحزن قبل ان تلقى براسها على الوسادة..وعلي الرغم منحزنها و جدت نفسها تغط فالنوم..
نوم عميق و بلا احلام…


ولكن اسمحوا لى ان اقوللملاك..انها البداية فقط..
وان ما تراة اليوم..
هو ابسط شيء ربما يواجهها فحياتهاهذه المليئة بالصراعات…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضوء الشمس القوي سقط علىعيني ملاك..
ليجعلها تعقد حاجباها بقوة .
.
ومن بعدها تغطى و جهها بالغطاء و هي تقول و هيتشعر بالنعاس: اريد ان انام يا ابي..


شعرت نادين التي فتحت ستارة الغرفةبالاشفاق تجاهها و هي تسمعها تقول عبارتها تلك..
وقالت بصوت هادئ: انستى انها الساعةالعاشرة..
الن تستيقظي؟..


قالت ملاك و هي تتثاؤب: لا .
.
انا متعبة لم انم امس الافى ساعة متاخرة..


قالت نادين متسائلة: و لماذا؟..


فتحت ملاك احدي عينيها و قالتوهي تبعد الغطاء عن و جهها: لقد شعرت بالارق و لم استطع النوم و …


بترت ملاكعبارتها و ارتسم على ملامحها الحزن و هي تتذكر ما حصل بالامس و العبارات التي قالها لهاكمال..ولكن نادين لم تنتبة لذا و هي تقول بابتسامة: هذا لانك لم تعتادى النوم هنابعد..
والان هيا استيقظي..


قالت ملاك و هي تعتدل فجلستها: اخبرينى اولا من يوجدبالمنزل؟..


قالت نادين و هي تقترب منها و تضع الوسادة خلف ظهرها: لا احد يا انستيسواك انت و انا و الخدم..


قالت ملاك بدهشة: و اين ذهب الجميع؟..


قالت نادينبهدوء: السيد امجد و السيد ما زن غادرا الى الشركة منذ الساعة الثامنة صباحا..
اماالسيد كمال و الانسة مها فقد ذهبا الى الجامعة منذ ساعة..


قالت ملاك بهدوء مماثل: فليكن..
ساستبدل ملابسى و اخرج لاتناول الفطور..


قالت نادين و هي تهم بالخروج منالباب: سيصبح الفطور جاهزا..


قاليها و اغلقت الباب خلفها..
اما ملاك فقد استبدلتملابس النوم..
بفستان ذا لون و ردي..
جعلها تبدو كالزهرة المتفتحة..
ورفعت خصلاتشعرها بواسطة ربطة شعر من اللون ذاته..تطلعت الى نفسها فالمراة لتطمان الى شكلهاومن بعدها لم تلبث ان غادرت الغرفة و هي تتوجة الى طاولة الطعام..
رات الطاولة خاليةالا منها و قالت بابتسامة مريرة: الامر لم يختلف كثيرا عن و جودى بالمنزل..


قالتنادين التي كانت تقف قريبة منها: انستى لقد اتصل استاذ الرياضيات منذ قليل و قال انهسياتى بعد ساعة..


هزت ملاك كتفيها بعدم اهتمام..
ومن بعدها شرعت تتناول افطارهابصمت و هدوء..وان لم تكن تشعر بمذاق اي شيء مما تتناوله..وما لبثت ان قالت بعدانتهاءها من تناول اكل الفطور:اريد ان اذهب للتنزة فالحديقة الخارجية..خذينى الىهناك..


قالت نادين بابتسامة: كما تشائين انستى و لكن الجو بارد بالخارج .
.
اذهبيلترتدى ملابس اكثر دفئا..


قالت ملاك و هي تحرك مقعدها: لا اريد..


– و لكن انستيالجو بارد..


قالت ملاك باعتراض: انا احب الخروج فجو كهذا و بملابسيالاعتيادية..


قالتها و واصلت طريقها فقالت نادين باستسلام: كما تشائين..


غادرتالمكان مع نادين الى الحديقة الخارجية للمنزل..
وتطلعت ملاك حولها بابتسامة و قالتوهي تلتفت الى نادين: خذينى الى حيث توجد الزهور..


قالت نادين مداعبة: انها تجلسامامي..


اتسعت ابتسامة ملاك و قالت و هي تشعر بالهواء البارد يداعب شعرهاووجنتيها: هيا خذينى الى حيث الزهور..


قالت نادينة و هي تدفع مقعد ملاك بهدوء: لست اعلم اين توجد الزهور فهذه الحديقة..
ولكن لنبحث عنها..


اخذت نادين تدفعملاك امامها فتلك الحديقة الواسعة..
والممتلاة بالحشائش و الاشجار..
وقالت ملاكبغتة: انها هنالك .
.


قالتها و اشارت بيدها الى الجانب الايسر لها..فدفعت نادينالمقعد و توقفت فيها امام حوض الازهار تماما..فاغمضت ملاك عينيها و هي تتنهد..
ورسمتعلي شفتيها ابتسامة حالمة و قالت: كم اتمني ان ابقي هنا طويلا..طويلا جدا..


شعرتبنسمات الهواء الباردة تعود لتداعب و جنتيها و تحرك خصلات شعرها الاسود..فتحت عينيهاوتطلعت الى الطيور المحلقة فذلك الفضاء..
وارهفت السمع الى صوت الرياح..
ومن قملم تلبث ان مدت يدها لتداعب زهرة ما و …


(حذار ان يجرحك شوكها)


تراجعت ملاكبيدها اثر الصوت الذي سمعته..
واسرعت تلتفت الى القادم نحوهم و قالت بدهشة: ما زن..
الم تذهب الى الشركة مع ابيك؟..


ابتسم ما زن الذي كان يرتدى زيا مكونا من بنطالوسترة ذا لون بنى قاتم و قميص ذا لون بنى هادئ (البيج) .
.
ولم يكن يرتدى اي ربطةللعنق..فمازن لم يكن يحب ارتداء ما يخنقة كما كما يقول..وقال: بلى..
ولكنى عدت..
فقد شعرت بالملل..


وتساءل قائلا: اخبرينى .
.
ما الذي تفعلينة هنا؟..


هزتكتفيها و قالت: كما تري .
.اتطلع الى الطيور .
.
اداعب الزهور..
واستمع الى صوتالرياح..


قال ما زن بسخرية: تستمعين الى صوت ما ذا؟..


وقبل ان تجيبة ملاك..
التفت الى نادين و قال: هل لك ان تحضرى لى كوب من الماء؟..


قالت نادين مترددة: و ماذا عن ملاك؟..


قال ما زن بهدوء: سابقي معها و لن اتحرك من مكانى ريثماتعودين..


اومات نادين براسها و قالت : حسنا اذا..
لن اتاخر..لحظات و اعود .
.


فيحين قالت ملاك و هي تتطلع الى البعيد: ربما تظن انني طفلة لو اخبرتك اننى احيانا اتحدثالي الزهور .
.
لانى لا اجد سواها لاتحدث اليها..
علي الاقل .
.
اشعر انني استطيع اناتحدث كما يحلوا لي..
وانها لن تتضايق مما ساقوله ابدا..


تطلع لها ما زن بدهشةوحيرة..
تتحدث الى الزهور..
وتستمع الى الرياح..
امجنونة هذي الفتاة؟..فى حين اردفتملاك و هي تغمض عينيها: الوحدة شعور صعب يجعلك تتحدث الى جميع ما حولك..
والي اي شيءكان..


قال ما زن بهدوء غير عابئ لما تقوله: الجو بارد..
ادخلى الى البيتالان..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: لا اريد..


قالت السيدة نادين بغتة: دعهاانها عنيدة..
لن تفعل الا ما تريدة هي..


التفط ما زن كوب الماء من نادين و اخذيشربة فحين عادت ملاك لتفتح عينيها و قالت مبتسمة: و هل افوت على تفسى مشاهدة مثلهذا المنظر الجميل؟..
علي الاقل قبل ان يصل الاستاذ و اكون محتجزة فالمنزل لاكثرمن ساعة..


ما ان انتهت من عبارتها حتي عادت الرياح لتلفح و جهها و لكن هذي المرةبشدة اكثر..
وبنسمات باردة..
جعلت جسد ملاك يقشعر..
فقال ما زن و هو يزفر بحدة: هلستظلين بالخارج حتي تمرضي..
هيا ادخلى الى البيت و ارتدى على الاقل ما يدفئك..


قالت ملاك بعناد طفولي: لا..


ابتسم ما زن و قال: معك حق يا سيدةنادين..
انها عنيدة حقا..


مدت ملاك يدها فتلك اللحظة و داعبت زهرة ما ذات لونوردى يشبة لون فستانها..
فقال ما زن و هو يخلع سترتة و يقترب منها: و لم لا تقطفينها ما دامت تعجبك؟..


قالت ملاك باعتراض: ان قطفتها ستبتعد عن بقية الوردات و ستذبل بينيدي..
ولكن ان بقيت فمكانها فستزهر دائما..


ارتسمت ابتسامة على شفتي ما زن و قالوهو يضع سترتة على كتفيها: معك حق..
ستكون بحال جيدة ان بقيت مكانها .
.


التفتتملاك بدهشة الى ما زن .
.
ورفعت حاجباها باستغراب لتصرفه..
ولكنها لم تلبث ان تذكرتوالدها و ما يفعلة لها كلما احست بالبرد..لقد كان يخلع سترتة و يضعها على كتفيهاتماما كما فعل ما زن!..
ازدردت ملاك لعابها و تطلعت الية لوهلة قبل ان تقول بابتسامةمرتبكة: شكرا لك..


قال ما زن مبتسما: لا عليك..


وظل صامتا و هو يعتدل فو قفتهويتطلع الى اي شيء مما حوله..فى حين و جدت ملاك نفسها تقول: و لكن الن يغضب و الدك انغادرت العمل هكذا؟..


قال ما زن بسخرية و هو يطوح بحجر صغير بعيدا: بلى..
ولكننهارغبتة .
.


قالت ملاك متسائلة: رغبته؟..
وكيف؟..


قال ما زن و هو يلتفت لها: هو منارادنى ان اعمل معه..
لم اكن اريد هذا و لكنة ارغمنى على ذلك العمل الذي اكرهه..
لهذا عليه ان يعلم انني من المستحيل ان اجد نفسي فعمل ابغضة و لا احتمل القيامبه..


تطلعت له ملاك لوهلة و من بعدها قالت: و لكن يجب عليك مساعدة ابيك..


قال ما زنوهو يضع كفية فجيبى بنطاله: و ها انذا افعل..
ولكن على طريقتى الخاصة..


ترددتملاك قليلا قبل ان تقول: و لكن ذلك يعتبر خداعا له..


– فليكن ما يكون..
اريد اناعمل فعمل اجد نفسي به لا ان اعمل فعمل اكون مرغما على ادائه..
كل ما يهموالدى ان اكون الى جوارة فقط..
وماذا عنى ايظن ان ليس لى طموح اتمنىتحقيقه..


صمتت ملاك و لم تجد ما تقول..
فقال ما زن بهدوء: الم يحن الوقت للدخول؟..
الجو يزداد برودة..


ابعدت ملاك السترة عن كتفيها و ناولتها لمازن و قالت بابتسامةباهتة: اعلم انك تشعر بالبرد .
.
لهذا خذها..


قال ما زن باستنكار: لا..
انت فتاةويجب على ان…


قاطعتة ملاك لتقول بهدوء: فليكن .
.
سادخل الى الداخل..
حتي اريحكمن عبئى عليك..


قالتها و حركت عجلات مقعدها بكلتا يديها و ربما عادت اليها ذكرىالامس..
وما دار بينها و بين كمال..
وتساءلت للمرة العاشرة..
لماذا؟…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قالت مها بمرح و هي تودع صديقتها عند مواقفالجامعة: الى اللقاء اراك غدا..
ولا تنسى اتصلى بى لتخبرينى ما حدث..


قالتصديقتها مبتسمة: بكل تاكيد لن انسى..
الي اللقاء..


لوحت لها مها بيدها و هي تجريمبتعدة دون ان تنتبة لعيني هذا الشاب الذي اخذتا تراقبانها و هي لا تزال تلوحبيدها..
وقال هذا الشاب بغتة و هو يراها تقترب منه: كيف حالك يا ايتهاالجميلة؟..


التفتت مها بحدة الى مصدر الصوت..
وارتفع حاجباها بدهشة و هي ترىالواقف امامها .
.
وزفرت بحدة و هي تقول: ارعبتنى يا حسام؟؟قال حسام مبتسما: احقا؟..
تستحقين ان تصابي بالرعب بكل صراحة..


قالت مها و هي تضع كفها عند خصرها: و لماذا؟..


ولكنها اردفت بحيرة: و لكن اخبرني..
هل انتهت محاضراتك فمثل موعدانتهاء محاضراتي؟..


قال بهدوء: بل قبلها بنصف ساعة..
ولكن اخذنى الحديث مع احدالاصدقاء و لم اشعر بالوقت حينها..
وبعد مغادرته..
رايتك و انت تغادرينالجامعة..


قالت مبتسمة: من الغريب ان تنتظرني..
انها المرة الاولي التيتفعلها..


– اولا انا لم انتظرك بل رايتك مصادفة..
وثانيا اظن انها ستكون المرةالاخيرة..


ضحكت مها بمرح و قالت: لن تستطيع..


رفع حاجبية باستخفاف و قال: و لم؟..


قالت مبتسمة و هي تتطلع الى مبني الجامعة: لاننا فجامعة واحدة..
وساراككثيرا رغما عنك..


قال و هو يلوح بكفة مغيرا جفة الحديث: اخبرينى هل هنالك منسيوصلك..
ام اوصلك انا؟..


ومع انها لمحت سيارة و الدها الذي يرسلها لها الىالجامعة مع السائق .
.
الا انها قالت: لا ادرى لقد تاخر السائق كثيرا و لا اريد اناتاخر على البيت..


صمت حسام قليلا و من بعدها قال : حقا؟..
هل تاخر السائق يا مها؟
..


اومات براسها و هي تزدرد لعابها..
فقال و هو يشير الى بقعة ما و يبتسم: و ما هذهالسيارة التي تقف هنالك اذا؟..
اليست سيارتكم؟..
والسائق..
اليس السائق الخاصبوالدك؟..


قالت مها بحنق و هي تحرك قدمها بعصبية: بلي هو..
لم اره..
الي اللقاءالان..


قال فسرعة: انتظري..


التفتت له و قالت بحدة: ما ذا؟..


قال بابتسامةجذابة: لا يهون على ان تذهبى و انتي متضايقة هكذا..
اذهبى الى السائق و اطلبى منه انيغادر..
وساوصلك انا..


قالت بفرحة لم تستطع ان تكتمها بداخلها: حقا؟؟..
ساذهبالية فالحال..


ومن بعدها تنبهت الى نفسها فقالت بخجل: اعنى حتي لا ااخرة عنوالدي..


ابتسم حسام و هو يراها تبتعد و تبلغ السائق حتي يغادر..
وما ان غادرالسائق حتي اسرعت بخطواتها الية و قالت بابتسامة و اسعة: هاقد غادر السائق..


قالوهو يلتفت عنها: اتبعيني اذا الى حيث سيارتي..


قالت و هي تسير الى جواره: لا احبان اتبع احد..


التفت لها و فعينية نظرة استخفاف..
ومن بعدها و اصل كيفية الى حيثالسيارة..
ففتح قفلها عن طريق جهاز التحكم عن بعد..
واشار لهاحتي تركبها..
وابتسمتمها بسرور و هي تدلف اليها..
صحيح انها ليست المرة الاولي التي يوصلها بها حسام الىمكان ما ..
ولكنها مع ذلك تشعر بسعادة كبار كلما شعرت بنفسها قريبة منه..


فى حين استقر حسام خلف مقعد القيادة و ادار المحرك لينطلق بالسيارة .
.
وران الصمت عليهم بضعدقائق..
فقالت مها لتقطع ذلك الصمت: ستاتى الى النادى اليوم..
اليس كذلك؟
..


اوما براسة و قال: بلى..
ثم انت تعلمين ذلك..
فلم تسالين؟
..


قالت متجاهلةعبارته: ما اخبار الدراسة معك؟..


هز كتفية بالمبالاة و قال: جيدة..


قالت مهابصيق: و لم تجيبينى باقتضاب هكذا؟..


قال مبتسما:ماذا بك؟..
الست اجيب عناسالتك؟..


اشاحت بوجهها نحو النافذة و قالت بحنق: اجل..


سالها حسام بغتة: ما هي اخبار ملاك؟..


قالت مها بعصبية: و ما شانك بها؟..
ثم هل طلبت توصيلى الىالمنزل حتي تسالنى عن ملاك؟..


قال حسام بهدوء شديد اثار اعصاب مها: انه مجردسؤال عابر .
.


قالت مها بحدة: اشك فهذا..
وعلي العموم فهي بخير..
اطمان .
.


ضحك و قال: و من قال اننى اردت ان اطمان عليها؟..


قالت بعصبية: اذا لم تسالعن احوالها اذا لم ترد الاطمئنان عليها .
.


اوقف حسام سيارتة بجوار بيت =مها و قالوهو يغمز بعينه: قد لسبب اخر..


تطلعت له لوهلة دون ان تستشف من قوله اي شيءيروى فضولها .
.
ومن بعدها لم تلبث ان قالت و هي تفتح باب السيارة: اشكرك على توصيلى .
.


قال مبتسما: على الرحب و السعة..


القت مها نظرة اخيرة على حسام قبل انتغادر السيارة و تنطلق الى البيت..
وما ان ابتعد بسيارتة حتي احست بانها ربما فقدت شيئا هاما..
شيئا عزيزا و غاليا و اهم من جميع ما لديها…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛جلس امجد فالردهة يحتسى القهوة..
ويتطلع الىالصحيفة بلا اكتراث..
والتفت الى حيث الدرج للحظات و من بعدها قال و هو يلمح ما زن و هويهبط درجاته: كيف حال العمل بالشركة يا ما زن؟..


توقف ما زن عن النزول .
.
وقال و هويشعر بلهجة و الدة التي تخفى شيئا ما : على ما يرام..
لم تسال يا و الدي؟..


لم يجبهامجد بل ظل صامتا و هو ينتظر من ما زن نزول الدرج..
وقال ذلك الاخير و هو يهبط درجات السلم و يقترب من حيث يجلس و الده: هل هنالك امر ما يا و الدي؟..


قال امجد و هو يشيرلة بالجلوس: انت ابنى الاكبر يا ما زن..
ويجب ان تكون ذراعى اليمني فالعمل..
اليسكذلك؟
..


جلس ما زن فوق المقعد الذي اشار له و الدة و ظل ما زن صامتا فقال امجدبحدة: اجبنى .
.
اليس ايضا يا ما زن؟..
ام تفضل ان تكون مجرد فار يتسلل الى خارجالشركة جميع يوم فالعاشرة و احيانا حتي التاسعة صباحا؟..


اتسعت عينا ما زن و قالوهو يزدرد لعابه: من قال لك ذلك يا و الدي؟..


قل امجد بسخرية: اتظن انني احمق لااعلم ما يدور فالشركة .
.
اننى ارصد جميع نفس فيها..
ولكن ابنى الاكبر الذي يجب انيصبح قدوة للموظفين يتسلل خارجا جميع يوم كالفئران..


قال ما زن و هو يكور قبضته: ارجوك ابي لا داعى لمثل ذلك الكلام..


– هل لك ان تفسر لى تصرفك ذلك اذا؟..


دسمازن اصابعة بين خصلات شعرة و قال: انت تعلم منذ البداية انني لا اجد نفسي فهذاالعمل..
وانى لم اكن ارغب فان اقوم به..


قال و الدة بانفعال: و كنت تريدنى اناتركك تعمل لدي شركة ثانية منافسة..
لا..
انت ابنى و من حقى عليك ان تكون الى جواروالدك و تساعده..


قال ما زن برجاء: و لكن لى طموح فهذه الحياة يا ابي..
ولو عملت فشركتك فلن احققه…


اشار له و الدة بالصمت و قال: كفي يا ما زن لقد انتهي النقاش .
.
وحذار ان تغادر الشركة مرة ثانية و الا سيصبح لى تصرف احدث معك..


زفر ما زنبعبنوتة و قال: هل تريد اي شيء احدث يا و الدي؟..


قال و الدة باقتضاب : لا..


نهضمازن من كرسية و اسرع يتوجة الى اي مكان المهم ان يهدئ من اعصابة قليلا..ووجد نفسهامام الباب الرئيسي..
فاسرع يفتحة و …


(الي اين؟..)


تردد هذا الصوت الهامس الرقيق من خلفه..
فالتفت الى ملاك ناطقة العبارة السابقة و تطلع اليها للحظات .
.
فيحين ظنت ملاك ان صمتة يعني انه لم يسمعها جيدا..
فعادت تكرر عبارتها و قالت بصوتمرتفع اكثر: الى اين تذهب يا ما زن؟..


مط ما زن شفتية بغضب و من بعدها قال و هو يستديرعنها: الى الجحيم..


لم يكن الوقت المناسب ابدا لملاك ان تتحدث الية و هو فهذهالحالة من الغضب..
فى حين تطلعت الية ملاك للحظات بالم و من بعدها لم تلبث ان قالتبمرارة : ما بالكم جميعا؟..الكل يكرة ان احدثه..ليتنى لم اتى الى هنا..
ليتنى لمافعل..


التفت ما زن اليها بدهشة و سرعة و من بعدها قال: من تعنين بالجميع يا ملاك؟..
هل هنالك من ضايقك؟..


اشاحت بوجهها لتخفى الدموع التي ترقرقت فعينيها و من ثمقالت بالم: و ماذا يهم؟..
انت مثلة تماما..
تكرة التحدث الي..


عاد ما زن ادراجهالي حيث تجلس ملاك و افتعل ابتسامة على شفتية و هو يقول: لم اقصد محادثتك بهذاالاسلوب..
فقد كانت اعصابي مشدودة بعض الشيء..
ولكن لم تخبرينى من الاخر الذيضايقك..


تطلعت الية بتردد و من بعدها لم تلبث ان قالت بصوت خافت: كمال..


تساءلباهتمام: و ما الذي فعله؟..


– لقد سالتة عن شيء ما يعنيه..
فطلب منى ان لا اتدخلفى شؤونة و ان اهتم بشؤونى فقط..


عقد ما زن حاجبية و قال و هو يهبط الى مستواها: سالته؟..
وعن ماذا سالته؟..


ازدردت ملاك لعابها و قالت: لقد اصابنى الارق ليلةالبارحة..
ورايتة يدخل فساعة متاخرة..
فسالتة عن اسباب تاخيرة جميع ذلك الوقت لان عميكان قلقا عليه..


قال ما زن بابتسامة باهتة: ملاك..
لا تدعى ذلك يضايقك..
فهذه هي عادة كمال..
لا يحب ان يتدخل احد فشؤونة و حتي و الدى نفسه..
ثم ان تاخرة امر طبيعي فهو يتاخر يوميا عن البيت..


صمتت ملاك دون ان تعلق على عبارته..
فقال و هو يتطلعاليها: اظن انني ادين لك بالاعتذار عما فعلتة قبل قليل..
انا اسف..
واعتذر ايضا نيابة عن كمال..
ولكن لا تتضايقي..
فلا احب رؤية ابنة عمي عابسة هكذا..


التفتت الية و ارتسمت ابتسامة حملت جميع ما بداخلها من امتنان له فقال مبتسما و هو يربت على كفها و ينهض و اقفا: و الان ما دمت ربما رايتك مبتسمة..
فعن اذنك سازور احد اصدقائى .
.


قالها و لوح لها بكفه..
ولكن ملاك لم تكن تطلع الية فتلك اللحظة..
بل الىكفها التي ربت عليها ما زن..
وشعرت بقشعريرة باردة تجرى فجسدها..
وهي تتذكر لمستة لها..
ووجدت قلبها يخفق بقوة..


ولهفة…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء الخامس

“..
اعجاب .
.”

اخذت مها تتحرك فارجاء الطابق الاول..
ولم تلبث ان تنهدت بملل..
وهي تهبط درجات السلم الى الطابق الارضى .
.وتوجهت الى غرفة ملاك لتطرق الباب عدة مرات و لما لم تسمع جوابا فتحت الباب و دلفت الى الداخل لتقول بهدوء: ملاك..
هل انت نائمة؟..


وعقدت حاجبيها و هي تتطلع الى ارجاء الغرفة الخالية من ملاك .
.
وسمعت بغتة صوت نادين تقول من خلفها: الانسة ملاك ليست هنا .
.
انها بالردهة .
.


قالت مها بحيرة: من الغريب ان تظهر ملاك الى الردهة..


قالت نادين بهدوء: لقد فعلت هذا لانى كنت اقوم بتنظيف و ترتيب الغرفة حينها..


فهمت مها الامر..
فغادرت غرفة ملاك و توجهت الى الردهة .
.
وهنالك راتها جالسة على الاريكة و امامها طاولة صغار عليها كتابين و بعض الاوراق المبعثرة..وابتسمت مها و هي تقترب من ملاك قائلة: ماذا تفعلين؟..


يبدوا ان ملاك لم تنتبة لقدوم مها فانتفضت بخوف و التفتت الى مها و من بعدها لم تلبث ان قالت بابتسامة باهتة: كما ترين..
ادرس .
.


تقدمت مهامن ملاك و جلست الى جوارها..
كانت المرة الاولي التي تراها بها مهابدون مقعدهاالمتحرك..
تجلس بشكل طبيعي و كانها سليمة معافاة من اي عجز..
ولكن مها لم تصرح بايشيء مما دار بخلدها و قالت و هي تتطلع الى الاوراق المبعثرة: يبدوا و انك مجتهدة فيدروسك..


تنهدت ملاك و قالت: شيء اشغل فيه و قتى بدل ان اقضية و حيدة فالقيامبحاجات من غير فائدة..


قالت مها و هي تلتفت لها: و لكنك لم تخبرينى بعد..
ما هوتخصصك الذي و قع اختيارك عليه..


قالت ملاك مبتسمة: تخصص تمني ابي دوما اناختاره..
انة الادب..


قالت مها و هي تبتسم: ممتاز .
.
انة تخصص رائع جدا..


قالتملاك متسائلة: و انت يا مها..
ماهو تخصصك؟..


قالت مها و هي تعتدل فجلستها و تقولبمرح و بلهجة تمثيلية: بصراحة لقد بحثت عن شيء ما يليق بى .
.
فلم اجدالا…


(التشريح)


جاءت هذي العبارة الساخرة من بين شفتي ما زن و هو يتقدم منهمابعد ان دخل الى البيت من الباب الرئيسي..
فالتفتت له مها و قالت و هي تستهزئ به: يالخفة دمك..
اكاد اموت من الضحك..


اما ملاك فقد اعتراها التوتر لاول مرة و هي ترىمازن يقترب منهما و لكنها سرعان ما نفضت ذلك الشعور و التفتت الى مها لتقول مكررة: ما هو تخصصك يا مها؟..


قالت مها بكل فخر: الكيمياء..


قال ما زن ساخرا و هو يجلسعلي احد المقاعد القريبة من الاريكة التي تجلسان عليها: لا اظن ان كهذا التخصصيصلح لحمقاء مثلك..
فربما تتسببى يوما فتفجير مختبر الجامعة .
.


قالت مها بحنقوغيظ: و لا تخصص السياحة يصلح لغبى مثلك..
فقد تتسبب فايصال جميع مسافر لبلداخر..


لم يابة ما زن بما قالتة بل التفت الى ملاك الجالسة على الاريكة بهدوء و قالمبتسما: لم اكن اعلم انك تدرسين الادب من قبل..
اتهوين القراءة ام الشعر؟..


شعرتملاك بالدهشة من سماعة الحوار باكملة تقريبا بينها و بين مها..
ثم لم تلبث ان قالتبهدوء: الاثنان معا..


وهبطت عيناة الى الاوراق المبعثرة و من بعدها قال و عيناهتتطلعان الى احد الاجابات التي كتبتها ملاك: انها خاطئة..


قالت ملاك بحيرة: خاطئة؟..اانت متاكد؟..


اوما براسة و من بعدها قال و هو يلتقط قلما و يعيد كتابةالاجابة: انها تحل هكذا..


تابعت ملاك خطوات اجابتة و تطلعت له باعجاب..
فى حينقالت مها و هي تمط شفتيها: من اين اشرقت الشمس ذلك اليوم؟..
مازن يساعد فحل مسالةما..


قال ما زن بابتسامة و اسعة و عيناة تتطلعان الى ملاك: لا تظنى انني ما دمت لااساعدك انت..
فلن اساعد ابنة عمي..


قالت مها بحنق: انك لم تساعد احدا ابدا..
انها المرة الاولي التي تفعل..


– اظن انني حر فتصرفاتى و حر فمساعدة مناشاء..


قالت ملاك بخفوت: ارجوكما لا تتشاجرا بسببي..


ضحك ما زن و قال: اتظنيناننا نتشاجر؟..
لا ابدا..
انة مجرد حديث عادي..


ابتسمت ملاك بالرغم منها و هيتراة يضحك .
.
وشعرت بالتوتر يعود ليراودها..فى حين سمعت ما زن يقول فتلك اللحظةوهو ينقل بصرة بين المقعد المتحرك الذي يجوارها و بين الاريكة التي تجلسعليها:اتعرفين لاول مرة اراك تجلسين على مكان يختلف عن مقعدك..ان جلوسك معنا هكذااروع بعديد .
.


