ويكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين

ويكيدون و يكيد الله و الله خير الكائدين

 20160714 2584

.صفة المكر و الكيد و المحال لله تعالى:

وقوله: {وهو شديد المحال}،
وقوله: {ومكروا و مكر الله و الله خير الماكرين}،
وقوله: {ومكروا مكرا و مكرنا مكرا و هم لا يشعرون}،
وقوله: {انهم يكيدون كيدا و اكيد كيدا} ذكر المؤلف رحمة الله ثلاث صفات متقاربة فاربع ايات: المحال،
والمكر.


الاية الاولى: فالمحال،
وهي قوله: {وهو شديد المحال} [سورة الرعد: 13].


* اي: شديد الاخذ بالعقوبة.
وقيل: ان المحال بمعني المكر؛
اي: شديد المكر،
وكانة على ذلك التفسير ما خوذ من الحيلة و هي ان يتخيل بخصمة حتي يتوقع به.
وهذا المعني ظاهر صنيع المؤلف رحمة الله؛
لانة ذكرها فسياق ايات المكر و الكيد.


والمكر؛
قال العلماء فتفسيره: انه التوصل بالاسباب الخفية الى الايقاع بالخصم؛
يعني: ان تفعل اسبابا خفية فتوقع بخصمك و هو لا يحص و لا يدري،
ولكنها بالنسبة لك معلومة مدبرة.


والمكر يصبح فموضع مدحا و يصبح فذما: فان كان فمقابلة من يمكر؛
فهو مدح؛
لانة يقتضى انك انت احسن منه.
وان كان فغير ذلك؛
فهو ذم و يسمى خيانة.


ولهذا لم يصف الله نفسة فيه الا على سبيل المقابلة و التقييد؛
كما قال الله تعالى: {ومكروا مكرا و مكرنا مكرا و هم لا يشعرون} [النمل: 50]،
{ويمكرون و يمكر الله} [الانفال: 30]،
ولا يوصف الله سبحانة و تعالى فيه على الاطلاق؛
فلا يقال: ان الله ما كر!
لا على سبيل الخبر،
ولا على سبيل التسمية؛
ذلك لان ذلك المعني يصبح مدحا فحال و يصبح ذما فحال؛
فلا ممكن ان نص الله فيه على سبيل الاطلاق.

 20160714 2585




فاما قوله تعالى: {والله خير الماكرين} [ال عمران: 54]؛
فهذا كمال؛
ولهذا لم يقل: امكر الماكرين بل قال: {والله خير الماكرين}؛
فلا يصبح مكرة الا خيرا،
ولهذا يصح ان نصفة بذلك؛
فنقول: هو خير الماكرين.
او نصفة بصفة المكر فسبيل المقابلة؛
اي: مقابلة من يمكر به،
فنقول: ان الله تعالى ما كر بالماكرين؛
لقوله تعالى: {ويمكرون و يمكر الله}.


الاية الثانية: فالمكر،
وهي قوله: {ومكروا و مكر الله و الله خير الماكرين} [سورة ال عمران: 54].


* هذي نزلت فعيسي بن مريم عليه الصلاة و السلام،
مكر فيه اليهود ليقتلوه،
ولكن كان الله تعالى اعظم منهم مكرا،
رفعة الله،
والقي شبهة على احدهم،
علي الذي تولي كبرة و اراد ان يقتله،
فلما دخل عليه ذلك الذي يريد القتل،
واذا عيسي ربما رفع،
فدخل الناس،
فقالوا: انت عيسى!
قال: لست عيسى!
فقالوا: انت هو!
لان الله تعالى القي عليه شبهه،
فقتل ذلك الرجل الذي كان يريد ان يقتل عيسي بن مريم؛
فكان مكرة عائدا عليه،
{ومكروا و مكر الله و الله خير الماكرين}.


الاية الثالثة: فالمكر ايضا،
وهي قوله: {ومكروا مكرا و مكرنا مكرا و هم لا يشعرون} [النمل: 50].


هذا فقوم صالح،
كان فالمدينة التي كان يدعو الناس بها الى الله تسعة رهط- اي: انفار- {تقاسموا بالله لنبيتنة و اهله} [النمل: 49]؛
يعني: لنقتلنة بالليل،
{ثم لنقولن لولية ما شهدنا مهلك اهلة و انا لصادقون} [النمل: 49]؛
يعني: انهم قتلوة بالليل؛
فما يشاهدونه.
لكن مكروا و مكر الله!
قي{ومكرا} :ما خرجوا ليقتلوه،
لجؤوا الى غار ينتظرون الليل؛
انطبق عليهم الغار،
فهلكوا،
وصالح و اهلة لم يمسهم سوء،
فيقول الله: {ومكروا مكرا و مكرنا مكرا}.

 20160714 2586




* {ومكرا} : فالموضعين منكرة للتعظيم؛
اي: مكروا مكرا عظيما،
ومكرنا مكرا اعظم.


