يحشر مع من يحب , المرء مع من احب

يحشر مع من يحب

يحشر يحب من مع المرء احب f31710990942941550de114acd1cecf1

وقال انس‏:‏ فما فرح المسلمون بشىء بعد الاسلام فرحهم بهذا الحديث،
فانا احب رسول الله و ابا بكر و عمر،
وارجو ان احشر معهم،
وان لم اعمل كاعمالهم،
وايضا ‏‏”اوثق عري الاسلام الحب فالله و البغض فالله”‏‏ لكن ذلك بحيث ان يحب المرء ما يحبه الله و من يحب الله،
فيحب انبياء الله كلهم،
لان الله يحبهم و يحب جميع من علم انه ما ت على الايمان و التقوى،
فان هؤلاء اولياء الله،
والله يحبهم كالذين شهد لهم النبى صلى الله عليه و سلم بالجنة و غيرهم من اهل بدر و اهل بيعة الرضوان‏.‏

فمن شهد له النبى صلى الله عليه و سلم بالجنة شهدنا له بالجنة،
واما من لم يشهد له بالجنة،
فقد قال طائفة من اهل العلم‏:‏ لا نشهد له بالجنة و لا نشهد ان الله يحبه،
وقال طائفة‏:‏ بل من استفشي من بين الناس ايمانة و تقواه،
واتفق المسلمون على الثناء عليه،كعمر بن عبدالعزيز و الحسن البصرى و سفيان الثورى و ابي حنيفة و ما لك و الشافعى و احمد و الفضيل بن عياض و ابي سليمان الدارانى و معروف الكرخى ‏[‏هو ابو محفوظ معروف بن فيروز،
وقيل‏:‏ الفيروزان،
وقيل‏:‏ على الكرخى الصالح المشهور،
وكان ابواة نصرانيين،
فاسلماة الى مؤدبهم،
وهو صبي،
فكان المؤدب يقول له‏:‏ قل‏:‏ ثالث ثلاثة،
فيقول معروف‏:‏ بل هو الواحد،
فضربة المعلم على هذا ضربا مبرحا فهرب منه‏.

يحشر يحب من مع المرء احب 20160625 1583

‏‏ و كان ابواة يقولان‏:‏ ليتة يرجع الينا على اي دين شاء فنوافقة عليه‏.‏

فرجع فدق الباب فقيل‏:‏ من بالباب ‏؟‏ فقال‏:‏ معروف،
فقيل له‏:‏ على اي دين ‏؟‏ فقال‏:‏ على الاسلام،
فاسلم ابواه،
وكان مشهورا باجابة الدعوة،
توفي سنة ما ئتين،
وقيل‏:‏ احدي و ما ئتين،
وقيل غير ذلك‏.‏

‏[‏وفيات الاعيان 5/132-332‏]‏ و عبد الله بن المبارك رضى الله عنهم و غيرهم،
شهدنا لهم بالجنة؛
لان فالصحيح‏ “ان النبى صلى الله عليه و سلم مر عليه بجنازة فاثنوا عليها خيرا فقال:وجبت،
وجبت‏‏،
ومر عليه بجنازة،
فاثنوا عليها شرا،
فقال‏:‏ ‏‏وجبت،
وجبت‏‏ ‏.‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله،
ماقولك‏:‏ و جبت،
وجبت‏؟‏ قال‏:‏ ‏‏هذه الجنازة اثنيتم عليها خيرا فقلت ‏:‏وجبت لها الجنة،
وهذه الجنازة اثنيتم عليها شرا فقلت‏:‏ و جبت لها النار‏‏،
قيل‏:‏ بم يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏ ‏ بالثناء الحسن،
والثناء السيئ”‏‏.‏ و اذا علم ذلك فعديد من المشهورين بالمشيخة فهذه الازمان،
قد يصبح فيهم من الجهل و الضلال و المعاصى و الذنوب ما يمنع شهادة الناس لهم بذلك،
بل ربما يصبح فيهم المنافق و الفاسق،
كما ان فيهم من هو من اولياء الله المتقين،
وعباد الله الصالحين،
وحزب الله المفلحين،
كما ان غير المشائخ فيهم هؤلاء‏.‏وهؤلاء فالجنة،والتجار و الفلاحون و غيرهم من هذي الاصناف‏.

