الاطفال من عمر يوم في مرحلة الطفولة , طبيعة الطفل في أول يوم ولاده
تحاول دراسات كثيرة, منذ خمسين سنة، فهم طبيعه الوظيفه الادراكيه عند الطفل, وكيفيه تطويرها. بمعنى
اخر, الطريقه التي يتعلم بها وينمي وينظم ما اكتسبه من معارف.
حازت مؤخرا مقدرات الصغار اليافعين على اهتمام الباحثين, واذهلت من انكب على دراسه نتائجها.
اطفالنا باختصار شديد, يتمتعون بقدرات ومواهبه ونضج مبكر. ويهتمون بالحياة، اكثر مما كنا نعتقد حتى
الان.
بعد تلك الاكتشافات راح كل شخص ينظر الى الاطفال من منظار جديد.
الفكره الاساسيه وراء ذلك كله, هي اثبات ان الطفل ليس فقط كفوء, بل ايضا بكل
لعبه يمكن ان تحرك قدراته وتساعده على تطوير ما اكتسبه من معلومات.
كيف نساعده على تنميه مقدراته الفكرية
الغرض الاول من الالعاب التي نقترحها, فضلا عن اللهو الجماعي, مواكبه نمو ذكاء الطفل. فان
اداء ايه وظيفه فكريه يصبح اكثر فعاليه من التحفيز والممارسة.
لا نقصد التشديد على الوظائف الفكريه , ولا على تشجيع الولد ليسبق سنه . هذه
الافكار ليس دليلا يعلمكم كيف تحولون ولدكم الى نابغه صغير . لكن ذلك لا يعني
ان عليكم اعتماد موقف سلبي ، في مواجهه نمو الطفل الفكري ، وانتظار ان يتقدم
بنفسه بدون مساعده . كلما ساهمتم بتنويع ردات فعل ذكائه التلقائيه والطبيعيه , كلما زادت
امكانياته وتعمقت رغبته باكتساب المزيد .
يجب ان نذهب في تعليمه الى ابعد من الحقائق ، الى كيفيه الاكتساب والابداع واللعب
بنشاطه الفكري . ان ترسيخ اسس تركيبه فكر الطفل ، لا يمكن الا ان يزيد
قوه البناء الذي سيرتكز عليه في المستقبل .
التربيه من هذا المنظار لا تهدف الى صنع اطفال عباقره ، بل الى تربيتهم في
جو دافئ ومشجع ، حيث تاخذ العمليه الفكريه مكانها الطبيعي . هذه العمليه متعدده الاوجه
.
الذكاء براينا ليس قيمه بسيطه , ذات وجه واحد يرثها البعض دون غيره . انه
مقدره مركبه ومتنوعه , تتالف من عناصر عده . يشعر كل الاطفال على حد سواء
برغبه في التعلم والاكتشاف . انه فضول فكري كبير , بل ميل الى النمو والتقدم
, واحساس بالجهد عندما يقصد من بزوغ الهدف . تلك هي القواعد التي نرتكز عليها
فيما نقترح ان تفعلوه مع اولادكم . تلك الميزات يجب ان تصان وتطور , ومن
الافضل ان يتم ذلك في جو ممتع . وهل من شيء يضاهي متعه اللعب معا
.
لكل ذكاؤه الخاص
ثمه قواسم مشتركه بين الاطفال في طور النمو , وهي مرتبطه بالنضوج الجسمي والنفسي .
لكن اذا استطعنا ان نجزم ان الطفل سيجلس قبل ان يمشي , فلا احد يمكنه
ان يعلم متى سيحصل هذا او ذاك . فكل طفل يختلف كثيرا عن الاخر ,
وما من طفل يشبه طفلك شبها تاما .
تختلف وتيره اكتساب المعلومات من طفل الى اخر ايضا . ومن هذا المنطلق نشات صعوبه
التوصل الى الجميع . من الطبيعي جدا ان ينطق بعض الاطفال قبل اخرين . لكن
هؤلاء بدورهم قد يتمكنون من العد الى العشره في سن ابكر .
نقدم في هذه الافكار اقتراحات لاعمار قد لا تناسب ربما سن طفلك . فمن حق
الطفل الا يهتم للعبه ما . او يفضل لعبه اخرى حتى لو لم تكن تناسب
سنه . المتعه في اللعب معا هي الاهم .
عوض التوتر في السياره او الملل في الحديقه العامه , يستحسن ان نجد له نشاطا
ترفيهيا ينمي قدراته ايضا . تتغير وتيره الاكتساب ومراحله بشكل كبير . نستطيع ا نميز
انواعا من الذكاء تختلف باختلاف الاولاد . الامر المؤكد هو ان ما من طفل يفتقر
الى الذكاء .
دور البيئة
يلعب عامل الوراثه دورا كبيرا في الذكاء . وكذلك البيئه التي ينمو فيها الطفل .
وتبين ان التجارب المتعدده والتنبيهات المتنوعه والبيئه الودوده تساعد بشكل كبير على نمو قدرات كل
طفل . لطالما تردد على مسامعنا ( كل شيء يتقرر ) قبل هذه السن او
تلك . في الواقع لا شيء يعتبر نهائيا , لكن السنوات الاولى تلعب دورا رئيسا
في نمو الطفل . لا ينبغي الاستهتار بما يمكن ان نقوم به مع الطفل ,
لنساعده على بناء قواعد راسخه للمستقبل .
ينمو الدماغ بسرعه اكبر كلما كان الولد يافعا , ويكتمل نموه هذا قبل ان يدخل
المدرسه الابتدائيه . العمليات الفكريه الكبرى ومركبات الفكر , اي الطريقه التي ينظم فيها الطفل
معارفه ويستخدم بها ذكاءه , ذلك كله , يكتمل في سن السادسه . لذا يبدو
ان نوع التجارب الاولى وعددها هما اساس تطور الفكر في المستقبل . لا يجب اذن
ان ينسى الاهل والمربون , ان بامكانهم , عن طريق اللعب , ان يزودوا الطفل
باليات تفكير , وابتكار وتعلم . تلك العمليه كلها تنشط الذكاء , واهمها بالغه في
هذه المرحله وفي المستقبل ايضا .
اللعب والتعلم
الطفل ينمو ويتعلم عن طريق اللهو , ولا يميز بين اللعب والتعلم . كما يتعلم
ايضا حين يعمل على الاشياء او الافكار التي يريد معرفتها . لهذا السبب يشعر الطفل
بحاجه ورغبه للحركه الدائمه . ذكاؤه ينمو اذا ما ربط بين حركاته الجسميه والفكريه ,
وكررها مرارا . لاجل هذا تهدف العابنا اولا الى المتعه باللهو معا والعمل والتدريب وثانيا
الى توفير ظروف تسمح بتطوير امكانيات كل طفل .
يحتل اللعب مكانه اساسيه في نمو الطفل . انه الدليل الاهم على صحته الجسديه والنفسيه
والفكريه . انه يحبك الروابط المتينه وينمي الروح المرحه . يعتبر اللعب الطريق الفضلى للتعلم
, لان الطفل يكتسب بدون مجهود وبدون ان يدرك . اضافه الى المتعه التي يمنحها
, يسمح للطفل باستعمال جسمه وحواسه . ويعطيه فرصه ليكتسب عددا كبيرا من المعلومات وليتمرن
بشكل فعال .
