ما هي انواع الحقوق التي كفلها الاسلام للطفل
الاطفال نعمه الهيه جديره بان تصان وترعى وتحفظ، وتعطي حقوقها التي قررها قدوتنا وحبيبنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الحقوق في الاسلام تمتاز بانها كاملة، لانها من عند
الله خالق الانسان وهو اعلم بما يصلحه (الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) “الملك:14″،
وهي كذلك حقوق متوازنه يسعد بها مؤديها في الدنيا والاخرة، كما انها عباده من اعظم
العبادات التي يتقرب بها الى الله، فتعظيم الله ومراقبته يعدان افضل وسيله لاداء هذه الحقوق.
الطفل في الاسلام هو من لم يبلغ الحلم حد البلوغ، ولا يتجاوز سنه الخامسه عشر.
اما تحديد عمره بما لا يتجاوز الثامنه عشره كما في وثيقه حقوق الطفل الدولية، فترى
ان هذا التحديد غير صحيح، وربط الاسلام سن الطفوله بالبلوغ احفظ للطفل والمجتمع والدولة.
لقد سبق النبي صلى الله عليه وسلم، منظمات حقوق الطفل باربعه عشر قرنا من الزمان،
حيث قرر للطفل من الحقوق والمميزات مالا ينكر فضله الا جاحد او مكابر، فقد روي
عنه صلى الله عليه وسلم، انه قال:” كما ان لوالديك عليك حقا، كذلك لولدك”.
فمن اعظم وسائل نصره النبي صلى الله عليه وسلم، هو تعلم هذه الحقوق والعمل بها،
وتطبيقها في واقع الحياة، وبذلك نكون دعاه بالافعال لا بالاقوال، وقدوه يتاسى بها شعوب العالم.
ومن الحقوق النبويه للطفل ما يلي:
حق الطفل في ابوين كريمين
وهذا حق قرره النبي صلى الله عليه وسلم للطفل قبل ان يولد، وقبل ان يرتبط
ابوه بامه. فحسن اختيار كل من الزوجين الاخر حق من حقوق الطفل في الاسلام، كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم:” تنكح المراه لاربع:لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين
تربت يداك”. وقوله صلى الله عليه وسلم:” اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، الا
تفعلوا تكن فتنه في الارض وفساد كبير”.وقوله صلى الله عليه وسلم:” تخيروا لنطفكم فانكحوا الاكفاء،
وانكحوا اليهم”.
حق الطفل في حفظه من الشيطان قبل ان يولد
ففي المعاشره الزوجية، لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم حق الطفل فقال:” لو ان
احدكم اذا اراد ان ياتي اهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما
رزقتنا فانه ان يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان ابدا”.
حق الطفل في اثبات نسبه
للطفل الحق في التمتع بنسبه الصحيح، وليس لاحد حرمانه من ذلك لمجرد شبهه عرضت اليه.
فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ان امراتي ولدت غلاما اسودا،
واني انكرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” هل لك من ابل؟” قال: نعم.
قال:” فما الوانها؟” قال: حمر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:” هل فيهن من اورق؟”
اي مائل الى السمره قال الرجل: ان فيها لورقا. قال النبي صلى الله عليه وسلم:”
فانى ترى ذلك جاءه؟” قال الرجل: يا رسول الله عرق نزعها. فقال النبي:” ولعل هذا
عرق نزعه”.
ان مواثيق حقوق الطفل الدوليه لم تشر الى حق الطفل في ان يكون نتيجه علاقه
طبيعيه بين رجل وامراة، وهذه العلاقه الشرعيه هي الزواج التي تكفل للطفل حياه كريمة، وتلزم
والدي هذا الطفل برعايته والعنايه به والانفاق عليه.
وكان من نتاج اهمال هذا الجانب المهم ان اهدرت حقوق ملايين الاطفال اللقطاء في العالم،
لان هذه المواثيق لم تجعل للاسره المحضن والراعي الاساس للطفل اي مكانه او قيمة.
حق الطفل في الحياة
وهذا الحق الذي تنادي به منظمات حقوق الانسان كفله النبي صلى الله عليه وسلم للطفل
وهو لا يزال جنينا في بطن امه، فخفف عن الحامل والمرضع الصيام حتى لا يتضرر
جنينها، وسئل صلى الله عليه وسلم: اي الذنب اعظم فقال:” ان تجعل لله ندا وهو
خلقك.” قيل: ثم اي؟ قال:” ان تقتل ولدك خشيه ان يطعم معك.”
بل ان النبي صلى الله عليه وسلم احترم حق الطفل في الحياه وان كان لقيطا،
فقرر ان يؤخر الحد على المراه الزانيه حتى تضع جنينها وحتى ترضعه، كما في قصه
المراه الغامدية.
