قوم عاد الذين ذكرهم الله في القران الكريم , حقائق وأحداث في تاريخ مصر
الاحقاف جمع حقف اي الرمال او الرمال المرتفعه……ونملك في عالمنا العربي المزيد من الاحقاف….. احقاف
اليمن,احقاف مصر، وغيرها, مدينه ارم عاصمه قوم عاد تقع في المنطقه بين اليمن وعمان وقد
ذكر المؤرخون ان عادا عبدوا اصناما ثلاثه يقال لاحدها : صداء وللاخر : صمود، وللثالث
: الهباء وذلك نقلا عن تاريخ الطبري. ولقد دعا هود قومه الى عباده الله تعالى
وحده وترك عباده الاصنام لان ذلك سبيل لاتقاء العذاب يوم القيامة. ولكن ماذا كان تاثير
هذه الدعوه على قبيله (عاد) ؟ لقد احتقروا هودا ووصفوه بالسفه والطيش والكذب، ولكن هودا
نفى هذه الصفات عن نفسه مؤكدا لهم انه رسول من رب العالمين لا يريد لهم
غير النصح. تابع هود مخاطبه قومه محاولا اقناعهم بالرجوع الى الطريق الحق مذكرا اياهم بنعم
الله عليهم، فقال : هل اثار عجبكم واستغرابهم ان يجيئكم ارشاد من ربكم على لسان
رجل منكم ينذركم سوء العاقبه بسبب الضلال الذي انتم عليه ؟ الا تذكرون ان الله
جعلكم وارثين للارض من بعد قوم نوح الذين اهلكهم الله بذنوبهم، وزادكم قوه في الابدان
وقوه في السلطان، وتلك نعمه تقتضي منكم ان تؤمنوا بالله وتشكروه، لا ان تكفروا به
ويحدث القران ان قوم هود لم يقوموا بحق الشكر لنعم الله عليهم، بل انغمسوا في
الشهوات، وتكبروا في الارض، ونلاحظ ان ايات القران اشارت الى ان قوم عاد كانوا مشهورين
في بناء الصروح العظيمه والقصور الفارهة. ولما عصوا رسولهم انزل الله عليهم العذاب وذلك بان
ارسل عليهم ريحا عاصفه محمله بالغبار والاتربه اما اهم النقاط التي تطرق القران لذكرها في
قصه هود:
ان قوم هود كانوا يسكنونه في الاحقاف والاحقاف هي الارض الرمليه ولقد حددها المؤرخون بين
اليمن وعمان الاكتشافات الاثريه لمدينه “ارم” في بدايه عام 1990امتلات الجرائد العالميه الكبرى بتقاريرصحفيه تعلن
عن: ” اكتشاف مدينه عربيه خرافيه مفقوده ” ,” اكتشاف مدينه عربيه اسطوريه ” ,”
اسطوره الرمال (عبار)”, والامر الذي جعل ذلك الاكتشاف مثيرا للاهتمام هو الاشاره الى تلك المدينه
في القران الكريم. ومنذ ذلك الحين, فان العديد من الناس؛ الذين كانوا يعتقدون ان “عادا”
التي روى عنها القران الكريم اسطوره وانه لا يمكن اكتشاف مكانها، لم يستطيعوا اخفاء دهشتهم
امام تلك الاكتشاف فاكتشاف تلك المدينه التي لم تذكر الا على السنه البدو قد اثار
اهتماما وفضولا كبيرين. نيكولاس كلاب, عالم الاثار الهاوي, هو الذي اكتشف تلك المدينه الاسطوريه التي
ذكرت في القران الكريم.
