مقال هام الرجاء عدم الازعاج , ثقافه سياسيه بامتياز

موضوع هام الرجاء عدم الازعاج

 20160712 3004

لا اتحدث هنا عن (الصلافة) بامتياز،
التى انهي فيها عملاء من كتيبة اعدام اسرائيلية عملية تصفية قائد من حركة حماس فاحد فنادق دبي،
عندما حرصوا على تثبيت يافطة “الرجاء عدم الازعاج” على باب غرفته.

ولست بصدد البحث فيما تبحث به شرطة دبي،
وفيما نشرتة الصحافة،
وبثتة القنوات الفضائية عن الحادث..
انا فقط معنى بهذه الجراة الاستثنائية التي ينهى فيها كثيرون جرائمهم و فسادهم و (صلافتهم) طبعا بان..
“الرجاء عدم الازعاج”.

حتي اصواتنا التي عطلتها فلسفة “الحيط الحيط”..
وهواجسنا التي دفناها عندما دفنا رؤوسنا بين الرؤس..
ينبغى الا تزعجهم و هم فخضم افعالهم و جرائمهم و فسادهم..
ببساطة “لنخرس” نحن كلنا،
فلم ندس انوفنا فشؤونهم،
او حتي فاحلامهم غير المشروعة.



بعيدا عن ذلك،
اتعرفون ان كثيرين..
يتحسرون على تلك الايام التي كانوا بها يتحركون يمنة و يسرة من دون رقابة او محاسبة..
لم تكن كلمة فساد ربما دخلت قواميسنا بعد..
ولم تكن المحاسبة ربما عرفت طريقها الى تعبيراتنا -علي الاقل-،
كانت ايام خير -علي حد تعبير احد المتحسرين- “كنا نسرح و نمرح..
من دون ازعاج من احد”.

ليست اسرائيل فقط اذن..
من تلزمنا الصمت خوفا من ازعاجها منذ ان تعودت على ارفع درجات الهدوء و السكينة التي نمارسها بامتياز و تفوق،
ونقابل فيها افعالها فالشرق و الغرب..
فى البر و البحر و الجو و الفضاء،
بل لسنا نحن المعنيين فقط بلزوم الصمت..
كانت دول و امم اكبر منا “تخرس” امام تقارير دولية و اضحة نتائجها و استنتاجاتها كعين الشمس..
تدين فيها افعالا اسرائيلية هنا و هناك،
ولعل غولدستون لم يغب عن الذاكرة بعد..

نحن كذلك او بعض منا ما رس اللعبة مبكرا..
فذهب الى ما ذهبت الية اسرائيل بجراتها المعهودة و ..”عينك عينك”،
وراحوا يمارسون فسادهم و العابهم جهارا نهارا،
مطالبيننا نحن بالصمت المطبق..
حتي فشلهم و اخفاقاتهم و مشاريعهم الوهمية و ادوارهم المشبوهة و ارهاصاتهم و هواجسهم..
و”الرجاء عدم الازعاج”.

 

اتذكرون فيلم القاهرة 30..
الذى يمثل اول تجربة درامية لتوثيق صور الفساد الحكومى الممزوج بغياب الضمير و الشرف و اعلاء قيمة المصلحة و الواسطة و ”هات و خذ..”؟!..

حينها ابدع الرائع صلاح ابو سيف فاستحداث (لازمة) للفيلم كانت عبارة عن ظهور مقصود و متكرر للقرود الثلاثة المعروفة..
التى يغطى احدها عينيه،
فيما يقفل الاخر فمة بيده..
ويبدو الثالث سعيدا و مبتسما و هو يقفل اذنية بكفيه..

الم نصل بعد،
لحال القرود الثلاثة؟!
فاقفلنا عيوننا و صممنا اذاننا و كممنا افواهنا بايدينا،
حتي يرتاح اصحاب المصالح و (مترعرعو) المحسوبيات و الواسطات و الممعنون ففشلهم فكل مهمة او مؤسسة تؤول اليهم.

والا فلم ينزعج هؤلاء من الرقابة،
واقصد الرقابة المحاسبية و ليست رقابة المطبوعات و رؤساء التحرير،
يخشون المحاسبة و يرفضونها و كان على راسهم (ريشة)،
ثم يكيلون للصحافة بين قوسين (المحترمة) و الصحافيين الاتهامات بالمصالح و المنافع،
بل يسهمون هم انفسهم فافساد من خفت موازينة منهم و الانقضاض على من استعصي و ثبت..

الا تري كم (يستثقل) هؤلاء الاخرون دم ديوان المحاسبة،
و(تنشف) عروقهم عند ذكر دواوين الرقابة و المظالم و مكافحة الفساد..

اقول لكم..
ليس المهم ان نلتزم نحن الصمت حتي يهدا بالهم،
وان نغمى عيوننا حتي لا نقض مضاجعهم،
بل المهم ان نرتقى اعلاما و حكومة و ارادة و طنية..
باليات عمل تلك الدواوين و على راسها الرقابة و المظالم..
ودوائر السؤال.

وعلينا ان نعزز فهما جديدا للفساد..

 20160712 3005

فكيف،
اذن،
نحاسب سارقا او مرتشيا او مختلسا..
ونتجاوز عن اولئك الموظفين الذين ينزلون بمؤسسات الدولة و مشاريعها الى سابع ارض بفشلهم و اخفاقهم و تعنتهم و ..
جهلهم،
اليس هذا فسادا و اي فساد.

بالنسبة لما حدث فكارثة نتائج التوجيهى و المستوي الذي الت الية شاشتنا الوطنية و اخفاقات مهرجان الاردن و غيرها كثير (الرجاء عدم الازعاج)..

سالتزم الصمت خوفا على مشاعرهم،
بل لعلنى اذهب الى تقليعة حديثة تتبعها فنادق عربية كبار باستبدال يافطة (الرجاء عدم الازعاج) بعبارة “هسس س س”..

 20160712 3006

  • الرجاء و التمني
  • تقويم الايام مع فراغات
  • لا للازعاج
  • يافطه برجاء عدم الازعاج


مقال هام الرجاء عدم الازعاج , ثقافه سياسيه بامتياز