بحث عن الفن الشعبي بالصور
الفن الشعبي هو خليط من الفنون النفعيه التي نحتاج اليها في حياتنا اليومية، وجميع القيم
الجماليه التي تميز العمل الفني الابداعي.
وقد كان الفن الشعبي طوال العصور يسير جنبا الى جنب مع الفن الرسمي، والتراث العربي
غني بالفنون الشعبية، في الادب والغناء والموسيقى والفنون التشكيليه والزخرفية.
هذه الفنون تكشف عن قدرات ومهارات الفنان الشعبي الذي ينفذها في يسر وبساطة.
وكان الفنان الشعبي هو التيار الصحي الذي تحتفظ الجماهير العريضه من خلاله بضميرها الفني، وحسها
الجمالي، وبخاصه عندما تضعف الدوله وتنحسر عنها قدراتها الابداعيه في فنون الحاكمين. وفي هذه الفترات
تقل سطوه التقاليد الفنيه الرسميه وتزداد طلاقه الفنون التي تقترب من الفنون الشعبية.
ودائما نرى الفن الشعبي يتجه الى الاعتزاز بالبطوله وتمجيدها، واعتبار ابطال القصص الشعبي هم المثل
العليا لكل شاب، وقد كانت قصص “ابو زيد الهلالي” و”عنتره بن شداد” تمثل –دائما- كل
منهما فارسا يمتطي جواده وقد سل سيفه البتار.
كل ذلك من الفنون المتوارثه المنحدره الينا من الاف السنين؛ وهي تعكس اشكالا وموضوعات مستمده
من التراث او من الاسطوره او الحدوته او من ذكريات غامضه تسللت عبر سنوات طويله
منحدره من جيل الى جيل نعرفها وقد لا نعرف مدلولها.
وكثيرا ما ترمز الاشكال المختلفه في الفن الشعبي الى اسطوره وطنيه او معتقد فطري، كما
قد تشير الالوان المستعمله الى معان خاصه رمزيه متصله بالفطره الانسانية.
بعض خصائص الفنون الشعبية:
* تتميز الفنون الشعبيه باستخدام الخامات المحليه والوحدات التي تستمدها من البيئة. ومن خلال دراستنا
للفن الشعبي نستطيع ان نتتبع الكثير من جذور فنوننا الاصليه التي يبدو اننا فقدنا الكثير
منها بعد ان دخل على حياتنا الكثير من التعبيرات التي تفصل بين حاضر فنوننا وماضيها.
* والفن الشعبي فن جمالي لا يعرف الفردية؛ لانه فن الجماهير العريضة، والفنان الشعبي لا
يتناول سوى الموضوعات التي يعرفها معرفه متوارثة، وتتجاوب مع احتياجات المجتمع الذي يعيش فيه، فالرسم
عند الفنان الشعبي يمثل واقعا عقليا اكثر مما يمثل واقعا بصريا، كذلك فان الرسم تعريف
للامور بواسطه الرسم كبديل للكلام، وهو يوضح في صوره واحده مجموعه مشاهد كانما يحكي قصة،
كما انه يرسم الاشياء المرئيه وغير المرئيه ما دام غير المرئي معروفا، كما ان الفن
الشعبي لا يعترف بقواعد المنظور.
* يعتمد الفنان الشعبي في زخرفه منتجاته على عنصرين: الاول الوحدات الهندسيه البسيطة، ويغلب استعمالها
في المنتجات التي تفرض صناعتها والخامه المستعمله فيها هذه الوحدات، اي ان الزخارف الهندسيه في
اغلب الامر وليده طريقه الصناعه نفسها، والعنصر الاخر: الزخارف العضويه البسيطه التي تعتمد على خطوط
منحنيه لينه قليله ايضا كفرع صغير، او ازهار بسيطه التركيب او حركه امواج المياه ورجرجتها.