ولانه مغرم بكل ما هو عربي مع كونه منتجا للافلام الوثائقيه الساحرة, فقد عثر على
كتاب مثير جدا بينماهو يبحث حول التاريخ العربي, وعنوان ذلك الكتاب “ارابيا فيليكس” لمؤلفه “بيرترام
توماس” الباحث الانجليزي الذي الفه عام 1932، و”ارابيا فيليكس” هو الاسم الروماني للجزء الجنوبي من
شبه الجزيره العربيه والتي تضم اليمن والجزء الاكبر من عمان. اطلق اليونان على تلك المنطقه
اسم “العرب السعيد”
واطلق عليها علماء العرب في العصور الوسطي اسم “اليمن السعيدة”, وسبب تلك التسميات ان السكان
القدامى لتلك المنطقه كانوا اكثر من في عصرهم حظا. والسبب في ذلك يرجع الى موقعهم
الاستراتيجي من ناحية؛ حيث انهم اعتبروا وسطاء في تجاره التوابل بين بلاد الهند وبلاد شمال
شبه الجزيره العربية, ومن ناحيه اخرى فان سكان تلك المنطقه اشتهروا بانتاج “اللبان” وهو ماده
صمغيه عطريه تستخرج من نوع نادر من الاشجار. وكان ذلك النبات لا يقل قيمه عن
الذهب حيث كانت المجتمعات القديمه تقبل عليه كثيرا. واسهب الباحث الانجليزي “توماس” في وصف تلك
القبائل “السعيده الحظ”
ورغم انه اكتشف اثارا لمدينه قديمه اسستها واحده من تلك القبائلو كانت تلك المدينه هي
التي يطلق عليها البدو اسم “عبار”, وفى احدى رحلاته الى تلك المنطقة, اراه سكان المنطقه
من البدو اثارا شديده القدم وقالوا ان تلك الاثار تؤدى الى مدينه “عبار” القديمة. ولكن
“توماس” الذي ابدى اهتماما شديدا بالموضوع, توفى قبل ان يتمكن من اكمال بحثه. وبعد ان
راجع “كلاب” ما كتبه الباحث الانجليزي, اقتنع بوجود تلك المدينه المفقوده التي وصفها الكتاب ودون
ان يضيع المزيد من الوقت بدا بحثه. استخدم “كلاب” طريقتين لاثبات وجود مدينه “عبار”: اولا:
انه عندما وجد ان الاثار التي ذكرها البدو موجوده بالفعل, قدم طلب للالتحاق بوكاله ناسا
الفضائيه ليتمكن من الحصول على صور لتلك المنطقه بالقمر الصناعي,
وبعد عناء طويل, نجح في اقناع السلطات بان يلتقط صورا للمنطقة.. ثانيا: قام “كلاب” بدراسه
المخطوطات والخرائط القديمه بمكتبة”هانتينجتون” بولايه كاليفورنيا بهدف الحصول على خريطه للمنطقة. وبعد فتره قصيره من
البحث وجد واحدة, وكانت خريطه رسمها “بطليموس” عام 200 ميلادية، وهو عالم جغرافي يوناني مصري.
وتوضح الخريطه مكان مدينه قديمه اكتشفت بالمنطقه والطرق التي تؤدى الى تلك المدينة. وفي الوقت
نفسه, تلقى اخبارا بالتقاط وكاله ناسا الفضائيه للصور التي جعلت بعض اثار القوافل مرئيه بعد
ان كان من الصعب تمييزها بالعين المجرده وانما فقط رؤيتها ككل من السماء. وبمقارنه تلك
الصور بالخريطه القديمه التي حصل عليها, توصل”كلاب” اخيرا الى النتيجه التي كان يبحث عنها؛ الا
وهى ان الاثار الموجوده في الخريطه القديمه تتطابق مع تلك الموجوده في الصور التي التقطها
القمر الصناعي. وكان المقصد النهائي لتلك القبائل موقعا شاسعا يفهم انه كان في وقت من
الاوقات مدينة. واخيرا, تم اكتشاف مكان المدينه الاسطوريه التي ظلت طويلا موضوعا للقصص التي تناقلتها
السن البدو. وبعد فتره وجيزة, بدات عمليات الحفر, وبدات الرمال تكشف عن اثار المدينه القديمة,
ولذلك وصفت المدينه القديمه بانها (اسطوره الرمال “عبار”). ولكن ما الدليل على ان تلك المدينه
هي مدينه قوم “عاد” التي ذكرت في القران الكريم؟ منذ اللحظه التي بدات فيها بقايا
المدينه في الظهور, كان من الواضح ان تلك المدينه المحطمه تنتمي لقوم “عاد” ولعماد مدينه
“ارم” التي ذكرت في القران الكريم؛ حيث ان الاعمده الضخمه التي اشار اليها القران بوجه