‏‏ اذا كان ايضا فمن طلب ان يحشر مع شيخ لم يعلم عاقبتة كان ضالا،
بل عليه ان ياخذ بما يعلم،
فيطلب ان يحشرة الله مع نبية و الصالحين من عباده‏.‏

كما قال الله تعالى‏:‏{ و ان تظاهرا عليه فان الله هو مولاة و جبريل و صالح المؤمنين‏}‏‏ ‏[‏التحريم‏:‏4‏]‏،
وقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏انما و ليكم الله و رسولة و الذين امنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون و من يتول الله و رسولة و الذين امنوا فان حزب الله هم الغالبون‏}‏‏‏[‏ المائدة‏:‏55-56‏]‏،
وعلي ذلك فمن احب شيخا مخالفا للشريعة كان معه،
فاذا دخل الشيخ النار كان معه،
ومعلوم ان الشيوخ المخالفين للكتاب و السنة اهل الضلال و الجهالة،
فمن كان معهم كان مصيرة مصير اهل الضلال و الجهالة،
واما من كان من اولياء الله المتقين‏:‏ كابي بكر و عمر و عثمان و على و غيرهم،
فمحبة هؤلاء من اوثق عري الايمان،
واعظم حسنات المتقين‏.‏

ولو احب الرجل لما ظهر له من الخير الذي يحبه الله و رسوله،
اثابة الله على محبة ما يحبه الله و رسوله،
وان لم يعلم حقيقة باطنه،
فان الاصل هو حب الله و حب ما يحبه الله،
فمن احب الله و احب ما يحبه الله كان من اولياء الله‏.

يحشر يحب من مع المرء احب 20160625 1582

‏‏ و كثير من الناس يدعي المحبة من غير تحقيق،
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم‏}‏‏ ‏[‏ال عمران‏:‏31‏]‏،
قال بعض السلف‏:‏ ادعي قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم انهم يحبون الله،
فانزل الله هذي الاية،
فمحبة الله و رسولة و عبادة المتقين تقتضى فعل محبوباته،
وترك مكروهاته،
والناس يتفاضلون فهذا تفاضلا عظيما،
فمن كان اعظم نصيبا من ذلك،
كان اعظم درجة عند الله‏.

‏‏ و اما من احب شخصا لهواه،
مثل ان يحبه لدنيا يصيبها منه،
او لحاجة يقوم له بها،
او لمال يتاكلة به،
او بعبنوتة فيه،
ونحو هذا من الحاجات فهذه ليست محبة لله،
بل هذي محبة لهوي النفس،
وهذه المحبة هي التي توقع اصحابها فالكفر و الفسوق و العصيان،
وما اكثر من يدعى حب مشائخ لله،
ولو كان يحبهم لله لاطاع الله الذي احبهم لاجله،
فان المحبوب لاجل غيرة تكون محبتة تابعة لمحبة هذا الغير‏.‏

وكيف يحب شخصا لله من لا يصبح محبا لله،
وكيف يصبح محبا لله من يصبح معرضا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و سبيل الله‏.

‏‏ و ما اكثر من يحب شيوخا او ملوكا او غيرهم فيتخذهم اندادا يحبهم كحب الله‏.

‏‏ و الفرق بين المحبة لله و المحبة مع الله ظاهر،
فاهل الشرك يتخذون اندادا يحبونهم كحب الله و الذين امنوا اشد حبا لله،
واهل الايمان يحبون ذلك،
لان اهل الايمان اصل حبهم هو حب الله،
ومن احب الله احب من يحبه،
ومن احبة الله،
فمحبوب المحبوب محبوب،
ومحبوب الله يحب الله،
فمن احب الله فيحبه من احب الله‏.

واما اهل الشرك فيتخذون اندادا او شفعاء يدعونهم من دون الله،
قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏ولقد جئتمونا فرادي كما خلقناكم اول مرة و تركتم ما خولناكم و راء ظهوركم و ما نري معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم و ضل عنكم ما كنتم تزعمون‏}‏‏‏[‏الانعام‏:‏94‏]‏‏.

