تقرير عن ظاهره الرشوة
وسيد وعبد … من ذلك اصبحت
والمرتشي ,,
ما يعطى لابطال حق او لاحقاق باطل .
فهي تنطوي على اخطار كبيره تهدد
وانهياره.
او مكافئه او بدل اتعاب او مجازاه على فعل خير … ولكنها تبقى (( رشوه
)) قبيحه من حيث مضمونها مهما تعددت اسماؤها وتلونت مظاهرها . ووردت بلفظ الهديه في
قوله تعالى ( واني مرسله اليهم بهديه فناضره بم يرجع المرسلون . فلما جاء سليمان
قال اتمدونن بمال فما اتاني الله خير مما اتاكم بل انتم بهديتكم تفرحون )) .
صفات المرتشي : المرتشي شخص متلوث منافق ذليل فصفته قبل اخذ الرشوه هي الغلظه والتململ
من العمل وعدم الاستجابه وصفته بعد اخذ الرشوه الانبساط والشافيه والسهوله والترحيب من ذلك فالمرتشي
بائع لكرامته والضمير والوطن والشعب , ليس في قلبه ذره من رحمه او دين .
موقف الشريعه من الرشوه : حرمت الرسالات السماويه والشرائع كافه الرشوه بكل اشكالها وانواعها ومظاهرها
فقد حرمها الاسلام وعدها بعضهم من كبائر الذنوب فهي محرمه في كتاب الله وسنه رسوله
ص واجماع علماء المسلمين لانها اكل للمال بالباطل وشيوعها في المجتمع شيوع الفساد والظلم ففي
قوله تعالى (( ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها الى الحكام لتاكلوا فريقا من
اموال الناس بالاثم وانتم تعلمون )) اي لاتدلوا باموالكم الى الحكام ولا ترشوهم ليقطعوا لكم
حقا هو لغيكم وانتم تعلمون انه لايحل لكم .
وقال تعالى (( يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناك وشكروا الله ان
كنتم اياه تعبدون ))
اما في السنه النبويه المطهره : قال الرسول ص : لعن الله الراشي والمرتشي في
الحكم.
وفي روايه والرائش وهو الساعي بينهما . وقال الرسول محمد ص للتحذير من اكل المال
الحرام (( ما اكل احد طعاما قط خيرا من ان ياكل من عمل يده ,
وان نبي الله داود عليه السلام كان ياكل من عمل يده )) وقيل استعمل الرسول
ص رجلا على الصدقه فلما قدم بالاموال قال : هذا لكم وهذا اهدي لي ,
فقال الرسول ص فهلا جلس في بيت ابيه او بيت امه فينظر ايهدى له ام
لا ؟ وحذر الامام علي عليه السلام الحكام من العواقب الوخيمه التي تسببها الرشوه بقوله
(( انما اهلك من كان قبلكم انهم منعوا الناس الحق فاشتروه , واخذوه بالباطل فاقتدوه
)) وفي ذلك تحذير شديد من مع الناس الحق والاعراض عنه من – قبل الحكام
– فان في نعه هلاك الحكام والامم والشعوب , فحينما يحجب عن الناس حقهم فانهم
يضطرون لشرائه بالرشوه والدجل والخيانه والنفاق … فتنقلب الدوله على اولئك المانعين فيعم الخراب والفوضى
فيهلك الجميع ويصبح الباطل – بعد ان كلفوهم باتيانه- قدوه يتبعها الابناء بعد الاباء.
اسبابها:
للرشوه اسباب كثيره ودوافع متعدده وفي مقدمتها ضعف الوازع الديني والاخلاقي وعدم الثقه في رزق
الله تعالى وعدم التوكل عليه – جل وعلا- وانخفاض مستوى المعيشه عند بعض الناس او
الجشع وحب الثراء الفاحش السريع . ومن اسبابها ضعف السلطه السياسيه وخاصه في الانظمه التي
لاتتمتع بقدر من الديمقراطيه والشفافيه والمسائله ولا تسمح بحريه الراي والتعبير والمواجهه الصريحه بتبيان الاخطاء
والتجاوزات , وعند ذلك يبرز اشخاص فوق القانون لا تطالهم يد العداله ولا يتجرا حد
على محاسبتهم . ومن اسباب الرشوة: الضعف الاداري , اي عندما يكون الشخص غير مؤهل
ولا يمتلك الخبره في الحقل الذي يعمل فيه او الذي اصبح رئيسا له . وعندما
تضعف الاداره يسوء كل ما حولها , اي عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب
. ومنها ضعف الوعي الاجتماعي والانسياق وراء الانتماءات العشائريه والحزبيه وعلاقات القربى , مما يتسبب
عنها انحرافات اداريه داخل الموسسه الحكوميه فيغض النظر عن كثير من التجاوزات فينشط المرتشون للاسباب
المذكوره انفا . ومن اسبابها ايضا : حاله المخاض والصراع والتناقض التي تمر بها الدول
والامم والشعوب على اثر الانعطافات التاريخيه الكبرى والتحولات السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه – الحادة- ….. التي
تترتب عليها احداث واثار سلبيه من التدهور في التركيبه الاجتماعيه جراء هذا الصراع عندها ينشط
سوق المرتشين والمرتزقه والمنافقين في كل مفاصل الدوله بسبب انشغالها لبسط سلطتها وتوجيه كل ثقلها
نحو توطين الامن.
