علاج اثار الحروق من الدرجه الثانية
الحرق هو الاصابه الحراريه للانسجه مما يؤدي الى تخثر او تنخر تلك
الانسجة. وهناك عده مصادر للحراره وباختلاف تلك المصادر تختلف التدابير العلاجيه لهذه الحروق نذكر من
هذه المصادر الاتي:
الحراره الجافه مثل التعرض المباشر للنار او للغازات الحارة.
الحراره الرطبه كالتعرض لبعض السوائل الحارة.
الحراره الكيماويه كالتعرض لبعض الاحماض مثل حمض الكبريتيك.
حروق الاحتكاك
حراره الاشعاع كالتعرض لفتره طويله لاشعه الشمس او اشعه اكس.
كيف تصنف الحروق؟
وتصنف الحروق على حسب عمق الاصابه في الجلد علما بان الجلد يتكون من االبشره Epidermis
(الطبقه الخارجية) ومن الادمه Dermis (ما تحت الجلد) ومن الطبقه الدهنيه (ما تحت الادمة).
وهناك ثلاث درجات للحروق:
الدرجه الاولى حيث تصاب فيها طبقه الادمه وتتميز هذه الدرجه بوجود احمرار في المنطقه المصابه
وشعور المريض بالالم ويحدث الشفاء في خلال 10-14 يوما وفي الغالب لا يحدث اي تغير
فيزيولوجي للجلد.
الدرجه الثانيه حيث تصاب فيه طبقه الادمه مع جزء من طبقه ما تحت الجلد Dermis
وتتميز هذه المرحله بتشكل ما يسمي بالنفاطات (فقاعه او بقبيقة) Blisters كما يحدث تغيرات فيزيولوجيه
تؤدي الى تاخر تكوين الطبقه الجديده من الجلد ويحدث الشفاء في خلال 25-35 يوما.
الدرجه الثالثه حيث تصاب فيه جميع طبقات الجلد مع تغيرات فيزيولوجيه عميقه كما يتم تخريب
لخلايا الدم، وياخذ الجلد اللون البني القاتم.
كما ان الحروق من الدرجه الثانيه بالاضافه الى حدوث التهاب (عدوى) في المنطقه المصابه تعتبر
حروق من الدرجه الثالثه وفي كلتا الحالتين يحتاج المريض الى زرع جلد ذاتي من اجل
الشفاء.
وبصفه عامه يمكن تحديد عمق الحروق باختبار الوخز حيث يوخز المريض فاذا شعر بالم يعتبر
من الدرجه الاولى او الثانيه اما اذا لم يشعر بالم فانه يعتبر من الدرجه الثالثه
وذلك لان نهايات الاعصاب قد تم تخريبها بسبب الحرق.
كما يمكن ايضا تحديد الدرجه عن طريق نزع الشعر فاذا كان سهلا وبدون الم فان
الحرق يعتبر من الدرجه الثالثه والا فانه من الدرجه الاولى او الثانية
مضاعفات الحروق Complications
تحدث عده مضاعفات نتيجه لاصابه الحروق والتي يجب ان تاخذ بعين الاعتبار اثناء العنايه الفوريه
او طويله المدى للاصابة. وبما ان العلاج الفوري لهذه المضاعفات يعتبر ضروري جدا، فان منع
حدوث المضاعفات يعتبر جزء اساسي في اي برنامج للعنايه بالحروق.
صدمه الحروق Burn Shock
تحدث الصدمه في الحروق بسبب عده عوامل مما يؤدي الى مضاعفات عده ومن هذه العوامل
الاتي:
نقص البلازما المستمر من منطقه الحرق مما يؤدي الى توسع الشعيرات الدمويه وازدياد نفوذيه تلك
الشعيرات.
حدوث اضطراب في توازن الكهرليات Electrolyte imbalance وذلك بسبب نقص الصوديوم في الدم.
التخريب الشديد لكريات الدم الحمراء خاصه في حروق الدرجه الثالثة.
هناك مضاعفات مبكره تحدث بعد التعرض للحرق مثل:
اضطراب في توازن الاملاح والماء في الجسم
التسمم بغاز ثاني اكسيد الكربون
حدوث تخريب في كريات الدم الحمراء
حدوث قصور كلوي وكبدي
حدوث التهاب في المنطقه المصابه مما يؤدي الى انتان الدم Septicemia والتهاب رئوي
حدوث قرحه الاثنى عشر او المعدة
كما ان هناك مضاعفات متاخره تحدث بعد فتره من التعرض للحرق مثل:
حصول تشوهات
حدوث تيبس في المفاصل
تشكل الجدرات في الجروح Keloids
العلاج
ان علاج الحروق يجب ان يعتمد اساسا على اعطاء المريض مسكن للالم مثل الباراسيتامول او
في بعض الاحيان الكودايين او المورفين .
