المراه العربيه قبل الاسلام
المراه العربيه قبل الاسلام
زي المراه العربيه مابين القرنين الرابع والسادس
ناقش بعض الكتاب وضع المراه في الجزيره العربيه قبل الاسلام، ووجدوا انهم امام وضع مختلط.
فوفقا للعرف القبلي الذي كان بمثابه القانون القائم انذاك، لم يكن للمراه كقاعده عامه اي
وضع قانوني يذكر، لقد بيع النساء عن طريق اولي امورهن والذين كانوا بدورهم “كتجار اناث”
يقبضون الثمن في المقابل، وكان هذا الزواج قائم على الاراده المنفرده للزوج، ولم يكن للنساء
الحق في الملكيه او الارث.
ويذهب بعض الكتاب، بان المراه كانت اكثر تحررا قبل الاسلام عن ماكان عليه وضعها بعده،
ويستشهدون على ذلك بالزواج الاول لمحمد نبي الاسلام؛ والذي كان زواجا عن طريق طلب خديجه
بنت خويلدحيث ارسلت احدى صديقاتها؛ وهي نفيسه اخت يعلى بن اميه الى النبي محمد تعرض
عليه الزواج من خديجة، وكانت خديجه سيده في قومها وتاجره ذات مال. وكذا يعول هؤلاء
الكتاب على نقاط اخرى منها عباده العرب للات وهي احدى الاصنام التي عبدها العرب قبل
الاسلام وكانت هي والصنمين مناه والعزى يشكلن ثالوثا انثويا عبده العرب وبالخصوص ممن سكن مكة.
وتعتبر المؤرخه السعوديه هاتون الفاسي ان حقوق المراه العربيه تضرب بجذورها في عمق التاريخ، و
تستعين بذلك بادله من الحضاره النبطيه القديمه الموجوده في الجزيره العربية، فقد وجدت ان المراه
العربيه في ظل هذه الحضاره كانت تتمتع بالشخصيه القانونيه المستقلة، واشارت الفاسي الى ان المراه
فقدت الكثير من حقوقها في ظل القانون اليوناني والروماني قبل دخول الاسلام، وقد تم الابقاء
على هذه المعوقات اليونانيه الرومانيه في ظل الاسلام.
ويختلف وضع المراه على نطاق واسع في جزيره العرب قبل الاسلام من مكان لاخر نظرا
لاختلاف الاعراف والعادات الثقافيه للقبائل التي كانت متواجده انذاك؛ حيث كانت قوانين المسيحيه واليهوديه مهيمنه
للغايه بين الصابئه والحميريون في الجنوب المزدهر من المنطقه العربية. في اماكن اخرى مثل مكه
المكرمه حيث مولد النبي محمد كان لمجموعه من القبائل الحق في المكان؛ وكان ذلك ايضا
ينطبق مابين ساكني الصحراء من البدو، ويختلف الوضع باختلاف العرف من قبيله لاخرى، وبالتالي لم
يكن هناك تعريف واحد لا للدور الذي اضطلعت به المراه ولا للحقوق التي حصلت عليها
قبل مجيئ الاسلام.
المراه العربيه بعد الاسلام
دخل الاسلام شبه الجزيره العربيه في القرن السابع لميلاد المسيح، وحسن من وضع المراه بالمقارنه
بالوضع الذي كان عليه في الجاهلية، فوفقا للنصوص القرانية، فان للنساء ما على الرجال ولهن
مالهم فكانت مساواه بينهما في المسئوليات والواجبات؛ حيث نص القران: ” فاستجاب لهم ربهم اني
لا اضيع عمل عامل منكم من ذكر او انثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا واخرجوا
من ديارهم واوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لاكفرن عنهم سيئاتهم ولادخلنهم جنات تجري من تحتها
الانهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب” (الايه 195 سوره ال عمران)
ورفض الاسلام عاده واد البنات والتي كانت عاده جاهليه ترجع الى الموروث الثقافي عند بعض
العرب؛ حيث كانو يدفنون الاناث احياء بعد الميلاد مباشرة، وقد قص القران ذلك بقوله: “واذا
بشر احدهم بٱلانثىٰ ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارىٰ من ٱلقوم من سوء ما بشر
به ايمسكه علىٰ هون ام يدسه فى ٱلتراب الا ساء ما يحكمون” سوره النحل 58:59
.
وعن ام المؤمنين عائشه قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يلي من
هذه البنات شيئا فاحسن اليهن كن له سترا من النار”
ويصف ويليام مونتغمري استاذ الدراسات الاسلاميه التحول في وضع المراه بعد الاسلام قائلا: ” صحيح
ان الاسلام لا يزال، في نواح عدة، دين ذكوري، لكني اعتقد انني قد وجدت ادله
في بعض المصادر حديثه العهد بالرسالة؛ والتي توضح ان وضع المراه قد تحسن كثيرا في
ظل الاسلام. ويظهر ذلك في بعض الاجزاء من شبه الجزيره العربيه ولا سيما في مكة،
حيث كان نظام الانتساب للام او مايعرف بالطوتميه موجود عند بعض القبائل، ولكن في ظل
الاسلام تحول الى نظام الاب الواحد”.