‏ و قال الله تعالى‏:‏‏{‏‏وما لى لا اعبد الذي فطرنى و الية ترجعون ااتخذ من دونة الهة ان يردن الرحمن بضر لا تغن عنى شفاعتهم شيئا و لا ينقذون انني اذا لفى ضلال مبين انني امنت بربكم فاسمعون‏}‏‏ ‏[‏يس‏:‏22- 25‏]‏ و قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏وانذر فيه الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونة و لى و لا شفيع لعلهم يتقون‏}‏‏‏[‏الانعام‏:‏51‏]‏ و قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏ما كان لبشر ان يؤتية الله الكتاب و الحكم و النبوة بعدها يقول للناس كونوا عبادا لى من دون الله و لكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب و بما كنتم تدرسون و لا يامركم ان تتخذوا الملائكة و النبيين اربابا ايامركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون‏}‏‏‏[‏ال عمران‏:‏79-80]‏‏.‏

والله تعالى بعث الرسل و انزل الكتب؛
ليصبح الدين كله لله و قال النبى صلى الله عليه و سلم فالحديث الصحيح ‏‏”انا معشر الانبياء ديننا واحد‏”‏‏ فالدين واحد و ان تفرقت الشرعة و المنهاج قال الله تعالى‏:‏‏{‏‏وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحى الية انه لا الة الا انا فاعبدون‏}‏‏‏[‏الانبياء‏:‏25‏]‏‏.

‏‏ و قال تعالى‏:‏‏{‏‏ و اسال من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون‏}‏‏ ‏[‏الزخرف‏:‏45‏]‏ و قال الله تعالى‏:‏‏{‏‏ولقد بعثنا فكل امة رسولا ان اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت‏}‏‏ ‏[‏النحل‏:‏36‏]‏‏.‏

ومن حين بعث الله محمدا صلى الله عليه و سلم ما يقبل من احد بلغتة الدعوة الا الدين الذي بعثة به؛
فان دعوتة عامة لجميع الخلائق قال الله تعالى‏:‏‏{‏‏وما ارسلناك الا كافة للناس‏}‏‏‏[‏سبا‏:‏28‏]‏‏.

يحشر يحب من مع المرء احب 20160703 584

‏‏ و قال صلى الله عليه و سلم‏ ‏‏”لا يسمع بى من هذي الامة يهودى و لا نصرانى بعدها لا يؤمن بى الا دخل النار‏” قال الله تعالى‏:‏‏{‏‏واكتب لنا فهذه الدنيا حسنة و فالاخرة انا هدنا اليك قال عذابي اصيب فيه من اشاء و رحمتى و سعت جميع شيء فساكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبى الامي الذي يجدونة مكتوبا عندهم فالتوراة و الانجيل يامرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات و يحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم اصرهم و الاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا فيه و عزروة و نصروة و اتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون قل يا ايها الناس انني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات و الارض لا الة الا هو يحيى و يميت فامنوا بالله و رسولة النبى الامي الذي يؤمن بالله و كلماتة و اتبعوة لعلكم تهتدون‏}‏‏‏[‏الاعراف‏:‏156‏- 158‏]‏‏.‏

فعلي الخلق كلهم اتباع محمد صلى الله عليه و سلم فلا يعبدون الا الله و يعبدونة بشريعة محمد صلى الله عليه و سلم لا بغيرها قال الله تعالى‏:‏‏{‏‏ثم جعلناك على شريعة من الامر فاتبعها و لا تتبع اهواء الذين لا يعلمون انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و ان الظالمين بعضهم اولياء بعض و الله و لى المتقين‏}‏‏‏[‏الجاثية‏:‏ 18-19‏]‏ و يجتمعون على هذا و لا يتفرقون كما ثبت فالصحيح عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال “‏ان الله يرضي لكم ثلاثا‏:‏ ان تعبدوة و لا تشركوا فيه شيئا و ان تعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و ان تناصحوا من و لاة الله امركم‏” و عبادة الله تتضمن كمال محبة الله و كمال الذل لله فاصل الدين و قاعدتة يتضمن ان يصبح الله هو المعبود الذي تحبة القلوب و تخشاة و لا يصبح لها الة سواة و الالة ما تالهة القلوب بالمحبة و التعظيم و الرجاء و الخوف و الاجلال و الاعظام و نحو ذلك‏.

