ما الكلفة التي قد يتسبب فيها الضيف الثقيل

ما الكلفة التي ربما يتسبب بها الضيف الثقيل

 20160712 1536

عدم محبة المضيف لزيارتة مرة ثانية و الاكل و الغطاء


لا تكن ضيفا ثقيلا يكرة الناس لقاءك لاتكن عبئا عليهم لاتحملهم عناءك ليس من ذنب اناس ان يكونوا اقرباءك فتحل الصبح ضيفا و اصلا فيهم مساءك انت لا تدرى الى كم تزعج الخل ازاءك ربما تراة مستمدا لك من قوم عشاءك ربما تراة مستعيرا لك من جار غطاءك ان تزر فليك غبا بعدها لا تكثر بقاءك رب من يلقاك رحبا كسر الزير و راءك ربما مضي عصر قديم و جديد العصر جاءك فاترك الناس نزيلا و اجعل الاجر كراءك

زيارة المسلم لاخية المسلم من الواجبات التي يجب ان يحرص عليها،
خاصة فمناسبات الفرح و الحزن،
وفى هذا يقول النبى صلى الله عليه و سلم: (مثل المؤمنين فتوادهم و تراحمهم و تعاطفهم كالجسد؛
اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالحمي و السهر) [متفق عليه].
ولكل مناسبة من مناسبات الزيارة اداب تخصها،
ويحرص عليها المسلم .



فقد حرص الاسلام على تربية المسلمين تربية شرعية ،

وفق الكتابين الوحيين ،

القران الكريم ،

وما صح من سنة النبى صلى الله عليه و سلم ،

ومن جملة هذا ان يتادب المسلم و المسلمة بالاداب الشرعية ،

ويلتزم بالحقوق المرعية ،

يعرف و اجباتة نحو الاخرين ،

وحقوقة عليهم ،

فيؤدى الذي عليه ،

وياخذ الذي له ،

ومن هذي الاداب العظيمة الكثيرة : اداب الزيارة ،

التى اضحت ميتة عند كثير من الناس ،

واننى هنا اذكر جميع مسلم و مسلمة بهذه الاداب لعل الله ان ينفعنا فيها جميعا ،

ويجعلها ذخرا لنا عندة انه خير مسؤول ،

واكرم ما مول .

 20160712 1537




ومن هذي الاداب ما يلى :

1- استحضار النية الصالحة :


النية يترتب عليها قبول العمل و ردة ،

انظر لحديث عمر رضى الله عنهما الذي رفعة الى النبى صلى الله عليه و سلم الذي قال : ” انما الاعمال بالنيات و انما لكل امرئ ما نوي .

.
.
الحديث ” [ متفق عليه ] .



فالرجل قد يصلى و هو فصلاتة انقطعت نيتة لسبب من الاسباب فهنا صلاتة باطلة


المقصود من ذلك ان النية يقوم عليها قبول العمل و ردة ،

وكم من اثنين يعملان عملا واحدا و بينها من الفرق كما بين السماء و الارض فهذا قد يتصدق و يصبح مخلصا لله و الاخر يقصد مراءاة الناس ،

فالاول عملة مقبول ،

والاخر عملة مردود .



فعلي الزائر ان يقصد بزيارتة و جة الله تعالى اذا زار ارحامة ،

او صديقة ،

او جارة ،

او اي شخص ،

فعليه ان ينوى بذلك صلة الرحم ،

وينوى بزيارتة الاخوة فالله ،

والمحبة فالله تعالى فقط ،

استجابة لامر الله ،

ورجاء موعودة و ثوابة .



وليحذر الرياء و السمعة ،

فلا يقصد بزيارتة ان يقال : ان فلان يصل رحمة ،

او يصل اخوانة و يزورهم ،

سباقا للخير ،

متواصلا مع الناس ،

فليحذر من هذا حتي لا يخسر عملة ،

فالعمل المتقبل لابد به من توفر شرطين :


الاول : ان يصبح خالصا لله ،

ويقصد فيه و جهة .



