تعريف الاعجاز العلمي في القران , تأمل بديع صنع الخالق عز وجل

تعريف الاعجاز العلمي فالقران ,

تأمل بديع صنع الخالق عز و جل

وجل في عز صنع تعريف تأمل بديع القران العلمي الخالق الاعجاز 0b532e85032c3fce876d8a3d8932ca4f

 

مفهوم الاعجاز العلمي و ضوابط البحث فيه


اولا: اهمية الاعجاز العلمي:


لما كان رسول الله r هو الرسول الخاتم كان لا بد ان تكون معجزتة خالدة تفحم اهل جميع عصر و مصر الى ان يرث الله الارض و من عليها.
وقد اشار ابن حجر الى هذي الحقيقة المسلمة فشرحة لحديث الايات المعجزة لكل نبى و هو قوله e (ما من الانبياء نبى الا اعطى من الايات ما على مثلة امن البشر،
وانما كان الذي اوتيتة و حيا فارجو ان اكون اكثرهم تابعا يوم القيامة) و قال ابن حجر : ” و معجزة القران مستمرة الى يوم القيامة و خرقة للعادة فاسلوبة و فبلاغته،
واخبارة بالمغيبات فلا يمر عصر من الاعصار الا و يخرج به شيء مما اخبر فيه انه سيصبح يدل على صحة دعواة فعم نفعة من حضر و من غاب،
ومن و جد و من سيوجد )[1].


ومعلوم ان اهل ذلك الزمان لا تعنيهم اوجة الاعجاز البلاغية من الفصاحة و البلاغة،
فهي لا تثيرهم و لا تبهرهم،
ومن الصعب عليهم تذوق جمالة اللغوي.

وجل في عز صنع تعريف تأمل بديع القران العلمي الخالق الاعجاز 20160623 430

ولما ارتفعت اسهم العلم التجريبى و المكتشفات العلمية و اصبحت مصدر زهو العلماء و افتخارهم و اعتزازهم،
اظهر الله و جها من اوجة اعجاز كتابة الكريم على ايدى العلماء – من المسلمين و من غير المسلمين- يتناسب مع ما يعنيهم و يبهرهم،
الا هو الاعجاز العلمي فالقران الكريم.
( و هذا الاعجاز هو السبق العلمي للقران الكريم الذي ذكر حقائق فالكون لم تكن البشرية تعلم عنها شيئا )[2] و هذي الحقائق تطورت بتطور الاكتشافات التي جاءت نتيجة للاشارات الواردة فالقران ,

وبديهى ان يتباين موقف العلماء من تلك الاشارات بتباين الافراد و خلفياتهم الثقافية و ازمانهم ,

وباتساع دائرة المعارف الانسانية فمجال الدراسات الكونية[3] و لذا نجد بعد فترة من الزمن و بعد تقدم اجهزة الكشف العلمي ,

وقوف العلماء على طرف من هذي الحقائق المفسرة للاشارات الكونية فالقران و هذي الاشارات ذكرها القران الكريم ,

فذلك شاهد بان القران الكريم انزلة الذي يعلم السر فالسماوات و الارض كما يشهد بان محمد r رسول من عند الله الذي احاط علما بكل شئ .
[4]

وجل في عز صنع تعريف تأمل بديع القران العلمي الخالق الاعجاز 20160623 431

ثانيا: مفهوم الاعجاز العلمي:


ولقد شاع مصطلح الاعجاز العلمي فعصرنا،للدلالة على اوجة اعجاز القران و السنة التي كشفت عنها العلوم الكونية و نظرا لجدة البحث فحقل الاعجاز العلمي فالقران – بالنسبة لغيرة من حقول الدراسات القرانية – فسوف نقدم فهذا البحث تاصيلا لهذا العلم بغية اعانة المشتغلين فهذا الحقل على ارتياد افاقه.
ونبدا بتعريف الاعجاز.
الاعجاز لغة: مشتق من العجز.
والعجز: الضعف او عدم القدرة،
وهو مصدر اعجز بمعني الفوت و السبق[5].
والمعجزة فاصطلاح العلماء: امر خارق للعادة،
مقرون بالتحدي،
سالم من المعارضة[6] .