كانت مها تشير لمازن ان يصمت منذ بدا جديدة و لكن ما زن لم ينتبهلها..
فى حين كانت ملاك صامتة و ما انتهي من جديدة حتي التفتت الى ملاك لتري ردةفعلها..
توقعت ان تغضب..
ان تغادر المكان و لكنها لم تتوقع ابدا ان تقول و على شفتيهاابتسامة : اتري هذا حقا؟..


اوما ما زن براسة ايجابيا و هو يبتسم..فى حين نقلت مهانظراتاها بينهما .
.
كانت نظرات ما زن عادية جدا..
ولكن بالنسبة لملاك..
كانت نظراتهاتجمع ما بين الخجل و اللهفة..
مها تعلم ان ما زن يعتبر ملاك مجرد ابنة عم له لا اكثرولا اقل..وهو يتحدث اليها كما يتحدث الى مئات الفتيات الاخريات..
ولكن كيف لملاكالتى لم تتعلم شيئا من ذلك العالم ان تدرك هذا؟..


قالت مها بغتة: ما رايكم اننذهب الى النادى الان؟..


قالت ملاك باعتراض: و لكن لم انهى دراستى بعد..


قالمازن و هو ينهض من مقعده: يمكنك ان تكملى دراستك بعد ان نعود..


واردف دون ان يتركلها مجالا للرفض: ساذهب لاستبدل ملابسى ريثما تجهزان..


تابعتة ملاك بانظارها و هويغادر و من بعدها لم تلبث ان قالت و هي تتحدث الى مها: انه لم يمنحنى فرصةللاعتراض..


ضحكت مها و قالت: حتي لا ترفضى الحضور..
والان هيا..
اسرعى باستبدالملابسك حتي نغادر..


رفعت ملاك جسدها بكلتا يديها و من بعدها لم تلبث ان قالت لمهابابتسامة شاحبة: هل لك ان تدفعى المقعد الى الامام قليلا..


اسرعت مها تنهض منمجلسها و تقول و هي تتحرك نحو المقعد و تدفعه: بكل تاكيد..


رفعت ملاك جسدها من علىالاريكة لتجلس على مقعدها المتحرك اخيرا..
وان شعرت بالضعف لانها احتاجت الى مساعدةمها..
وتحركت بمساعدة مقعدها الى حيث غرفتها .
.فى حين قالت مها محدثة نفسها و هيتتطلع الى ملاك و تتذكر نظراتها الى ما زن منذ قليل: ارجو ان يصبح ما افكر فيه خاطئايا ملاك..
ارجو ذلك..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛طرقات هادئة سمعها كمال على بابغرفتة و هو جالس على طرف الفراش يرتدى حذائة استعدادا للخروج و قال بهدوء دون ان يرفععينية الى الباب: ادخل..


فتح الباب و اطل من خلفة ما زن الذي تقدم منه و قال و هويتطلع الى ما يفعله: ستخرج ايضا..


قال كمال ببرود: انت كذلك تذهب الى النادى فيهذه الخلال .
.


قال ما زن و هو يجذب له مقعدا و يجلس عليه: اردت ان اتحدث اليكقليلا يا كمال..


رفع كمال انظارة الى ما زن و قال: بشان ما ذا؟..


– ابنةعمك..


قال كمال بلامبالاة مقصودة: اي ابنة عمة فيهن؟..


قال ما زن بحزم: انتتعلم انني اعنى ملاك..


– و ماذا فيها الانسة ملاك حتي تاتى لتحدثنيبشانها؟..


قال ما زن دون ان يابة بسخرية كمال: ابنة عمك ملاك ربما جاءت لتقضياسبوعا واحدا هنا..
فدعة يمضى على خير..


ضيق كمال عينية و قال : هل اخبرتك هيبشيء؟..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: بكل شيء..استمع الى يا كمال .
.
ملاك فتاةعاجزة لا تستحق منك هذي التصرفات .
.
علي الاقل تجاهلها و لكن لا تتحدث اليها بكلماتكالجارحة هذي .
.


قال كمال و هو يبتسم باستخفاف: و لم انت مهتم هكذا؟
..


– لانهاابنة عمي اولا..
ولانها امانة فاعناقنا جميعا ثانيا..


ونهض من مكانة و هو يكمل: فارجو ان تكون رجلا تستطيع ان تحمل المسئولية و تحافظ على الامانة التي كلفك فيها عمك .
.


لم يبد على كمال اي بادرة فعل..
فزفر ما زن بحدة و خرج من غرفتة .
.
ليسيربالممر و من بعدها يهبط درجات السلم الى الطابق الارضي..وهنالك لم يشاهد اي من ملاك اومها..
فصاح قائلا بصوت عالي: مها..
ملاك..
اين انتما؟..


اقتربت منه احدىالخادمات و قالت بهدوء: لقد رايت الانستين يظهران الى الحديقة يا سيد ما زن..


مطمازن شفتية بملل و من بعدها غادر البيت الى الحديقة الخارجية .
.
وهنالك سمع صوت ضحكات..
كانت ضحكات مها و ملاك..
لاول مرة يسمع ضحكات ذلك الملاك الرقيق..
ووجد قدماهتقودانة الى حيث تقف مها و بجوارها ملاك..
وقال مبتسما: علام تضحكان؟..


قالت مهاوهي مستمرة فالضحك: لقد سالتنى ملاك عن شيء ما فالكيمياء و لم استطع الاجابةعليه..


قال ما زن بسخرية: اخبرتك انك لا تصلحين لدراسة الكيمياء و …


قاطعهمها قائلة و هي تشير الى ملاك: و حتي انتقم من ملاك سالتها شيء ما فالادب و لم تستطعالاجابة عليه هي الاخرى..


ابتسم ما زن و قال و هو يعقد ساعدية امام صدره: ربماارادت ان تجاملك فحسب..


تطلعت الية بحنق فقال و هو يدير ظهرة عنهما: هيا اسرعا لااريد ان اتاخر..


توجهت مها الى ملاك و دفعت مقعدها بهدوء الى ان اوصلتها الىالسيارة .
.فى حين كانت عينا ملاك ملعقة بمازن و ابتسامة مرتسمة على شفتيها..
لم تعلملم شعرت بكل ذلك الانجذاب تجاة ما زن .
.
ربما لانة الوحيد الذي عاملها برقة و لطف..
وربما لانها للمرة التي تتعامل بها مع شاب ما ..شاب يحترمها و يقدرها و يعاملها بهذااللطف .
.ويشعرها بانها انسانة مرحب فيها و انها بنت قبل جميع شيء..
فتاة من حقها انتعيش الحياة التي تتمناها .
.
فتاة من حقها ان تعجب بشاب ما ..
ويختارة قلبها من كلالناس من حولها حتي يخفق من اجله..
وتترك العنان لمشاعرها ل …


شعرت بانافكارها ربما اخذت اتجاها لم تفكر فيه بالمرة فحياتها..
بم تفكر؟..بالمشاعر ؟
..هل منحقها ان تعجب بشاب ما و تميل اليه؟..هل من حقها ان تحب حقا؟..
ولم لا؟..اليست فتاةكبقية الفتيات؟..
انها كذلك..ولهذا لن تضع اي حاجز امامها يمنعها من ترك الحريةلمشاعرها..
فهاهى ذى تعترف لنفسها انها معجبة بمازن .
.ومن يدرى ما الذي تخفيهالايام لها و لمصير اعجابها بمازن هذا؟..


توقفت عن الاسترسال فافكارها عندماوصلت السيارة الى النادي..ووجدت مها تفتح لها الباب..
فى حين كان ما زن يتوجة نحوحقيبة السيارة ليخرج مقعدها و يقترب فيه منها..
وقال ما زن بهدوء و هو يتطلع باتجاهها: اترغبين فالمساعدة؟
..


هزت راسها نفيا و من بعدها رفعت جسدها عن مقعد السيارةلتجلس على مقعدها..
اما مها فقد عقدت حاجبيها بحيرة..
انها تذكر ان اول مرة اشارفيها ما زن الى حاجة للمساعدة اثار هذا عصبيتها على نحو و اضح..
اما الان فهي تقابلالامر بهدوء..


هزت مها كتفيها و من بعدها اخذت تدفع مقعد ملاك التي كانت تتطلع الىارجاء النادى الواسع .
.
وبغتة سمعت صوت ما زن و هو يقول: اهلا حسام .
.


لم تستطعمها منع نفسها من الالتفات له بسرعة..
ولم تستطع منع تلك اللهفة التي اطلت منعينيها و هي تطلع الى حسام بقامتة الممشوقة و هو يتحدث الى ما زن و ابتسامتة مرتسمة علىشفتية .
.
ومن بعدها لم تلبث ان راتة يلتفت لها و يقول: اهلا مها..


ابتسمت مهاابتسامة و اسعة و قالت: اهلا بك..
كيف حالك؟..


– على ما يرام..


ومن بعدها لم يلبثان قال مردفا و هو يوجة جديدة الى ملاك: اهلا انسة ملاك..كيف حالك؟..


قالت ملاكبابتسامة باهتة: بخير..


فى حين قالت مها بابتسامة مرحة: لم تخبرنى ما هي احوالكبالنادي؟..


قال حسام و هو يشير بابهامة علامة النصر: ممتازة جدا..


قال ما زنوهو يضع احدي كفية فجيب بنطاله: ساذهب انا الى قسم الفروسية..اذهبوا انتم الى حيثتريدون..


مالت مها باتجاة ملاك و قالت: الى اين تودين الذهاب يا ملاك؟..


هزتملاك كتفيها و قالت: اي مكان..


توجهت فيها الى الكافتيريا ليجلسوا ثلاثتهم حولالمائدة..
فقال حسام مبتسما: ساذهب الى قسم الرماية..
اترغبين فالحضور يامها؟..


قالت مها فسرعة: بكل تاكيد س…


وكانها ربما تنبهت الى ملاك للتو..
فقالت بتردد: و لكن ملاك ستبقي و حيدة هنا..


قالت ملاك بابتسامة: لا عليك اذهبيالي حيث تريدين..
لقد اعتدت الجلوس لوحدى حتي اتامل الطبيعة من حولي..


قالت مهامتساءلة: الن تتضايقى حقا لو ذهبت و تركتك و حدك قليلا؟..


هزت ملاك راسها نفياوقالت: ابدا..


قالت مها بابتسامة و اسعة: لن اتاخر..


كان مبعث فرحتها هوذهابها مع حسام .
.
فاسرعت تنهض من على مقعدها لتسير الى جوار حسام الذي غادرالمائدة بدورة .
.وازدردت لعابها لتقول له: اتعلم ياحسام..
لا ازال اتذكر قبل عشرسنوات تقريبا عندما كنا طفلين و كنا ناتى الى النادى احيانا فتتسخ ملابسنا..
وحينهاكنت اتهرب من العقاب و اضع اللوم عليك..


قال حسام مبتسما: و انا الاحمق الذي كنتاتحمل عقوبتى و عقوبة طفلة شقية..
من اجل ان لا تعاقبى انت..


ضحكت مها و قالت: انادم انت على ما فعلت و قتها؟..


التفت لها و قال بابتسامة: ان اردت الحقيقةفكلا..
لست نادم على ما فعلتة و قتها و لو عاد الزمن الى الوراء لفعلت الشيءذاته..


قالت مها بحيرة: و ما الذي كان يدفعك لتتحمل عقوبتى انا ايضا؟
..


قالحسام و هو يهز كتفيه: لا شيء محدد بالضبط..
ولكنى اكرة ان اراك تتالمين او حتىتتضايقى من اي شيء..
كنت مستعد دائما لتحمل عنك العقاب حتي لا تشعري بايالم..


مست كلماتة شغاف قلبها..وجعلت حلقها يجف من التوتر .
.وشعرت كم هو رائعحسام ذلك .
.
كم هو شهم و نبيل معها منذ صغره..
كيف لها ان تجد انسان يساوية شهامتهوحنانة هاذين و ..
ولكن..
انها لا تزال تجهل مشاعرة نحوها..انها لا تدرك ان كاناهتمامة فيها ينطوى على مشاعر ما ام لا..


ووجدت مشاعرها تدفعها لسؤالة قائلة: لماذا؟..


ارتفع حاجباة بدهشة و قال: لماذا ما ذا؟..


تطلعت الية بعينين تنطويعلي اللهفة و قالت: لماذا كنت تكرة ان ترانى اتالم؟..
لماذا كنت مستعد لان تتحملالعقاب عنى فكل مرة؟..


التفت عنها و تطلع بنظرات شاردة الى الطريق و قال بصوتخافت النبرات: قد لاني…


بتر عبارتة بغتة مما جعل مها تستحثة على المواصلةقائلة: لانك ما ذا؟..


التفت لها بغتة و قال بابتسامة: قد لانى اكرة ان اري دموعالفتيات..


قالت مها كالمصعوقة: هاا..
ماذا تعني بقولك هذا؟..


هز كتفية و قال: ما سمعته..
المهم دعينا من ذلك الحديث الان..
وراقبى مهارتى فالرماية..


لم يكنحسام يعلم عن الغضب و الاحباط الذي خلفة فقلب مها..
لقد ارادت ان تسمع و لو كلمةواحدة تشعرها انه يحمل لها و لو القليل من المشاعر..
علي الاقل حتي تتمسك باى امل..
ولكن اجابتة لها صدمتها و جعلتها تشعر بفقدان الامل و الياس من وجود مشاعر فقلبحسام لها..واخذت تراقبة و هو يصوب على الاهداف التي امامة بعيون شاردة لاتريان…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت عينا ملاك ملعقتان بتلك السماءالصافية..
وهي تتطلع اليها بشرود كبير..
ولكن و على الرغم منها و جدت عيناها تهبطانالي حلبة السباق مع اصوات صهيل تلك الخيول .
.
رات الكثير من المتسابقين يتدربون فيحلبة السباق و خصوصا و انه لم يبقي على يوم السباق سوي عدة ايام فقط..
وكل منهم يسعىللحصول على احدي المراكز الاولى..
ومن هؤلاء ما زن و كمال .
.


مازن الذي تعلقت بهعينا ملاك هذي المرة..
وهي تراقب جميع حركة من حركاته..
وكل خلجة من خلجاته..
ابتسامته..
نظراته..حركات ذراعية .
.
هدوءه..
حزمة .
.
وحتي كيفية مشيته..ووجدت نفسهاتبتسم باعجاب لشخصيته..
بمرحة و لطفة و حنانه..وبحزمة و رجولتة .
.وجدت قلبها اخذ يخفقفى قوة عندما راتة ترك حلبة السباق بغتة و اقترب من المكان الذي تجلس عندة بعد انترك حصانة لكمال حتي ياخذة الى الاسطبل..


واخيرا رمي بجسدة على المقعد المجاورلها و قال متسائلا: اين مها؟..


اشارت الى حيث ذهبت مها مع حسام و قالت و هي تشعرببعض الارتباك: لقد ذهبت مع حسام الى قسم الرماية منذ قليل..


– لم يكن عليها انتتركك لمفردك..


قالت ملاك بصوت خافت: لقد اعتدت الجلوس لمفردي..


نهض من مجلسهوقال فسرعة: ساذهب لاحضار العصير لكلينا و اعود لاجلس معك..
بدلا من تلك الحمقاءالتى تركتك لمفردك..


قالت ملاك و هي تهز راسها نفيا: لم تود مها تركي لمفردي..
ولكنى انا التي اصررت عليها بالذهاب و اخبرتها اننى استمتع بالجلوس و حدى لاراقبالطبيعة..


قال ما زن بسخرية: و تستمعين الى صوت الرياح..
اليس كذلك؟..


اشاحتملاك عنه بوجهها و قالت و صوتها يحمل بعض الضيق من سخريته: لن تفهم ما اقوله الا لوعشت ظروفا مما ثلة لي..


اشار لها بسبابتة قائلا: ساذهب لاحضار العصير بعدها سنتناقشفى ظروفك هذه..


قالها و مضي عنها..
تاركا اياها تتنهد بحرارة..
من حقة ان يستغربما تقوله .
.
ولكنها حقا بدات تندمج مع العالم الذي تحياة .
.
وتصبح جزءا منه..
كيفلا و ربما عاشت فهذا العالم منذ ستة عشر عاما..
منذ يوم اصابتها..
وهي تجد هدوءهاوشعورها بالراحة بالتطلع الى الطبيعة من حولها..
والاستماع الى صوت الريح..
ليتالجميع يفهم هذا..
ولا يعاملونها على انها بنت غريبة التصرفاتو…


(العصير)


ايقظها من شرودها و افكارها صوت ما زن .
.
اعقبة بان وضع كاسالعصير امامها و قال مبتسما و هو يجلس على مقعده: لقد نسيت ان اسالك عن شرابكالمفضل..
لهذا احضرت لك على ذوقي..


تطلعت ملاك الى كاسى العصير و من بعدها قالتمبتسمة: اتفضل شراب البرتقال؟..


اوما براسة و قال و ربما اتسعت ابتسامته: كما ترين..
انها عادة التصقت بى منذ ان كنت طفلا..
فقد كانت و الدتى تعد لنا عصير البرتقال علىالغداء جميع يوم..
ومنذ هذا الحين و انا لا اشرب عصير سواه..


وقبل ان تقول ملاكشيئا..
عقد حاجبية و هو يتطلع لها قائلا: اتعلمين يا ملاك..
لا اعلم لم اشعر و كانيقد التقيت بك من قبل .
.


قالت ملاك بدهشة: حقا؟..
ولكن المرة الاولي التي رايتكفيها هي عندما جئت الى منزلكم قبل يومين..


قال ما زن باصرار: ليس قبل الان بوقتقصير..
بل قد التقيت بك منذ وقت طويل..اوربما قبل سنوات عدة..


قالت ملاكبمرارة و هي تطرق براسها: لا اظن..
فانا لا اخرج من البيت الا نادرا جدا..


– قد احدي هذي المرات او…


قاطعتة ملاك قائلة: مستحيل..
فخروجى فهذه الحالةينطوى على الاهمية..
اما للمشفى..
او ذهاب الى مكان ما مع ابي .
.


قال ما زن و هويحث نفسة على التذكر: و لكنى اشعر انني ربما …


قاطعة صوت احدي الفتيات و هي تقولبصوت مرح: ما زن..
ياللصدفة الرائعة الذي اتاحت لى رؤيتك اخيرا..


التفت لها ما زنفى حدة و ايضا فعلت ملاك..
كانت امامها بنت تمتلا رقة و دلالا..
بملامح و جههاالحسناء..
وبابتسامتها الرقيقة..
ووجدت ما زن يقول فصوت هادئ: اهلا..
كيفحالك؟..


قالت الفتاة مبتسمة بمرح: فاروع حال ما دمت ربما رايتك..
المهم ساذهبالان لالعب التنس..
لو اردت رؤيتى ساكون هناك..لا اريد الذهاب سريعا و لكن صديقتيتنتظرني..


واردفت و هي تغمز بعينها له: و كف عن ما تفعلة قليلا..
فكل يوم اراك معفتاة جديدة..


واردفت بخبث: و احلى من سابقتها..


اسرع ما زن يقول: ان هذي الفتاةهى ملاك صديقة اختي مها..
وانا اجالسها ريثما تعود مها فحسب..


قالت بخبث و هيتتطلع الى ملاك الصامتة: و ماذا يهم؟..
اغلبهن صديقات لشقيقتك..


كان يريد انيخبرها انها ابنة عمه..
ولكنة لم يابة بها..
فلا تهمة ان علمت انه على علاقة بفتاةحديثة ام لا..
ووجدها تبتعد غير ابهة بملاك..
الذى ظهر على و جهها علامات التساؤلوالضيق .
.
وقالت متسائلة لمازن: هل يمكننى ان اسالك سؤالا؟..


ادرك انها ستسالهعن تلك الفتاة فقال بابتسامة: انها زميلة لى فالنادي..


ازدردت لعابها و قالت: و ماذا عنت بما قالتة لك منذ قليل؟..


اجابها و هو يهز كتفية بحركة لا مباليةمصطنعة: كما تعلمين..
اننى مشترك فقسم الفروسية..
وقد فزت فاحدي المرات لهذافلدى الكثير من المعجبين و المعجبات هنا بالنادى .
.


خبرة ملاك البسيطة بالعالمالذى حولها جعلها تصدقة و دون ان تشكك فكلماته..وان ظل شعورها بالضيق يلازمهاعندما ادركت ان هنالك الكثير من المعجبات حوله..اما ما زن فقد قال و هو ينهض من مجلسه: هاقد جاءت مها .
.
ساذهب انا الان..


قالها و غادر المكان..وان خلف و راءة قلبايتلهف لعودته..
وعينان تترقبان رؤيتة منجديد…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛كانت نظرات الضيق و اضحة فعيني مها و هيتقترب من الطاولة التي تجلس خلفها ملاك..
وايضا فعيني هذي الاخيرة .
.كلاهما كانتاتفكران فشخص ما يشغل تفكيرها عن الثانية و عن العالم الخارجى باكملة .
.ووجدت مهانفسها تزفر بقوة و هي تجلس على الطاولة و قالت و كانها تحادث نفسها: لماذا لايفهم؟..


التفتت لها ملاك و قالت بدهشة: هل تتحدثين الي؟..


قالت مها و هي تمطشفتيها و تسند ظهرها للمقعد: لا بل احادث نفسي..


ابتسمت ملاك و قالت: و من ذلك الذيتريدينة ان يفهم؟..


تجاهلت مها سؤالها و قالت: ما رايك ان نغادر النادى و نعود الىالمنزل؟
..


قالت ملاك بحيرة: لا يزال الوقت مبكرا..


قالت مها و هي تلوحبذراعها: الم تقولى ان لديك دروس لم تنهيها بعد .
.
فلنعد اذا لتكمليها..


قالتملاك بهدوء: لا باس..


اسرعت مها تظهر هاتفها المحمولمن حقيبتها و تتصل بالسائقليحضر الى النادى .
.
فى حين قالت لها ملاك بعد ان انهت المكالمة: الن تخبرى ما زن اوكمال بمغادرتنا؟..


قالت مها و هي ترفع حاجباها بدهشة: و لماذا افعل؟..


– قديغضبان ان علما اننا ربما غادرنا دون ان نخبرهما..


ضحكت مها و قالت: بل سيغضبان لواننا اخبرناهما و قطعنا عليهما التدريب..
دعك منهما..


ثم لم تلبث ان استرعىانتباهها كوب العصير الموجود امامها فتساءلت قائلة: كوب من هذا؟..


تطلعت ملاكالي كوب العصير الذي لم يشرب منه ما زن الا القليل و من بعدها قالت: انه لمازن..


– هلجاء الى هنا؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا..
فقالت مها مستغربة:جاء الى هناليجلس معك و ترك التدريب .
.
يالة من شاب متقلب..


تطلعت لها ملاك بحيرة و لم تفهمسر وصف مها لمازن بالمتقلب فجعلت افكارها تتحول الى سؤال اسرعت تهتف فيه قائلة: ما ذاتعنين بانه شاب متقلب؟..


قالت مها بسخرية: منذ اسبوع فقط كاد ان يتشاجر معى امامكل من فالنادى لانى طلبت منه ان يترك التدريب و ياتى ليوصلنى الى احدالاقسام..


– قد كان مشغولا حينها..


هزت مها راسها نفيا و من بعدها قالت: بل انهيكرة ان يساعد اي احد..


قالت ملاك بشك و قلق: لست اظن ان ما زن على هذهالصورة..


قالت مها و هي تبتسم بسخرية مريرة: انت لا تعرفينة كما اعرفة انا..


ظهر التساءل فعيني ملاك و قبل ان تجيب مها ذلك التساؤل ارتفع صوت رنين هاتفمها المحمول فاجابتة قائلة: الو..
اجل..
حسنا انتظر قليلا و سنحضر فيالحال..


واغلقت الهاتف لتقول بهدوء: لقد حضر السائق..


– بهذه السرعة..


– لقد كان قريبا من المكان..
هيا فلنذهب..


لم تجد ملاك سببا لمعارضة المغادرةفقالت و هي تزيح خصلات من شعرها عن جبينها: حسنا..


اسرعت مها تنهض من خلف مقعدهاوتدفع مقعد ملاك متوجهتان الى الطريق المؤدى الى خارج النادي..وقالت ملاك بابتسامةباهتة فتلك اللحظة: هل سنحضر الىالنادى غدا؟..


قالت مها بابتسامة: ان شئتذلك..


اطرقت ملاك براسها قليلا و من بعدها داعبت قلادتها الذهبية و قالت: كان بوديالبقاء اكثر حتي اري كل ارجاء النادى و لكنك…


بترت ملاك عبارتها عندما لاحظتان مها لا تستمع اليها بل تتطلع الى يمينها باهتمام..
فالتفتت ملاك بدورها لتشاهدحسام يقترب منهما و يقول مبتسما: الى اين ايتها الهاربتان؟..


قالت مها و هي تمطشفتيها: الى الخارج كما ترى..


قال متسائلا و هو يعقد ساعدية امام صدرة و يتطلع الىمها: و لماذا تغادران الان؟..


قالت مها بحنق: لدى بعض الدروس التي ارغب فانانهيها .
.
هل من سؤال اخر؟..


مال حسام نحوها و قال بصوت خافت: و ستتصلين بى حتىاشرحها لك .
.
اليس كذلك؟..


شعرت مها على الرغم منها بانعقاد لسانها و توتراطرافها و هي تري نظراتة المثبتة عليها..
وابتسامتة الواسعة التي ملات و جهة .
.واسرعتتنتزع نفسها من مشاعرها لتقول و هي تشيح بوجهها عنه: لن اتصل حتي لو لم افهم اي كلمةمما سادرسة .
.


ضحك حسام و قال: لا تقلقى سيصبح الشرح مجانا..


تطلعت له مهابغيظ..
الا يفهم ذلك الشاب؟..واسرعت تقول و هي تستدير عنه: اروع ان ادفع لمن سيشرحلى ما لم يكن هو انت..


كادت ان تمضى فطريقها لولا ان امسك بذراعهاليوقفهاقائلا بجدية: ماذا بك يا مها؟..


قالت ببرود: لا شيء ابدا..


ولكنها اجابت عنسؤالة لنفسها..
قالت بكل اللوعة فاعماقها: ( لقد سامت يا حسام..
سامت حقا منكلماتك التي لا تحمل ذرة مشاعر تجاهي..
الا تشعر بحبى لك حقا؟
..اتظن انني حجر لاتؤثر فكلماتك الاخوية تجاهي..
اريد ان اسمع و لو كلمة واحدة تجدد الامل فياعماقي..
حتي عيناك لا اري فيهما الا اهتمام فحسب..
لا اري اية مشاعر..
سامت هذاكلة يا حسام..
اتفهمني؟
..)


تطلع اليها حسام طويلا و من بعدها قال: بل هنالك امريضايقك يا مها .
.
اخبرينى من الذي ضايقك..
كمال ام ما زن؟..
ام احد الزملاءبالنادي؟..


قالت مها بحدة: و لم يجب ان يكونوا هؤلاء؟..
الا يوجد شخص احدث منالممكن ان اتضايق منه؟..


قال بحيرة: شخص اخر؟..
ومن يكون؟..


قالت مهابانفعال: انه يقف امامي..انت..


اتسعت عينا حسام بدهشة من قولها هذا..
حتي ملاكالتى كانت تحاول ان تتظاهر بالانشغال بمداعبة قلادتها التفتت لها بحدة و هي تستغربجراة مها و ردها ذلك الذي لم تتوقعة ابدا..


وتوقفت نظرات حسام امام عيني مهاوكانة يحاول ان يعرف ما يدور فداخلها من افكار و من بعدها ابتسم ابتسامة باهتة و قال: منى انا؟..
اصدقك القول انني لم اتوقع ذلك الجواب منك..
فطالما حاولت ان اكون سببافى سعادتك و ابتسامتك..
لا ضيقك .
.
ولكننى و جدت نفسي اليوم اكون سببا فضيق مهاالعزيزة دون ان اشعر..
اخبرينى بالله عليك..
فيم ضايقتك؟
..
وانا مستعد لاشرح لكموقفى كله..


ارتبكت مها امام نظراتة التي تحاصرها..
ارتبكت امام كلماتة التيامتلات بالاهتمام و الحنان تجاهها..
ارتبكت من مسكة كفة لذراعها عندما حاولايقافها..
واشاحت بوجهها عنه لتخفى تاثيرة عليها عن ناظرية و قالت و هي تزدرد لعابها و تحاول السيطرة على ارتباكها: المعذرة .
.
لم اقصد..
انسي ما قلتة .
.


وابتعدتبسرعة عن المكان..
كاد حسام ان يتبعها و لكنة لم يفعل..
ادرك انه لو تبعها فلن تخبرة بسبب ضيقها منه ابدا..
لهذا عليه ان يعرف الاسباب =بنفسه..
وان كان ربما بدا يشك فسبب ضيقها ذاك…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزءالسادس

“… مشاعرها …”


اغلقت مها عينيها و هي تغط فتفكير عميق شغل ذهنها عن جميع ما حولها منذ بداية صعودها للسيارة حتي تغادر النادى .
.انها تشعر بخطا تصرفها..
وبخطا ما فعلته..
لم يكن ينبغى عليها ان تنفعل كذا مندفعة و راء مشاعرها..
هو لا يعلم انها تحبه..
لهذا ليس ذنبة ان لم يشعر بها..
كان من الاروع لها ان تصبر و تخفى مشاعرها..
علي الاقل حتي تنجح فتحريك مشاعرة تجاهها..
ولكن كيف؟..