خاص كانت من ضمن الابنيه التي كشفت عنها الرمال. قال د. زارينزوهو احد اعضاء فريق
البحث وقائد عمليه الحفر, انه بما ان الاعمده الضخمه تعد من العلامات المميزه لمدينه “عبار”,
وحيث ان مدينه “ارم” وصفت في القران بانها ذات العماد اي الاعمده الضخمة, فان ذلك
يعد خير دليل على ان المدينه التي اكتشفت هي مدينه “ارم” التي ذكرت في القران
الكريم ولقد كشفت السجلات التاريخيه ان هذه المنطقه تعرضت الى تغيرات مناخيه حولتها الى صحارى،
والتي كانت قبل ذلك اراضي خصبه منتجه فقد كانت مساحات واسعه من المنطقه مغطاه بالخضره
كما اخبر القران، قبل الف اربعمائه سنة. ولقد كشفت صور الاقمار الصناعيه التي التقطها احد
الاقمار الصناعيه التابعه لوكاله الفضاء الامريكيه ناسا عام 1990 عن نظام واسع من القنوات والسدود
القديمه التي استعملت في الري في منطقه قوم عاد والتي يقدر انها كانت قادره على
توفير المياه الى 200.000 شخص.
كما تم تصوير مجرى لنهرين جافين قرب مساكن قوم عاد احد الباحثين الذي اجرى ابحاثه
في تلك المنطقه قال” لقد كانت المناطق التي حول مدنيه مارب خصبه جدا ويعتقد ان
المناطق الممتده بين مارب وحضرموت كانت كلها مزروعة.” كما وصف الكاتب القديم اليوناني Pliny هذه
المنطقه انها كانت ذات اراضي خصبه جدا وكانت جبالها تكسوها الغابات الخضراء وكانت الانهار تجري
من تحتها. ولقد وجدت بعض النقوش في بعض المعابد القديمه قريبا من حضرموت، تصور بعض
الحيوانات مثل الاسود التي لا تعيش في المناطق الصحراويه وهذا يدل دلاله قاطعه على ان
المنطقه كانت جنات وانها مصداقا لقوله تعالى :)واتقوا الذي امدكم بما تعلمون، امدكم بانعام وبنين
وجنات وعيون، اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم(الشعراء. اما سبب اندثار حضاره عاد فقط فسرته
مجله A m’interesse الفرنسيه التي ذكرت ان مدينه ارم او”عبار” قد تعرضت الى عاصفه رمليه
عنيفه ادت الى غمر المدينه بطبقات من الرمال وصلت سماكتها الى حوالي 12 متر.
هم قوم ذكروا في القران بانهم طغوا على نبي الله هود فاهلكهم الله بريح صرصر
عاتيه استمرت سبع ليال وثمانيه ايام.
{49} والى عاداخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان
انتم الا مفترون {50} يا قوم لا اسالكم عليه اجرا ان اجري الا على الذي
فطرني افلا تعقلون {51} ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا
ويزدكم قوه الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين {52} قالوا يا هود ما جئتنا ببينه وما
نحن بتاركي الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين {53}سوره هود.
فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقه مثل صاعقه عاد وثمود {13} اذ جاءتهم الرسل من بين
ايديهم ومن خلفهم الا تعبدوا الا الله قالوا لو شاء ربنا لانزل ملائكه فانا بما
ارسلتم به كافرون {14} فاما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا
قوه اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوه وكانوا باياتنا يجحدون {15}
فارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياه الدنيا ولعذاب الاخره
اخزى وهم لا ينصرون{16} سوره فصلت
كتاب: من ايات الاعجاز في القران الكريم الدكتور زغلول النجار – حيث يثبت بالادله الملموسه
والموجوده فعليا قال القران {وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم} العنكبوت : 38 –
{وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الامثال} ابراهيم:
45 وهو ما يشير الى ان فرعون وقومه هم من اتوا بعد عاد وسكنوا مساكنهم.