وعرف الزندانى الاعجاز فقال : ( انه اظهار صدق الرسل – عليهم الصلاة و السلام – باظهار امور على ايدبهم بعجز البشر عن معارضتها)[7] و اعجاز القران: يقصد فيه اعجاز القران للناس ان ياتوا بمثله.
اى نسبة العجز الى الناس بسبب عدم قدرتهم على التاليان بمثله.
ووصف الاعجاز هنا بانه علمي نسبة الى العلم.
والعلم: هو ادراك الحاجات على حقائقها او هو صفة ينكشف فيها المطلوب انكشافا تاما[8] و المقصود بالعلم فهذا المقام: العلم التجريبي.


اذن فهو اخبار القران الكريم بحقيقة اثبتها العلم التجريبى اخيرا و ثبت عدم امكانية ادراكها بالوسائل البشرية فزمن الرسول r


او هو ابراز الحقائق القرانية التي اشارت الى الحقائق الكونية المتعلقة بالافاق و الانفس،
والتى جاء العلم الحديث موافقا لها.

الفرق بين التفسير العلمي و الاعجاز العلمي:


التفسير العلمي: هو الكشف عن معاني الاية فضوء ما ترجحت صحتة من نظريات العلوم الكونية,
فهو التفسير ( الذي يحكم الاصطلاحات العلمية فكلمات القران ,

ويجتهد فاستخراج مختلف العلوم و الاراء الفلسفية منها )[9]

وقد عرف الدكتور صلاح الخالدى التفسير العلمي بقوله: ( هو النظر فالايات ذات المظامين العلمية ,

من الزاوية العلمية ,

وتفسيرها تفسيرا لاعلميا ,

وذلك بالاستعانة بالعلوم و المعارف و المكتشفات الحديثة فتوسيع مدلولها و تقديم معناها )[10]

وعرفة الدكتور زغلول النجار : ( محاولة بشرية لحسن فهم دلالة الاية القرانية ان اصاب بها المفسر فلة اجران و ان اخطا فلة اجر واحد )[11]

وعرفة الدكتور عدنان زرزور : ( الاستناد الى حقائق العلم التجريبى – و نظرياتة – فشرح ايات الطبيعة و الانسان – ادم و بنية – و التي و ردة فالقران الكريم فسياقات شتي ,

ومواضع متعددة )[12]

والاعجاز العلمي : هو بذل الجهد و استفراغ الوسع لفهم الايات المتعلق بالافاق و الانفس من اثناء ( اخبار القران الكريم او السنة النبوية بحقيقة اثبتها العلم التجريبى ,

وثبت عدم امكانية ادراكها بالوسائل البشرية فزمن الرسول r )[13]

وعرف الزندانى الاعجاز العلمي بقوله : ( و يمكننا ان نعرف الاعجاز العلمي فالقران و السنة بانه : اظهار صدق الرسول محمد r بما حملة الوحى الية كم علم الهى ,

ثبت تحققة ,

ويعجز البشر عن نسبتة الى محمد r او الى اي مصدر بشرى فعصرة )[14]

وعرفة الدكتور زغلول النجار : ( يقصد فيه سبق ذلك الكتاب العزيز بالاشارة الى عدد من حقائق الكون و ظواهرة التي لم تتمكن العلوم المكتسبة من الوصول الى فهم شئ منها الا بعد قرون متطاولة من تنزل القران الكريم)[15]

وعرفة الدكتور صلاح الخالدى : ( ان نعتبر تلك المضامين و الابعاد و الاشارات و الحقائق العلمية لتلك الايات ,

وجها من و جوة الاعجاز القرانى و نسمية الاعجاز العلمي و نضيفة الى و جوة الاعجاز الثانية )[16]

وجل في عز صنع تعريف تأمل بديع القران العلمي الخالق الاعجاز 20160623 432

 

اذن فالاعجاز العلمي محاولة لفهم الاشارات العلمية فالقران الكريم ( و اعجازة العلمي ليس فاشتمالة على النظريات العلمية التي تتجدد و تتبدل و تكون ثمرة للجهد البشرى فالبحث و النظر ,

وانما فحثة على التفكير ,

فهو يحث الانسان على النظر فالكون و تدبرة ,

ولا يشل حركة العقل فتفكيرة ,

او يحول بينة و بين الاستزادة من العلوم ما استطاع الى هذا سبيلا .

وليس ثمة كتاب من كتب الاديان السابقة يكفل ذلك بمثل ما يكفلة القران )[17]

الفرق بينهما: ان الاعجاز العلمي قطعى الدلالة،
بينما التفسير العلمي ظنى الدلالة.


ثالثا : اوجة الاعجاز العلمي :


للاعجاز العلمي فالقران و السنة اوجة من اهمها :


1.
التوافق الدقيق بين ما فالكتاب و السنة ,

وما اكتشفة علماء الكون من حقائق و اسرار كونية لم يكن فامكان بشر ان يعرفها وقت نزول القران .



