حكم صلاة التراويح فرمضان
صلاة التراويح او صلاة القيام فرمضان هي صلاة فالاسلام و حكمها سنة مؤكدة للرجال و النساء تؤدي فكل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد فعل صلاة العشاء و يستمر و قتها الى قبيل الفجر,
وقد حث الرسول على قيام رمضان فقال: «من قام رمضان ايمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»[1].
وقد صلاها رسول الله فجماعة بعدها ترك الاجتماع عليها؛
مخافة ان تفرض على امته،
كما ذكرت هذا عنه ام المؤمنين عائشة.
دليل الحكم
قيام رمضان فجماعة مشروع سنة رسول الله و لم يداوم عليه خشية ان يفرض،
عن عائشة ان رسول الله خرج ليلة من جوف الليل فصلي فالمسجد،
وصلي رجال بصلاته،
فاصبح الناس فتحدثوا،
فاجتمع اكثر منهم،
فصلي فصلوا معه،
فاصبح الناس فتحدثوا فكثر اهل المسجد من الليلة الثالثة،
فخرج رسول الله فصلى بصلاته،
فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن اهلة حتي خرج لصلاة الصبح،
فلما قضي الفجر اقبل على الناس فتشهد بعدها قال: اما بعد فانه لم يخف على مكانكم،
ولكنى خشيت ان تفرض عليكم فتعجزوا عنها،
فتوفى رسول الله و الامر على ذلك”.
ولما ما ت رسول الله و امن فرضها احيا هذي السنة عمر ،
فقد اخرج البخارى فصحيحة عن عبدالرحمن بن عبدالقارى انه قال: “خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة فرمضان الى المسجد فاذا الناس اوزاع متفرقون يصلى الرجل لنفسه،
ويصلى الرجل فيصلى بصلاتة الرهط،
فقال عمر: انني اري لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان امثل،
ثم عزم فجمعهم على ابي بن كعب،
ثم خرجت معه ليلة اخرى،
والناس يصلون بصلاة قارئهم،
قال عمر: نعم البدعة هذه،
والتى ينامون عنها اروع من التي يقومون يريد احدث الليل و كان الناس يقومون اوله”.
قلت: مراد عمر بالبدعة هنا البدعة اللغوية،
والا فهي سنة سنها الرسول و احياها عمر الذي امرنا بالتمسك بسنته: “عليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ” الحديث.
وعن عروة بن الزبير ان عمر جمع الناس على قيام شهر رمضان،
الرجال على ابي بن كعب،
والنساء على سليمان بن ابي حثمة.
وروى ان الذي كان يصلى بالنساء تميم الدارى .
وعن عرفجة الثقفى قال: “كان على بن ابي طالب يامر الناس بقيام رمضان و يجعل للرجال اماما و للنساء،
فكنت انا امام النساء”.
وعن ابي هريرة قال: “كان النبى يرغب فقيام رمضان من غير ان يامرهم بعزيمة”.
ورحم الله الامام القحطانى المالكي حيث قال:
صلي النبى فيه ثلاثا رغبة و روي الجماعة انها ثنتان
فضلها
لقد حث رسول الله و حض على قيام رمضان و رغب فهي و لم يعزم،
وما فتئ السلف الصالح يحافظون عليها،
فعلي كل المسلمين ان يحيوا سنة نبيهم و الا يتهاونوا بها و لا يتشاغلوا عنها بما لا فوائد منه،
فقد قرن بين الصيام و القيام،
فعن ابي هريرة قال: “سمعت رسول الله يقول لرمضان من قامة ايمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وفى رواية فالصحيح ايضا عنه: “من قام رمضان ايمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وزاد النسائي فرواية له: “وما تاخر” كما قال الحافظ فالفتح.
قال الحافظ ابن حجر: (ظاهرة يتناول الصغائر و الكبائر،
وبة جزم ابن المنذر.
وقال النووي: المعروف انه يختص بالصغائر،
وبة جزم امام الحرمين و عزاة عياض لاهل السنة،
قال بعضهم: و يجوز ان يخفف من الكبائر اذا لم يصادف صغيرة.
الي ان قال: و ربما و رد فغفران ما تقدم و ما تاخر من الذنوب عدة احاديث جمعتها فكتاب مفرد،
وقد استشكلت هذي الزيادة من حيث ان المغفرة تستدعى سبق شيء يغفر و المتاخر من الذنوب لم يات فكيف يغفر؟
والجواب عن هذا ياتى فقوله حكاية عن الله عز و جل انه قال فاهل بدر: “اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم”،
ومحصل الجواب: انه قيل انه كناية عن حفظهم من الكبائر فلا تقع منهم كبار بعد ذلك.
وقيل ان معناة ان ذنوبهم تقع مغفورة).
وفعلها فاخر الليل اروع من فعلها فاولة لمن تيسر لهم،
واتفقوا عليه،
لقول عمر : “والتى ينامون عنها اروع من التي يقومون”.
ولله در الشافعى ما افقهة حيث قال،
كما روي عنه الزعفراني: (رايت الناس يقومون بالمدية بتسع و ثلاثين،
وبمكة بثلاث و عشرين،
وليس فشيء من هذا ضيق).
وقال ايضا: (ان اطالوا القيام و اقلوا السجود فحسن و ان اكثروا السجود و اخفوا القراءة فحسن،
والاول احب الي).
والخلاصة ان اصح و اروع شيء ان يقام رمضان باحدي عشرة ركعة مع اطالة القراءة،
ولا حرج على من قام باكثر من ذلك.