اصلاحات مبكرة
بدات الاصلاحات مبكرا في ظل الاسلام، وكان من ضمنها الاصلاحات في مجال حقوق المراه مما
تعلق بالزواج والطلاق والارث. حيث جاء الاسلام ليحظر واد البنات، واعترف للمراه بالشخصيه القانونيه الكاملة،
واقر لها الاسلام الحق في المهر عند الزواج تاخذه ويصبح جزء من ذمتها المالية، لا
كما كان في الجاهليه ثمن بيعها يقبضه الاب بالنيابه عنها؛ فوفقا للشريعه الاسلاميه لم يعد
ينظر للزواج على انه مجرد صفقه او تجاره بين الرجال، ولكنه اصبح عقدا تمثل فيه
موافقه المراه الركن الاساسي لانعقاده. فضلا عن ذلك اعطيت المراه في ظل الشريعه الاسلاميه حقوق
الارث، بعد ان كان المجتمع الابوي في الجاهليه يحصر الارث في الاقارب من الذكور. وتقول
ان ماري شيمل: ” بالمقارنه مع وضع المراه قبل الاسلام، فان التشريع الاسلامي يعني تقدما
هائلا؛ حيث اصبح للمراه الحق وفقا للنصوص الاسلاميه ان تدير ثرواتها التي حصلت عليها عن
طريق الارث او التي كسبتها من عملها الخاص”.
ويقول ويليام مونتغمري: ” بانه اذا ما نظرنا للتاريخ وقت بدايه الاسلام فسنجد بان النبي
محمد؛ كان الشخصيه التي شهدت لصالح حقوق المراه وساعدها على تحسين اوضاعها بشكل كبير”.
ويفسر ويليام مونتغمري ذلك ” بانه في الوقت الذي ظهر فيه الاسلام، فان ظروف المراه
كانت في وضع مروع؛ فلم يكن لها الحق في التملك، وانما هي جزء من ممتلكات
الرجل؛ اذا مات ورثها ابناؤه من بعده” بالرغم من ذلك المناخ السائد عند دخول الاسلام
الا ان النبي محمد اعطى للمراه حقوق الملكية، والتعليم، والحق في الطلاق واعطى لها بعض
الضمانات الرئيسية، والتي تتاسس على منحها حقوقا وامتيازات في مجال الحياه الاسرية، حيث الزواج والتعليم
والمكانه الاقتصادية، الى جانب الحقوق التي تساعد على تحسين وضعها في المجتمع.
التعليم
لعبت النساء دورا هاما في تاسيس العديد من المؤسسات التعليميةالاسلامية، مثل تاسيس فاطمه الفهري لجامعه
القرويين عام 859، واستمر ذلك في فتره حكم الايوبيين في القرن الثاني عشر والثالث عشر،
فقد كان مايربو على 160 مسجد ومدرسه قد شيدن في دمشق، 26 منها تم تمويلها
من النساء عن طريق الوقف الخيري. وكان نصف الملتحقين بهذه المدارس من نساء الطبقه المالكة.
ونتيجه لذلك؛ برزت فرص لتعليم الاناث في العالم الاسلامي في القرون الوسطى.
فوفقا للفقيه السني ابن عساكر في القرن الثاني عشر، قد كان بامكان المراه ان تدرس،
وتحصل على الاجازه (وهي درجه علمية)، وان توصف بانها فقيهه ومعلمة. كان الوضع هكذا بالنسبه
لابناء العائلات التي تحظى بقدر كبير من التعليم كابناء الفقهاء؛ حيث كانوا يريدون ان يضمنوا
اعلى مستويات التعليم لابنائهم من البنين والاناث. ويذكر ابن عساكر انه نفسه قد درس على
يد 80 امراه في زمانه.
وقد استلهم تعليم المراه في العالم الاسلامي من قبل زوجات النبي محمد؛ حيث خديجه وهي
التاجره الناجحة، وعائشه وهي المحدثه الشهيره وايضا القائده العسكرية. وثبت ان الشفاء بنت عبد الله
المهاجره القرشيه العدويه علمت حفصه ام المؤمنين الكتابه باقرار من النبي محمد.
عمل المراة
والمقصود به خروج المراه لميدان العمل خارج نطاق منزلها سواء متزوجه ام غير متزوجة.
وعمل المراه الذي يدور الجدل حوله هو الذي جاء من باب ما يسمى حريه المراه
وهي صرخات او نداءات انطلقت في بدايه القرن المنصرم وكان من ورادها علمانيين عرب, من
امثال قاسم امين واحمد لطفي السيد بعد مرحله ما يسمى دخول العلمانيه للمجتمعات العربية.
عمل المراه حق شرعي لها مع الاخذ بعين الاعتبار عن ماهيه هذا العمل فالقوانين العربيه
والقانون الاردني مثلا نص على انه يحق للمراه العمل بكافه الاعمال التي توافق طبيعتها, فمثلا
لا يجوز عمل المراه في المحاجر والكسارات واعمال البناء والمناجم والمناطق التي يمكن فيها ان
تتعرض لاشعاعات كالاشعاعات النوويه او فوق الحمراء التي من الممكن ان تؤثر على الاجنه عندها
مما يؤدي لاجهازها او تشوه الجنين.
بالنسبه لمبدا عمل المراه يجب مراعاه طبيعه المجتمع الذي هي من ضمنه ليس تشددا ولكن
من صالح المراه بالطبع حيث انه في بعض المجتمعات يرفض البعض بالزواج من المراه الموظفه
باعتبارها خرجت عن الطور والعاده ولذلك يمكن ملاحظه ازدياد نسبه العوانس بين صفوف النساء العاملات
اكثر مما هو بين النساء اللواتي يقعدن بالبيت بعد انتهاء مرحله الدراسه الثانويه هذا ان
سمح لها بالدراسه في المجتمعات النامية, ويعود ذلك لتركيبه العقليه التي تنشا نشاه بدايه في
الدول النامية.