والثاني : ان يصبح موافقا لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ،

والدليل على هذا ،

عن ابي هريرة رضى الله عنه ،

عن النبى صلى الله عليه و سلم قال : ” ان رجلا زار اخا له فقرية ثانية ،

فارصد الله على مدرجتة ملكا ،

فلما اتي عليه قال : اين تريد ؟

قال : اريد اخا لى فهذه القرية ،

قال : هل لك عليه من نعمة تربها ؟

قال : لا ،

غير انني احبة فالله ،

قال : فانى رسول الله اليك ،

ان الله ربما احبك كما احببتة به ” [ رواة مسلم ] .

 20160712 1538




2- عدم الاكثار من الزيارة :


عن عبدالله بن عمرو رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” زر غبا ،

تزدد حبا ” [ رواة الطبرانى و صححة الالبانى ] .



يعني زر احيانا و اقطع احيانا ثانية ،

لان من الناس من هو اذية ،

تراة يجلس عند المزور من بعد العصر حتي ساعة النوم ،

ياكل من بقايا الغداء ،

وربما اخذ قسطا من الراحة بعد الاكل فبيوت الناس ،

ثم بعد المغرب يجلس للقهوة و الشاى ،

وينتظر حتي وقت اكل العشاء بعدها يذهب لزيارة شخص احدث ،

وكانة ففندق و بوفية مفتوح ،

الناس يستحيون منه ،

وهو لا يستحيى منهم ،

وقد تجاوز الحد فالجفاء و قلة الحياء ،

فما كذا تكون الزيارة ،

ثم تراة من الغد ياتى كذلك للزيارة نفس المنزل ،

وربما اليوم الثالث و الرابع و كذا ،

والسنة لم تات بذلك ،

بل زر الناس يما فالاسبوع ،

او الاسبوعين ،

حتي اذا اتيت بعد هذي المدة كان لك قبولا عندهم ،

ولا تطيل المكوث ،

اجلس نص ساعة او ما قاربها بعدها انصرف غير ناظر الى اكل او مبيت ،

فبيتك سيؤويك ،

وان لم يكن لك بيت =،

فالفنادق فكل مكان .

3- الابتعاد عن الاوقات المنهى عنها فالزيارة :


ويظهر هذا جليا فقوله تعالى : { يا ايها الذين امنوا ليستاذنكم الذين ملكت ايمانكم و الذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر و حين تضعون ثيابكم من الظهيرة و من بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم و لا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض ايضا يبين الله لكم الايات و الله عليم حكيم } [ النور 58 ] .



قال ابن كثير رحمة الله : ” هذي الايات الكريمة اشتملت على استئذان الاقارب بعضهم على بعض.
وما تقدم فاول السورة فهو استئذان الاجانب بعضهم على بعض.
فامر الله تعالى المؤمنين ان يستاذنهم خدمهم مما ملكت ايمانهم و اطفالهم الذين لم يبلغوا الحلم منهم فثلاثة احوال: الاول من قبل صلاة الغداة؛
لان الناس اذ ذاك يكونون نياما ففرشهم { و حين تضعون ثيابكم من الظهيرة } اي: فو قت القيلولة؛
لان الانسان ربما يضع ثيابة فتلك الحال مع اهله،
{ و من بعد صلاة العشاء } لانة وقت النوم،
فيؤمر الخدم و الاطفال الا يهجموا على اهل المنزل فهذه الاحوال،
لما يخشي من ان يصبح الرجل على اهله،
ونحو هذا من الاعمال .



عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : لقل يوم كان ياتي على النبي – صلى الله عليه و سلم – الا ياتي به بيت =ابي بكر احد طرفي النهار ،

فلما اذن له فالخروج الى المدينة لم يرعنا الا و ربما اتانا ظهرا ،

فخبر فيه ابو بكر فقال ما جاءنا النبي – صلى الله عليه و سلم – فهذه الساعة ،

الا لامر حدث ،

فلما دخل عليه قال لابي بكر « اخرج من عندك » .

قال يا رسول الله انما هما ابنتاي .

يعني عائشة و اسماء .

قال : ” اشعرت انه ربما اذن لي فالخروج ” .

قال الصحبة يا رسول الله .

قال : ” الصحبة ” .

قال يا رسول الله ان عندي ناقتين اعددتهما للخروج ،

فخذ احداهما .

قال : ” ربما اخذتها بالثمن ” [ رواة البخارى ] .



الشاهد من الحديث : هو قدوم النبى صلى الله عليه و سلم فو قت ليس بوقت زيارة ،

وهو وقت القيلولة ،

وتعجب ابي بكر من زيارة النبى فهذه الساعة دلالة ان ذلك الوقت ليس بوقت زيارة عندهم .

 20160712 1539




4- الزيارة النافعة :


من الناس من ياخذ اوقات الزيارة للضحك و العبث و القيل و القال و ما لا فوائد منه ،

بل قد يحصل فالمجلس سب و شتم و غيبة و نميمة ،

وهذه من كبائر الذنوب ،

وقلما ينفك هذا عن المجالس اليوم ،

الا من رحم الله ،

هنالك من الناس من اذا اشهى السوالف و الدردشة ،

قام بزيارة الناس فاى وقت ،

حتي فاوقات قيلولتهم ،

وفى اوقات راحتهم ،

وفى اوقات طعامهم ،

وفى اوقات جلساتهم الخاصة ،

ويهذرى بالكلام ،

ويضرب فيه يمنة و يسرة ،

ولا يلقى له بال ،

احرام ام غير هذا ،

فهذا زيارتة لا خير بها ،

قال صلى الله عليه و سلم : ” ان العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين بها ،

يزل فيها فالنار ابعد ما بين المشرق و المغرب ” [ رواة البخارى و مسلم عن ابي هريرة ] .



وقال عليه الصلاة و السلام : ” ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعة الله فيها درجات ،

وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي فيها فجهنم ” [ رواة البخارى عن ابي هريرة ] .



فنقول على الانسان اذا زار احدا ان يسعي جاهدا للاستفادة من ذلك الوقت ،

لانة سوف يسال عنه يوم القيامة ،

ان خيرا فخير ،

وان شرا فشر ،

فهنالك من الناس من يتكلم بكلام لا فوائد منه ابدا ،

بل قد كان ضررا ،

وبعضهم من بداية زيارتة الى نهايتها و هو يدير الضحك و النكات التي قد يعتريها بعض الكذب ،

حتي يقول بعض الناس : ان المجلس لا يصلح حتي يحضرة فلان ،

وهم يعينونة على معصية الله ،

والشيطان يؤزهم ازا على المعصية من حيث لا يشعرون ،

فاقول لمن ذلك حالة ،

تامل ذلك الحديث فتحريم الكذب و لو كان الانسان ما زحا :


عن ابي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” ان العبد ليقول الكلمة لا يقولها الا ليضحك فيها الناس ،

يهوى فيها ابعد مما بين السماء و الارض ،

وانة ليزل عن لسانة اشد مما يزل من قدمة ” [ رواة البيهقى و الخرائطى و غيرهما ] .



وعن بهز بن حكيم ،

عن ابيه،
عن جده،
قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” و يل للذى يحدث فيكذب ليضحك فيه القوم ،

ويل له ،

ويل له ” .



وفى لفظ احدث يقول : ” و يل للذى يحدث الناس كاذبا ليضحكهم،
ويل له و يل له ” .



فاحرص ايها الزائر الكريم ،

علي ان تفيد و تستفيد ،

تامر بالمعروف ،

وتنهي عن المنكر ،

ولا باس بالزيارة الطيبة التي لا يعتريها كتلكم الامور المحرمة .



