الكمال ومعلومات اول مرة اقرائها , صعوبة البحث عن الكمال

صعوبة البحث عن الكمال

 20160627 1775

ان بلوغ الكمال و الاتقان فانجازاتنا و اعمالنا و سلوكاتنا يعتبر من المستحيلات.

ويمكن تشبية الرغبة فبلوغ الكمال او التصرف المثالي،
كالسعى و راء المستحيل.

فلا شك فان هذي الرغبة تؤدى باصحابها الى عواقب و خيمة و تجلب لهم معاناة و الام.

لذا اذا اردت استغلال حياتك الى اقصي حد،
فقد يصبح من الافضل،
ان تبدا بقبول عيوبك و نواقصك.

فبلوغ الكمال،
هدف يستحيل ادراكه،
وحتي لا نكون عدميين،
نقول يصعب ادراكة و نيلة و الحصول عليه.

فهذا النوع من الافراد،
لة رؤية متشنجة و منغلقة اتجاة الاخرين.

ان الاشخاص الطامحين للكمال،
لا يعترفون بسمات و وشائج التواصل المطلوبة فتعاملنا و تفاعلنا مع المحيط،
الذى نشكل احد عناصرة و مكوناته.

 20160627 1776




فهم يكتفون و ينكفؤون على مقوماتهم الذاتية و على التحفيز الشخصى لتحقيق ما يودونة و ما يرغبون فيه.

ان الاشخاص الذين لهم ميولات و رغبات لتحقيق الكمال،
لا تجمعهم علاقة و ثيقة بالاخرين.

فهم يعتبرون ان التساهل و التسامح مثلا،
من علامات الضعف و عدم الثقة فالنفس.

ان التوق الى الكمال،
مطلب مشروع و حافز و دافع نحو التطور و التقدم.

لكن الثقة المطلقة فالذات و فامكانياتها و مقوماتها ربما يدفع بنا الى مستنقع الغرور و التعالى على الاخرين،
والدخول معهم فنزاعات و خلافات و سوء فهم و عدم توافق فالاراء و الاهداف.


1.
الكمال و التفكير القاصر: هل انت نصير (اكون او لا اكون)؟

بلوغ الكمال هو افصاح و تعبير عن عزيمة و ارادة فبلوغ الاهداف و قدرة على التضحية و تحمل الاعباء و المشقات.

ان الرغبة الجامحة و القدرة على تمثل الكمال و تجسيده،
هى رغبة مغلوطة و رؤية مثالية و طوباوية،
ولا تاخذ بعين الاعتبار معتقدات و تفكير الاخرين مما ربما يقودنا الى السلبية و العدمية فتفاعلنا معهم.

فقد اكد الخبراء و الباحثون،
ان الذي يسعي الى المثالية و الكمال يبدل جهودا تتخطي قدراته،
فيغرق فدوامة الياس و الوهم.

ان الاعتقاد بالكمال و تبنى الاستقلالية و الدقة و الاتقان اللامتناهى فالفعل و الانجاز،
قد يصطدم بلامبالاة و عدم استحسان المحيط.

 20160627 1777




مما ربما يصبح له عواقب و اثار سلبية على سلوكاتنا و انفعالاتنا،
وحتي لا نسقط ففخ الاوهام و التخيلات،
يجب علينا اذا اردنا بلوغ النجاح و تلمس مشاعر و احاسيس الرضي و الاقتناع الحقيقي بمؤهلاتنا الذاتية،
ان نرسم اهدافا اقل عددا و اكثر موضوعية.

فهكذا تتاح امامنا فرص اكبر لبلوغ الشعور بالرضي و الاكتفاء،
وايضا نحد من التوتر و الاجهاد فحياتنا،
مما يسمح لنا بالاستمتاع بلحظات جميلة.

فعوض ان تمضى الوقت فجلد و تقريع ذاتك بسبب فشل او اخفاق،
يمكنك ان تهنئ نفسك على النجاح الذي اصبتة و ان كان محدودا.

فمقوله اكون او لا اكون ليست دائما ناجعة،
لان النجاح و الكمال مسائل نسبية و قابلة للتغير و التطور و التقدم.


2.
الكمال و النقد الذاتي: هل انت رقيب و ناقد لنفسك؟

ان الرغبة فبلوغ الكمال،
تتطلب عقلا ناقدا و يقظا،
يتتبع و يتفحص خطواتنا و تحركاتنا و سلوكاتنا،
ويقيمها و يقوم بتحليل و نقد ذاتى لها،
مع تبنى الواقعية و الموضوعية و الصدر الرحب المتفهم و المستوعب للاخطاء و الهفوات التي ربما نقع بها او لا نتوفر على المهارات و القدرات الملائمة لانجازها و بلوغها.

فلماذا نستحسن و نضخم اعمالنا و مؤهلاتنا و لو كانت معيبة و بعيدة عن الاطلاقية و الكمال؟

ان الخوف من الفشل متواجد و حاضر فالروابط و العلائق الاجتماعية.

فالذى يعتقد و يؤمن بالكمال و تمثل المطلق فطموحاتة و اهدافه،
غالبا ما يصبح يعانى من الخوف و الارتياب من الفشل و الاخفاق.

فهو دائما يميل الى الاستقلالية و الفردانية.

المثل يقول “لا نتعلم المشي اذا لم نسقط اولا”،
السقوط يمنحنا فرصة للبدء من جديد،
فهو مناسبة لدراسة خطواتنا باعتناء و عدم الوقوع فالخطا نفسة مرة ثانية.