عمل المراه حق لها حتى في الدين حيث سمح لها الاسلام مثلا والذي يرجع معظم
عاداتنا وتقاليدنا العربيه اليه بخروج المراه للمعركه للقيام بعمل تمريضي وقد تعدت بعض النساء في
المجتمع الاسلامي الاول العمل التمريضي الى خروج عسكري من امثال المراه العربيه المعروفه بالخنساء, و
وكذلك التعليم والتدريس, ويقال انه كانت للسيده عائشه زوج الرسول مجلس علمي وكذلك نساء اخريات
في الاسلام, وغير ذلك من المجالات والميادين.
ان المراه الاوربيه قبل الثوره الفرنسيه والثوره الصناعيه لم يكن حالها بافضل حال من المراه
العربيه في بعض المجتمعات الناميه حين كانت اوروبا تعيش فتره الظلام في ظل سيطره الكنيسه
على اوروبا والعالم الغربي، وكان هناك مايعرف بصكوك العفه التي كانت توضع للمراه المتزوجه لمنعها
من الزنا وغيره, الا ان الثوره الفرنسيه وبدء مرحله العلمنه او فصل الدين عن الدوله
بالاضافه الى الثوره الفرنسيه والحرب العالميه جعلت المجتمعات الغربيه في مازق كبير جدا من هذه
الناحيه وجعلت المجتمعات الاوروبيه تقر مكرها بمبدا حريه المراه واخذ حقوقها.
فالحرب العالميه خلفت ورائها الملايين من القتلى الذين كان معظمهم من الرجال الذين هم ركيزه
الجيوش التي حاربت في الحروب العالميه مما خلف الملايين من الارامل والعائلات التي بلا معيل
فاضطرت المراه للخروج الى ميدان العمل في المصنع وغيره لتحصل قوت عيالها, هذا بالاضافه الى
تغير المفاهيم الاجتماعيه والدعوه المفرطه للتحرر في اوروبا بعد فتره قاسيه عاشتها جراء تسلط الكنيسه
واستبدادها في فرض الراي الديني وصل الى حد اعدام العلماء لمجرد راي مخالف للكنيسه كما
حصل حين اعدمت الكنيسه العالم غاليلو لاثباته نظريه دوران الارض.
العالم العربي المعاصر
المراه العربيه في استطلاعات الراي
اظهر استطلاع اجرته مؤسسه تومسون رويترز وشمل اثنتين وعشرين دوله عربية، ان ثلاثا من بين
الدول الخمس التي طالتها انتفاضات الربيع العربي منذ عام 2011 – تونس وليبيا ومصر واليمن
وسوريا – احتلت المراتب الاخيره ضمن قائمه الدول العربيه التي تراجعت فيها حقوق المراة.
فقد احتلت مصر – طبقا للاستطلاع – المرتبه الاخيره على القائمه بعد كل من العراق
والسعودية. وجاءت كل من اليمن وسوريا في المرتبتين الثامنه عشره والتاسعه عشره على التوالي.
واستندت نتيجه الاستطلاع الى تقييم 336 خبيرا في حقوق المراه لمدى احترام الحكومات العربيه للبنود
الاساسيه الخاصه باتفاقيه الامم المتحده للقضاء على جميع اشكال التمييز ضد المراه اضافه الى مدى
انتشار ظاهره العنف ضدها وتمتعها بحقوقها في الانجاب، ونوع المعامله التي تلاقيها داخل اسرتها، ودورها
في السياسيه والاقتصاد.
وفاجات الدراسه المراقبين بوضع جمهوريه جزر القمر – حيث تتولى المراه 20% من الحقائب الوزاريه
– على راس قائمه الدول العربيه من حيث مدى احترامها لحقوق المراة. تلتها كل من
عمان والكويت والاردن ثم قطر.
وعزا الاستطلاع احتلال مصر المرتبه الاخيره لوضع المراه المصريه “السيئ للغاية” حسب راي الخبراء في
معظم مجالات احترام حقوق المراه ومنها انتشار التحرش الجنسي وختان البنات وتصاعد ظاهره استغلال النساء
وتراجع الحريات منذ انتفاضه عام 2011.
وبشان العراق الذي احتل المرتبه الحاديه والعشرين اشارت الدراسه الى ان البلاد اضحت اليوم اخطر
مما كانت عليه تحت حكم صدام حسين، من حيث العنف الذي تتعرض له المراة.
وعزا الخبراء احتلال السعوديه المرتبه العشرين لعدم مشاركه النساء في السياسه ومنعهن من قياده السيارات
وفرض موافقه ولي امرهن للعمل او السفر، والتمييز ضدهن في اماكن العمل. هذا بالرغم من
التقدم الذي حققته المملكه في مجال فرص التعليم للنساء وتمتعهن بالرعايه الصحية، وحقوقهن في الانجاب
وتقلص درجه العنف ضد المراة.
وفي سوريا وهي رابع اسوا دوله عربيه – وفقا للاستطلاع – تضررت حقوق السوريات بشده
وسط حرب اهليه مستعره منذ 2011. فقد ارتفعت معاناتهن واضحت الارامل تلعبن دور الرجل في
اعاله ابنائهن. تضاف الى ذلك مخاوف الكثير منهن من نفوذ المتشددين الاسلاميين الذين بسطوا سيطرتهم
على بعض مناطق البلاد.
وفي اليمن الذي احتل المرتبه الثامنه عشره – حسب الاستطلاع – تواجه المراه معركه صعبه
للحصول على حقوقها في دوله محافظه بدرجه كبيره يتفشى فيها زواج القاصرات، وينشط فيها تنظيم
القاعده في جزيره العرب الذي يتبنى تفسيرا متشددا للاسلام.