2.
تصحيح الكتاب و السنة لما شاع بين البشرية فاجيالها المختلفة من افكار باطلة حول اسرار الخلق .



3.
اذا جمعت نصوص الكتاب و السنة الصحيحة المتعلقة بالكون و جدت بعضها يكمل الاخر ,

فتتجلي فيها الحقيقة ,

مع ان هذي النصوص نزلت مفرقة فالزمن ,

وفى مواضعها من الكتاب الكريم ,

وهذا لا يصبح الا من عند الله الذي يعلم السر فالسماوات و الارض .



4.
سن التشريعات الحكيمة ,

التى ربما تخفي حكمتها على الناس وقت نزول القران ,

وتكشفها ابحاث العلماء فشتي المجالات .



5.
عدم الصدام بين نصوص الوحى القاطعة التي تصف الكون و اسرارة – على كثرتها – و الحقائق العلمية المكتشفة – على و فرتها – مع وجود الصدام العديد بين ما يقوله علماء الكون من نظريات تتبدل مع تقدم الاكتشافات ,

ووجود الصدام بين العلم ,

وما قررتة سائر الاديان المحرفة و المبدلة .
[18]

رابعا : مبررات الاهتمام بقضية الاعجاز العلمي فالقران الكريم :


1.
ان القران الكريم الكريم انزل الينا لنفهمة ,

والايات الكونية به لايمكن فهمها فهما صحيحا فاطار اللغة و حدها – على اهمية هذا و ضرورتة – انطلاقا من شمول الدلات القرانية و من كلية المعرفة التي لا تتجزا .



2.
ان الدعوة بالاعجاز العلمي لكل من القران الكريم و السنة النبوية المطهرة اصبحت هي الوسيلة المناسبة لاهل عصرنا – عصر العلم و التقنية – الذي فتن الناس به بالعلم و معطاتة فتنة كبار .

وفى ضل ذلك التقدم العلمي و التقنى المذهل نبذ اغلب اهل الارض الدين و راء ظهورهم و نسوة و انكروا الخلق و الخالق ,

كما انكروا البعث و الحساب و الجنة و النار و غير هذا من الغيبيات ,

وعلي هذا فلم يبق امام اهل عصرنا من و سيلة مقنعة بالدين الاسلامي الحنيف قدر اقناع الاعجاز العلمي فكتاب الله و فسنة خاتم انبيائة و رسلة .



3.
ان كلا من الاسلام و المسلمين يتعرض اليوم لهجوم شرس فجميع و سائل الاعلام بغير حق و القائمون على تلك الوسائل من غلاة الغرب الذين ينكرون سماوية الاسلام ,

وربانية القران الكريم ,

ونبوة خاتم المرسلين r او ينكرون الدين كلية فو قاحة و بجاحة سافرة .

واهم الوسائل و انجعها للرد على ذلك الهجوم هو اثبات الاعجاز العلمي لكتاب الله و سنة رسولة r بالكلمة الطيبة و الخحة الواضحة البالغة و المنطق السوى .



4.
ان العالم اليوم يتحرك باتجاة كارثة كبري ,

وقودها تطور علمي و تقنى مذهل ,

يطغي اصحابة و يغريهم بافناء و ابادة غيرهم فغيبة الوعى الدينى الصحيح و الالتزام الاخلاقى و السلوكى اللذين يرعيان حق الله و حقوق الاخوة الانسانية حق رعايتها .

والمخرج من هذا هو الدعوة الى الدين الحق و من اوضح و سائل الدعوة الية هو ما فكتاب الله تعالى و فسنة رسولة r من اعجاز علمي و اضح و ضوح الشمس فرابعة النهار يقنع المنبهرين بالعلم و معطياتة فزمن تفجر المعارف العلمية الذي نعيشة كما لم يقنعهم اسلوب احدث .



