بحث الاسر عن خادمة
يضطر كثير من الاسر الى تحمل مشقه البحث عن خادمه لمساعده ربه المنزل في القيام
بالمهام المنزليه او رعايه الاطفال، خاصه اذا كانت الام موظفة، وفي ظل هذه الرحله الشاقه
تجد اغلبيه الاسر نفسها امام مصاعب واشكاليات عدة، اهمها غلاء رسوم استقدام الخادمات، وتعنت اصحاب
مكاتب التشغيل، لينتهي الامر في اغلبيه الظروف بهروب الخادمه بعد تحمل كل هذه العناء، او
في اقل تقدير قيامها بسلوكات غير منضبطه وغير سوية، وبالتالي قد تضطر الاسر الى القيام
برحله البحث عن خادمه جديده او تحمل ما تقوم به من سلوكات قد لا ترضي
اسرنا بسبب ضغوط الاحتياج لخادمه .
تبدا رحله التعب والشقاء بمتابعه اعلانات الصحف، والاتصال بمكاتب خادمات المنازل، لتكتشف ربه المنزل انها
في البدايه امام تكاليف باهظه قد لا تستطيع مواجهتها، حيث تتجاوز تكاليف الحصول على خادمه
10 الاف درهم، ثم تليها المشكله الاخرى التي لا تقل صعوبه عن عناء التكاليف وهي
اشكاليه الاختيار بين الخادمات، لتجد ربه المنزل نفسها امام السؤال الاكبر، ما الشرط والمعيار الذي
يضمن حسن سلوك هذه الخادمه او تلك؟ وما ضمان التزامها بالاخلاق والسلوكات الحميدة؟ وهل ستقوم
فعلا بتحمل مسؤوليه القيام بالمهام المنزليه من دون مشكلات؟
تساؤلات كثيره وتحديات مرهقه تواجه كل الاسر وهي تقوم برحله البحث عن خادمة، كثيرون مروا
بهذه التجربه المؤلمه الشاقة، وصفتها اغلبيه ربات البيوت بانها رحله مستمره لا تنتهي بالحصول على
خادمة، فالامر لا يخلو اطلاقا من اكتشاف حاله هروب كبير ومفاجئ، او على الاقل اكتشاف
سلوكات وتصرفات لا يستطيع رب الاسره ولا زوجته ولا الاولاد تحملها، لتضيع الاحلام مجددا، وتبدا
رحله شاقه جديده .
في البدايه تروي ام راشد، موظفه باحدى الوزارات، تفاصيل رحلاتها الكثيره في البحث عن خادمه
جيده تقوم بالمهام المنزليه بطريقه مناسبه وفي الوقت نفسه تتحلى باخلاق حميده ولا تتصرف بطريقه
تنافي مجتمعاتنا واخلاقنا الاسلاميه العربية، تقول: انها اضطرت لدفع مبلغ باهظ بلغ ما يزيد على
10 الاف درهم حتى تتمكن من الحصول على خادمة، الا انها وبعد فتره قصيره لم
تزد على الشهر اكتشفت الكثير من المصائب في سلوكاتها واخلاقها، وعندما نهرتها ووبختها على ما
تقوم به من امور لا تتناسب مع المجتمع المسلم بدات الخادمه في العناد وعدم القيام
بالمهام المنزليه بطريقه مناسبه .
واضافت انها ظنت كثيرا ان الخادمه تقوم فعلا بامور غير سويه حتى تضطر لطردها، مشيره
الى انها اضطرت لتحمل هذه التصرفات خوفا من اللجوء مره اخرى الى رحله جديده تحمل
عنوان الشقاء في البحث عن خادمة، لكن لم تمر اسابيع قليله حتى فوجئت بهروب الخادمه
.
وتساءلت عبير الحمادي، موظفة: لماذا لا يتم اجبار اصحاب مكاتب تشغيل خادمات المنازل على وضع
شروط قويه وحقيقيه تمنع هروب الخادمات، وتعنتهن، وقيامهن بسلوكات غير مناسبه لمجتمعاتنا الاسلامية، وان يتم
التاكد من الالتزام ببنود العقود بضمانات محددة؟
وطالبت كذلك بضروره مواجهه اشتراط دفع كل هذه التكاليف الباهظه من اجل الحصول على خادمة،
خاصه انه لا يوجد ضمان كاف يمنع هروب الخادمات ويلزمهن بالسلوكات الحميدة، مشيره الى ضروره
وجود التزامات تتحملها المكاتب في هذا الشان .
ومن جانبها، اكدت نيروز احمد موظفه ضروره قيام مكاتب الخادمات بتحمل مسؤوليتها ازاء ما تقوم
به الخادمه من تصرفات غير منضبطة، والا يترك الامر كله لرب الاسرة، مشيره الى انه
من الممكن ان يكون هناك ضمان زمني، بحيث يتم الالتزام بهذه الشروط ولو لفتره قصيره
يمكن ان تكون 3 اشهر على الاقل .
واضافت انه يجب على المكاتب تحمل جزء من تكلفه الاستقدام حتى يتم التاكد من صلاحيه
الخادمه للعمل، من حيث سلامه صحتها وخلوها من الامراض، والتاكد من مده قدرتها على التعامل
مع الاطفال، اضافه الى التحقق من قدرتها على القيام بالمهام المنزليه .
واشارت عزه جاد، موظفة، الى ان اسعار الحصول على خادمات المنازل مبالغ فيها، وهو ما
يدفع كثيرا من الاسر الى استقدام خادمات بعيدا عن مكاتب الاستقدام، هربا من السعي الدؤوب
الى هذه المكاتب لاستغلال حاجه الاسر للخادمات باشتراط دفع مبالغ باهظه لا تقدر على تحملها
كثير من الاسر .
ومن جانبه، يقول سعيد بالليث الطنيجي، الخبير الاسري، انه للاسف يجد ان اغلبيه اصحاب مكاتب
تشغيل خادمات المنازل يقومون باستغلال حاجه الاسر لخادمه بتحديد رسوم باهظه نظير توفير خادمة، من
دون ان يضمن الحد الادنى لالتزام هذه الخادمه بالسلوكات الحميده التي تتطلبها مجتمعاتنا العربيه الاسلامية،
حيث تضع المكاتب شروطها كيفما تشاء .
وقال ان مكاتب خادمات المنازل تفاجئنا كل مده بزياده جديده في الرسوم من دون اي
مبرر ولا منطق، مشيرا الى قيام هذه المكاتب بوضع رسوم حسب اهوائها ورغبتها من دون
النظر الى اي ضوابط او اشتراطات، حيث نجد الاسعار تختلف من مكتب الى اخر .
واشار الى ان وجود عامله منزل في البيت اصبح عند الكثير من الاسر وضعا اجتماعيا
ومظهرا للتباهي بين الاسر خاصه السيدات، حيث يتباهين امام بعضهن بوجود الخادمه ومربيه الاطفال والسائق،
وهو الامر الذي يؤثر تاثيرا سلبيا كبيرا في المجتمع العربي وفي اسرنا، لان الاعتماد على
الخدم في كل شيء يضر كثيرا بمستقبل اولادنا، اضافه الى تاثيره في قيم المجتمع وعاداته
.