الشخصيه الصامته فى علم النفس
الصمت ثم الصمت لما يختار بعضنا الصمت مرادفا لشخصيته ؟ هل الكلام منقص لها ؟
ام هو العالم الغريب الدي يلفنا؟؟
الصمت ككلمه مع انها تدل على السكوت والهدوء ، الا ان تضمنها لحرف الصاد جعل
لحنها يبدو حادا ،
وهنا تناقض بين تكوين الكلمه وبين مدلولها ،هو تماما متل التناقض الموجود في الشخصيه الصامته
،
لمادا؟
لان الشخص الصامت لقب بهدا اللقب من الطرف الخارجي اي المجتمع ، في حين انه
لم يختره هو بنفسه ، فلقبه بالصامت لا يعمل الا داخل البيئه التي لقب فيها
،
اما في داخل قراراته هو لا يملك شيئا من هدا اللقب ، فنظرته لنفسه تختلف
عن نظره الغير له ، هدا هو وجه الشبه في التناقض،
الشخص الصامت انسان قبل كل شيء، والاغلب انه لن يندرج يوما في فصيله الذئاب ،
هدا على الاغلب ، وهو مخالف للافكار المجتمعيه التي ترى الصمت محاوله اصطياد نمريه (مصطلح
اخر من المصطلحات الكثيره المستحدثه من طرف المجتمعات )،
الصمت بالنسبه للكثيرين هو لحظه لمراجعه دفاتر الزمان ، وهده اللحظه تطول وتتكرر او تقصر
وتندر ، ولكنها بكل تاكيد تطول اكثر عند الشخص الصامت ،
…لما تقصر عند البقيه ؟ حسنا لما يريد بعضنا استحضار الصمت؟؟
نستحضر الصمت لاننا مللنا من الضجيج ،
نستحضره لانانا لا نريد ان نكون كالالات ،
نستحضره لنراجع اخطائنا ونقيس طاقاتنا ،
لهدا واكثر نستحضر الصمت ، لكن لما لا يطول استحضارنا ؟ ببساطه لاننا نسام ونمل
من الصمت ، وهل الصمت يمل ؟
بالطبع ، فكل ما لا ينتمي لشخصياتنا نمل منه ، مثل العمل في المكتب بالنسبه
لشخصيه منطلقه ، ادن قصر استحضارنا للصمت هو مللنا ، لكن لما يتكرر الاستحضار مع
ذلك ؟؟
لان الشخص الدي يرى نفسه غير صامت لا يتعلم بسرعه من اخطاءه ، فتكون تجاربه
كثيره ، واستكشافات اكبر ، واخطاؤه اعظم ، ومنه عودته للصمت تتكرر اكثر لكن لاتطول
،
الامر مختلف عند الصامت ، ففتره الصمت تطول وتتكرر بشكل شبه دوري،مع ذلك هو لا
يشعر بالملل لانها جزء من شخصيته،
وعالم الصمت يمكن ان يكون عالما خياليا مملوءا بكل المستحيلات ، كما يمكن ان يكون
عالما مظلما تعشعش الخفافيش في سقوفه ،
فالشخصيات الصامته انواع واشكال ،
ما هو هدا العالم ياترى؟
هل يمكن العيش فيه ؟؟
هههه … هده اسئله لا معنا لها ، من يقول هدا الكلام هو شخص يحب
الصمت لكن ليس جزءا في شخصيته(الحب المستحيل)،
الصمت ليس عالما ،
هو فقط اعاده ترتيب لعناصر العالم المزعج حتى يكون اقل ازعاج،
كيف دلك؟؟
اعاده الترتيب هي اعاده ترتيب للاولويات والاشخاص والاجواء، كتقديم اولويه النوم على الخروج للسوق ،
او الاستماع للموسيقى بدل الاستماع للاشخاص،
ايضا بالنسبه للاشخاص يتم ترتيبهم حسب الالحاح، الذكاء، اللباقة، التنافسية،
كمثال تفضيل صديق دكي على اخر ملحاح او فضولي ، والشخص الصامت لا يخطئ في
التقدير فهو يعرف حقيقه الشخص بكل بساطه لكنه يبقى صامتا حتى يدرجه في اولوياته،
اما ترتيب الاجواء فهي مثل اختيار غرفه الضيوف بدل غرفه المعيشه وهكدا ،
الشخص الصامت مستمع جيد لكنه محاور فاشل ، ايضا البعض من الصامتين كتاب مهره يبحرون