5.
ان فاثارة قضية الاعجاز العلمي لكل من القران الكريم و السنة النبوية استنهاضا لعقول المسلمين و استثارة للتفكير الابداعى بها و تشجيعا بقضية العلوم و التقنية التي تخلفت بها الامة تخلفا كبيرا ,

فاخذت الهوة تزداد بيننا و بين الغرب يوما بعد يوم .
[19]

خامسا: الايات التي اشارت الى الاعجاز العلمي:


حث القران الكريم فعديد من اياتة الناس على النظر و التدبر ,

وامرهم بالنظر فهذا الكون و ما به من ايات بينة ,

وبان يقودهم ذلك النظر الى الايمان بالله سبحانة و توحيدة و عبادتة من اثناء عدة ايات ممكن اعتبارها اساسا و اصلا للاعجاز العلمي:


منها قوله تعالى: (سنريهم اياتنا فالافاق و فانفسهم حتي يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه على جميع شيء شهيد) فصلت53،
وكان القران يدعونا الى الاكتشاف العلمي و الوصول الى العلم التجريبى الذي بداة المسلمون فالحضارة الاسلامية ,

ثم اخذة الغربيون عن المسلمين ,

واستخدموة بتوسع ,

وكانة اساس الثورة العلمية التي نعيشها .
[20]

ومنها قوله تعالى: (وقل الحمد لله سيريكم اياتة فتعرفونها و ما ربك بغافل عما تعملون ) النمل93 ( و صدق الله .

ففى جميع يوم يرى عبادة بعض اياتة فالانفس و الافاق و يكشف لهم عن بعض اسرار ذلك الكون الحافل بالاسرار … و فانفسهم اثر الايقاع العميق ” و ما ربك بغافل عما تعملون” )[21]

ومنها قوله تعالى: (ان هو الا ذكر للعالمين * و لتعلمن نباة بعد حين )(ص 87-88) .



ومنها قوله تعالى: (لكل نبا مستقر و سوف تعلمون )الانعام67،

سادسا: ثمرات الاعجاز العلمي


1.
الاثر البالغ الذي تتركة فقلوب المسلمين،
والذى يترجم بزيادة اليقين عندهم لدي رؤيتهم هذي الحقائق الباهرة؛
لانها و ردت على لسان النبى الامي محمد r و كذا فانها خير مشجع للتمسك بالقران و السنة و الاهتداء بهما.


2.
الرد العلمي الدامغ على الافكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛
حيث ان عرض تلك الحقائق التي اخبر عنها نبى امي فزمن لا يوجد به تقدم علمي كما انه لا توجد فالمجتمع و هكذا البيئة التي عاش بها اي اثرة من علم فتلك الميادين الكونية؛
و لذا فهذا الاعجاز يعتبر مجالا خصبا لاقناع المنصفين من العلماء بربانية القران الكريم و صدق رسول الله r

3.
الرد العملى المقترن بالبرهان الساطع على ان الدين الاسلامي هو دين العلم حقا؛
حيث لم يستطع احد الى الان ان يثبت وجود تعارض اية دلالة كونية و اردة فالقران الكريم مع ما استقر من الحقائق العلمية اليوم،
بل على العكس كم من القضايا العلمية التي صححها القران لعلماء العلم التجريبى ثبت مصداقيتها .



4.
ان الاعجاز العلمي يعتبر خير مشجع لهمم المسلمين كى يساهموا بنشاط فخدمة العلم التجريبى – بحثا و اسكتشافا- مسترشدين بالاشارات العلمية الواردة فالقران الكريم.


5.
كما ان ذلك الاعجاز العلمي يعتبر من انجع الوسائل للدعوة الى الله فالاوساط العلمية،
والذى يتتبع سبب دخول كثير من الناس فالاسلام – ممن كانوا نصاري او بوذيين او يهود يجد بحق ان فريقا منهم ربما ابتدا سيرة الى الحق؛
والذى انتهي فيه لاعلان شهادة الحق؛
من اثناء معاينة لطائف الاعجاز العلمي فالقران و السنة.


6.
يساعد الاعجاز العلمي كثيرا من الشاردين عن الاسلام و الغافلين عن عظمتة فالرجوع الى دينهم و الاعتزاز بالانتساب اليه،
حيث يرون العلماء من غير المسلمين يسلمون؛
بسبب اطلاعهم على عظمة القران و توافقة مع الحقائق الكونية فالافاق و الانفس.