* وبالطبع فان الميل الى التزيين طبيعه كامنه في الانسان، وكان دائما المطلوب من وحدات
الزينه الشعبيه في مختلف الاماكن ومختلف الشعوب ان تلفت النظر، سواء بسبب اللون ام الشكل
ام الصوت، وكل العناصر محققه في الحلي الشعبية، ولا شك اننا نستطيع ان نجد علاقه
من حيث الشكل بين الكردان والقلاده التي كانت تغطي الصدر ويغلب ان تكون مكونه من
صفوف الخرز الملون او صفائح الذهب المشغول والمرصع. واغلب زخارف الحلي هندسيه قوامها الخطوط والمثلثات،
ويغلب ان تكون مشغوله بخيوط رفيعه من المعدن ( ذهب او فضة)
* والتصوير الحائطي كان من اهم اساليب التعبير لذلك الفن، كما كانت دائما تتعدد اشكاله
واستخداماته من اعمال الكليم والحصير والسلاسل واواني الفخار والاباريق المزخرفه بالاشكال الهندسيه واعمال التطريز على
الملابس والحلي وغيرها تبعا للبيئه الخاصه التي يعيش فيها الفنان الشعبي والخامات المتاحه له في
هذه البيئة، فالبيئه الزراعيه مثلا كانت تفرض على الفن الشعبي وفنانيه نوعا خاصا من الفنون
مثل صناعه الفخار، حيث تتوفر الطينات الصالحه له في اماكن كثيرة، كما ان الاواني الفخاريه
تغطي نسبه كبيره من احتياجات منزل الفلاح. كذلك درج الكثير من الفلاحين على غزل الصوف
والقطن بمغازل يدوية؛ لتتميز هذه المنسوجات بالوانها الطبيعيه وزخارفها الكثيره ذات الخطوط العريضه بالوان طبيعيه
داكنة. اما في البيئه الصحراويه او البدويه فان صناعات الجريد تاخذ المقام الاول حيث يكون
النخيل مصدرا هاما من مصادر الخامات الاوليه اللازمه للحرف الشعبية؛ فيصنع من الجريد الاقفاص والكراسي
والاسره والموائد الصغيره بتصميمات جميلة، ويصبغ الخوص بالوان زاهية، ويستعمل في تجميل المنتجات المختلفة. اما
الاماكن الرعويه التي تقوم الحياه فيها على رعايه الاغنام والماعز فان الصناعه الشعبيه التي تفرض
نفسها هي صناعه السجاد والاكلمه ذات الزخارف الهندسيه بالوان وغزل الصوف الماخوذ من صوف الاغنام.
وبسبب صدق واصاله الفن الشعبي فان المثقفين كانوا ولا يزالوا يسعون الى استلهامه، ثقه من
ان اصوله مضمونه الجذور نابعه من الارض والتقاليد والتراث، ومن حاجه الانسان العادي للحياه والامن
والحب.
__________________
الفن الشعبي هو خليط من الفنون النفعيه التي نحتاج اليها في حياتنا اليومية، وجميع القيم
الجماليه التي تميز العمل الفني الابداعي.
وقد كان الفن الشعبي طوال العصور يسير جنبا الى جنب مع الفن الرسمي، والتراث العربي
غني بالفنون الشعبية، في الادب والغناء والموسيقى والفنون التشكيليه والزخرفية.
هذه الفنون تكشف عن قدرات ومهارات الفنان الشعبي الذي ينفذها في يسر وبساطة.
وكان الفنان الشعبي هو التيار الصحي الذي تحتفظ الجماهير العريضه من خلاله بضميرها الفني، وحسها
الجمالي، وبخاصه عندما تضعف الدوله وتنحسر عنها قدراتها الابداعيه في فنون الحاكمين. وفي هذه الفترات
تقل سطوه التقاليد الفنيه الرسميه وتزداد طلاقه الفنون التي تقترب من الفنون الشعبية.
ودائما نرى الفن الشعبي يتجه الى الاعتزاز بالبطوله وتمجيدها، واعتبار ابطال القصص الشعبي هم المثل
العليا لكل شاب، وقد كانت قصص “ابو زيد الهلالي” و”عنتره بن شداد” تمثل –دائما- كل
منهما فارسا يمتطي جواده وقد سل سيفه البتار.
كل ذلك من الفنون المتوارثه المنحدره الينا من الاف السنين؛ وهي تعكس اشكالا وموضوعات مستمده
من التراث او من الاسطوره او الحدوته او من ذكريات غامضه تسللت عبر سنوات طويله
منحدره من جيل الى جيل نعرفها وقد لا نعرف مدلولها.
وكثيرا ما ترمز الاشكال المختلفه في الفن الشعبي الى اسطوره وطنيه او معتقد فطري، كما
قد تشير الالوان المستعمله الى معان خاصه رمزيه متصله بالفطره الانسانية.
بعض خصائص الفنون الشعبية:
* تتميز الفنون الشعبيه باستخدام الخامات المحليه والوحدات التي تستمدها من البيئة. ومن خلال دراستنا
للفن الشعبي نستطيع ان نتتبع الكثير من جذور فنوننا الاصليه التي يبدو اننا فقدنا الكثير
منها بعد ان دخل على حياتنا الكثير من التعبيرات التي تفصل بين حاضر فنوننا وماضيها.
