هل تستطيع المراه الحامل ان ترضع
السؤال: زوجتي ترضع في ابنها عمره الان تسعه اشهر وهي الان حامل في شهرها الاول
تقريبا فهل يمكن لها ان تكمل رضاعه ابنها بدون مشاكل صحيه لان هناك احاديث نبويه
تمنع ذلك ، ولا اعرف صحتها من عدمها ؟ علما بان الولد متعلق بالرضاعه من
امه .
الجواب :
الحمد لله
لا نعلم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن ذلك ، وانما
الذي ورد في ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم اراد ان ينهى عنه ،
خوفا من ان يكون فيه ضرر ، ثم لم يفعل ، كما رواه مسلم (1442)
عن جدامه بنت وهب الاسديه رضي الله عنها انها سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : ( لقد هممت ان انهى عن الغيله ، حتى ذكرت ان الروم
وفارس يصنعون ذلك فلا يضر اولادهم ) .
قال النووي رحمه الله :
” اختلف العلماء في المراد بالغيله في هذا الحديث وهي الغيل , فقال مالك في
الموطا والاصمعي وغيره من اهل اللغه : ان يجامع امراته وهي مرضع . وقال ابن
السكيت : هو ان ترضع المراه وهي حامل .
قال العلماء رحمهم الله : سبب همه صلى الله عليه وسلم بالنهي عنها انه يخاف
منه ضرر الولد الرضيع .
قالوا : والاطباء يقولون : ان ذلك اللبن داء والعرب تكرهه وتتقيه .
وفي الحديث جواز الغيله فانه صلى الله عليه وسلم لم ينه عنها , وبين سبب
ترك النهي ” انتهى مختصرا .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
انا متزوج ، وانجبت زوجتي ولدا ولكن قبل ان يكمل السنه الثانيه من عمره ،
انجبت ايضا مره ثانيه ، فهل علينا اثم في ذلك ؛ لان الايه الكريمه تقول
( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين ) ؟
فاجاب :
” ليس عليكم اثم اذا تواصل الاولاد ، بل لكم اجر ؛ لان النبي صلى
الله عليه وعلى اله وسلم قال : ( تزوجوا الودود الولود ) يعني كثيره الولاده
، واما قوله تعالى ( والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين ) البقره /233 ، فلا
ينافي كثره الولد ، يعني من الممكن ان يرضع الطفل السابق بعد ان تحمل الام
بالولد اللاحق ، وقد هم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان ينهى عن
الغيله ، وهي ارضاع الحامل الطفل ، قال : ثم رايت فارس والروم يغيلون ولا
يضر اولادهم شيئا فلم ينه عنها ” انتهى .
وبناء عليه :
يجوز ارضاع الطفل اثناء فتره الحمل ، ما لم تستدع الدواعي الصحيه منعه ، براي
الطبيب الثقه الحاذق ، فيرجع في ذلك الى قوله ، في الحاله الخاصه .
والله اعلم .