واوجب النبي صلى الله عليه وسلم الديه على من اعتدى على الجنين في بطن امه،
تقديسا منه للحياة، وعقوبه لمن استخف بها.
حق الطفل في العقيقه والاسم الحسن والختان
بعد ان يولد الطفل ويرى النور، سن النبي صلى الله عليه وسلم لاهله ان يظهروا
الفرح والسرور بقدومه، وان يبرهنوا على ذلك بذبح شاتين عن الغلام وشاه عن البنت، وجعل
صلى الله عليه وسلم ذلك من حقوق الطفل، فقال:” كل غلام مرتهن بعقيقته حتى يذبح
عنه يوم السابع، ويسمى، ويحلق راسه”.
واما حق الطفل في الاسم الحسن، فقد كره النبي صلى الله عليه وسلم الاسماء القبيحة،
وغير كثيرا منها، فغير اسم “عاصية” الى “جميلة” وغير “بره” الى “زينب” وغير “حزن” الى
“سهل” وقال صلى الله عليه وسلم:” احب اسمائكم الى الله عزوجل: عبدالله وعبد الرحمن”.
ومما يروى في ذلك من الطرائف ان رجلا جاء الى عمر بن الخطاب رضي الله
عنه يشكو اليه عقوق ولده، فاحضر عمر الولد وانبه وذكره بحقوق ابيه. فقال الولد: ياامير
المؤمنين اليس للولد حقوق على ابيه؟ قال: بلى. قال: فما هي؟ قال عمر: ان ينتقي
امه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب. فقال الولد: يا امير المؤمنين ان ابي لم يفعل شيئا
من ذلك، اما امي فانها زنجيه كانت لمجوسي، وقد سماني جعلا وهي الخنفساء، ولم يعلمني
من الكتاب حرفا واحدا. فالتفت عمر الى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك، وقد
عققته من قبل ان يعقك، واسات اليه من قبل ان يسيء اليك.
واما الختان فهو قطع القلفة، الجلدة، التي على راس الذكر، وقد اكتشف حديثا ان بقاء
هذه الجلده يؤدي الى الاصابه بكثير من الامراض، وذلك لتجمع الجراثيم والانتان تحت هذه الجلدة،
ولذلك جعل النبي صلى الله عليه وسلم الختان من الفطرة، فقال:” الفطره خمس: الختان والاستحداد
وتقليم الاظافر ونتف الابط وقص الشارب”.
حق الطفل في الرضاع الطبيعي
وفي قصه المراه الغامديه ما يدل على حق الطفل في الرضاع، لان النبي صلى الله
عليه وسلم قال:” اذا لا نرجمها وندع ولدها صغيرا ليس له من يرضعه”، ويدل على
حق الطفل في الرضاع قوله تعالى:( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم
الرضاعة) “البقرة:232″.
وقد ذكر الاطباء ان للرضاع من ثدي الام فوائد كثيره صحيه ونفسيه للطفل.
حق الطفل في الرحمه والحنان والحياه الكريمة
ان الحياه الكريمه هي التي يتمتع فيها الطفل بجميع حقوقه من العطف والرحمه والرعايه باشكالها
كافة. وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم نساء قريش فقال:” خير نساء ركبن الابل،
صالح نساء قريش، احناه على ولد في صغره،وارعاه على زوج في ذات يده”.
ومن صور رحمه النبي صلى الله عليه وسلم بالاطفال انه قبل الحسن بن علي، وعنده
الاقرع بن حابس جالسا، فقال الاقرع: ان لي عشره من الولد، ما قبلت منهم احدا،
فنظر اليه رسول الله ثم قال:” من لا يرحم لا يرحم”.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس وهو حامل امامه بنت ابنته زينب فاذا
سجد وضعها، واذا قام حملها. فاين هذا من الذين يطاردون الاطفال في المساجد وينهرونهم كلما
راوهم تقدموا الصفوف، او فعلوا ما لا يستنكر من امثالهم.
ومن رحمه النبي صلى الله عليه وسلم بالاطفال ورقته عليهم انه كان يزور الانصار ويسلم
على صبيانهم ويمسح رؤوسهم.ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدعاء على الاطفال رحمه بهم،
وحذرا من ان توافق ساعه اجابه فيستجيب الله الدعوة.
حق الطفل في عدم التمييز بين الاطفال
كفل النبي صلى الله عليه وسلم حقوق الاطفال ذكورا كانوا ام اناثا، وحرم جميع اشكال
التمييز بين الاطفال، وابطل عاده كراهيه الاناث وتفضيل الذكور عليهن، فقال:” من كانت له انثى
فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده، اي الذكور عليها، ادخله الله الجنة”.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ايثار بعض الابناء بالعطايا على حساب اخرين، لان
هذا يؤدي الى الكراهيه والعقوق والتحاسد بين الابناء.
