ما هو المحراب فى اللغه , آيات تفسر لنا معاني عظيمة
المحراب في اللغة
قال ابن الاثير: المحراب هو الموضع العالي المشرف. وقال ابن منظور في لسان العرب ماده
حرب: والمحراب: صدر البيت، واكرم موضع فيه، والجمع المحاريب. وقال ابو حنيفة: المحراب اكرم مجالس
الملوك. وقال ابو عبيدة: المحراب سيد المجالس، ومقدمها واشرفها، قال: وكذلك هو من المساجد.[1]
وقال كروزويل عندما تكلم عن اصل كلمه محراب: (وردت هذه الكلمه في اشعار العرب قديما،
غير انها لم يكن لها معنى ديني في تلك الايام)، بل كانت تدل على اشياء
دنيوية.[2] ويرى نولدكه انها كانت تعني بناء الملك او الامير. والمستشرق النمساوي رودوكوناكيس عندما حقق
اصل كلمه المحراب قال ان المحراب هو الجزء او المكان الذي يكون في قصر الملك
ويخصص لوضع العرش فيه كما في قصر عميره مثلا.
الحكمه من المحراب
جزء من الايه الكريمه {كلما دخل عليها زكريا المحراب} مكتوبه اعلى محراب يرجع للحقبه العثمانيه
بمدينه خانيه – كريت – اليونان
يستفاد من المحراب ما ياتي:
يفيد في تعيين اتجاه القبلة.
يفيد في تحديد مكان الامام عند الصلاة.
يفيد في توسيع طاقه المسجد بما يقرب من صف من المصلين في الصلاه الجامعة، ليتسع
للامام في ركوعه وسجوده اثناء الصلاة، بحيث لا يشغل مساحه كبيره يستهلكها هذا الامام من
اصل مساحه المسجد دون اي طائل او فائدة.[3]
يساعد على تجميع صوت الامام وتكبيره، وايصاله للمصلين الذين يوليهم ظهره اثناء الصلاة، لا سيما
قبل اختراع مكبرات الصوت.[4]
والمحراب من المصالح المرسله التي تبدو لمن لا بصيره له، كانها بدع يجب تجنبها وعدم
اقرارها، وهو عباره عن علامه داله على القبلة؛ اذ لولاها لكان العوام ومن لا علم
لهم اذا دخل المسجد في وقت لا يوجد غيره يحتار في القبلة، وقد يصلي الى
غيرها، وقد يصبح كل من يدخل المسجد يسال عن قبلته، لذا اتخذ السلف هذا الطاق
في قبله المسجد للدلاله على القبلة، وليس هو من العبادات في شيء حتى يقال فيه
” بدعه منكره ” [5]
اول محراب في الاسلام
اول محراب في الاسلام كان ببيت النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في مصلاه الخاص,
اما في المساجد فيذكر الشيخ طه الولي في كتابه “المساجد في الاسلام” ان اول من
وضع المحراب في المسجد هو الخليفه الراشد عثمان بن عفان، من اجل تعيين اتجاه القبله
وتحديد مكان وقوف الامام في صلاه الجماعه وذلك في المسجد النبوي في المدينه المنورة.
ولربما كان محراب عثمان مجرد علامه في الجدار، فقد اتفق المؤرخون على ان اول من
ادخل المحراب المجوف في المسجد هو عمر بن عبد العزيز وذلك اثناء ولايته على المدينه
المنوره في ايام الخليفه الاموي الوليد بن عبد الملك.[6] فان السمهودي في كتابه “وفاء الوفا
باخبار المصطفى” يقول (لما صار عمر بن عبد العزيز الى جدار القبله دعا مشيخه من
اهل المدينه من قريش والانصار والعرب والموالي فقال لهم: تعالوا احضروا بنيان قبلتكم لا تقولوا
غير عمر قبلتنا. فجعل لا ينزع حجرا الا وضع مكانه حجرا).[7]
على ان الكاتب المصري الدكتور احمد فكري، من رايه ان اول محراب انشئ في الاسلام،
هو محراب سيدي عقبه بن نافع في مدينه القيروان، ويقول الكاتب المذكور: “وقد اجمع المؤرخون
انه في سنه خمسين للهجره 50،خط عقبه بن نافع (فاتح المغرب) مسجد القيروان، وابان مكان
القبله منه، واقام محرابه فيه. وان هذا المحراب ظل طوال السنين موضع اجلال القوم وتقديسهم
فلم يمسه احد منهم بسوء، حتى انه لما ارتد زياده الله (ابن الاغلب) هدمه والح
في ذلك، لم يجبه احد اليه وحيل بينه وبين هدمه لما كان قد وضعه عقبه
بن نافع ومن معه.