وشغلت ليبيا المركز التاسع في القائمة. وسجل الخبراء مخاوف من تعرض حقوق المراه لانتهاكات جديدة،
وسط الصراع الدائر بين الزعماء القبليين والتيارات الاسلاميه المتشدده على اقتسام مغانم ما بعد الثورة.
واحتلت تونس، مهد ثورات الربيع العربي المرتبه السادسة. الا ان ناشطات تونسيات يشعرن بقلق ازاء
وضعن امام خطر تولي متطرفين اسلاميين دور شرطه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وممارسه ضغوط
على الفتيات.
ورغم الصوره القاتمه التي رسمتها هذه الدراسه في بعض الدول الكبرى – وخصوصا تلك التي
تمر بتجربه ثورات الربيع العربي – فان العديد من الناشطات العربيات اصبحن اكثر وعيا بحقوقهن
ويرين ان الدفاع عن حقوق المراه انشط بكثير من ذي قبل.
الوضع في السعودية
قررالعاهل السعودي في 11 يناير/كانون الثاني من سنه 2020 تعيين ثلاثين امراه في مجلس الشورى،
في بادره هي الاولى في السعودية، حيث تمنع المراه من قياده السيارة، ولا تزال تابعه
للرجل. ومعظم المعينات في المجلس، وبينهن اميرتان، من الجامعيات، او ناشطات المجتمع المدني. ومن هؤلاء
على وجه الخصوص ثريا عبيد التي كانت تولت منصب امين عام مساعد في الامم المتحده
وهي اول عربيه تراس وكاله تابعه للامم المتحدة. ويوصف الملك عبد الله في المملكه السعودية،
بانه اصلاحي حذر في بلد تناهض فيه المؤسسه الدينيه المتشدده اجمالا حقوق المراة، وتمتلك تاثيرا
كبيرا في الراي العام. ولا يملك مجلس الشورى سلطه التشريع، ولكنه يقدم المشوره للحكومة، حول
السياسات العامه للبلاد. غير انه مع ذلك يعكس رغبه في اشراك النخب السعوديه في عمليه
اتخاذ القرار الذي لا يزال في ايدي الاسره المالكة.
ويبقى وضع المراه السعوديه دون المعايير العالمية، وهي تخضع لقراءه متشدده للشريعه الاسلاميه تفرض عليها
العديد من الضوابط، وتمنعها مثلا من قياده السيارة، او السفر للخارج بدون اذن ولي امرها.
كما ان الاختلاط ممنوع في الدراسه والعمل، وتصدى مشايخ الدين بشده لمحاولات نادره لتجاوز منع
الاختلاط.
الوضع في تونس
مسيرات نسائيه تجوب الشوارع في عيد المراه بتونس
قد يمثل دستور تونس الجديد بدايه مرحله تغيير جذري بالنسبه للمراة، وذلك بعد ادراج ماده
تنص على المساواه بين الجنسين في المجالس التشريعية، وعلى اتخاذ خطوات لمكافحه العنف ضد المراة،
وتلك سابقه في العالم العربي.
وتقول لبنى الجيريبي، من حزب التكتل من اجل العمل والحريات، وهو حزب علماني، ان هذه
الماده “بمثابه ثوره في حد ذاتها. انها خطوه كبيره وتاريخيه ليس فقط للمراه التونسية. وهي
بالنسبه لي لحظه مؤثره للغاية”.
واقرت الجيريبي، وهي استاذه الهندسه بجامعه السوربون سابقا والمحاضره بكليه الهندسه في تونس، ان ضمان
التمثيل المتكافئ بين الرجل والمراه في المجلس التشريعي قضيه لم تكن تخطر على بالها حتى
اختيرت عضوه بالمجلس الوطني التاسيسي عام 2011، والذي كان منوط به رسم مسار جديد لتونس،
عقب الانتفاضه التي انهت عقودا من حكم الرئيس زين العابدين بن علي واطاحت به في
يناير/ كانون الثاني 2011.
وتابعت: “كنت اعتقد دائما ان الامر قضيه تخص المراة. ولكننا في حزب التكتل للعمل والحريات
كنا نجد صعوبه في العثور على نساء للمشاركه في العمليه السياسية. فهنا تسود الثقافه الذكورية،
واذا لم نبدا نحن في تغييرها فلن تتغير.”
وقد وصفت الجيريبي هذه الماده بالتاريخية.
ولاقت مقترحات الجيريبي معارضه شديده في الجمعيه التاسيسية، وادت الى نقاش محموم استمر اكثر من
ثلاثه ايام مما هدد بعرقله اقرار الدستور.
وتعتبر فطومه عطيه (60 عاما) عضوه المجلس التاسيسي المستقلة: “كنت اول سيده اعمال في تونس،
واصبحت كذلك ليس لان احدا قرر مشاركه المراه في هذا المجال او منحني الفرصه لذلك،
بل لانني اردت ان اكون سيده اعمال، وطالبت بحقوق في المساواة.”
واضافت: “كلي قناعه بان المراه عليها ان تاخذ مكانها بنفسها ومن خلال ارادتها الشخصيه وكفاءتها.”
والجدير بالذكر ان القانون التونسي يحظر تعدد الزوجات، ويجعل الطلاق بيد المحكمه لا بيد الرجل.
الوضع في مصر
متظاهرات في مصر ثوره ٢٥ يناير.
طالما لعبت نساء مصر دورا مؤثرا في السياسه والمجتمع المصري، ولكن وضعهم تدهور في الاونه
الاخيره حتى صنفت منظمات حقوقيه دوليه مصر انها احد اسوا دول العالم معامله للنساء، فتواجه
المراه المصريه اليوم تحديات جمه واضطهاد يشمل العديد من نواحي الحياة، ولعل ابرزها انعدام التامين
الاجتماعي من الدوله عمليا والعنف الاسري والتحرش الجنسي وختان الاناث وغيرها.