يتعلم الطفل عن طريق اللعب , التركيز واحترام الاخر . كما يكون مخيله واسعه ويطورها
وينظم بنيتها . على الوالدين ان يؤمنا لولدهما جوا ترفيهيا , ويوفروا لهم فرصه للاختيار
, وان يتفرغا له قدر الامكان .
يتملك الاطفال كلهم رغبه كبيره باللعب والتعلم , لكنهم يرغبون اكثر بصحبه البالغين . كل
ما يريده الطفل هو ان يهتم البالغ لامره , ويمنحه بعضا من وقته وعطفه .
عندما تلعبون مع الطفل تمنحونه هذا كله . يتقدم الطفل ويتعلم ما دمنا وفرنا له
الحافز الدائم .
ويبقى الحافز قويا اذا ما نطلبه منه على مستواه . واذا لم ننسى فل كل
مره ان نثني على جهوده ونشجعه . معنى ذلك انه يجب ان نعرض على الطفل
نشاطات يستطيع النجاح فيها ، ويشعر فيها بالارتياح . واذا تصرفنا خلاف ذلك , وضعناه
في موقف حرج , او حتى جعلناه يفشل , فنحصل على نتيجه معاكسه لما كنا
نريده : ينغلق الطفل على ذاته ويفقد ثقته ويرفض ان يتعلم معنا مجددا . اما
اذا نجح فيجب ان نهنئه ونفخر به حقا , فبذلك يزيد حافزه قوه ويجعله يرغب
بان يعطي المزيد .
دور جو البيت
في دراسه اجريت على السلوك التربوي الذي اتبعه اهل بعض المتفوقين , الذين لمعوا كل
في مجاله , لاحظ المراقبون القواسم المشتركه في التربيه . ووجد الباحثون فعلا بعض الخصائص
: ترعرع الاولاد منذ نعومه اظافرهم في محيط غني استطاعت فيه امكانياتهم ان تنمو ,
فانطلقوا الى اكتشاف العالم المحيط بهم . ادرك اهلهم ان اي تعليم لا بد ان
يمر عبر اللعب والمتعه , لذلك راحوا يشجعون اولادهم فيظهرون هم انفسهم فضولا وتحفزا .
كما تركوا لاولادهم حريه اختيار ما يثير اهتمامهم وابدوا انفتاحا كبيرا حيالهم .
وفر كل ذلك جوا عائليا مفعما بالاثاره والاحترام والدفء.
حين نجعل الولد يلعب , نعطيه اكثر من الفرص الفكريه , فقد لا حظنا ان
هناك امكانيه كبيره امام الاهل والمربين للمساهمه والمشاركه في نمو ذكاء الولد . اصبحت طرق
العمل والتصرفات الضروريه لهذا النمو معروفه الان . لكن الامر لا يقف عند هذا الحد
, فالناحيه العاطفيه تضاهي ذلك اهميه .
الشعور بالالتزام والمشاركه يخلق روابط وثيقه وحميمه , مما يؤدي الى ارتباط اوثق بالولد .
بالاضافه الى اللهو والاثاره اللذين توفرهما هذه الالعاب , فهي تسمح بمراقبه الطفل عن كثب
. تطلعنا على اذواقه , ومباهجه , ومواطن قوته , مما يسمح بتربيته ومنحه احساسا
بالامن الداخلي والحنان الواعي الضروريين لنموه .
نحن واثقون من ان هذه الطريقه الجديده في ربط اللعب بالوعي , تنشئ عادات تشكل
فرصا حقيقيه لمستقبل الولد , وتثبت قدميه في مشروع التفتح العام , الذي يحتل فيه
ذكاء القلب مكانه خاصه جدا .
عناصر النمو العقلي
يفكر الولد ويفهم العالم المحيط به , بطريقه مختلفه عن طريقه البالغ . وكلما كان
صغيرا كلما زاد هذا الاختلاف . لكنه يكتسب تدريجيا ، اثناء نموه , تلك البنى
العقليه الناضجه . ندين لبياجيه بالكثير ، لانه كان من اوائل من قالوا بتطور ذكاء
الطفل تدريجيا , في مراحل متلاحقه من عمره , يعتبر بياجيه ان فكر الطفل حاله
خاصه من التكيف البيولوجي , تشرح نموه اربعه عناصر اساسيه :
_ العنصر الاول هو النضوج . يولد الطفل مزودا ببعض الامكانيات , التي يقال انها
انعكاسيه اي غير اراديه , وهي لا تحتاج اي تدريب , ويختفي معظمها مع الوقت
كما يولد مزودا ايضا ببعض الامكانيات الكامنه التي تتجلى مع نضوج الجهاز العصبي .
ان تنوع المناسبات التي تمرن فيها هذه القدرات هو الذي يحدد امكانيه تنميتها كليا.
_ العنصر الثاني هو الاختبار المادي: معنى ذلك ان على الطفل ان يحتك بمحيطه، بالاشياء
والاماكن، والاشخاص،الخ.. لكي ينو فكريا. عن طريق التعاطي مع كل ذلك، يتعلم الولد ان يحدد
موقعه، ويميز بين الاعتيادي والمختلف، ويفهم نتيجه ما فعله.
ربما كانت قواعد الفكر العلمي والمنطقي تنشا في هذه المرحلة.
_ العنصر الثالث هو النقل الاجتماعي: ان اكتشاف الطفل لمحيط به لا يعلمه كيف يتكلم
ويلعب ويغتسل. تلك العادات البسيطه التي تؤلف نظام اليوميه وتختلف من بلد الى اخر، بل
ومن عائله الى اخرى فكل حضاره لها موسيقاها وقيمها وقواعد اللياقه الخاصه بها.
انه جو متكامل يترعرع فيه الطفل ، ولا يمكننا الاستهتار بما يكتسبه منه.
العنصر الرابع والاخير هو الضبط الذاتي: يولد الاطفال وفي داخلهم قوه تقودهم نحو التاقلم الفكري،
الذي يستحسن اداؤه بشكل مطرد، فينتقلون من البسيط الى المركب، ومن الغرض الحقيقي الى رمزه،
ومن الحسي الى المجرد . ويشرح لنا مفهوم التاقلم كيفيه حصول تلك العملية. انها عمليه
توازن داخلي، تضبط دائما معارف الطفل حتى يضيف اليها اختباراته الجديدة. يقوم المنهج الفكري الاول
على ربط التجربه الجديده باشياء او انواع يعرفها الطفل، بهدف تحديدها او توسيعها. واذا استحال
عليه ذلك، يبتدع فئات فكريه جديدة. لا يمكن تطوير المفاهيم الجديده الا اذا اخذ الطفل
الوقت الكافي لاستيعاب المفاهيم القديمة. في ما يلي على ذلك:
تعرف (الين) الكلاب، وتعتبر كلبا كل حيوان حتى لو كان مختلفا. لكنها لم تر ابدا
كلابا كبيرة، في المره الاولى ستبحث عن قواسم مشتركه بين هذا الحيوان الجديد والحيوانات التي
تعرفها حتى الان. لكن اذا استحال ذلك وحصل ان رات في حديقه الحيوان مثلا، ذئبا
او ضبعا او اي حيوان اخر، فستكون في ذهنها فئه جديدة.
مراحل النمو
ان معرفه هذه الاليات الفكريه ، ونمو فكر الطفل المميز بحسب سنه، امر بالغ الاهميه
لمن يريد اقتراح نشاطات تناسب كل طفل وتسهل نموه الفكري . كلما كانت الالعاب التي
تقترحونها على طفلكم، مثيره لاهتمامه وملائمه لمستواه الفكري، كلما اصبحت حياته غنية. اهمال هذه المعرفه
يمكن ان يقود الى اقتراح نشاطات انا ستصيبه بالاحباط او تجعله يمل. بل فضوله ايضا،
ورغبته بالاستكشاف، ومنطقه وقدرته على الحكم وروحه المرحه وتاقلمه مع محيطه اليومي.
