تعرف على شقاوه الاطفال
تشعر سوسن محمود، الام ل4 اطفال بالاحراج الشديد من اصطحاب ابنائها اثناء زياراتها للاقارب، فرغم
وعودهم لها في كل مرة، بالالتزام ب«الوصايا العشر»، كما وصفتها، الا انها تتبخر حين يصلون
مكان الزيارة، تقول سوسن: «يجتمع اطفالي واقرانهم ويلعبون حولنا فيقومون بافتعال المشاكل، والصراع على الالعاب،
واحداث تخريب في ترتيب البيت»، وتضيف: «اغلب الوقت لا اشعر بالراحة، بل اقضيه في فض
الاشتباك بين الصغار»، وتجد سوسن في التلويح بمغادره المكان وانهاء الزيارة، وسيله لعقاب اطفالها، فيهداون
بعض الوقت ثم يواصلون ازعاجهم، وكثيرا ما تضطر الى اختصار الزيارة، والعوده الى البيت لتبدا
في عتابهم وعقابهم، والتهديد بعدم اصطحابهم مره اخرى.
ما يهون على سوسن ان اطفال اصدقائها يفعلون نفس الشيء لدى زيارتهم لبيتها بصحبه امهاتهم،
الامر ذاته يتكرر مع الكثيرات من السيدات اثناء زياراتهن للاقارب او للاصدقاء.
اسباب تزيد من شقاوه الاطفال
الدكتور اسامه حمدان ابو حمدونة، استاذ صحه نفسيه مساعد في جامعه الازهر بغزه حيث قال:
– اسلوب تعامل الاسره مع الاطفال ينعكس على سلوكياتهم خارج الاسرة. فيسقط الاطفال تصوراتهم عن
اسرتهم على اسر الاخرين، بمعنى انه عندما يشعر الطفل بان اسرته تتقبل الحركه والنشاط والشقاوة،
يعمم هذا الاحساس على البيئات الاخرى، لدرجه يشعر وكانه في بيته.
– كلما تعاملت الاسره بطريقه سويه مع الطفل بنى لديه القدره في التحكم في سلوكياته.
– يعبر الطفل بالشقاوه عن حاله عدم الاستقرار النفسي التي يعيشها، وهذا مرتبط بالاجواء الاسريه
التي نشا فيها الطفل، فان كانت مشحونه بالمشاكل والتوتر كانت مؤشرا قويا على عدم استقراره
النفسي.
– التمييز بين الابناء داخل الاسره الواحدة، او بين الابن الذكر والابنه الانثى يمكن ان
يدفع الاطفال للشقاوة، والى القيام بسلوكيات عدوانية.
– هناك شقاوه اطفال منظمه لها حضور جميل ومحبب ومقبول لدى الاسرة، تعبر عن قدرات
الطفل العقلية، وقدرته على اداره نفسه واداره البيئه من حوله.
– يمكن ان تتحول الشقاوه الى مرض نفسي، ويعبر عنها بحركه غير منتظمة، غير هادفه
لا يوجد فيها تناسق حسي، قد تؤدي الى العدوانيه او التخريب، وهي دلالات للدخول في
مرحله مرضيه يجب التعامل معها بطريقه علاجية.
نصائح للحد من شقاوه الاطفال اثناء زيارات الاصدقاء والعائلة
– ابعدي وعالجي الاسباب المؤديه الى الشقاوه الزائده عند طفلك من خلال اساليب المعامله والعلاقات
داخل الاسرة.
– ادعمي الصحه النفسيه للطفل، وذلك عبر تعزيز ثقته بنفسه، وهي بوابه استقراره النفسي.
– اقتربي من طفلك وتفهمي شخصيته ودوافعه، هذا من شانه ان يؤدي الى تعامل سوي
وصحيح للطفل؛ يدعم صحته النفسيه ويعزز ذاته.
– وزعي حبك واهتمامك ورعايتك لاطفالك بالتساوي، لا تميزي بينهم، فشقاوه الاطفال قد تكون رساله
الطفل للفت انتباه الوالدين، بان هناك انتباها ناقصا لديه بحاجه الى رعايه واهتمام.
– ابتعدي عن اساليب العقاب البدني والتوبيخ امام الاصدقاء واثناء الزيارة؛ لان فيها تشويها لشخصيه
الطفل واحراجه امام اقرانه، وهو ما يزيد من تعقيد المشكله لديه.
– العقاب ليس حلا يحمل معاني كبيره لدى الاطفال، ويوصل رسائل بطريقه غير مباشره بان
الام لا تحب طفلها. هذه الرسائل السلبيه تضعف ثقته في نفسه.
– الجئي في تربيه طفلك الى الطرق الايجابيه القائمه على التعزيز، فمثلا قولي له: لو
تجلس هادئا اثناء الزياره فساعطيك مكافاه عندما نعود للبيت.
– لو فشلت في تحقيق هذا التعزيز، فاستخدمي طرقا علميه للعقاب كان تقولي له: اتفقنا
ان لا تفتعل المشاكل اثناء الزيارة. احرميه وقتها من البرنامج التلفزيوني الذي يحبه لمده يومين
مثلا، او مرافقتك في الزياره مره اخرى.