ارتبطت النهضه النسائيه في مسيرتها الطويله التي امتدت قرابه القرن ونصف القرن، بقضايا مجتمعيه طرحتها
ضرورات التقدم، فعندما بدا محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة، في تاسيس الدوله العصرية، ارتبط
ذلك بضروره تحديث المجتمع لخدمه هذه الدولة، وضروره تعليم المراة، فنشات مدرسه المولدات سنه (1248ه=
1832م) لتخريج القابلات، او ما يعرف الان باخصائيات امراض النساء، وفي سنه (1289ه=1872م) اصدر “رفاعه
الطهطاوي” كتابا مهما بعنوان “المرشد الامين للبنات والبنين” طرح فيه بقوه قضيه تعليم الفتاة، وكان
لهذه الدعوات وغيرها اثرها في المجتمع؛ فساندت زوجه الخديوي اسماعيل انشاء اول مدرسه حكوميه لتعليم
البنات في مصر سنه (1290ه= 1873م) وهى المدرسه “السيوفية” التي ضمت بعد 6 اشهر من
افتتاحها 286 تلميذة. استثمرت المراه في النهضه الصحفيه في تلك الفتره حيث تاسيس صحافه نسائيه
تتبنى القضايا النسويه وتدافع عن حقوق المراه ومكانتها ضد جمود التقاليد ، فاصدرت “هند نوفل”
اول مجله مصريه هي “الفتاة” في ( 20 من نوفمبر 1892م) بالاسكندريه ، كما اصدرت
“جميله حافظ” مجله نسائيه مهمه هي “الريحانة”.
ساندت المراه قضيه التعليم للجميع في سبيل النهوض بالمجتمع، فتبرعت الاميره فاطمه بنت الخديوي اسماعيل
بارض كانت تملكها لاقامه مبنى للجامعه الاهليه (القاهره الان)، ووهبت مجوهراتها الثمينه للانفاق على تكاليف
البناء، واوقفت اراض زراعيه شاسعه للانفاق على مشروع الجامعة. وفي عام (1347ه= 1928م) التحقت المراه
بالجامعه المصرية.
استمرت مسيره تعليم المراه حتى وصل عدد المدارس الحكوميه للبنات عام (1365ه= 1945م) حوالي 232
مدرسه تضم حوالي 44319 طالبة. وتمثل ثوره 1919 حجر زوايه في تاريخ مصر الحديث حيث
اشتعلت الثوره الشعبيه في كل فئات الشعب المصرى رجاله ونسائه. فقد ظهرت المشاركه الايجابيه النسائيه
في صوره لم يعتدها المجتمع لفتره طويله من السنوات وذلك بخروجها لاول مره في المظاهرات
الحاشده والمنظمه الى الشوارع في التاسع من مارس 1919 ، وفى يوم 14 مارس سقطت
اول شهيدتين خلال المظاهرات وهن السيدتين ( حميده خليل) و (شفيقه محمد) للدفاع ومؤازره زعيم
الثوره سعد زغلول ومعارضه لجنه ( ملنر)، بالاضافه للعديد من الاجتماعات اهمها الاجتماع التى عقد
بمقر الكنيسه المرقسيه في 12 / 12 / 1919 ، ردا على الانجليز للوشايه والتفرقه
بين المسلمين والاقباط وفى عام 1920 تم تشكيل لجنه الوفد المركزيه للسيدات نسبه لحزب الوفد
بزعامه سعد زغلول وانتخبت السيده هدى شعرواى رئيسا لها ، واستمر الكفاح الاجتماعى والسياسى مواكبا
لاحداث مصر الكبيره واهمها قيام حرب فلسطين عام 1948.
لعبت المراه دورا في محاوله تحريك النهضه النسائيه من خلال المشاركه في المؤتمرات الدولية، فشاركت
“هدى شعراوي” من خلال مؤسسه الاتحاد النسائي باول وفد عربي في المؤتمر النسائي الدولي بروما
سنه (1923م). و اسهم صدور دستور 1923 دون ان يعطيها حقوقها السياسيه في تصاعد الدعوه
للمطالبه بحصول المراه علي هذه الحقوق .
السيده دريه شفيق
وسعت المراه لتاسيس احزاب سياسيه تدافع عن قضاياها فنشا حزب “اتحاد النساء المصريات” الذي اصدر
جريده عام (1925م) بعنوان “المصرية” باللغه العربيه والانجليزية، واسست فاطمه نعمت راشد سنه ( 1942م)
الحزب النسائي الوطني، والذي كان على راس مطالبه قبول النساء في كافه وظائف الدولة، كما
شكلت دريه شفيق حزب ” بنت النيل” سنه (1949م) والذي دعمته السفاره الانجليزية، وتاسس الاتحاد
النسائي العربي سنه (1924م). بعد قيام ثوره 23 يوليو 1952 ترسخ مفهوم مشاركه المراه في
كافه مجالات الحياه السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه ، فقد حصلت على حق الانتخاب والترشيح عام 1956،
ودخلت البرلمان وتقلدت الوزاره فكانت وزيره للشئون الاجتماعيه 1962 ، وشاركت في الحياه الحزبيه و
النقابات العماليه والمهنيه والمنظمات غير الحكوميه ، وتقلدت الوظائف العليا في كافه ميادين الحياه وتوج
ذلك بتعيينها في بعض الهيئات القضائية.
