روايه blue me روعه جدا
اليكم الفصل الاول
سحر شيطان
قدرت جودي بصمت طول الرجل الواقف في احدى زوايا المطعم
يتحدث الى مدير المطعم مانحا اياها ظهره لم تكن قادره على تمييز ملامح وجهه ولكنها
استطاعت بالتاكيد وبوضوح ملاحظه تناسق جسده النحيل وعرض كتفيه وهو يهزهما تجاوبا مع كلمات محدثه
ورشاقه يديه وذراعيه وهو يلوح بهما معترضا
ما الذي اصابها لم تكن هذه المره هي المره الاولى التي تلمح فيها رجلا جذابا
ولكنها لم تشعر ابدا بهذا التقلص في معدتها والاضطراب من النظره الاولى نحو اي رجل
حتى عندما قابلت طارق للمره الاولى لم تشعر بهذه الطريقه راقبت بدقه كيف اخذ يسير
برشاقه خطيره الى جانب المدير متجها نحو مكان ما داخل المطعم لابد ان يكون وسيما
بدا واضحا انه ليس نادلا فهو لا يرتدي الزي الرسمي للعاملين في المطعم
وليس زبونا ايضا فملابسه ابسط بكثير من ان تلائم مكانا بهذه الفخامه كان يرتدي سروالا
من الجنز الباهت اللون وقميصا قطنيا اسود ملابس بسيطه ورخيصة
ابعدت نظرها عنه مرغمه عندما دوى صوت رنين هاتف طارق المحمول
التفتت نحو خطيبها الذي رفع هاتفه نحو اذنه مستقبلا احدى مكالماته المهمه قاطعا حديثه مع
بشار بينما سالتها ريما خطيبته وصديقتها المقربه اين كنت شارده الذهن بدوت وكانك على بعد
اميال
ارتبكت جودي وخشيت ان تكون صديقتها او احد الرجلين قد لاحظ انها كادت تلتهم شابا
غريبا بنظراتها نظرت باضطراب الى حيث كان الشاب الجذاب واقفا الا انه كان قد اختفى
نظرت ريما الى حيث كانت جودي تبحث بعينيها قائله بفضول ما الامر هل رايت شخصا
تعرفينه
احمر وجه جودي للحظات ثم سيطرت على اضطرابها بسرعه قائله بالتاكيد لا كم شخص مما
اعرفهم معتاد على ارتياد مكان كهذا
انا قادر على ارتياد مكان كهذا اه اثنان جودي وطارق
ضحكت ريما بينما قالت جودي باحتجاج هذا غير صحيح ولكنا كانت تعرف تماما بان طارق
مهووس بالاماكن الراقيه ولا يرتاد غيرها
تاملت المطعم الفخم انه جزء من اشهر سلسله مطاعم في المدينة
يتميز بديكوراته الراقيه والكلاسيكيه مع الاناره الخافته والرومانسيه للمكان وبالخدمه الممتازه والاسعار الباهظة
طبعا هي كانت قادره على تحمل تكاليف مكان كهذا بفضل المصروف الكبير الذي تحصل عليه
من والدها كل شهر ولكنها مع هذا لم تكن تحب الاماكن
الباهظه والمتكلفه بل تفضل تناول بعض الساندويتشات الخفيفه برفقه اصدقائها في احد مطاعم الوجبات السريعه
المحيطه بالحرم الجامعي
ولكن طارق كان صاحب الدعوه ولولا حماس كل من بشار وريما لما وافقت على اختياره
قالت ريما يعجبني المكان انه اشبه بالحلم ولكن
لا يمكن للانسان ان يكون مرتاحا وامن ياكل بسلام وحوله كل هذه الفخامة
قال بشار مداعبا لهذا اصطحبك دائما الى الاماكن البسيطه التي تحبينها يهمني ان تشعري بالراحه
اثناء الاكل معي
قالت ساخره نعم لهذا السبب بالتاكيد وليس لانك بخيل للغاية
وعاجز عن انفاق بعض القروش لاسعاد خطيبتك
احاط كتفيها بذراعه وهو يقول لا تبداي بالهجوم
ما انا الا طالب مسكين على وشك التخرج ولا يمتلك اكثر من مصروف يده
قالت ماكان عليك التورط بخطبتي ان لم تكن قادرا على تلبيه متطلباتي
اطلت من عينيه نظره هيام وهو يقول تعرفين بانني