سابعا: الاعجاز العلمي بين المجيزين و المانعين[22]:


ينقسم العلماء فهذا المقال الى فريقين فريق: يجيزة و يدعو الية و يري به فتحا جديدا و تجديدا فطريق الدعوة الى الله و هداية الناس الى دين الله.
وفريق: يري فهذا اللون من التفسير خروجا بالقران عن الهدف الذي انزل القران من اجله،
واقحاما له فمجال متروك للعقل البشري يجرب به و يصيب و يخطئ.
واليك راي الفريقين و حججهم باختصار:


المجيزون للاعجاز العلمي:


اما مجيزوا الاعجاز العلمي و هم الكثرة فيمثلهم الامام محمد عبده،
وتلميذة الشيخ محمد رشيد رضا،
والشيخ عبدالحميد بن باديس،
والشيخ محمد ابو زهرة و محدث المغرب ابو الفيض احمد بن صديق الغمارى،
ونستطيع ان نعد منهم الشيخ محمد الامين الشنقيطى،
صاحب اضواء البيان فتفسير القران بالقران.
وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقران يضعون له شروطا تسد الباب امام الادعياء الذين يتخرصون فتفسير القران بغير علم،
ومن هذي الشروط:


1- ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلابد من:


· ان تراعي معاني المفردات كما كانت فاللغة ابان نزول الوحي.


· ان تراعي القواعد النحوية و دلالاتها.


· ان تراعي القواعد البلاغية و دلالاتها.
خصوصا (( قاعدة ان لا يظهر اللفظ من الحقيقة الى المجاز الا بقرينة كافية )).


2- البعد عن التاويل فبيان اعجاز القران العلمي


3- ان لا تجعل حقائق القران موضع نظر،
بل تجعل هي الاصل: فما و افقها قبل و ما عارضها رفض.


4- ان لا يفسر القران الا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض و النظريات التي لا تزال موضع فحص و تمحيص،
اما الحدسيات و الظنيات فلا يجوز ان يفسر فيها القران،
لانها عرضة للتصحيح و التعديل – ان لم تكن للابطال – فاى و قت.


المانعون من الاعجاز العلمي:


اما المانعون من الاعجاز العلمي فيمثلهم فهذا العصر شيخ الازهر الاسبق الشيخ محمود شلتوت و الاستاذ سيد قطب،
ود.
محمد حسين الذهبي.
وحجتهم فالمنع،
يقولون:


1.
ان القران كتاب هداية،
وان الله لم ينزلة ليصبح كتابا يتحدث به الى الناس عن نظريات العلوم،
ودقيقة الفنون،
وانواع المعارف.


2.
ان التفسير العلمي للقران يعرض القران للدوران مع مسائل العلوم فكل زمان و مكان،
والعلوم لا تعرف الثبات و لا القرار و لا الراى الاخير.

3.
ان التفسير العلمي للقران يحمل اصحابة و المغرمين فيه على التاويل المتكلف الذي يتنافي مع مناهج التفسير المقبولة و المعتمدة.


4.
ثم يقولون: ان هنالك دليلا و اضحا من القران على ان القران ليس كتابا يريد الله فيه شرح حقائق الكون،
وهذا الدليل هو ما روي عن معاذ انه قال: ” يا رسول الله ان اليهود تغشانا و يكثرون مسالتنا عن الاهلة فما بال الهلال يبدو دقيقا بعدها يزيد حتي يستوى و يستدير،
ثم ينقص حتي يعود كما كان فانزل الله هذي الاية:( يسالونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس و الحج ) [البقرة 189].
اى ان الله لم يرد عليهم ردا علميا بل رد عليهم ردا شرعيا ببيان الهدف منها

ولكن هل تكفي هذي الحجج لرفض التفسير العلمي ؟
؟:


ان كون القران الكريم كتاب هداية لا يمنع ان ترد به اشارات علمية يوضحها التعمق فالعلم الحديث،
فقد تحدث القران عن السماء و الارض،
والشمس و القمر،
والليل و النهار،
وسائر الظواهر الكونية،
كما تحدث عن الانسان،
والحيوان و النبات،
ولم يكن ذلك الحديث المستفيض منافيا لكون القران كتاب هداية،
بل كان جديدة ذلك احد الطرق التي سلكها لهداية الناس.


اما تعليق الحقائق التي يذكرها القران بالفروض العلمية فهو امر مرفوض و اول من رفضة هم المتحمسون للتفسير العلمي للقران.


اما ان ذلك اللون من التفسير يتضمن التاويل المستمر،
والتمحل،
والتكلف فان التاويل بلا داع مرفوض.
وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقران شروطا من بينها ان لا يعدل عن الحقيقة الى المجاز الا اذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من ارادة الحقيقة.