وهنالك ما هو كالكلام او اشد منه ك: لعب البلوت ،

ومشاهدة الفضائيات ،

وشرب الدخان ،

وشرب الشيشة و غير هذا من المنكرات خلال الزيارة .

5- مراعاة اوقات طلبة العلم :


علي الانسان ان يتحين الاوقات المناسبة للزيارة ،

ويصبح هذا بعد الاتصال و اخذ موعد للزيارة ،

مثل ما بين المغرب و العشاء ،

لانة وقت قصير قد فرغة كثير من الناس للزيارة و الاستقبال و على الشخص ان يراعى اوقات طلبة العلم لان طلبة العلم و قتهم او اغلب و قتهم مشغول بالقراءة و تحرير المسائل و كتابة الفائدة او مراجعة القران الكريم و مدارستة ،

وتجهيز و القاء الدروس العلمية و المحاضرات ،

وهنالك اوقاتا تصرف لصالح الاسرة ،

وبعض الناس ياتى فاوقات محرجة للزائر ،

وليس من اللائق ان تزور الناس لاسيما فهذه الازمنة الا بعد الاستئذان عن طريق الاتصال الهاتفى ،

فان اذن لك و الا فارجع ،

ولا تحمل فقلبك غيظا على اخيك فلا تدرى ما عذرة .

5- ان يغض بصرة عن محارم المنزل :


من الاشخاص من اذا زار الناس فبيوتهم ،

اطلق العنان لبصرة يتامل هذي و هذي ،

وربما خشى صاحب البيت من العين او الحسد .



وربما اطلق البصر الى داخل البيت و يتامل الداخل و الخارج ،

بل قد و قع بصرة على محارم المنزل ،

وهنا ربما يقع النزاع و المشاكل بسبب هذا ،

اذ ربما يصف ما راي و ينقلة لغيرة فتقع بذلك مفاسد لا تخفي على العاقل ،

اذا ربما تستغل هذي النظرات فاستغلال اهل المنزل .



قال ابن عباس فقوله : { يعلم خائنة الاعين و ما تخفى الصدور } و هو الرجل يدخل على اهل المنزل بيتهم،
وفيهم المراة الحسناء،
او تمر فيه و بهم المراة الحسناء،
فاذا غفلوا لحظ اليها،
فاذا فطنوا غض،
فاذا غفلوا لحظ،
فاذا فطنوا غض [ بصرة عنها ] ،

وقد اطلع الله من قلبة انه و د ان لو اطلع على فرجها [ رواة ابن ابي حاتم ] .

6- ان يجلس الضيف حيث ياذن له صاحب المنزل :


علي الزائر ان يجلس حيث اذن له صاحب المنزل ،

ولا يرفض هذا ،

فصاحب المنزل ادري ببيته و عوراتة ،

فربما جلس الرجل فمجلس يصبح عرضة لمشاهدة اهل المنزل و محارمة ،

فربما راي شيئا يكرة صاحب المنزل النظر الية .



ور بما يغضب بعض الناس اذا وضع فمكان ليس صدرا للمجلس ،

وليس لهذا الغضب مبررا .



وليعلم الزائر انه متي استاثر بالحديث و صرف نظر الناس الية فهو صدر المجلس .

7- ان لا يطلق لنفسة العنان فاثاث المنزل :


لا شك ان جميع انسان يسعي ليصبح بيته من احلى البيوت و احسنها ،

وان كان هذا ليس من الزهد ،

لكن الناس اليوم يسعون لذا ،

ولو كلفهم علق القرب ،

بل لو ادي هذا الى ان يستدين ،

ولا شك ان هذا خطا ،

والصواب ان الانسان يصرف بقدر ما اتاة الله عز و جل ،

اما ان يتحمل الاعباء و الديون ليظهر بمظهر ليس بمظهرة ،

فهذا لا ينبغى .