الاعتناء بالحرق والوقايه من حدوث التهابات ميكروبيه وعلاجها ان وجدت.
اعطاء المريض بعض السوائل الوريديه وذلك للوقايه من حدوث صدمه الحروق وللوقايه من حدوث نقص
كريات الدم الحمراء والتعويض عنها ولعلاج نقص السوائل الناتجه عن الحرق، لاعاده توازن الجسم الكهرليات
Electrolyte المضطربة.
نقل الدم للمريض وذلك في حالات الحروق العميقه والتي تزيد نسبتها عن 10%.
علاج حرق الدرجه الاولى والثانيه (اذا كانت النسبه المئويه للمنطقه المصابه 15% او اقل عند
الكبار او 10% او اقل عند الصغار
يجب تنظيف المنطقه المصابه بعنايه بالصابون والماء
ازاله الانسجه النتنه وجميع الفقاعات المتكونة
بعد ذلك اما ان تترك المنطقه مفتوحه (خاصه اذا كان الحرق في منطقه الوجه والرقبه
والجذع والاطراف او منطقه الاعضاء التناسلية) وذلك لسهوله حركه المريض ولترك المنطقه المصابه تجف.او يمكن
ان تغطى بمرهم الفلامازين او ماده غير لاصقه مثل السفراتول ثم تغطى بطبقه ماصه من
الشاش والضماد ويتم التغيير على الحرق كل يوم او يومين.
علاج حرق الدرجه الثالثه (او اذا كانت النسبه المئويه للمنطقه المصابه اكثر من 15% عند
الكبار او اكثر من 10% عند الصغار) باستثناء منطقه الوجه واليدين:
يجب استئصال منطقه الحرق وعمل عمليه الترقيع وعاده ما تجرى خلال يومين او ثلاثه ايام
من حدوث الحرق.
طريقه فعاله للتخلص من اثار الحروق
بشره الانسان جد حساسه واصابه الجلد من الحروق تترك اثرها عليه وهذه طريقه فعاله للتخلص
منها نحضر كميه من عسل النحل (الحر) ونضيف له مسحوق العدس و ملعقتين من زيت
الزيتون ونخلطه جيدا حتى تصبح كريمه ونضعها كا يوم مره على مكان الحرق وبعد مده
قصيره تزول تماما هي طريقه ناجحة.
منقول للافادة…..
و في القران الكريم …
احتوى القران الكريم على ايات عديده تتعلق بالحروق على وجه من وجوه الدلالة. فبعض الايات
يمكن ان يكون لها تعلق بدرجات الحروق، وبعضها يمكن ان يكون له تعلق باسباب الحروق،
كما يمكن ان يكون للبعض الاخر تعلق بامثل الطرق للاسعافات الاوليه لهذه الحروق.
درجات الحروق
يعتمد عمق الحروق في اغلب الاحيان على درجه حراره المؤثر ووقت التعرض له. ولا يخفى
على احد شكل الحرق الذي ينتج عن النار او الاشياء او السوائل الساخنة، فهو اما
مجرد احمرار للجلد في الدرجه الاولى من الحرق او فقاقيع مائيه تنفجر وينسلخ سطح الجلد
ويصبح مبللا بالسوائل التي تفقد من الجلد باستمرار وهذه صفه حروق الدرجه الثانية، او يجف
الجلد ليصبح مثل المشمع ويفقد الاحساس واللون الطبيعي ليصبح ابيض بدون دمويه او حيويه وربما
اسود اللون، وهذا يحدث في حروق الدرجه الثالثه وهي الاكثر عمقا.
واحد الفروق بين حروق الدرجه الثانيه والدرجه الثالثه هو اختبار نزع الشعر في منطقه الحرق
حيث يظل الشعر مثبتا بالجلد في حروق الدرجه الثانيه ويصحب محاوله نزعه الم شديد كما
هو معتاد. اما في حروق الدرجه الثالثه فتتم عمليه نزع الشعر بسهوله وبدون الم لوصول
الحرق الى منطقه بصيلات الشعر. وقد جاءت هذه المعلومه في قوله تعالى }كلا انها لظى
نزاعه للشوى| (المعارج: 15، 16)
فالشوى هي فروه الراس .