لا استطيع الابتعاد عنك لحظه ولو لم اتقدم لخطبتك لقتلني والدك في حال اقترابي منك
اختفى تهكمها فجاه ومنحته ابتسمه ساحرة
وهي تقول ماكان ليوافق على خطبتنا لو لم اهدده بالهرب معك فانت الشخص الذي لن
احب غيره ابدا
بالتاكيد لم تكن فكره جودي فبالرغم من انها تحب صحبه ريما التي كانت صديقتها طيله
السنوات التي قضتاها في كليه الاداب وبشار طالب الهندسه الذي تعرفت جودي الى طارق من
خلاله الا ان تواجدهما معها يصيبها بالاحباط ويذكرها دائما بالحلقه المفقوده بينها وبين طارق مع
انهما متحابان الا ان تلك
الشراره التي تميز علاقه بشار وريما لم تكن موجوده ابدا في علاقتهما رمقت طارق بطرف
عينها مازال يتحدث هاتفيا وقد تركزت حواسه بشكل تام مع محدثه يجب الا تقارن علاقتها
بطارق ابدا بعلاقه الزوج الجالس امامها
فبينما بشار مجرد طالب يجاهد للتخرج من الكلية
ولديه من الوقت ما يكفي ليقضيه برفقه خطيبته فان طارق بالرغم من صغر سنه فهو
ابن احد اثرى رجال الاعمال في المدينه انخرط في عالم الاعمال فور تخرجه من الجامعه
ولا وقت لديه ليضيعه مع خطيبته الحالمه فعليا طارق هو الرجل المثالي تعرفت اليه منذ
اشهر في حفله زفاف كبيره اقامها احد معارف والدها لابنه البكر وكالعاده كانت هي مرافقه
والدها لرفض شقيقتها الكبرى القاطع حضور هذه الحفلات المزيفه والسطحيه وطارق كان هناك بصفته ابن
عم للعريس اعجبت به من النظره الاولى اعجبتها ثقته بنفسه اناقته المفرطه هدوءه وتصرفاته اللبقه
والمهذبه ظهر اهتمامه بها منذ عرفه بشار اليها وهو قريب اخر للعريس بعد ذلك التقت
به مره او اثنتين ثم تقدم لخطبتها فورا هكذا كان دائما مباشرا وواضح النوايا لا
وقت لديه لترهات العاشقين قابلها اعجب بها احبها ووجد انها الشريكه المثاليه له فاتخد الطريق
الاسهل والاسرع وافق والدها فورا ولم يبذل اي جهد في اقناع جودي بانه الرجل المناسب
لها ثري ناجح ومن طبقه اجتماعيه راقيه تناسب اسم العائله العريق
لم تتردد جودي في اعلان موافقتها فقد كان حلمها منذ الطفوله ان ترتبط بالرجل المثالي
في الواقع
لقد كان هذا حلم والدها ان يزوج ابنتيه الوحيدتين لشخصين مناسبين له هو غير مبال
رايهما
ربما لهذا السبب علاقته بشقيقتها اماني ليست جيده منذ سنوات فبينما يحاول هو فرض سيطرته
عليها تقاومه هي كالقطه المتوحشه محاوله التحرر بشخصيتها وكيانها عنه لحسن الحظ ان جودي هي
ذات الطبع السلس والسهل الانقياد في العائله فطموحاتها لم تتجاوز ابدا ارضاء والدها وايجاد الزوج
المناسب والعيش بسعاده وهناء
وهي الان في طريقها لتحقيق كل هذه الطموحات فهي مخطوبه الى طارق منذ سته اشهر
وستزف اليه فور انتهاء السنه الدراسيو وتخرجها من كليه الاداب والكل متحمس باستثناء اماني المعترضه
دائما
ولكن ماهي الا مساله وقت قبل ان تقتنع بطارق عندما تلاحظ كم هي سعيده معه
انهى مكالمته اخيرا وقال مخاطبا اياها انا اسف يا حبيبتي كانت مكالمه مهمة
منحته ابتسامه باهته جميع مكالماته الهاتفيه مهمه للغايةباستثناء مكالماتها لا تذكر عدد المرات التي قطع
فيها اتصالاتها وتحاشى الاجابه عليها لانشغاله في عمله
سرعان ما عاد الحديث المرج والشيق يدور بين الاربعة