في ما يلي المراحل الاولى التي يمر بها الطفل:
المرحله الاولى التي حددها بياجيه تغطي السنتين الاولى والثانيه من حياه الطفل. الذكاء الذي يدعى
حينها (حسي – حركي) sensori- motrice يكتسب حكما بالحواس والجسم. ويكتشف الطفل العالم بالادوات التي
اعطيت له. يكتسب عادات وامكانيه التعرف على الاشياء والاشخاص، وطرق التصرف. يندمج الطفل تدريجيا بمحيطه
وتصبح تصرفاته متعمدة. يطور الطفل بسرعه ذكاء عمليا.
وكلما سمح محيط الطفل له بالاختبار والتجربه كلما زاد نمو هذا الذكاء.
يلي تلك المرحلة، مرحله تمهيديه ، تلازم الطفل حتى سن السادسه او السابعة. في هذه
المرحله يركز الولد اكثر ما يركز على تقليد الاخرين ويجسد ما يعيشه من خلال العاب
رمزية. يتابع الطفل استكشافه وتجاربه، لكنه يطرح اسئله ، ويضع فرضيات ويتعلم عن طريق المراقبه
وتقليد كل ما يراه. لا يحلل الا قليلا ولا يعلق اهميه على التفاصيل الا اذا
لفتنا نظره اليها. لكنه يميل اكثر الى مراقبه الحالات والحكم عليها بشكل عام. لا يتاثر
الطفل في هذه السن تاثرا كبيرا بمنطق البالغين، ويعتبر الحيوانات والاشياء الجامده حية.
خياله واسع جدا لكنه لا يفرق كثيرا بين العالم الواقعي والعالم الخيالي.
يجتاز الطفل حتى سن الحاديه عشرة، مرحله تدعى عمليه واقعية. تنتهي مركزيه تفكير الولد ويصبح
اكثر احساسا بالابعاد الاجتماعية. وغالبا ما يعقد صداقه مع فرد او مجموعة.لا يابه الولد بالمظاهر،
ولذلك نجد فكره اكثر موضوعيه وبعدا عن الانحياز. لكنه لا يزال يتصرف تبعا لوقائع حسيه
, ولا ينكب على التفكير بالمفاهيم المجرده الا في المرحله التاليه .
هذه المعاينه السريعه مقتضبه جدا ! الهدف منها اثبات ان الطفل لا يفكر كالناضج .
يجب ان نعلم بدقه متى يصبح مستعدا لتطوير هذه القدره او تلك , لتقترح ذلك
عليه في الوقت المناسب . لا قبل الاوان فنجعله يفشل , ولا بعد فوات الاوان
مما قد يلغي فائده التمرس المطلوب .
لا ينمو الطفل بشكل جيد ان لم نقدم له التحفيز المناسب لسنه . تلك هي
اهميه هذه الافكار , التي تقترح عليكم لكل سن نشاطات ترفيهيه تشاركون بها لطفلكم .
الطفل من الولاده الى عمر سنة
يكتسب الطفل في سنته الاولى مقدرات جديده ويقطع اشواطا بعيده اكثر من اي وقت لاحق
في حياته . والمعارف التي سوف يحصل عليها والاكتشافات التي سوف يقوم بها , اداتها
جسمه واحساساته ؟ لهذا السبب نتكلم عن مرحله حسيه _ اليه .
اللعب مع الطفل الصغير ليس فقط ممكنا بل منصوحا به كما راينا . لكن يجب
اتخاذ بعض الاحتياطات , فكلما كان الطفل اصغر سنا كلما كان عاجزا عن التركيز لمده
طويله . ان الوقت المناسب هو عندما لا يشعر بالجوع ولا بالنعاس وعندما تجدينه هادئا
. لكن توقفي ما ان يبدو عليه التعب . على الطفل ان يحدد وتيرته الخاصه
. يجب ان تعلمي سريعا متي ينصرف انتباه الطفل , سواء من التعب او من
الاثاره الشديده ؛ عندها اوقفي اللعب حالا .
يتجاوب الطفل بشكل افضل اذا كان بامكانه رؤيه وجه من يكلمه او يلاعبه , وبخاصه
عينيه : لذا ينبغي ان تقفي امامه مباشره للاستئثار بانتباهه .
اذكر اخيرا ان الطفل مرهف الاحساس , يتاثر بحالتنا النفسيه الداخليه ؛ لذا لا يفيده
بشيء ان نلعب معه الا اذا كنا مستعدين وفرحين مرتاحي الاعصاب .
تلك السنه الاولى ، الغنيه جدا على صعيد ما يكتسبه الطفل , هي ايضا مرحله
حساسه جدا .
فالطفل الذي لا يستطيع بعد الاعتماد على نفسه , لديه حاجات كثيره . يحتاج الدفء
والحب والحنان والنظام والهدوء والتوعيه . يحتاج ان نهتم به , فلا نتركه يمل وحده
في زاويه من زوايا المنزل . يحتاج ان يعيش في وسط يشعر فيه بالامان المادي
والعاطفي على حد سواء . الطفل مزود بمقدرات خاصه لينمو بافضل ما يمكنه لكن على
الاهل والمربين ان يوفروا له الظروف الملائمه ليفعل ذلك .
حتى الشهر الرابع
ينظم الطفل تدريجيا اوقات اكله ونومه ويكتسب في هذه المرحله عادات . نراه يتنبه بسرعه
ويتجاوب مع من حوله بطريقه اكثر دقه : فيبتسم ويضحك ويحاول ان يصدر اصواتا .
اكتشاف جسمه يشغله كثيرا . يمكنه ان يمضي وقتا طويلا في تامل يديه , تلك
الاشياء المتحركه المضحكه ! يجلس في كرسيه المريح يتامل اغراضا ملونه تتحرك او يراقب مشيه
من يحبهم . على صعيد الوعي الفكري , يتعلم الطفل كيف يربط بين حركتين تلقائيتين
, بشكل يسمح له باكتساب حركات جديده اكثر تنظيما .
يتعلم كيف يتحرك بشكل غير مبالغ فيه . كل حركات الطفل في هذه المرحله موجهه
لنفسه , وغالبا ما تصدر من باب الصدفه . ثم يصبح لاحقا , قادرا على
تكرارها . مثالا على ذلك , القدره على متابعه شيء ما بعينه , او حمل
يده الى فمه المفتوح , او الالتفات الى مصدر الصوت الخ……..
من الشهر الرابع الى الشهر الثامن
يمر اكتشاف العالم بالحواس . النظر الحاد جدا , الذي يجعله يميز بوضوح بين الاشكال
والالوان , والذوق مع ادخال اطعمه جديده الى نظامه الغذائي ، الشم الذي يعمل بشكل
ممتاز منذ الولاده ، فقد بدا يتعرف على الاصوات وضجيج البيت ويكتشف مفهوم الايقاع .
واخيرا حاسه اللمس , عن طريق استعمال يديه او وضع الاشياء في فمه . نمو
الحركه هام جدا ويسمح للطفل بالقيام بتمارين جديده مثل : محاوله تثبيت راسه . يكتسب
الطفل شيئا فشيئا وضع الجلوس , تم تحرر يديه . ويتعلم كيف يلتقط الاشياء :
الطفل الذي كان يمسك غرضا ما بقبضه يده , يكتشف التقابل بين الابهام والسبابه ,
الذي يشكل عنده ملقطا فعالا جدا . تزداد تمارين التقليب باليد ويعي الطفل ان له
جسم , فيكتشفه ويسيطر بشكل افضل على حركاته .