الاية الرابعة: فالكيد،
وهي قوله: {انهم يكيدون كيدا و اكيد كيدا} [الطارق: 15- 16].


* {انهم}؛
اي: كفار مكة،
{يكيدون} للرسول صلى الله عليه و سلم {كيدا} لا نظير له فالتنفير منه و من دعوته،
ولكن الله تعالى يكيد كيدا اعظم و اشد.


* {ليثبتوك}؛
يعني: كيدا اعظم من كيدهم.


ومن كيدهم و مكرهم ما ذكرة الله فسورة الانفال: {واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يظهروك} [الانفال: 30]: ثلاثة اراء.


1- {ليثبتوك}؛
يعني: يحبسوك.


2- {يقتلوك}؛
يعني: يعدموك.


3- {يخرجوك}؛
يعني: يطردوك.


وكان راى القتل اروع الاراء عندهم بمشورة من ابليس؛
لان ابليس جاءهم بصورة شيخ نجدي،
وقال لهم: انتخبوا عشرة شبان من عشر قبائل من قريش،
واعطوا جميع واحد سيفا بعدها يعمدون الى محمد صلى الله عليه و سلم،
فيقتلونة قتلة رجل واحد،
فيضيع دمة فالقبائل؛
فلا تستطيع بنو هاشم ان تقتل واحدا من هؤلاء الشبان و حينئذ يلجئون الى الدية،
فتسلمون منه.
فقالوا: ذلك الراي!!
واجمعوا على ذلك.
ولكنهم مكروا مكرا و الله تعالى يمكر خيرا منه؛
ولكنهم مكروا مكرا و الله تعالى يمكر خيرا منه؛
قال الله تعالى: {ويمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين} [الانفال: 30]؛
فما حصل لهم الذي يريدون!
بل ان الرسول عليه الصلاة و السلام خرج من بيته،
يذر التراب على رؤوس العشرة هؤلاء،
ويقرا: {وجعلنا من بين ايديهم سدا و من خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون} [يس: 9]،
فكانوا ينتظرون الرسول عليه الصلاة و السلام يظهر،
فخرج،
من بينهم،
ولم يشعروا به.


اذا،
صار مكر الله عز و جل اعظم من كرهم،
لانة انجي رسولة منهم و هاجر.


*قال هنا: {يكيدون كيدا و اكيد كيدا} [الطارق: 15- 16]،
والتنكير بها للتعظيم،
وكان كيد الله عز و جل اعظم من كيدهم.


وهكذا يكيد الله عز و جل لكل من انتصر لدينه،
فانة يكيد له و يؤيده،
قال الله تعالى: {ايضا كدنا ليوسف} [يوسف: 76]،
يعني: عملنا عملا حصل فيه مقصودة دون ان يشر فيه احد.


وهذا من فضل الله عز و جل على المرء،
ان يقية شر خصمة على و جة الكيد و المكر على ذلك الخصم الذي اراد الايقاع به.


فان قلت: ما هو تعريف المكر و الكيد و المحال؟.


فالجواب: تعريفها عند اهل العلم: التوصل بالاسباب الخفية الى الايقاع بالخصم؛
يعني: ان توقع بخصمك باسباب خفية لا يدرى عنها.
وهي فمحلها صفة كمال يحمد عليها و فغير محلها صفة نقص يذم عليها.


ويذكر ان على بن ابي طالب رضى الله عنه لما بارز عمرو بن و د- و الفوائد من المبارزة انه اذا غلب احدهما انكسرت قلوب خصومه- فلما خرج عمرو؛
صرخ علي: ما خرجت لابارز رجلين.
فالتفت عمرو،
فلما التفت؛
ضربة على رضى الله عنه على رقبتة حتي اطاح براسه.

 20160714 173




هذا خداع،
لكنة جائز،
ويحمد عليه؛
لانة فموضعه؛
فان ذلك الرجل ما خرج ليكرم على بن ابي طالب و يهنئه،
ولكنة خرج ليقتله؛
فكاد له على بذلك.


والمكر و الكيد و المحال من صفات الله الفعليه التي لا يوصف فيها على سبيل الاطلاق؛
لانها تكون مدحا فحال،
وذما فحال؛
فيوصف فيها حين تكون مدحا،
ولا يوصف فيها اذا لم تكن مدحا؛
فيقال: الله خير الماكرين،
خير الكائدين،
او يقال: الله ما كر بالماكرين،
خادع لمن يخادعه.


والاستهزاء من ذلك الباب؛
فلا يصح ان نخبر عن الله بانه مستهزئ على الاطلاق؛
لان الاستهزاء نوع من اللعب،
وهو منفى عن الله؛
قال الله تعالى: {وما خلقنا السموات و الارض و ما بينهما لاعبين} [الدخان: 38]،
لكن فمقابلة من يستهزئ فيه يصبح كمالا؛
كما قال تعالى: {واذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا و اذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون} [البقرة: 14]؛
قال الله: {الله يستهزئ بهم} [البقرة: 15].