قد ذكر الله قوم عاد في سياق حديثه غفاف عن نبيه هود قال القران :
(والى عاد اخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان
انتم الا مفترون)(هود:50).
ولقد حدد القران مكان قوم عاد في الاحقاف والاحقاف جمع حقف وهي الرمال، ولم يعيين
القران موقعها، الا ان الاخباريين كانوا يقولون ان موقعها بين اليمن وعمان..
قال القران :(واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه
ومن خلفه الا تعبدوا الا الله اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم) (الاحقاف:21).
ولقد اخبر القران الكريم ان قوم عاد بنوا مدينه اسمها (ارم) ووصفها القران بانها كانت
مدينه عظيمه لا نظير لها في تلك البلاد قال القران :(الم تر كيف فعل ربك
بعاد{6} ارم ذات العماد {7} التي لم يخلق مثلها في البلاد {8} (سوره الفجر).
وقد ذكر المؤرخون ان عادا عبدوا اصناما ثلاثه يقال لاحدها: صداء وللاخر : صمود، وللثالث
: الهباء وذلك نقلا عن تاريخ الطبري.
ولقد دعا هود قومه الى عباده الله وحده وترك عباده الاصنام لان ذلك سبيل لاتقاء
العذاب يوم القيامة.
ولكن ماذا كان تاثير هذه الدعوه على قبيله (عاد)؟
لقد احتقروا هودا ووصفوه بالسفه والطيش والكذب، ولكن هودا نفى هذه الصفات عن نفسه مؤكدا
لهم انه رسول من رب العالمين لا يريد لهم غير النصح.
قال القران: (قال الملا الذين كفروا من قومه انا لنراك في سفاهه وانا لنظنك من
الكاذبين).(لاعراف: 66).
تابع هود مخاطبه قومه محاولا اقناعهم بالرجوع الى الطريق الحق مذكرا اياهم بنعم الله عليهم،
فقال : هل اثار عجبكم واستغرابهم ان يجيئكم ارشاد من ربكم على لسان رجل منكم
ينذركم سوء العاقبه بسبب الضلال الذي انتم عليه ؟ الا تذكرون ان الله جعلكم وارثين
للارض من بعد قوم نوح الذين اهلكهم الله بذنوبهم، وزادكم قوه في الابدان وقوه في
السلطان، وتلك نعمه تقتضي منكم ان تؤمنوا بالله وتشكروه، لا ان تكفروا به.. (اوعجبتم ان
جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم
نوح وزادكم في الخلق بسطه فاذكروا الاء الله لعلكم تفلحون) (لاعراف:69)
ويحدث القران ان قوم هود لم يقوموا بحق الشكر لنعم الله عليهم، بل انغمسوا في
الشهوات، وتكبروا في الارض، فقال لهم هود: (اتبنون بكل ريع ايه تعبثون {128} وتتخذون مصانع
لعلكم تخلدون {129} واذا بطشتم بطشتم جبارين {130} فاتقوا الله واطيعون {131} واتقوا الذي امدكم
بما تعلمون {132} امدكم بانعام وبنين {133}وجنات وعيون {134} اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم
{135} قالوا سواء علينا اوعظت ام لم تكن من الواعظين) الشعراء.
ونلاحظ ان الايات اشارت الى ان قوم عاد كانوا مشهورين في بناء الصروح العظيمه والقصور
الفارهة..
ولما عصوا رسولهم انزل الله عليهم العذاب وذلك بان ارسل عليهم ريحا عاصفه محمله بالغبار
والاتربه والتي غمرتهم وقضت عليهم قال القران:(واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتية) (الحاقة:6).
اما اهم النقاط التي تطرق القران لذكرها في قصه هود:
ان قوم هود كانوا يسكنونه في الاحقاف والاحقاف هي الارض الرمليه ولقد حددها المؤرخون بين
اليمن وعمان.
انه كان لقوم عاد بساتين وانعام وينابيع قال القران :(واتقوا الذي امدكم بما تعلمون {132}
امدكم بانعام وبنين {133}وجنات وعيون)
ان قوم عاد بنوا مدينه عظيمه تسمى ارم ذات قصور شاهقه لها اعمده ضخمه لا
نظير لها في تلك البلاد لذلك قال القران (الم ترى كيف فعل ربك بعاد ارم
ذات العماد، التي لم يخلق مثلها في البلاد).