المقصود ان هنالك من الزوار من يطلق بصرة فاثاث البيت ،

ويسال بكم هذي ،

وهذه ،

حتي يحرج صاحب البيت .



ويسال من اين اشتريت هذي ،

وبكم ،

وهل يوجد اروع منها ،

ولماذا لم تاخذ اقوى منها ،

وهكذا يظل يسال و يستفسر ،

وهذا لا يليق ،

وليس من اداب الزيارة .

8- ان لا يرفع صوتة :


علي الزائر ان يصبح متادبا بادب الزيارة ،

فاذا زار الناس فبيوتهم فليخفض صوتة و لا يرفعة ،

لان من الناس من يسمع صوتة من خارج البيت ،

وهذا ليس من الادب و الاحترام ،

بل عليه ان يخفض صوتة و يكظمة .

9- ان لا يتجسس او يتسمع على اهل المنزل :


لقد ذكر لنا ان هنالك من الناس من اذا قام صاحب البيت لجلب القهوة و الشاى او غير هذا ،

بدا ينظر من ثقوب الابواب الى اهل المنزل و حرماتة ،

ولا ريب ان هذا من الامور المحرمة ،

والله عز و جل حرم التجسس ،

فقال سبحانة : ” و لا تجسسوا ” ،

وقال صلى الله عليه و سلم : ” و لا تجسسوا ” .



وقد جاء التوجية النبوى الكريم بفقا عين من كان ذلك حالة ،

ولا دية له و لا قصاص .



بل عينة هدر .

10- ان لا يترك اولادة يعبثون فبيوت الناس :


حبذا لو اقتصر الزوار فمثل هذي الايام على الرجل و المراة و الكبار المميزين ،

لان من الناس كما قلت سابقا ،

قد كلفة بيته مئات الالاف بل قد تجاوز المليون ريال ،

فياتى الرجل او المراة باطفالهما للزيارة ،

ولاسيما اذا لم يكن هنالك توجية و ارشاد للابناء قبل الزيارة ،

فربما دمروا و كسروا و لعبوا و عبثوا فبيوت الناس ،

ويكسرون و يحطمون ،

فلا ينصرف من زيارتة الا و حال اهل المنزل يتنفسون الصعداء ،

ويقولون : لعلها الزيارة الاولي و الاخيرة .



فحافظ ايها الزائر و ايتها الزائرة على اطفالكم ،

وامنعوهم من العبث و اللعب ،

واقلوا من الزيارة و اوقاتها .



ومن علم من ابنائة العبث و اللعب فعليه ان يتركهم مع من هو اكبر منهم من العقلاء من اخوانهم ،

حتي يسلموا من عتاب الاخرين ،

والا يستثقلوا زيارتة .

11- ان لا يؤم اهل المنزل فبيتهم :


فى ذلك الامر و رد حديث عند الامام احمد و الترمذى و ابو داود ،

عن ابي عطية قال : كان ما لك بن الحويرث ياتينا فمصلانا يتحدث ،

فحضرت الصلاة يوما فقلنا له تقدم ؟

فقال : ليتقدم بعضكم ،

حتي احدثكم لم لا اتقدم ،

سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ” من زار قوما فلا يؤمهم ،

وليؤمهم رجل منهم ” [ صححة الالبانى ،

وقال الترمذى : ذلك حديث حسن صحيح ،

والعمل على ذلك عند اكثر اهل العلم من اصحاب النبى صلى الله عليه و سلم و غيرهم ،

قالوا : صاحب البيت احق بالامامة من الزائر .



وقال بعض اهل العلم : اذا اذن له فلا باس ان يصلى فيه ،

وقال اسحاق بحديث ما لك بن الحويرث و شدد فان لا يصلى احد بصاحب البيت و ان اذن له صاحب البيت.
قال و ايضا فالمسجد لا يصلي بهم فالمسجد اذا زارهم يقول ليصل بهم رجل منهم ] .