اسباب الحروق:
وعندما نحاول سرد اسباب الحروق التي كتبت في كتب الطب نجد انها اما عوامل طبيعيه
او كيميائيه ولا شيء غير ذلك. اما العوامل الطبيعيه فهي الى وقتنا هذا لم تتعد
الشحنات الكهربائيه وتشمل ايضا الاشعاعات بانواعها. والصعقه الكهربائيه تؤدي الى حروق تسمى حروقا كهربائية. ثم
تنتج حروق عن درجات الحراره القصوى من كلا الاتجاهين المنخفضه جدا ثم المرتفعه جدا، وتنقسم
الاخيره الى ثلاثه انواع: حروق ناريه وهي تمثل معظم اسباب الحروق التي نقابلها ثم الحروق
السلقيه او التي تحدث من سوائل ساخنه او مغليه وترتفع نسبه حدوثها في الاطفال ثم
الحروق باللمس مثل المكواة.
بقي السبب الاخير الا وهو الحروق التي تنتج من مواد كيميائيه حارقه مثل القلويات الكاويه
والاحماض الحارقه وبعض العناصر مثل الفسفور وخلافه. وعندما نقرا كتاب الله الكريم بعين العالم وعقل
المفكر وقلب المؤمن نجد ان كل هذه الاسباب قد ذكرت في القران. ولنبدا كما ذكرنا
بالترتيب فالحروق الكهربائيه نسبه حدوثها 2 3% قد ذكرت في سوره الرعد بكلمه الصواعق }ويسبح
الرعد بحمده والملائكه من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله
وهو شديد المحال|. (الرعد: 13)
ان اصعب الجروح هي الحرق واصعب الحروق هي الحروق الكهربائية. وقد جاء هذا المعنى ايضا
في القران الكريم في سوره الطور. (فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا
يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن اكثرهم
لا يعلمون) (الطور: 45 47)
اي مما لا شك فيه ان الله سبحانه وتعالى يعذب العاصين من عباده بدرجات متفاوته
كل حسب جرمه.
اما درجات الحراره المنخفضه جدا فقد ذكرت في القران حيث كلمه صر هي البرد الشديد.
(مثل ما ينفقون فى هذه الحياه الدنيا كمثل ريح فيها صر اصابت حرث قوم ظلموا
انفسهم فاهلكته وما ظلمهم الله ولكن انفسهم يظلمون|) (ال عمران: 117)
والكل يعرف
(قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم) (الانبياء: 69)
فلو كانت بردا فقط لاضرت به.
ومما هو مؤكد ان درجات الحراره المنخفضه جدا تؤدي الى حرق الانسجه التي تتعرض لها،
ولكن يختلف هنا شكل الحرق عن الحروق الناريه بدرجاتها فهذه الاصابه تترك الجزء المصاب بنفس
الشكل الطبيعي ولكنه يفقد الحيويه والوظيفه والقدره على الحركه والتكاثر الى ان يضمحل تدريجيا. وقد
جاء هذا واضحا في قوله تعالى في سوره الحاقة: (واما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتيه
سخرها عليهم سبع ليال وثمانيه ايام حسوما فترى القوم فيها صرعى كانهم اعجاز نخل خاوية)
(الحاقة: 6، 7).
الحروق النارية
ثم تاتي درجات الحراره المرتفعه بانواعها وهي تمثل حوالى 95% من اسباب الحروق واولها واكثرها
شيوعا الحروق النارية. ولا يمكن سرد كل الايات التي ذكر فيها هذا النوع من الحروق
لكثرتها ولكن سوف نسرد فقط بعض الايات التي يتضح منها عمق القران ودقته.
(فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجاره اعدت للكافرين) (البقرة: 24).
ثم جاء نفس المعنى في سوره التحريم:
(ياايها الذين ءامنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجاره عليها ملائكه غلاظ شداد لا
يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون) (التحريم: 6).
درجه انصهار الحجاره تزيد عن الالف درجه مئويه ووجود الناس مع الحجاره في اتون واحد
يشير الى شده العذاب.
في اكثر من مقام يشير الله سبحانه وتعالى الى اشد العذاب وهو عذاب الحريق، وان
النار اعدت للكافرين وهذا يؤكد مقولتنا السابقه ان اشد الجروح هي الحروق. وقد جاء ذلك
في سوره ال عمران.
(لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم
الانبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق) (ال عمران: 181).
ثم سوره الانفال
(ولو ترى اذ يتوفى الذين كفروا الملائكه يضربون وجوههم وادبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (الانفال: 50).
ثم سوره الحج في اكثر من مكان
(ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامه عذاب الحريق)
(الحج: 9)
(كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق) (الحج: 22)
ومما هو معروف لدينا انه اذا اردت تسخين قطعه من الحديد مثلا فعليك ان تضعها
في اسفل النار وليس في اللهب الاصفر العلوي. وضح هذا في قوله تعالى في سوره
النساء: (ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا) (النساء: 145).