لقد حاولت مرارا و تكرارا ان تلمح له و لاتستطيع ان تفعل اكثر من ذلك..
لا تستطيع ان تصرح بحبها له كذا علانية .
.لا يوجد ايمنطق يجعل الفتاة تتمتع بكل تلك الجراة لتصرح بحبها للشاب..
الفتاة بطبيعتهاالرقيقة و الخجولة .
.
تنتظر من الشاب ان يقدم على هذي الخطوة اولا..
وليست هي منت…


(مها..هل انت بخير؟)


فتحت مها عينيها لتنتشل نفسها من دوامة افكارهاوالتفتت الى ملاك ناطقة العبارة السابقة..
ومن بعدها قالت و هي تزفر بحدة: اجل .
.
لمتسالين؟..


قالت ملاك و هي تشير الى و جهها: لقد كنت تعقدين حاجبيك بكيفية تدل علىتعبك..


– لقد كنت افكر فامر ما ليس الا..


ازدردت ملاك لعابها و تجرات لتقول: بخصوص..
حسام؟..


التفتت لها مها فحدة و كانها لم تتخيل ابدا ان تفهم ملاك بماجال فافكارها طوال الطريق..
وقالت بحدة على الرغم منها: و ما دخل حسامبالموضوع؟..


قالت ملاك و هي تهز كتفيها: لست ادري..
ولكن حديثك الاخير معه فيالنادي..
جعلنى اظن انك تفكرين به..


قالت مها و هي تشيح بوجهها عنها فضيق: لستافكر فيه ابدا..
ولن افعل فيوم..


كانت تعلم انها كاذبة..
لم تكذب على ملاك فحسب .
.
بل كذبت على نفسها ايضا..
وهي تامل ان يغيب عن افكارها تماما..
ولكن كيف لشمسالحب ان تغيب و هي فكبد سماء الاحلام؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛قال ما زن و هويشير لكمال من بعيد هاتفا بصوت مرتفع: كمال..
الن تغادر؟..


اكتفي كمال بان اشارلة بكفة اشارة (لا)..فزفر ما زن و قال و هو يبتعد عنه: ذلك شانك..


وابتعد عن المكانوهو يجوب ارجاء النادي..كان النادى فهذا الوقت بالذات قليل الزوار..نظرا للجوالبارد و نسمات الهواء التي ترجف الابدان بعد ان انتصر الظلام على النور فتلك السماء الواسعة..مما سمح لمازن ان يجوب كما يشاء به دون ان يابة بهذا او ذاك .
.
وطال سيرة حتي توقف بغتة عند كافتيريا النادى .
.
وتوجهت انظارة الى الطاولة التيجلست عليها ملاك اليوم .
.
وتذكر ما دار بينهما اليوم من حديث..
وتذكر عبارتهالساخرة لها عن سماعها لصوت الريح..
ووجد نفسة يغمض عينيه..
ويترك المجال لاصواتالرياح و نسمات الهواء لتتسلل الى اذنيه..
وبغتة فتح عينية بقوة و دهشة..
وابتسملنفسة بسخرية قائلا: ما بالك يا ما زن؟..
هل دفعتك ابنة عمك لفعل هذا؟..
الم تتهمهابالجنون لفعلها ذاك؟..
فلم قمت بما فعلت هي اذا؟..
هل جننت انت ايضا؟..


هز راسهوابتسامتة الساخرة لم تفارق شفتية و من بعدها قال و هو يسير مبتعدا عن المكان: قد اردتان اشعر بما تشعر فيه و هي فهذه الحال..


لم يزد على ما قالة حرفا..
بل اسرعبمغادرة المكان بسيارتة متوجها الى البيت..
ولكن اتصال هاتفى جعلة يعقد حاجبيهبتفكير و من بعدها يتطلع الى الرقم للحظة..
وما ان فعل حتي زفر فحدة و قال: يا الهي..
الن تتعب هذي الفتاة ابدا؟..


واجابة قائلا: اجلا يا حنان..
ماذاتريدين؟..


قالت فسرعة: اهلا ما زن..
كيف حالك؟..


قال ببرود: بخير..


قالتبالم: لم لا تجيب على مكالماتي..اننى اتصل بك منذ الصباح؟
..


عاد ليقول بملل: اخبرينى ماذا تريدين؟..


قالت برجاء: اريد ان اراك .
.
اين انت؟..


تنهد بقوةوقال: لقد غادرت النادى و فطريقى الى البيت..
ربما غدا..
الي اللقاء..


انهىالمكالمة فسرعة و من بعدها اغلق الهاتف باكمله..
يعلم انه خطاة منذ البداية فتكوينعلاقة مع اي فتاة..
ولكنة مع ذلك لا يزال مستمرا فهذا الخطا..
انة لا يعد اي فتاةيعرفها باى شيء .
.
مجرد صداقة عابرة لا اكثر ان ارادت .
.
ولكن حنان هي الوحيدة التيلا تزال متشبثة به..
وتصر على ملاحقتة اينما كان..
ليس ذنبة ان كانت مشاعرها تفوقالصداقة .
.
لقد اوضح لها الامر منذ البداية..
وهي التي تركت مشاعرها تسترسل حتىوصلت الى ما هي عليه الان..


وصل فتلك اللحظة الى البيت..فاوقف سيارتة فيالموقف الخاص بها..
ومن بعدها غادرها ليدخل الى البيت..
ويسير عبر ردهتة الكبيرةوالواسعة..وهنالك راي ملاك..
اعادة مراها لما فعلة قبل قليل بالنادي..
وابتسم علىالرغم منه..
ولكن شيئا احدث جال بذهنة فتلك اللحظة..
شيء يتعلق بملاك..
فاليوم بدتاكثر تجاوبا مع الجميع و ليس معه هو فقط..
اصبحت تتحدث بحرية..
ولا تكتفى بالكلماتالمقتضبة .
.
وهذا يعني انها ربما بدات ترتاح لوجودها هنا و تعتاد على المكان .
.


واقترب من مكان جلوس ملاك..
التى لم تكن منتبهة له بل منشدة بحواسها كلهابقراءة قصة بين يديها .
.وتسلل ما زن بخفة ليجذب القصة من بين يديها فجاة و فغمرةدهشتها و يقول مبتسما: ماذا تقرئين؟..


رفعت عينيها الية و قالت بدهشة: ما زن..
متىجئت؟..


قال و هو يلوح بكفة بلا اهتمام: منذ قليل..


واردف و هو يتطلع الى عنوانالقصة التي كانت تقراها: و الان فلنر ماذا كنت تقرئين..


ابعدت نظراتها عنه فصمتفاستطرد هو بسخرية: (حب الى الابد)..
اهذا ما تقرئينه؟..
لم اكن اعلم بانك تصدقينمثل هذي التفاهات..


التفتت له ملاك بحدة و قالت بدهشة: تفاهات؟؟..


قال بسخريةوهو يقلب صفحات الرواية بين يديه: اجل تفاهات..
فمن يصدق وجود كهذا الحبالرومنسى فهذا العالم سوي فالافلام و الروايات..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: ذلك ليس صحيحا ابدا..
فقيس و ليلي كانا من الواقع و ليسا مجرد رواية..


قال ما زنبابتسامة : انهما من زمن و لي و انتهى..
ولم يعد هنالك ما يسمي بهذا الحب الرومنسى .
.


قالت ملاك معترضة: من قال هذا؟..
لا يزال ذلك الحب موجودا و الا لما كتب عنهالمؤلفين..


– لانة مجرد خيال ينبع من رؤوسهم..


– بل هو دليل على ان الحب لايزال موجودا فهذا العالم..
ولكن انت من يرفض ذلك الواقع..


قال ما زن و هو يميلنحوها: اخبرينى انت..اين ترين كهذا الحب فالعالم من حولك؟..


ازدردت لعابهابتوتر حتي جف حلقها..
كانت الاجابة موجودة فاعماقها و بين مشاعرها..
كان قلبهايريد ان يجيبة بانه اقرب مما يتصور..
فمشاعرها تجاهة تزداد لحظة بعد اخرى..وصمتتللحظة و هي تبحث عن جواب فعقلها و من بعدها قالت بابتسامة باهتة: فحب الزوج لزوجته..
فى حب الابن لامه..
فى حب الاخ لاخيه..


قال ما زن و هو يتخذ مجلسة على احد المقاعدويرمى الرواية على الطاولة الصغيرة الموجودة امامه: ذلك غير صحيح ابدا..
فمشاعرالابن تجاة امة هو عبارة عن عاطفة قوية تتولد مع الايام و تجعلة يتعلق فيها .
.


قالت ملاك باصرار: و يحبها ايضا..


اوما براسة و من بعدها قال: و لكنة يختلفتماما عن ذلك الحب الرومنسي..
حب الشاب لفتاة..
يجعلة ذلك الحب ينغمس حتي اذنيهفيه..
ولا يفكر فشيء سوي الحب..
ومستعد للتضحية بكل شيء من اجل هذاالحب..


قالت ملاك بهدوء: و ما الخطا فكل هذا؟..


دس اصابعة بين خصلات شعرهوقال مبتسما: ان اكون محكوما و مقيدا بمشاعر لا قيمة لها..


عقدت ملاك حاجبيها منمنطقة الغريب..
وقالت بضيق: و لم تعارض انت هذي المشاعر؟..


– اخبرتك لانها لااساس لها من الصحة..


ارادت ملاك ان تسالة عن شيء احدث و لكن و جدت خجلها يمنعهافلاذت بالصمت..
وفى تلك اللحظة اقتربت مها من المكان و قالت : و ان اردت ان تختارشريكة حياتك..
كيف ستختارها اذا؟..


التفتت لها ملاك بحدة..
وارتفع حاجباهابدهشة..
فهذا هو نفس السؤال الذي دار باعماقها و لم تقو على التصريح به..
فى حين قالمازن بلامبالاة: لا يجب ان يصبح الحب اساس للزواج .
.
هنالك الاعجاب..
المعرفة..
الثقة و غيرها من تلك الامور .
.


قالت مها بحنق: انت شاب معقد..
تري الفتيات منحولك..
فتظن انهن لعبة فيدك..
وانك اذا اردت ان تختار ستختار بنت سيصبح لك مصلحةما بزواجك منها..


قال ما زن و هو يسترخى بمقعده: ربما…


اما ملاك فقد تطلعت لهبمرارة و حزن..
احقا يري الحب مشاعر تافهة لا اساس لها..
ويري اختيار شريكة حياتهالتى ستعيش معه طوال حياتهما لا يجب ان ينبنى على الحب..
اتكون بهذا فقدت املها فيمازن..
ام لانة لم يشعر بتلك المشاعر الدافئة التي تتسلل الى قلبة فبات يتكلم عنالحب بمثل هذي الطريقة؟..لا تدرى ابدا..
ولكنها ربما اصبحت تخشي مشاعرها تجاة ما زن..
ربما لانها تزداد قوة مع مرور الوقت..
دون ان تعلم ما هي مصير مشاعرهاهذه؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛الساعة العاشرة وقت اجتماع العائلة حول ما ئدةالعشاء..
والجميع كان حاضرا فهذا الوقت..
وحتي كمال الذي يتغيب معظم ايامالاسبوع..وكان الصمت مخيما على تلك المائدة مكتفين جميعهم بتناول معلقة و متظاهرينبتناول الثانية .
.دون ان يعلم احدا منهم بالافكار الكثيرة التي تدور فراسالاخرين..


فمن جهة كان امجد يفكر فمصير ابناءة و فملاك التي اقتحمت حياتهمفجاة و التي ربما تكون سببا فحدوث العديد من المشاكل بينة و بين اشقاءه..ومن جهة اخرىكانت مها تفكر فحسام و حبها الصامت له..
وكيف تشعرة بهذا الحب الذي تحملة له فيقلبها..
بينما كان جميع من ما زن و كمال يقكران فسباق الخيل و يتمني كلاهما الحصول علىاحد المراكز الاولى..
واخيرا تفاوتت افكار ملاك ما بين مشاعرها التي بدات تخشاهاتجاة ما زن و ما بين و الدها..
والدها الذي لم يتصل فيها اليوم ابدا..
تري هل هو مشغولبامر منعة من الاتصال بها؟…


(عزيزتى ملاك..
فيم تفكرين؟)


التفتت ملاك الىصاحب العبارة و قالت بابتسامة باهتة: لا شيء يا عمي..


قال امجد بنبرة هادئة: اخبرينى يا عزيزتي..
الست عمك؟..


اومات براسها و من بعدها قالت و هي تحاول ان تخفيالقلق من نبرة صوتها: ابي..
لم يتصل بى اليوم ابدا..


قال امجد بابتسامة مشفقة: قد كان مشغولا..


وتدخل ما زن فالحديث قائلا: او قد ربما نسى الاتصالبك..


التفتت ملاك لمازن و قالت باستنكار: لا ممكن ان يحدث هذا .
.
من المستحيل انينسي ابي الاتصال بي..


قال ما زن بدهشة: و لماذا مستحيل؟..
اننا بشر..


قالتملاك و هي تهز راسها نفيا: انت لا تعرف ابي..
انة ينسي جميع شيء فيما عداي..


واردفتوهي تعض على شفتها السفلى: اخشي ان يصبح ربما اصابة مكروة او…


قاطعها ما زن فيسرعة: لم لا تتصلين فيه انت و تطمئنى عليه؟..


اشارت الى نفسها مندهشة: انا؟؟..


– اجل انت..
ما الذي يدهشك فالامر؟..


بعثرت ملاك نظراتها بعيدا عنمازن و كانها اصبحت تخشي مواجهتة و من بعدها قالت: لا اعلم و لكنى اعتدت ان يتصل بى هودائما..


قال ما زن بابتسامة مرحة: اذا غيرى من عادتك هذي و اتصلى فيه .
.
لن تخسريشيئا..بل نحن من سيضاف الى فاتورة هاتف منزلنا سعر مكالمة دولية..


هزت ملاكراسها نفيا و لم تتحرك من مكانها قيد انملة..فقال امجد بهدوء بعد ان رمق ما زن بنظرةحازمة: حقا يا ملاك..
ان ما يقوله ما زن صحيح..
لم لا تتصلين فيه انت و تطمئنيعليه؟..


قالت ملاك و هي تشعر بغصة فحلقها: سيتصل..
انا اعلم انه سيتصل..
منالمستحيل ان ينسي الاتصال بي..
لقد و عدني..


زفر ما زن بحرارة و من بعدها قال: خذي..


لم تفهم ملاك مغزي عبارتة و لكنها فهمت عندما تطلعت الية و راتة يمد لها يدهبهاتفة المحمول..
فتطلعت الية بدهشة دون ان تقوي على مد يدها لاخذ الهاتف من يده..
فى حين التفتت لها مها و قالت مبتسمة: خذى هاتفة يا ملاك..
واتصلى بوالدك حتي تطمئنيعليه..


ترددت ملاك طويلا دون ان تجرا على مد كفها لاخذ الهاتف من ما زن..
ولكنشيء ما فنظرات ما زن المشجعة..
جعلها تتخلي عن ترددها ذلك للحظة و تمد كفها لتاخذالهاتف منه..
واستنكرت ذلك الشعور الذي اخذ يراودها تجاة ما زن..
واخذت تتطلع الىهاتف ذلك الاخير و كانها تحاول ان تستشف منه شخصيته..
كان هاتفا اسود اللون فحجمكف اليد..
ولا شيء احدث يميزه..
ولكن اللون اثار انتباة ملاك قد لانها ربطت بينلون الهاتف و بين لون القميص الذي يرتديه..
ربما كان يفضل ذلك اللون..
فمنذ اليومالاول لها و هي تراة يرتدى اما قميصا او بنطالا اسود اللون..


ابعدت ما زن عنتفكيرها و اسرعت تتصل بوالدها..
واستمر الهاتف على الجانب الاخر بالرنين لعدة دقائققبل ان ينقطع الرنين..فقالت ملاك بصوت خافت و متوتر: لا احد يجيب .
.


قال لهامازن: عاودى الاتصال فيه مرة اخرى..


من جانب احدث كان كمال يتطلع لكل ما يحدثامامة دون ان يعلق و لو بحرف واحد..
مكتفى بالصمت و التفكير فذلك السباق الذي اقتربموعدة كثيرا..وكان لا شيء يحدث امامة و فو جودة .
.


اما ملاك فقد عاودت الاتصالبوالدها و استمعت الى الرنين طويلا..
ولكن فهذه المرة سمعت اجابة على الهاتف و صوتمتعب يقول: الو من المتحدث؟..


قالت ملاك بكل اللهفة و السعادة فاعماقها:اناملاك يا ابي..
كيف حالك؟..
لم لم تتصل بى حتي الان؟..


قال خالد و الد ملاكبابتسامة مرهقة: اعذرينى يا صغيرتي..
لقد انشغلت طوال ذلك اليوم..
وكنت ساتصل بكبعد ان انهى اعمالى .
.


قالت ملاك بحب: اشتقت اليك يا ابي..
باكثر مما تصور..
متىستعود؟..انا بحاجة اليك..
اريدك ان تعود..


قال خالد و هو يتنهد: قد نهاية هذاالاسبوع..


اقلقها استخدامة لكلمة (ربما)..
فقالت باضطراب: ماذا تعني بانك ربماتعود نهاية ذلك الاسبوع يا ابي؟..
هل تعني انك ستتاخر لاكثر من ذلك؟..


قال خالدوهو معتاد على اسلوب ابنتة و تعلقها به: اننى اعد الايام حتي اعود يا صغيرتي..
اعملليل نهار حتي اعود قبل الوقت المحدد..
ولكن العمر ينتهى و العمل لا ينتهي..


واردفبابتسامة ابوية و كان ملاك ستراها او تشعر بها: اهتمى بنفسك جيدا يا ملاك..
انا مضطرلانهاء المكالمة الان حتي انهى ما بيدي..
اراك بخير..


قالت ملاك بصوت متحشرج: و انت ايضا يا ابي..
الي اللقاء .
.


ابعدت الهاتف عن اذنها ببطء..
وشعرت بضيق كبيريعتمر فصدرها من جراء انهاء و الدها للمكالمة بهذه السرعة..
ومن بعدها قالت بصوتمتحشرج و هي ترفع نظراتها الى ما زن و تمد له يدها بالهاتف: اشكرك..


التقط الهاتفمن يدها و قال مبتسما: العفو..
ولا نريد ان نري دموعا..


وكان عبارتة ربما لمست و تراحساسا بداخلها..
فسرعان ما ترقرقت الدموع فعينيها و اطرقت براسها فالم و حزن..
والتفتت عنهم دون ان تقوي على نطق حرف واحد..
وابتعدت بمقعدها عن المكان و علىوجنتيها سالت دموع حزن و مرارة .
.


وعلي تلك الطاولة تابعتها عيون الجميع..
وارتسم الاشفاق جليا فتلك العيون..ولكن عيني ما زن و حدها كانت تحملان لهاالاهتمام..
اهتمام اثار دهشتة هو نفسه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تثاءبتملاك و هي تستيقظ من نومها على صوت نادين..
واعتدلت فجلستها لتقول و لا تزال اثارالنعاس بادية فصوتها: هل اعددتى اكل الفطور؟..


اومات نادين براسها .
.
فعادتملاك لتسالها و هي تزفر بحدة: و لا يوجد احد بالمنزل كالعادة..
اليسكذلك؟..


ارتسمت ابتسامة على شفتي نادين و قالت: لا..
بل يوجد..
مها لم تغادراليوم..


قالت ملاك بدهشة ممزوجة بالسعادة: لم تغادر؟..
حقا؟..
ولم؟..


واستطردت ملاك بقلق: قد كانت مريضة..


قالت نادين و هي تهز راسهانفيا: لا ليست مريضة..
ولكنى سمعتها تقول لشقيقها ان ليس لديها اي محاضرات هامة هذااليوم .
.


قالت ملاك فسرعة: اذا اذهبى اليها و اخبريها اننى اريد ان اتناول طعامالافطار معها..


ابتسمت نادين و قالت و هي تضع المقعد المتحرك قريبا من فراش ملاك: حسنا سافعل انستي..


قالتها نادين و من بعدها غادرت الغرفة .
.
فى حين اسرعت ملاك تنهضمن على فراشها لتجلس على مقعدها المتحرك..
وتحركت بمقعدها لتبحث فتلك الخزانة عنملابس ترتديها .
.ومن بعدها لم تلبث ان ان غادرت الغرفة بعد ان القت على نفسها نظرةاخيرة فالمراة..وبالردهة اسرعت تحرك مقعدها المتحرك حتي و صلت عند اسفل درجاتالسلم..ورات حينها نادين تهبط من على درجاتة و تقول بهدوء: لقد قالت لى الانسة مهاانها ستستبدل ملابسها و تهبط فالحال..


ارتسمت ابتسامة و اسعة على شفتيملاك..شعرت بالسعادة لان مها ستتناول معها اكل الافطار ذلك اليوم..
ستجد من تتحدثالية .
.
بدلا من الصمت المطبق الذي يسيطر على المائدة باكملها حتي يفقدها شهيةتناول اي شيء..


فى تلك اللحظة قالت نادين و هي تقترب من ملاك: اترغبين باى شيءانستي؟..


هزت ملاك راسها نفيا فقالت نادين و هي تهم بالانصراف: ساذهب لاضع اطباقالفطور على المائدة اذا..


لم تعلق ملاك على عبارتها بل اخذت تتطلع الى اعلىدرجات السلم و هي ترفع راسها قليلا بانتظار نزول مها من غرفتها و …


(ما الذيتفعليه هنا؟..)


انتفضت ملاك بخوف و التفتت الى صاحب العبارة و قالت و هي تزدردلعابها: ما زن..


كان و اقفا خلفها بمترين تقريبا و قال مبتسما و هو يتقدم منها: اجلهو انا .
.
لا تخشى شيئا لست شبحا..


قالت ملاك متسائلة: و لكن نادين اخبرتنى انهلا يوجد احد بالمنزل سوي مها .
.


قال ما زن و هو يتحرك باتجاة السلم: لقد عدت منالخارج لانى نسيت اخذ محفظتى معي..


والتفت لها ليقول مستطردا: و لكن ما الذيتفعلينة انت هنا عند السلم؟..


قالت ملاك بابتسامة: انتظر مها..


قال ما زن و هويهز كتفيه: و لم تنتظرينها ؟
..
اذهبى اليها انت .
.


تلاشت الابتسامة من على شفتيملاك..
وشعرت بغصة مرارة تملا حلقها..
وارتسمت تلك المرارة جلية فعينيها..
وظلتصامتة دون ان تتفوة بحرف واحد..
فى حين تتطلع اليها ما زن بندم..
وهو يلوم نفسة مماقاله..
وسمعها تقول فتلك اللحظة و هي تطرق براسها و تطلع الى قدميها: و كيف اذهب انااليها؟..
هل ساصعد اليها بفدمين عاجزتين؟..


حاول ما زن ان يصلح ما افسد فقالبمرح مصطنع: اعنى ان احملك انا الى الطابق الاعلى..


رفعت ملاك الية راسها فيدهشة..
ومن بعدها لم تلبث و جنتاها ان توردتا بحمرة قانية..وانعقد لسانها عن الحديث..
فقال ما زن مبتسما – و ربما اسعدة تبدل حزنها على ذلك النحو – و هو يميل نحوها: لقد كنتامزح ليس الا..


واردف و هو يغمز بعينه: و لكن ان طلبت منى ذلك..
فلن اتاخر .
.


ازداد تورد و جنتى ملاك..
وشعرت بضربات قلبها تخفق بقوة و سرعة عجيبة..ورفعتراسها لمازن لتراة يصعد درجات السلم و هو يطلق صفيرا منغوما من بين شفتية و كان لاشيء على بالة ابدا..
وكانة لم يلهب مشاعرها نحوه..
وكانة لا يتعمد التقرب منها..
لوكان ما زن شابا مستهترا كما تقول مها..
فلماذا يهتم بى جميع ذلك الاهتمام؟..
لماذا هوالوحيد الذي يحنو علي؟..
لماذا هو الوحيد الذي انجذبت له؟..
هل هو قدرى يا ترى؟..هلهى لعبة القدر التي تجمع و تفرق كما تشاء؟
..


قبل ان تواصل افكارها رات مها تهبطدرجات السلم على عجل و قالت مبتسمة بمرح: ما هذا؟..
ملاك بنفسها من يطلب رؤيتي..
وتنتظرنى ايضا..


ابتسمت ملاك و قالت: لقد علمت انك لم تذهبى الى الجامعة اليوم..
فقررت ان اتناول اكل الافطار معك..


قالت مها بابتسامة و اسعة و هي تقترب منها: خيرا فعلت..


واقتربتا كلاهما من ما ئدة الافطار..
لتجلسان فمواجهة بعضهماالبعض..
وقالت مها متساءلة و هي تتناول رشفة من كاس الشاى الموجود امامها: متي سيحضراستاذك؟..


قالت ملاك مبتسمة: استاذة هذي المرة..
وستحضر بعد ساعتين منالان..


قالت مها بابتسامة: اذا لدينا الوقت الكافى لنتحدث سويا..


اومات ملاكبراسها و قالت و هي تتناول قليلا من طبقها: بالتاكيد..


قالت مها و هي تتطلع لملاك: فالحقيقة يا ملاك..
اسعدنى انك ربما ابتعدت عن انطوائيتك قليلا..
واصبحت تشاركيناالحديث .
.


ارتسمت ابتسامة على شفتي ملاك و قالت: لقد كنت منطوية على نفسي عندمالم ار من يهتم بي..
ولكن عندما و جدت ذلك الاهتمام منكم..
قررت ان اشارككم الحديثوالنزهات..


قالت مها بخبث: من تعنين بمنكم؟..
ممن رايت الاهتمام؟
..


ارتبكتملاك على الرغم منها و قالت بصوت متلعثم: انت و عمي و ابناء عمي جميعا..


قالت مهابابتسامة هادئة: لست اظن كمال يهتم باحد..


واستطردت قائلة بغتة: نسيت اناخبرك..


قالت ملاك بحيرة: ما ذا؟..


– ستقام حفلة غدا فمنزلنا..
اعتاد ابياقامة كهذه الحفلات كلما نجح فصفقة ما بشركته..
لهذا عليك ان تجهزى شيئا ما لترتديه..


قالت ملاك و هي ترفع حاجبيها بدهشة: لم اجلب ما يناسب هذي الحفلات ابدا..
لم اظن انني ساحتاج لارتداء فستان يخص الحفلات فمنزل عمي .
.


قالت مها فسرعة: دعينا نري ما جلبتة معك من ملابس اذا و قد احدها ربما يناسب لتلك الحفلة..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت: لا اظن..


فكرت مها قليلا و قالت: لو استلزم الامر سنذهب الى احد المحال التجارية المشهورة و نشترى لك ما تحتاجينة من…


(وانا من سيوصلكم بكل تاكيد)


التفت كلاهما الى ناطق العبارة بدهشة .
.
وازدادت دهشتهم عندما راوا ما زن يعقد ذراعية امام صدرة و ابتسامة على شفتية .
.
وقالتمها متطلعة اليه: و ما دخلك انت؟..
سنخبر السائق حتي يوصلنا الى حيث نريد..


اقتربمازن اكثر و جذب له اقرب المقاعد الية و التي كانت عند راس الطاولة..
اى بين ملاكومها..وقال: بل ساوصلكم انا .
.
ماذا تريدون اكثر من هذا؟..مازن بنفسة يتطوع لاخذكمالي السوق..


قالت مها و هي تمط شفتيها: لا نريد..
وفر خدماتك لنفسك..


تطلعتاليها ملاك بحيرة و تساءلت بالرغم منها..ربما كان فضولا لمعرفة السبب: و لماذا؟..


قالت مها و هي تشير الى ما زن: لو و افقنا على ان ياخذنا ذلك الى السوق .
.
فانة لن يكف عن ترديد عباراتة المعتادة..” لقد تعبت”..
“لقد تاخرنا”..
“يكفيهذا”..
لا يجعلك تاخذين راحتك بالشراء..


ابتسمت ملاك بهدوء فحين قال ما زنبابتسامة: ساترك لكم حريتكم هذي المرة..


مالت مها نحوة و قالت بحنق: اتظن انني لااعرفك يا ما زن..
بعد ساعة واحدة فقط ستردد علينا هذي العبارات..
اخبرتك باننا لانريد الذهاب معك..


تحركت اصابع ما زن على الطاولة و من بعدها قال و هو يرفع احدىحاجبيه: و لماذا تجمعين؟..
ربما كان لملاك راى اخر..


والتفت لها ليقول: ما رايكيا ملاك؟..
اترفضين انت كذلك ان اوصلكم الى السوق؟..


تطلعت الية ملاك لوهلة و منثم ابعدت عينيها عنه..
ربما هو الخجل من ان ترفض قدوم ما زن معهم..
او قد هو قلبهاالذى كان يتمني حضور ما زن معها جعلها تجيب: لا .
.
لست ارفض .
.