‏ و الله سبحانة ارسل الرسل بانه لا الة الا هو فتخلو القلوب عن محبة ما سواة ‏[‏بمحبتة و عن رجاء ما سواه‏]‏ برجائة و عن سؤال ما سواة بسؤالة و عن العمل لما سواة بالعمل له و عن الاستعانة بما سواة بالاستعانة به؛
ولهذا كان و سط الفاتحة ‏{‏‏اياك نعبد و اياك نستعين‏}‏‏‏[‏الفاتحة‏:‏5‏]‏ قال النبى صلى الله عليه و سلم فالحديث الصحيح “‏يقول الله تعالى‏:‏ قسمت الصلاة بينى و بين عبدى نصفين فاذا قال‏:‏ ‏{‏‏الحمد لله رب العالمين‏}‏‏ قال‏:‏ الله حمدنى عبدي‏.‏ فاذا قال‏:‏ ‏{‏‏الرحمن الرحيم‏}‏‏ قال‏:‏ اثني على عبدى و اذا قال‏:‏ ‏{‏‏مالك يوم الدين‏}‏‏ قال‏:‏ مجدنى عبدي‏.‏ و اذا قال‏:‏ ‏{اياك نعبد و اياك نستعين‏}‏‏ قال‏:‏ هذي الاية بينى و بين عبدى نصفين و لعبدى ما سال و اذا قال‏:‏ ‏{‏‏اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين‏}‏‏ قال‏:‏ هؤلاء لعبدى و لعبدى ما سال”‏‏.

‏‏ فوسط السورة ‏{‏‏اياك نعبد و اياك نستعين‏}‏‏ ‏[‏الفاتحة‏:‏5‏]‏ فالدين ان لا يعبد الا الله و لا يستعان الا اياة و الملائكة و الانبياء و غيرهم عباد الله كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏لن يستنكف المسيح ان يصبح عبدا لله و لا الملائكة المقربون و من يستنكف عن عبادتة و يستكبر فسيحشرهم الية جميعا فاما الذين امنوا و عملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم و يزيدهم من فضلة و اما الذين استنكفوا و استكبروا فيعذبهم عذابا اليما و لا يجدون لهم من دون الله و ليا و لا نصيرا‏}‏‏‏[‏النساء‏:‏172- 173‏]‏ فالحب لغير الله كحب النصاري للمسيح و حب اليهود لموسي و حب الرافضة لعلى و حب الغلاة لشيوخهم و ائمتهم‏:‏ كمن يوالى شيخا او اماما و ينفر عن نظيرة و هما متقاربان او متساويان فالرتبة فهذا من جنس اهل الكتاب الذين امنوا ببعض الرسل و كفروا ببعض و حال الرافضة الذين يوالون بعض الصحابة و يعادون بعضهم و حال اهل العبنوتة من المنتسبين الى فقة و زهد‏:‏ الذين يوالون ‏[‏بعض‏]‏ الشيوخ و الائمة دون البعض‏.‏

وانما المؤمن من يوالى كل اهل الايمان‏.‏

قال الله تعالى ‏:‏‏{‏‏انما المؤمنون اخوة‏}‏‏ ‏[‏الحجرات‏:‏9‏]‏‏.

‏‏ و قال النبى صلى الله عليه و سلم “‏المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضة بعضا و شبك بين اصابعه‏” و قال‏ “‏مثل المؤمنين فتوادهم و تراحمهم كمثل الجسد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمي و السهر‏”‏‏.‏

وقال عليه السلام‏ ‏‏”‏لا تقاطعوا و لا تدابروا و كونوا عباد الله اخوانا‏”.

‏‏ و مما يبين الحب لله و الحب لغير الله‏:‏ ان ابا بكر كان يحب النبى صلى الله عليه و سلم مخلصا لله و ابو طالب عمة كان يحبه و ينصرة لهواة لا لله‏.‏

فتقبل الله عمل ابي بكر و انزل فيه‏:‏ ‏{‏‏وسيجنبها الاتقي الذي يؤتى ما له يتزكي و ما لاحد عندة من نعمة تجزي الا ابتغاء و جة ربة الاعلي و لسوف يرضى‏}‏‏ ‏[‏الليل‏:‏17‏- 21‏]‏ و اما ابو طالب فلم يتقبل عمله؛
بل ادخلة النار؛
لانة كان مشركا عاملا لغير الله‏.

