مقال هام الرجاء عدم الازعاج , ثقافه سياسيه بامتياز

مقال هام الرجاء عدم الازعاج

لا اتحدث هنا عن (الصلافة) بامتياز، التي انهى بها عملاء من كتيبه اعدام اسرائيليه عمليه
تصفيه قائد من حركه حماس في احد فنادق دبي، عندما حرصوا على تثبيت يافطه “الرجاء
عدم الازعاج” على باب غرفته.

ولست بصدد البحث فيما تبحث فيه شرطه دبي، وفيما نشرته الصحافة، وبثته القنوات الفضائيه عن
الحادث.. انا فقط معني بهذه الجراه الاستثنائيه التي ينهي بها كثيرون جرائمهم وفسادهم و(صلافتهم) بالتاكيد
بان.. “الرجاء عدم الازعاج”.

حتى اصواتنا التي عطلتها فلسفه “الحيط الحيط”.. وهواجسنا التي دفناها عندما دفنا رؤوسنا بين الرؤس..
ينبغي الا تزعجهم وهم في خضم افعالهم وجرائمهم وفسادهم.. ببساطه “لنخرس” نحن كلنا، فلم ندس
انوفنا في شؤونهم، او حتى في احلامهم غير المشروعة.

بعيدا عن ذلك، اتعرفون ان كثيرين.. يتحسرون على تلك الايام التي كانوا فيها يتحركون يمنه
ويسره من دون رقابه او محاسبة.. لم تكن كلمه فساد قد دخلت قواميسنا بعد.. ولم
تكن المحاسبه قد عرفت طريقها الى تعبيراتنا -على الاقل-، كانت ايام خير -على حد تعبير
احد المتحسرين- “كنا نسرح ونمرح.. من دون ازعاج من احد”.

ليست اسرائيل فقط اذن.. من تلزمنا الصمت خوفا من ازعاجها منذ ان تعودت على ارفع
درجات الهدوء والسكينه التي نمارسها بامتياز وتفوق، ونقابل بها افعالها في الشرق والغرب.. في البر
والبحر والجو والفضاء، بل لسنا نحن المعنيين فقط بلزوم الصمت.. كانت دول وامم اكبر منا
“تخرس” امام تقارير دوليه واضحه نتائجها واستنتاجاتها كعين الشمس.. تدين بها افعالا اسرائيليه هنا وهناك،
ولعل غولدستون لم يغب عن الذاكره بعد..

نحن ايضا او بعض منا مارس اللعبه مبكرا.. فذهب الى ما ذهبت اليه اسرائيل بجراتها
المعهوده و..”عينك عينك”، وراحوا يمارسون فسادهم والعابهم جهارا نهارا، مطالبيننا نحن بالصمت المطبق.. حتى فشلهم
واخفاقاتهم ومشاريعهم الوهميه وادوارهم المشبوهه وارهاصاتهم وهواجسهم.. و”الرجاء عدم الازعاج”.

اتذكرون فيلم القاهره 30.. الذي يمثل اول تجربه دراميه لتوثيق صور الفساد الحكومي الممزوج بغياب
الضمير والشرف واعلاء قيمه المصلحه والواسطه و”هات وخذ..”؟!..

حينها ابدع الرائع صلاح ابو سيف في استحداث (لازمة) للفيلم كانت عباره عن ظهور مقصود
ومتكرر للقرود الثلاثه المعروفة.. التي يغطي احدها عينيه، فيما يقفل الاخر فمه بيده.. ويبدو الثالث
سعيدا ومبتسما وهو يقفل اذنيه بكفيه..

الم نصل بعد، لحال القرود الثلاثة؟! فاقفلنا عيوننا وصممنا اذاننا وكممنا افواهنا بايدينا، حتى يرتاح
اصحاب المصالح و(مترعرعو) المحسوبيات والواسطات والممعنون في فشلهم في كل مهمه او مؤسسه تؤول اليهم.

والا فلم ينزعج هؤلاء من الرقابة، واقصد الرقابه المحاسبيه وليست رقابه المطبوعات ورؤساء التحرير، يخشون
المحاسبه ويرفضونها وكان على راسهم (ريشة)، ثم يكيلون للصحافه بين قوسين (المحترمة) والصحافيين الاتهامات بالمصالح
والمنافع، بل يسهمون هم انفسهم في افساد من خفت موازينه منهم والانقضاض على من استعصى
وثبت..

الا ترى كم (يستثقل) هؤلاء الاخرون دم ديوان المحاسبة، و(تنشف) عروقهم عند ذكر دواوين الرقابه
والمظالم ومكافحه الفساد..

اقول لكم.. ليس المهم ان نلتزم نحن الصمت حتى يهدا بالهم، وان نغمي عيوننا حتى
لا نقض مضاجعهم، بل المهم ان نرتقي اعلاما وحكومه واراده وطنية.. باليات عمل تلك الدواوين
وعلى راسها الرقابه والمظالم.. ودوائر السؤال.

وعلينا ان نعزز فهما جديدا للفساد..

فكيف، اذن، نحاسب سارقا او مرتشيا او مختلسا.. ونتجاوز عن اولئك الموظفين الذين ينزلون بمؤسسات
الدوله ومشاريعها الى سابع ارض بفشلهم واخفاقهم وتعنتهم و.. جهلهم، اليس ذلك فسادا واي فساد.

بالنسبه لما حدث في كارثه نتائج التوجيهي والمستوى الذي الت اليه شاشتنا الوطنيه واخفاقات مهرجان
الاردن وغيرها كثير (الرجاء عدم الازعاج)..

سالتزم الصمت خوفا على مشاعرهم، بل لعلني اذهب الى تقليعه جديده تتبعها فنادق عربيه كبيره
باستبدال يافطه (الرجاء عدم الازعاج) بعباره “هسسس س س”..

• الرجاء و التمني
• تقويم الايام مع فراغات
• لا للازعاج
• يافطه برجاء عدم الازعاج