اخر اخبار ناصر الحارثي للسيارات
عندما وصل ناصر الحارثي الى الولايات المتحده قبل عشر سنوات تقريبا في اولى دفع برنامج
خادم الحرمين للابتعاث بامريكا لم يكن يتوقع ان هذا البلد سوف يكون سببا في تحول
كبير في حياته بان يصبح واحدا من كبار المصدرين للسيارات الى السعوديه ودول الخليج خلال
زمن وجيز، لكن الطريق لم يكن مفروشا بالورد، كما ان عوامل كثيره ساهمت في ان
ينجز هذا الشيء، منها ثقافه ناصر التي تمتد لجذور الطفوله في عائله تدربت على العمل
التجاري، وانتباهاته الذكيه للمجتمع السعودي وخصائصه وكذلك وعيه التام بما يدور في امريكا في عالم
السيارات وصناعتها وكل اسرارها تقريبا، ليس هذا بالسهل ابدا ان تكون في القمة.. لانه لابد
من عمل دائب وتحفز مستمر ومعلومات متجدده وثقه بالنفس وبالمجتمع الذي انت جئت منه، فناصر
يحب اهله السعوديين جدا وهذا واحد من اسرار نجاحه، وفي هذه المقابله التي اجرتها معه
خليج بوست فاننا سوف نخترق عالما مكتنز بالتجربه والخبره لشاب سعودي استطاع ان يصبح ملكا
بحق في امريكا.
طفولة.. عائله وخبرات مبكرة
ياتي ترتيب ناصر الثاني في اسره تتكون من عشره اخوة، سته منهم كانوا مبتعثين بامريكا
وهم الان في المملكه العربيه السعودية، وقد كانت طفولته كما يروي عاديه جدا كطفل يتنقل
مع والده من مكان لاخر، ففي سن مبكره سافرا من بيشه حيث مسقط راسه الى
المدينه وهناك درس الابتدائيه والمتوسطه والثانوية، حيث تخرج في ثانويه طيبه بالمدينه المنورة، وهي من
المدارس العريقه المعروفه بقوتها والتي تخرج منها سفراء ووزراء معروفون الان. ومن بعدها انتقلت الاسره
الى جده بسبب دراسه ناصر بجامعه الملك عبد العزيز حيث تخصص في مجال المحاسبه بكليه
الاقتصاد والادارة.
يقول ناصر انه ينتمي لعائله او بيت تجاري فوالده كان يعمل في مجال الاعمال الحره
والمقاولات وعزز ذلك بان تخصص في تجاره الحديد والاخشاب، وفي المدينه استطاع ان يفتح محلات
“سوبرماكت” واخرى للسباكه والنجارة، ولاشك ان كل ذلك عزز من خبرات ناصر وفي وقت مبكرمنذ
ان كان عمره خمس سنوات وهو بجوار والده، والامر الطبيعي ان يتعلم منه، وان يكون
مجال التجاره بالنسبه له محببا وسهلا ف “التجاره ليست غريبه عني”.
ويعود بذاكرته للطفوله ليقص لنا كيف انه كان يقضي الاجازات المدرسيه في شراء بعض البضائع
ثم بيعها في الاكشاك بالمدينه المنورة، كان ذلك عملا موسميا فيه شيء من المتعه والخبرة،
وكذلك في بعض المواسم عمل ناصر في محلات المجوهرات حيث اكتسب خبره جيده في هذا
المجال لكنه لم يصبح تاجر مجوهرات بل سيارات، لان للاقدار كلمتها طبعا. والان بقوه يتذكر
عمله في اجازه الصيف كموظف بمحلات مجوهرات الشريف فؤاد عبد الله بالحرم، ومن ثم بمصنع
للمجوهرات في جدة.
وخلاصه هذه التجارب من الطفوله الى النضوج ان العمل التجاري بات سهلا بالنسبه له باعتباره
شيئا يوميا يمارسه ويعشقه، والوالد كان راس الرمح في كل ذلك.
يؤكد مجددا كيف ان والده كان يرسله لقضاء امور عديده وبهذا عليه ان يجتاز اختبار
ان يقوم بالاشياء بنفسه.. كما ان المجتمع السعودي كما يرى ناصر يتيح لك من وقت
مبكر الاحتكاك بالشارع والحياه العامة، وهذا امر جيد يستفيد منه الانسان اكثر مما يتعلمه من
الكتب.
