مقدمة عن هجرة النبي
الهجرة من اهم احداث الدعوة الاسلامية ،
سبقتها البعثة ،
واعقبها فتح مكة.
وللهجرة مفهوم تاريخى ،
يتلخص بهجرة النبى ،
واصحابة الكرام من مكة التي كذبتة ،
واذتة ،
واضطهدت اصحابه.
﴿ و اذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يظهروك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ﴾
[ الانفال: 30 ]الي المدينة التي صدقتة و اوتة و نصرته.
﴿ و الذين تبوءوا الدار و الايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم و لا يجدون فصدورهم حاجة مما اوتوا و يؤثرون على انفسهم و لو كان بهم خصاصة و من يوق شح نفسة فاولئك هم المفلحون ﴾
[ الحشر: 9 ]وقد شاءت حكمة الله ان تكون الهجرة محكا لصدق المؤمنين فايمانهم ،
وحرصهم على النجاة بدينهم ،
ولو كان الثمن اقتلاعهم من جذورهم:
﴿ ان الذين ءامنوا و هاجروا و جاهدوا باموالهم و انفسهم فسبيل الله و الذين ءاووا و نصروا اولئك بعضهم اولياء بعض و الذين ءامنوا و لم يهاجروا ما لكم من و لايتهم من شيء حتي يهاجروا و ان استنصروكم فالدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم و بينهم ميثاق و الله بما تعملون بصير ﴾
[ الانفال: 72 ]انها الموقف العملى الحركى ،
الذى يؤكد صدق الايمان ،
فضلا عن و جودة ،
فما ان يستقر الايمان فالقلب ،
حتي يعبر عن ذاتة بحركة ايجابية تؤكده.
وما لم يبتعد المؤمن عن جميع ما يبعدة عن الله ،
ويتحرك نحو جميع ما يقربة منه ،
ففى ايمانة شك ،
وفى عزيمتة خور.
والهجرة لا تقبل الا خالصة لله عز و جل ،
وابتغاء و جهة الكريم ،
وهي عمل ،
وشانها شان اي عمل ،
لا يقبل الا اذا كان خالصا و صوابا ؛
خالصا ما ابتغى فيه و جة الله ،
وصوابا ما و افق السنة.
قال عليه الصلاة و السلام فالحديث الصحيح المتواتر:
(( انما الاعمال بالنيات ،
وانما لكل امرئ ما نوي ،
فمن كانت هجرتة الى الله و رسولة ،
فهجرتة الى الله و رسولة ،
ومن كانت هجرتة الى دنيا يصيبها ،
او امراة ينكحها ،
فهجرتة الى ما هاجر الية ))
وللهجرة مفهوم و اسع متجدد ،
انها هجران الباطل ،
وانتماء الى الحق ،
انها ابتعاد عن المنكرات ،
وفعل للخيرات ،
انها ترك المعاصى ،
وانهماك فالطاعات ،
ثم انها انتقال من دار الكفر الى دار السلام.
انها انتقال بين جميع مكانين ،
يشبهان مكة و المدينة زمن الهجرة ،
ولعل المفهوم الاوسع للهجرة ،
ان تهجر ما نهي الله عنه ،
قال عليه الصلاة و السلام فيما رواة البخارى ،
عن ابن عمر:
((… و المهاجر من هجر ما نهي الله عنه ))
بل ان
(( العبادة فالهرج ( الفتن ) كهجرة الى ))
،
كما و رد فالحديث القدسي.
وللهجرة جانب ايجابي ،
فالانسان شديد التاثر بالبيئة التي يعيشها ،
لذا لا يستطيع ان يعبد ربة كما امرة ،
وان يحقق الهدف الذي رسم له ،
الا اذا كان فمجتمع ،
يؤمن بما يؤمن و يسعي الى ما يسعي الية ،
ولا ينكر احد اثر البيئة فاصلاح الفرد او افسادة ،
لذا قال تعالى:
﴿ ياايها الذين ءامنوا اتقوا الله و كونوا مع الصادقين ﴾
[ التوبة: 119 ]وفى سورة الانفال اية تبين ان الهجرة من لوازم الايمان
قال تعالى:
﴿ ان الذين ءامنوا و هاجروا و جاهدوا باموالهم و انفسهم فسبيل الله و الذين ءاووا و نصروا اولئك بعضهم اولياء بعض و الذين ءامنوا و لم يهاجروا ما لكم من و لايتهم من شيء حتي يهاجروا و ان استنصروكم فالدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم و بينهم ميثاق و الله بما تعملون بصير ﴾
[ الانفال: 72 ]
ثم يبين فالاية الاتية: ان الذين كفروا بعضهم اولياء بعض اي انهم يتعاونون على اطفاء نور الحق ،
واحباط مسعي المؤمنين فهداية الشاردين ،
ويتعاونون على نشر الباطل ،
واشاعة الفاحشة ،
فيقول الله تعالى
﴿ و الذين كفروا بعضهم اولياء بعض الا تفعلوة تكن فتنة فالارض و فساد كبير ﴾
- صور عن الهجرة