يستحسن ان ندون و نسجل ما يواجهنا من صعوبات فمذكرة،
لان هذي الكيفية تمنحنا فرصة تامل التفاصيل بموضوعية،
بعيدا عن الالم و الشعور بالفشل،
فنتوصل الى خلاصات ايجابية و بناءة.


3.
الكمال و انعدام الموضوعية: فهل نحن على علم و دراية بمقوماتنا و مؤهلاتنا؟

ان عدم معرفتنا و ادراكنا للتطور المحقق و هكذا لقدرتنا على اكتساب عناصر التحفيز،
تدفعنا الى مضاعفة و تكثيف الجهود.

ويعتبر شحذ و تحفيز طاقاتنا و قدراتنا الذاتية عنصرا رئيسيا و محوريا لتدارك النقص و القصور الذاتى الذي يتجسد و يبرز فعطاءاتنا و انجازاتنا.

والتحفيز الذاتي،
يمكن ان تكون له اثار و نتائج على المستوي القريب،
لكن على المستوي البعيد نكون ربما و قعنا فحالة انغلاق و انكماش ذاتي،
وبالتالي فاننا نبتعد عن الموضوعية و العقلانية التي بواسطتها نرتقى الى فهم و استيعاب النواقص و العيوب التي ربما تعترى تصرفاتنا و سلوكاتنا.

 20160627 1778




خلاصة القول فهذا المضمار،
ان ربط تحديد الاهداف بالرغبة فالوصول الى الكمال،
هو شعور و احساس مثالى و طوباوى اكثر منه و اقعى و عملي.

لان هذي الرغبة الجامحة تعرقل امكانية السير قدما نحو سبل تحقيق الطمانينة و السعادة و النجاح.


4.
الكمال و الاضطرابات النفسية

ان ابعاد الارادة و العزيمة غير محدودة،
غير ان تفعيلها و تطبيقها على المحك،
صعب و ربما تعترضة الصعاب و المشقات.

فواقعيا تبنى الرغبة فالكمال و التفوق يفترض المهنية و الحرفية و روح المنافسة.

هذه العناصر تطرح و بقوة مفهومى الثقة فالذات و التقدير الشخصى كعنصرين محوريين فاختبار مردوديتنا و فعاليتنا.

فهل يعقل ان نطمح الى الكمال و امكانياتنا الذاتية محدودة و متواضعة؟

عزيزى القارئ،
ان الرغبة فتحقيق الكمال تعترضها و تعكر صفوها مجموعة من الاضطرابات و الانتاكواب التي ربما يسببها الاخفاق و السقوط.

ومن هذي الاعراض عدم الثقة فالذات و فالاخر،
الانعزال و التقوقع فمكان بعيد عن الاخرين،
جلد الذات و تقريعها و تحميلها ما لا طاقة لها به.

لهذا و ذاك عزيزى القارئ،
ان بلوغ السعادة و الهناء الشخصي،
غير ملزوم بالكمال و التفوق المطلق،
بل يتطلب فقط الالمام الموضوعى و الادراك المنطقى لمقوماتنا و مؤهلاتنا،
دون تضخيم او مغالاة،
اذا مطلب الموضوعية و الواقعية مطلوب فتحديد و تحقيق اهدافنا و غاياتنا.

واسهابا لما سبق،
فان عدم المغالاة و التضخيم فمقوماتنا الذاتية،
وتبنى التمحيص و التقييم لمهاراتنا و امكانياتنا و ملاءمتها مع اهدافنا و محيطنا،
هو السبيل و الطريق المستقيم لنيل المقاصد و المرامي.


5.
الكمال و العزلة النفسية: كيف نتعامل مع الوسط الاجتماعي؟

ان الرغبة فبلوغ الكمال و ما ربما يترتب عنها من عواقب و اثار تؤثر و تنقص من ثقتنا فنفسنا،
وتدفعنا الى الابتعاد عن الاخرين و الى افتقاد الصحبة و دعم الاخرين.

ان الاخر مهم فتوجيهنا و حثنا على الموضوعية و الواقعية فالتفاعل و التجاوب مع الواقع.

فالنقد و التقييم بالنسبة للطامح للكمال يعتبر فنظرة تهجما و نظرة الاخرين اتهاما،
اى ان هذي النظرات تحمل فطياتها التدمير و السخط،
مما يمنعة من بلوغ اهدافة و مرامية الموصوفة بالكمال و الاتقان و التالق.

ان الرهاب الاجتماعى و عدم الثقة فالاخر،
تؤثر بشكل عميق فتفكيرنا و نفسيتنا.

وتدفع بنا الى الانزواء و الانطواء،
ولربما الى شيطنة الاخر و تجريمه.

وخلاصة القول: الرغبة فالكمال هي مطلب مثالى و متعالى على الطبيعة و الواقع ( الكمال لله الواحد القهار)،
لهذا يجب ان نحرص فتحقيق اهدافنا على مقوماتنا الذاتية و نحاول تقويتها و اغناءها،
ثم نعمل على التركيز و الاعتماد على اليات و وسائط المحيط،
ليسهل علينا التفاعل و التواصل داخله،
وبذلك نتمكن من فرض تواجدنا و حضورنا عند الاخر.

  • حكم مأثورة
  • الصديق الحقبقي
  • صور عن الكمال


الكمال ومعلومات اول مرة اقرائها , صعوبة البحث عن الكمال