شهقت مها و قالتبحدة: ما الذي فعلته؟..
اتظنين انه سيتركنا و شاننا الان..
انة لن يتوقف عن اذلالناطول فترة ذهابنا معه..


ازدردت ملاك لعابها و قالت بارتباك: و كيف لى ان ارفض؟
..


اسرعت مها تلتفت لمازن و تقول: ما زن ارجوك لا تتدخل..
انها امور خاصةبالفتيات..
دعنا نتصرف لوحدنا و اذهب انت الى اي مكان تشاء..
لقد و افقت ملاك لمجردالخجل منك..
اذهب الى عملك الان..


قال ما زن بعناد: بل سانتظر حتي تجهزون لاوصلكمالي حيث تشاءون..


قالت مها بسخط: الان فهمت لماذا تفعل جميع هذا..
لانك لا تريدالذهاب الى العمل..
ولو سالك و الدى اسباب مغادرتك ستخبرة انك كنت توصلنا الى السوق..
اليس كذلك؟..


دفع راسها بسبابتة و قال مبتسما: جيد انك عرفت الامر بنفسك .
.


واردف و هو ينهض من مقعده: متي شئتم ساوصلكم .
.ساذهب الى الطابقالاعلى..


اسرعت مها تقول: لدي ملاك حصة دراسية بعد ساعة و نص .
.


هز ما زنكتفية و قال و هو يغادر: لا باس..
سننتظرها و من بعدها نغادر..


عقدت مها حاجبيها و قالتبضيق: و لماذا لا تذهب الى العمل فهذا الوقت؟..


قال منهيا النقاش: لقد انتهىالامر..


قالها و انصرف فحين قالت مها بحنق: ينتظرنا اكثر من ثلاث ساعات افضلعندة من الذهاب و العمل عند ابي..


قالت ملاك بهدوء: قد يشعر ان العمل لدي عميلا يشبع طموحة .
.


قالت مها و هي تلوح بكفها: عمل ابي مختلف تماما عن تخصص ما زن..
لهذا ترين ما زن يكرة العمل الذي لا يفهم منه شيئا..
ولكنة مخطا..
ابي يحتاجة فيالعمل..
يحتاجة ليسيطر على الموظفين و يراقب سير العمل..


قالت ملاك بشرود: ربماكان من الصعب عليه ان يتاقلم مع عمل غير الذي تمناة فيوم..


هزت مها راسها بقلةحيلة و من بعدها قالت: دعينا منه الان..
هل ترغبين بمشاهدة احد الافلام؟..
لدى فيلمرائع جدا..


قالت ملاك بابتسامة: لا ما نع لدى ابدا..


تحركت ملاك بمقعدهاوايضا مها التي نهضت من خلف الطاولة..
ولكن..
توقفت ملاك بغتة و هي تتطلع الى ذلكالشخص الذي كان و اقفا امامها .
.
رفعت راسها له .
.وعرفت حينها انه كمال…


توترتملاك بغتة لمراه..
ربما لانها خشت ان يجرحها بكلماته..
وازدردت لعابها دون ان تقوىعلي التحرك من مكانها..
فى حين قالت مها بدهشة و هي تقترب من كمال: ما الذي تفعلههنا الان يا كمال؟..


قال كمال ببرود: و ما الذي ترينى افعله؟..


قالت مها و هيتتنهد بحرارة: اعنى لماذا جئت؟..


قال كمال و هو يلقى نظرة باردة على ملاك اقشعرلها جسد هذي الاخيرة: ليس ذلك من شانك..


قالت مها و هي تناديه: كمال .
.
توقف..


ولكنة تجاهلها تماما مغادرا المكان فقالت مها و هي تهز كتفيها: سيثيرجنونى كمال هذا..
مع انه هو و ما زن شقيقان الا انهما يختلفان فكل شيء..


قالتملاك بصوت خافت: معك حق..


اسرعت مها قائلة: دعك منهما .
.
ولنذهب نحن..


اوماتملاك براسها و ان كانت تشعر بالقلق بسبب كمال و نظرتة الباردةلها..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توجهت مها بخطوات هادئة الى غرفة ما زن و قالت و هيتطرق الباب: ما زن .
.
هل استطيع الدخول؟..


وبدلا من ان يجيبها فتح الباب و قال: هلانتما جاهزتان؟..


قالت مها و هي تضع يدها عند خصرها: بلى..
ولكن الم تفكر بتغييررايك بعد؟..


قال مبتسما: لا تخشى شيئا لن ازعجكم هذي المرة..
فقد اتصلت بحسامواخبرتة بان يلتقى بنا فاحد المراكز التجارية .
.
فمن حقنا ان نشترى ملابس جديدةللحفل نحن ايضا..


وجدت مها نفسها تتساءل بلهفة: حسام سياتى ايضا؟؟..


اومابراسة بهدوء..
فقالت و هي تتدارك نفسها حتي لا يفهم ان لهفتها مصدرها مجيء حسام: هذاجيد حتي نرتاح من ازعاجك لنا و الحاحك المستمر حتي نغادر .
.


قال ما زن بسخرية: لاتنسى اننى انا من سياخذكم الى هناك..
ويمكننى ان ان اعيدكم الى البيت بعد ان اشتريانا ما اريد..


التفتت عنه مها و قالت بحنق: لا استغرب هذا عليك ابدا..


وقالتوهي تبتعد عنه: اجهز سريعا..
نحن ننتظرك بالاسفل .
.


لم يجبها ما زن بل اكتفي بالدخول الى غرفتة مرة اخرى..
فى حين ارتسمت على شفتي مها ابتسامة و اسعة و هي تبتعد عن المكان..ابتسامة تعبر عن مدي فرحتها بلقاء حسام هذااليوم…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


nahlahkb likes this.


الجزء السابع

“..
ابنةعمي .
.”


قال ما زن مبتسما و هو ينطلق بالسيارة الى المركز التجاري: و الان يا فتيات..
اريد هدوء طوال الطريق..
لا صراخ..
لا حديث..
ولا حتي صوت انفاسكن..


قالت مها التي تجلس بجوارة بسخرية: بدات رحلة الاوامر و الاذلال..


والتفتت الى ملاك لتقول بابتسامة: الم اخبرك؟..
هاانت ذا ترينة يعدد اوامرة قبل ان ننطلق..
ما رايك ان تغيرى رايك و نذهب مع السائق؟..


اسرع ما زن يقول و هو يهز اصبعة السبابة نفيا: ممنوع..
ما دمتما ربما ركبتما معى الان فتحملا ما سياتيكما..


قالت مها بضيق و هي تتطلع اليه: سخيف..


التفت لها و قال: بل اقوى استغلال الفرص يا عزيزتي..


مطت مها شفتيها دون ان تعلق..
فى حين اكتفت ملاك بابتسامة هادئة ارتسمت على شفتيها .
.
اما ما زن فقدشرد ذهنة للحظات..
راي خلالها طفلة صغار جالسة على مقعد ما .
.
تبتسم برقة و براءة..
عيناها و شعرها كسواد الليل .
.وبشرتها بيضاء كالثلج..تصنعان ضدان غريبان و رائعان .
.وشاهد خلال شرودة نفسة و هو بعد فالثالثة عشرة من عمرة يقترب منها و يقول متسائلا: من انت؟..


اتسعت ابتسامتها و قالت: انا اسمى …


(مازن انتبه!)


افاق منشرودة على صوت مها الخائف و المذعور..
وراي امامة سيارة يكاد ان يصطدم فيها .
.
وباقصىما امكنة من سرعة ادار مقود السيارة الى اليمين..
وتفادي الاصطدام .
.وتنهد بقوة و منثم لم يلبث ان قال مبتسما: ما رايكم فقيادتى للسيارات؟..


قالت مها بغضب: اتسالايضا؟..
اطلبت منا ان ناتى معك حتي تقتلنا؟..


قال بمرح : لا بل لاريكم براعتى فيقيادة السيارات..
ارايت كيف تفاديت السيارة؟..


قالت مها بعصبية: كيف تمزح فمثلهذه الامور ؟
..


اما ملاك فقد كانت تشعر بالخوف فالبداية من ذلك الاصطدام الذيكاد ان يحدث .
.
ولكن عبارات ما زن المرحة اخرجتها من الخوف الذي كانت تشعر به..
وابدلتها بابتسامة من تعليقاتة التي يواجة فيها غضب مها..


وتوقف بعد فترة منالوقت عند باب المركز التجارى و غادر سيارتة ليخرج مقعد ملاك من صندوق السيارة..
وبالنسبة لملاك فقد شعرت برهبة تغزو قلبها بغتة..
لاول مرة تاتى الى مكان كهذا..
لاول مرة تري جميع ذلك الجمع من الناس .
.
انتابها القلق و التردد من مغادرةالسيارة..صحيح انها كانت تذهب الى النادى و لكن لم تكن تري جميع ذلك الجمع و قتها و كانتتبقي و حيدة مع مها فركن منه..اما الان فعليها ان تندمج فكل تلكالافواج…


والتفتت بحدة و خوف عندما فتح الباب الذي يجاورها بغتة و سمعت صوت مهاوهي تقول بابتسامة: هيا يا ملاك..
اجلسى على مقعدك حتي نغادر..


تطلعت ملاك الىالمقعد..
شعرت انه ربما يصبح شيء غير ما لوف لكل اولئك الناس .
.وهمست و هي تلتفت عنمها: لا اريد النزول..


تطلع اليها مها بدهشة و قالت: ماذا تقولين؟..


قالت ملاكباصرار: اريد ان اعود الى البيت..
لا اريد البقاء هنا..


اقترب ما زن من بابالمجاور لملاك و قال بحيرة: ما الذي يجعلك تقولين كهذا الكلام بعد انوصلنا؟..


تطلعت ملاك الى الاشخاص اللذين يدخلون المركز التجارى او يظهرون منه..
فالتفت ما زن خلفة ليتطلع الى ما تتطلع و من بعدها قال بابتسامة و هو يلتفت لملاك و ربما فهمما يقلقها و يجعلها ترفض النزول من السيارة: لا تقلقي..
الكل هنا يصبح مشغولابشانه..
ولا احد يهتم الا بنفسه..


هزت ملاك راسها نفيا و قالت و هي تضم قبضيتها: لا اريد النزول..
اعيدونى الى البيت..


وبدل من ان يجيبها ما زن مد يدة لها و قالمشجعا: لا تخافى ابدا..
نحن هنا معك..


تطلعت ملاك الى يدة الممدودة بحيرة و نقلتبصرها بين ما زن و مها..
وقالت الاخيرة مبتسمة: ما يقوله ما زن صحيح..
لا داعى للخوفما دمنا معك..


ترددت ملاك طويلا و هي تري نظراتهم اليها و من بعدها لم تلبث ان حسمتامرها و مدت يدها لمازن ليتقطها و يعاونها على الجلوس على مقعدها..
كانت ارتجافة كفملاك بين اناملة اكبر دليل على ما حدث لمشاعرها فتلك اللحظة..
فقد كانت لمسةاناملة فقط..
كفيلة لان تفجر جميع المشاعر التي تحملها تجاة ما زن..وتطلعت الى هذاالاخير و هي تزدرد لعابها بارتباك و راتة يبتسم لها و يقول: يالك من فتاةعنيدة..


لم تعلم ملاك لم بادلتة الابتسامة بدلا من ان يحنقها ما قاله..
ربما لانمشاعرها تجاة ما زن فهذه اللحظة بالذات..
كانت كافية لتجعلها تتقاضي عن اي شيءيقوله..لا تسالوها لماذا ما زن بالذات..
هى نفسها لا تعلم..
ربما اهتمامة و حنانه..
ربما مرحة و سخريته..
ربما شخصيتة الحازمة عند الجد..
وربما جميع هذا..
لا تسالوهالماذا؟..
فليس هي من تختار بل قلبها..


واصلوا طريقهم الى داخل المركز التجاريوتوقف ما زن بغتة عن السير فتوقفت مها عن دفع مقعد ملاك بدورها عندما رات حسام و هويقترب منهم و يقول: و اخيرا حضرتم..


قال ما زن بسخرية: معذرة..
ولكن الفتيات يحتجنلساعتين لتجهيز انفسهن..


قال حسام مبتسما: حمدلله ان ليس لدى اي شقيقة..


عقدتمها حاجباها و كان لم يعجبها ما قالة حسام..
فتمنية من عدم وجود شقيقة فحياتة يعنيتمنية عدم وجود اي بنت ثانية فحياتة ايضا..والتفت لها بغتة و قال مبتسما: اهلامها..


قالت ببرود: اهلا..


تطلع حسام الى ملاك للحظة و من بعدها قال بابتسامةغامضة: و ملاك هنا ايضا..
اهلا..
كيف حالك؟..


تطلعت الية ملاك و قالت: على ما يرام..


فى حين قالت مها و ربما شعرت بانه يشك بامر ملاك: لقد جاءت معنا لتشتريفستان للحفلة..
فكما تعلم فهي ستكون موجودة يوم الحفل..


التفت حسام عنهما و من ثموضوع متحدثا لمازن: هل سنذهب للتسوق معهما..
ام لوحدنا؟..


قال ما زن بسخرية: بللوحدنا..
هل جننت حتي اذهب للتسوق مع الفتيات؟..
لن استطيع شراء اي شيءحينها..


عقدت مها حاجباها بغضب و قالت: كف عن السخرية يا ما زن..
فلا اظنك تنتهيمن الشراء فاقل من ساعتين..


غمز بعينة و من بعدها قال: بل اقل من ذلك..
استمعى اليستذهبون للشراء الان انت و ملاك و بعد ساعتين سنذهب لتناول اكل الغداء فاى منمطاعم المركز التجاري..اتفقنا؟..


اومات جميع من ملاك و مها براسيهما..
فى حين راقبتهذه الاخيرة حسام و هو يبتعد بنظرات حسرة..
ياس..
فقدان امل..
جميعها تجمعت فعينيمها فتلك اللحظة..
وقالت بصوت هادئ النبرات: فالنذهب للشراء الان ياملاك..


دخلتا عدد من المحلات دون ان يعجبهما شيء..
او يعجب مها بالاحرى..
فعندماكان يعجب ملاك احد الفساتين كانت مها تقول: لا..
لا يناسب الحفلة التي سيقيمهاوالدي..
انها ارقى من هذا بكثير..


لم تكن ملاك تفهم سر اصرار مها على شراء شيءاكثر فخامة..
فملاك لم تعتاد كهذه الحفلات..
بعكس مها التي اعتادت ذلك الجووالفته..
واصبحت تدرك جيدا اي من الفساتين التي تصلح لحفلة و الدها .
.واخيرا و قعاختيار مها على الفستان الذي سترتدية للحفل و قلت مبتسمة و هي ترية لملاك: ما رايكبه؟
..


التفتت لها ملاك و قالت و هي تتطلع الى الفستان الذي بين يديها: جميل جدا..
سيجعلك تبدين كالنجمة فالسماء..


صحكت مها بمرح و من بعدها تسائلت قائلة: و ما ذاعنك؟..
هل اخترت فستان ما ؟..


اومات ملاك براسها و قالت بابتسامة: بلي و لكنى اخشىان تقولى انه لا يصلح للحفل..


اسرعت مها تقول: دعيني اراة اولا..


اشارت ملاكالية .
.
فقالت مها و هي تهز راسها نفيا و تضع كفها اسفل ذقنها: انه لا يصلح حقا..
دعيني اختار انا لك..


وتلفتت حولها فالمحل و قالت: دعينا نرى..
شيء راقي و مناسبلحفل و الدي..


وتوقفت نظراتها بغتة عند احد الفساتين و توجهت الية و قالت مبتسمة: ذلك مناسب جدا..


تطلعت ملاك الى الفستان و قالت بتردد: اترين هذا حقا؟..


اوماتمها براسها و من بعدها قالت و هي تنقل بصرها بين الفستان و بين ملاك التي تتطلع الىالفستان: بعدها انه يشبهك..


اشارت ملاك الى نفسها و قالت بدهشة: يشبهني؟؟..


منجانب احدث كان ما زن يتطلع الى ساعة معصمة و يقول متحدثا الى حسام: ما رايك ان نذهبالان لتناول اكل الغداء؟..
لقد بدات اشعر بالجوع..


قال حسام مبتسما: و اناايضا..
اتصل بمها و ملاك و اخبرهما باننا ذاهبين لنتناول الغداء..


قال ما ن بسخرية: يالك من رقيق القلب..
دعهما و شانهما و لا يهمك ان تناولا الاكل ام لا..


قال حساموهو يظهر هاتفة من جيبه: اذا لم تتصل انت ساتصل انا..


ابتسم ما زن و قال: لا باسساتصل..ولكن اخبرنى الى هذي الدرجة تهمك الفتيات؟..


قال حسام و هو يرفع حاجبيه: اعرفك جيدا..
ستتركهن دون اكل و لا يهمك امرهن ابدا..


قال ما زن و هو يهز راسهنفيا: لا تنسي ان ملاك معنا .
.
من غير اللائق ان افعل فيها ما افعلة بمها..


زفرحسام بحدة و من بعدها قال: اننى اشيد بمها التي صبرت عليك على الرغم من جميع ما تفعلهبها..


ضحك ما زن و من بعدها لم يلبث ان اتصل بمها و قال : اين انتما؟..


اجابتهقائلة: عند المطاعم..


– حسنا..
سناتى فالحال..


اغلق هاتفة و من بعدها التفت الىحسام ليقول بسخرية: ارايت يا رقيق القلب لقد سبقونا هم الى حيث المطاعم..


هزحسام كتفية دون ان يعلق فحين اردف ما زن قائلا: فلنذهب نحن لهم الان..


غادراالمكان صاعدين الى الطابق الاعلي باستعمال السلم الكهربائي..
ومن بعدها توجها الى حيثركن المطاعم و هنالك لمح حسام مها جالسة خلف احدي الطاولات و بمواجهتها ملاك..فاشارحسام باتجاههم و من بعدها قال: ها هي مها و ايضا ملاك..


تطلع ما زن الى حيث يشير حسامومن بعدها تقدم من الطاولة و قال و هو يميل باتجاة مها: لماذا لم تتصلى بنا فورانتهاءكما؟..


قالت مها و هي تلتفت له بسخرية: الم تقل اننا سنحتاج الى العديد منالوقت حتي ننتهى من الشراء؟..
لهذا فقد ظننت انكما ربما سبقتمونا الى هنا..


عقدمازن حاجبية و من بعدها قال و هو يبتسم بسخرية: بالفعل لقد انتهينا قبلكما..
فلا اظنانكم ربما انتهيتما من شراء كل حاجاتكم بعد..


اشارت مها الى الاكياس الموضوعةبجوار مقعدها و من بعدها قالت بابتسامة نصر: اجل و الدليل امامك..


ضحك حسام و هو يقتربمن ما زن و من بعدها قال و هو يضع يدة على كتفه: اعترف..
لقد هزمتك..


التفت ما زن الىحسام و قال و هو يغمز بعينه: ليس بعد..


وعاد ليلتفت الى مها قائلا: لقد انتهيناقبل ذلك بعديد و لكننا انا و حسام كنا نسير فارجاء المركز التجارى حتي يمضى الوقتوتنتهيا انت و ملاك من الشراء..


قال حسام و هو يرفع حاجبيهمستغربا: نحن؟..


اومامازن براسة و من بعدها قال مبتسما: و الان هيا انهضى و اذهبى للجلوس بجوار ملاك..


نهضتمها من مكانها و قالت بحنق: سافعل دون ان تقول..
فانا اكرة الجلوس الىجوارك..


واتجهت لتجلس بجوار ملاك التي ابتسمت لها و قالت بصوت منخقض: لا تغضبي..
فانت من انتصر عليه..


لم تجبها مها بل زفرت بحدة و عقدت ذراعيها امام صدرها..
وبالمصادفة فقد اصبح حسام فمواجهة مها و ما زن فمواجهة ملاك..وقال ما زن و هو يحركاصابعة على الطاولة: ماذا تريدون من الاكل الان؟..


قال حسام هو و مها فنفسالوقت: (البيتزا)..


التفتت مها الى حسام بدهشة و من بعدها لمتلبث ان ابتسمت عندماراتة يتطلع اليها بابتسامة..
فقال ما زن و هو يتطلع الى ملاك: و انت ياملاك..


اجابتة ملاك قائلة و هي لا تقوي على رفع عينيها لمواجهة نظراته: لا اعلم..
احضر لى اي شيء..


نهض ما زن من مكانة و قال: فليكن..


وغادر الطاولة مبتعدا عنالمكان و هنا قال حسام و هو يلتفت الى مها: صحيح يا مها..
لقد نسيت ان اسالك..
ما سرتغيبك اليوم عن الجامعة؟..


تطلعت الية مها و ابتسمت و هي تشعر بسعادة لانة اهتمبغيابها عن الجامعة و من بعدها قالت: لم يكن لدى اي محاضرات مهمة اليوم..


قال حسامبهدوء: لقد ظننت انك متعبة و كدت اتصل بك لاسال عن احوالك..ولكن عندما اتصل بى شقيقكواخبرنى بانك ستخرجين للتسوق..
علمت ان الامر ليس كذلك..


قالت مها متسائلةوسعادتها تزداد لاهتمامة فيها على ذلك النحو: و كيف علمت اننى متغيبة هذااليوم؟..


كانت ملاك تستمع الى الحوار الدائر بصمت..
لم تحاول التعليق او التحدثوان شعرت بان ما قالتة لها مها فذلك اليوم غير صحيح و انها كانت تفكر بحسام..واجابهذا الاخير قائلا:يسبب صديقتك التي تسيرين معها دائما..
فانا لم ارك معهااليوم..


عقدت مها حاجبيها..صديقتي انا؟..وهل يعرفها هو؟..
لو كان يعرفها هوفلماذا؟..
يا الهي!..
هل يعقل ان يصبح هو و صديقتي … لا .
.
لا مستحيل..
لا ممكن انيحدث ذلك .
.
انا احبة و هو يشعر بذلك طبعا يشعر .
.
وطبعا سيبادلنى ذلك الحبيوما ما و … و لكن ما الذي يجعلنى و اثقة كذا و …


(انسة ملاك)


نداء حساململاك جعل مها تستيقظ من شرودها و تلتفت لملاك التي قالت و هي تبعد يدها التي تسندوجنتها: اجل..


قال حسام و كانة يريد التاكد من امر ما : متي سيعود و الدك منسفره؟..


اجابتة ملاك بحيرة: قد بعد ثلاثة ايام..


– و هل تضايقك مها اومازن؟..


اسرعت ملاك تقول و هي تبتسم و تلتفت الى مها: على العكس..
اننى اشعر انمها اخت لى تماما..


واردفت و هي تزدرد لعابها بصوت خافت: و ايضا ما زن .
.


عقدحسام حاجبية كان يريد ن يتاكد من صدق ما تقوله مها بان ملاك هي صديقة لها..
ولكنملاك لم تتحدث بشيء يدلة على صدق او كذب ما قالتة مها..
واستمر فاسالتة قائلا: و منذ متي تعرفين مها؟..


همت ملاك بقول شيء ما عندما اسرعت مهاوقاطعتها قائلة: منذ شهر تقريبا..


التفت حسام الى مها و قال ببرود: و لم لم تدع ملاك تجيببنفسها؟..
فانا ربما سالتها هي..


احست مها بشكوكة و قالت بابتسامة و بلهجة حاولت انتجعلها و اثقة: ملاك صديقتي و سواء اجبت انا او هي..فذلك لا يهم..


التفت حسام عنهاوتطلع الى ما زن الذي اقترب بصينية الاطعمة =من الطاولة و قال بسخرية متحدثا الىحسام: اجل استمتع انت بالحديث الى مها و ملاك و دعنى انا احضر الاكل الى هنا .
.


ابتسم حسام و قال: انت لم تنادنى حتي اساعدك..


قال ما زن و هو يضع الصينيةعلي الطاولة: اذهب انت لاحضار المشروبات..


نهض حسام من مكانة مغادرا الطاولة..
فى حين قال ما زن و هو يشير الى احد الاطباق: لم اعرف ماذا اختار لك يا ملاك..
فاخترتلك الاكل الذي اختارة لى دائما..


ابتسمت ملاك و قالت و هي ترفع عينيها اليه: حتىعصير البرتقال؟..


ابتسم ما زن و قال: و حتي هو..


قالت مها مستغربة: ما امر عصيرالبرتقال هذا؟..


تطلع ما زن الى ملاك بابتسامة و من بعدها قال و هو يلتفت الى مها: و ما شانك انت؟..
امر بينى و بين ملاك..


قالت مها بخبث: حقا؟..


توردت و جنتا ملاكوارتبكت اطرافهافاخذت تداعب قلادتها .
.
وسالها ما زن فتلك اللحظة: هل اهداك احدهذه القلادة؟..


قالت ملاك بدهشة و هي ترفع نظراتها له: اجل .
.
كيف عرفت؟..


قالوكانة لم يسمع تتمة عبارتها: و من هو؟..


ابتسمت ملاك و قالت و هي تعود لتداعبالقلادة: انه شخص غالى جدا جدا على قلبي..


عقد ما زن حاجبية .
.
ايعقل ان تكون ملاكعلي علاقة بشاب ما ؟..ولم لا؟..
انها بنت جميلة الجمال..
بريئة بتصرفاتها .
.
كبيرةبقلبها..
ولكن ماذا عن عجزها؟..
ايعقل ان الشاب الذي على علاقة معها لم يهتم بهذاالامر ابدا؟..
ربما..


وسالها قائلا: و من هو ذلك الشخص الغالى علىقلبك؟..


اجابتة قائلة: انه…


قاطعها حسام و هو يضع المشروبات امامهم: ها هيالمشروبات..ماذا تريدين انت يا مها؟..


قالت مها مبتسمة: (كولا)..


قال حساممبتسما و هو يضعة امامها: الن تغيرية ابدا؟..


ووضع عصير البرتقال امام ما زن و قال: اعرفك لا تشرب مشروب سواه..


قال ما زن و هو يتطلع له بطرف عينه: و ما شانك انت..
لاتدعنى اتحدث عن كوب الحليب الذي تشربة على الافطار..


قال حسام و هو يضحك بمرحويتوجة الى مقعده: حسنا..
حسنا لا شان لي..
اشرب ما تريد..
ولكن ما ذنب ملاك ايضا؟
..


التفت له ما زن و قال: هي من طلبت منى ان احضر لها اي شيء و انا فعلت..


– لقدقالت اي شيء و لم تقل على ذوقك..


قالت مها و هي تتناول قطعة من (البيتزا): سيبردالاكل ان لم تتناولوة سريعا..


بدا الجميع فتناولهم للطعام..وكان هنالك احاديثمتفرقة بين ما زن و حسام و مها..
فى حين اكتفت ملاك بعبارات بسيطة و مقتضبة عندما يسالهااحد منهم عن شيء ما .
.وبعد انتهاءهم قال ما زن بابتسامة: كفاكم ما اكلتموة من اكل .
.
هيا انهضوا..


التفت له حسام و قال ما زحا: ما ذلك ؟
..هل ستحاسبنا على ما اكلناهمن طعام؟..


قالت مها ساخرة: لا تستغرب ان فعلها ما زن..


التفت لها ما زن و قال : كفى عن الحديث ايتها الثرثارة و لنغادر .
.


– لا يوجد ثرثار غيرك هنا..


قالحسام و هو ينهض من مكانة و يجذب ما زن معه: عدنا للشجار .
.
اخبرتك ان تدع مهاوشانها..يجب ان تحمد الله تعالى على ان لديك شقيقة تتحملك مثلها..


ابتسمت مها منعبارته..
وايضا ملاك..
فقال ما زن و هو يبتسم: ان اردت الصراحة .
.
فانا لا استمتع الاعندما استفزها..


عقدت مها حاجبيها فضحك حسام و قال: لا باس..
لا باس..
سر اماميهيا..وايضا انتما..
مها و ملاك..
اسرعا لنغادر..


سارت مها و هي تدفع مقعد ملاك خلفحسام .
.
واحست ببضع النشوة و السرور لدفاعة عنها امام ما زن..
وما لبثتا مها و ملاك انركبتا سيارة ذلك الاخير بعد ان غادروا جميعا المركز التجاري..
فى حين انطلق حسامبسيارتة .
.
ولم تنسي مها عبارتة الاخيرة عندما قال و هو يميل باتجاة نافذة ما زن قبلان يغادر: اياك و مضايقة مها مرة ثانية .
.


حينها اجابة ما زن بسخرية: اظن ان مها هيشقيقتك و انا لا اعلم..


قال حسام بابتسامة: لو كان لدى شقيقة مثلها لما ضايقتهاابدا..


جعلتها عبارتة الاخيرة هذي ان تحلق فسماء السعادة و الاحلام .
.
وهي تشعربقلبها يخفق بقوة .
.واغمضت عينيها و هي تتخيل ان حسام يبادلها مشاعرها هذه..
وسيارةمازن تنطلق مبتعدة عن المكان…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛توقفت سيارة ما زن بجوارالمنزل و قال ما زن و هو يفتح باب سيارته: اهبطي بسرعة يا مها..
فساذهب الى الناديالان..


تاففت مها من تصرفاتة و قالت و هي تفتح باب السيارة و تتناول الاكياس معها: حسنا .
.
وهذه احدث مرة اذهب معك بها الى اي مكان..