ارتفعت ضحكه جودي عاليا عندما اخدت ريما تحكي عن الرسومالكاريكاتوريه التي رسمتها جودي والتي تمثل
معظم اساتذه الكليه وطبعت منها عده نسخ ونشرتها بين الطلاب وعن رده فعل الاساتذه على
مبادرتها بين معجب وساخط قالت ريما ضاحكه والمعجزه ان احدا لم يعرف بان جودي هي
الفاعلة
ضحك طارق وهو يداعب شعرها الكستنائي الطويل والمحيط بوجهها البيضاوي الجميل بنعومه وقال يجب ان
تقلعي عن شقاوتك هذه بعد ان نتزوج لا اعتقد بان قلبي قادر على احتمال احد
مقالبك
منحته ابتسامه عريضه وقالت ستلاحقك شقاوتي الى اخر يوم في حياتك هل تظن بان تجروك
على طلب يدي والزواج مني قد يمر دون ان تعاني من العواقب
ارتفع في هذه اللحظه صوت عزف رقيق على الجيتار لحن ناعم وشاعري
تعرفت جودي على اغنيتها المفضله فاستدارت تبحث بعينيها عن العازف الذي ظهر فجاه وقد كان
هناك جالسا فوق المنصه الصغيره التي تصدرت المطعم ممسكا بجيتاره بين يديه معانقا اياها وكانه
يعانق حبيبته مسبلا عينيه المظللتين برموش كثيفه داكنه في
اندماج تام مع اللحن الذي يعزفه
خفق قلب جودي بقوه لقد تعرفت على صاحب الملابس البسيطه والجسد الطويل الساحر انه نفس
الرجل الذي لفت نظرها منذ دقائق دون حتى ان ترى وجهه ومن مقعدها المواجه له
تمكنت من تبين ما ظهر من ملامحه تحت الاناره الخافته وعبر المسافه الفاصله بينهما ميزت
حاجبين كثيفي السواد منعقدين بتاثر مع الالحان الرائعه التي كان يبدعها انف مستقيم وفم مغر
بشفتين ممتلئتين شهوانيتي التاثير وجنتين منحوتتين اعطت وجهه شكلا كلاسيكيا فريدا
يا الهي هل يمكن ان يمتلك رجلا واحدا كل هذا الكمال لك تتبين عينيه جيدا
ولكنها حدثت نفسها برجاء بانهما ربما كانتا ضيقتين او مقاربتين وربما جاحظتين اي شيء الا
ان تكونا بمثل كمال ملامحه
تعلقت انظارها بيديه وهما تداعبان اوتار الجيتار بحنان واحتراف بدت اصابعه طويله و نحيله ولسبب
ما توردت وجنتاها وابتلعت ريقها باضطراب
ما الذي اصابها لقد فقدت عقلها تماما لو عرفت اماني بما يتصارع داخلها من مشاعر
لسخرت منها طويلا وتشفت في كل ذره اضطراب تغزو روحها
احس طارق بنظراتها فقال باسما هل اعجبك عزفه
اعرف انك تحبين الموسيقى يبدو انه عازف جديد فانا لم اره هنا من قبل
تمتمت بصوت حاولت ان يكون لا مباليا حقا لا باس به
عادت تنظر الى عازف الجيتار المجهول وهي لا تكاد تسمع شيئا من ثرثره مرافقيها
هناك شيء يمنعها من ازاحه عينيها عنه لم تعرف ما هو لم يكن اول رجل
جميل تقابله فطارق لا يقل عنه وسامة
ولكن هناك شيء لا تفهمه يميز هذا الرجل الذي رفع راسه فجاه ونظر اليها
وكانه قد احس بنظراتها المركزه عليه
احست جودي بالمكان يظلم من حولها وبوجود الاخرين يتلاشى
حتى الموسيقى لم تعد تجد طريقها اليها شيء ما حبس انفاسها في اللحظات التي التقت
فيها نظراتهما شعور غير مالوف بالخوف امتد ليزحف على طول عمودها الفقري كحال الفريسه عندما
تشعر بعيني قناصها عليها شهقت اخيرا سامحه للهواء ان يدخل الى رئتيها وحررت نفسها من
اسره بالالتفات بعيدا وهي تحاول السيطره على اضطراب انفاسها
مما جذب انتباه طارق الذي سالها بقلق هل انت بخير
ظرت اليه بذعر ثم الى صديقيها اللذين نظرا اليها بحيرة
