اطلس السيره تحميل كتاب النبويه تاليف د. شوقي ابو خليل pdf مجانا
الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدي ودين الحق ليظهره على الدين كله، فجعله شاهدا ومبشرا
ونذيرا، وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا، وجعل فيه اسوه حسنه لمن كان يرجو الله
واليوم الاخر وذكر الله كثيرا .
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين، وفجر
لهم ينابيع الرحمه والرضوان تفجيرا .
وبعد :-
ان من خير ما بذلت فيه الاوقات ، و شغلت به الساعات هو دراسه السيره
النبويه العطره ، و الايام المحمديه الخالده ، فهي تجعل المسلم كانه يعيش تلك الاحداث
العظام التي مرت بالمسلمين ، و ربما تخيل انه واحد من هؤلاء الكرام البرره التي
قامت على عواتقهم صروح المجد و نخوه البطولة.
و في السيره يتعرف المسلم على جوانب متعدده من شخصيه النبي الخاتم – صلى الله
عليه وسلم – ، واسلوبه في حياته ومعيشته ،
ودعوته في السلم والحرب .
وفيها ايضا : يتلمس المسلم نقاط الضعف و القوه ؛ و اسباب النصر و الهزيمه
، و كيفيه التعامل مع الاحداث و ان عظمت .
وبدراسه السيره النبويه يستعيد المسسلمون ثقتهم بانفسهم ، و يوقنون بان الله معهم و ناصرهم
، ان هم قامو بحقيقه العبودية،
له و الانقياد لشريعته .. قال الله سبحانه و تعالى :
{ ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم } [ محمد: 7] ،
{ انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد } [غافر:51]
{ ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز } [الحج:40].
و لنعمل على نشر سيره الرسول عليه الصلاه و السلام كامله من مولده صلى الله
عليه وسلم و حتى لحوقه بالرفيق الاعلى ،
فقد قمنا انا و الاخ كيفا بالبحث في المواقع و المنتديات المتخصصه حتى تمكنا من
دمج هذا الكم الهائل من المعلومات
عن سيرته صلى الله عليه وسلم في موضوع واحد هذا بعد التاكد من ان احداث
سيرته صلى الله عليه وسلم مستخرجه من كتب السيره النبوية
و قد ارفقنا مع الموضوع بعض الخرائط والصور بالاضافه لتسجيلات صوتيه باصوات كلا من :
الشيخ محمد حسان – الدكتور نبيل العوضي و الدكتور طارق السويدان .
و لانبتغي من ذلك الا وجه الله سبحانه و تعالى ..
و قد يستغرق ذلك بعض الوقت حتى تخرج السيره كامله ان شاء الله ،
لذا نرجو من الاخوه عدم اضافه الردود حتى يخرج الموضوع بشكل جيد و شكرا
﴿ لقد كان لكم في رسول الله اسوه حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الاخر
وذكر الله كثيرا ﴾ … [الاحزاب:21]
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في ضلاله عمياء، وجاهليه جهلاء، والعالم يموج
بالوان مختلفه من الشرك والظلم والتخلف والانحدار والبعد عن الفطره التي فطر الله الناس عليها،
وفي صداره العالم دولتان فقدتا مقومات البقاء، وانحدرتا الى مستوى البهائم العجماء، فالفرس مجوس يعبدون
النار، ويحلون نكاح المحارم، ويغرقون في لجي من الخرافات، والروم حرفت المسيحية، واعتنقت خرافه الثالوث،
وعقيده الصلب والفداء وباتت مخترقه من عده وثنيات افلحت في اضلالها، ومن وراء هؤلاء يهود
غضب الله عليهم لضياع الدين بينهم، واتخاذهم احبارهم اربابا من دون الله ، يحلون لهم
ما حرم ويحرمون ما احل، وهنود يطبقون على عباده العجول والابقار، ويونان قد مسختهم الاساطير
الكلاميه والفلسفات المنطقية، وصدتهم عن سبيل الهدى وديانات اخرى كثيره تنشر هنا وهناك في ارجاء
المعمورة، وتتشابه في اوصاف التخبط والانحلال والاضطراب والحيرة، وكان سبب شقاء هذه الحضارات المزعومة، والمدنيات
المحرومه قيامها على اسس ماديه فقط دون ان يكون لها اي تعلق بنور الوحي الالهي،
لا جرم ان نظر الله لاي اهل الارض فمقتهم، عربهم وعجمهم الا بقايا اهل الكتاب،كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذه البقايا تتمثل في افراد ابت ان تنزلق في
اوحال الشرك وظلت ثابته على منهج التوحيد منتظره خروج نبي جديد بشرت به انبياؤهم، وتعلقت
به احلامهم.
ولم يكن العرب احسن حالا من هذه الامم، فقد بدل لهم عمرو بن لحي الخزاعي
ديانه ابراهيم الخليل التي كانوا يدينون بها، ومن ثم نشر الشرك بين اهل مكه وخارجها،
حيث كان اهل الحجاز اتباعا لمكه لانهم ولاه البيت واهل الحرم، وبانتشار الوثنيه بين العرب
كثره الخرافات الدينيه التي اثرت بدورها في الحياه السياسيه والاجتماعيه والاقتصاديه تاثيرا بالغا.
* اما سياسيا :
فقد كانت احوال القبائل داخل الجزيره العربيه مفككه الاوصال، تغلب عليها النزعه القبليه والطبيعه العنصريه
التي يعبر عنها شاعرهم بقوله:
ولم يكن لهم ملك يدعم استقلالهم ، او مرجع يلجئون اليه وقت الشدائد، ومع هذا
فقد كان لهم نوع استقلال بخلاف البلاد المتاخمه للدول الكبرى، فقد كانت اشبه بالعبيد لديهم،
فقد حكم الفرس العراق، وغلبت الروم على بلاد الشام، والاحباش على اليمن، وعاشت هذه الاقطار
العربيه انحطاطا لا مزيد عليه، ومورست معها الوان مختلفه من الظلم والاستبداد والقهر والعبودية. ذلك
ان الدول المتسلطه على هذه الاقطار كانت ترى العرب عبيدا همجيين لا حضاره لهم.