لم يهتم بعبارتها و هو يراهاتتوجة الى داخل البيت بل هبط من سيارته..
ومن بعدها توجة خلف السيارة ليفتح صندوقهاويخرج مقعد ملاك و فتح الباب المجاور لها و قال مبتسما: هل اساعدك؟
..


قالها و منثم مد يدة لها..
مشاعر شتي هاجمت ملاك فهذه اللحظة..
وجعلت اطرافها ترتجف و هيتتذكر ما احست فيه عند لامست اناملها كفه..ولم تقوي على مد يدها له..
فقال ما زنمستغربا: ماذا بك؟..
ساساعدك ليس الا..
اعطنى يدك..


اطاعتة ملاك هذي المرة..
ربما للنبرة الامرة فصوتة .
.
واجلسها على مقعدها و من بعدها ابتسم و قال: لا زلت مصراعلي اننى ربما رايتك من قبل..


قالت ملاك بابتسامة خجلة و هي تشعر برجفة جسدها كلهمن لمسته: ربما..


مال نحوها ما زن و قال: اخبرينى الم تاتى الى هنا منقبل؟..


تجمدت اطرافها للحظة و هي تراة يميل نحوها و يتطلع اليها على هذاالنحو..ومن بعدها لم تلبث ان قالت و هي تطرق براسها: لا..
لم اتى الى هنا منقبل..


تساءل ما زن بشك: اانت متاكدة؟..


كانت ملاك تذكر انها ذهبت يوما ما الىمنزل عمها و هي بعد فالسادسة من عمرها..
ولكن لا تذكر اي عم .
.
ولا تذكر اي شيءمما حدث لها هناك..
وقالت و هي تهز كتفيها: قد جئت الى هنا و انا بعدطفلة..


طفلة..
ترددت هذي الكلمة فراس ما زن..
وتذكر تلك الطفلة التي خطرت علىذهنة فجاة..والتى كادت ان تتسبب فالاصطدام و من بعدها لم يلبث ان قال بتفكير: اجلربما..


واشار الى احدي الخادمات التي كانت و اقفة بجوار الباب: اصطحبى ملاك الىالداخل..


عقدت حاجبيها و قالت: اعرف ان ادخل لوحدي..


ابتسم و قال: حسنافهمت..


ولوح لها بيدة مردفا: الى اللقاء..


ابتعد ما زن عن المكان و بقيت ملاكتتطلع الى سيارتة التي ابتعدت..
ومن بعدها لم تلبث ان تنهدت و هي تدخل الى داخل البيتمتوجهة الى غرفتها و …


( اهلا بابنة العم..)


التفت ملاك بحدة الى مصدرالصوت..
وانتابها القلق و التوتر عندما شاهدت كمال يبتسم ببرود و يقول مردفا: كيفالحال؟..


ازدردت لعابها مرتين متتاليتين و من بعدها قالت بصوت خافت: بخير..


احستملاك بغرابة سؤاله..
فلم يسبق له ان اهتم بالسؤال عنها من قبل..
ولكن من يدرى ربماهي لا تفهمه..
وقال و هو يضع كفية فجيبى بنطاله: لم ارك اليوم على الغداء فظننتانك غادرت البيت..


لم تفهم ملاك ما يقصدة بعبارته..
هل يريد ان يشير الى انه لايرغب بوجودها فالمنزل او يشير الى انه ربما اقلقة عدم و جودها؟
..
لن تفهم ابدا هذاالانسان..واجابت قائلة: لقد خرجنا للتسوق و ..


قاطعها قائلا و هو يلتفت عنها: اعلم..


ومن بعدها غادر دون ان يضيف اي كلمة اخرى..
لو فهم اي احد مغزي ما قالهفليفهم ملاك..
فقد ظلت فمكانها فحيرة من امرها تتطلع الى النقطة التي اختفىفيها..ومن بعدها لم تلبث ان تحركت بقعدها باتجاة غرفتها لتدلف اليها هتغلق الباب منخلفها..
واغمضت عينيها لوهلة..وهي تتذكر ما زن .
.ومساعدتة لها .
.
لطفة و اهتمامهبها..جعلاها تشعر بميل اكثر له .
.
كل ذلك و مها تقول عنه انه يكرة مساعدة الاخرين .
.
ولكنة ساعدني..
ليس مرة واحدة فحسب بل عدة مرات..
انة طيب القلب و لكن قد لا يحباظهار طيبتة هذه..ربما يحاول ان يبدوا حازما غير مبالي..
ربما…


توجهت الى حيثفراشها و رفعت جسدها من على المقعد..
لتجلس على السرير و راودتها ذكري اول لقاء لهامع ما زن..


وتطلعت الى القلادة التي تحتل رقبتها و من بعدها قالت و كانة تحادثوالدها: ارايت يا ابي..
ابناء عمي اللذين كنت تمنعنى عن رؤيتهم فالسابق يهتمونبي..
وليس كما ظننت..
لم يحاول احد منهم مضايقتى ابدا..
وحتي كمال..
ربما هي مجردعبارات يقولها نظرا لشخصيته..
ولكن جميع ذلك لا يهمني..
ما يهمنى الان انني مع ابناءعمي .
.
لو تعلم يا ابي كم اشعر بالسعادة و انا معهم..
اتمني من جميع قلبي ان تسمح ليبزيارتهم بعد ان تعود من السفر..
اتمني ذلك..


لم تشعر بنفسها و هي تغيب عن الواقعوتغط فعالم الاحلام..
ليصبح رفيقها فالحلم هو..
مازن..
ولا احدسواه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت مها بعينان حالمتين الى الرسائل القصيرة التييرسلها لها حسام ليمازحها احيانا..
رسائل عادية جدا..
ولكنها تعني لها العديد لانهامنه..وشعرت برغبة شديدة فسماع صوتة على الرغم من ان احدث لقاء لهما فالمركزالتجارى لم يمض عليه اقل من ساعتين..
ولكن لم تعلم لم..
ربما لانها لم تاخذ حريتهافى الحديث معه هناك..
او قد لانها تتمني سماع المزيد من عبارات الاهتمام و الحنانمنه..


ولم تكتمل افكارها..
فقد قاطعها صوت رنين هاتفها المحمول و شهقت بدهشةعندما رات المتصل هو حسام نفسه..واجابت قائلة و دهشتها لم تفارقها بعد: حسام!..


قال حسام مبتسما: اجل هو انا لم انت مندهشة هكذا؟..


قالت مها و هيتزدرد لعابها: لانى لم اتوقع اتصالك ذلك ابدا..


قال حسام مبتسما: و ما هو شعوركالان بعد ان اتصلت بك؟..


كانت تريد ان تخبرة انها سعيدة..
لا بل تكاد تطير منالسعادة..
ولكنها لم تستطع قول شي من هذا..
وقالت مبتسمة: فالحقيقة..
اشعر انوراء مكالمتك هذي امر ما ..


ضحك حسام و قال: معك حق انها كذلك..


قالت بفضول: ما الامر اذا؟..
اخبرنى بسرعة..


صمت حسام للحظة و من بعدها قال بغتة: ملاك…


مطتمها شفتيها.
ملاك من جديد..
وما شانة هو بملاك؟..
وقالت ببرود: ماذا بهاملاك؟..


قال حسام بتساؤل: انها ليست صديقتك .
.
اليس كذلك؟
..


قالت و هي تحاولان تخفى ارتباكها: بل هي كذلك..


قال حسام بجدية: مها لم لا تقولى الصدق و تريحى نفسك؟..الم اكن دائما موجودا عندما تحتاجين الى و كنت كاتم اسرارك؟..
ما الذي تغيرالان؟..
هل تتوقعين ان اي شيء تخبرينة لى سافشية من فوري؟..


قالت مها و هي ترميبنفسها على الفراش: الامر ليس كذلك..


– اذا؟..


اغمضت مها عينيها..
ماذا تقولله..
ان و الدها ربما حذرهم من ان ينطقوا بهذا الامر لاى مخلوق..
ولكن ذلك حسام صديقالطفولة و الصبا..
حسام الذي تثق فيه اكثر من نفسها..
حسام الذي منحتة قلبها دون انتجد اي امل من مبادلتة لها ذلك الحب..
انها تعلم جيدا انه سيحافظ على الامر سرا لواخبرته..
ولكن ماذا لو سالة و الدة و اصر على ان يجيبه..
هل سيضطر حينها للكذب؟..
لاتعلم ابدا..
انها تشعر بالحيرة من اخبارة من عدمه..
ولكن عليها ان تحسم امرها .
.


وقالت بعدان اخذت نفسا عميقا: ملاك هي… صديقتي..


قال حسام بحدة: الى متىستستمرين فهذا الكذب يا مها؟
..
اخبرينى لماذا؟..
لا احد يفهمك كما افهمك انا..
وادرك جيدا انك تكذبين..
اخبرينى من هي ملاك؟..


احست بغصة فحلقها و هي تشعرباهتمامة الكبير بملاك و بعصبيته تجاهها و قالت بصوت مختنق: اخبرتك..


– لم تخبرينيسوي بالكذب..


قالت مها و هي تحاول ان تتمالك مشاعرها: اتعني انني كاذبة؟..


– اجل ما دمت ترفضين قول الحقيقة..


ظلت صامتة دون ان تجيبه..
فهتف بحدة و عصبية: منهى ملاك؟..


اندهشت مها من اسلوبة فالحديث للمرة الاولي تراة على ذلك النحو منالعبنوتة و الغضب..
اكل ذلك من اجل ملاك؟..
وانا..
ماذا عنى انا؟..
الست امثل اي شيءفى حياتك يا حسام؟…


وقالت مها بمرارة: لماذا تحدثنى بهذه الكيفية ياحسام؟..


تنهد حسام و دس اصابعة بين خصلات شعرة و من بعدها قال: انا اسف يا مها لماقصد..
ولكن تضايقت قليلا عندما شعرت انك تكذبين علي..
وانا اكرة ان يكذب على احدوخصوصا انت..


وخصوصا انا!!..
ما الذي يقصده؟..
واردف هو بهدوء هذي المرة و بنبرةحانية تسمعها مها نادرا منه: الن تخبرينى من هي ملاك حقا يا مها؟..


ازدردت مهالعابها من عبارتة و لهجتة الحانية و من بعدها قالت :ولم انت مهتم كذا بملاك؟..


قالحسام و هو يجلس على احد المقاعد بغرفته: ان اردت الصدق..
فلست مهتم بملاك..
بل مهتمبمعرفة الحقيقة منك .
.


– و لم لم تسال ما زن؟..
لم انا؟..


قال مبتسما: لانياعلم انك لا تعرفين الكذب و لن تستطيعى ان تستمرى به معي..
اما شقيقك فلن احصل منهعلي حرف واحد يروى فضولي..


واستطرد قائلا: بعدها انك اثبت لى ان ما اشعر فيه صحيح و ان ملاك ليست صديقتك بعد ان طلبت منى ان اسال ما زن عوضا عنك..


قالت مها بنبرة خافته: ارجوك يا حسام..
لا اريد ان يعلم احد ذلك الامر..


قال حسام بصدق: اطمئنيلن يعلم عن ذلك الامر مخلوق سواي..
ولكن اجيبينى عن سؤالى اولا..


قالت مها بتردد: ان ملاك هي..
هي…


– من هي ملاك؟..
اكملي..


قالت و هي ترمى المفاجاة فو جهه: ان ملاك هي ابنة عمي .
.


ولم يعد هنالك مجالا للتراجع..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزءالثامن

“..
حفل .
.”


صمت دام لاكثر من دقائق كاملة ران على جميع من مها و حسام بعد عبارتها الاخيرة له..
لم يسمعخلالها الا صوت انفاسهما .
.
صمت شعرت خلالة مها بخطا ما فعلتة و قالته..
وصمت قضاهحسام فتفكير عميق..وقاطع ذلك الاخير ذلك الصمت اخيرا ليقول: اذا فهي ابنة عمك..


ازدردت مها لعابها دون ان تقوي على الحديث .
.
احست بفداحة ما فعلتة .
.
لقدااتمنها و الدهاعلي ملاك فخانت ثقتة هذي .
.
لم تعلم ماذا تقول او بم تجيب فاثرت الصمت..
فى حين اردف حسام و هو يزفر بحدة: ابنة عمك ملاك التي يبحث عنها كل اعمامك..
واللذين لا يعلمون لها طريق..
وفى النهاية تكون موجودة فمنزلكم..


قالت مها بقلق و خوف: ارجوك يا حسام..
ارجوك لا تخبر احدا بما قلتة لك..


قال بهدوء: لن افعل..ولكن اخبرينى كيف و افق و الدك على ان يترك ملاك عنده..
الم يخش عليها من اخوته؟..


– بلي و لكن..
لم يكن هنالك من حل سواه..
فوالد ملاك مسافر الى الخارج و قد سيطول سفره..
لهذا لا يريد ان تبقي و حيدة جميع ذلك الوقت فالمنزل..
فاقترح ان ياتى فيها الى البيت .
.
ومن جانب و الدى فقد و افق على ذلك الامروطلب منا ان لا نخبر مخلوق عن ذلك الامر..


واردفت بتوتر و هي لاتزال تشعر بخطاهاعندما اخبرته: و لكنى اخبرتك لانى اثق بك..
واعلم جيدا انك لن تخبر عنها اي احد..
اليس كذلك؟..


ابتسم حسام و قال فلهجة صادقة: ايراودك اي شك فذلك؟
..


ازدردت لعابها و من بعدها قالت: لا و لكنى اخشي على ملاك..
فكما رايتها هي بنت قليلة الخبرة و التجارب..
وليس لها اي قوة لمواجهة اعمامي اللذين لا يستهدفون منوراءها سوي الثروة..


– معك حق..ان ملاك كالطفلة التي لم تلوثها هذي الحياة بسوادها بعد..


قالت مها فغيرة و اضحة: و لم تمتدح ملاك هكذا؟..


ابتسم حسام و قال: ليس مديحا بل حقيقة..


قالت مها فضيق: حقا؟..


قال حسام مبتسما: و لم تتضايقين عندما امتدح ملاك؟..


قالت بحدة: و لم تمتدح ملاك و تهتم لامرها من الاساس؟..


قال حسام بحيرة: من قال انني مهتم بامر ملاك؟..


قالت بحدة اكبر: تصرفاتك..
لا تلبث ان تسال عنها بين الفينة و الاخرى..


قال حسام مبتسما: ايتهاالغبية من قال ان ملاك تهمني..
ما يهمنى فعلا هو ان لا تكذبى على مرةاخرى..


قالت مها بصوت خافت و بلهجة خجلة: و هل يهمك ان قلت لك الصدق ام لا؟..


– اجل..يهمنى كثيرا..


واردف بلهجة حانية: لا اريد ان تكذبى على مرة اخرى..
مهماحصل..
اخبرينى بالحقيقة و سافعل المستحيل لمساعدتك ان تطلب الامر..


قالت مها و هيتذكره: ملاك من تحتاج الينا الان..


تنهد حسام و قال: اعلم..
لا تقلقي..
اقسم لكانى لن انطق باى حرف لاى شخص كان عن ذلك الامر..


قالت مها مبتسمة: اشكرك لانك تفهمت الموقف..


قال حسام و هو يتطلع الى ساعة يده: اتركك الان يا مها..
وعذرا على الازعاج..


قالت مها فسرعة: ابدا لم يكن هنالك اي ازعاج..


ابتسم حسام و قال: حسنا اذا اراك بخير..


قالت مها مبتسمة: الى اللقاء يا حسام..


وما ان انهي الاتصال حتي ردفت بلهجة حانية و مليئة بكل ما اعتمر قلبها من حب: يا اول من احببت فيحياتي..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


((من انت؟))


((انا اسمى ملاك))


((هل جئتالي هنا و حدك؟))


((لا..
جئت مع ابي))


فتحت ملاك عينيها بغتة لتستيقظ مناحلامها على صوت طرقات على باب غرفتها..
وتطلعت بارهاق الى الساعة المجاورة لفراشهاوالتى كانت تشير الى السادسة مساءا..واعتدلت فجلستها لتقول و هي تتثاءب: من؟..


سمعت صوت ما زن و هو يقول: انه انا..مازن..


ارتفع حاجباها بدهشة و من ثمما لبثت ان قالت و هي تزدرد لعابها: و ما الذي تريده؟..


ابتسم ما زن الذي يقف خلفالباب و قال: الاطمئنان عليك فحسب..


توترت ملاك قليلا و شعرت ببعض الارتباكوالخجل..
مازن جاء ليطمئن عليها هي..رفعت جسدها عن الفراش لتلقية على المقعد و قالتفى سرعة: لحظة واحدة..


حركت عجلات مقعدها الى حيث المراة و التقطت المشط لتقومباعادة ترتيب خصلات شعرها المبعثرة من النوم..
واسرعت تفتح الباب بعد هذا و هي ترفعراسها لتتطلع اليه..
فقال هو مبتسما و هو يتطلع اليها: لقد جاءت مها قبل قليل و طرقتالباب اكثر من مرة و عندما لم تسمع اجابة منك قلقنا عليك فجئت لاطرق الباب بعدهالاتاكد انك بخير..


قالت ملاك بابتسامة: لقد كنت نائمة..


قال ما زن و هو يتطلعاليها بنظرات غامضة: حسنا ما دمت ربما اطماننت عليك فساغادر..
مع السلامة..


لاحقتهملاك بنظراتها و من بعدها قالت بصوت لم يسمعة سواها: مع السلامة..


شعرت بمشاعر غريبةتغزو قلبها و تزداد كلما رات ما زن .
.لا تشعر بهذه المشاعر الا اذا رات ما زن او تحدثتاليه..
مشاعر اخذت تشعرها بالشوق له..
بالاهتمام لاى امر يخصه..
مشاعر شتي تجعلقلبها يخفق بقوة كلما راتة و …


قطع افكارها صوت رنين هاتف ما زن المحمول لم يكنقد ابتعد كثيرا عنها بعد..
مما جعلها تسمعة يقول و هو يبتعد مغادرا البيت: اجل ما ذاتريدين؟..


“تريدين”..
اذا فهو يحادث فتاة..تتذكر ملاك مرة انه اخبرها ان لديهالعديد من المعجبات بسبب فوزة فاحدي المسابقات .
.
ربما هذي الفتاة هي احدي تلكالمعجبات..
ربما..


لم تجد ما تكمل فيه افكارها فتحركت فارجاء الردهة بملل .
.وسمعت بغتة صوت مها و هي تناديها قائلة: ملاك..


التفتت لها ملاك و قالت بهدوء: اجل..


تطلعت لها مها و من بعدها قالت: لم ارك اليوم باكمله..
ماذاتفعلين؟..


اشارت ملاك باتجاة غرفتها و من بعدها قالت: لقد كنت نائمة عندما طرقت بابالغرفة..


قالت مها باستغراب: اية غرفة؟..


اجابتها ملاك قائلة: غرفتي..


قالت مها و هي تهز راسها نفيا: لم اطرق عليك الباب مطلقا..
لقد ظننت انكتدرسين..


قالت ملاك بدهشة: و لكن ما زن قال لى انك ربما طرقت على الباب فقلقت عليعندما لم تسمعى منى ردا..


قالت مها بابتسامة و اسعة: و صدقتية بهذه البساطة..
تجدينة هو من طرق عليك الباب فالمرة الاولى..


قالت ملاك ببراءة: و لم يكذبعلي؟..كان بامكانة اخبارى انه هو من طرق على الباب فالمرة الاولى..


– كذا هومازن..
مكابر و عنيد..


واردفت مها قائلة: دعك منه و اخبرينى هل ارتديت فستانكالجديد لتجربيه؟..


هزت ملاك راسها نفيا..فاردفت مها متسائلة: و لم لمتجربيه؟..


قالت ملاك بابتسامة: لا لشيء و لكنى احسست انه لا يصلح الا ليومالحفلة..


قالت مها و هي تتنهد: متي ياتى الغد؟..


تطلعت اليها ملاك و قالتمستغربة: ايهمك ذلك الحفل الى هذي الدرجة؟..


قالت مها مبتسمة: ليس الحفل و لكن منسيصبح فيه..


– من تعنين؟؟..


صمتت مها دون ان تجيب..
ولكن قلبها اجاب عن هذاالسؤال..اجاب بكل الحب الذي يحمله..
اجاب بكلمةواحدة..حسام..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛هبط ما زن من على ظهر حصانة و ربت على ظهرة و قال متحدثا الى احد الزملاء: هلا اخذتة الى الاسطبل؟..


قال زميلة مبتسما: بكلسرور..


والتقط لجام حصان ما زن من يدة و اخذة الى الاسطبل..
فى حين غادر ما زن حلبةالسباق..
وتوجة بخطوات هادئة الى حيث الكافتيريا..
ولكنة توقف بغتة عندما سمع صوتشخص ما يناديه..
زفر بقوة و ملل و من بعدها قال: يا الهى .
.متي ستمل هذهالفتاة؟..


والتفت الى حنان التي اقتربت منه و قالت بحدة: لماذا تتجاهل نداءاتيوتتهرب من لقاءى يا ما زن؟..


قال ما زن ببرود: لانى سامت سماع كلماتك المكررة..


قالت حنان بعصبية: و لكن كنا دائما معا و لم تكن يوما تمل من سماع ما كنت اقولهلك..


قال ما زن و هو يرفع كفة منهيا النقاش: حنان اخبرتك ما ئة مرة ان ما بيننا كانفي حدود الصداقة فقط و لا يتعداه..


واردف و هو يهم بالابتعاد عنها: عناذنك..


ولكن حنان و قفت فو جهة و قالت: لم تكن يوما كذا يا ما زن..
كنت تعاملنيبكيفية مختلفة..
وانت تعلم جيدا ان مشاعرى لك تفوق حدود الصداقة..


دس ما زناصابعة بين خصلات شعرة و قال بسخرية: هل و عدتك بشيء؟..


قالت و فعينيها نظرةرجاء: و لكنك منحتنى اهتماما جعلنى …


صمتت دون ان تكمل عبارتها فقال ما زن بملل: ابتعدى عن طريقى اذا..


لم تتحرك من مكانها فقال ما زن و هو يزفر بحدة و يعقد ذراعيهامام صدره: و ما المطلوب منى الان؟..ان ابادلك المشاعر بالرغم منى امماذا؟..


قالت حنان بصوت خافت: فقط لا تتجاهلني..


ابعدين عن كيفية و سار مبتعداومن بعدها قال: ساحاول..


واردف بسخرية: مع انك مزعجة..


قالها و اكمل كيفية مغادراالنادي..
اكبر خطا فعلة بحياتة انه تقرب من حنان ليحصل على صداقتها فيوم..لميتخيل ان مشاعرها ستتعدي حدود الصداقة..
ولكن مع ذلك استمر معها حتي شعر بالملل منعبارتها الدائمة له و التي تشير الى ان مشاعرها تفوق الصداقة..
وحينها قرر ان يتركهاويتجاهلها .
.
ولكنها ظلت تلاحقة على الرغم من ذلك..
لهذا ليس ذنبة ان كانت لا تريدان تفهم انه لم يحمل اي مشاعر لها فيوم …


انطلق بسيارتة متوجها الى البيتوما ان وصل حتي غادر سيارتة و اقفلها بواسطة جهاز التحكم عن بعد..
وفى نفس اللحظةكان كمال ربما وصل بسيارتة و غادرها بدوره..
واتجة نحوة ما زن ليقول: انت تعلم بامرحفلة الغد اليس كذلك؟..


قال كمال بهدوء: بلى..


قال ما زن بحزم: اذا لا تغادرالمنزل و تترك الجميع ينتظرك و يسال عنك كما فعلت قبل ثلاثة اشهر..


قال كمالببرود: لن افعل..


واردف و هو يلتفت الى ما زن: بعدها ان هذي الحفلة مختلفة..
فابنةعمك المصون ستكون موجودة ايضا..


تطلع الية ما زن و قال بتساؤل: ما الذيتعنيه؟..


واصل كمال سيرة و قال بلامبالاة: لا شيء..


ولكن ما زن امسك بذراعهواوقفة قائلا: ماذا تعني بقولك ان ابنة عمك ستكون هنا هذي المرة؟..
ما الذياختلف؟..


ابتسم كمال ابتسامة باردة دون ان يعلق فقال ما زن بصرامة: لا تنسي ما قالة لنا و الدي..
لا يريد لاحد ان يعلم عن مقال ملاك..
اتفهم..


ابعد كمال ذراعمازن عنه و قال ببرود شديد: ذلك ليس من شانك .
.


قال ما زن بعبنوتة : بل من شانى .
.ملاك ابنة عمي .
.
وانت تعلم عواقب الامر لو وصل ذلك الامر الى اعمامي..


التفتلة كمال و قال: لا تخشي شيئا..
شقيقك ليس حقيرا..
واكمل كيفية دون ان ينطق بحرفزائد..
فى حين زفر ما زن بحدة و قوة..
ان كان يخشي على امر ملاك ان ينكشف .
.
فيجب انيخشي من كمال..
فباسلوبة اللامبالى قد يخبر اي من اعمامة عنها لو سالوة عنملاك..


واصل ما زن كيفية الى داخل البيت..وابتسم بسخرية عندما راي مها جالسة فيالردهة تتطلع الى الخاتمين اللذين ترتديهما و تتحدث الى نفسها قائلة: ايهما ارتديهللغد؟..
هذا ام ذاك؟..
لا اعلم ايهما احلى فكلاهما…


تقدم منها ما زن و قاليقاطعها و هو يجلس على مقعد مجاور لها: و اخيرا و جدت الدليل الذي يثبتجنونك..


التفتت له مها و لم تهتم بسخريتة التي اعتادتها و قالت و هي ترية الخاتمين: ايهما اجمل؟..


قال ما زن بلا اهتمام: لا اعلم..


قالت مها بملل: لا فوائد ترجىمنك..


ومن بعدها اردفت فسرعة و كانها تذكرت شيئا ما : ما زن .
.
ما ذلك الذي قلتهلملاك؟..


تطلع اليها بنظرات مستغربة و قال: ماذا قلت؟..


قالت مها بخبث: لم قلتلها انني انا من طرق باب غرفتها؟..


قال ما زن و هو يلوح بكفه: بحثت عن حجة لابررلها طرقى لباب غرفتها..


قالت مها و هي تتنهد فجاة: ما زن ابتعد عن ملاك..


تطلعلها ما زن بدهشة و عيناة متسعتان و قال: مها هل بعقلك خلل ما ؟..


قالت مها بجدية: ما زن ملاك ليست كاى بنت عرفتها..
انت بنفسك تراها قليلة الخبرة لا علم لهابالحياة..


قال ما زن و دهشتة لم تفارقة بعد: و ماذا فعلت بها؟..


قالت مها و هيتتمالك اعصابها: اهتمامك فيها الزائد عن الحد جعلها تراك كشخص مختلف..


قال ما زنوهو يسترخى على المقعد: انا اعاملها كابنة عم لا اكثر..


قالت مها بحدة: و هل تعلمهى معني ان تعاملها كابنة عم..
انها تظن انك مهتم لامرها..
وانا متاكدة مليونبالمائة انها مخطئة و انك من المستحيل ان تفكر فيها..


قال ما زن و هو يدافع عننفسه: انها ابنة عمي..


قالت مها و هي تعاتبه: و لكن لن تنظر اليها فحياتك اينظرة اخرى..
لهذا اقول لك ابتعد عنها..
انها ستقضى اسبوعا واحدا هنا فدعة يمضى علىخير..


(انها ستقضى اسبوعا واحدا هنا فدعة يمضى على خير)..
مثل العبارة التيقالها لكمال ذات يوم بعد ان جرح ملاك بكلماتة .
.
لقد قالها يومها لكمال حتي لايضايق ملاك..
فلم تقولها له مها الان؟..


والتفت لمها ليقول: ارجوك يا مها..
انملاك ابنة عمي و انا اعطف على حالتها ليس الا..


قالت مها و هي تومئ براسها: اعلمهذا..
ولكن كيف لملاك ان تفهم ذلك الامر..
صدقنى لو احست باى مشاعر تجاهك فستكون فيموقف لا تحسد عليه..
ملاك طفلة لم تري الحياة بعد..
فارجوك لا تكن اسباب فيالامها..


قال ما زن و هو يتنهد: ساحاول..
اية اوامر ثانية انسة مها؟..


ابتسمتمها و قالت: لا ابدا..
ثم ان ذلك فصالحك انت و ملاك..
فحتي و الدها يرفض صلة القربىالتى تربطنا بملاك..
فكيف لو علم ان الامر ربما بتعدي ذلك..


نهض ما زن من مقعده..
وقال بحدة: اخبرتك اننى ساحاول .
.هذا يكفي..


قالها و مضي فكيفية و من بعدها ابتسمبسخرية و هو يتحدث الى نفسه: ( ليت المشكلة تكاد تكون منحصرة على ملاك فقط يامها..)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اضواء الثريات التي امتلات الردهة فيها و جماعاتالناس ال كبار التي اجتمعت فذلك اليوم..
والخدم اللذين كانو يوزعون الماكولاتوالمشروبات على المدعوين..
كل ذلك جعل ابتسامة رضي ترتسم على شفتي امجد..
علي انحفلتة تسير على خير ما يرام..