انهم كانوا يبنون القصور المترفه والصروح الشاهقه (اتبنون بكل ريع ايه تعبثون، وتتخذون مصانع لعلكم
تخلدون).
لما كذبوا هودا ارسل عليهم الله ريحا شديده محمله بالاتربه قضت عليهم وغمرت دولتهم بالرمال.
في بدايه عام 1990امتلات الجرائد العالميه الكبرى بتقاريرصحفيه تعلن عن: ” اكتشاف مدينه عربيه خرافيه
مفقوده ” ،” اكتشاف مدينه عربيه اسطوريه ” ،” اسطوره الرمال (عبار)”, والامر الذي جعل
ذلك الاكتشاف مثيرا للاهتمام هو الاشاره الى تلك المدينه في القران الكريم. ومنذ ذلك الحين,
فان العديد من الناس؛ الذين كانوا يعتقدون ان “عادا” التي روى عنها القران الكريم اسطوره
وانه لا يمكن اكتشاف مكانها، لم يستطيعوا اخفاء دهشتهم امام ذلك الاكتشاففاكتشاف تلك المدينه التي
لم تذكر الا على السنه البدو قد اثار اهتماما وفضولا كبيرين.
نيكولاس كلاب, عالم الاثار الهاوي, هو الذي اكتشف تلك المدينه الاسطوريه التي ذكرت في القران
الكريم.
و لانه مغرم بكل ما هو عربي مع كونه منتجا للافلام الوثائقيه الساحرة, فقد عثر
على كتاب مثير جدا بينماهو يبحث حول التاريخ العربي, وعنوان ذلك الكتاب “ارابيا فيليكس” لمؤلفه
“بيرترام توماس” الباحث الانجليزي الذي الفه عام 1932، و”ارابيا فيليكس” هو الاسم الروماني للجزء الجنوبي
من شبه الجزيره العربيه والتي تضم اليمن والجزء الاكبر من عمان. اطلق اليونان على تلك
المنطقه اسم “العرب السعيد”واطلق عليها علماء العرب في العصور الوسطي اسم “اليمن السعيدة”, وسبب تلك
التسميات ان السكان القدامى لتلك المنطقه كانوا اكثر من في عصرهم حظا. والسبب في ذلك
يرجع الى موقعهم الاستراتيجي من ناحية؛ حيث انهم اعتبروا وسطاء في تجاره التوابل بين بلاد
الهند وبلاد شمال شبه الجزيره العربية, ومن ناحيه اخرى فان سكان تلك المنطقه اشتهروا بانتاج
“اللبان” وهو ماده صمغيه عطريه تستخرج من نوع نادر من الاشجار. وكان ذلك النبات لا
يقل قيمه عن الذهب حيث كانت المجتمعات القديمه تقبل عليه كثيرا.
واسهب الباحث الانجليزي “توماس” في وصف تلك القبائل “السعيده الحظ”, ورغم انه اكتشف اثارا لمدينه
قديمه اسستها واحده من تلك القبائلو كانت تلك المدينه هي التي يطلق عليها البدو اسم
“عبار”, وفى احدى رحلاته الى تلك المنطقة, اراه سكان المنطقه من البدو اثارا شديده القدم
وقالوا ان تلك الاثار تؤدى الى مدينه “عبار” القديمة.
ولكن “توماس” الذي ابدى اهتماما شديدا بالموضوع, توفى قبل ان يتمكن من اكمال بحثه.
وبعد ان راجع “كلاب” ما كتبه الباحث الانجليزي, اقتنع بوجود تلك المدينه المفقوده التي وصفها
الكتاب ودون ان يضيع المزيد من الوقت بدا بحثه.
استخدم “كلاب” طريقتين لاثبات وجود مدينه “عبار”:
اولا: انه عندما وجد ان الاثار التي ذكرها البدو موجوده بالفعل, قدم طلب للالتحاق بوكاله
ناسا الفضائيه ليتمكن من الحصول على صور لتلك المنطقه بالقمر الصناعي, وبعد عناء طويل, نجح
في اقناع السلطات بان يلتقط صورا للمنطقة..
