تقرير عن ظاهره التضخم
تعريف التضخم:
التضخم هو الارتفاع المتزايد في اسعار السلع الاستهلاكيه والخدمات، سواء كان هذا الارتفاع ناتجا عن
زياده كميه النقد بشكل يجعله اكبر من حجم السلع المتاحة، او العكس اي انه ناجم
عن زياده في الانتاج فائضه عن الطلب الكلي، او بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج، فضلا عن
الدور المغذي للتوقعات التضخمية.
لكن ليس من السهل تحديد متى يصبح ارتفاع الاسعار تضخميا. ويمكن القول ان هناك تضخما
عندما ترتفع الاسعار المحليه بشكل اسرع من ارتفاع الاسعار العالمية. ففي هذه الحاله تكبح الصادرات
وتسهل الواردات ويخشى في نهايه الامر ان تنضب احتياطيات الدوله وقد تتحول الى دوله مدينة.
ومن ابرز سمات ظاهره التضخم:
– انها نتاج لعوامل اقتصاديه متعددة، قد تكون متعارضه فيما بينها، فالتضخم ظاهره معقده ومركبه
ومتعدده الابعاد في ان واحد.
ناتجه عن اختلال العلاقات السعريه بين اسعار السلع والخدمات من ناحية، وبين اسعار عناصر الانتاج
(مستوى الارباح والاجور وتكاليف المنتج) من جهه اخرى.
انخفاض قيمه العمله مقابل اسعار السلع والخدمات، والذي يعبر عنه ب”انخفاض القوه الشرائية”.
انواع التضخم:
هناك انواع عديده من التضخم، ابرزها:
التضخم العادي: عند زياده عدد السكان تزداد احتياجاتهم، فتضطر الدوله الى تمويل جانب من الانفاق
العام عن طريق اصدار نقود بلا غطاء، مما يؤدي بالنتيجه الى ارتفاع الاسعار، وهذا النوع
من التضخم تعاني منه الغالبيه العظمى من الدول، لذا تخطط الدول الى تنظيم الاسره وتحديد
الولادات
تضخم جذب الطلب: يحدث عندما ترتفع الاسعار نتيجه لوجود فائض كبير في الطلب الكلي مقارنه
بالعرض الكلي “المحلي والمستورد”، وقد يكون ذلك مؤقتا وقد يستمر، مثل ارتفاع اسعار العاب وبعض
المواد الغذائيه في الاعياد اومناسبات معينه (بدايه الموسم) اوالسياحه والاصطياف، وفي هذه الحالات فان زياده
الانفاق لا تمثل زياده في الانتاج الحقيقي بقدر ما تكون نتيجتها زياده الاسعار.
التضخم المتسلل: وهو تضخم عادي، لكنه يحدث اثناء انخفاض الانتاج، حيث تبدا اسعار السلع والخدمات
في الارتفاع ما يحدث مخاوف لدى المستهلكين من استمرار ارتفاع الاسعار، فيلجؤون الى شراء سلع
وخدمات اكثر من حاجتهم، ويتخلصون من النقود،فيتكون التضخم المتسلل الذي يؤدي الى كبح النمو.
التضخم الجامح: عاده يحدث هذا النوع من التضخم في بدايات مرحله الانتعاش او مرحله الانتقال
من نظام اقتصادي الى اخر، او في الفترات التي تعقب الحروب، لذلك يعتبر هذا النوع
من التضخم اسوا انواع التضخم، حيث يفقد الناس الثقه في النظام الاقتصادي
التضخم المكبوت: غالبا ما يظهر هذا النوع من التضخم في الدول التي تاخذ بالاقتصاد الموجه،
حيث تصدر الدوله نقودا دون غطاء بهدف الانفاق العام للدولة، مما يؤدي الى ارتفاع الاسعار
نتيجه زياده الطلب على العرض بسبب وفره النقد، فتلجا الدوله الى التدخل من اجل التحكم
بالاسعار عن طريق تحديد حصص من السلع والخدمات لكل فرد، وكان الدوله بذلك كبتت (قيدت)
تحول الفجوه بين الطلب الاكبر والعرض الاقل، وهذا ما يؤدي الى ظهور الاسواق السوداء.
التضخم المستورد: عندما ترتفع اسعار السلع المستورده لاي سبب كان ينسحب هذا الارتفاع، في الغالب
على السلع المحلية، ما يؤثر بشكل واضح على اصحاب الدخول المحدودة، فيطالبون بزياده الاجور والمرتبات.