‏‏ و ابو بكر لم يطلب اجرة من الخلق لا من النبى و لا من غيره؛
بل امن فيه و احبة و كلاة و اعانة بنفسة و ما له متقربا بذلك الى الله و طالبا الاجر من الله‏.‏

ورسولة يبلغ عن الله امرة و نهية و وعدة و وعيدة قال تعالى‏:‏ ‏{‏‏فانما عليك البلاغ و علينا الحساب‏}‏‏‏[‏الرعد‏:‏40‏]‏‏.‏ و الله هو الذي يخلق و يرزق و يعطى و يمنع و يخفض و يرفع و يعز و يذل و هو سبحانة مسبب الاسباب و رب جميع شيء و مليكه‏.‏

والاسباب التي يفعلها العباد مما امر الله فيه و اباحة فهذا يسلك و اما ما ينهي عنه نهيا خالصا او كان من البدع التي لم ياذن الله فيها فهذا لا يسلك‏.‏

قال تعالى‏:‏‏{‏‏قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة فالسماوات و لا فالارض و ما لهم فيهما من شرك و ما له منهم من ظهير و لا تنفع الشفاعة عندة الا لمن اذن له‏}‏‏‏[‏سبا‏:‏22-23‏]‏ بين سبحانة ضلال الذين يدعون المخلوق من الملائكة و الانبياء و غيرهم المبين ان المخلوقين لا يملكون مثقال ذرة فالسموات و لا فالارض بعدها بين انه لا شركة لهم بعدها بين انه لا عون له و لا ظهير؛
لان اهل الشرك يشبهون الخالق بالمخلوق‏.‏

كما يقول بعضهم‏:‏ اذا كانت لك حاجة استوصى الشيخ فلان فانك تجدة او توجة الى ضريحة خطوات و نادة يا شيخ يقضى حاجتك و ذلك غلط لا يحل فعلة و ان كان من هؤلاء الداعين لغير الله من يري صورة المدعو احيانا فذلك شيطان تمثل له‏.

‏‏ كما و قع كهذا لعدد كثير‏.‏

ونظير ذلك قول بعض الجهال من اتباع الشيخ عدى و غيرة جميع رزق لا يجيء على يد الشيخ لا اريده‏.

‏‏ و العجب من ذى عقل سليم يستوصى من هو ميت يستغيث فيه و لا يستغيث بالحى الذي لا يموت و يقوي الوهم عندة انه لولا استغاثتة بالشيخ الميت لما قضيت حاجته‏.

‏‏ فهذا حرام فعله‏.‏

ويقول احدهم اذا كانت لك حاجة الى ملك توسلت الية باعوانة فهكذا يتوسل الية بالشيوخ‏.

‏‏ و ذلك كلام اهل الشرك و الضلال فان الملك لا يعلم حوائج رعيتة و لا يقدر على قضائها و حدة و لا يريد هذا الا لغرض يحصل له بسبب هذا و الله اعلم بكل شيء يعلم السر و اخفي و هو على جميع شيء قدير‏.

‏‏ فالاسباب منه و الية و ما من اسباب من الاسباب الا دائر موقوف على سبب ثانية و له معارضات‏.‏

فالنار لا تحرق الا اذا كان المحل قابلا فلا تحرق السمندل و اذا شاء الله منع اثرها كما فعل بابراهيم عليه السلام‏.‏

واما مشيئة الرب فلا تحتاج الى غيرة و لا ما نع لها بل ما شاء الله كان و ما لم يشا لم يكن‏.

‏‏ و هو سبحانة ارحم من الوالدة بولدها‏:‏ يحسن اليهم و يرحمهم و يكشف ضرهم مع غناة عنهم و افتقارهم الية ‏{‏‏ليس كمثلة شيء و هو السميع البصير‏}‏‏ ‏[‏الشورى‏:‏11‏]‏‏.‏

فنفي الرب ذلك كله فلم يبق الا الشفاعة‏.‏

فقال‏:‏‏{‏‏ولا تنفع الشفاعة عندة الا لمن اذن له‏}‏‏‏[‏سبا‏:‏23‏]‏ و قال‏:‏‏{‏‏من ذا الذي يشفع عندة الا باذنه‏}‏‏ ‏[‏البقرة‏:‏255‏]‏ فهو الذي ياذن فالشفاعة و هو الذي يقبلها فالجميع منه و حدة و كلما كان الرجل اعظم اخلاصا‏:‏ كانت شفاعة الرسول اقرب اليه‏.

‏‏ قال له ابو هريرة ” من اسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله ‏؟‏ قال‏:‏‏من قال لا الة الا الله يبتغى بذلك و جة الله‏”‏‏.‏

واما الذين يتوكلون على فلان ليشفع لهم من دون الله تعالى و يتعلقون بفلان فهؤلاء من جنس المشركين الذين اتخذوا شفعاء من دون الله تعالى‏.