وبعد تخرجه عمل ناصر الحارثي اولا في شركه كوكا كولا حيث تدرج من محصل الى
محاسب ثم كبير محاسبين في مده ثلاث سنوات، وكذا عمل بجامعه الملك عبد العزيز بجده
في مجال المحاسبه بمعهد البحث العلمي وان كان براتب مقطوع، غير ان محصله هذه الامور
كان مفيدا جدا.
عالم امريكا ونظره جديدة
في ابريل 2006 وصل ناصر الى الولايات المتحده بهدف دراسه الماجستير وكان قبلها قاب قوسين
في طريقه الى استراليا للهدف ذاته عبر قرض من شركه تويوتا يتم تسديده لاحقا اثناء
العمل، وقد كان برنامج الابتعاث الملكي في اول دفعه له فرصه غيرت اتجاه البوصلة، ليدرس
ناصر تخصص التجاره الالكترونيه الذي يعتبر تخصصا جديدا نوعا ما وقتها، فعوالم الشبكات والانترنت بدات
في التوسع واختراق العالم، واستطاع في نيويورك ان يواصل تعليمه كما كان يحلم من قبل
ان يكون ذلك حتى لو لم يتوفر الدعم الحكومي.
يرى ناصر ان التخصص الذي درسه افاده في عمله كثيرا، واذا لم يكن قد فكر
في البدايه ان يصبح تاجرا في امريكا الا انه استغل المكان والزمان وحاجه الشعب السعودي
لسلعه معينه هي السيارات لتكون انطلاقته الحقيقه في مجال الاعمال، وقد سار في الطريق وهو
يعي ويؤمن تماما بان ابناء بلده يحتاجون الى من يخدمهم بصدق وامانة، ولكن القاعده التي
تعلمها وكان يكررها: “شعبنا يحب ان يتعامل مع ابن بلده حتى لو كان عنده اخطاء
او اغلى.. وهذا شجعني”.
كيف اصبح ناصر تاجرا؟
عن الظروف التي جعلت من ناصر الحارثي يتجه الى العمل في تجاره تصدير السيارات.. يقول
ان ذلك كان مجرد صدفة، ففي عام 2009 طلب منه احد الاقارب بالسعوديه ان يشتري
له سياره موديل 2002 من امريكا بمبلغ بسيط ويرسلها اليه في المملكة، وقد فعل ذلك
رغم ان التجربه مرت بمخاطر وعقبات ولم تنته بالتصور المطلوب.. لكن رب ضاره نافعة، فوراء
ذلك كان ان تحقق حلم اخر ونمت فكره تاجر السيارات في ذهنه. فما حدث ان
السياره تاخرت في الوصول ومكثت وقتا طويلا في الميناء وكان امر تخريجها معقدا ويرجع ذلك
كما يصوره ناصر لعامل الخبره وغياب المعلومات الوافية، ومقابل ذلك كان ان زعل قريبه وتراجع
عن الطلب، ليتورط ناصر مع السياره التي استطاع ان يخرجها بعد ذلك من الميناء ولحسن
الحظ باعها بسعر كان مجزيا واعلى من التكلفة، اذن فقد ربح. لكن الربح الاكبر او
المكسب كما يقول: “انني تعلمت من ذلك اشياء كثيرة”.
الخطوه الثانيه كان ان وضع ناصر اعلانا لمن يريد المساعده في شراء سيارة، اراد ان
يستفيد من تجربته مع السياره الاولى ليحصل ربحا جديدا. وكان ان اتصل به شخص كان
مشرفا على التجاره الالكترونيه بموقع اسمه بوابه العرب الرقميه وكلمه انه يريد سياره موديل 2004،
وقد نجح ناصر هذه المره وارسل السياره واستلمها الرجل ليكتب بعدها هذه التجربه في موضوع
على الانترنت مدعوما بالصور. وكان ذلك داعما معنويا وحقيقيا لناصر الحارثي، ومن هنا كانت الانطلاقه
واصبح الناس يتصلون به يوميا يسالون عن شراء السيارات. وقد كرر الرجل نفسه العمليه من
جديد وطلب سياره اخرى كما طرح التجربه مره اخرى في موضوع اخر، كنوع من التشجيع
لناصر وايمانه بموهبته.