التضخم الاصيل: يتحقق هذا النوع من التضخم حين لا يقابل الزياده في الطلب الكلي زياده
في معدلات الانتاج مما ينعكس اثره في ارتفاع الاسعار
التضخم الزاحف: يتسم هذا النوع من انواع التضخم بارتفاع بطيء في الاسعار
التضخم المفرط: وهي حاله ارتفاع معدلات التضخم بمعدلات عاليه يترافق معها سرعه في تداول النقد
في السوق، وقد يؤدي هذا النوع من التضخم الى انهيار العمله الوطنية، كما حصل في
كل من المانيا خلال عامي 1921 و1923 وفي هنغاريا عام 1945 بعد الحرب العالميه الثانية
اسباب نشوء التضخم:
ينشا التضخم بفعل عوامل اقتصاديه مختلفه ومن ابرز هذه الاسباب:
تضخم ناشئ عن التكاليف: ينشا هذا النوع من التضخم بسبب ارتفاع التكاليف التشغيليه في الشركات
الصناعيه او غير الصناعية، كمساهمه ادارات الشركات في رفع رواتب واجور منتسبيها من العاملين ولاسيما
الذين يعملون في المواقع الانتاجيه والذي ياتي بسبب مطالبه العاملين برفع الاجور.
تضخم ناشئ عن الطلب: ينشا هذا النوع من التضخم عن زياده حجم الطلب النقدي والذي
يصاحبه عرض ثابت من السلع والخدمات، اذ ان ارتفاع الطلب الكلي لا تقابله زياده في
الانتاج مما يؤدي الى ارتفاع الاسعار.
تضخم حاصل من تغييرات كليه في تركيب الطلب الكلي في الاقتصاد حتى لو كان هذا
الطلب مفرطا او لم يكن هناك تركز اقتصادي اذ ان الاسعار تكون قابله للارتفاع وغير
قابله للانخفاض رغم انخفاض الطلب
تضخم ناشئ عن ممارسه الحصار الاقتصادي تجاه دول اخرى، تمارس من قبل قوى خارجية، كما
يحصل للعراق وكوبا ولذلك ينعدم الاستيراد والتصدير في حاله الحصار الكلي مما يؤدي الى ارتفاع
معدلات التضخم وبالتالي انخفاض قيمه العمله الوطنيه وارتفاع الاسعار بمعدلات غير معقولة
اثار التضخم:
من اكبر اثار التضخم هو انه مع اشتداد موجه الغلاء تفقد النقود احدى وظائفها، وهي
كونها مقياسا للقيمه ومخزنا لها، فكلما اشتدت موجه الغلاء انخفضت قيمه النقود مما يسبب اضطرابا
في المعاملات بين الدائنين والمدينين، وبين البائعين والمشترين، وبين المنتجين والمستهلكين، وتشيع الفوضى داخل الاقتصاد
المحلي، واذا حدث ذلك فقد يتخلى الناس عن عمله بلدهم، ويلجئون الى مقاييس اخرى للقيمة.
يتعرض اصحابالدخل المحدود لاكثر الاثار السلبيه للتضخم، وذلك بسبب انخفاض الدخل الحقيقي الذييحصلون عليه نظرا
لارتفاع الاسعار وانخفاض القوه الشرائيه للوحده النقدية. تسارعالعمليه التضخميه (السباق بين الاسعار والاجور)
ان ارتفاع الاسعارسيؤدي الى انخفاض الاستهلاك الحقيقي لذوي الدخل المحدود وبخاصه العمال الذين يحصلونعلى دخولهم
من العمل (الاجور). لذلك سيحاول العمال زياده اجورهم النقديه لتعويضالارتفاع في الاسعار وزياده تكاليف المعيشة،
واذا حصل العمال على زياده الاجورسيؤدي ذلك الى ارتفاع التكاليف المتغيره للانتاج، ولذلك سيحاول المستحدث
او المنظمزياده الاسعار من جديد.
وهذا يؤدي الى زياده التضخم فزياده الاسعاريؤدي الى زياده تكاليف المعيشه اكثر، فيطالب العمال باجور
اعلى، وبهذه الطريقه يحدثالسباق بين الاجور والاسعار وتكتسب عمليه الارتفاع التضخمي في الاسعار قوه دافعة.
واذا استمر ذلك فانه سيؤدي الى حدوث التضخم الجامح، الذي بمثل سباق محموم بينالاجور والاسعار.
