قصه اليهودي جار الرسول
ان قصه جار الرسول التي تذكر دوما للاشاده باخلاق الاسلام ومعاملته اللطيفة، ماهي الا روايه
لم تذكر عن الرسول عليه السلام ولم يرد ان يهوديا كان يضع القمامه كل يوم
على ظهر الرسول حتى اذا مرض ذهب اليه الرسول، فلما شعر اليهودي بمدى رقي اخلاق
الرسول اسلم.
ان احداث هذه القصه لم ترد مطلقا رغم الانتشار الواسع لها وانما خلطت باحداث قصه
حدثت مع الرسول والغلام مع قصه اخر حدثت مع احد الائمه الصالحين. اما عن قصه
الغلام فهي كما روي عن البخاري في صحيحه: عن انس: ان غلاما يهوديا كان يضع
للنبي -صلى الله عليه وسلم- وضوءه ويناوله نعليه فمرض فاتاه النبي -صلى الله عليه وسلم-
فدخل عليه وابوه قاعد عند راسه فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم- يا فلان
قل لا اله الا الله فنظر الى ابيه فسكت ابوه فاعاد عليه النبي -صلى الله
عليه وسلم- فنظر الى ابيه فقال ابوه اطع ابا القاسم فقال الغلام اشهد ان لا
اله الا الله وانك رسول الله فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول الحمد
لله الذي اخرجه بي من النار.
وهناك من ادله عدم صحه قصه الجار، انه يتضح مما يتواد ان الرسول كان في
بدايه دعوته حين كان مستضعفا حينما كان اشقياء قريش يلقون بالجزور على ظهره وهو يصلي،
فهذه المرحله كانت في مكة، وفي مكه لم يكن هناك يهود وهذا ماخذ على هذه
الرواية.
فاذا قيل ان القصه حيث وجود اليهود وهي بالمدينة، ففي المدينه كان قوه وعز الدوله
الاسلاميه وقائدها الرسول الاعظم، فكيف يترك الصحابه يهوديا يؤذي الرسول في قعر دارهم ومصدر قوتهم؟!.
وبغض النظر عن القصة، فما روي عن قصه الغلام دليل على ان هذا الدين دين
الرفق واللين، قال عليه السلام: “ما كان الرفق في شيء الا زانه، وما نزع من
شيء الا شانه”، فالرسول بمعاملاته هو دليل الرحمه والرفق والتسامح والسلام، تعامله مع كفار قريش
يوم فتح مكه حين قال لهم: “اذهبوا فانتم الطلقاء”، وهم الذين اذوه واخرجوه من دياره،
فهذا رسول الرحمة، وهو الرسول الذي رفض ان يطبق جبريل الاخشبين على اهل الطائف، صبر
وحلم ورحمة، هكذا يعلمنا الرسول عليه السلام ابجديات التعامل الراقيه رغم كل ما تلقاه من
اذى.