واما الاستدلال بما و رد فسبب نزول الاية (يسالونك عن الاهلة) فهو بحاجة الى ان يثبت و الا فهو معارض بما رواة الطبري فتفسيرة عن قتادة فهذه الاية قال: سالوا النبى لم جعلت هذي الاهلة؟
فانزل الله بها ما تسمعون (هى مواقيت للناس و الحج ) فجعلها لصوم المسلمين و لافطارهم و لمناسكهم و حجهم و لعدة نسائهم و محل دينهم في

حاجات و الله اعلم بما يصلح خلقة “.
وروي عن الربيع و ابن جريج كذلك.
ففى هذي الروايات التي ساقها الطبرى: السؤال هو: لم جعلت هذي الاهلة ؟

وليس السؤال ما بال الهلال يبدو دقيقا بعدها يزيد حتي يستوى و يستدير بعدها ينقص.
و لذا فانه لا دليل فالاية على ابعاد التفسير العلمي.


الخلاصة: ان التفسير العلمي للقران:


مرفوض اذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت و لم تصبح حقيقة


ومرفوض اذا خرج بالقران عن لغتة العربية.


ومرفوض اذا صدر عن خلفية تعتمد العلم اصلا و تجعل القران تابعا.


ومرفوض اذا خالف ما دل عليه القران فموضع احدث او فصحيح السنة.


وهو مقبول بعد هذا اذا التزم القواعد المعروفة فاصول التفسير من الالتزام بما تفرضة حدود اللغة،
وحدود الشريعة و التحرى و الاحتياط الذي يلزم جميع ناظر فكتاب الله.


ومقبول – اخيرا- ممن رزقة الله علما بالقران و علما بالسنن الكونية لا من جميع من هب و دب،
فكتاب الله اعظم و اجل من ان يصبح ذلك.

ثامنا: ضوابط الاعجاز العلمي


ان مقال الاعجاز العلمي محفوف بالمخاطر لوترك الحبل به على الغارب،
ليتحدث به من شاء بما يشاء،
وقد ينقلب على اصحابه؛
خاصة ان بعض الدراسات انطلقت من غير ضوابط،
يقودها الحماس فكان لا بد من ضوابط،
تكبح جماح الفكر و الخيال و السعى و راء النظريات و الفرضيات،
وهي كثيرة،
ومنها:


اولا : حسن فهم النص القرانى الكريم و فق دلالات الالفاظ فاللغة العربية ,

ووفق قواعد تلك اللغة و اساليب التعبير بها ,

وذلك لان القران الكريم ربما انزل بلسان عربي مبين .

علي ان لا يظهر باللفظ من الحقيقة الى المجاز الا بقرينة كافية ,

وعند الضرورة القصوي ,

ومن هنا فلا ممكن اثبات الاعجاز العلمي بتاويل النص القرانى .



ثانيا : فهم سبب النزول و الناسخ و المنسوخ – ان و جد – و فهم الفرق بين العام و الخاص و المطلق و المقيد و المجمل و المفصل من ايات ذلك الكتاب الحكيم .



ثالثا : فهم الماثور من تفسير المصطفى r و الرجوع الى اقوال المفسرين من الصحابة و التابعين و تابعيهم الى الزمن الحاظر .



رابعا : جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بالاية القرانية الكريمة ان و جدت .



خامسا : جمع النصوص القرانية المتعلقة بالمقال القرانى الواحد و رد بعضها الى بعض ,

بمعني فهم دلالة جميع منها فضوء الاخر ,

لان القران الكريم يفسر بعضة بعضا ,

كما يفسر الصحيح من اقوال رسول الله r و لذا كان من الواجب توظيف الصحيح من الاحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بمقال الاية المتعامل معها كلما توافر هذا .



سادسا : مراعاة السياق القرانى للاية المتعلقة باحدي القضايا الكونية دون اجتزاء للنص عما قبلة و عما بعدة ,

مع التسليم بان من طبيعة القران الكريم ايراد الكثير من الحقائق المتتابعة و التي ربما لاتكون بالضرورة مرتبطة ببعضها البعض كما هو الحال فايات القسم المتعددة باكثر من امر من الامور .



سابعا : مراعاة قاعدة : ان العبرة هي بعموم اللفظ لا بخصوص الاسباب =,

والاقتصار على القضية الواحدة فالمقام الواحد ,

دون تكديس للايات المستشهد فيها حتي يتضح جانب الاعجاز العلمي فكل منها .



ثامنا : عدم التكلف و محاولة لى اعتاق الايات من اجل موافقتها للحقيقة العلمية ,

وذلك لان القران الكريم اعز علينا و اكرم من هذا ,

لانة كلام الله الخالق و علم الخالق بخلقة هو الحق المطلق ,

الكامل الشامل ,

المحيط بكل علم احدث ,

وهو العلم الذي لا ياتية الباطل من بين يدية و لا من خلفة .