النمو الفكري لا ياتي في المرتبه الثانيه ابدا . يكتشف الطفل طرق تصرف جديده ,
ويكررها حتى يعتادها . تلك العمله تمنحه متعه كبرى . يكتشف مثلا انه اذا رفع
ساقه في الهواء عندما يكون مستلقيا على ظهره ، في سريره , يستطيع ان الدمى
المعلقه فوق راسه تتحرك . او انه اذا صرخ (ماماما) تاتي اليه امه فرحه سعيده
! يمضي الطفل وقتا طويلا ليتعلم الربط بين الفعل والنتيجه : يجيب عندما نناديه باسمه
, يلعب ( الغميضة) عندما يغطي راسه بقطعه قماش , يقهقه ضاحكا , يلفت الانتباه
, يرفض الماكولات التي لا يحبها الخ………..
من الشهر التاسع الى السنة
يحسن الطفل في طريقه جلوسه ويبدا في محاوله الوقوف ثم المشي . بعد ذلك ,
لا شيء يقف بوجه ذلك المستكشف الصغير ! انها المرحله التي يجب ان يتزود فيها
الاهل باقفال , وحواجز وخزانات تقفل بالمفتاح . الاخطار كثيره والحوادث المنزليه متعدده . تصبح
اليد اداه خبيره في عمليات الاكتشاف وفي تقديم المساعده لسحب الجسم الى الامام , عندما
يزحف الطفل . يواجه الطفل بعض الصعوبه في التقاط الشيء او افلاته لكن ذلك سيقوده
تدريجيا الى التحكم جيدا بالاشياء , والى انواع كثيره من العاب المشاركه . نمو الذكاء
واضح . فالطفل يفهم كلمات بسيطه ، يصفق بيديه ليقول (ممتاز, رائع) او يلوح بيديه
ليقول وداعا . يضحك اذا هرجنا امامه , يفهم معاني معقده مثل : في الداخل
, وفي الخارج والى جانب . . . ويعرف معنى كلمه (لا) .
لا يكتفي الطفل بترسيخ ما اكتسبه في المراحل السابقه عن طريق تطبيقها على اوضاع متنوعه
, لكنه يكون لنفسه مفاهيم جديده .
المفهوم الاكثر اهميه هو ما نطلق عليه (الاحتفاظ بالشيء) . حتى الان , لم يكن
الطفل يبحث عن شيء اختفى الا بواسطه النظر . حتى لو كان مخبا امامه تحت
وساده , كان يعتبره غير موجود لانه لم يعد يراه . اما الان فقد اصبح
يعلم ان الغرض لا يزال موجودا , حتى لو لم يعد يراه : لذلك سيدفع
الوساده ليستعيد الغرض المخبا تحتها . ويدرك الطفل بالطريقه نفسها ان امه لا تزال موجوده
حتى لو خرجت من غرفته , او وضعته في دار الحضانه , مما قد يجعل
الافتراق عنها صعبا في هذه المرحله .
يبدا الطفل بتقليد الاخرين : يفعل اشياء راى احدا يقوم بها اما لنفسه ( كان
يقلب صفحات كتاب مثلا ) ، او لغيره ( كان يحاول اطعام دبه بملعقه صغيره
) . يفهم الطفل في هذه المرحله تسلسل الاحداث , لذا يصبح قادر على استباق
الامور . نراه يفرح عندما يسمع المفتاح يدور في قفل الباب , او عندما يرى
امه متجهه الى المطبخ . اذا سارت الامور كالمعتاد , نراه مطمئنا وسعيدا . اما
اذا حصلت تغيرات ما في سياق الاحداث , فتظهر عليه امارات المفاجاه والقلق .
ان فئات الالعاب التي حددناها تستعيد الطرق التي يعتمدها الطفل لفهم محيطه . وهي التنبيه
بالحواس , بالاضافه طبعا الى دور اليد والجسم كله , كادوات تساعد على الاكتشاف واكتساب
المعرفه والاكتشافات الفكريه التي تميز هذا العمر .
خلال الاشهر الاولى
طفلك لا يفهم طبعا القواعد ولا التعليمات . لكنه اصبح منفتح على العالم ؛ يشعر
باحاسيسك ويمكنه ان يقيم معك تبادلا فكريا حقيقيا . تستطيعين اذن ان توفري له ابتداء
من اسابيعه الاولى ، اشياء كثيره ومتنوعه من شانها ان تنبهه , مع الحرص طبعا
على احترام وتيرته الخاصه .
1_ تنبيه حاسه اللمس
مكان اللعب : في السرير ، وفي الحمام .
بدلي وضعيه طفلك في سريره . ضعيه تاره على بطنه وتاره على ظهره . دلكيه
بلطف عندما تلبسينه ثيابه . حركي , بعد الحمام , اطراف طفلك , حركات رياضيه
: اجعليه على ظهره , وارفعي يديه الى راسه ثم انزليها . اثني ساقيه وارفعيهما
حتى صدره ، ثم اعيديهما ممدودتين الى وضعهما الاول .
حاولي ان تعلقي على ما تفعلينه وتسمي اعضاء الجسم التي تلمسينها : ” اترى ،
انا اطوي ساقك ! انتظر ، تلمس راسك بيدك ! اتشعر براسك ؟ ……. ”
2_ تنبيه حاسه النظر
مكان اللعب : السرير
غيري مكان سريره من حين لاخر , حتى لا يصله الضوء بالطريقه نفسها دائما ,
بل يلامس عيني طفلك على التوالي , علقي فوق سريره غرض يلمع مثل المنيوم ،
من الناحيه التي يدير الولد راسه اليها دائما ، على بعد ثلاثين او اربعين سنتمترا
من عينيه . كما يمكنك ان ترسمي الاشكال التاليه باللونين الابيض والاسود على اورق قياسها
21 * 30 سم وتعليقها على ارتفاع ثلاثين سنتمتر من وجهه ( لا تعلقي الا
رسما واحدا كل مره , لكن بدليها كل يومين او ثلاثه ايام ) عندما يكون
طفلك ممددا في سريره , اجعليه يرى احد هذه الرسوم ، ثم ابعديها من امامه
. كرري هذه الحركات مرات عده , حتى يثبت الطفل نظره على المكان الذي اختفى
فيه الرسم , بانتظار ان يظهر من جديد .
امكانيه اخرى : ضعي الطفل في حضنك واجعليه يرى احد الرسوم . ثم خذي يده
, ومرري طرف اصبعه على حدوده .
مرري اصبعه على حدود الدائره , وعلى الخطوط ، وغيرها من الاشكال .
3_ تنبيه حاسه السمع
مكان اللعب : في المنزل
يمكن ان تعودي طفلك على اصوات مختلفه , ابتداء من الاسبوع السابع . اجعليه يسمع
اصوات هداه ، لكن عوديه ايضا على الاصوات المعروفه في المنزل مثل : صوت الجرس
, والمنبه , وصوت الورق حين نجعده او صوت صفحات الكتاب حين نقلبها , او
رنين شوكه على صحن , او اصوات تصدر من الفم …. ولكن من جهه اخرى
تفادي الاصوات القويه ، او الحاده , او المؤذيه .