الوضع بعد ثوره 25 من يناير 2011 مازال كسابقه فالتمثيل الضعيف للنساء في البرلمانات وانعكاسه
على امكانيه تعيينهن كوزيرات وبالتالى يستبعد البعض امكانيه في ترشحهن في منصب رئاسه الدوله .
و لذلك يعتبر المراقبون ان المشاركه الملحوظه للنساء في انتخاب الرجال في البرلمانات انجازا .
فهناك بالفعل مشاركه ملحوظه بشكل كبير للنساء في الاستفتاءات الدستوريه وفى الانتخابات البرلمانيه و الرئاسيه
فيما بعد ثوره 25 يناير2011 . ففى الانتخابات البرلمانيه تواجدت النساء بالاساس كناخبه وبصوره استثنائيه
كمرشحة؛ حيث لم تتخطى نسبه تمثيلها في البرلمان 2%،اما في الانتخابات الرئاسيه لعام 2020 فلم
تترشح ايه سيده .
الا انه بالرغم من ذلك فهناك محطات هامه في اطار الحراك النسائي المصري في الفتره
الاخيره منها تعيين السيدات دريه شرف الدين وزيره للاعلام والدكتوره مها الرباط وزيره للصحه والدكتوره
ليلى راشد اسكندر وزيره للبيئه في حكومه حازم الببلاوى وهى مناصب وزاريه كانت حكرا للرجال
لفتره طويله فتعد دريه شرف الدين اول وزيره للاعلام وذلك بعدما انحصر دور المراه في
وزارات خدميه لا ثقل لها فيما قبل الثوره المصريه . وان كان عدد ثلاث وزيرات
ليس سابقه اولى من نوعها الا ان الجديد هو الحصول على مناصب في وزارات حيويه
كالاعلام والصحه . تلى ذلك فوز الدكتوره منى مينا، منسقه حركه “اطباء بلا حقوق” في
ديسمبر 2020 وعضوه مجلس النقابه العامه للاطباء، بمنصب امين عام نقابه الاطباء وهى اول سيده
تتقلد هذا المنصب الهام. ومؤخرا في فبراير 2020 تم انتخاب اول سيده لرئاسه حزب سياسى
وهى ” هاله شكر الله ” لرئاسه حزب الدستور .
الوضع في الجزائر
نساء جزائريات يحملن العلم اثناء حرب التحرير في الجزائر
كانت المراه الجزائريه خلال القرن التاسع عشر مثالا للشجاعه والتضحيه والبطولة، وقد سجل التاريخ نساء
قدن المقاومه ضد الاحتلال الفرنسي، ونذكر هنا “لالا فاطمه نسومر” التي كانت تمتاز بخصائص مميزه
مكنتها من قياده الثوره الشعبيه في منطقه القبائل، وتمكنت من تحقيق انتصارات على الجيش الفرنسي،
وبذلك ذاع صيتها في كل ارجاء الوطن واستطاعت ان تبث الرعب في اوساط الجيش الفرنسي،
وقد شاركت هذه الاخيره في اغلب المعارك وحققت انتصارات شهد لها الاعداء، كما قدمت نساء
اخريات مساعدات كبيره للمقاومه الشعبيه بالمؤن والعتاد والدعم المعنوي من اجل القضاء على الاستعمار وافشال
مخططاته، ولم تثن سياسه التنكيل التي انتهجها الاستعمار الفرنسي المراه الجزائريه في اداء دورها بكل
الوسائل. [1] [2]
وكانت المراه الجزائريه عنصرا اساسيا في الثوره الجزائريه اذ وقفت الى جانب الرجل وتحملت مسؤوليات
سياسيه وعسكريه وكانت سندا قويا للكفاح المسلح، وابلت المراه سواء في الريف الجزائري او في
المدينه البلاء الحسن من اجل خدمه الثورة، وكانت مساهمتها على مختلف المستويات. [3]
وفي الجزائر قدمت زعيمه حزب العمال الجزائريه لويزه حنون ملف ترشحها امام المجلس الدستوري لدخول
الانتخابات الرئاسيه في 17 ابريل/نيسان 2020. وهذه هي المره الثالثه التي تترشح فيها لويزه حنون
للانتخابات الرئاسية، وقد حلت الثانيه بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقه في انتخابات 2009. وقد اعتاد
الجزائريون وجودها في المشهد السياسي كما لا يجادل كثيرون في مستواها او كفاءتها، ومع ذلك
استعصى عليها منصب القاضي الاول للبلاد.
الوضع في سوريا
يتهم عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد النساء بانهن ” اقتسمن مع الذكور اعمال
الحياه قسمه ضيزى ، وتحكمن بسن قانون عام ، جعلن نصيبهن به هين الاشغال بدعوى
الضعف ،ونوعهن مطلوبا بايهام العفه ، وجعلن الشجاعه والكرم سيئتين فيهما ، محمدتين في الرجال
، وجعلن نوعهن يهين ولا يهان ، ويظلم او يظلم فيعان ” , ” والحاصل
انه قد اصاب من سماهن بالنصف المضر ” [4] . اي انه بتحليله الدقيق العلمي
الرائع لاسباب تخلف العرب ، ودعوته لنهوضهم ، لم يكن على نفس القدر من العلميه
والموضوعيه في حديثه عن النساء ، لكنه رغم ذلك يدعو في كتابه الاخر ” ام
القرى ” الى تعليم النساء، مبينا ان احد اسباب الانحلال ” تركهن جاهلات ” مبينا
” ان ضرر جهل النساء وسوء تاثيره في اخلاق البنين والبنات امر واضح غني عن
البيان ” . الا انه دعا في نفس الوقت الى ان ” بالحجب والحجر الشرعيين
” للنساء في البيوت اغلاق باب الفجور وافساد الحياه الشريفه [5] .