تاسعا : الحرص على عدم الدخول فالتفاصيل العلمية الدقائق التي لا تخدم قضية الاعجاز العلمي للاية او الايات القرانية الكريمة من كالمعادلات الرياضية المعقدة ,

والرموز الكيميائية الدقائق الا فاضيق الحدود للازمة لاثبات و جة الاعجاز .



عاشرا: عدم الخوض فالقضايا الغيبية غيبة مطلقة كالذات الالهية ,

والروح ,

والملائكة ,

والجن ,

وحياة البرزخ ,

والقبر ,

قيام الساعة ,

والبعث ,

والحساب ,

والميزان ,

والصراط ,

والجنة ,

والنار و غيرها ,

والتسليم بالنصوص الواردة بها تسليما كاملا انطلاقا من الايمان بكتاب الله و سنة رسولة ,

ويقينا راسخا بعجز الانسان عن الوصول الى كهذه الغيبيات المطلقة .



حادى عشر: التاكيد على ان الاخرة لها من السنن و القوانين ما يغاير سنن الدنيا مغايرة كاملة ,

وانها لا تحتاج هذي السنن الدنيوية الرتيبة ,

فهي كما و صفها ربنا امر فجائى منه ( كن فيكون) و صدق الله العظيم اذا يقول : (يسالونك عن الساعة ايان مرساها قل انما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت فالسماوات و الارض لا تاتيكم الا بغتة يسالونك كانك حفى عنها قل انما علمها عند الله و لكن اكثر الناس لا يعلمون) (لاعراف:187)


وعلي الرغم من هذا فان الله من رحمتة بنا ربما ابقي لنا فصخور الارض ,

وفى صفحة السماء اعداد كثيرة من الشواهد الحسية التب تقطع بضرورة فناء الكون و بحتمية الاخرة ,

وان الاشارة الى تلك الشواهد الكونية لا ممكن ان تفسر بمحاولة التعرف على موعد الاخرة ,

لان الاخرة من الغيبيات المطلقة التي لا يعلمها الا الله ,

ولانها لن تتم من السنن الكونية المشاهدة فهذه الحياة .



ثاني عشر: توظيف الحقائق العلمية القاطعة فالاستشهاد على الاعجاز العلمي للاية او الايات القرانية الواردة فالمقال الواحد او فعدد من الموضوعات المتكاملة ,

وذلك فجميع الايات الكونية الواردة فكتاب الله فيما عدا قضايا الخلق و الافناء ,

والبعث ,

والتى ممكن بها نوظيف الاية او الايات لبقرانية الكريمة ,

للارتقاء باحدي النظريات المطروحة الى مقام الحقيقة مع التاكيد على ان الحقيقة العلمية لا تبطل مع الزمن ,

ولكنها ربما تزداد تفصيلا و توضيحا باجتهاد العلماء جيلا بعد جيل ,

وان المعرفة العلمية اذا و صلت الى مستوي الحقيقة فهي لا تتغير لكنها ربما تزداد ايضاحا مع الزمن ,

وذلك لان حقائق العلوم المكتسبة جزئية ,

لانها تعبر عن جزئية محددة ,

ومن طبيعة العلوم المكتسبة النمو المطرد مع استمرار مجاهدة العلماء فتوضيح ما سبقت معرفتة من حقائق دون الغائها .



ثالث عشر: ضرورة التمييز بين المحقق لدلالة النص القرانى و الناقل له مع مراعاة التخصص الدقيق فمراحل اثبات و جة الاعجاز العلمي فالاية القرانية الكريمة ,

لان ذلك مجال تخصصى على اعلي مراحل التخصص لا يجوز ان يخوض به جميع خائض ,

كما لا ممكن لفرد واحد ان يغطى جميع جوانب الاعجاز العلمي فاكثر من الف اية قرانية صريحة بالاضافة الى ايات ثانية عديدة تقترب دلالتها من الصراحة ,

خاصة ان هذي الاية تغطى مساحة هائلة من العلوم المكتسبة التي تمتد من علم الاجنة الى علم الفلك و ما بينها من مختلف مجالات العلوم و المعارف الانسانية ,

الا اذا ردت جميع قضية الى محققها من المتخصصين بوضوح و اثبات كاملين .



رابع عشر: التاكيد على ان ما توصل الية المحقق العلمي ففهم دلالة الاية الكريمة ليس منهي الفهم لها ,

لان القران الكريم لاتنتهى عجائبة و لا بخلق على كثرة الرد .



