موضوع عن اهميه الماء
الانسان لا يستطيع ان يعيش بلا ماء الا نحو ايام, وهذا يكفي في الدلاله على
انه من اكبر الضرورات لاقامه الحياه بعد الهواء. لهذا السبب كانت حاجه الجسم الى الماء
ضروريه جدا، فلا بد للانسان الذي يريد ان تكون صحته تامه ان يتعاطى من الماء
عده مرات في اليوم. ويجب اعطاء المصابين بالحمى والكوليرا والبول السكري من الماء بقدر ما
يطلبون على العكس مما يقول به الاطباء الاخرون. وشرب الماء بكثره يفيد المصابين بامراض مزمنة.
الانسان لو شرب كل نصف ساعه او كل ربع ساعه جرعه من الماء فهذا الامر
يساعد كثيرا على شفاء التهابات المعده والامعاء. ولا يجوز ان يفهم من هذا ان الاكثار
من الماء نافع في كل الامراض بل يجب التمييز بين ما ينفعه الماء وما يضره
من تلك الامراض حتى لا يضع الشيء في غير محله. ن احسن مشير على الانسان
هو ميله, فيجب اعطاء الجسم من الماء بقدر ما يطلبه, ومع هذا فيجب اعطاء المصاب
بامراض مزمنه جرعه من الماء كل ربع او نصف ساعه حتى ولو لم يمل اليه.
لان ذلك يفيده. والناس اليوم قد اعتادوا عدم الاكثار من الشرب وهذا خطا فيجب ان
يشرب الانسان يوميا من نصف لتر الى لتر واحد. واللتر يسع نحو اربعه اقداح. ولشرب
الماء اوقات فلا يجوز شربه مع الاكل ولا بعد الاكل بزمن نحو نصف ساعة, او
ساعة, لان الماء في اثناء الاكل يعطل نزول اللعاب الى الريق على الاطعمة, والريق ضروري
جدا في حركه التغذية, فان اللقمه التي لا تمتزج جيدا في الفم باللعاب يصعب هضمها
او يقل انتفاع الجسم بها. واذا شرب الانسان بعد الاكل مباشره ماء منع الهضم ان
يتم على الوجه المطلوب من الجودة, لان كثره الماء تمنع العصير المعدي من الانفراز. فاذا
تعاطى الانسان قليلا من الماء بعد الاكل لقمع العطش فلا باس, واما موعد شرب الماء
فهو بعد الاكل بزمن طويل اي بعد نحو ساعتين.لقد اجمع علماء وظائف الاعضاء على ان
الماء هو العنصر الاساسي في تكوين الاجسام الحيه وتركيبها مطلقا من حيوان ونبات, وانه يدخل
في خلايا جميع الاجهزه والعصارات والسوائل والدم وغيرها بدون استثناء, وقد قدر فيها باكثر من
70 و85% لذلك فقد اصبح الماء ضروريا في الحياة, وهو احد العناصر الاربعه الاقليه في
الخلقه وهي: الماء والنار والهواء والارض او التراب فان كل مخلوق مركب من هذه العناصر
على اختلاف نسبه اجراء التركيب فيه.
ومن منافع الماء للجسم خاصه ان جهاز الهضم لا يعمل اذا لم يكن ماء يكمل
به الهضم, كما ان المواد الضاره المتخلفه من عمليات الهضم لا يمكن ان تنفث الى
الخارج اذا لم يتعاط الانسان والحيوان شرب الماء لتخرج بالبول او العرق او التبرز. اما
اذا نقصت كميه الماء في الجسم عن المستوى المطلوب فان ذلك يؤدي الى الصداع والارق
وعسر الهضم والامساك. واذا كان النقص كبيرا فان عمل الجسم يختل ويضطرب النظام فيه, ثم
يبدا الجسم بالجفاف حيث تجف خلاياه وتظهر التجاعيد على الجلد نتيجه ذلك. ويستطيع مريض القرحه
ان يشرب الماء كما يريد وبلا خوف, وكذلك مريض القولون الذي يعاني من الغازات والانتفاخ
حيث يستطيع ان يشرب اي كميه من الماء, ولكن يجب ان يتجنب المياه الغازيه والتي
تحتوي على السكريات, ومريض السكر حيث ان جسمه يفقد الكثير من الماء بصفه مستمره وعليه
ان يشرب الكثير ايضا, بل ان عطشه يدفعه الى ذلك دائما. وكذلك مريض التليف المزمن
في الكبد يجب الاستمرار في شرب الماء كلما احس بالعطش, هناك شرط واحد لشرب الماء
بكثرة, وهو ان تكون الكليتان سليمتين, وبعد التاكد من سلامه الكليتين فلا ضرر من شرب
الماء, لان الكليتين عليهما تخليص الجسم من الماء الزائد. ويجب الاهتمام بشرب الماء في ايام
