ما فضل قراءه سوره الحشر
الحمد لله رب العالمين، والصلاه والسلام على اشرف المرسلين، وعلى اله وصحبه اجمعين، وبعد.
فالحديث المروي في فضل سوره الواقعه رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق والحافظ ابو يعلى
وابن السني في عمل اليوم والليله عن ابن مسعود رضي الله عنه انه لما مرض
مرضه الذي توفي فيه، فعاده عثمان بن عفان فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي. قال: فما
تشتهي؟ قال: رحمه ربي.
قال الا امر لك بطبيب؟ قال: الطبيب امرضني. قال: الا امر لك بعطاء؟ قال: لا
حاجه لي فيه. قال: يكون لبناتك من بعدك؟ قال: اتخشى على بناتي الفقر؟ اني امرت
بناتي يقران كل ليله سوره الواقعة، اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“من قرا سوره الواقعه كل ليلة، لم تصبه فاقه ابدا” وقد اعل الزيلعي هذا الحديث
باربع علل: اولاها: نكاره متنه، وثانيها: اضطراب اسناده، وثالثها: الانقطاع، ورابعها: ضعف رواته. وقد حكم
عليه بالضعف جهابذه المحدثين كالامام احمد وابي حاتم وابنه والدارقطني والبيهقي وابن الجوزي؛ فهو حديث
ضعيف.
واما سوره الحشر فقد ورد في فضل الايات الاخيره منها ما رواه الترمذي عن معقل
بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال حين يصبح ثلاث
مرات اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وقرا ثلاث ايات من اخر سوره الحشر
وكل الله به سبعين الف ملك يصلون عليه حتى يمسي وان مات في يومه مات
شهيدا ومن قراها حين يمسي فكذلك. قال الترمذي: حديث حسن غريب.
واما الاحاديث الاخرى الوارده في فضلها فانها لا تثبت كحديث ابن عباس الذي رواه الثعالبي
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قرا سوره الحشر لم يبق شي
من الجنه والنار والعرش والكرسي والسموات والارض والهوام والريح والسحاب والطير والدواب والشجر والجبال والشمس
والقمر والملائكه الا صلوا عليه واستغفروا له. فان مات من يومه او ليلته مات شهيدا)
وكذلك ما اخرجه عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قرا
اخر سوره الحشر لو انزلنا هذا القران على جبل – الى اخرها- فمات من ليلته
مات شهيدا). والله تعالى اعلم.