ولم يكن راي النهضوي الحلبي فرنسيس مراش بافضل من راي الكواكبي ، فقد طالب بقصر
تربيه المراه على دائره التعليم الاولى :” فالدراسه المتعمقه للعلوم تؤدي الى نتائج غير مرغوب
فيها ، لان ذلك سيوقظ فيها الميل الى الحريه والرغبه في الاقتداء بالرجل ، فتهمل
واجباتها المنزليه واطفالها ، وربما يعن لها ان تضع نفسها فوق الرجل” [6] .
فقد كانت اراء النهضويين الذين عاشوا في لبنان كاحمد فارس الشدياق، وبطرس البستاني، وفرح انطون،
اكثر تنورا، الا ان تاثيرها لم يكن كافيا على ما يبدو لتغيير العقليه الذكوريه المسيطره
على سكان بلاد الشام انذاك.
لقد اثر المناخ العام بهذا الموقف المتحفظ من تحرر المراه على مشاركتها في الحياه العامة،
ورغم ذلك، كان هنالك مجموعه من الرائدات اللاتي اقتحمن الحياه العامه عنوه ، وناضلن كثيرا
لاسماع صوت المراة، ورغم ان نشاطهن الاساسي تركز في الصالونات الادبيه والمجلات النسائيه ، الا
ان مشاركتهن في الهموم العامه والحياه السياسيه تركت بصمه واضحه لا يمكن انكارها، مثل لبيبه
هاشم، التي اصدرت عام 1906 مجله ( فتاه الشرق )، وماري عجمي، التي اسست عام
1910 مجله ( العروس ) واسست جمعيات نسائيه عده ،في مسيره الكفاح والنضال ضد الحكم
العثماني،فقد اتضحت مسيرتها النضاليه حين التقت بالمناضل بترو باولي، لكن الاتراك قبضوا عليه، واعدم مع
مجموعه الشهداء في 6 ايار، وبقيت وفيه له لم تتزوج ابدا ، و قد اجج
اعدامه الغضب والحقد في نفسها اكثر من قبل على الاستعمار، فازداد نضالها حماسه .
فتاه جامعيه سوريه عام 2010
كما واجهت ماري عجمي الاستعمار الفرنسي بنفس الروح النضالية، ورفضت كل محاولات رشوتها واستمالتها من
قبله وحمت هي ورفيقاتها اناسا كثيرين من اعواد المشانق التركية، كما قال الدكتور احمد قدري
الترجمان، احد الثوار، واسست عده جمعيات نسائية، لاهداف سياسيه في المرحله الاولى، ثم لاهداف ثقافيه
واجتماعية، واسست عام 1933 ( الاتحاد النسائي العربي السوري ) الذي ضم عشرين جمعيه نسائية.
[7]، هذا عدا عن تاثير النهضويات اللبنانيات كزينب فواز، التي عاشت جزءا من حياتها في
سورية، و دعت الى مشاركه المراه في الشؤون السياسية، ولكنها كانت في نفس الوقت مع
حجب المراة!
وترد على برثا بالمر رئيسه قسم النساء في معرض شيكاغو 1893، التي دعتها لحضوره، واقترحت
عرض كتابها ” الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ” قائله ” ولو كانت عوائدنا
نحن النساء المسلمات تسمح لنا بالحضور في مثل هذه الاجتماعات، لكنت سعيت بنفسي لتقديمه وحضرت
المعرض مع من يحضرن فيه من النساء، ولكن اطاعه لامر ديني لا يمكنني ذلك ”
[8] .
وهكذا نرى ان مساهمه المراه في الحياه السياسيه بدات خجوله في نهايات عهد الحكم العثماني
في بدايات القرن العشرين ،واقتصرت على مساعده المناضلين وتخبئتهم عن انظار المستعمر، دون مشاركه جديه
فاعله في الحياه السياسية، الا ان حادثه شهداء 6 ايار الذين اعدمهم الوالي العثماني جمال
باشا السفاح، والذين كانوا من خيره رجال وشباب سوريا، دفع المراه على ما يبدو اكثر
من قبل للتفاعل مع مجريات الاحداث السياسية، وان بقي ذلك محدودا، ولم تظهر في سوريه
في تلك الاونه حركه نسويه واضحه الاهداف والمعالم كما في مصر، او قائده بمستوى هدى
شعراوي، التي قادت اول مظاهره نسائيه في مصر والعالم العربي 1919 سارت في شوارع القاهرة،
وقدمت مذكرات للسفارات الاجنبية، فيها مطالب سياسية، والتي انشقت مع من معها من النسوه عن
حزب الوفد،عندما لم يشرك سعد زغلول المراه بالهيئه البرلمانيه بعد الثورة، وشكلت تنظيما نسائيا منفصلا
عن الوفد باسم( جمعيه الاتحاد النسائي) عام 1923 لعب دورا سياسيا، بالاضافه لدوره الاجتماعي.