خامس عشر: اليقين بان النص القرانى الكريم ربما ينطبق على حقيقة علمية ثايتة ,

لكن هذا لن ينفى مجازا مقصودا ,

كما ان الاية القرانية الكريمة ربما تاتى فمقام التشبية او المجاز و تبقي صياغة الاية دقائق دقة فائقة من الناحية العلمية و ان لم تكن تلك الناحية العلمية مقصودة لذاتها ,

لان كلام الله الخالق هو الحق المطلق الذي لا ياتية الباطل من بين يدية و لا من خلفة .



سادس عشر : الاخذ فالاعتبار امكانية الانطلاق من الاية القرانية الكريمة للوصول الى حقيقة كونية لم يتوصل العلم المكتسب الى شئ منها يعد ,

,
وذلك انطلاقا من الايمان الكامل بان القران الكريم هو كلام الله الخالق فصفائة الربانى اشراقاتة النورانية ,

وانة كلام حق مطلق ,

ولو و عي المسلمون هذي الحقيقة لسبقوا غيرهم من الامم فالوصول الى الكثير من حقائق الوجود ,

وعلي الرغم من ذلك التاخير فلا يزال الباب مفتوحا ليتسابق الية المتسابقون من اهل العلم فهذا المجال .



سابع عشر : عدم التقليل من جهود العلماء السابقين فمحاولاتهم المخلصة لفهم دلالة تلك الايات الكونية فحدود المعلومات التي كانت متاحة لهم فزمانهم ,

وذلك لان الاية الكونية الواردة فكتاب الله تتسع دلالتها مع اتساع دائرة المعرفة الانسانية فتكامل لا يعرف التضاد حتي يضل القران الكريم مهيمنا على المعارف الانسانية مهما اتسعت دوائرها ,

وهذا من اعظم جوانب الاعجاز فكتاب الله .



ثامن عشر : ضرورة التفريق بين قضية الاعجاز العلمي و التفسير العلمي ,

فالاعجاز العلمي يقصد فيه اثبات سبق القران الكريم بالاشارة الى حقيقة من الحقائق الكونية او تفسير ظاهرة من ظواهرة قبل و صول العلم المكتسب اليها بعدد متطاول من القرون ,

وفى زمن لم يكن لاى من البشر امكانية الوصول الى تلك الحقيقة عن طريق العلوم المكتسبة ابدا .

واما التفسير فهو محاولو بشرية لحسن فهم دلالة الاية القرانية ان اصاب بها المفسر فلة اجران و ان اخطا فلة اجر واحد ,

والمعول عليه فذلك هو نيتة .

وهنا يجب التاكيد على ان الخطا فالتفسير ينسحب على المفسر ,

ولا يمس جلال القران الكريم ,

وانطلاقا من هذا فلابد من الحرص على توظيف الحقائق العلمية القاطعة و التي لا رجعة بها فكل من القضيتين .



ولكن لما كانت العلوم المكتسبة لم تصل بعد الى الحقيقة فعديد من الامور فلا حرج من توظيف النظريات السائدة المقبولة المنطقية فالتفسير العلمي للقران الكريم ,

اما الاعجاز العلمي للقران الكريم فلا يجوز ان يوظف به الا القطعى الثابت من الحقائق العلمية التي لا رجعت بها و هذا فجميع الايات الوصفية .



تاسع عشر : اليقين فصحة جميع ما جاء فالقران الكريم ,

لانة كلام الله الخالق ,

المحفوظ بحفظ الله على مدي الزمان و الى ان يشاء الله و المحفوظ فنفس لغة و حية – اللغة العربية – فلا ياتية الباطل من بين يدية و لا من خلفة ,

وعلي هذا فلا ممكن لحقيقة كونية ان تصطدم بنص قرانى ابدا ,

فاذا حدث و بدا شئ من هذا فلا بد من وجود خلل ما ,

اما فصياغة الحقيقة العلمية او ففهم الدارسين للنص القرانى الكريم .



عشرون : يجب تحرى الدقة المتناهية فالتعامل مع القران الكريم و اخلاص النية فذلك و التجرد له من جميع غاية شخصية او مكاسب ما دية

  • الإعجاز العلمي بتعريف
  • الاعجاز العلمي في سنريهم اياتنا في الافاق
  • راي المجيزين في الاعجاز العلمي في القران الكريم


تعريف الاعجاز العلمي في القران , تأمل بديع صنع الخالق عز وجل