فاهل السنة و الجماعة يثبتون هذي المعاني لله عز و جل على سبيل الحقيقة.


لكن اهل التحريف يقولون: لا ممكن ان يوصف فيها ابدا،
لكن ذكر مكر الله و مكرهم من باب المشاكلة اللفظية،
والمعني مختلف؛
مثل: {رضى الله عنهم و رضوا عنه} [المائدة: 119].


ونحن نقول لهم: ذلك خلاف ظاهر النص،
وخلاف اجماع السلف.
وقد قلنا سابقا: اذا قال قائل: ائت لنا بقول لابي بكر او عمر او عثمان او على يقولون فيه: ان المراد بالمكر و الاستهزاء و الخداع الحقيقة‍.


فنقول لهم: نعم؛
هم قرؤوا القران و امنوا به،
وكونهم لم ينقلوا ذلك المعني المتبادر الى معني اخر؛
يدل على انهم اقروا به،
وان ذلك اجماع،
ولهذا يكفينا ان نقول فالاجماع: لم ينقل عن واحد منهم خلاف ظاهر الكلام،
وانة فسر الرضي بالثواب،
او الكيد بالعقوبة….
ونحو ذلك.
وهذه الشبهة قد يوردها علينا احد من الناس؛
يقولون: انتم تقولون: ذلك اجماع السلف؛
اين اجماعهم؟


نقول: عدم نقل ما يخالف ظاهرها عنهم دليل الاجماع.


ما نستفيدة من الناحية المسلكية فاثبات صفة المكر و الكيد و المحال:


المكر: يستفيد فيه الانسان بالنسبة للامر المسلكي مراقبة الله سبحانة و تعالى،
وعدم التحيل على محارمه،
وما اكثر المتحيلين على المحارم ‍فهؤلاء المتحيلون على المحارم،
اذا علموا ان الله تعالى خير منهم مكرا،
واسرع منهم مكرا؛
فان هذا يستلزم ان ينتهوا عن المكر.


ربما يفعل الانسان شيئا فيما يبدوا للناس انه جائز لا باس به،
لكنة عند الله ليس بجائز،
فيخاف،
ويحذر.


وهذا له امثلة كثيرة جدا جدا فالبيوع و الانكحة و غيرهما:


مثال هذا فالبيوع: رجل جاء الى اخر؛
قال: اقرضنى عشرة الاف درهم.
قال: لا اقرضك الا باثنى عشر الف و ذلك ربا و حرام سيتجنبة لانة يعرف انه ربا صريح لكن باع عليه سلعة باثنى عشر الفا مؤجلة الى سنة بيعا تاما و كتبت الوثيقة بينهما،
ثم ان البائع اتي الى المشترى،
وقال: بعنية بعشرة الاف نقدا.
فقال: بعتك اياه.
وكتبوا بينهما و ثيقة بالبيع فظاهر ذلك البيع الصحة،
ولكن نقول: هذي حيلة؛
فان ذلك لما عرف انه لا يجوز ان يعطية عشر الفا؛
قال: ابيع السلعة عليه باثنى عشر،
واشتريها نقدا بعشرة.


ربما يتسمر الانسان فهذه المعاملة لانها امام الناس معاملة ليس بها شيئا لانها امام الناس معاملة ليس بها شيء لكنها عند الله تحيل على محارمه،
وقد يملى الله تعالى لهذا الظالم،
حتي اذا اخذة لم يفلته؛
يعني: يتركة ينمو ما له و يزداد و ينمو بهذا الرباء لكن اذا اخذة لم يفلته؛
وتكون هذي الحاجات خسارة عليه فيما بعد،
ومالة الى الافلاس،
ومن العبارات المشهورة على السنة الناس: من عاش فالحيلة ما ت فقيرا.


مثال فالانكحة: امراة طلقها زوجها ثلاثا؛
فلا تحل له الا بعد زوج،
فجاء صديق له،
فتزوجها بشرط انه متي حللها –يعني: متي جامعها –طلقها،
ولما طلقها؛
انت بالعدة،
وتزوجها الاول؛
فانها ظاهرا تحل للزوج الاول،
لكنها باطنا لا تحل؛
لان هذي حيلة.


فمتي علمنا ان الله اسرع مكرا،
وان الله خير الماكرين؛
او جب لنا هذا ان نبتعد غاية البعد عن التحيل على محارم الله.

 

  • ويكيدون ويكيد الله
  • يكيدون ويكيد الله
  • يكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين
  • ويكيدون كيدا والله خير الكائدين
  • ويكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين
  • يكيدون والله خير الكائدين
  • ويكيدون ويكيد الله والله خير
  • معنى يكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين
  • يكيدون كيدا والله خير الماكرين
  • اية ويكيدون ويكيد الله


ويكيدون ويكيد الله والله خير الكائدين