المرحله النهضويه الثانيه و هي مرحله الانتداب الفرنسي ( 1920 – 1946 ) ، كانت
في نفس الوقت مرحله صعود البرجوازيه العربيه الناشئه ، ففي تلك الفتره بدات مطالب حركه
تحرر المراه تتصاعد ، وغدت مشاركه المراه في الحياه العامه والسياسيه اكثر وضوحا ، وكمثال
على الفكر النهضوي هنا نذكر بعض الاسماء الهامه التي تابعت المطالبه بتحرر المراه كالرائده اللبنانيه
نظيره زين الدين التي اعتبرها بوعلي ياسين في كتابه حقوق المراه في الكتابه العربيه ،
الممثله النسائيه لمدرسه التجديد الاسلامي ، فقد ركزت على موضوع الحجاب ، في كتابها الرائد
” السفور والحجاب ” وشغلت بالمعركه الضاريه التي خاضتها مع رجال الدين ، ولم يذكر
مشاركتها في الحياه العامه والسياسيه ، وان كانت من اهم من دعت الى مشاركه المراه
فيهما . و الطبيب والسياسي الدمشقي عبد الرحمن الشهبندر ، الذي نادى بتحرير المراه وتعليمها
، والذي خرجت مظاهره نسائيه احتجاجا على اعتقاله 1942 ، وكانت من اوائل المظاهرات النسائيه
التي خرجت في سوريه ضد الاستعمار . ولعل من اهم الاسماء التي شاركت في الحياه
السياسيه ، السيده ثريا الحافظ ، صاحبه المنتدى الشهير ” منتدى سكينه الادبي ” في
دمشق، والتي قالت عنها مقبوله الشلق في تقديمها لكتاب ثريا الحافظ ” حدث ذات يوم
” ” بطله المظاهرات وخطيبه الجماهير، التي لا يعرف الخوف قلبها، احبت لغتها ، وعشقت
قوميتها ” .. ان من يقرا ” حدث ذات يوم” يطلع على نضال المراه السوريه
ضد الاستعمار الفرنسي، وعلى كفاح الفتيات السوريات اليافعات ضد الطغيان ، الذي يعد مفخره في
تاريخ النضال النسوي السوري ، وقد وصف منتداها بانه صالون ادبي فني سياسي حيث خصص
اياما خاصه بالثورات ، الثوره السوريه الكبرى ، الثوره الجزائريه .. شارك فيه مناضلون من
كافه ارجاء الوطن العربي ، حتى انها تعرضت للاعتقال من قبل المستعمر الفرنسي ، الذي
اقتحم دارها في عتمه الليل ليجرها بثوب نومها ، تاركه وراءها ثلاثه اطفال يبكون ويصرخون
. كما ساهمت ثريا الحافظ في توعيه النساء وتحريضهن ضد الاستعمار الفرنسي بمحاضرات واحاديث اذاعيه
، وتمريض جرحى المظاهرات ضد المستعمر الفرنسي ، ومواساه اسر الشهداء ورعايه اطفالهم ماديا ومعنويا
، وتوجيه النساء لممارسه حقهن المشروع في ممارسه الحق الانتخابي ، ومن ثم حق الترشيح
، كما قامت على راس مئه سيده ، برفع النقاب عن وجوههن في مظاهره تحرريه
قمن بها في شوارع دمشق ، وقد تطوع بعض الشباب الجامعيين لحمايتهن والدفاع عن خطوتهن
التحرريه تلك ، تلك الخطوه التي شقت الطريق للنساء كلهن ليمارسن ابسط حقوقهن وحرياتهن ..
كما فاخرت بانها اول امراه سوريه رشحت نفسها لانتخابات عامه ( من مقال للصحافيه رغداء
مارديني ، نشرت في مجله الطريق العدد الاول السنه 62 ، شباط 2003 بعنوان ”
ثريا الحافظ ومنتدى سكينه الادبي ) . مرحله مابعدالاستقلال استقلت سوريه في 17 نيسان 1946
، وشاركت النساء في احتفالات الجلاء التي اقيمت كل عام في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي
، الا ان سوريه عاشت بعد ذلك فتره من الانقلابات العسكريه المتتاليه ، التي بدات
بانقلاب حسني الزعيم عام 1949 ، ومن ثم انقلاب سامي الحناوي ، فانقلاب الشيشكلي ،
الذي استلم الحكم في سوريه ، وبعد ان تحول الى دكتاتور قامع ، قامت مظاهرات
ضده في كافه انحاء سوريه ، شاركت فيها النساء والطالبات بشكل خاص في كل المحافظات
السوريه ، وكان من بين ضحايا العنف الذي مارسته السلطات انذاك ضد المتظاهرين ، العديد
من الطلاب والطالبات ، الذين قتلوا في المواجهات الداميه بين رجال الشرطه والمظاهرات الطلابيه ،
واثر هذه الحوادث القمعيه ، اضربت جميع المدن السوريه ، وقامت حركه مناوئه في قطعات
الجيش في سوريه كلها ، قادت الى استقاله الشيشكلي ومغادرته سوريه . وقد حصلت المراه
السوريه على اول حقوق المشاركه السياسيه في هذه الفتره ، اذ نالت حق المشاركه في
الانتخاب عام 1949 .
عوده قصيره للحياه النيابيه في عام 1954 عادت الحياه النيابيه الى سوريه ، ولكن لم
يكن للمراه دور فعال فيها ، رغم مشاركتها في النضال الوطني في الشارع السوري ،
كمشاركتها في الاجتماعات الشعبيه الحاشده وفي حركه المقاومه الشعبيه ، ابان العدوان الثلاثي على مصر
1956 .
الوضع في الاردن
الملكه رانيا العبدالله نموذجا للمراه الاردنيه المستقلة
على مر التاريخ اختلفت مشاركات المراه الاردنيه في الحياه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعيه على حسب الاعراف
الدينية، والثقافية، والقانونية، والتقاليد التي تتسم بها كل حقبه زمنية. اما الان فيسير الوضع حسب
القانون المدني الاوروبي في الوقت نفسه تقومه تعاليم الدين الاسلامي وما تسمح به الشريعه الاسلاميه
لتضمن المراه الاردنيه حريتها وحقوقها القانونية. فيما يخص الاختلاط، والعمل، والتعليم فمازال تحكمه الذكورية.