قصه × روايه قصص روايات
ثم قالت بعصبيه عن اذنكم ساجري مكالمه هاتفيه قفزت من مكانها فلحقت بها ريما قائله
سارافقك
غابتا داخل اخد اروقه المطعم الداخليه الموديه الى الحمامات
راقبت ريما صديقتها وهي تخرج هاتفها وتضغط ازراره باصابع مرتعشة
وقالت بريبه انت لست طبيعيه ليس من عادتك قطع احدى جلساتك لتتصلي باماني
رفعت جودي الهاتف الى اذنها قائله بتوتر احتاج الى ان اكلمها علها تستعيد شيئا من
تعقلها او تستمد من اختها القليل من قوتها
كالعاده كان هاتف اماني مقفلا تاففت بضيق فقالت
ريما وهي تنظر الى وجهها متفحصه انه طارق تنتابك من جديد تلك الشكوك والوساوس بشان
علاقتك به صحيح
تنهدت جودي قائله انت محقه مازال ذلك الاحساس ينتابني بان ثمه شيء ناقص في علاقتنا
والا ما الذي يفسر انجذابها الى رجل غريب بينما خطيبها على بعد سنتيمترات منها
قالت ريما بانزعاج انها اماني بالتاكيد هل عادت تعبث بعقلك مجددا
ليس سرا انها لا تطيق طارق ولكن ليس من حقها ابدا ان تفسد عقلك بوساوسها
تمتمت جودي كل مافي الامر انها تريدني ان اتاكد من مشاعري قبل ان ارتبط به
نهائيا
قالت ريما بسخريه غاضبه ما الذي تعرفه اماني عن المشاعر انها فتاه عامله قررت ان
تكرس حياتها لصنع تلك الهاله حولها مانعه اي رجل من الاقتراب منها وتريد ان تصنع
منك نسخه اخرى عنها في الواقع اظنها تغار منك لانها لن تجد ابدا رجل كطارق
يحبها كما يحبك
حسنا لم تدهش جودي لمشاعر ريما السلبيه اتجاه اماني فهي تعرف من زمن بكراهيه كل
منهما للاخرى ولكن ما تظنه ريما باماني غير صحيح هي اكثر من يعرف اماني
تعرف جيدا كم هي عاطفيه وضعيفه وان عاطفيتها كانت السبب في تحطيم علاقتها بوالدها وبجنس
الرجال ككل
تمتمت في النهايه لا علاقه لاماني في الموضوع
ما المشكله اذن
زفرت اماني عاجره عن البوح بالسبب الحقيقي لتوترها فصاحت فجاه بحنق
ايجب ان تقومي انت وخطيبك في كل مره يتلك المشاهد الغراميه المبتذله امامي
ان لم تعلمي فهناك فنادق رخيصه وجدت خصيصا لهذا الغرض
او ربما عليكم الزواج عل مشاعركما الحبيسه تتحرر اخيرا حدقت فيها ريما بدهشه وهي تقول
غير مصدقه اهذا ما يضايقك
قالت جودي بعصبيه طبعا هذا يضايقني عندما يجلس خطيبي كاللوح الى جانبي عاجز عن توجيه
كلمه رقيقه واحده نحوي يا الهي احيانا لا احس بانني مخطوبه كيف سيكون الحال بعد
عشر سنوات من الزواج بالكاد سيوجه لي الكلام
ساد الصمت لبضع ثوان قبل ان تنفجر ريما ضاحكه وهي تقول
انت مجنونه بالتاكيد طارق يحبك جدا انه متحفظ بطبعه ليس الا انا متاكده بانه سيجد
اكثر من طريقه ليعبر لك عن حبه دون ان يتكلم بعد عشر سنوات من الزواج
توقفي عن التصرفات الطفولية
ولنعد الى طاولتنا قبل ان يقلق الشباب
قالت جودي بعناد لست جاهزه بعد ساصلح زينتي
استدارت نحو المراه غطت الجدار خلفها ونظرت الى وجهها الشاحب وعينيها الزيتونيتين المنحرفتي الزوايا والشبيهتين
بعيني القطه وقالت
ابدو مرعبه تماما لا عجب ان طارق لا يعيرني اي اهتمام
لم تشعر بان صديقتها قد تركتها وعادت الى الطاوله بينما اقتربت هي ممن المراه وتحسست
ذقنها قائله برعب هل ترين هذا
لقد ظهرت بثره مخيفه في دقني ان لم اجد حلا للفراغ العاطفي الذي اشعر به