الحر اذ تزيد كميه العرق, ويؤدي ذلك الى زياده لزوجه الدم، الامر الذي قد يساعد
على تكوين الجلطه التي تحدث غالبا في اورده الساق حيث تكون سرعه سريان الدماء اقل,
كما انه في اثناء فترات الحر يزيد العرق وتقل كميه البول, وهكذا ترتفع نسبه الاملاح
ويزيد احتمال تكوين الحصوة, ويزيد احتمال الاصابه بالالتهابات الصديدية, وشرب الماء بكثره يعتبر عامل اساس
في العلاج حيث يتخلص الجسم من كميات اكبر من الميكروبات مع البول المتزايد الذي يخرج
من الجسم مع كثره شرب الماء, وهكذا يمكن ان يؤدي اهمال شرب الماء بكميه كافيه
الى تكوين الحصوه او زياده حجم الحصوه الموجوده اصلا, فشرب الماء بكثره يقلل من تركيز
الاملاح في البول ويقلل بالتالي من احتمال تكوين الحصوه كما ان شرب الماء يعتبر احسن
دواء لطرد البلغم, كما انه يساعد على اذابه البصاق او البلغم اللزج, وهكذا تكون النصيحه
لمرضى النزلات الشعبيه المزمنه وحساسيه الصدر هي الماء بكثرة, وفي حالات تمدد الشعب الهوائيه يساعد
شرب الماء على التخلص من البصاق.
كما ان شرب الماء مهم للجلد والشعر والاظافر, حيث ان نقص الماء يؤدي الى فقد
الجلد ليونته ويصبح معرضا للجفاف وهكذا تسهل اصابته بالميكروبات او القطربيات, اما الاظافر فانها تصبح
سهله الكسر ويقل نموها وليونتها, وتكون ايضا عرضه للاصابه بالميكروبات, ونفس الشيء يتكرر مع الشعر
الذي يسقط نتيجه لتكسره. ونقص الماء الشديد يؤثر على سطح الجلد الخارجي وهي الطبقه العازله
المحيطه بالجسم, ونقص الماء يؤدي الى فقدان هذه الطبقه لمرونتها وقدرتها على عزل الجسم, وهكذا
نجد انها تمتلئ بالفجوات التي يمكن ان تدخل من خلالها المواد الضاره التي تهيج الجلد
والاغشيه الموجوده تحته. والشعور بالعطش احد الاحاسيس الاساسية, كذلك في حياه الانسان, وقد اجريت دراسات
كثيره بغيه معرفه اليه الشعور بالعطش, وتبين ان الجسم يبدا بمحاوله للاستعاضه عن الماء, بوساطه
هرمونات خاصه تفرزها المراكز العليا للدماغ, فتبطئ عمليه الطرح التي يؤديها الماء, اي تبطئ عمل
افرازات الكليه التي تقوم بعمليه الطرح عن طريق المسالك البولية, فاذا ما استمرت حاجه الجسم
الى المقدار الكافي من الماء, كان الشعور بالعطش, الذي يتفاوت قوه وضعفا بتفاوت حاجه الجسم
نفسه. الماء ليس ماده مغذية, فهو لا يحتوي على اي مقدار حروري, وبعباره اخرى فهو
لا يحترق, ولكن له دورا هاما في العضويه لان الاملاح التي يحملها تؤمن توازن الشوارد
الملحيه للانسجة, ذلك ان المبادلات الفيزيولوجيه تتبع وجود املاح مستمر على شكل شوارد (ions) كما
ان عمليه التفكير تحتاج الى سيالات عصبية, لا تتوفر الا بوجود الماء. وللماء عمليه جوهريه
اخرى, هي قيام بتخليص الجسم من الفضلات, فمن الضروري للجسم ان تطرح منه السموم الموجوده
فيه, وهي العمليه التي يسهم الماء فيها, فالكلى التي تصفي الدم تحتاج للماء كي تؤدي
عملها على الوجه الاكمل. وليس معنى هذا ان ملء الجسم باكثر من حاجته الى الماء
لا يخلو من الاضرار, فان الماء الزائد يمدد مصل الدم, ويباعد الانسجه والحجيرات ويجعلها تبطئ
القيام بعملها, وان كان من النادر ان يقع تسمم ناشئ عن الاسراف في تناول الماء,
اللهم الا لدى المرضى, او لدى الذين اجريت لهم عمليات جراحيه كبرى. ومن الضروري ان
نشير الى ان الماء يمكن ان يحمل معه كثيرا من الجراثيم المعويه كما تحتوي مياه
الجبال على بيوض ديدان حيات البطن (اسكاريس). وهناك انواع اخرى من المياه تحتوي على طفيليات
وجراثيم, ويمكن ان تصيب باضرارها اعدادا كبيره من الناس عن طريق العدوى.