وهذا معناه مره اخرى ان العذاب درجات وان النفاق من الصفات السيئه التي تؤدي بصاحبها
الى درجه اعلى من العذاب لصفات سيئه اخرى.
يصيب الحرق اول ما يصيب جلد الانسان المليء بالاعصاب الحسيه التي تحمى الجسم من اي
مؤثر خارجي قد يضر بالانسان، فيتنبه ويبتعد عن المؤثر بمجرد وصول هذا الاحساس الى مراكز
هذه الاطراف والدليل على ذلك عند اخذ حقنه مثلا. احساس الانسان بالالم عند ادخال الابره
في الجلد ثم يختفي او يضعف هذا الاحساس كلما دخلت الابره في الطبقات الداخليه بعد
الجلد، ومن هذا يتضح ان عذاب الحريق اشد عذاب، ولهذا اختص الله به الكافرين من
عباده. فقال تعالى في سوره النساء: (ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت
جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما).
وهذه الايه تؤكد مره اخرى على عمق الحروق من نار جهنم، ولكن قدره الله عز
وجل كانت جليه في تجديد جلودهم ليذوقوا العذاب.
وهذا تصوير دقيق لدرجات الحروق. فالدرجات السطحيه التي تؤثر على طبقه البشره والجزء السطحي من
ادمه الجلد تؤدي الى كشف الاطراف الحسيه للجو الخارجي وبذلك يزداد الاحساس بالالم ولكن عندما
تاتي النار على كل طبقات الجلد (اي النضوج) هنا تموت الاطراف الحسيه ويقل الاحساس بالالم.
ومعنى الايه استمرار الحرق مع تبديل الجلد المحروق بجلد يوجد به الاحساس المستمر ليستمر العذاب
والاحساس بالالم.
وفي الحروق السلقية
قوله تعالى (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر انا اعتدنا للظالمين
نارا احاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا)
(الكهف: 29).
(هذان خصمان اختصموا فى ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق
رءوسهم الحميم) (الحج: 19).
ومعظم الحروق السلقيه تصيب الاطفال في مناطق (الوجه والرقبه والكتفين)، حيث تؤدي به غريزه حب
الاستطلاع الى محاوله اخذ ما فوق الموقد المشتعل لرؤيه ما به، فينسكب ما بالاناء على
الوجه والكتف واليد التي امسكت بالاناء.
حروق اللمس
اما حروق اللمس فجاءت في سوره التوبه في قوله تعالى: (يا ايها الذين امنوا ان
كثيرا من الاحبار والرهبان لياكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب
والفضه ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم
فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) (التوبة: 34،
35)
الجبهه ليظهر التشوه امام الناس كما اشاحوا بوجوههم عن الفقراء، والاحساس بالالم في الجنب اشد
من مناطق اخرى بالجسم لانهم لم يشعروا بحاجه الفقراء، والاحساس بالالم في الظهر كنايه عن
صعوبه الدفاع عن النفس في هذا المكان لانهم لم يدفعوا حاجات الفقراء والبائسين. (والله ورسوله
اعلم).
الحروق الكيماوية
والسبب الاخير هو الحروق الكيماوية.
فقال تعالى في سوره ابراهيم (سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار) (ابراهيم: 50)
وتظهر هنا مره اخرى دقه التعبير وبلاغه المعنى اذا علمت ان القطران ماده كيميائيه عندما
يكون ساخنا يلتصق بالجسم بحيث تصعب ازالته، وقد يؤدي الاستعجال في محاوله ازالته الى ضرر
اكثر من الضرر الذي يصيب الانسان من القطران الساخن نفسه. وكلمه سرابيلهم معناها ملابس ضيقه
تلتصق بالجسم.
ثم نسرد الان بعض الايات التي تصف بعض انواع من الحروق بدقة:
(ولو ترى اذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بايات ربنا ونكون
من المؤمنين) (الانعام: 27)
وتصور هذه الايه دراسه دقيقه للنفس البشريه التي تعرف عمليه الثواب والعقاب جيدا ولكن غوايه
الشيطان تحسن له في الخطا فيتمادى فيه ولا ينتبه الا بعد فوات الاوان.
وقد يحدث هذا في الدنيا ايضا فقد يقرر الانسان ضعيف الايمان التخلص من حياته بالانتحار
حرقا (وهو حرام شرعا) وياخذ القرار بقوه واندفاع شديدين، ثم بعدما يشعر بالم الحرق يجري
مندفعا نحو اقرب مكان يجد فيه من ينقذه او يطفئ ناره المشتعله مع ان الجري
يزيد النار اشتعالا وتشتد الخطوره ويصعب العلاج.