ابتداء من الشهر الثالث
يمكن ان تبدئي ببعض الالعاب البسيطه التي تنبه حواس الطفل . لكن عليك ان تعرفي
كيف تختارين الوقت المناسب الذي يستمتع فيه باللعب معك .
4_ الروائح الجديدة
مكان اللعب : اثناء النزهه , اثناء تناول الطعام , في المنزل .
اجعلي طفلك يشم بعض القوارير او الاشياء التي تفوح منها روائح مختلفه وجديده بالنسبه له
مثل قوارير التوابل ( كالقرفه والاعشاب الجبليه ، والفانيليا , ……) , ثمره موز ،
قشر او لب برتقال , الخ . . . . . ( ولا تنسي الازهار
والعشب وكل ما تجديه في النزهات في الحديقه . . . ) . ابداي انت
بتنشق العطر , واجعلي طفل يشعر انك تستمتعين بذلك . ثم اجعليه يشم هو ايضا
تلك الرائحه . بينما تشرحين له ما هي .
5_ الاحساس بالتوازن
مكان اللعب : اثناء النزهه , في الحمام , في المنزل .
احتضني طفلك جيدا , ليكون ممددا افقيا , وظهره مستندا اليك . امسكي به جيدا
من دون ان تضغطي عليه , وتارجحي بلطف من اليمين الى اليسار , ومن الامام
الى الخلف , انحني وانزلي , الى ما هنالك . . . تلك الاحاسيس الجديده
تساعد الطفل على ان يعي مفهوم المكان والتوازن .
6_ تنبيه الحركات
مكان اللعب : في السرير
اربطي اجراسا صغيره باشرطه تعلفينها في يدي الطفل او رجلينه , بحيث تصدر رنين كلما
حرك يده او ساقه . علميه كيف تؤدي الحركه الى الصوت . سيفهم بسرعه ويحاول
تكرار ذلك .
منعا لحدوث اي حادث , لا تتركي الاجراس للطفل حين يكون وحده , فقد يبتلعها
.
7_ تنبيه حاسه اللمس
مكان اللعب : في السرير , في الحمام , وفي المنزل .
خذي اقمشه واغراض ذات ملمس مختلفه ( كقطعه مخمل واسفنجه حمام خشنه قليلا , وقطن
وحرير وريشه وفرشاه للبودره . . . ) ودغدفي بها طفلك على راحه يديه ,
وعلى باطن قدميه , على ظهره ، بين الكتفين . . . اشرحي له كل
مره ما يحسه , قولي له : هذا ناعم او هذه تخدش قليلا الخ .
. . واذا رايت انه يستمتع بذلك فستمري من دون تردد .
يمكنك ان تمرني طفلك , منذ شهره الرابع , على التقاط شيء ولافلاته مثل كره
مطاطيه او ملعقه معدنيه , او حلقه بلاستيكيه . ولتكن هذه الاخيره كبيره ما فيه
الكفايه حتى لا يبتلعها الطفل . كما تستطيعين ان تعطيه اغراضا ذات ملمس مختلف يمكنه
ان يلعب بها ويضعها في فمه من دون ان يتعرض لاي خطر .
8_ تنبيه حاسه النظر
مكان اللعب : في السرير , وفي المنزل .
عندما يستلقي طفلك على بطنه , حركي امام عينيه لعبه ما . ويستحسن ان تصدر
صوتا كلعبه تسقسق مثلا او خسخشيخه . . . ارفعي امامه اللعبه بهدوء وقولي له
بصوت ناعم : ” انظر الى اللعبه ” . كرري تلك الحركه الى ان يرفع
طفلك راسه وكتفيه لمرافقه حركه اللعبه .
عندما يستلقي طفلك على بطنه , اختاري وقتا لا يحدق فيه بيده , لتضعي فيه
مجال نظره لعبه ما . كرري ذلك حتى يحاول التقاط اللعبه .
9_ العاب التقليد
مكان اللعب : اثناء تناول الطعام , وفي المنزل .
التقليد هو احدى قواعد نمو الطفل . لذلك يجب ان تشجعيه باكرا على تقليد ايماءاتك
وحركاتك .
عندما يكون طفلك مستلقيا على ظهره او جالسا في كرسيه الطويل , اجلسي امامه بحيث
يستطيع النظر الى عينيك . حركي السبابه امام عينه , من اليمين الى اليسار ,
للفت انتباهه . ثم اتبعي اصبعك , بتحريك راسك من اليمين الى اليسار . عندما
تتمكنين اخيرا من الاستئثار بانتباه طفلك , ابعدي اصبعك وتابعي حركات الراس . ستجدين الطفل
يقلدك بعد بضعه محاولات .
العاب اخرى : انظري في عيني طفلك , وارسمي على وجهك , بشكل مبالغ فيه
جدا , تعبير قلق او حزن ( شفتان مقلوبتان , وزاويتا الفم مشدودتان الى الاسفل
, الجبين متجعد , الخ . . . ) ثم ابداي تدريجيا بتغيير ملامح وجهك
لتظهر على شفتيك ابتسامه عريضه . سترين ان طفلك سيبتسم هو ايضا .
انظري في عيني طفلك وتلفظي , بينما تبتسمين له , بلفظه بسيطه مثل ( اه
) او ( اوه ) او ( غ ) . كرري هذه العمليه مع الاحتفاظ
بالابتسامه واللفظه عينها , حتى يردد الطفل ما تلفظت به .
في الشهر السادس
تتقلص عدد ساعات النوم في النهار . وينام الطفل الليل بكامله , كما تنتظم حياته
انتظاما شبه تام . يتحرك الطفل الان بشكل متناسق , لان عينيه ويديه وفمه ,
اصبحت كلها قادره على التحرك معا لتحقيق هدف واحد . يستطيع الطفل الان ان يجلس
, مما يجعله حر التصرف بيديه ويسمح له بتحريك اشياء كبيره نسبيا , فيمكنك ان
تستغلي الفرصه لتقرحي عليه العابا منوعه لمسيه وسمعيه .
10_ الالعاب التي تصدر صوتا
مكان اللعب : في المنزل ، في السرير ، في الحمام .
حان الوقت لتشتري لطفلك , العابا تصفر او تسقسق عندما نضغط عليها , ان لم
تفعلي بعد . فضلا عن فضلا عن الزرافه الصغيره التي اسعدت اجيالا من الاطفال ,
يمكنك ان تجدي اشكال متنوعه جدا , في القسم الخاص بالحيوانات , في المتاجر الكبرى
. تتميز هذه الالعاب بانها تقاوم العض وتدوم على الاقل بضعه اشهر . . .
11_ اصوات المنزل
مكان اللعب : في المنزل .
تجولي في ارجاء المنزل مع طفلك واجعليه يسمع الاصوات التي تتردد فيه غالبا : صوت
الماء الجاري , جرس الباب , صوت المكنسه الكهربائيه , خشخشه المفاتيح , قرع على
الباب , الخ . . . كرري هذه النزهه كل ليله قبل النوم . وفي
كل مره اضيفي عددا من الاصوات الجديده .
12_ الزجاجات التي تصدر اصوات
مكان اللعب : في المنزل , في السرير ، اثناء تناول الطعام .
املئي زجاجات المياه المعدنيه , البلاستيكيه منها فقط , بالحصى والبذور والحبوب والارز واللالىء البلاستيكيه
واغصان صغيره مقطعه . . . ولا تضعي الا نوعا واحدا في كل زجاجه ,
فتحصلين على مجموعه من الزجاجات , تصدر كل منها صوتا مختلفا عندما يحركها طفلك .