حق الطفل في حفظ دينه
يعد حفظ الدين وتعليم قواعد الايمان، والتدريب على عباده الله وطاعته، والتخلق بالاخلاق الكريمه والسلوك
الحسن، وتاسيس تعظيم الله عزوجل ومحبه رسوله صلى الله عليه وسلم، في نفوس الاطفال كل
ذلك من اشد حقوق الاطفال على الوالدين، وهو مما يسعد به الاطفال والوالدان في الدنيا
والاخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:” كل مولود يولد على الفطره فابواه يهودانه
او ينصرانه او يمجسانه”.
وسال النبي صلى الله عليه وسلم جاريه فقال لها:” اين الله؟ قالت: في السماء. فقال
لسيدها: “اعتقها فانها مؤمنة”.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم الاطفال معاني المراقبه والتوكل والثقه بالله عزوجل، فعن ابن
عباس قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال:” يا غلام اني اعلمك
كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، اذا سالت فاسال الله، واذا استعنت فاستعن
بالله”.
حق الطفل في اللعب واللهو البريء
اتاح النبي صلى الله عليه وسلم للاطفال فرصه للعب والمرح، لان سن الطفوله تتطلب هذا
النوع من الممارسة، فكان الحسن والحسين يجلسان على ظهره صلى الله عليه وسلم وهو ساجد
قيطيل السجود حتى ياخذا حظهما من المتعه واللعب.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل انس في حاجته فيمر على الصبيان وهم يلعبون
فيلعب معهم ويتاخر عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا يعاقبه ولا يعاتبه لمعرفته ان
الطفوله تحتاج الى شيء من اللعب واللهو والانطلاق.
وكان الرسول يعقد المسابقات بين الاطفال، فيقول:” من سبق الي فله كذا وكذا”، فيستبق الاطفال
اليه، ويقعون على ظهره وصدره فيقبلهم.
حق الطفل في رفع الظلم عنه
جميل ان تتكاتف جهود المنظمات الدوليه لاعطاء الاطفال حقوقهم ورفع الظلم عنهم، وكان النبي صلى
الله عليه وسلم سباقا الى ذلك فعن ابي مسعود الانصاري قال: كنت اضرب غلاما لي
بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي: “اعلم ابا مسعود” فلم افهم الصوت من الغضب. قال: فلما
دنا مني، اذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو يقول:” اعلم ابا
مسعود، اعلم ابا مسعود” قال: فالقيت السوط من يدي. فقال النبي:” اعلم ابا مسعود ان
الله تبارك وتعالى اقدر عليك منك على هذا الغلام” قلت: لا اضرب مملوكا بعده ابدا.
وفي روايه قلت: يا رسول الله هو حر لوجه الله. فقال رسول الله :” اما
لو لم تفعل للفحتك النار او لمستك النار”.
حق الطفل في المواساه والزياره والهدية
قدر النبي صلى الله عليه وسلم مشاعر الاطفال فمسح دموعهم وبدل احزانهم ورسم البسمه على
شفاههم، فهذا ابو عمير غلام صغير اخ لانس بن مالك خادم رسول الله، كان لهذا
الغلام “نغر” وهو الطائر الصغير، يلعب به، فمات هذا النغر، فحزن عليه، فذهب اليه النبي
صلى الله عليه وسلم ليواسيه ويمازحه، فقال له:” ابا عمير ما فعل النغير” ولك ان
تتخيل هذا المشهد، رسول الله صلى الله عليه وسلم، خاتم الانبياء والمرسلين، واشرف الخلق اجمعين،
يذهب الى طفل صغير ليواسيه في حزنه على طائر صغير كان يلعب به.
واهدى صلى الله عليه وسلم ام خالد وهي طفله ثوبا، والبسها اياه بيده، وقال لها:”
ابلي واخلقي”.
حق الطفل في التربيه و التاديب
وهذا من اعظم حقوق الطفل على والديه، لان اهمال هذا الحق يؤدي الى فساد الاطفال
وضياعهم عند الكبر، ولذلك روي انه صلى الله عليه وسلم قال:” ما نحل والدا ولدا
من نحل افضل من ادب حسن”.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصغار ويؤدبهم بلطف ولين فهذا الحسن بن
علي رضي الله عنهما اخذ تمره من تمر الصدقه وجعلها في فيه، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم:”كخ كخ” ليطرحها ثم قال له:” اما علمت انا لا ناكل الصدقة”.
فلم يكتف صلى الله عليه وسلم بالنهي وانما علم الطفل سبب هذا النهي وهذا من
حسن طريقته في التربيه والتعليم.
وقال صلى الله عليه وسلم :” مروا اولادكم بالصلاه لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم
في المضاجع”.
وخص النبي صلى الله عليه وسلم تربيه البنات بالذكر لما للنساء من اثر كبير في
تنشئه الاطفال واعداد الاجيال ف:
الام مدرسه اذا اعددتها
اعددت شعبا طيب الاعراق