ثانيا: قام “كلاب” بدراسه المخطوطات والخرائط القديمه بمكتبة”هانتينجتون” بولايه كاليفورنيا بهدف الحصول على خريطه للمنطقة.
وبعد فتره قصيره من البحث وجد واحدة, وكانت خريطه رسمها “بطلمى” عام 200ميلادية، وهو عالم
جغرافي يوناني مصري. وتوضح الخريطه مكان مدينه قديمه اكتشفت بالمنطقه والطرق التي تؤدى الى تلك
المدينة. وفي الوقت نفسه, تلقى اخبارا بالتقاط وكاله ناسا الفضائيه للصور التي جعلت بعض اثار
القوافل مرئيه بعد ان كان من الصعب تمييزها بالعين المجرده وانما فقط رؤيتها ككل من
السماء. وبمقارنه تلك الصور بالخريطه القديمه التي حصل عليها, توصل”كلاب” اخيرا الى النتيجه التي كان
يبحث عنها؛ الا وهي ان الاثار الموجوده في الخريطه القديمه تتطابق مع تلك الموجوده في
الصور التي التقطها القمر الصناعي. وكان المقصد النهائي لتلك القبائل موقعا شاسعا يفهم انه كان
في وقت من الاوقات مدينة. واخيرا, تم اكتشاف مكان المدينه الاسطوريه التي ظلت طويلا موضوعا
للقصص التي تناقلتها السن البدو. وبعد فتره وجيزة, بدات عمليات الحفر, وبدات الرمال تكشف عن
اثار المدينه القديمة, ولذلك وصفت المدينه القديمه بانها (اسطوره الرمال “عبار”).
ولكن ما الدليل على ان تلك المدينه هي مدينه قوم “عاد” التي ذكرت في القران
الكريم؟
منذ اللحظه التي بدات فيها بقايا المدينه في الظهور, كان من الواضح ان تلك المدينه
المحطمه تنتمي لقوم “عاد” ولعماد مدينه “ارم” التي ذكرت في القران الكريم؛ حيث ان الاعمده
الضخمه التي اشار اليها القران بوجه خاص كانت من ضمن الابنيه التي كشفت عنها الرمال.
قال د. زارينزوهو احد اعضاء فريق البحث وقائد عمليه الحفر, انه بما ان الاعمده الضخمه
تعد من العلامات المميزه لمدينه “عبار”, وحيث ان مدينه “ارم” وصفت في القران بانها ذات
العماد اي الاعمده الضخمة, فان ذلك يعد خير دليل على ان المدينه التي اكتشفت هي
مدينه “ارم” التي
ذكرت في القران الكريم قال القران في سوره الفجر :
“الم تر كيف فعل ربك بعاد (6) ارم ذات العماد (7) التى لم يخلق مثلها
فى البلاد(8)”
المدينه الاسطوريه والتي ذكرت في القران باسم ارم Iramوالتي انشات لكي تكون فريده جدا حيث
تبدو مستديره ويمر بها رواق معمد دائري، بينما كل المواقع الاخرى في اليمن حتى الان
كانت التي اكتشفت كانت ابنيتها ذات اعمده مربعه يقال بان سكان مدينه ارم بنوا العديد
من الاعمده التي غطيت بالذهب او صنعت من الفضه وكانت هذه الاعمده رائعه المنظر ”
هذه الصوره هي لقلعه من قلاع ارم والتي تقع على عمق 10 امتار تحت طبقات
من الرمال الصحراويه والتي تتميز باعمدتها الضخمه والتي تم تصويرها عبر احد الاقمار الصناعيه الامريكيه
المتطورة
قال القران على لسان نبي الله هود:)اتبنون بكل ريع ايه تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)
(الشعراء128129).
ان الذي يسافر الى جزيره العرب يلاحظ انتشار الصحارى بكثره في معظم المناطق باستثناء المدن
والمناطق التي زرعت لاحقا.
لكن القران الكريم يذكر انه هذه الصحارى كانت يوما من الايام جنات ويعيون.