لتفادي اي حادث , اختاري زجاجات ذات غطاء لولبي . يمكنك ان تلصقي عليها ,
لتزيينها والتمييز فيما بينها , اشكالا هندسه او ورقا ملونا .
13_ الصندوق العجيب
مكان اللعب : في المنزل , واثناء تناول الطعام .
هذا الصندوق ليس الا الراديو . شغليه امام طفلك لكن احرصي على ان يكون الصوت
منخفضا . تنقلي بين الموجات , من محطه الى اخرى . غيري في ان واحد
المحطه التي يسمعها وقوه الصوت . هكذا تجعلين طفلك يكتشف عالما من الاصوات لم يكن
يتصور انه موجود .
14_ بووم !
مكان اللعب : في المنزل ، في الحمام , اثناء تناول الطعام , وفي السرير
.
قفي امام طفلك الجالس على كرسيه العالي , واضربي جبينك بجبينه ضربه خفيفه , وانت
تقولين له ” بم ! ” . ثم ابعدي راسك واعيدي الكره مرتين او ثلاث
.
وعندما تقولين ” بم ! ” وتنحين راسك , يدني طفلك بسرعه راسه . انها
لعبه تقليد ممتازه يمكن اللجوء اليها عندما تنتظرين في الصف في احد المتاجر الكبيره ,
اذا كان طفلك جالسا في عربه التسوق .
15_ تنبيه حاسه اللمس
مكان اللعب : في المنزل , في الحمام , اثناء تناول الطعام ، وفي اثناء
الرحله .
اجعلي طفلك يلمس اشياء مختلفه تمنحه احاسيس متنوعه , مثل قطعه ثلج , جهاز التدفئه
( اذا كان يعمل ) , رضاعته . ان ذلك يجعله يختبر الاحساس بالبروده او
السخونه . اذا لمس قشره شجره او جدارا من الحجر , او اوراق الزهور ,
يكتشف الاحساس بالخشونه والنعومه . ضعي يده تحت ماء الحنفيه الدافئه , ثم تحت رذاذ
الدش , الى اخره .
نوعي هذه الاختبارات قدر المستطاع . سمي لطفلك كل مره , بصوت ناعم وواضح ,
اسم الاحساس الذي يشعر به .
16_ لعبه الاكتشاف
مكان اللعب : في المنزل , و اثناء تناول الطعام .
اتركي في متناول يد طفلك علبه كبيره يسهل فتحها , كعلبه الاحذيه مثلا . ضعي
فيها عددا من الالعاب والاغراض التي لا تشكل خطوره عله . سرعان ما يجد الطفل
لذه في افراغ العلبه واكتشاف محتواها , بيده وكذلك بفمه . جددي غالبا محتوى العلبه
حتى لا يمل منه ويخف فضوله .
في الاطار نفسه ، تستطيعين ان تعطي الطفل عندما يكون تحت مراقبتك , وعاء فيه
بعض الماكولات الصغيره كرقائق الذره او الزبيب .
17_ كتاب المعايدات
مكان اللعب : في المنزل .
اجمعي بطاقات المعايده التي وصلتك في عيد راس السنه في اعياد الميلاد او البطاقات البريديه
. . . اثقبيها على جانبها كما تفعلين بالاوراق . اشبكي البطاقات كلها عن طريق
تمرير شريط بين الثقوب . فتحصلين هكذا على كتاب مميز وملون يستطيع طفلك اللعب به
كما يحلو له .
18_ كتاب للمس
مكان اللعب : في المنزل ، وفي السرير .
ادهني بعض اوراق الكرتون بالغراء . ثم انثري فوقها موادا مختلفه : رمل , ارز
، وطحن الى اخره . . . اجمعي الاوراق في ملف , تضعين فيه ايضا
قطع قماش في انواع مختلفه ، واوراق صحف . . . تنجزين بهذه الطريقه كتابا
للمس , يستطيع طفلك بواسطته ان يختبر ملامس متنوعه .
19_ اتعطيني هذا ؟
مكان اللعب : في المنزل ، في الحمام , واثناء تناول الطعام .
اعطي طفلك غرضا صغيرا ( مثل دميه ، او كره ، او ملعقه . .
. ) . ودعيه يلهو به قليلا . ثم مدي يدك واطلبي منه بصوت رقيق
: ” اتعطيني هذا ؟ ” اذا مد يده به , خديه وافعلي به شيئا
مسليا ( ارميه بالهواء والتقطيه مثلا ) . ثم اعيديه للطفل . بهذه الطريقه تدفعينه
الى ان يناولك كل ما يقع تحت يده . تساعده هذه الحركات على تنميه مهاراته
.
عندما يعتاد الطفل على هذه اللعبه , يمكنك ان تعقديها اكثر عن طريق ادخال فكره
المبادله : ” اعطني الكره وخذ الملعقه ” يحسن الطفل بهده الطريقه عمليه الربط بين
حركاته .
من الضروري طبعا ان تحرصي على التعليق على كل ما تفعلينه ، كي تغني بالمناسبه
عينها مفردات الطفل : ” اتعطيني المكعب الازرق ؟ اعطيك بدلا منه المكعب الاحمر .
اترى ؟ هذا المكعب لونه احمر . . . ” .
20_ اين ماما ؟
مكان اللعب : في المنزل ، في الحمام ، اثناء تناول الطعام , واثناء الرحله
.
انها لعبه تقليديه جدا , تعود الطفل على فكرتي الغياب والحضور . تختبئين خلف باب
او ستار وتقولين : ” اين اختفت ماما ؟ ” تم تعاودين للظهور امام طفلك
وانت تصرخين ” كوكو ! ” .
كرري اللعبه عده مرات , فالطفل يجدها ممتعه جدا . اذا كان المكان يسمح بذلك
, اختفي من جهه واظهري في اخرى .
يمكنك ان تختفي ايضا , بوضع منشفه على راسك , تغطيه كليا . لتمر بضع
لحظات , ثم ارفعي المنشفه واصرخي ” كوكو ! ” .
بعد ثلاث او اربع محاولات , سيحاول طفلك ان يرفع المنشفه بنفسه .
المرحله الاخيره : تغطين راس طفلك بالمنشفه وتطرحين السؤال التقليدي : ” اين صغيري ؟
” وبعد لحظات ترفعين المنشفه بحركه سريعه . وسرعان ما يحاول طفلك رفع المنشفه بنفسه
, في هذه اللعبه ايضا .
ابتداء من الشهر الثامن حتى الشهر التاسع
يصبح الطفل قادرا على السعي الى ما يريده . سوف يزحف ثم يحبوا على اطرافه
الاربعه ليمسك بما يثير اهتمامه . يستعمل يديه اكثر فاكثر وبشكل افضل . يحاول تقليد
” الكبار ” ويظهر ابتداء من هذه المرحله , ان له طبعا خاصا وشخصيه مميزه
.
21_ تنبيه حاستي اللمس والسمع
مكان اللعب : في المنزل ، في الحمام ، اثناء تناول الطعام , واثناء القيام
بنزهه .
اعطي طفلك مكعبات خشبيه وعلميه كيف يضربها ببعضها . دعيه يضرب على الطاوله باغراض متنوعه
. ضعي في متناول يده مجلات قديمه , اوراق المنيوم , اوراق مشمعه واراق شجر
يابسه . . . يستطيع ان يبعثرها ويمزقها كما يحلو له . اجعليه يمسك بيده
اشياء ( لا تشكل خطر عليه ) , ذات اشكال غريبه بالنسبه له مثل مصفاه
بلاستيكيه , مبشره جبنه , قفاز مطاطي , قمع . . .
