حقوق الزوجه على الزوج
والانسان قد ينزعج من بيته، بامكانه ان يغيره، وقد ينزعج من عمله، وفي امكانه ان
يبدله، وقد ينزعج من مركبته، وفي امكانه ان يبدلها ولكن الحياه الزوجيه حياه مصيرية، بمعنى
؛ انك اذا رزقت من هذه الزوجه باولاد فان الفراق يعني تشرد الاولاد، فلهذا كان
النبي عليه الصلاه والسلام حريصا حرصا لا حدود له على ان يكون الوفاق بين الزوجين
تنفيذا للمخطط الالهي الذي يبدو من قوله تعالى :
(ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم موده ورحمه ان
في ذلك لايات لقوم يتفكرون)
[سوره الروم : الايه 21]
اساس العلاقه الزوجيه الموده والرحمة
ان الاصل في العلاقات الزوجيه الموده والرحمة، هذا هو التخطيط الالهي هذا هو الوضع الطبيعي،
هذه هي الصحه النفسيه بين الزوجين، فلو ان بين الزوجين مشاحنه او بغضاء، او جفاء،
ان هذا حاله مرضيه تقتضي المعالجه .
حرص النبي عليه الصلاه والسلام على سلامه الحياه الزوجية
ان النبي عليه الصلاه والسلام حرصا منه، وقد انبانا الله عز وجل بانه حريص علينا
.
قال الله تعالى في القران الكريم:
(لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم)
[سوره التوبه : 129]
من حرصه صلى الله عليه وسلم على ان يكون في كل بيت مسلم، ان يكون
في كل بيت من بيوت المسلمين سعاده مظللة، من حرصه هذا عليه الصلاه والسلام وجهنا
توجيهات كثيره فيما يتعلق من حقوق الزوج على زوجته، وحقوق الزوجه على زوجها .
عليك ان تعرف ايها الزوج كما انه لك حق عليك واجب
الحقيقه ان الازواج دائما يتحدثون عن حقوق الزوج على زوجاتهم، هذا من قبيل ان الاحاديث
في مصلحتهم، ولكن لكل حق واجب، فاذا كنت تعتز بما قاله النبي عليه الصلاه والسلام
من حق على امراتك، فيجب ايضا ان تلقي اذنا صاغية، ان تصيغ السمع الى الاحاديث
الاخرى التي تتحدث عن حق الزوجه على زوجها، كما انك تبدي اهتماما بالغا بالاحاديث التي
تتعلق بحق الزوج على زوجته يجب ان تلقي بالا، وان تصيغ السمع، وان تلقي اذنا
مصغيه لحقوق الزوجه على زوجها .
حقوق الزوجه على زوجها
الحق الاول: حق النفقة
النبي عليه الصلاه والسلام بين في بعض الاحاديث الشريفه ان اول حق للزوجه على زوجها
ان يحسن اليها في كسوتها، وطعامها.
عليك اطعامها مما تاكل
عن معاويه بن حيده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ساله رجل :
ما حق المراه على الزوج ؟
قال :
تطعمها اذا طعمت، وتكسوها اذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح، ولا تهجر الا في
البيت
لكن العلماء قننوا ان هذا الاحسان في الكسوه وفي الطعام يجب ان يكون في الحدود
المعتدلة، تطبيقا لقوله تعالى :
(ولا تجعل يدك مغلوله الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)
[سوره الاسراء : 29]
الانفاق له حد معتدل، اذا زاد عن هذا الحد انقلب الى الضد، وكان الفساد في
الارض .
في الحديث اشاره خطيره جدا، هؤلاء الذين يتحملون معصيه ربهم من اجل ارضاء زوجاتهم ما
قرؤوا هذا الحديث، ما كلفك الشرع ان تطعمها طعاما لا تستطيعه، ان تطعمها اذا طعمت،
اذا طعمت فاطعمها،، لذلك كانت الصحابيات الجليلات يخاطبن ازواجهن قبل ان يغادر ازواجهن البيت، تقول
له :
يا فلان، نصبر على الجوع، ولا نصب على الحرام
ان اي انسان ياخذ ما ليس له مثلا ويبررذلك بانه يفعل ذلك من اجل زوجته
من اجل ان يرضيها، لا،
النبي عليه الصلاه والسلام يقول : ان تطعمها اذا طعمت، يعني لا ينبغي للزوج ان
ياكل ما لذا وطاب، وان يجعل طعام زوجته في مستوى ادنى، ان يطعمها اذا طعم،
ان تطعمها اذا طعمت، وان تكسوها اذا اكتسيت .
ولا تضرب الوجه : لان الله سبحانه وتعالى كرم الانسان في وجهه، لذلك النبي عليه
الصلاه والسلام نهى عن ضرب الوجه،
ولا تقبح : ولا تقبح بالكلام، هذا من حقها عليك
ولا تهجر الا في البيت : في حال الخلاف يجب ان تبقى في البيت، لانها
اذا بقيت في البيت فالقضيه سهله الحل، اما اذا انطلقت الى بيت اهلها، طردتها من
البيت فالامر يتفاقم، وقد ينتهي الى الطلاق .
الانفاق بحسب الامكانية
والله سبحانه وتعالى يقول في القران الكريم :
(لينفق ذو سعه من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لا يكلف
الله نفسا الا ما اتاها سيجعل الله بعد عسر يسرالينفق ذو سعه من سعته ومن
قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها سيجعل
الله بعد عسر يسرا)
اذا : الله عز وجل امر الزوج ان ينفق على زوجته بقدر ما اعطاه الله،
اذا وسع الله عليه ينبغي ان يوسع على عياله،
لهذا قال عليه الصلاه والسلام :
(( ليس منا من وسع الله عليه ثم قتر على عياله ))
[الجامع الصغير عن جبير بن مطعم]
الاثم العظيم ان تضيع من تقيت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
كفى بالمرء اثما ان يضيع من يقوت