موضوع عن مدح النفس , التغلب على النفس وجلب السعادة

مقال عن مدح النفس ,

التغلب على النفس و جلب السعادة

 20160616 1507

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين،نبينا محمد و على اله،وصحبة اجمعين.


اما بعد:


ان من المعاصى و الاثام ايها الاحبة الكرام ان يحرص العبد على مدح نفسة دون حاجة بين الانام!
يقول العزيز العلام : (فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى)[النجم : 32].


يقول الامام الطبرى – رحمة الله-:” فلا تشهدوا لانفسكم بانها زكية،
بريئة من الذنوب و المعاصي”.
تفسير الطبرى (22/540)


يقول الشوكانى – رحمة الله- :” اي : لا تمدحوها،
ولا تبرئوها عن الاثام،
ولا تثنوا عليها ،

فان ترك تزكية النفس ابعد من الرياء ،

واقرب الى الخشوع”.
فتح القدير ( 5/136)


ويزداد الذم!
ايها الاخوة و الاخوات!
اذا مدح نفسة بما ليس به من الصفات!
لانة متشبع بما لم يرزقة فيه رب الارض و السموات،
فعن اسماء -رضى الله عنها- ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:”المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبى زور “.
رواة البخارى (4921) و مسلم (2129) و اللفظ له.


يقول الامام النووى – رحمة الله-:”قال العلماء: معناة المتكثر بما ليس عنده،
بان يخرج ان عندة ما ليس عندة يتكثر بذلك عند الناس،
ويتزين بالباطل فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبى زور،
قال ابو عبيد و اخرون: هو الذي يلبس ثياب اهل الزهد و العبادة و الورع و مقصودة ان يخرج للناس انه متصف بتلك الصفة،
ويظهر من التخشع و الزهد اكثر مما فقلبه،
فهذه ثياب زور و رياء ،
وقيل : هو كمن لبس ثوبين لغيرة و اوهم انهما له،
وقيل: هو من يلبس قميصا واحدا و يصل بكمية كمين اخرين فيظهر ان عليه قميصين،
وحكي الخطابي قولا احدث : ان المراد هنا بالثوب الحالة،
والمذهب و العرب تكني بالثوب عن حال لابسه،
ومعناة انه كالكاذب القائل ما لم يكن ،

وقولا احدث ان المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور فيلبس ثوبين يتجمل بهما،
فلا ترد شهادتة لحسن هيئته،
والله اعلم “.
الشرح على صحيح مسلم (14/110)

 20160623 860

فيا من تمدح نفسك!
بدون سبب!
الا تعلم ان نفسك التي بين جنبيك هي من اشد الاعداء عليك!
وهي من سبب البلاء و الشقاء!،
يقول الامام ابن القيم-رحمة الله-:” تامر صاحبها- اي النفس-بما تهواة من شهوات الغى و اتباع الباطل،
فهي ما وي جميع سوء،
وان اطاعها –اى صاحبها- قادتة الى جميع قبيح و جميع مكروه”.
اغاثة اللهفان (ص77)


وانها تبعدك عن الخيرات!
وتامرك بالسوء و المنكرات،قال رب البريات:(ان النفس لامارة بالسوء) [يوسف: 53].


يقول الامام الطبري-رحمة الله- :”نفوس العباد تامرهم بما تهواه،
وان كان هواها فغير ما به رضا الله”.
تفسير الطبرى (13/3)


الا تعلم!
– هداك المنان- ان فعلك ذلك !

لن يرجع عليك الا بالحرمان و الخسران،
يقول الامام الذهبى – رحمة الله-:” لا افلح و الله من زكي نفسة او اعجبتة “.
سير اعلام النبلاء (4/190)


وانة يقدح فاخلاصك للعزيز الرحمن ،

يقول الامام ابن القيم –رحمة الله-:” لا يجتمع الاخلاص فالقلب و محبة المدح و الثناء و الطمع فيما عند الناس الا كما يجتمع الماء و النار”.الفائدة (ص 149)