‏‏ قال الله تعالى‏:‏‏{‏‏ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل اولو كانوا لا يملكون شيئا و لا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا ‏}‏‏‏[‏الزمر‏:‏43-44‏]‏ و قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏ثم استوي على العرش ما لكم من دونة من و لى و لا شفيع‏}‏‏‏[‏السجدة‏:‏4‏]‏ و قال‏:‏ ‏{‏‏ قل ادعوا الذين زعمتم من دونة فلا يملكون كشف الضر عنكم و لا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب و يرجون رحمتة و يخافون عذابة ان عذاب ربك كان محذورا‏}‏‏‏[‏الاسراء‏:‏56-57‏]‏‏.

‏‏ قال طائفة من السلف‏:‏ كان قوم يدعون المسيح و العزير و الملائكة فبين الله تعالى ان هؤلاء الملائكة و الانبياء عبادة كما ان هؤلاء عبادة و هؤلاء يتقربون الى الله و هؤلاء يرجون رحمة الله و هؤلاء يخافون عذاب الله‏.

‏‏ فالمشركون اتخذوا مع الله اندادا يحبونهم كحب الله؛
واتخذوا شفعاء يشفعون لهم عند الله ففيهم محبة لهم و اشراك بهم و فيهم من جنس ما فالنصاري من حب المسيح و اشراك به؛
والمؤمنون اشد حبا لله‏:‏ فلا يعبدون الا الله و حدة و لا يجعلون معه شيئا يحبونة كمحبتة لا انبيائة و لا غيرهم؛
بل احبوا ما احبة بمحبتهم لله؛
واخلصوا دينهم لله و علموا ان احدا لا يشفع لهم الا باذن الله؛
فاحبوا عبدالله و رسولة محمدا صلى الله عليه و سلم لحب الله و علموا انه عبدالله المبلغ عن الله فاطاعوة فيما امر و صدقوة فيما اخبر و لم يرجوا الا الله؛
ولم يخافوا الا الله و لم يسالوا الا الله و شفاعتة لمن يشفع له هو باذن الله فلا ينفع رجاؤنا للشفيع و لا مخافتنا له و انما ينفع توحيدنا و اخلاصنا لله و توكلنا عليه فهو الذي ياذن للشفيع فعلي المسلم ان يفرق بين محبة المؤمنين،
ودينهم و محبة النصارى،
والمشركين و دينهم،
ويتبع اهل التوحيد و الايمان‏.

‏‏ و يظهر عن مشابهة المشركين و عبدة الصلبان‏.

‏‏ و فالصحيحين عن النبى صلى الله عليه و سلم انه قال “‏ثلاث من كن به و جد بهن حلاوة الايمان‏:‏ من كان الله و رسولة احب الية مما سواهما و من كان يحب المرء لا يحبه الا لله و من كان يكرة ان يرجع فالكفر بعد اذ انقذة الله منه كما يكرة ان يلقي فالنار ‏”‏‏.

‏‏ و قال تعالى ‏{‏‏قل ان كان اباؤكم و ابناؤكم و اخوانكم و ازواجكم و عشيرتكم و اموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها احب اليكم من الله و رسولة و جهاد فسبيلة فتربصوا حتي ياتى الله بامرة و الله لا يهدى القوم الفاسقين‏}‏‏‏[‏التوبة‏:‏24‏]‏ و قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏‏من يرتد منكم عن دينة فسوف ياتى الله بقوم يحبهم و يحبونة اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون فسبيل الله و لا يخافون لومة لائم هذا فضل الله يؤتية من يشاء و الله و اسع عليم‏}‏‏‏[‏المائدة‏:‏54‏]‏ و ذلك باب و اسع و دين الاسلام مبنى على ذلك الاصل و القران يدور عليه.

  • العبد مع من احب
  • يحشر الانسان مع من احب
  • الرجلو المرء يحبو بعضهم
  • العبد يحشر مع من احب
  • المرء مع من احب
  • حديث المرء مع من أحب
  • صور عن يحشر المرء مع من احب
  • يحشر العبد مع من احب
  • يوم يحشر لمرء مع من يحب


يحشر مع من يحب , المرء مع من احب