فى حين كان ما زن و اقفا مع حسام و كمال و عدد منابناء عمة و قال ما زحا: اعلم انكم ربما جئتم اليوم الى الحفل من اجل الطعامفحسب..


قال حسام مبتسما: اظن ان ذلك هو شعورك انت..


قال كمال بابتسامة باردة: صدقت..


تحدث احد ابناء عمة و قال متسائلا: لم نر اختك مها حتي الان..
اينهي؟..


قال ما زن و هو يهز كتفيه: طبعا لا تزال فغرفتها تتزينللحفل..


التفت له حسام و قال: و لم تسال عنها يا (احمد)؟..


اجابة احمد ابن عممازن مبتسما: مجرد سؤال..
ثم انني اريد رؤيتها لان مر وقت طويل لم ارها به او اسلمعليها..


تقدمت منه احدي الفتيات و قالت مبتسمة: يالك من كاذب..
طوال طريقنا الىهنا و انت تسال عن مها..


تطلع اليها احمد و قال بحنق: ذلك ليس من شانك ياندى..


تطلعت ندي الى ما زن و قالت له: ارايت كيف يعامل شقبقتة ابن عمكهذا؟..


قال كمال ببرود: لا اظن ما زن اروع منه حالا..


التفت له ما زن و تطلع لهبنظرة غاضبة..ومن جانب احدث كانت مها تتحدث الى ملاك فغرفتها و قالت و هي تتطلع الىنفسها فالمراة: ما رايك بالفستان يا ملاك؟..


تطلعت ملاك اليها و شاهدتها و هيتلتفت لها و تقف فمواجهتها .
.
كان فستان مها ذا لون يجمع بين الارجوانى و الازرق..
يتلالا باحجار كريمة صغار اعلي الفستان..
لهذا قالت ملاك عنها انها ستبدواكالنجمة..فقد بدت و هي ترتدية و كانها نجمة متلالاة و سط النجوم..ورفعت شعرها المتموجلتترك خصلات منه تسقط على جبينها .
.وابتسمت ملاك لتقول بانبهار: جميل جدا..


قالتمها باستغراب: لم اعنى فستانى بل فستانك..


تطلعت ملاك الى نفسها و التي كانتترتدى فستان ابيض اللون و ذلك ما اثار دهشة ملاك عندما قالت مها ان الفستان يشبهها..
ولكن مها عنت بذلك بياض قلبها الذي يشبة اللون الابيض الصافي و النقي..كانت الورودالصغيرة تتناثر عند الكتف .
.
لتصنع بما يشبة الخيوط..
وكانت اكمامة شفافة .
.
فى حينابعدت خصلات شعرها الى الخلف بواسطة تاج فضى اللون..
اقترحت مها عليها انتشتريه..وقد بدت كالملاك حقا ففستانها هذا..


وازدردت ملاك لعابها لتتطلع الىنفسها و من بعدها تقول بتوتر: لا اعلم..
هل يبدوا شكلى مناسبا حقا للحفل؟؟..


قالتمها و هي تهبط الى مستواها و تمسك بكفها: بل اكثر من ذلك..
انت رائعة جدا..
وهذاالفستان يزيدك جمالا..


قالت ملاك بابتسامة مرتبكة: حقا؟..


اومات مها براسهاومن بعدها قالت: ما رايك ان نخرج الان للحفل..
الجميع ينتظرنا بالخارج..


قالت ملاكبصوت خافت: اشعر بالارتباك و التوتر..
لاول مرة احضر حفلة ما ..


ربتت مها على كفهاوقالت: لا تجعلى شيئا يربكك..
الامر عادي جدا..
سنستمتع بالحديث و من بعدها سنتناولالاكل .
.
وفى النهاية سيغادر الجميع..


ترددت ملاك و ظلت صامتة..
فلمحت مها هذاالتردد عليها و قالت مبتسمة: هل نخرج الان ام تريدين ان تسترخى قليلا؟..


التقطتملاك نفسا عميقا و من بعدها قالت بابتسامة شاحبة: لا داعي..
فلنخرج..


اومات مهابراسها و دفعت مقعد ملاك امامها لتفتح الباب و من بعدها تظهر من الغرفة..لتفاجا ملاكبالاعداد ال كبار من الناس الموجودة فالحفل..وقالت بارتباك: انهم كثر..


مالتنحوها مها و همست فاذنها قائلة: دعك منهم و لنهتم نحن بشؤوننا الخاصة..


توترتملاك و هي تري مها تدفعها بين جماعات الناس .
.وكورت قبضتيها لتمنع ارتجافةاناملها..واخيرا قالت متسائلة: هل يعرف عمي جميع هؤلاء الاشخاص؟..


مالت مها نحوهاوقالت: اجل انهم من رجال الاعمال و اقرباءنا موجودون هنا ايضا..


واردفت بصوتخافت: لهذا لا تحاولى الاشارة الى ان و الدى هو عمك..
اتفقنا..


اومات ملاك براسهاولم يفارقها توترها و ارتباكها بعد..ومن بعيد..
كان ما زن يتحدث الى احمد حين فاجاهصوت حسام و هو يقول:واخيرا و صلتا..


التفت ما زن الى حيث يتطلع حسام و قال بسخرية: و اخيرا هبطت الاميرتين من قصرهما العاجي..


وتحرك باتجاهما و قبل ان يصل الى حيثهما ببضع خطوات..
وجد نفسة يقف و يتطلع الى ذلك الملاك الرقيق الذي يجلس امامه..
نظرات الانبهار لم تبارح عينية و هو يتقدم منهما .
.
ومن بعدها اطلق صفيرا عاليا و اعقبهبان قال بانبهار و اعجاب:واخيرا تكرمت احدي الاميرات بزيارة منزلناالمتواضع..


كانت نظراتة مثبتة على ملاك ففهمت انه يقصدها بكلامه..
فتوردتوجنتاها بحمرة الخجل و هي تطرق براسها..
فاقترب منها و قال مبتسما و هو يتطلع الى مها: ما اسم الاميرة التي تجلس امامي يا ايتها الوصيفة؟..


قالت مها ببرود: لو لم نكنفى حفل لاريتك من هو الخادم هنا..


اقترب حسام من مها فتلك اللحظة و قال مبتسماوفى عينية نظرة اعجاب: هذي انت يا مها..
صدقينى لم اعرفك لولا ان رايت ملاك معك..
تبدين مختلفة كثيرا..


تطلعت الية مها بنظرات خجلة فقال مستطردا و هو يتطلع اليها: تبدين كانك نجمة ذلك الحفل اليوم و …


قاطعة صوت احمد الذي تقدم من مها بدورهوقال بابتسامة و اسعة: تبدين جميلة الجمال ذلك اليوم يا مها..


لم تزد مها علىابتسامة مجاملة و ان تقول: شكرا لك..


والتفت الى حسام التي رات نظرات الضيق فيعينية لمقاطعة احمد له .
.وربما كانت نظراتة هذي تحمل معني اخر..
او قد هي منتتخيل هذا و تتمناة فالوقت ذاته..


وفى تلك اللحظة قال ما زن و هو يتحدث الى مها: لم تاخرتما جميع ذلك الوقت يا مها؟..


قالت مها و هي تتطلع الى ملاك: ملاك كانتمتوترة من الاعداد الموجودة فالحفل..


(اسمها ملاك اذا..)


التفت ما زن فحدةوسرعة الى مصدر الصوت..
وعقد حاجبية دون ان يعلق..
فى حين ازدردت مها لعابها و قالتبتوتر: عمي فؤاد..
اهلا بك..


ابتسم فؤاد و من بعدها قال و هو يتطلع الى ملاك : من هذهالرائعة التي معك يا مها؟..


قالت مها و هي تتحاشي نظرات عمها: انهاصديقتي..


قال عمها بابتسامة خبث: و حسبما سمعت فان اسمها هو ملاك..


لم تجب مهاوظلت صامتة فحين اجابة ما زن بلا اهتمام: اجل اسمها هو ملاك..


التفت لها فؤادوقال متسائلا: و ما اسم و الدك يا ملاك؟..


فتحت ملاك شفتيها و همت بنطق شيء ما .
.
ولكن ما زن اسرع يقول: اسمه محمود..
اليس ايضا يا مها؟..


اومات مها براسهاايجابيا بتوتر..وتطلعت الى حسام بقلق الذي ابتسم يطمئنها..فاردف ما زن و هو يبتسمويتطلع الى عمه: فحسبما سمعت منذ فترة ان و الد ملاك يعمل فاحد البنوك التجارية .
.


كان ما زن يريد ان يضرب عصفورين بحجر واحد..
فمن جانب ينقذ ملاك من الموقفالتى هي فيه..
ومن جانب احدث يبعد انظار اعمامة عنها عندما يعلمون ان و الدها ليسشقيقهم خالد الذي هو ما لك احد الشركات بقوله ان و الدها يعمل فاحدالبنوك..


فقال عمة و هو يضع كفة اسفل ذقنه: هكذا..


ومن بعدها التفت عنهم و قالمبتسما و هو يلمح كمال: عن اذنكم اذا..


كان ما زن يتابعة بنظراتة و لكنة لم يدرك انعمة يتوجة الى حيث كمال فالتفت عنه و قال متحدثا الى حسام: اتشعر بالجوع؟..


قالحسام بهدوء: بلى..


– اذا تعال معى .
.


غادر حسام مكانة بعد ان القي نظرة اخيرةعلي مها و احمد .
.فى حين لم تجد ملاك ما تفعلة سوي التطلع لما حولها..
وسقطت عيناهابغتة على كمال..
وشاهدتة فتلك اللحظة يبتسم و هو يتطلع باتجاهها و فعينية بريقاعجاب..
واستغربت ملاك نظراته..
لاول مرة تختلف نظراتة من البرود الىالاعجاب..خصوصا ان كانت هي المعنية بتلك النظرات .
.
ولكن كمال التفت عنها بغتةعندما شعر باحد يقترب منه و قال بهدوء: اهلا بك يا عمي..


تطلع له فؤاد و قال و هويضع يدة على كتفه: كمال انت مختلف عن اخوتك و لهذا فقد جئت لاسالك انتبالذات..


التفت له كمال و قال متسائلا: عن ما ذا؟..


قال فؤاد و هو يضغط على حروفكلمته: ملاك..


– ماذا بها؟..


قال عمة و هو يضيق عينيه: من تكون؟..


التفتكمال الى ملاك و ربما كانت لا تزال تنظر الية و دهشتها لم تفارقها بعد..راىفى نظراتهاالبراءة..راي فملامحها الطفولة..
وكل ذلك جعلة يشفق على حالها و يلتفت الى عمهليقول: انها صديقة مها..


قال عمة بضيق و كان جواب كمال لم يعجبه: حتىانت..


قالكمال و هو يهز كتفية و كانة لم يفهم ما يعنية عمه: ماذا تعني؟..


قال عمة بحدة: لاشيء..
اخبرنى ما اسم و الدها؟..


– لست ادري..


احس فؤاد بالغيظ من اسلوب كمالاللامبالي..
فقال و هو يبتعد عنه: فليكن..


وغادر مكانة ليتوجة الى حيث مجموعة منالرجال و قال و هو يضع يدة على كتف احدهم: اريد ان اتحدث معك قليلا يا عادل..


قالعادل و هو يعتذر من الرجال اللذين كان يتحدث معهم: عن اذنكم..


والتفت عنهم ليقوللفؤاد: ماذا حدث؟..


قال فؤاد و هو يتطلع بطرف عينة الى ملاك: ملاك هنا..


قالعادل بحيرة: من هي ملاك؟..


قال فؤاد بعصبية: ابنة شقيقك خالد .
.
ملاك..
انهاهنا..


قال عادل بدهشة: حقا..
واين هي؟..


قال فؤاد و هو يزفر بحدة و قوة: لستاعلم بعد ان كانت هي ام لا..
ولكن اشك بانها هي بنسبة سبعون فالمائة..


قالعادل فسرعة: حسنا و اين هي تلك التي تشك فكونها ابنة خالد؟..


اشار فؤاد اليهابطرف اصبعة و قال: تلك التي تجلس هناك..


واردف فؤاد قائلا: اولا هي فسن ملاكتقريبا و ثانيا هي عاجزة كما ترى..
كما و ان اسمها هو ملاك..


قال عادل بدهشة و هويلتفت لشقيقه: تلك هي ملاك؟
..
لقدتغيرت كثيرا..
باتت بنت فكامل انوثتهاورقتها..


واردف قائلا و هو يعقد حاجبيه: و لكن كيف لنا ان نتاكد ان كانت هي ملاكنفسها ام لا؟..


– لقد سالت ابناء امجد و جميعهم يرفضون البوح بالحقيقة..
لهذالابد ان اجد و سيلة لمعرفة الحقيقة..


قال عادل متسائلا: و ما هي هذهالوسيلة؟..


قال فؤاد بمكر: ان اقرب الطرق لمعرفة اسرار اي منزل..
سؤال من يعملونفيه..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ضحكت مها و قالت و هي تلتفت الى احمد: احقا سكبتالعصير على فستان ندي فالحفلة الماضية؟..


قال احمد و هو يضحك بمرح: لقد كانتتستحق ذلك..


قالت ندي بحنق: لقد احرجنى يومها كثيرا و غادرت الحفلة بفستانمتسخ..


اقترب منهم فتلك اللحظة ما زن و حسام و قال الاول: اضحكونا معكم..


كادتمها ان تهم بقول شيء ما ..
ولكنها اثرت الصمت و هي تري حسام يقترب منهم و لم تدلملامحة على اي شيء مما فاعماقه..وقال ما زن فتلك اللحظة و هو يلتفت الى ملاك: اتريدين ان تتناولى شيئا ما يا ملاك؟..


قالت ملاك و هي تهز راسها نفيا: لا شكرالك..


همس ما زن باسمها و هو يتطلع اليها: ملاك..


رفعت عينيها الية و قالتبارتباك و هي تري عينية اللتان تطلعان اليها: ماذا هناك؟..


قال مبتسما : تبدينجميلة ذلك اليوم..


رفعت ملاك حاجبيها بدهشة من ذلك التصريح المفاجئ منه و امام الجميع..ومن بعدها لم تلبث ان خفضت عيناها بخجل و ازدردت لعابها بارتباك..
فى حين تطلعتمها الى ما زن بنظرة حانقة و كانها تذكرة بما دار بينهم من حديث بالامس..
ولكنة لميابة بكل ذلك و هو يتطلع الى ملاك..فى حين قال حسام مبتسما: ما اخبارك يا احمد..
وانت ايضا يا ندى؟..


قال احمد و هو يهز كتفيه: لا شيء مهم..
الدراسةوالنادي..


اما ندي فقد قالت: لا تهمنى الدراسة..
ما يهمنى هو حضور كهذهالحفلات..


قال ما زن و هو يلتفت الى ندى: لا تنسى يا ندي حضور سباق الخيل بالنادي..


قالت ندي بدلال: و كيف لى ان انسي حضور سباق سيشارك به ابن عمي العزيزمازن..


قالت مها مبتسمة: و لم ما زن بالذات؟..
حتي كمال سيشارك به .
.


لم تابهملاك بما قيل..
كل ما كان يهمها فتلك اللحظة..
هو حديث ما زن الى ندى..
ورد ندىعليه..
يبدوا مهتما بحضور ندي السباق؟..
ولم لا انها ابنة عمه؟..ولكننى انا ايضاابنة عمه..
لم لم يسالنى انا كذلك عن رغبتى فالحضور لمشاهدة السباق؟..
ربما لانهيعلم بامر حضورى الى النادى يومها..
ربما..


وقالت ملاك بغتة عندما لاحظت و قوفكمال و حيدا: لماذا يقف كمال و حيدا؟..


التفت ما زن الى كمال و من بعدها قال و هو يهزكتفيه: دائما هو هكذا..


قالت ملاك و هي تلتفت الى مها: نادية لياتى و يتحدثمعنا..


قالت مها مبتسمة: لن يقبل..


لم تضف ملاك بقول اي شيء..
فى حين همساحمد لمازن قائلا: تبدوا رائعة ملاك هذه..
وان كان ما يفسد جمالها هو عجزهاهذا..


التفت له ما زن و قال بهمس : ليس ذنبها ان كانت عاجزة .
.فهذا هو قضاء اللهوقدره..


قال له احمد بهدوء: اعلم و لكنى اقول رايى فقط..


– احتفظ فيه لنفسك..


وعاد ليلتفت الى ملاك و يتطلع اليها..
وفى عقلة عادت تلك الكلمات لتدور فراسه..


((انة يرفض اللعب معي))


((دعك منه))


((العب انت معى اذا))


((لا باس))


وعاد هذا السؤال يتردد فعقلة و هو يدس اصابعة بين خصلات شعرة : (هل انت يا ملاك من جمعتنى فيها هذي الذكريات؟
..هل انت هي؟
..)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and nahlahkb like this.


الجزء التاسع

“..
تاخر .
.”


صوت طرقات على الباب جعلها تفيق من نومها على الرغم من انها لم تنم الافى وقت متاخر من الليل بسبب تلك الحفلة..
واحست بالصداع يغزو راسها لكنها لم تهتم كثيرا و اولت اهتمامها لمن يطرق الباب و قالت بصوت حاولت ان تجعلة عاليا قدر الامكان: من؟..


جاءها صوت مها و هي تقول: هل يمكننى الدخول يا ملاك؟..


اسرعت ملاك تعتدل فجلستها و تقول فسرعة: بالتاكيد..


فتحت مها الباب و قالت بابتسامة باهتة: معذرة اعلم انني مزعجة و ربما ايقظتك فو قت مبكر..
ولكن هنالك امر يخصك يتوجب على اناخبرك اياه..


قالت ملاك بدهشة: قبل ان تخبرينى ما هو..
اخبرينى ما الذي ايقظك فيهذا الوقت المبكر ؟
..


هزت مها كتفيها و قالت: لقد اعتدت ذلك حتي لو نمت فو قتمتاخر الليلة الماضية..


واستطردت و هي تتقدم منها و تجلس على طرف الفراش: فالحقيقة يا ملاك..
لقد اتصل و الدك قبل ساعة..


قالت ملاك فلهفة: حقا؟..وماذاقال؟..
هل هو بخير؟..
وما هي احواله؟..الم يقل متي سيعود؟..
اخبرينيارجوك..


ازدردت مها لعابها و من بعدها قالت: انه بخير..
ولكنة قال انه لن يعود نهايةهذا الاسبوع..


رددت ملاك بذهول: ماذا لن يعود؟..


اومات مها براسها فتوتر..
فقالت ملاك و هي تشعر بغصة مرارة فحلقها: و لكن لماذا؟..
لقد و عدنى ان يعود فاسرعوقت ممكن..


قالت مها بهدوء و هي تمسك بكفها: لقد اضطر الى ذلك..
والا لما تركك وقت اطول هنا..
تعلمين كم يخشي عليك .
.لقد قال لى انه لم ينهى اعمالة و انه استجد ما يلزمة البقاء خارج البلاد..وربما يعود بعد اربعة ايام..


اشاحت ملاك و جهها عن مها و قالت و هي تحاول ان تمنع الدموع من ان تسيل على و جنتيها: الم يطلب الحديث الي؟..


اومات مها براسها و قالت: بلي فعل..
واكثر من مرة..
ولكنى اخبرتة انك نائمة بعد حفلة الامس..


قالت ملاك و هي تزدرد لعابها لعلها تسيطر على دموعها: اذا فسابقي هنا مدة اطول..


قالت مها و هي تميل نحوها: ايزعجك هذا؟..
اهنالك من يضايقك هنا؟..


اسرعت ملاك تقول: لا ابدا..
ولكنى اشتقت الى ابي كثيرا و اريد رؤيتة و الاطمئنان عليه..


قالت مها و هي تربت على كتفها: سيعود اليك و هو على ما يرام باذن الله..ولكن لا تخشى شيئا..
وحاولى ان تصبرى على ابتعادة حتي يعود..


قالت ملاكوهي تتنهد: انها المرة الاولي التي يغيب عنى جميع ذلك الوقت..
ابي هو جميع حياتي يامها..
لم اعرف فحياتي سواه..
ومنذ ان فتحت عيناي على العالم و انا ارة امامي .
.
هومن كان بجانبى فكل خطوة اخطوها..
الكل رحل و تركنى فيما عداة هو..
لم يابة احد بيغير ابي الذي هو عالمي كله..


شعرت مها بالحزن العميق الذي تحملة ملاك بين طياتقلبها و مشاعرها .
.
وهي تسمع جميع كلمة تنطقها هذي الاخيرة .
.
وكان المرارة تقطر منحروف كلماتها..
وحاولت مها التخفيف عنها فقالت بابتسامة باهتة: و من قال لك اننا لوعلمنا ان لدينا ابنة عم رائعة مثلك لتركناها..
كنت ستريننا جميع يوم عندما ناتيلزيارتك حتي تملى من رؤية و جوهنا..


قالت ملاك و هي تلتفت لها: ليت ذلك ممكن..
ليتكم تاتون بالفعل معي..
لقد مللت الوحدة..
اتمني ان اعيش كبقية البشر .
.
لدياقارب و اخوة..
ولست و حيدة و سط بيت =اكاد اكون احد اثاثه..


قالت مها فسرعة و هيتمسك بكفها: لا تقولى ذلك..
نحن سنكون على اتصال دائم..
سامنحك رقم هاتف منزلناورقم هاتفى المحمول ان اردت..
اتصلى بنا على الدوام..
وسنتصل بك نحن ايضا..
فمنلدية بنة عم مثلك..
كيف يستطيع التفريط فيها؟..


تطلعت لها ملاك و فعينيها بدىالتاثر لما قالتة مها..
فقالت مها بابتسامة: ما بالك؟..


قالت ملاك بصوت اقربللهمس: اشكرك..


– على ما ذا؟..لم افعل شي…


قاطعتها ملاك قائلة و هي تضعكفها على شفتي مها: بل فعلت العديد لاجلى .
.
لو تعلمين كم انا ممتنة لك..


واردفت بصوت اقرب الى البكاء و هي تسقط بين ذراعى مها: يا اختي العزيزة..


تطلعت لها مهابدهشة لوهلة و هي تراها تبكي بين ذراعيها على ذلك النحو..ومن بعدها لم تلبث ان ابتسمتبحنان و لم تجد ما يمنعها من احاطتها بذراعيهابدورها…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اسرع ما زن يهبط على درجات السلم و هو يطلق صفيرامن بين شفتية كعادته..
وسار فالردهة بخطوات هادئة..
ولكنة بغتة التفت الى غرفةملاك..
وعقد حاجبية بعد ان خطر على ذهنة امر حيرة طويلا و اراد السؤال عنه..وتوجهالي مكتب و الدة و طرق الباب عدة مرات..
وعندما سمع صوت و الدة يدعوة للدخول..
دخل الىالغرفة و اغلق الباب خلفه..
ومن بعدها تقدم من و الدة ليقول بابتسامة: كيف حالك ياوالدي؟..


رفع امجد راسة ال ما زن و من بعدها قال و هو يعيد انظارة للملف الذي بينيديه: اخبرنى ماذا تريد بسرعة..


اتسعت ابتسامة ما زن و قال و هو يحتل احد المقاعدالمجاورة لمكتب و الده: اذا فقد علمت انني جئت اليك لسبب ما ..


قال امجدبلامبالاة: لا اخالكم تاتون لالقاء التحية على قبل مغادرتكم للمنزل..
لابد و ان يكونهنالك سببا ما ..


اسرع ما زن يقول: هذا لانك فاغلب الاوقات تغادر قبلنا ياوالدي..
لهذا لا نعلم ان كنت بالمنزل و قتها ام لا..


قال امجد بسخرية و هو يرفعراسة له: و ربما علمت الان عندما احتجت الى شيء ما ..


واردف بنفاذ صبر: اخبرنيمالديك بسرعة..
فلدى عمل..


صمت ما زن للحظات و من بعدها قال: اردت ان اسالك عن ابنةعمي..


عقد و الدة حاجبية و من بعدها قال: اتعني ابنة عمك ملاك؟..


اوما ما زن براسهايجابيا..
فقال و الدة بحدة: و اليس لديك شخص احدث لتسال عنه ؟
..
فى جميع مرة تاتى اليلتسالنى عن هذي الفتاة .
.


– و لم انت متضايق يا و الدي؟..
انها ابنة اخيك..


لوحامجد بكفة و قال: اعلم..
والان تحدث فالامر مباشرة او اخرج من المكتب..


تساءلمازن فجاة: هل ستظل عاجزة الى الابد؟..


تطلع له و الدة بغير فهم و من بعدها قال: ما الذي تعنيه؟..


قال ما زن و هو يزفر بحدة: كلامي لا يحمل سوي معني واحد يا و الدي..
ملاك ستظل حبيسة مقعدها الى الابد؟..


صمت امجد قليلا و من بعدها قال: و الدها هوالمسئول عن ذلك الامر و ليس نحن..


اوما ما زن براسة و من بعدها قال: اعلم..
وبكل تاكيدفوالدها مستعد لان يدفع لها جميع ما يملك من ما ل لكي تشفي من عجزها هذا..
اليسكذلك؟..


قال امجد بلامبالاة: ربما..


اردف ما زن و كانة لم يسمع و الده: و بما انملاك لازالت عاجزة .
.
فهذا يعني انه لم يجد و سيلة حتي تشفي من عجزها ذلك حتىالان..


قال و الدة باهتمام هذي المرة: معك حق..


قال ما زن متسائلا: ما اريدمعرفتة يا و الدي..
هو متي هي احدث مرة اخذها و الدها من اجل ان يجد علاجا لحالتهاهذه؟..


– ذلك السؤال ستجيبك عنه ملاك و حدها..ولكن لماذا تسال سؤالاكهذا؟..


ابتسم ما زن و قال: الم تعرف بعد لماذا يا و الدي؟..
ان العلم يتقدمباستمرار و من يدري..
ربما و جدت املا يقود ملاك الى الشفاء..


واردف و هو ينهض منمقعدة قائلا: ساذهب لرؤيتها و التحدث اليها بهذا الخصوص..


ومن جانب احدث كانت مهاتقول لملاك فتلك اللحظة: اعرف انك تحبين التجوال فحديقة منزلنا..
ما رايك لوتستبدلين ملابسك و نخرج اليها؟..


هزت ملاك راسها نفيا..
فقالت مها مبتسمة: و لمهذا العناد؟..
فلتغيرى من نفسيتك قليلا حتي تشعري بالراحة و ال…


بترت مهاعبارتها عندما سمعت طرقا على الباب..
والتفتت الى الباب لتقول بملل: من؟..


جاءهاصوت ما زن و هو يقول: انا..
هل استطيع الدخول؟..


اسرعت مها تنهض من مكانها و تقولفى سرعة و هي تتوجة نحو الباب: لقد فقد شقيقى عقلة و لا شك..
يريد دخول غرفة نوم ابنةعمة هكذا..


ابتسم ملاك بحرج..
فى حين فتحت مها الباب و قالت و هي تطل براسها منخلفه: ماذا تريد؟..


قال و هو يبتسم و يصطنع الدهشة: من مها؟..
انت هنا؟..


رددتبملل: ماذا تريد؟..


قال و هو يشير الى الداخل: اريد ان اتحدث مع ملاك..


قالتمها فحنق: عندما تظهر من غرفتها .
.
يمكنك الحديث اليها..
ثم انها الان ليست فيمزاج رائق يسمح لها بالحديث معك..عن اذنك..


قالتها و اغلقت الباب بقوة..
فقالمازن بحنق و هو يبتعد عن الغرفة: ستندمين يا مها..
لا احد يتحدث الى ما زن امجدهكذا..
ستندمين على فعلتك هذه..


وتوجة ليغادر البيت..وقد غاب عن ذهنة اسباب قدومهالي غرفة ملاك و ما كان يريد ان يحادثها بشانه…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(اذا .
.
فحتي الخدم لم يعطوك اجابة مقنعة او و اضحة)


قالها عادل و هو يجلس على احد المقاعدفى مكتب فؤاد بمنزله..
فقال ذلك الاخير بضيق: بصراحة لم اتوقع ابدا ان لا يمنحنى منيعملون فمنزل امجد اجابات شافية عن اسالتي..
علي الرغم من انني عرضت عليهم مبلغوصل الى الف قطعة نقدية .
.


قال عادل بشك: قد لم تكن هي فعلا..


قال فؤادبحدة: بل هي ملاك..
انا و اثق..
انت رايتها بنفسك..
انها تشبة و الدتها كثيرا..ولهانفس عينين خالد..


اوما عادل براسة و من بعدها قال: انا معك فانها تشبة و الدتها..
ولكن اين هو الدليل على انها ملاك ابنة خالد فعلا؟..


قال فؤاد بعصبية: انا و اثقانة امجد و لاشك..
تدارك الامر بسرعة..
وحرص على الخدم ان لا يبوحوا بالامر ابدا..
وطبعا منحهم مبالغ كبار حتي يحفظوا السر..


قال عادل بغير اقتناع: اتظنذلك؟..
اننا نحن من نملك شركاتة تقريبا و لو فعل اي شيءضدنا فهو يعلم جيدا انناسنهددة بسحب راس ما لنا من شركاته..