يقول ناصر ان ذلك الشخص كان يعمل ايضا في الاستيراد ولكنه في مجالات اخرى غير
السيارات، وانه كان يتحرى كل شيء بدقه من اجل ان يتاكد من مصداقيته وامانته، فقد
كانت اسئلته كثيرة: “كان يهدف منها الى ان يعرف صدقي وانني لست نصابا ولم يكن
ثمه سجل لي في الوقت ذاك.. حيث كنت احول الاموال في حساب الوالد”.
بالطبع لابد ان تمر التجارب الاولى بهذا المسار، ومن ثم كان الضغط والاتصالات والطلبيات المتلاحقة،
لكن ليس ايضا للطريق ان يكون سهلا، فالبعض كان ينسحب قبل نقطه النهايه وقبل ان
يستلم السياره بقليل، وكان ذلك يعوق العمل لكنه بنظر ناصر لم يكن مؤثرا بدرجه كبيرة،
“لانه دائما هناك اناس جادين بدرجه كبيرة”.
لماذا السيارات؟
يشرح ناصر اسباب اتجاهه للتخصص في تجاره السيارات، بالاضافه للقصه المذكورة، وان له ايضا خبره
قصيره في مجال بيع وشراء السيارات في السعوديه قبل الابتعاث ولكن لا يؤخذ بها كسبب
حقيقي.. يشير الى ان النواحي العمليه برايه تكمن في تعطش المستهلك السعودي للحصول على سياره
نظيفه بسعر معقول، خصوصا قبل ان يصدر قانون المنع او التقنين بخمس سنوات لدخول السيارات
الى المملكة. “فقبلها كانت السياره نشتريها بالفي دولار من امريكا لتصل الى المملكه بحدود 25
الف ريال سعودي بعد ان تجتاز الجمارك وتعيش مع صاحبها من 5 الى 7 سنوات،
وهناك سيارات من تلك الفتره لا زالت مستخدمه الى اليوم” كما يؤكد. كانت الامور افضل
وثمه خيارات واسعار مغريه ومناسبة.. ولكن!!
يرى ناصر ان قرار المنع كان غير مفيد للمستهلكين، ولم يكن في الصالح العام لان
الناس كلها ليس عندها المال الكافي لشراء سياره فارهه او مكلفة، فاقل سياره يصل سعرها
الى مائه الف ريال وهذا كثير جدا في ظل ضعف السيوله في السوق بالاضافه الى
ان معظم المستهلكين من شرائح الشباب والمقبلين على الزواج وحديثي التوظيف وهذا كثير بالنسبه لهم،
واذا ما توفر لاحدهم هذا المبلغ فلن يفكر في المستورد بل سيتجه مباشره الى الوكاله
داخل المملكة، فالقرار بنظره اضر الشعب وخدم الوكلاء فقط كذلك اضر المصدرين امثاله، ولهذا يدعو
ناصر الى اعاده دراسه الموضوع بشكل اشمل بان تكون هناك استثناءات لفئات الضمان الاجتماعي والارامل
واليتامى وذوي الاحتياجات. وعموما فان قرار المنع جعل ناصر يتجه للتصدير بدلا عن التركيز على
المستعمل فحسب وبطلبيات محدده لافراد بعينهم.
بوابه المصدر
يحدثنا ناصر عن البدايه وكيف تطورت التجربه من العمل الفردي الى ان تعززت في شكل
شركه شامله باسم “بوابه المصدر” والتي تعتبر اليوم اكبر جهه تصدر سيارات من الولايات المتحده
الى المملكه العربيه والسعوديه والخليج، يقول ان من اول العوامل التي ساعدته على النجاح في
هذا المشروع وجود صاحب العمل في امريكا، حيث يكون التعامل المباشر مع ملاك السيارات بالولايات
المتحده وفحصها بدقه والتاكد من سلامتها وغيرها من النواحي الاشرافية، ومن ثم تنقل السياره لجده
حيث يتسلمها اخوان ناصر في مكتبهم هناك، ويسلمونها لطالبها في السعوديه فثمه متابعه من الجانبين
هنا وهناك والاقارب يقومون بالعمل بشكل جيد وامين ف ” هم صاحب الحلال وهذا شيء
مطمئن” كما يؤكد ناصر.