اثارها :
لجريمه الرشوه اثار خطيره ومفاسد عظيمه ونتائج مدمره … ومنها:-
1- انعدام المقاييس بايكال الامر لغير المؤهل : فقد يصل –عن طريق الرشوه – غير
المؤهل وغير المستحق لاشغال بعض الوظائف والمراكز المهمه في الدوله مما يترتب على ذلك كثير
من المفاسد اذ انه ليس مؤهل , ومن المعلوم ان وضع الانسان المناسب في المكان
المناسب اساس الاصلاح والاستقامه في كل عمل لانه قادر وامين على ما اوكل اليه بكفاءه
وامانه وصدق واخلاص . ومصداق ذلك قوله تعالى بحق النبي يوسف ( ع ) :
(( وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين امين
* قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم * وكذلك مكنا ليوسف في الارض
يتبوا منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين )) فهو مكين
اي ذو مكانه رفيعه ونفوذ امر وامين وحفيظ على خزائن الارض واموال الناس ومؤونتهم …
وفي العفه والامانه والقوه والعلم جاء قوله تعالى بحق النبي موسى عليه السلام (( يا
ابت استاجره ان خير من استاجرت القوي الامين )) اذ وجدت ابنتا النبي شعيب (
ع ) فيه العفه والقوه والامانه عندما سقى لهما , وفي ذلك قوله تعالى :
(( ولما ورد ماء مدين وجد عليه امه من الناس يسقون ووجد من دونهم امراتين
تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وابونا شيخ كبير * فسقى
لهما ثم تولى الى الظل فقال رب اني لما انزلت الي من الخير فقير ))
فالامانه والصدق والعلم وحسن الخلق من الاسس الرصينه للقياده … وهي من صفات خاتم الانبياء
والمرسلين محمد ص قال تعالى (( وانك لعلى خلق عظيم )) وقال تعالى (( لقد
كان لكم في رسول الله اسوه حسنه )) .
2- انعدام الثقه بين افراد المجتمع : ان تفشي ظاهره الرشوه في اي مجتمع تؤدي
الى انهيار الاخلاق وذهاب الموده والرحمه وعدم الثقه بين افراده وتدعو الى الحق والبغضاء وتفكك
العلاقات الاجتماعة.
3- تضر بالخدمات الاساسيه : ومن اثار ارشوه المباشره الاضرار بالخدمات الاساسيه المقدمه لافراد المجتمع
فاذا دخلت – اي الرشوه – في استيراد الغذاء او الدواء او حتى مواد البناء
… فان الراشي يعمد الى استيراد اردا المواد باقل ثمن لبيعها باعلى الاسعار للمواطن المستهلك
للحصول على اعلى الاراح على حساب المواطنين. او القيام بمشاريع لا يستفيد منها جميع افراد
الشعب .او هي ليست من الاولويات فضلا عن رداءه العمل ورداءه المواد المستخدمة.
المعالجات :-
هناك عده معالجات للقضاء على جريمه الرشوه تنضوي تحت طريقتين:-
• الاولى :- الوقائيه :- يمكن الوقايه من الرشوه ب :-
1- ترسيخ عقيده التوحيد و الاتكال على الله في كسب الرزق الحلال وانه وحده جل
وعلى هو الرزاق الكريم.
قال تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون)وقال تعالى (ان الله هو الرزاق ذو القوه المتين)
وقال تعالى (وما من دابه في الارض الا على الله رزقها).
2- النصح و الارشاد و التحذير من خطوره الرشوه ومفاسدها عن طريق الندوات و المحاضرات
في كل دائره وفي وسائل الاعلام كافه واشاعه ثقافه النزاهه و العفه و الاخلاص في
العمل وفضح ثقافه الرشوه و الابتزاز .
3- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
4- التحييد :- بنقل الموظف الذي يشك فيه باخذ الرشوه الى دائره اخرى او في
الدائره نفسها في موقع يتعذر عليه اخذ الرشوة.
• الثانيه :- العقوبه وهي :-
1. انتزاع المال من المرتشي مع وضع عقوبه ماليه مناسبة
2. الحبس مع استرجاع الاموال.
3. انهاء خدماته اذا ما تكررت منه جريمه الرشوه .
ويندرج في اطار محاربه الرشوه و التضييق على المرتشي :-
1. تطبيق مبدا من اين لك هذا ؟
2. الرقابه الشديده على المرتشي حتى يتم ضبطه متلبسا بجريمه الرشوة.
3. تقديم الذمم الماليه سنويا لجميع موظفي الدوله دون استثناء .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيببن الطاهرين…