حروق الرئتين والاستنشاق
(فاما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق) (هود: 106)
فقد اكتشف العلم الحديث منذ حوالى عشرين سنه تقريبا خطوره حروق الرئتين والتي تحدث من
اشتعال النار في اماكن مغلقة، وعندئذ يستنشق الانسان الابخره الساخنه التي تصيب الرئتين بحروق خطيره
قد تؤدي الى الوفاه حتى لو لم يكن الحرق الخارجي متسعا وخطيرا. وهذه الحروق تحتاج
الى رعايه مركزيه اثناء العلاج وجهاز تنفس صناعي الى ان تتحسن الحالة. وقد سبق الزفير
الشهيق لتاكيد العقاب وعدم الهرب منه، حيث انه بعد الزفير الشديد لا يستطيع الانسان الا
ان يشهق اي هواء موجود في الجو المحيط به لاحتياجه الشديد لهذا الهواء، فاذا كان
الجو المحيط هو النار فهو عندئذ مضطر الى استنشاق الابخره الساخنه التي تصيب الرئتين بالحروق
الشديده في عمليه الشهيق الاجباريه التي تعقب الزفير.
تبدا الدوره الطبيعيه للتنفس بالشهيق وتنتهي بالزفير، وتنعكس الدوره في حالات الضغوط الشديده والحرق من
اهم هذه الضغوط.
مضاعفات الحروق
(والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك
نجزي كل كفور) (فاطر: 36)
الم الحرق من الشده بمكان قد يصيب الانسان بصدمه عصبيه فيموت او شده الحرق ايضا
تفقد الانسان حياته.
فنسبه الوفيات من الحروق الجسميه التي تزيد عن 40% من سطح الجسم عاليه جدا وهذه
الايه من سوره فاطر اكبر دليل على ذلك ثم قال تعالى في سوره المؤمنون: (ومن
خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون)
(المؤمنون: 103، 104).
وكل من يرى حروقا عميقه بالوجه واثارها يعرف معنى كلمه كالحون (الشفاه مشوهه والتصقت بالذقن)
الاسعافات الاولية:
داب الناس قديما على استعمال اشياء توضع على الحرق لتسكين الالم وكلها خطا وتؤدي الى
الضرر ومنها الزيت والبيض ومعجون الاسنان واحيانا الكيروسين. وبدا العلماء حديثا في محاوله لمنع الناس
من استعمال هذه المواد الضاره او على الاقل التي لا فائده منها.
وينصح العلم الحديث بان احسن شيء يوضع على الحرق لتخفيف الالم الشديد هو الماء الجاري.
وقد ذكر الله تعالى هذا بوضوح شديد في سوره الاعرافونادى اصحاب النار اصحاب الجنه ان
افيضوا علينا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين) (الاعراف:
50).
وعندما نتامل في وظيفه الجلد نجد ان من اهمها الحمايه مثلا ضد فقدان سوائل الجسم
واول شيء يشكو منه المصاب بالحرق هو الالم الذي يجف بصب الماء ثم بعد ذلك
يشكو من ظاهره العطش والمقصود بكلمه مما رزقكم الله هي الماكل والمشرب حيث يحتاج مصاب
الحروق الى كميات من الغذاء والسوائل اكبر بكثير من احتياج الانسان العادي لفقد كميات كبيره
من خلال الجلد المحروق.
اما المؤمن الذي يخشى الله سبحانه وتعالى فليطمئن بايه من سوره ال عمران: (كل نفس
ذائقه الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامه فمن زحزح عن النار وادخل الجنه فقد فاز
وما الحياه الدنيا الا متاع الغرور)| (ال عمران: 185)
وهذا يدل مره اخرى على ان النار هي اهم واول وسيله عقاب للكافرين في الاخره
بسبب كفرهم وان اكبر جائزه للمؤمن هي بعده عن النار وان يدخل الجنة.
وفي النهايه هي معلومات عامه عن الحروق قد ذكرها الله في كتابه العزيز ولكننا للاسف
الشديد تعلمناها من الكتب الدنيويه الحديثه ولم نستطع اكتشافها من كتابنا ودستورنا الذي بين ايدينا
منذ اكثر من اربعه عشر قرنا من الزمان وكان من الاولى بنا ذلك..
(لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا
ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا
ربنا ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا
فانصرنا على القوم الكافرين) (البقرة: 286).