فسيمتلئ وجهي بالبثور
دوى صوت رجولي ذو بحه مثيره هل يمكنني المساعدة
توقفت عن التفوه بالكلمات المتقطعه والغير مفهومه واخذت تنظر من فوق كتفه بحثا عن ريما
القى نظره عابره الى الخلف قائلا هل تقصدين الفتاه التي تجاوزتني منذ لحظات
لا هي لم تخطئ فلصوته العميق رنين غير عادي يشبه الموسيقى موسيقى غامضه ومثيره مثله
تماما تنحنحت قائله سالحق بها اذن عن اذنك
ما ان تحركت حتى اعترض طريقها بذراعه مسندا اياها الى الجدار فاطلقت شهقه مكتومه وهي
تتراجع ذعرا وقد قربته تلك الحركه منها بشكل جعل جسدا ينتفض بالم غيرمفهوم عندما لفحته
جاذبيه الجسد النحيل الصلب
احنى راسه ليجتذب بصرها قائلا بنعومه بهذه السرعه ظننتك استدرجتني الى هنا للتعرف الي
عندما نظرت الى عينيه مذهوله فكرت بانه لي من العدل ان يمتلك رجلا مثله عينين
كهاتين لقد بدا لها من بعيد خطيرا بجاذبيه خياليه لم تقابل مثلها من قبل اما
الان وقد رات عينيه اللوزيتين العميقتين بلونهما البندقي الدافئ ونظراته القادره على اذابه جبل من
الجليد ادركت جودي بان هذا الرجل شيطان يمشي على قدمين والدليل كلماته المستفزه التي بثت
شيئا من الغضب داخلها ومنحتها القوه لتقول بشجاعة
انا لا اعرف عما تتحدث
شعرت به يقترب منها فتراجعت حتى التصقت بالجدار وضغطت عليه بجسدها وهي ترفع عينيها نحوه
بعجز وقد انتابها احساس بالاسر تمتم بخفوت ودون ان يحرك شفتيه تقريبا بل تعرفين بالضبط
ما اتحدث عنه لقد ضبطتك تنظرين الي قبل دقائق ولا تحسبي انني لم افهم مغزى
نظراتك استطيع تمييزها عن بعد اميال
حبست انفاسها عندما اخترق عطره الرجولي رئتيها واثر بشكل سحري على حواسها المرتعده رطبت شفتيها
باضطراب وهي تقول اسمع ايها السيد
قاطعها بنعومه تمام محفوظ
فكرت مبهوره تمام اي اسم غريب لشخص غير عادي مثله هزت راسها لتستعيد تركيزها قائله
سيد تمام لقد اسات فهمي لم اقصد شيئا من بالنظر اليك كما انني لست وحدي
هنا انا برفقه خطيبي
نطقت بالكلمه الاخيره بحده كالغريق الذي تعلق بقشه واخفت ذهولها من نسيانها التام لخطيبها الجالس
على بعد امتار في انتظارها او عدم لجوئها حتى الان الى الصراخ اجتذابا لمن ينقذها
من هذا الجحيم الذي وجدت نفسها فيه
ذكرها لخطيبها جعل بريقا قويا يشع في العينين الداكنتين والشفتين الجذابتين تتوتران للحظه ثم سرعان
ما انفرجتا عن شبه ابتسامه مدمره وهو يقول بتهكم هل من المفترض بذكرك لخطيبك ان
يصرفني او يبعدني عنك لو انك تهتمين لامره حقا لما بادلتني تلك النظرات التي طالبتني
فيها باللحاق بك لما كنت هنا الان معي ولا شيء يرغمك على البقاء
فقدت اعصابها عندما مست كلماته وترا حساسا وصاحت بحده هلا ابتعدت عن طريقي
وعندما لم يتزحزح من مكانه رفعت يديها بلا وعي الى صدره لتدفعه عنها ولكن ما
ان شعرت اصابعها بعضلات صدره القاسيه تحت القميص القطني الرقيق حتى احست بتيار عنيف يسري
في جسدها على شكل انتفاضه قويه انزلت يديها بسرعه بعيدا عنه وعادت تلتصق بالجدار وقد
احالها الرعب الى قطعه منه شعر الشيطان بذلك البركان الذي ايقظه داخلها بالتاكيد فهو كما
يبدو خبير بتاثير في النساء بعكسها هي التي لم تعرف يوما شعورا مشابها
