شعر المتنبي في الفراق
فراق ومن فارقت غير مذمم
رقم القصيده : 5678 نوع القصيده : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
فراق ومن فارقت غير مذمم وام ومن يممت خير ميمم
وما منزل اللذات عندي بمنزل اذا لم ابجل عنده واكرم
سجيه نفس ما تزال مليحه من الضيم مرميا بها كل مخرم
رحلت فكم باك باجفان شادن علي وكم باك باجفان ضيغم
وما ربه القرط المليح مكانه باجزع من رب الحسام المصمم
فلو كان ما بي من حبيب مقنع عذرت ولكن من حبيب معمم
رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى هوى كاسر كفي وقوسي واسهمي
اذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته واصبح في ليل من الشك مظلم
اصادق نفس المرء من قبل جسمه واعرفها في فعله والتكلم
واحلم عن خلي واعلم انه متى اجزه حلما على الجهل يندم
وان بذل الانسان لي جود عابس جزيت بجود التارك المتبسم
واهوى من الفتيان كل سميذع نجيب كصدر السمهري المقوم
خطت تحته العيس الفلاه وخالطت به الخيل كبات الخميس العرمرم
ولا عفه في سيفه وسنانه ولكنها في الكف والطرف والفم
وما كل هاو للجميل بفاعل ولا كل فعال له بمتمم
فدى لابي المسك الكرام فانها سوابق خيل يهتدين بادهم
اغر بمجد قد شخصن وراءه الى خلق رحب وخلق مطهم
اذا منعت منك السياسه نفسها فقف وقفه قدامه تتعلم
يضيق على من راءه العذر ان يرى ضعيف المساعي او قليل التكرم
ومن مثل كافور اذا الخيل احجمت وكان قليلا من يقول لها اقدمي
شديد ثبات الطرف والنقع واصل الى لهوات الفارس المتلثم
ابا المسك ارجو منك نصرا على العدى وامل عزا يخضب البيض بالدم
ويوما يغيظ الحاسدين وحاله اقيم الشقا فيها مقام التنعم
ولم ارج الا اهل ذاك ومن يرد مواطر من غير السحائب يظلم
فلو لم تكن في مصر ما سرت نحوها بقلب المشوق المستهام المتيم
ولا نبحت خيلي كلاب قبائل كان بها في الليل حملات ديلم
ولا اتبعت اثارنا عين قائف فلم تر الا حافرا فوق منسم
وسمنا بها البيداء حتى تغمرت من النيل واستذرت بظل المقطم
وابلج يعصي باختصاصي مشيره عصيت بقصديه مشيري ولومي
فساق الي العرف غير مكدر وسقت اليه الشكر غير مجمجم
قد اخترتك الاملاك فاختر لهم بنا حديثا وقد حكمت رايك فاحكم
فاحسن وجه في الورى وجه محسن وايمن كف فيهم كف منعم
واشرفهم من كان اشرف همه واكثر اقداما على كل معظم
لمن تطلب الدنيا اذا لم ترد بها سرور محب او مساءه مجرم
وقد وصل المهر الذي فوق فخذه من اسمك ما في كل عنق ومعصم
لك الحيوان الراكب الخيل كله وان كان بالنيران غير موسم
ولو كنت ادري كم حياتي قسمتها وصيرت ثلثيها انتظارك فاعلم
ولكن ما يمضي من الدهر فائت فجد لي بخط البادر المتغنم
رضيت بما ترضى به لي محبه وقدت اليك النفس قود المسلم
ومثلك من كان الوسيط فؤاده فكلمه عني ولم اتكلم