ولكن مع توسع العمل بحيث صارت الشركه كبيره والطلبيات عاليه فان الوضع لابد ان يتجه
الى المؤسسيه بشكل اوضح، وهنا صار للشركه الكثير من الموظفين وفتحت المكاتب باكثر من موقع،
وهنا لم يعد الكثير من العملاء يتواصلون كما في السابق مع ناصر مباشره رغم ان
اغلبهم يفضل ذلك. لكن ناصر من جهته يفضل ان يلعب الموظفون ادوارهم الا ان تكون
ثمه امور تتطلب المناقشه مع الاداره فقاعدته هنا هي: “اذا لم تصل لما تريد كلمني
او اترك لي رسالة” ويوضح ذلك بشكل مهذب.
ويشرح ناصر ان عمله لا يعتمد على الدعايه والاعلان بقدر ما يقوم على التسويق عبر
العلاقات الاجتماعية، فاغلب العملاء جاؤوا عن طريق توصيات من عملاء اقدم وهكذا، وهذا اسس قاعده
كبيره من العملاء كل يشرح تجربته لمن حوله وتوسعت الدائره هكذا يوما بعد يوم، ونتج
عن ذلك ان تم افتتاح مكاتب اخرى، بعد ان نشا الطموح بالتوسع، وكان اختيار موقع
المكتب يعني ان تدرس المجتمع وحاجته في المكان المعين، وهنا يقول ناصر انه مثلا لم
يفكر في فتح مكتب بالمنطقه الغربيه كذا الشرقيه “لان الناس هناك لها المعرفه والتعلم الذي
يمكنها من ان تحضر لانفسها سيارات من امريكا مباشره دون الحاجه لخدمه من طرف اخر،
وذلك بخلاف المنطقه الوسطى فالغالبيه من البدو الذي يريدون سياراتومعهم اموال ولكن لا احد يحضرها
لهم، ولهذا كان مكتبنا في الرياض والذي مثل نقطه تحول بحق…فالرياض بها اموال راكده تحتاج
التحريك… ومن ثم جاءت عروض من دول اخرى مجاوره لفتح فروع”، لكن ناصر لم يكن
مرتاحا للامر ولا متعجلا، وفي الاخير اقتنع بان يفتح مكتبا في الكويت وقد كان.
واليوم يعمل في “بوابه المصدر” قرابه 26 موظفا، تسعه منهم موزعين على مكاتب السعوديه ثلاثه
بكل مكتب، واثنين بمكتب الكويت، بالاضافه الى من يعملون في مجال التسويق من على البعد
بدوام كامل، وهم من دول مختلفه لفارق التوقيت بحيث يتم الاحتفاظ باستمرار الاعلان والتواصل على
مدار الساعة، وهؤلاء تخصصاتهم في مجال تقنيه المعلومات والكمبيوتر وهم مسوقون محترفون في مجالهم.
وتقدم “بوابه المصدر” مجموعه من الخدمات المتعلقه بالسيارات وهي شحن جميع انواع السيارات والقوارب والمعدات
الثقيله داخل امريكا والى اي ميناء بالعالم، بالاضافه الى فحص السيارات لدى مراكز متخصصه وايضا
الوكالات واصدار تقرير بذلك وتخليص جميع السيارات والشاحنات والبضائع من ميناء جده وشحنها لمكان العميل،
بالاضافه الى ارسال عروض بشكل مستمر للمشتركين بالقائمه البريدية، ومن الخدمات تقديم شرح مفصل ومبسط
للعملاء عن كيفيه البحث في افضل المواقع لبيع السيارات في العالم على قناه الشركه في
اليوتيوب، ايضا الجانب الانساني في تقديم خدمات بدون مقابل لذوي الاحتياجات الخاصه والمرضى لتلقي علاج
بامريكا. ويتيح موقع الشركه على الانترنتfromusatoksa.comكلالعمليات المذكورة، خاصه كل يتعلق بالسيارات والمعدات الثقيله من شحنها
وتخليصها من امريكا للسعودية، وفي الموقع نجد كل الخدمات من تخليص ومتابعه وشحن جوي، ايضا
اجراء العمليات نفسها داخل امريكا وباسعار مناسبه جدا للطلبه السعوديين هنا.