قال فؤاد و هو يلوح بكفة بعصبية: لست اعلم..
لست اعلم .
.
كل ما اعرفة ان هذي الفتاة هي ملاك..
وعلينا ان نتاكد من هذا ان عاجلااو اجلا..


سالة عادل قائلا: و لو تاكدت انها ملاك فعلا..
ما الذي ستفعلهحينها؟..


ابتسم فؤاد بدهاء و من بعدها قال: حينها سيكون خالد فقبضتنا هو و اموالهوشركاتة و ابنته…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛اجتمعت العائلة حول المائدة كالعادةعند وقت الغداء .
.وكانت ملاك تتناول طعامها و قتها كما اعتادت ان تتناولة و هي فيايامها الاولي فمنزل عمها..
بشرود و دون ان تشعر للطعام اي مذاق او طعم..
كيف لاوهي تجد و الدها سيتاخر عن الحضور لاكثر من اسبوع و هي التي لم تعتد على غيابة لاكثرمن ثلاثة ايام فحسب..


ولاحظ امجد شرودها و عدم رغبتها فتناول اي شيء من طبقها..
فسالها قائلا: ماذا بك يا ملاك؟..


التفتت له ملاك و قالت و كانها للتو ربما تنبهتلوجودها بينهم: ماذا قلت يا عمي؟..


قال امجد بهدوء: قلت ماذا بك؟..
وما الذييجعلك شاردة جميع ذلك الوقت؟..


قال ما زن بسخرية فتلك اللحظة: طبعا تفكر فيمن اهداها تلك القلادة..


لم يعلم ما زن ان عبارتة صحيحة تماما..
ذلك لانة لا يعلممن اهداها تلك القلادة اصلا..
فى حين قالت مها و هي تلتفت الى و الدها: لقد اتصل عميخالد اليوم يا ابي..


التفت لها امجد و ما زن فاهتمام فحين اكتفي كمال بارهافالسمع..
فاردفت مهاقائلة: و لقد قال انه قد سيتاخر لاربعة ايام اخرى..


قال ما زنبابتسامة: حقا؟..
هذا امر يدعو للسروربكل تاكيد..
ما دامت ملاك ستبقي هنا و قتاطول..


تطلعت له ملاك بضيق..
ايظن انها راغبة فالبقاء هنا لوقت اطول بعيدة عنوالدها..
لا ابدا..
انها تريد ان يعود و الدها فاسرع و قت..
حتي ان كان ذلك اسباب فيوحدتها..
المهم ان تراة يوميا و تتحدث اليه..
وتتطمان الى انه معها فنفس البلاد .
.
نتظرة بفارغ الصبر فنهاية جميع يوم حتي يمنحها و لو القليل من حنانة و كلماتهالدافئة…


وقال امجد باهتمام: و لم لم تخبرينى انه اتصل قبل الان؟..


قالت مهاوهي تلتفت الى ملاك: لقد اخبرت ملاك اولا لانى علمت ان الامر يهمها اكثر من اي شخصاخر..


قال ما زن و هو يحاول ان يضفى بعض المرح: و ان كانت تريد الحديث اليه..
فانامستعد لامنحها هاتفى لتتصل به..
بشرط ان لا تسكب دموعا..


التفتت له ملاك و رمقتهبنظرة تجمع ما بين الضيق و الحزن..
واحس ما زن بالدهشة من نظرتها هذي .
.
فى حينالتفتت عنهم ملاك لتقول : لقد شبعت..


واستدارت بمقعدها عن المكان..لتتحرك بينارجاء الردهة مبتعدة عن طاولة الطعام..
وبينما هي تفعل لم تنتبة لعجلة مقعدها التياصطدمت بغتة برجل الطاولة الصغيرة الموجود بالردهة..
وشهقت ملاك بقوة و هي تري نفسهاتسقط من على مقعدها اثر الاصطدام .
.وشعرت بالام مبرحة بظهرها و وجدت نفسها تطلق اناتالم دون ان تصرخ طالبة المساعدة..حاولت رفع نفسها مرارا و تكرار دونما فوائد بواسطةذراعيها..
وهي تشعر بالام ظهرها المبرحة و برجليها العاجزتين تماما..
وضربت بقبضتهاالارض بقوة و هي تهتف فصوت حمل فطياتة العديد من الالم و المرارة: تبا..
تبا..
اريد النهوض..
لا اريد مساعدة من احد..
اريد ان انهض و حدي..


رات دموع عينيهاتتساقط على كفيها دون ان تشعر بها..
لم تابة بكل ذلك و هي تري نفسها عاجزة..
لاولمرة تشعر بالم كونها عاجزة و هي تري نفسها ملقاة على الارض دون ان تكون قادرة علىمساعدة نفسها…


وعلي طاولة الطعام..
عقد ما زن حاجبية و قال و هو يرهف سمعه: اتسمعون .
.
انة صوت ملاك؟..


ارهفت مها سمعها بدورها و من بعدها قالت: اظن انها هيحقا..


اسرع ما زن ينهض من مكانة و قال فسرعة: ساري ما بها..


لحقت فيه مهاوقالت فسرعة : ساتى معك..


لم يهتم ما زن بما قالتة .
.
فقد تحرك بخطوات سريعةبين ارجاء الردهة..
واخيرا شاهدها..
كانت تبكي بمرارة و هي غير قادرة على رفع جسدهاعن الارض..فقال و هو يرفع حاجبية باشفاق: ملاك…


واندفع نحوها فسرعة و ما لنحوها قائلا: هل انت بخير؟..
هل اصابك مكروه؟..


التفتت له لتتطلع الية بعينينمغرورقتين بالدموع..
فامسك ما زن بذراعها و قال : دعيني اساعدك..


جذبت ذراعها بقوةمن كفه..وقالت بصوت خافت: لا اريد..


اقتربت منهما مها فتلك اللحظة و قالت بخوفوقلق: ملاك..
ما الذي جعلك تسقطين من مقعدك؟..
هل اصابك شيء؟..هل انتبخير؟..


قالت ملاك و هي تمسح دموعها فسرعة: انا بخير..


قال ما زن بهدوء: اذادعيني اساعدك..
لن تستطيعى الجلوس على مقعدك لوحدك..


اسرعت مها تقول مؤيدة و هيتهبط الى مستواها: اجل دعية يساعدك يا ملاك..


التفتت ملاك فتلك اللحظة الىمازن و شاهدتة لا يزال يمسك بذراعها و هو ينتظر منها ردا يسمح له بمساعدتها..
فالتفتتعنة ملاك و قالت بصوت اقرب للهمس: افعلوا ما تريدون..


اسرع ما زن يحمل جسدهاالصغير بذراعية ليجلسها على المقعد .
.
اما ملاك فقد اغمضت عينيها عندما شعرت بان كلخلية من جسدها ترتجف لقرب ما زن منها..
شعرت بانفاسة تكاد تلفح و جهها..
وبقربة يكاديعصف بمشاعرها و كيانها..
اخذ قلبها يخفق بقوة .
.
وعرفت حينها ان مشاعرها لم تعدتحمل سوي معني واحد من قرب ما زن لها..
انها ليست معجبة فيه او تميل الية فحسب..
انهاتحبه..
تحب!!..
تحب ما زن..
بهذ السرعة؟..
هل حقا عرف قلبها طريق الحب؟..
ولكن ما ذاعن ما زن؟..ما هو شعورة تجاهها؟
..
لا تعلم..المهم الان انها بقربة و ذلك ما يهمها فيهذه اللحظات و لا شيء اخر..


وقال ما زن فتلك اللحظة و هو يميل نحوها: و اخيراانتصرت على عنادك..
وجعلتك تقبلين بفعل شيء بالرغم منك..


تطلعت مها الى ما زنبحنق..
وقالت بضيق: ما زن ذلك ليس وقت كهذا الكلام..


والتفتت الى ملاك لتقول: اتشعرين باى الم يا ملاك؟..
اتودين ان ناخذك الى المستشفى؟..


قالت ملاك بصوتخافت : لا..
اشكركم على مساعدتكم..
انا بخير الان..


قال ما زن متسائلا: ساسالكسؤالا يا ملاك؟..


خفق قلبها و التفتت له لتقول: تفضل..


قال و هو يتطلع لها: لماذا لم تناد احدا ليساعدك و فضلت لابقاء كذا طوال تلك ال…؟اسرعت مهاتقاطعة باستنكار: ما زن..
ماذا تقول؟..


ولكن ملاك اجابت بهدوء: لا اريد ان اشعراحد بعجزى و ضعفى هذا..
اريد ان اكون كاى بنت اخرى..
افعل جميع ما يخصنى لوحدي..
هلفهمت الان لماذا؟..


قال ما زن و هو يتطلع اليها: ان اردت الصراحة فلم افهم..
فهاهيذى مها امامي..
لا تزال تطلب مساعدتنا فاتفة الامور .
.


قالت مها بحنق و هيتضربة على كتفة بضيق: هل لك ان تصمت قليلا؟..


امسك بمعصمها و قال بسخرية: جربيفقط ان تحاولى ضربى مرة اخرى..و ستجدين يدك الرائعة هذي محطمة..


قالت مها و هيتجذب معصمها من كفه: يالك من سخيف..
هذا عوضا من ان تدافع عنى و تساعدني..


التفتمازن الى ملاك و غمز بعينة قائلا بمرح: الم اخبرك؟..
ها هي ذى تطلب المساعدةامامك..


ابتسمت ملاك بشحوب و من بعدها قالت بصوت خافت: قد اكون ربما بالغت قليلا فيعدم حاجتى الى احد..


– بل بكل تاكيد..
اسمعى يا ملاك..
اى شيء ستحتاجينة .
.
فمازن سيصبح موجودا دائما..ثقى بهذا..


ابتسمت ملاك بخجل .
.
وازدردت لعابها لتخفيارتباكها..
فقال ما زن و هو يهم بالابتعاد: و الان ساعود لاكمل تناول اكل الغداء..
وارجو ان تاتى انت كذلك يا ملاك..
فطبقك لا يزال ممتلا..


تطلعت له ملاك و هويبتعد عنها..
احقا لاحظ الطبق الذي كنت اتناول منه؟..شعرت بان ما زن يهتم فيها بالفعل .
.ويهتم لامرها بشكل خاص..
ربما هو معجب بها..
ربما يحمل لها بعض المشاعر..
ربماوربما… دون ان تجد اي دلائل تاكد او تنفى ما تظنه..
تريد ان يصبح ظنها و احساسهاصحيح بان ما زن يهتم فيها فعلا و ليست تتخيل ذلك الاهتمام..
.


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛رنين مستمر جعل حسام يلتقط هاتفة و يجيبة بعد ان راىالرقم على شاشته: اهلا مها..


قالت مها بهدوء: اهلا حسام..
كيف حالك؟..


قالمبتسما: بخير..ماذا عنك انت؟..


– على ما يرام..
المهم انني اردت اناشكرك..


قال بحيرة: و علام تشكريني؟..


قالت و هي تبتسم بامتنان: لقد كنت محلثقة بالفعل عندما اخفيت الامر عن اعمامي هذا اليوم..


قال حسام و هو يهز كتفيهوعلي شفتية ابتسامة: انا لم اخف شيئا عن احد..
لقد اكتفيت بعدم التعليق و حسب..


– و لكن حقا اسعدنى انك اخفيت الامر عن الجميع..


قال حسام و هو يتحرك فارجاءغرفته: لقد فعلت هذا لانى و عدتك و لانى لا اكون سببا فما ربما يصيب ملاك..


– ما ذاتعني؟..


– بكل بساطة..
اعمامها ربما يكونوا سببا فحزنها و المها و لا اريد ان اكونسببا فحزنها ذاك..


قالت مها بشك: لم انت مهتم بملاك؟..


قال حسام بهدوء: الاشفاق ليس الا..
خصوصا و انا اراها بالامس فعمر الزهور..
لا تكاد تشعر بنعمةالسير على قدمين..


وسالها بغتة: ما اخبار احمد؟..


قالت بدهشة: من الذي تحدثعن احمد الان؟..


قال بابتسامة سخرية: لقد كان مهتم بك بالامس .
.
فقلت انك ربماتعرفين اخباره..


قالت و هي تصطنع الجدية..
ربما لاثارة غيرته: اظن انه مهتم بيبالفعل..لقد لاحظت ذلك بالامس..
ما رايك انت بالامر؟
..


قال حسام ببرود: و ما شانى به؟..
فليهتم بك..
هذا شانه..
ولكن اخبرك منذ الان بانه شاب عابث..
ليس لهمستقبل على الاطلاق..


قالت مها مبتسمة و ربما شعرت من تغير نبرة صوتة انه ربماضايقة حديثها عن احمد: ربما..
ولكنة ابن عمي..
ووالدة لدية ثروة كبيرة..
لهذا اظنان مستقبلة مضمون..


قال حسام ببرود اكبر: انها حياتك الخاصة..
فان كنت ترين هذافهذا شانك..
اما نظرتى انا فمختلفة عنك تماما تجاة احمد هذا..


– و لم تضايقتهكذا..


قال بهدوء: لو كنت ربما تضايقت..
فلاجلك..
لا اريد ان يشغل تفكيرك شاب عابثمثل احمد..


تنهدت مها و قالت متحدثة الى نفسها: (لو تعلم يا حسام انه لا يشغلذهنى سواك..)


وقالت متحدثة الى حسام: لا تقلق على انه لا يشغل باليابدا..


ابتسم و قال: ذلك جيد..
فكرى بدراستك الان..
وابعدى هذي الافكار عنراسك..


قالت مها بخيبة امل و هي تظن انه سيهتم و يسال عمن يشغل تفكيرها: سافعلبالتاكيد..


– اعتذر الان يا مها..
فانا مضطر لانهى المكالمة لانى ساغادر بعدقليل..


– لا باس الى اللقاء..


انهت المكالمة و من بعدها تطلعت الى هاتفها بياس..
احقا لا يشعر بمشاعرها و عواطفها تجاهه..
احقا مشاعرها ليست و اضحة على مراىعينيه..
ليتة يفهم..
ليتة يسالنى مرة واحدة عن اسباب اتصالاتى المتكررة له..
او على الاقليسال نفسة عن اسباب لجوئى له اولا كلما احتجت للحديث الى شخص ما ..تري يا حسام..
هلتبادلنى مشاعرى هذه..
ام انني احلامي اكبر مما اظن و …


قطع افكارها صوت طرقاتعلي باب غرفتها فالتفتت الية و قالت بهدوء: ادخل..


فتح الباب لياتيها صوت كمالوهو يقول: ما الذي تفعلينه؟..


عقدت حاجبيها باستغراب..
فالمرات التي ياتى فيهاكمال الى غرفتها تكون نادرة .
.
الا اذا كان فالامر سببا مهما .
.
واجابتة و هي تهزكتفيها: لا شيء مهم..
اخبرنى انت… ما الذي…


قاطعها كمال و هو يحتل المقعدالمجاور لطاولة الدراسة: بل اخبرينى انت..
هل صحيح ما قلتية اليوم علىالغداء؟..


قالت بحيرة: ما الذي قلته؟..


-بشان ملاك..


قالت مها مستغربة: ماذا تعني بالضبط؟..


قال كمال بملل: ماذا بك يا مها؟..
انسيت بهذه السرعة؟..
المتقولى بنفسك بان ملاك لن تذهب غدا و ستبقي اربعة ايام اخرى؟
..


قالت مها بحيرة: بلي قلتهذا..


– حسنا اذا انا جئت الى هنا لاتاكد ان كان ما قلتة صحيح املا..


قالت مها و هي ترفع حاجبيها: بالطبع صحيح..
اتظن انني كنت اكذبمثلا؟..


قال و هو ينهض من على مقعده: انتهي النقاش اذا..


قالت مها فسرعة: لحظة..
ماذا تعني بقدومك هنا لتتاكد من امر بقاءها من عدمه؟..
هل تضايقت لانهاستبقى..


قال كمال فضيق: كفاك حماقات انت و ما زن..


قالت مها فحدة و هي تراهيبتعد باتجاة الباب: توقف..اخبرنى لم سالت عن ملاك؟..


القي عليها نظرة باردة و منثم توجة الى الباب ليخرج مغادرا غرفتها .
.
فى حين تنهدت مها بحدة .
.
وهي تفكر فيمايمكن ان يشغل ذهن كمال و يجعلة يسال عن ملاك….


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛وضعت ملاككفها اسفل و جنتها و هي تجلس فغرفتها بشرود .
.
اغمضت عينيها لتتذكر ما الذي حدث لهااليوم .
.
لا زال جسدها كله يرتجف حتي الان و هي تتذكر ما زن..تذكرت نظراته..
كلماته..
وقربة الذي ارجف جسدها .
.
ودون ان تشعر عاد ذهنها الى الوراء..
قبل اثنتى عشرةسنة…


ابتسم هذا الرجل و هو يدفع المقعد المتحرك امامة و قال بحنان: ما بالك ياصغيرتي؟..


التفتت له الطفلة التي تجلس على المقعد و قالت متسائلة: الى اين نحنذاهبان يا ابي؟..


وضع و الدها كفة على راسها و قال بابتسامة: لدى بعض الاعمال التييتوجب ان انهيها مع اخي..


قالت و هي تفكر: اذا نحن ذاهبان الى بيت =عمي..


اوماوالدها براسة و من بعدها قال: ذلك صحيح يا صغيرتي..


قالت الطفلة بلهفة: هل ساجد هناكمن يلعب معي؟..


ابتسم و الدها و قال و هو يواصل دفعلة للمقعد: اجل..


– حقا..
اذااسرع .
.
اسرع يا ابي..


قال و الدها و هو يميل نحوها: سافعل يا ملاك..
ولكن لاتكوني لحوحة هكذا..


عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت: انا لست لحوحة..


تلاشتذكرياتها بغتة مع صوت طرق لباب غرفتها .
.
فاسرعت تعتدل فجلستها و تقول بصوت هادئ: من؟..


فتحت مها الباب فسرعة و قالت: ملاك .
.
ملاك..


التفتت لها ملاك و قالتباستغراب: اجل..


قالت مها و هي تشير الى الخارج: و الدك على الهاتف..


شهقت ملاكوقالت بغير تصديق : ابي..


اومات مها براسها و قالت بابتسامة: اجل .
.
اسرعي..


اسرعت ملاك تحرك عجلات مقعدها و اسرعت مها تساعدها فدفعه..
وهنالك شاهدتعمها امجد يتحدث الى و الدها و ما ان راها تقترب حتي قال متحدثا الى خالد و هو يبتسم: لقد و صلت صغيرتك..
اتريد التحدث اليها؟..


قال خالد ببرود: بكل تاكيد..


قالامجد و هو يمنح ملاك سماعة الهاتف: خذى تحدثى الى و الدك..


قالت ملاك بلهفة و هي تلتقط السماعة و تتحدث الى و الدها: ابي..
كيف حالك؟..اشتقت اليك كثيرا..


قال خالدبشوق: بخير .
.
اخبرينى انت كيف هي احوالك؟
..
وهل تنامين و تاكلين جيدا؟..


ضحكت ملاك و قالت: ابي اتظن انني لاازال طفلة؟..


– انت ايضا بالنسبة لى و ستبقين كذلك..


واردف بحنان: اشتقت اليك باكثر مما تتصورين..
سانهى اعمالى قريبا و اعوداليك..
هذا و عد..


قالت بسرعة: متي .
.
متى؟؟..


– قد بعد يومين..


هتفت بفرحة: حقا؟؟..


قال مبتسما: اجل..
من اجلك فحسب يا صغيرتي..


قالت بابتسامةواسعة : احبك يا ابي..


قال خالد بحنان: و انا احبك اكثر من اي شخص احدث فهذاالعالم..


ومن بعدها اردف قائلا: و الان ما دمت ربما جعلتك تفرحين..
سانهى المكالمة و اتصل بك فو قت اخر..


قالت ملاك بابتسامة باهتة: لا باس..


– الى اللقاء ياصغيرتي..


– الى اللقاء يا ابي..


وفى هذي المرة ارتسمت على شفتيها ابتسامةواسعة بدل ان تترقرق عيناها بالدموع و هي تغلق السماعة..
حتي ان مها تسائلت و هي ترفعحاجبيها بحيرة: تبدين سعيدة يا ملاك..
ما الامر؟..


قالت ملاك بسعادة: كيف لاوابي سيعود بعد يومين فحسب..


قالت مها بدهشة : و لكنة اخبرنى بانه سيعود بعداربعة ايام..اخبريني..هل اخبرك هو بذلك؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا و ابتسامتهالم تفارقها بعد..
فى حين قالت مها بابتسامة باهتة: سافتقد و جودك معنا بالمنزلكثيرا..


قالت ملاك و هي تهز راسها نفيا: و من قال انني ساترككم؟
..
ساتى لزيارتكميوميا..


قالت مها متسائلة: و هل سيوافق و الدك على ذلك؟..


قالت ملاك و هي تهزكتفيها بتردد: لا اعلم..
ولكن ساحاول اقناعه..


ربتت مها على كتفها و قالت محاولةتغيير الموضوع: اتذكرين طلبك لي؟..


قالت ملاك بدهشة: اي طلب؟..


قالت مها و هي تغمز بعينها: ان تحضرى السباق الذي سيقام فالنادي..


– بلي تذكرت..
ماذاعنه؟..


قالت مها بلهجة ذات مغزى: ساحققة لك غدا..


تطلعت لها ملاك باهتمام و هيتنتظر منها ان تشرح لها عبارتها الاخيرة..
وقالت مها و هي تري اللهفة فعيني ملاك : فالسباق سيقام فالغد..


قالت ملاك بلهفة ممزوجة بالتوتر: حقا؟؟..


– اجل .
.وبصراحة لا اعلم من اشجع لان كمال و ما زن سيشاركان فهذا السباق..
ما رايك انت؟..
من فيهما اشجع؟..


قالتها مها بمرح..
فى حين خفق قلب ملاك عندما سمعت اسم ما زن..
ما الذي يصيبها كلما سمعت اسمه؟..
هل هو الحب الذي يجعل جسمها يقشعر لمجرد ذكر اسمهوكانة يقف امامها فهذه اللحظة..


وكادت ملاك ان تجيبها بكلمة واحدة..
مازن..
شجعى ما زن..
ولكن خجلها عقد لسانها .
.
فازدردت لعابها و قالت بارتباك: شجعيشقيقيك..


قالت مها و هي تضحك بمرح: لدى اقتراح اخر..
ما رايك فان اشجع ايمتسابق اخر؟..فكلاهما لا يستحقان التشجيع..


قالت ملاك متسائلة: و حسام..
النيشارك فهذا السباق؟
..


قالت مها بابتسامة باهتة: لا..
انة لا يهتم برياضة الفروسية .
.


صمتت ملاك للحظة و من بعدها قالت: و متي سنذهب غدا لرؤية السباق؟..


اجابتها مها بهدوء: عند الساعة الرابعة بعد الظهر..


قالت ملاك بابتسامة : اتمني ان يحصل على المركز الاول فالسباق .
.


قالت مها و هي تميل نحوها بابتسامة ما كرة: و من هو؟..


ارتبكت ملاك و اشاحت بنظراتها بعيدا..
واعتلت الحمرة و جنتيها..
وهمت بان تقول شيء ما ..
يصحح ما فهمتة مها..
لولا ان تعالى صوت بغتة بالردهة يقول: انا…


والتفتت كلاهما الى مصدر الصوت..
وارتسمت الدهشة على و جهيهما .
.
فقائل تلك العبارة كان .
.كمال…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


dreamamira and سما عبد الرحمن like this.


الجزءالعاشر


” .
.تجاهل .
.”


تطلعت ملاك بدهشة الى كمال..
وهي تستغرب قوله هذا..
فى حين لم تكن مها باقل منها دهشة..فارتفع حاجبها بدهشة كبار و التفتت الى كمال لتقول : ماذا قلت؟..


عقد كمال ذراعية امام صدرة و قال ببرود: لماذا تتطلعان الى هكذا؟..
اجل انا من سوف يحصل على المركز الاول..


قالت مها و هي تمط شفنيها: و لماذا انت و اثق الى هذي الدرجة؟
..


قالكمال و هو يبتعد عن المكان: لانى اعرف مهارتى جيدا .
.


تطلعت له مها بصمت و هو يبتعد عنهم و قالت بحنق: ان تشابة كمال و ما زن فشيء..
فهو الغرور..


ابتسمت ملاكبهدوء..
فقالت مها و هي تميل نحوها: اترغبين فالخروج الى حديقة البيت قليلا؟..


اسرعت ملاك تجيبها قائلة: اجل بالطبع..


ابتسمت مها و قالت و هي تدفعها: فالحال..


ولكنها توقفت بغتة و التفتت الى نادين التي تقدمت منهم و قالت بتانيب: انستي..
لم تفعلين جميع شيء و حدك دون ان تخبريني..


قالت ملاك ببرود: و ما الذي فعلته؟..


قالت نادين و هي تتطلع اليها: لقد خرجت بالامس دون ان تخبرينى .
.


قالت ملاك و هي تشيح بوجهها: انا لست طفلة..


قالت نادين و هي تومئ براسها: اعلم و لكنك امانة فعنقي..
لو اصابك شيء..
ساكون انا المسئولة..


عقدت ملاك حاجبيها و من بعدها قالت متحدثة الى مها: فلنذهب الان يا مها..


قالت مها بصوت خفيض و هي تدفع المقعد: ماذا بك يا ملاك؟..


قالت ملاك و هي تعض على شفتيها: لا تلبث انتشير الى انني عاجزة و يجب ان اخبرها عن اي خطوة اقوم بها..


قالت مها بهدوء: انهعملها..
الاهتمام بك..


قالت ملاك بمرارة: و انا لا اريد من يهتم بي..
ها انتذاتتصرفين بحرية .
.
هل يطلب منك احد ان تاخذى مرافق معك حتي لا تتعرضى لاياذى؟..


ابتسمت مها و قالت و هي تفتح الباب الرئيسى للبيت و تظهر منه مع ملاك: لوقدر لى ان احصل على جميع الاهتمام الذي تحظين به..
لفرحت و انا اري نفسي محاطة بكل هذاالحب .
.لو لم يكونوا يحبونك لما اهتموا بك جميع ذلك الاهتمام..
اليس ايضا ياملاك؟..


اومات ملاك براسها ايجابيا و قالت بخفوت: بلي .
.


ابتسمت مها و هي تتجولفى حديقة البيت: اذا لا داعى لحزنك كلما حدثتك نادين بشانك..
فما يهمها هو انتكوني بخير..


اكتفت ملاك برسم ابتسامة هادئة على شفتيها و لم تعلق على عبارتها..
وقالت بغتة: اتركي المقعد يا مها..
ساتحرك بمفردى .
.


نفذت مها ما طلبتة منها..
لتراها تتوجة بمفردها الى مكان حوض الازهار..
وابتسمت ملاك و هي تمد يدها لتداعباحدي الزهرات..
ومن بعدها اغمضت عينيها و هي تشعر بالهواء البارد يداعب و جنتها و يحركخصلات شعرها..
كم تحب ان تشرد بخيالها بعيدا و هي و سط هذي الطبيعة و الجو الساحر .
.تشعر ان جميع ما حولها ساكن هادئ..
ينتظر منها ان تتحدث الية او حتي تتطلع اليهبعينيها..


شعرت بغتة بشيء ما يداعب و جنتها..
فاسرعت تفتح عينيها و تطلعت بدهشةالي ما زن الذي كان يداعب و جنتها باحدي الازهار..ازدردت لعابها بارتباك شديد و قالتوهي تشيح بوجهها بعيدا: منذ متي و انت هنا؟..


قال مبتسما و هو يتطلع الى ساعةمعصمه: دعيني اري الوقت للحظة..
حسنا منذ خمس دقيقة تقريبا..


تلفتت ملاك حولهاوقالت متساءلة: و اين مها؟..


اشار ما زن الى مها الجالسة تحت احدي المظلاتبالحديقة و شاردة الذهن: هناك..


ظلت صامتة دون ان تعلق على عبارته..
فقالمتسائلا: هل ضايقتك؟..


اسرعت ملاك تهز راسها نفيا..
فقال و ربما ارتسمت على شفتيهابتسامة و هو يمد لها يدة بالزهرة: خذى اذا..


تطلعت ليدة الممدودة لها بالزهرةومن بعدها لم تلبث ان قالت و هي تمد اناملها باصابع مرتجفة لتلتقط الزهرة من يده: شكرالك..


امسك ما زن كفها بغتة حين كانت تهم باخذ الوردة..
فشهقت ملاك بتوتر و خوف..
فقال بابتسامة و هو يتطلع لها: احلى زهرة لاحلى ملاك راتة عيناي..


اخذ قلبها يخفقبعنف من كلماته..
وجسدها كله بات جامدا من مسكة كفة لكفها..
لم تعلم ماذا تقول .
.
واشاحت بعيناها بعيدا لتسيطر على ارتباكها و خوفها و خجلها .
.
فقال ما زن و هو يهمسلها: هل يخيفك و جودى لهذه الدرجة؟..


لم تستطع ان تنطق بحرف واحد و اكتفت بهزراسها نفيا..
فقال و هو يحرر كفها من كفه: اذا لم كنت ترتجفين؟..


شعرت بجفافحلقها..
يكفى يا ما زن ارجوك..
لم اعد احتمل..
وحركت عجلات مقعدها لتبتعد عنه و تتوجهالي مها..
فاسرع ما زن يناديها قائلا: ملاك..