فقال لهم هود) : اتبنون بكل ريع ايه تعبثون، وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون، واذا بطشتم
بطشتم جبارين، فاتقوا الله واطيعون. واتقوا الذي امدكم بما تعلمون، امدكم بانعام وبنين وجنات وعيون،
اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم(الشعراء
ولقد كشفت السجلات التاريخيه ان هذه المنطقه تعرضت الى تغيرات مناخيه حولتها الى صحارى، والتي
كانت قبل ذلك اراضي خصبه منتجه فقد كانت مساحات واسعه من المنطقه مغطاه بالخضره كما
اخبر القران، قبل الف اربعمائه سنة.
ولقد كشفت صور الاقمار الصناعيه التي التقطها احد الاقمار الصناعيه التابعه لوكاله الفضاء الامريكيه ناسا
عام 1990 عن نظام واسع من القنوات والسدود القديمه التي استعملت في الري في منطقه
قوم عاد والتي يقدر انها كانت قادره على توفير المياه الى 200.000 شخص كما تم
تصوير مجرى لنهرين جافين قرب مساكن قوم عاد احد الباحثين الذي اجرى ابحاثه في تلك
المنطقه قال” لقد كانت المناطق التي حول مدنيه مارب خصبه جدا ويعتقد ان المناطق الممتده
بين مارب وحضرموت كانت كلها مزروعة.”
صوره لمجرى نهرين جافين قرب مساكن قوم عاد صورت عبر الاقمار الصناعية
كما وصف الكاتب القديم اليوناني Pliny هذه المنطقه انها كانت ذات اراضي خصبه جدا وكانت
جبالها تكسوها الغابات الخضراء وكانت الانهار تجري من تحتها.
ولقد وجدت بعض النقوش في بعض المعابد القديمه قريبا من حضرموت، تصور بعض الحيوانات مثل
الاسود التي لا تعيش في المناطق الصحراويه وهذا يدل دلاله قاطعه على ان المنطقه كانت
جنات وانها مصداقا لقول القران :)واتقوا الذي امدكم بما تعلمون، امدكم بانعام وبنين وجنات وعيون،
اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم(الشعراء.
اما سبب اندثار حضاره عاد فقط فسرته مجله A m’interesseالفرنسيه التي ذكرت ان مدينه ارم
او”عبار” قد تعرضت الى عاصفه رمليه عنيفه ادت الى غمر المدينه بطبقاتمن الرمال وصلت سماكتها
الى حوالي 12متر
وهذا تماما هو مصداق لقول القران : (فارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام نحسات لنذيقهم
عذاب الخزي في الحياه الدنيا ولعذاب الاخره اخزى وهم لا ينصرون).
من اخبر محمد بن عبد الله عن قصه عاد ومن اخبره عن مكانهم بالتحديد في
منطقه الاحقاف اي ارض الرمال والتي هي الربع الخالي الذي يتميز برماله المتحركه التي تشغل
معظم مساحته، من اخبره ان قوم عاد بنوا مدينه عظمه تسمى ارم فيها قصور وقلاع
ضخمه تتميز باعمده عظيمة، انه رب العالمين منزل القران على قلب حبيبه محمد بن عبد
الله.
قال الله في كتابه العزيز :
{ والى عاداخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان
انتم الا مفترون {50} يا قوم لا اسالكم عليه اجرا ان اجري الا على الذي
فطرني افلا تعقلون {51} ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا
ويزدكم قوه الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين {52} قالوا يا هود ما جئتنا ببينه وما
نحن بتاركي الهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين }[سوره هود:50، 52].
قال الله في كتابه العزيز :{فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقه مثل صاعقه عاد وثمود {13}
اذ جاءتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم الا تعبدوا الا الله قالوا لو شاء
ربنا لانزل ملائكه فانا بما ارسلتم به كافرون {14} فاما عاد فاستكبروا في الارض بغير
الحق وقالوا من اشد منا قوه اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم
قوه وكانوا باياتنا يجحدون {15} فارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي
في الحياه الدنيا ولعذاب الاخره اخزى وهم لا ينصرون }[سوره فصلت:1316].