22_ لعبه الرعد
مكان اللعب : في المنزل , واثناء تناول الطعام .
قد يخاف ولدك من صوت الرعد اثناء عاصفه قويه . في وضع كهذا يمكنك ان
تبتكري له لعبه خاصه . اعطيه مكعبا او ملعقه خشبيه , وعلميه كيف يضرب على
الطاوله ليصدر صوتا كالرعد . هكذا قد يتخلص من خوفه بسرعه .
23_ العاب التقليد
مكان اللعب : في المنزل , في الحمام , اثناء النزهه , واثناء تناول الطعام
.
اذا رايت طفلك يضرب الطاوله بغرض ما , خذي هذا الغرض من يده واضربي الطاوله
بالطريقه نفسها مقلده ايقاعه . ثم اعيدي له الغرض , فسيعاود الضرب . كرري هذه
اللعبه مرات عده .
قومي امام طفلك بحركات كبيره ومسرحيه : لوحي بيدك مودعه , صفقي . . .
المسي طرف انفه باصبعك واصدري صوتا مميزا . . . اذا لم يبد عليه الاستعداد
لتقليدك , اجعليه يكرر مرتين او ثلاث الحركه التي قمت بها امامه .
24_ لعبه رمي الاغراض
مكان اللعب : في المنزل ، واثناء تناول الطعام .
يبدا طفلك في احدى المراحل بالقيام باللعبه المفضل لدي الصغار . يرمي شيئا على الارض
. تلتقطينه وتعيدينه له ، فيرميه مجددا . تظنين عندئذ انه لا يريده فتطرحينه جانبا
. فاذا بطفلك يصرخ مطالبا بلعبته . تعيدينها له , فيرميها مجددا على الارض .
قد يبدوا لك ان هذه اللعبه تتكرر بدون فائده , لكنها ضروريه لنمو الاطفال .
لذلك عليك ان تتقبليها وان تدخلي عليها بعض التحسينات بطرق متنوعه , مثالا على ذلك
:
_ اعطي طفلك اغراضا تختلف اثقالها , فيقع كل غرض بطريقه مختلفه ( مثل ريشه
, او اوراق مجعده , او كره مطاطيه , او مكعبات خشبيه . او ملعقه
معدنيه . . . ) . واعطيه ايضا اغراضا تتدحرج على الارض او تبقى مكانها
عندما يرميها , بحسب اشكالها ( مثل زجاجه بلاستيكيه , او وساده صغيره . .
. ) .
_ ضعي على الارض امامه وعاء من البلاستك في قعره صفيحه معدنيه . ان الصوت
الصادر عن وقوع الاغراض فيه سيعجب طفلك كثيرا . كما يسهل ذلك عليك جمع الاغراض
لاحقا .
_ اخيرا , يمكنك ان تربطي اللعبه بطرف خيط او شريط مطاطي وتعقدي الطرف الاخر
بكرسي الطفل ليكون بمتناول يده . علميه كيف يستعيد اللعبه اذا سحب الخيط , حتى
يصبح قادرا على سحبه وحده . لا تنسي ان تغيري اللعبه غالبا حتى لا يشعر
بالملل .
25_ صندوق العجائب
مكان اللعب : في المنزل .
اكثر ما يحبه الطفل في هذا السن , هو ان يلمس اشياء متنوعه , ويعبث
بها ويضعها في فمه , ويفتحها ويقفلها , ويسحبها ويدفعها . . . انه الوقت
المناسب لتوفيري له ( صندوق العجائب ) ؛ وهو عباره عن صندوق كبير من الكرتون
( كصندوق زجاجات الماء ) او سله من الخيرزان تضعين فيها اشياء متنوعه غير مؤديه
. اليك لائحه غير حصريه , لما يمكن ان تحويه هذه السله : ملعقه خشبيه
, وعاء بلاستيكي وغطاؤه , فرشاه شعر , ملقط غسيل , كره للتنس , لفه
من الكرتون (لفه محارم الحمام او المطبخ بعد ان تنتهي ) , قمع ومصفاه من
البلاستك , قفاز من المطاط , دلو صغير من البلاستك ومجرفه , قناع للغطس وانبوب
, بطاقه بريد الخ . . .
26_ العاب المكعبات
مكان اللعب : في المنزل , واثناء تناول الطعام .
ضعي قرب طفلك مكعبا بحيث يستطيع التقاطه . ثم خذي منه المكعب وضعيه بعيدا عن
متناول يده , بحيث يجب ان يبذل مجهودا لياخذه . هذه اللعبه البسيطه جدا تساعده
على اكتساب مفهوم المسافه . في الاطار نفسه , ضعي مكعبين , احدهما الى يمين
الطفل والاخر الى يساره , بحيث يضطر , هذه المره ايضا , الى بذل مجهود
لالتقاطهما .
دعي طفلك ينظر لبضع لحظات الى المكعب , ثم ضعيه خلف ظهره . اذا لم
يستدر الطفل حالا لاستعاده المكعب , دعيه ينظر اليه مجددا واجعليه ينتبه الى مسار المكعب
, حتى يستدير لاستعادته . حين تضعين المكعب خلف ظهر الطفل غيري حركتك , فتاره
من اليمين وتاره من اليسار واخرى من فوق راسه . . .
اعط طفلك مكعبين , بحيث يمسك مكعبا بكل يد . ثم قدمي له مكعبا ثالثا
. ذا لم يعرف كيف يتصرف , علميه ان يضع احد المكعبين اللذين يحملهما على
الارض او على الطاوله وياخذ المكعب الذي تقدمينه له . كرري حتى يصبح الطفل قادرا
على القيام بذلك وحده .
من عمر سنه الى سنتين
خلال السنه الثانيه ، يتباطا نمو الطفل قليلا , بينما يزداد نشاطه ازديادا ملحوظا .
يتمكن في بدايه السنه من الوقوف على قدميه وفي نهايتها يستطيع الركض . يكون لنفسه
شخصيه حقيقيه , ولائحه بالاشياء التي يفضلها واخرى بالتي يرفضها , ولا يتردد في فرض
ارادته . يبقى البالغون طوال هذه السنه , شركاءه المفضلين في اللعب . لكن يبدا
الرفاق بالظهور , ليحتلوا مكانه خاصه . وتبدا انطلاقا من هذه السنه عمليه اكتساب تعاليم
اساسيه مثل اللغه والنظافه والقدره على قول ” لا ” .
في الاشهر السته الاولى
ينشغل الطفل كثيرا باكتساب القدره على المشي وتطويرها . يحسن ايضا قدرته على الجلوس والنهوض
وحده وعلى الحفاظ على توازنه عندما يكون جالسا . تزداد مهاره اليدين والقدمين , فيستطيع
الان ان يضع مكعبا على اخر من دون ان يقعا , ويمرر غرضا من يد
الى اخرى , ويدفع كره بقدمه , ويمد يده بالغرض الذي نطلبه منه . يستعمل
يديه ايضا ليفك شيئا ، او يفتحه , او يفرغه , او ليكتشف كل جديد
ويبعث الخراب حيثما مر . يرغب الطفل بان يفعل اكير من ذلك لانه فهم الكثير
من الامور , لكنه يعجز عن تحقيق ما يريده , مما يثير لديه حالات من
التوتر والغضب .