توقفت ملاك للحظة و لكنها عادتلتواصل تحركها بالمقعد..
وشعرت بالراحة عندما رات مها تنهض من على مقعدها و تقولبهدوء: هل ندخل الان؟..


قالت ملاك و هي تهز راسها باضطراب: اجل..
اجل..


تطلعتلها مها بشك و قالت: ماذا بك يا ملاك؟..
تبدين متوترة .
.


اسرعت ملاك تقول: لاشيء..
اريد الذهاب الى غرفتي..


اقترب ما زن فتلك اللحظة منهما و قال مبتسما و هويلتفت لملاك : لقد نسيت اخذ هذه..


قالها و سلمها الوردة بهدوء و انصرف .
.
دون انتقوي على قول شيء ما ..
فى حين قالت مها بحدة: هل ما زن هو اسباب توترك هذا؟..
ما الذيقالة لك؟..


اطرقت ملاك براسها و قالت بتوتر: لا شيء..
لقد اهدانى هذي الوردةفحسب..


– اذا لم تبدين متوترة جميع ذلك ال…


بترت مها عبارتها و كانها استوعبتالامر لتوها..
واتسعت عيناها عندما انكشفت لها حقبقة الامر..
وقالت مرددة بينهاوبين نفسها: ( لقد صدق ظنى اذا..
ملاك متعلقة بمازن..
مازن الذي لدية بدل الفتاةمئة..
يا الهى .
.
اى صدمة ستتصيبك يا ملاك..
لو علمت بحقيقة ما زن الذي تحبين..
ايصدمة؟
)


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛يوم دراسي جديد قضتة مها بملل بين ارجاءالجامعة .
.
ولم تجد امامها سوي السير فارجاءها و حيدة بعد ان تغيبت صديقتها اليومعن الحضور..ضمت كتبها الى صدرها و تنهدت بملل و هي تتوجة الى كافتيريا الجامعة..
ولكنها توقفت فجاة عندما سمعت صوتا يهتف باسمها..التفتت الى مصدر الصوت و راتهامامها..
حسام و ابتسامتة المعهودة على شفتيه..
وقالت بابتسامة تحمل جميع اللهفة التيفى قلبها: اهلا حسام..


قال حسام مبتسما و هو يتقدم منها: اهلا..
كيفحالك؟..


اجابتة قائلة: بخير..


قال متسائلا: الى اين انت ذاهبة؟..


تطلعتالي الامام للحظة و من بعدها عادت تلتفت له و قالت بابتسامة: الى الكافتيريا .
.
وانت؟..


هز كتفية و قال: ليس لدى و جهة معينة..


واردف قائلا و هو يسر الىجوارها: كيف حال الدراسة معك؟..


زفرت قائلة: على ما يرام و لكنى اشعر بالملل..
متي ينتهى ذلك العام؟..


قال متسائلا بغتة: و لم كنت تسيرين و حيدة؟..
اين صديقتك؟
..


دهشة..
ذهول..
صدمة..
كل ذلك سيطر على مها فتلك اللحظة و توقفت بغت لتقولبحدة: و ماذا يعنيك من امر صديقتي؟
..


توقف حسام بدورة عن السير و التفت لها ليقولوقد استغرب تغير موقفها على ذلك النحو: ماذا بك؟..
انا اسال عنها لاجلك..
فقد رايتكتسيرين و حيدة و …


قاطعتة بانفعال و هي تشعر بمرارة قلبها الذي لم يحب سواه: لماذا تتعمد ذلك؟؟..


قال بدهشة: اتعمد ما ذا؟..


قالت مها بصوت مليء بالحزنوالالم: تتعمد تجاهلي..


قال حسام و هو يعقد حاجبيه: انا؟..
وكيفاتجاهلك؟..


عضت على شفتيها بمرارة و من بعدها قالت: انت حتي لا تقدر مشاعري..


قالحسام بدهشة: مها .
.
ماذا تقولين؟..
ماذا تعنين بقولك هذا؟
..


سمع حسام بغتة صوتصديقة يناديه..
فالتفت له و قال: ما ذا؟..


سالة صديقة قائلا: الن تاتى ؟
..
المحاظرة ستبدا بعد دقائق..


قال حسام فسرعة: اذهب انت و ساتبعك بعدقليل..


هز صديقة كتفية و قال بهدوء: كما تشاء..


ومن بعدها اكمل سيرة مبتعدا..فيحين عاد حسام ليلتفت الى مها التي ضمت كتبها اليها فالم..
والتفتت عنه لتغادرالمكان و هي تقول: اذهب لمحاظرتك..


اسرع يتوقف امامها ما نعا اياها من التقدم و قالمتسائلا: ليس قبل ان تقولى لى ماذا عنيت بقولك؟..


اشاحت بوجهها بعيدا و قالت بضيقوالم: لم اكن اعنى شيئا..


قال بهدوء: مها .
.
انا افهمك جيدا..
انت لا تستطيعينالكذب و عيناك فمواجهة عيني .
.
اليس كذلك؟..


اسرعت تلتفت له و تقول فحنق: لاليس كذلك..


مال نحوها قليلا و قال: اخبرينى ما الامر يا مها؟..
ما الذي غيركفجاة..
وجعلك تنفعلين على هذا النحو..
وتتهمينى بانى اتجاهلك..


قالت مها و هيتلتقط نفسا عميقا: ارجوك يا حسام..
ابتعد عن طريقى .
.
الجميع ينظر الينا..


قالحسام فسرعة: حسنا لا باس..
ولكنى سانتظرك بعد ان تنتهى محاظراتك لافهم الامرمنك..
اخبريني..
متي سوف تنتهين؟..


قالت ببرود: الاخرى ظهرا..


قال حسام و هويهم بالابتعاد عنها:حسنا سانتهى انا فالواحدة و النصف و سانتظرك بعدين فالمواقف..
اتفقنا؟..


واسرع يبتعد دون ان ينتظر اجابتها..
فى حين تنهدت مها و هي تشعربالحيرة ال كبار من تصرفاته..ومن موقفة المتناقض..
يهتم فيها و يسال عنصديقتها..ومشاعرة التي لا تزال غامضة بالنسبة لها لا تكاد تفهمها..
فلو كان يحبهاما الذي يمنعة من اخفاء ذلك الامر..
اما لو كانت مشاعرة تجاهها لا تحمل سوي مشاعرصلة القرابة فهذا يعني انه لا داعى لان يخبرها بشيء من الاساس..


وابتسمت بسخريةمريرة لنفسها..
لقد فقدت الامل تماما تجاة حسام..
من قال انه يبادلها المشاعر..
اوحتي يشعر بكل ما تحملة له من حب..انة اذا اهتم فيها فهذا لا يعني انه مهتم فيها لسببخاص..
بل لانها ابنة عمتة و حسب..


وسارت مها مبتعدة عن المكان..
وهي تكاد تودعحبها الذي لم يري النور بعد…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛تطلعت ملاك الى ساعتهاللمرة العاشرة..
لا يزال الوقت مبكرا على السباق..
والساعة لم تتجاوز الاخرى عشرةبعد..
ولكنها تشعر بالحماس له..
تريد الذهاب و التشجيع .
.
ستشجع ما زن بكل قوة..
لنتنطق اسمه لان هذي مشاعرها الخاصة..
ستكتفى بترديد كلمات التشجيع فقط..
ثم لم تنطقاسمه و قلبها ينبض به؟…


ارتسمت ابتسامة على شفتيها و هي تتحرك بمقعدها فغرفتها .
.
تطلعت الى نفسها فالمراة و من بعدها قالت مبتسمة: سارتدى شيء احلى هذااليوم..


اخذت تبحث بين ثيابها..
حتي و جدت تنورة ذات لون ازرق من نوعالجينز..وقميص احمر اللون..
وابعدت خصلات شعرها الى الوراء باستعمال ربطة للشعرحمراء اللون..
وابتسمت برضا عن شكلها..ترا ماذا سيقول لها ما زن لو راها؟..
سيقولانها جميلة..ام رائعة..
ام…


ضحكت بخجل من نفسها و افكارها..
يا تري هل سيشتاقلها ما زن لو غادرت بعد يومين..
تغادر!..
اجل ستغادر مع و الدها الى منزلهم..
وستتركمها و ما زن و كمال ايضا..ستغادر لتعود الى حياتها الطبيعية..
ولكن ماذا عن ما زن؟..هلستراة مجددا؟…


ورددت بحزم و بصوت مسموع : اجل ساراة .
.
ساقنع ابي ان يصحبنيالي هنا..
وحينها ساراه..ساتحدث الية و …


بترت عبارتها و توردت و جنتاها بحمرةالخجل .
.
ما هذي المشاعر التي سيطرت على تفكيرها و كيانها كلها؟..
اصبحت لا تفكر فيشيء سوي ما زن..
مازن و لا احد اخر..


اسرعت تلتقط لها رواية من حقيبتها علها تبعدمازن عن ذهنها .
.
وابتسمت و هي تتطلع الى العنوان (حب الى الابد)..
مثل الرواية التيسخر ما زن منها..
حتي عندما كانت تريد الهرب من التفكير بمازن عاد الى ذهنها منجديد..


اعادت الرواية الى مكانها و اسرعت تغادر الغرفة..
واسرعت تنادى بصوت عاليبعض الشيء: نادين .
.
نادين..


لم يجبها احد فرددت بصوت اعلى: نادين..
اجيبيني..
نادين .
.اين انت؟..


(ليست هنا)


شهقت ملاك بقوة عندما رات كمال قائل العبارةالسابقة يقف خلفها..
وقال ببرود: لا اظن ان شكلى يخيف الى هذي الدرجة؟
..


ازدردتملاك لعابها و قالت بصوت خافت: اين نادين؟..


سار كمال متجاوزا ملاك ليجلس علىالاريكة .
.ومن بعدها قال: رايتها تظهر الى الحديقة..


تساءلت ملاك قائلة: و لماذا؟..


مط شفتية و قال: و ما ادراني..


صمتت ملاك .
.
اذا تحدثت الى كمالفعليها ان تتجنب ان تتحدث الية كثيرا و الا اتهمها بالازعاج..
وتحركت مبتعدة عنه..
فاسرع يقول: الى اين؟..


ارتفع حاجبيها بحيرة و قالت: الى غرفتي..


قال كمالبهدوء: لماذا تسجنين نفسك؟..
اذهبى الى الحديقة ان اردت..


قالت ملاك بتردد: كنتاود هذا و لكن .
.
نادين ليست هنا..


تطلع لها كمال للحظة و من بعدها قال: ساصحبك اناان شئت..


تطلعت له فدهشة..
هذا كمال..
احقا؟..
انة يتحدث اليها بكل هدوء..
ربما لم تكن تفهم تصرفاتة فالسابق لهذا هي مندهشة منه..وازدردت لعابها و قالت: لاشكرا لك..
ساذهب و حدي..


قال كمال ببرود و هو ينهض من على الاريكة و يبتعد عنالمكان: افعلى ما شئت..


عاد الى برودة من جديد..وابتسمت بينها و بين نفسها..
هذاهو كمال الذي تعرفه..
وتحركت بهدوء لتغادر البيت الى الحديقة الخارجية..
وابتسمتوهي تطلع الى المكان الذي كانت عندة بالامس..
عاد لها ذكري ما زن و الزهرة التياهداها لها..لقد و ضعتها بين صفحات روايتها (حب الى الابد) .
.
لتثبت له اولا ان الحبلازال موجودا..
وان قلبها سيظل يحبه الى الابد ثانيا..
لا تفهم لماذا يرفض منطقالحب؟..
لو احب يوما بنت ما بكل مشاعرة و احاسيسه..
فيومها سيدافع عن الحب و يؤيده..
ولن يعارضة مطلقا..
سيعرف حينها معني الحب فهذا العالم..
وربما يصبح ربما احب فعلاو…


احب؟..
احب من؟..
فتاة من النادى ؟
..
لا .
.
لا..
مازن سيشعر بحبى لهوسيبادلنى حبا باخر..
انة يهتم بى كثيرا .
.
انة يتطلع الى بكل حنان الدنيا..
اشعربقربة بالامان و الراحة..


تنهدت براحة و ارتسمت ابتسامة على شفتيها و ذهنها يعودليشرد بالتفكير فما زن..
وقد نست تماما انها جاءت الى هنا حتي تبعد ما زن عنذهنها..
ولكنة بالرغم منها..
عاد يسيطر على تفكيرها..
كما سيطر على قلبها و مشاعرها …


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛سارت مها مغادرة بوابة الجامعة و هي تتوجة حيث سيارةابيها التي تنتظرها عند المواقف..
وعلي الرغم من انها تذكر ما قالة لها حسام بانهسينتظرها بعد ان تنهى محاظراتها..
لكنها تناست الامر تماما و هي تسير مبتعدة الىسيارة ابيها..لقد تجاهلها كثيرا و لم يقدر مشاعرها فيوم .
.
من حقها ان تتجاهلهوتعاملة بالمثل و …


(مها..
الي اين تذهبين؟)


كانت تعلم انه حسام لهذا لمتلتفت له و واصلت طريقها..
فعاد يهتف بها: مها .
.
توقفي..


لم تتوقف بل و اصلتالسير فهتف بصوت عالى و صارم: قلت توقفي..


توقفت فمكانها من لهجتة الصارمةولكنها لم تلتفت له .
.فتقدم منها و قال بحزم: الى اين كنت تريدين الذهاب؟..


قالتمها ببرود متعمد: الى سيارة ابي..
الي اين تظن انني ذاهبة؟
..


قال حسام و هو يقففى مواجهتها: الم اطلب منك ان لا تذهبى حتي افهم الامر منك؟..


تظاهرت بعدم فهمما يقول و قالت: اي امر تعني؟..


عقد حاجبية و قال: انك تفهمين عن اي امر اتحدث فلاتتظاهرى بالغباء..


قالت و هي تعقد ساعديها امام صدرها: على الاقل انا لا اتجاهلالاخرين..


قال حسام بحدة: كفى عن التحدث بالالغاز و اخبرينى متىتجاهلتك؟..


قالت بحدة مماثلة: دائما كنت تتجاهلني..
اقف امامك..
ومع ذلك لا تنظرالى ابدا..


وضع حسام كفة على جبهتة و قال و هو يحاول فهم حديثها: تحدثى مباشرة يامها..
لا اكاد افهم حرفا مما تقولين..


قالت و هي تبتعد عنه: افضل..


قال بعصبيةوهو يراها تبتعد: انتظري..
انا لم انتظر نص ساعة حتي تبتعدى كذا دون ان تفسرى ليالامر..


قالت مها و هي تتطلع الية بطرف عينها: ان اردت تفسيرا فابحث عنهبنفسك..عن اذنك..


امسك بمعصمها ليوقفها و قال بعبنوتة اكبر: اهذا جزاءى يا مها انيانتظرتك جميع تلك المدة لانى قلقت عليك؟..
تمضين و تتركينى و كانى لست رجلا اقف امامك..
ولكن..
اعلمي انك انت من اراد هذا..
وداعا..


قال عبارتة و ابتعد هو هذي المرة .
.
شعرت مها بغصة فحلقها .
.
كادت ان تهتف به..
ان تلحقه..
ولكن كرامتها منعتها .
.
جعلتها تكتفى بان تتطلع الية بالم و هو يركب سيارتة و يمضى بها..
واطرقت براسها فيالم و هي تكمل سيرها الى سيارة ابيها..
وان شعرت بالحزن يعتصر قلبها..
وتسائلت و هيتتنهد بالم و تجلس على المقعد الخلفى للسيارة..
هل اخطات فتصرفها مع حسام ام انهافعلت الصواب؟؟..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛


(لقد و جدتها)


قال فؤاد هذي العبارةوهو يتطلع الى عادل الذي جلس يتطلع الى احد الملفات الخاصة بالشركة..
والتفت لهعادل ليقول باستغراب: ماذا و جدت؟..


قال فؤاد مبتسما: و سيلة ربما تكشف لنا امرملاك..


قال عادل فاهتمام: و هل هذي الوسيلة مضمونة؟..


– لا يمكننى ان اخبركان كانت مضمونة ام لا .
.
لانها تعتمد على شخص ما ..


عقد عادل حاجبيه: اي شخصتعني؟..


فكر فؤاد قليلا و من بعدها قال: احتاج الى شخص راها من قبل و تحدث اليها..
شخص على الاقل له الحق فان يتحدث معها بحرية و فالوقت ذاتة لا يصبح من ابناءامجد..


قال عادل بهدوء: الم تكن تتحدث مع احد فالحفل سوي ابناء امجد؟..


عقدفؤاد حاجبية و قال: دعنى اتذكر..
لقد كانت تتحدث الى حسام ايضا..ما رايكبه؟..


صمت عادل للحظات و من بعدها قال: حسام لا يمت لنا بصلة بل هو من عائلة زوجةامجد-سابقا-..نحتاج الى احد من و سط العائلة .
.
حتي يصبح محل ثقتنا..


فكر فؤاد منجديد و غرق فتفكير عميق لدقيقة و من بعدها قال فجاة: اجل .
.لقد و جدت الشخصالمطلوب..


قال عادل بلهفة: من هو..


قال فؤاد بابتسامة ما كرة: ابنك يا عادل..
احمد..


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛ابتسمت ملاك بفرحة و هي تجلس فالمقعد الخلفيللسيارة مع مها متوجهين للنادى حيث سيقام السباق..
وقالت بسعادة: و اخيرا ساذهبلرؤية السباق..


واردفت و هي تنطلع الى مها: لقد كنت متلهفة لرؤيته..
فلاول مرةساري سباق للخيل..
وسيصبح مشتركا فيه ما زن و كمال..
وطبعا سيصبح ال…


بترتملاك عبارتها عندما شاهدت مها شاردة الذهن و غير منتبهة لما تقول..ونادتها قائلة: مها..
هل سمعت ما قلته؟..


لم تجبها مها و هي على شرودها و تلك النظرة الحزينة جليةفى عينيها..فرددت ملاك و هي تهز كفها بهدوء: مها..
هل تسمعيني؟..


التفت لها مهاوقالت و كانها تفيق من نوم عميق: هه..
هل تحدثيني؟..


تساءلت ملاك و قالت: ما ذابك؟..
انت صامتة و شاردة طوال الوقت..
ما الذي حدث؟..


هزت مها راسها نفيا دون انتعلق فعادت ملاك تقول: و لكنك حزينة..
اعلم ذلك..
عيناك تكشفان ما بقلبك من حزن .
.
وملامح و جهك و اضحة للجميع..اخبرينى ما الذي يحزنك؟
..


قالت مها بصوت خافت: لاشيء..


صمتت ملاك عندما راتها لا ترغب فقول اي شيء يتعلق بسبب حزنها و التفتتالي النافذة لتتطلع منها لدقائق..
ولكنها عادت تلتفت الى مها الواجمة و هي تستغربحزنها هذا..
فمنذ ان عادت من الجامعة و هي على هذي الحال..
طبعا ربما حصل شيء ما هناك…


توقفت سيارة السائق فتلك اللحظة بجوار النادي..
فهزت ملاك كف مهاوقالت: مها لقد و صلنا..


قالت مها و هي تلتفت لها: و صلنا الى اين؟..


ابتسمتملاك ابتسامة باهتة و قالت: الى النادى بالتاكيد..


صمتت مها و لم تجبها..
وهبطت منالسيارة لتشير للسائق ان يفتح الصندوق و ياتى ليخرج كرسى ملاك..
نفذ السائق طلبها..
فقالت مها و هي تدفع مقعد ملاك بجوار باب السيارة الخلفى : عندما اتصل بك..
تعاللتاخذنا من النادي..


قال السائق بهدوء: امرك انستي..


غادرت ملاك السيارةلتجلس على المقعد..
ودفعتها مها بهدوء لتتوجة الى حلبة السباق..
وسالتها ملاك فيتلك اللحظة: لم لم ناتى مع ما زن ككل مرة؟..


قالت مها بهدوء: لانة غادر البيتقبل ساعة من الان من اجل ان يستعد جيدا للسباق..


صمتت ملاك و اكتفت بان اوماتبراسها فتفهم..
فى حين كانت مها تدفع مقعدها و هي فعالم احدث تماما..
تفكيرها فيما حصل اليوم .
.هل ما فعلتة كان الصواب؟
..
لقد ثارت لكرامتها و لكن..
ماذا عنههو؟؟..هل خسرته؟..لقد بدي غاضبا و عصبيا كما لم ترة من قبل..
ولكنة هو من كانيتجاهلها و لا يقدر مشاعرها..
وكانة يتعمد سؤالها عن اي بنت حتي يثير اعصابها..
اجلهو من بدا .
.
هو من كان يجعلنى اتعذب بسببه..
وقد حان الوقت لاثار لنفسي و لكرامتى .
.


ولكن لماذا لا اشعر بالراحة؟..
لماذا اشعر و كانى الامي ربما تضاعفت؟..
وان قلبييكاد يتمزق الما و مرارة..ربما لان حسام يتالم الان و انا لا احب ان اراة حزينا اومهموما ابدا .
.
احب ان اراة و الابتسامة تشرق على و جهه..والفرحة تطل من عينيه..
يتحدث بهدوء و مرح..
هذا هو حسام الذي اعرفة .
.
ولكن…


شعرت بغصة فحلقها و لمتستطع مواصلة التفكير..
لا تريد ان تفكر فيه..
تريد ان تنسي .
.
تبعدة عن ذهنها و لولخمس دقيقة فقط..


زفرت فحدة و هي تدخل الى مدرجات السباق..
ودفعت مقعد ملاك فيالمكان المخصص..حتي و صلت الى مقدمة المدرجات تقريبا و وجدت مقعدا لها .
.
فتنهدتوقالت: من الجيد اننا و جدنا مقعد فالمدرجات الامامية..
احيانا اضطر للجلوس فيالخلف..


قالت ملاك بلهفة طفولية: لا يهم ان نجلس فالامام اوالخلف المهم انيحصل اخويك على المراكز الاولى..


ابتسمت مها و قالت و هي تحتل مقعدها: لا تظنيانهما ما هران كما اخبراك..
لم يحصلا ابدا على اي مركز من المراكز الاولى..


تطلعتلها ملاك بدهشة و قالت: ابدا؟؟..


اومات مها براسها و قالت: ابدا..


ارتجف قلبملاك توترا..
اذا لم قال ما زن انه حصل على احد المراكز الاولي فيما مضي ؟
..
مبرراان لدية الكثير من المعجبين و المعجبات .
.هل كان يكذب علي؟..
لا لا طبعا هو يعنيامرا اخر..
لا ممكن ان يكذب علي..
ثم لم يكذب؟..


عقدت حاجبيها بتوتر دون انتفهم اسباب قوله هذا..
وان كان يعني امر احدث ام لا؟..
وقالت متسائلة: متي سيبداالسباق؟..


تطلعت مها الى ساعتها و من بعدها قالت و هي تلتفت الى ملاك: بقى على و قتبدء السباق ربع ساعة تقري…


بترت مها عبارتها عندما و قعت عيناها عليه..علىحسام..
ازدردت لعابها بتوتر و هي تراة و اقفا شارد الذهن يتطلع الى حلبة السباقبصمت..
يبدوا ان حالة لا يختلف كثيرا عن حالها..
هل تذهب اليه؟..
ام تنادية فحسب؟..
ام تتجاهل و جوده؟..لا تعلم الى ايهما تستمع الى قلبها الذي يتلهف للحديث اليه..
امالي عقلها الذي يصر على المحافظة على كرامتها..


فى حين تطلعت لها ملاك للحظة و هيتراها تراقب شيء ما بجوارهما..
فالتفتت بدورها لتري ما الذي تتطلع الية مها .
.وارتسمت ابتسامة على شفتيها و هي تقول: انه حسام..


قالت مها ببرود ظاهر و انكانت لهفتها له تكاد تجعلها تسرع الية و تعتذر منه: اعلم..
لقد رايته..


قالت ملاكوهي تلتفت لها: ما رايك ان ننادية لكي يجلس معنا..
انة يقف و حيدا..


وقبل ان تهممها بقول حرف واحد..
اسرعت ملاك تهتف بحسام و هي تلوح بكفها: حسام..
حسام..
نحنهنا..


التفت حسام فتلك اللحظة الى مصدر الصوت و تطلع الى ملاك التي قامتبندائه..
فى حين ارتبكت مها و لم تجد امامها سوي ان تطرق براسها هربا من نظراته..
وابتسم ببرود و هو يتقدم من ملاك و قال: اهلا ملاك..
ما هي احوالك؟..


قالت ملاكبابتسامة: بخير..
ماذا عنك؟..


-علي ما يرام..


تعمد تجاهل مها..
تعمد عدم النظراليها حتى..
اعتصر قلب مها الحزن و هي تراة يتجاهل و جودها تماما..
هو يتجاهلها فعلاالان؟..
هل يتعمد هذا؟..
هل يتعمد اخبارها انه لم يتجاهل و جودها فيوم و انه يفع لذا اليوم فقط لتعرف الحقيقة؟..


التفتت له مها بالرغم منها و تطلعت الية بتوتروالم..
فالقي عليها نظرة لا تحمل اي معني و من بعدها التفت عنها ليتطلع الى حلبة السباق .
.
لم تنتبة ملاك الى الجو المتوتر بينهما و قالت لحسام: من برايك سيحصل على المراكزالاولي يا حسام؟..


قال حسام و ابتسامة هادئة مرتسمة على شفتيه: اي شخص احدث غيركمال و ما زن .
.
فهما لا يستحقان الفوز..


ضحكت ملاك بمرح..
فالتفت لها حسام و قالمبتسما: هل ما قلتة يضحك الى هذي الدرجة..


قالت بمرح و هي تشير الى مها: عندماسالت مها السؤال ذاته..
اجابتنى بعبارتك ذاتها..
يبدوا انكما تتشابهان فطريقةالتفكير..


التفت حسام الى مها و تطلع لها لوهلة و من بعدها التفت عنها و هو يقولبسخرية لم تنتبة اليها سوي مها: لا اظن..


تطلعت الية مها بالم..
بندم..
بعتاب..باستنكار لمعاملتة لها..
هى لم تطلب اكثر من ان يشعر فيها و بمشاعرها تجاهه..
لكنة لا يفهم..
لم تحتمل تجاهلة لاكثر من هذا..
ووجدت شفتيها تنفرجان و تهمسان باسمهقائلة: حسام..


ورغم دهشتة انها ربما نادتة .
.
التفت لها و قال ببرود: نعم..


ارتبكت لوهلة و لم تدر ما تقول..
ووجدت نفسها تهز راسها قائلة بالم: لاشيء..


تطلع لها حسام و ربما شعر بحزنها..
اهى حزينة لما حصل اليوم بينهما .
.
ربما..
ولكن هي من اخطات..
وهي من عليها ان تبدى ندمها و تعتذر عما فعلت..
لقدكافاتة بالمضى عنه و هو الذي لم يستطع التركيز فاى محاضرة من شدة قلقة عليها؟
..


زفر بحدة و عاد لبلتفت الى حلبة السباق..
فى حين قالت ملاك متحدثة الى مها: كمبقى على السباق؟..


قالت مها بصوت خافت: دقيقة فقط..


قالت ملاك مبتسمة و هيتتطلع الى حلبة السباق: لا اكاد اراهم..


قالت مها مبتسمة: بكل تاكيد لن تريهم..
فالخيول تستعد عند بداية الحلبة..
ونحن نجلس الان تقريبا عند منتصفها..


قالتملاك مبتسمة: لقد فهمت..


وعند حلبة السباق ذاتها..
ولكن عند خط البداية..
امتطىمازن جوادة الذي يحمل الرقم (5) و قال مبتسما: ساحصل هذي المرة على احد المراكزالاولى..هذا و عد..


قال كمال الذي امتطي جوادة الذي يحمل الرقم (2)منذ لحظاتبابتسامة باردة: لطالما رددت ذلك الهتاف و لم تحققة ابدا..


قال ما زن و هو يغمزبعينه: ساحققة هذي المرة..


قال كمال بحزم: سنري من سيحققة هذي المرة..
انا امانت؟..


قال ما زن مبتسما: لاول مرة اراك متحمسا للسباق هكذا..


ابتسم كمال ابتسامة غامضة و قال: لانى ربما و عدت شخص ما بالحصول على احد المراكز الاولى..


وقبلان يسالة ما زن عن كنة ذلك الشخص..
سمعا صوت فمكبر الصوت يقول: فاليستعد كل المتسابقين..
سيبدا السباق بعد لحظات..


تحفزت عضلات الجميع على لجام خيولهم..فيحين استطرد الصوت قائلا: استعداد..
ثلاثة .
.
اثنان .
.
واحد..
انطلاق…


وانطلق كل المتسابقين بخيولهم مخلفين و راءهم سحب من الغبار..
وكل منهم يامل فالحصول على المركز الاول…


؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

 

  • رواية ملاك حبي
  • رواية ملاك حبي كاملة بدون ردود
  • ملاك حبي
  • روايه ملاك حبي
  • رواية ملاك حبي كاملة
  • ملاك
  • رواية ملاك حبي رومانسية،كاملة
  • رواية ملاك روحي كاملة
  • رواية ملاك حبي انا
  • رواية ملاك حبي عصير الكتب


رواية ملاك حبي كامله