وانة اضر عليك من مدحك لغيرك!
يقول العز بن عبدالسلام – رحمة الله- :”ومدحك نفسك اقبح من مدحك غيرك فان غلطة الانسان فحق نفسة اكثر من غلطة فحق غيرة فان حبك الشيء يعمي و يصم و لا شيء احب الى الانسان من نفسة و لذا يري عيوب غيرة و لا يري عيوب نفسة و يعذر فيه نفسة بما لا يعذر فيه غيرة “.
قواعد الاحكام فمصالح الانام (2/ 177)


وان تكرار مدحك لنفسك!
قد يصيبك بمرض عضال!
وداء قتال!
الا و هو العجب!
الذى بدورة ربما يجرك الى داء هو اكثر منه ضررا و اعظم خطرا و هو الكبر!
يقول الامام القرطبي – رحمة الله- :” اعجاب المرء بنفسه،
هو ملاحظتة لها بعين الكمال مع نسيان نعمة الله،
فان احتقر غيرة مع هذا فهو الكبر المذموم”.
فتح البارى (10/261)


فعليك ان تتوب الى العزيز الغفار و تترك هذي الخصلة الذميمة!
التى هي مصدر جميع بلاء و طريق جميع شقاء !

وهي معصية للواحد الجبار لانها تؤدى الى العجب و الافتخار!الا اذا كان هنالك ما يدعو اليها !
يقول الامام النووى – رحمة الله- :”اعلم ان ذكر محاسن نفسة ضربان : مذموم و محبوب ,

فالمذموم: ان يذكرة للافتخار و اظهار الارتفاع و التميز على الاقران و شبة هذا ,

والمحبوب : ان يصبح به مصلحة اسلامية و هذا بان يصبح امرا بمعروف او ناهيا عن منكر او ناصحا او مشيرا بمصلحة او معلما او مؤدبا او و اعظا او مذكرا او مصلحا بين اثنين او يدفع عن نفسة شرا او نحو هذا فيذكر محاسنة ناويا بذلك ان يصبح ذلك اقرب الى قبول قوله و اعتماد ما يذكرة او ان ذلك الكلام الذي اقوله لا تجدونة عند غيرى فاحتفظوا فيه او نحو هذا “.
الاذكار (ص 218)


ومن الاسباب التي تدعو العبد لمدح نفسة بشرط الاخلاص للعزيز الوهاب ايها الاحباب ان تكون هنالك مصلحة تتعلق بالانام كما فعل يوسف عليه السلام حيث قال للملك كما اخبر عنه العزيز العلام:(اجعلنى على خزائن الارض انني حفيظ عليم)[ يوسف: 55]

يقول الشيخ السعدي- رحمة الله-:”{انى حفيظ عليم}اي:حفيظ للذى اتولاه،
فلا يضيع منه شيء فغير محله،
وضابط للداخل و الخارج،عليم بطريقة التدبير و الاعطاء و المنع،
والتصرف فجميع نوعيات التصرفات،
وليس هذا حرصا من يوسف على الولاية،
وانما هو رغبة منه فالنفع العام،وقد عرف من نفسة من الكفاءة و الامانة و الحفظ ما لم يكونوا يعرفونه.


ف لذا طلب من الملك ان يجعلة على خزائن الارض،فجعلة الملك على خزائن الارض و ولاة اياها”.تفسير السعدي( ص 401)


يقول الامام ابن الجوزى – رحمة الله-:” فان قيل كيف مدح نفسة بهذا القول و من شان الانبياء و الصالحين التواضع ؟



فالجواب انه لما خلا مدحة لنفسة من بغى و تكبر و كان مرادة فيه الوصول الى حق يقيمة و عدل يحيية و جور يبطلة كان هذا جميلا جائزا “.
زاد المسير (4/ 244)

 20160623 861

ومن هذا الاخبار عن نفسة اذا احتاج الى ذلك!،
فعن عبدالله بن مسعود – رضى الله عنه- قال: ” و الله الذي لا الة غيرة ما انزلت سورة من كتاب الله الا و انا اعلم اين نزلت،
ولا انزلت اية من كتاب الله الا و انا اعلم فيمن نزلت،
ولو اعلم احدا اعلم منى بكتاب الله تبلغة الابل لركبت اليه”.
رواة البخاري(5002)


يقول الحافظ ابن حجر – رحمة الله-:”وفى الحديث جواز ذكر الانسان نفسة بما به من الفضيلة بقدر الحاجة،
ويحمل ما و رد من ذم هذا على من و قع هذا منه فخرا او اعجابا”.
فتح البارى ( 9/51)