يبقى الاكتشاف الحسي هو الاهم . يحب الطفل ان يلجا الى كنف والده او والدته
. يشم رائحه الطعام ويمعن النظر فيه قبل ان يتذوقه . يبدي استعدادا لتذوق كل
الاطباق , ما دامت تسكب في صحن احد والديه . يحب ان يلمس ويداعب ويبعثر
, وان كان فمه لا يزال اداه الاكتشاف المفضله لديه .
يظهر تطور الطفل الفكري على المستويات كافه . اولا مع بدايه النطق , والتعابير الاولى
, فالطفل يصرخ ويضحك , ويغني ويبدا بالتلفظ ببعض الكلمات المفهومه . مع اثبات شخصيته
لاحقا , يعي الطفل انه شخص متفرد مختلف عن الاخرين , ويصر على تاكيد ذلك
بالقول والفعل . ويفعل ذلك خلال هذه السنه باليات ثلاث : يرفض ما يطلب منه
وفضا قاطعا ، ويلح للحصول على ما يمنع عنه , ويرغب بان يفعل كل شيء
وحده . واخيرا تتطور طريقه فهمه لما يحيط به .
في المرحله الممتده بين عمر السنه والسنه والنصف , سنرى ان الطفل يبدا الاختيارات ،
في محاوله لحل بعض مشاكله : اولا عن طريق المحاوله والخطا ثم بطريقه سرعان ما
تصبح اكثر فاعليه . قد يغير الطفل مثلا , عمدا وجذريا , طريقه قيامه بعمل
معين , او يجمع بين عملين ليرى ما قد تكون النتيجه . تشهد هذه المرحله
ايضا بدايه تبلور في مفهومي الوقت والمسافه .
يبقى كل ما يفعله الطفل متحورا حوله . لكنه يلاحظ ان تصرفات الاخرين تحدث تغييرا
بمحيطه .
يكون الطفل تدريجيا صوره ذهنيه للاشياء والاحداث , التي تساعده على الابتعاد تدريجيا عن اسلوب
التجارب الملموسه والمباشره .
الفصل الثاني من السنه الثانية
يشهد اكتسابات جديده للطفل . على صعيد الحركه عامه . يبدا الطفل بالمشي وحده ,
ويحافظ على توازنه بشكل افضل . يستطيع ان يركض ويرتقي السلالم وهو واقف , اذا
امسكنا بيده , ويهبطها وحده على يديه ورجليه . يمكنه ان يقرفص ليلتقط غرضا ما
عن الارض ثم يستقيم , بدون ان يقع .
يستطيع اخيرا ان يسحب او يدفع شيئا امامه او خلفه ( مثل عربه اطفال ,
او لعبه مربوطه بخيط ) .
اما على صعيد الحركه الدقيقه , فيتحكم الطفل اكثر بحركه يديه , مما يسمح له
بتركيب ثلاثه مكعبات الواحد فوق الاخر , وبالامساك بملعقه او كوب لياكل او يشرب وحده
, وبفتح ذراعيه لالتقاط الكره , او افراغ سله او دلو . كما يتمكن في
هذه المرحله من ان ينزع وحده قبعته وقفازيه وجاربيه .
لا يعتمد الطفل كثيرا في هذه المرحله على احاسيسه التلقائيه ، الا انه يسخر حواسه
ليختار ويحدد ما يعجبه وما يثير اشمئزازه .
تصبح ملاحظته البصريه قويه جدا مما يمكنه من التعرف على اشخاص يحيطون به في صور
فوتوغرافيه , ومن الاشاره في كتاب مصور الى اشياء يعرفها نسميها له .
يستطيع استعمال الكلمات . لكن الفرق قد يبدو شاسعا بين طفل واخر في هذا المضمار
, اذ يمكن ان يتراوح عدد الكلمات بين خمس ومئتي كلمه وفقا للحالات . كما
يبدا بعض الاطفال بربط كلمتين او ثلاث لتشكيل جمله مفيده , لكن التعبير لا يبدا
فعليا الا في السنه التاليه . اما القدره على فهم اللغه فلا باس بها ,
حتى يمكن ان نقول ان الطفل ” يفهم كل ما يقال له ” .
يتطور عمل الفكر اكثر فاكثر . يتحول التقليد الى طريقه تعليم اساسيه . يكتشف الوالدان
ان لتصرفانهم اثرا اكبر من الكلام . من جهه اخرى يصبح الطفل قادرا على فهم
العلاقات الرمزيه . يمكنه ان يجد حلولا لبعض المشكلات عن طريق التفكير فقط , بدون
ان يحتاج للتصرف . ويكون الطفل صورا ذهنيه للاشياء , والاشخاص والاماكن . تسمح له
تلك الصور الداخليه الاولى , بالتحرر من الاعتماد على حواسه واختلاق افكار جديده حول تصرفات
لم يرها ولم يجربها سابقا .
يمكنه في هذه المرحله ان يعرف الاشياء بواسطه مخيلته . وذلك الانفتاح على الصعيد الرمزي
هو ما يسمح للطفل بالولوج الى عالم السحر والخرافه حيث كل شيء ممكن .
وهكذا فان الحركه المتناسقه والصور الذهنيه , اضافه الى حدس ناشط , تساهم كلها في
جعل الطفل يؤثر بشكل فعال على محيطه .
في السنه الثانيه من عمره , يترك الطفل المساحه الحسيه _ الحركيه ليدخل في عالم
الفكر .
الالعاب التي نقترحها عليكم تاخذ بعين الاعتبار تطور الطفل في تلك السنه الثانيه . حتى
لو كبر الطفل كثيرا , فهو لا يزال طفلا كبيرا , تجدونه نشيطا جدا ,
لكنه انفعالي جدا ايضا . لا يستريح ابدا ويمل بسرعه مما يفعله , مما يفرض
ان نغير له الالعاب التي نقترحها عليه . حتى لو بدا لكم انه يجركم دائما
باستفزازاته الى صراع القوه , يجب ان تعلموا انه يطمئن عندما يعلم انه ليس الزعيم
وان ثمه سلطه اعلى منه . الطفل يخاف من نوبات غضبه اكثر مما يخشاها والداه
, لذلك هو بحاجه لان يؤكدا له حبهما . بهذه الطريقه فقط , يتراجع شيئا
فشيئا عن رفضه المطلق وعدوانيته . ذلك يتطلب ان يتحلى المحيطون به بالحزم والهدوء والمرح
وان يبقوا دائما تحت تصرفه .
المطلوب هو الصبر ثم الصبر والروح المرحه ! !
_ الزحلوقة
مكان اللعب: في المنزل.
اعدي مدرجا منحنيا بواسطه كتاب كبير او قطعه من الكرتون تسندين احد طرفيها الى وساده
. ثم اعطي طفلك سداده او كره صغيره يدحرجها على هذه الزحلوقه . انتبهي !
لا تعطيه شيئا يستطيع ابتلاعه ( مثل تيله او غيرها ) .
28_ العلب المتداخلة
مكان اللعب: في المنزل
عندما تكونين في المطبخ ، اعطي طفلك ثلاث او اربع علب من البلاستك مثل التي
تستعمل لحفظ الاطعمه ، والتي يمكن ان تدخل احداها بالاخرى . فالاطفال في هذه السن
يعشقون ملء العلب وافراغها وادخالها الواحده بالاخرى .
يمكنك ايضا ان تضعي في علبه بعض الاشياء الصغيره ( مثل رقائق الذره او الزبيب
، التي لا تعرض الطفل لخطر الاختناق اذا ابتلعها ) .