كيفيه التخلص من الحسد
التخلص والمعافاه من الحسد تحتاج هي الاخرى الى مجاهده ومصابره وجد ومثابرة، فكل انسان اعلم
بنفسه وادرى بها من غيره، وابصر بادوائها وامراضها، فعليه ان يسعى في خلاصها وتزكيتها، ومن
الاسباب التي تعين على التخلص من ذلك ما ياتي:
اولا: سؤال الله والتضرع اليه بجد واخلاص واخبات ان يعافيه من هذا الداء العضال والمرض
القتال.
ثانيا: يجتهد اذا حسد الا يبغي ولا يتعدى ولا يظلم.
ثالثا: الاكثار من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ومباعد القرابات، ومرمل الزوجات، وميتم البنين والبنات،
الموت، فان ذلك يقلل طمعه ويقصر امله في الدنيا.
رابعا: الاهتمام بعيوب نفسه ومحاوله التخلص منها.
خامسا: محاوله الرضا والقناعه بما قسمه الله له.
سادسا: عدم التشوف والتطلع الى ما عند الاخرين.
سابعا: الاقلال من الاختلاط بالناس.
ثامنا: الاشتغال بالذكر والطاعات وتعمير الاوقات بذلك.
تاسعا: ان يسال الله من فضله الواسع وخيره العميم.
عاشرا: اذا راى نعمه على انسان ان يدعو له بالزياده والبركة.
احد عشر: ان يتذكر دائما نعم الله عليه من العافيه والولد.
الثاني عشر: ان ينظر الى من هو دونه لا الى من هو فوقه.
واخيرا نسال الله ان يؤتي نفوسنا تقواها، وان يزكيها فانه خير من زكاها، وان يقنعنا
بما رزقنا، ويمتعنا به، واعلم اخي الحبيب ان الدنيا احقر من ان يحسد ويعادى على
شيء من حطامها الفاني، وتذكر قول رسولك الكريم: “لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح
بعوضه ما سقى منها كافرا شربه ماء”، وان الاخره خير وابقى، فاعمل للباقيه ولا تلهث
خلف الفانية، فتبيع اخرتك بدنياك، وصلى الله وسلم على رسولنا القائل: “من اصبح معافى في
بدنه، امنا في سربه، عنده قوت يومه، فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها”، وكن من اولئك
القوم الفطن:
ان لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا انها ليست لحي وطنا
جعلوها لجه واتخذوا صالح الاعمال فيها سفنا
واحذر ان تكون من العاجزين الغشم ، والحاسدين الباغين الظلم.