تاريخ مدينه يافا الفلسطينية
يافا (بالعبرية: יפו يافو) هي من اقدم واهم مدن فلسطين التاريخية. تقع اليوم ضمن بلديه
“تل ابيب – يافا” الاسرائيلية، على
الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط – حسب التقسيم الاداري الاسرائيلي. وتبعد عن القدس بحوالي 55
كيلومتر الى الغرب.
كانت لفتره طويله تحتل مكانه هامه بين المدن الفلسطينيه الكبرى من حيث المساحه وعدد السكان
والموقع الاستراتيجي،
حتى تاريخ وقوع النكبه عام 1948، وتهجير معظم اهلها العرب.[5] يسكنها اليوم قرابه 60,000 نسمه
معظمهم من اليهود، واقليه
عربيه من المسلمين والمسيحيين.[6][7][8][9]
اسس الكنعانيون المدينه في الالف الرابع قبل الميلاد، وكانت منذ ذلك التاريخ مركزا تجاريا هاما
للمنطقة، حيث بدا ساحل فلسطين في تلك الفتره يشهد وجود السكان الذين بدت لهم رابيه
يافا موقعا جذابا، فازدهرت المدينه عبر العصور القديمة، كما كان في عهد الفراعنه الذين احتلوها
وعهد الحكم الاشوري والبابلي والفارسي قبل الميلاد، وكانت صلتها مع الحضاره اليونانيه وثيقة، ثم دخلت
في حكم الرومان والبيزنطيين وكان سكانها من اوائل من اعتنق المسيحية. ومن اهم الاحداث التي
شهدتها المدينه نزول النبي يونس شواطئها في القرن الثامن قبل الميلاد ليركب منها سفينه قاصدا
ترشيش. ولما دخل الفتح الاسلامي الى فلسطين فتح عمرو بن العاص يافا في نفس عام
دخول عمر بن الخطاب القدس. ظلت يافا تحتل هذه المكانه الهامه بين مدن فلسطين، وبقيت
مركزا تجاريا رئيسيا ومرفا لبيت المقدس ومرسى للحجاج. وفي الفتره العثمانية، وتحديدا عام 1885، تاسس
في يافا اول مجلس بلدي.[10][11]
تحتل مدينه يافا موقعا طبيعيا متميزا على الساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط عند التقاء دائره
عرض 32.3 شمالا وخط طول 34.17 شرقا، وقد اسهمت العوامل الطبيعيه في جعل هذا الموقع
منيعا يشرف على طرق المواصلات والتجارة، وهي بذلك تعتبر احدى البوابات الغربيه الفلسطينية، حيث يتم
عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط واوروبا وافريقيا. ويعتبر ميناؤها احد اقدم الموانئ في
العالم، حيث كان يخدم السفن منذ اكثر من 4000 عام.[12] ولكن في 3 نوفمبر 1965
تم اغلاق ميناء يافا امام السفن الكبيرة، وتم استخدام ميناء اشدود بديلا له، وما زال
الميناء يستقبل سفن الصيد الصغيره والقوارب السياحية. يجري في اراضي يافا الشماليه نهر العوجا على
بعد 7 كم، وتمتد على جانبي النهر بساتين الحمضيات التي جعلت من هذه البقعه متنزها
محليا لسكان يافا، يؤمونه في عطل نهايات الاسبوع وفي المناسبات والاعياد.[13]
كانت يافا تعتبر قبل النكبه عاصمه فلسطين الثقافيه بدون منازع، حيث احتوت على اهم الصحف
الفلسطينيه اليوميه وعشرات المجلات ودور الطبع والنشر، الى جانب احتوائها على اهم واجمل دور السينما
والمسارح والانديه الثقافيه في فلسطين.[14]
وتشكل المدينه اليوم اربع ضواح ثانويه لمدينه تل ابيب. تتكون المدينه من 12 حيا يسكن
العرب في ثلاثه منها. ومن اهم هذه الاحياء حي العجمي والمنشيه وارشيد والنزهه والجبليه وهرميش.
في عام 1949 قررت الحكومه الاسرائيليه توحيد مدينتي يافا وتل ابيب من الناحيه الادارية، تحت
اسم البلديه المشترك “بلديه تل ابيب – يافا”، بعد ان غيرت الكثير من معالمها وهدمت
جزء كبيرا من احيائها وقامت بتهويدها بعد ان احتلتها المنظمات اليهوديه في 26 نيسان /
ابريل 1948، في عمليه اطلق عليها اسم “عمليه درور