* والفن الشعبي فن جمالي لا يعرف الفردية؛ لانه فن الجماهير العريضة، والفنان الشعبي لا
يتناول سوى الموضوعات التي يعرفها معرفه متوارثة، وتتجاوب مع احتياجات المجتمع الذي يعيش فيه، فالرسم
عند الفنان الشعبي يمثل واقعا عقليا اكثر مما يمثل واقعا بصريا، كذلك فان الرسم تعريف
للامور بواسطه الرسم كبديل للكلام، وهو يوضح في صوره واحده مجموعه مشاهد كانما يحكي قصة،
كما انه يرسم الاشياء المرئيه وغير المرئيه ما دام غير المرئي معروفا، كما ان الفن
الشعبي لا يعترف بقواعد المنظور.
* يعتمد الفنان الشعبي في زخرفه منتجاته على عنصرين: الاول الوحدات الهندسيه البسيطة، ويغلب استعمالها
في المنتجات التي تفرض صناعتها والخامه المستعمله فيها هذه الوحدات، اي ان الزخارف الهندسيه في
اغلب الامر وليده طريقه الصناعه نفسها، والعنصر الاخر: الزخارف العضويه البسيطه التي تعتمد على خطوط
منحنيه لينه قليله ايضا كفرع صغير، او ازهار بسيطه التركيب او حركه امواج المياه ورجرجتها.
* وبالطبع فان الميل الى التزيين طبيعه كامنه في الانسان، وكان دائما المطلوب من وحدات
الزينه الشعبيه في مختلف الاماكن ومختلف الشعوب ان تلفت النظر، سواء بسبب اللون ام الشكل
ام الصوت، وكل العناصر محققه في الحلي الشعبية، ولا شك اننا نستطيع ان نجد علاقه
من حيث الشكل بين الكردان والقلاده التي كانت تغطي الصدر ويغلب ان تكون مكونه من
صفوف الخرز الملون او صفائح الذهب المشغول والمرصع. واغلب زخارف الحلي هندسيه قوامها الخطوط والمثلثات،
ويغلب ان تكون مشغوله بخيوط رفيعه من المعدن ( ذهب او فضة)
* والتصوير الحائطي كان من اهم اساليب التعبير لذلك الفن، كما كانت دائما تتعدد اشكاله
واستخداماته من اعمال الكليم والحصير والسلاسل واواني الفخار والاباريق المزخرفه بالاشكال الهندسيه واعمال التطريز على
الملابس والحلي وغيرها تبعا للبيئه الخاصه التي يعيش فيها الفنان الشعبي والخامات المتاحه له في
هذه البيئة، فالبيئه الزراعيه مثلا كانت تفرض على الفن الشعبي وفنانيه نوعا خاصا من الفنون
مثل صناعه الفخار، حيث تتوفر الطينات الصالحه له في اماكن كثيرة، كما ان الاواني الفخاريه
تغطي نسبه كبيره من احتياجات منزل الفلاح. كذلك درج الكثير من الفلاحين على غزل الصوف
والقطن بمغازل يدوية؛ لتتميز هذه المنسوجات بالوانها الطبيعيه وزخارفها الكثيره ذات الخطوط العريضه بالوان طبيعيه
داكنة. اما في البيئه الصحراويه او البدويه فان صناعات الجريد تاخذ المقام الاول حيث يكون
النخيل مصدرا هاما من مصادر الخامات الاوليه اللازمه للحرف الشعبية؛ فيصنع من الجريد الاقفاص والكراسي
والاسره والموائد الصغيره بتصميمات جميلة، ويصبغ الخوص بالوان زاهية، ويستعمل في تجميل المنتجات المختلفة. اما
الاماكن الرعويه التي تقوم الحياه فيها على رعايه الاغنام والماعز فان الصناعه الشعبيه التي تفرض
نفسها هي صناعه السجاد والاكلمه ذات الزخارف الهندسيه بالوان وغزل الصوف الماخوذ من صوف الاغنام.
وبسبب صدق واصاله الفن الشعبي فان المثقفين كانوا ولا يزالوا يسعون الى استلهامه، ثقه من
ان اصوله مضمونه الجذور نابعه من الارض والتقاليد والتراث، ومن حاجه الانسان العادي للحياه والامن
والحب.