بك في قارب الخيال، لكنهم قلة،
لناخد مشهدا من حوار صامت وشخص في محطه حافلات:
الشخص : مرحبا صديقي القديم ، هل تتدكرني انا فلان ابن علان الدي كان يدرس
معك في مدرسه ابن علان
الصامت : (هدا ما كان ينقصني ، لما تصادفت معه الان، الم يجد وقتا اخر
،ترى ما المصلحه التي يريد)اااه اهلا صديقي القديم ، جميل ان القاك بعد كل هدا
الوقت ، كيف حالك وكيف حال العائلة
الشخص : ما دا قلت لم اسمع ، اجل اجل انا باحسن حال لكني ….(راى
شخصا اخر) عفوا بعض الوقت
الصامت : ( ما مشكله هدا) اجل خد راحتك
في هدا الوضع الشخص الصامت بدا يفكر ويحلل ويستنتج وهو يقوم بطرح الكثير من الاسئله
على نفسه حول سبب التصرف الدي قام به الشخص الاخر…
الشخص : عفوا لقد رايت شيخا كبيرا كان يحمل الكثير من الحقائب ولم يساعده احد
الصامت : (انا بالفعل سيء الظن) المسكين ربما هو لا يملك اولادا
الشخص : ربما لكن لم يحمل كل هاته الحقائب
الصامت : ربما يحمل في داخلها اسلحه (ههه)
الشخص : مادا ، لم اسمعك ، اااه ممكن ، لقد تاخرت حافلتي كثيرا ،
الصامت : ربمى واجهه مشكله ما
الشخص : ايه مشكله ، هدا هو الحال دائما لقد كرهت هدا المكان حقا …اااجل
اخيرا قد جاءت ، الى اللقاء يا صديقي علي الذهاب الان
الصامت : مع السلامه ، اتمنى لك رحله ممتعة
بعد مرور حوالي الساعه على دهاب صديقه ، بدا يحس الشخص الصامت بالضيق ، فقد
تاخرت الحافله كتيرا ، وبدا يشعر بالجوع ، ومع ان المطعم قريب منه ، لم
يفضل الدهاب اليه ، فجاه سمع صوت فتات
الفتات : عفوا ، هل لك ان تساعدني في حمل حقائبي؟
الصامت : (رائع …اااه سينفجر راسي الان) اجل بكل سرور
الفتات : شكرا لك ،
الصامت : (الحقائب تقيله جدا ) اي حافله ستركبين ؟
الفتات : تلك الحافله الحمراء ، ان اسفه جدا
الصامت : لا عليك
وبينما هما في الطريق ، لمح الصامت الحافله التي سيركبها وهي تستعد للانطلاق ، فقد
كان ينتضرها في المنطقه الخاطئه ،
الصامت : (ههههه ما اروع هدا اليوم ، يالي من شخص محضوض)
فانطلقت الحافله امام عينيه ، وهو ينضر اليها وهو يحمل حقائب الفتات
الفتات : ارجوك اسرع ، حافلتي تستعد للانطلاق
الصامت : (اااااه لقد تعبت يداي)
الفتات : شكرا لك ، ان اسفه جدا
الصامت : لا عليك ، لم تكن الحقائب تقيلة
الصامت : ( مادا افعل الان ؟ لقد غادرت الحافله ….)
كما راينا ، فالشخص الصامت هو في الغالب سيء النيه ، لانه لا يصدق ان
احدا يحبه لداته ، وانما دائما يربط الحب بالمصلحه ،
ايضا هو شخص مشوش في الاماكن الكبيره ، فهو لم يلاحظ العجوز الدي كان متقلا
،
كما يمكن القول انه شخص صاخر وفكاهي حتى في المواقف الحاسمه ، فهو لا يعطي
قيمه كبيره للاحدات حتى لو عظمت ، فمثلا يمكن ان تخبره ان هناك نيزكا سيقط
على الارض هدا الاسبوع ، وستجده يرد عليك ردا باردا ، كان يقول لك “وما
دا سافعل له ؟ هل تريدني ان اغير مساره” ،
ومن جهه اخرى هو شخص تمر عليه الكثير من الفرص الذهبيه ، لكنه لا ينخرط
بها ويتركها تمر بسلام بينما هو يلعب بحماله المفاتيح مثلا
ولا ننسى انه شخص يحب مساعده الناس
اتمنى ان اكون قد اصبت في غالب الصفات ،
