كيف تتخلص من البكاء السريع
الانسان لابد ان يعبر عن مشاعره، ويختلف التعبير عن المشاعر من انسان لاخر، ما نسميه
بالطاقات النفسيه العاطفيه او الوجدانيه يعبر عنها من خلال ما يناسبها ويوافقها من تعبير، الموقف
الذي فيه شيء من الاحزان لابد ان يعبر عن الحزن بالبكاء او خلافه، والبعض يتمتعون
بدرجه عاليه جدا من الصبر، والانسان حين يسر قد يضحك، وحين يغضب قد ينفعل، وهكذا.
اذن هنالك طرق للتعبير عن المشاعر والوجدان، وهنالك فوارق كبيره جدا بين الناس في طريقه
تعبيرهم، انت ذكرت انك تقوم بالبكاء كرد فعل لاي سبب، وحتى وان كانت هذه الاسباب
واهيه او تافهه كما ذكرت، الذي حدث هو انك قد اتخذت البكاء سلوكا لمخاطبه الاخرين،
التعبير عن المشاعر بالبكاء دائما حتى في المواقف التي لا تتطلب بكاء هو نوع من
اللغه التي تريد ان تصل الى الاخرين ويفهمها الاخرون، وقد يكون فيها ايضا نوع من
استدرار العطف ولفت النظر، ولابد ان تكون قد حققت بعض المكاسب النفسيه والسلوكيه من خلال
هذا البكاء، لذا اصبح البكاء نفسه محفزا لك، من اجل تجنب مواقف معينة، او استدرار
عطف الاخرين كما ذكرت لك، انت بالفعل اصبحت في سن يجب ان تعبر عن مشاعرك
بطريقه اخرى، ولذا التغيير يكون من خلال ان تعبر عن مشاعرك بغير بالبكاء، قل نفسك
وبكل جديه انني الان قد كبرت وتعبيري عن مشاعري بالبكاء هو ضعف واضعاف واذلال لشخصيتي،
ويجب ان لا اخاطب من حولي عن طريق البكاء، حتى وان كنت ابحث عن عطفهم
وودهم ولفت نظرهم، الذي اريد ان اصل اليه واريدك ان تستوعبه جيدا هو ان التغير
السلوكي لا يمكن ان يصل اليه الانسان في مثل هذه المواقف الا اذا عرف العيوب
والنقائص التي سوف تواجهه في الحياه حين يعبر بصوره مبالغ فيه او صوره غير مستحسنة.
اذن غير نفسك فكريا ومعرفيا، اتخذ موقفا من هذا البكاء، ومن خلال هذا الموقف وتحقيره
تستطيع ان تتحكم في مشاعرك بصوره افضل، ونصيحه اخرى مهمه جدا: وهي ان تعبر عن
نفسك وكل شيء بداخلك، وهنالك مواقف يحس فيه الانسان بشيء من الحرج وعدم الارتياح، لكنه
قد لا يعبر عن نفسه، خوفا من ان يحرج امام الاخرين، فالسكوت هنا يؤدي الى
احتقان نفسي داخلي شديد جدا، وهذا يؤدي الى تعبير سلبي قد يظهر في شكل بكاء
او غيره، فاذن عبر عن نفسك تعبيرا تلقائيا ووقتيا، ولا تحتقن.
نصيحتي الاخرى لك: هي ان لا تنظر الى نفسك كانسان ضعيف، انت شاب من شباب
هذه الامه الاسلاميه العظيمة، تمثل بابناء الصحابة، تذكر سيدنا اسامه بن زيد، ولابد ان تقرا
عن قصص هؤلاء العظام وكيف نشاوا وكيف كانت طفولتهم، وكيف كان شبابهم، وكيف استطاعوا ان
يقدموا كثيرا لهذه الامه المحمديه العظيمة، من خلال جهدهم وشجاعتهم وهم صغار في سنهم، ولابد
ان تفكر على هذا النمط، ولابد ان تتخذ نماذج من اصدقائك، وابحث عن الاقوياء الصالحين
من الشباب واجعلهم في محيطك، وسع من نسيجك الاجتماعي وسط هؤلاء الشباب من النماذج الطيبة.