معلومات حول غزوه مؤتة
مثلت معركه مؤته واحده من اهم المعارك الاسلاميه التي سطر فيها المسلمون اروع المثل في
البذل والتضحية؛ حيث ثبت ما يقارب من ثلاثه الاف مجاهد امام مئتي الف من الرومان
من دون ان يخسروا في المعركه سوى ثلاثه عشر رجلا، وقد خسر العدو مقابل ذلك
الاف الرجال، وقد عد هذا الامر نصرا بحد ذاته، فحين تقف ثابتا تقهر الاعداء وتثخن
فيهم الجراح فهذا من عوامل النجاح والانتصار في المعركة، فمتى حدثت معركه مؤتة؟ وما اسبابها؟
وما هي نتيجه المعركة؟
اسباب
حدثت معركه مؤته في السنه الثامنه للهجرة، وكان سببها ان النبي صلى الله عليه وسلم
قد ارسل رسولا واسمه الحارث بن عمير الازدي برساله الى والي بصرى، وقد لقيه في
طريقه شرحبيل بن عمرو الغساني والذي كان واليا على البلقاء من قبل قيصر، وقد اوثق
شرحبيل رسول رسول الله برباط ثم قتله بضرب عنقه، وعندما بلغت الاخبار رسول الله عليه
الصلاه والسلام غضب لذلك غضبا شديدا وقام بتجهيز جيش المسلمين لمحاربه اعداء الله، وقد امر
عليهم زيد بن حارثة، واذا قتل يحمل الرايه بعده جعفر بن ابي طالب، واذا قتل
جعفر تولى عبد الله بن رواحه حمل الراية.
وقد قام رسول الله بتوديع جيش المسلمين وحثهم على الاستعانه بالله ونهاهم عن قتل الصبيان
والصغار والنساء والكهول، ومن هو معتزل بصومعته، كما امرهم بان لا يغدروا او يمثلوا بالجثث
وان لا يقطعوا شجره او يهدموا بناء، فسار جيش المسلمين على بركه الله حتى التقوا
مع معسكر الكافرين في منطقه مؤتة، وقد التحم الفريقان وحدثت بينهما معارك امتدت لاكثر من
يوم ما بين كر وفر، وقد استشهد في المعركه حامل الرايه زيد بن حارثه فحمل
الرايه جعفر بن ابي طالب الذي تمسك بها حتى فقد كل اطرافه فابدله الله بهما
جناحين في الجنة، ثم حمل الرايه عبد الله بن رواحه حتى استشهد، ليجمع المسلمون على
تكليف سيف الله المسلول خالد بن الوليد بحمل الراية، فحملها ليفتح الله على يديه النصر
المبين.
وقد بث خالد بن الوليد الرعب بين الكفار حين اظهر تكتيكات في المعركه اوهمت الكفار
بوصول مدد للمسلمين، حتى اذا تحقق الردع في المعركه انسحب منها قافلا بجيشه، وقد سماهم
رسول الله حين لمزهم بعض القوم وقالوا عنه بانهم فرار بقوله بما معناه (بل هم
الكرار، بل هم الكرار)، وقد بقيت اساليب التكتيك العسكري فيها تدرس في مدارس الغرب حتى
عهد قريب.