والاولي ايها الافاضل الكرام لمن احتاج ان يخبر عن نفسة فبعض المواطن كمن يريد الزواج ان يوكل من ينوب عنه من الانام ممن يصبح عارفا بحاله!
لان المخبر عن نفسه!قد لا يسلم من الوقوع فالفخر و التعاظم الذي هو من الاثام!!،يقول الامام ابن القيم-رحمة الله-:”فمن اخبر عن نفسة بمثل هذا ليكثر فيه ما يحبه الله و رسولة من الخير فهو محمود ،

وهذا غير من اخبر بذلك ليتكثر فيه عند الناس و يتعظم و ذلك يجازية الله بمقت الناس له و صغرة فعيونهم،
والاول يكثرة فقلوبهم و عيونهم،
وانما الاعمال بالنيات و ايضا اذا اثني الرجل على نفسة ليخلص بذلك من مظلمة و شر،
او ليستوفى بذلك حقا له يحتاج به الى التعريف بحاله،
او ليقطع عنه اطماع السفلة فيه،
او عند خطبتة الى من لا يعرف حالة و الاقوى فهذا ان يوكل من يعرف فيه و بحالة فان لسان ثناء المرء على نفسة قصير،وهو فالغالب مذموم لما يقترن فيه من الفخر و التعاظم “.
مفتاح دار السعادة ( 1/139)


فعلينا جميعا ايها الاحبة و الاخوان ان نمتثل لاوامر الرحمن و نعمل بتعاليم دين الاسلام و بما اوصانا فيه نبينا عليه اروع الصلاة و السلام و من هذا ان نتواضع للانام و نبتعد عن مدح النفس دون حاجة!
لان هذا من الاثام!،
عن عياض بن حمار – رضى الله عنه- ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:”ان الله اوحي الى ان تواضعوا حتي لا يفخر احد على احد و لا يبغ احد على احد “.
رواة مسلم ( 2865)


قال الملا على قارى – رحمة الله- :” (حتي لا يفخر ) بفتح الخاء من الفخر و هو ادعاء العظمة و الكبرياء و الشرف اي :كى لا يتعاظم (احد على احد و لا ينبغي) بكسر الغين اي : و لا يظلم (احد على احد) و فالجمع بينهما اشعار بان الفخر و البغى نتيجتا الكبر لان المتكبر هو الذي يرفع نفسة فوق جميع احد و لا ينقاد لاحد”.
مرقاة المفاتيح ( 9 /121)


ولنحذر من ان نقع فهذا الداء الخطير!
او نسلك المسالك التي ربما تجرنا اليه!
ومن هذا الحرص على ذم النفس دائما امام الناس الذي ربما يصبح فالحقيقة من مدحها!
وان تعتاد السنتنا على قول( انا) و (عندي) و (لي) !

،
يقول الامام ابن القيم – رحمة الله-:” و ليحذر – اي العبد- جميع الحذر من طغيان انا،
ولى ،
وعندي،
فان هذي الالفاظ الثلاثة ابتلى فيها ابليس و فرعون و قارون ،

ف ( انا خير منه)[الاعراف:12]لابليس،و(لى ملك مصر )[الزخرف:51] لفرعون،
و(انما اوتيتة على علم عندي) [ القصص : 78] لقارون “.
زاد المعاد ( 2/475)

 20160623 862

فعلينا جميعا ايها الاحبة الكرام ان نلزم انفسنا على تنفيذ ما حث عليه البارى جل و علا و امر،
ونبعدين عما نهي عنه و زجر،
ونستحضر ان تكون اعمالنا دائما خالصة لوجهة العزيز المقتدر.


فالله اسال باسمائة الحسني و صفاتة العليا ان يوفقنا و اياكم لكل ما يحبه و يرضاة و من هذا التواضع و سائر نوعيات الطاعات،
وان يجنبنا جميع ما يبغضة و ياباة و من هذا العجب و الرياء و جميع الذنوب و المنكرات،
فهو سبحانة و لى هذا و رب الارض و السموات.

وصل اللهم و سلم على نبينا محمد و على الة و صحبة اجمعين.

 

  • مدح النفس مع صور


موضوع عن مدح النفس , التغلب على النفس وجلب السعادة