ولكن عندما نظرت الى وجهه وجدت لهيبا يتراقص في العينين العابثتين وقد انفرجت شفتاه باضطراب
اذهلها هي نفسها لقد احس بدوره بذلك التيار الغامض الذي سرى في الاتصال الجسدي الوحيد
الذي جمع بينهما
همس اترين هناك شيء ما يجمعنا لقد قدر لنا ان نلتقي وقد عرفت هذا منذ
وقعت عيناي عليك عناك بينما كنت اعزف
فتحت فمها في محاوله يائسه منها للاعتراض ولكنه سبقها قائلا
لا تحاولي ان تفهمي ولا تقاومي الحقيقه التي اكتشفها كلانا منذ لحظات انت لي ولن
تكوني لغيري ابدا
عقد لسانها واتسعت عيناها الخائفتان الا ان انفاسها اخذت تتلاحق باثاره جذبت عينيه الى حركه
صدرها السريعه رفع نظره الى وجهها ليتامل تقاطيعه الناعمه والجميله عينيها البريئتين انفها الدقيق وفمها
الوردي المثير ثم وقف نظره عند تلك البثره الحمراء الصغيره التي اشارت اليها قبل دقائق
رفع يده ليلمسها بانامله فاغمضت عينيها كابحه رجفه الاثاره التي لحقت بلمسته الخفيفه وقال بصوت
مثير ان كان سببها الفراغ العاطفي فانا اعدك بانها ستختفي قريبا
فتحت عينيها وترقرقت فيها دموع لم تفهم سببها وبدون ان يقول شيئا تناول هاتفها المحمول
من بين اصابعها المرتعشه وعبث به للحظات فصدر ازيز خافت من هاتفه المعلق بحزامه الجلدي
ثم اعاد هاتفها الى يدها وابقاها بين يديه طويلا وهو ينظر الى عينيها قائلا بثقه
سنتحدث لاحقا
واذ بصوت ريما يدوي من خلفه بتوتر جودي
اعادها صوت ريما الى الواقع فسحبت يدها من بين يديه بسرعه ونظرت الى صديقتها باضطراب
اما هو فلم يبدو مستعجلا وهو يعتدل في وقفته ببطء دون ان يلتفت الى ريما
او يعيرها اي اهميه اطلت من شفتيه ابتسامه جانبيه حملت الكثير من السخريه والعبث وهو
يردد جودي
وبهدوء تجوز ريما واختفى عن ناظريهما هنا سمحت جودي لساقيها ان تخذلاها فتشبثت بالجدار لاهثه
محاوله اكتشاف ان كان ما حدث لتوه مجرد حلم ام لا
لم يبدو على جودي انها قد فهمت كلمه مما قالته ريما اذ كانت نظراتها مذهوله
وشاخصه على بعد اميال ثم همست اخيرا بصوت مرتجف
اريد العوده الى البيت ارجوك
لسبب ما ابتلعت ريما غضبها واجلت استجوابها الى وقت لاحق فقد ادركت بان صديقتها الشاحبه
الوجه على وشك فقدان الوعي في اي لحظه فتمتمت
لا باس لنخبر بشار وطارق ثم لنخرج من هنا
عندما عادتا الى صاله المطعم الرئيسيه لم تجد اثرا لذلك الشيطان الادمي الساحر الذي خطف
منها انفاسها وعقلها قبل لحظات تفهم طارق بلا عناء الارهاق المفاجئ الذي ادعته ولم يمانع
عندما تناولت حقيبتها وطالبته بالمغادره خاصه انه قد سدد الفاتوره منذ دقائق
في طريقها الى سياره طارق حمدت الله على انها لم تحضر بسيارتها فهي من جهه
لن تتمكن من القياده مترا واحدا باعصابها المهزوزه ومن جهه اخرى لم تكن مستعده للانفراد
بريما والخضوع لاستجوابها الموجل
وخلال الطريق الى البيت لم تفوه بحرف واحد بينما اخرط الباقون في حديث لم تفهم
مضمونه تاهت بعينيها عبر النافذه تراقب الطرقات التي انارتها مصابيح الليل العموديه الشاحبه محاوله ان
تنسى تفاصيل الحديث الذي دار بينها وبين ذلك الرجل
تمام محفوظ فكرت بانها لا تريد ان تقابله مجددا مهما كانت الظروف ولكن جزءا دفينا
منها كان يصر بياس على انها لاكاذبه كاذبه تماما