قال احمد بن حنبل : و قول النبى صلى الله عليه و سلم : ” و لا يؤم الرجل فسلطانة ،

ولا يجلس على تكرمتة فبيته الا باذنة ” فاذا اذن فارجو ان الاذن فالكل و لم ير فيه باسا اذا اذن له ان يصلى فيه .



وقال النووى رحمة الله فشرحة على مسلم 2/ 477 : ” ان صاحب المنزل و المجلس و امام المسجد احق من غيرة ،

وان كان هذا الغير افقة و اقرا و اورع و اروع منه ،

وصاحب المكان احق فان شاء تقدم ،

وان شاء قدم من يريدة ،

وان كان هذا الذي يقدمة مفضولا بالنسبة الى باقى الحاضرين ؛

لانة سلطانة فيتصرف به كيف شاء ” .

12- الزيارة الثقيلة :


هذه النقطة محورية فموضوعنا ذلك ،

لان من الناس من ياتى لزيارة قريبة لاسيما فالاجازات و المناسبات ،

فياتى باسرتة كاملة ،

بالبيت و ما حمل ،

ثم يثقل كاهل الرجل و زوجتة و اولادة ،

اذ الاطفال مظنة اللعب و التخريب و العبث ،

خصوصا اذا كان المنزل جديدا و جميلا و لا يسع اكثر من اهل المنزل ،

فياتى ذلك باسرتة و يفحشهم و يضيق عليهم ،

حتي و كانة هو صاحب المنزل ،

فيطلب و يامر و ينهي ،

وصاحب البيت كانة ضيف فبيته ،

لا يتكلم و لا يرد على الخطا ،

استحياء من ضيفة ،

ولا شك ان ذلك الضيف ثقيل الدم ،

قليل الادب ،

عديم المروءة ،

لقد و جد من الناس من ياتى باسرتة فوق اسرة قريبة حتي تشتعل البغضاء ،

ويحتدم الصراع ،

وتحدث المصادمات و المشاجرات بين الاطفال ،

ثم يقع بها الكبار .



يا اخي الزائر الحبيب : اذا اتيت لزيارة قريبك ،

فاول ما تبدا فيه حال و صولك و اسرتك بالسلامة للمنطقة التي تريدها ،

بادر بالبحث عن فندق او شقة مفروشة ،

حتي لا تؤذى ،

ولا تؤذي ،

وبعد ان تستريح فشقتك ،

اتصل بقريبك و ابلغة انك و صلت ،

ثم قم بزيارتة ،

وانى على يقين انك ان فعلت هذا ،

فسوف تكبر فعين قريبك ذلك ،

ولسوف يمتدح صنيعك ذلك فكل مجلس يجلسة .



لان النفوس ضاقت ذرعا بالناس ،

فلم يعد الشخص يتحمل ابناءة ،

فكيف سيتحمل عبء اسرتين او اكثر .



لقد و جدنا من القصص ما يؤلم حقيقة فمقال الزيارة ،

التى يقوم فيها بعض الاقارب لبعضهم ،

ياتون اليهم للزيارة فيبقون شهرا او اقل او اكثر ،

ياكلون و يشربون و ينامون ،

وربما كان صاحب البيت لا يملك ما يكفية و اسرتة ،

فكيف سيتحمل نفقات اسرتين ،

لاسيما و نحن فغلاء للمعيشة .



من الزوار من يستعمل خصوصيات اهل البيت ،

كالمناشف ،

وفرش الاسنان ،

وحفائظ الاطفال و حليبهم ،

وادويتهم ،

بل بلغ ببعضهم انه يطبخ فبيت الناس و ياكل هو و اولادة ،

ولا يدعو صاحب المنزل و اهلة .



ومع هذا كله ،

يا ليتة يقدم شيئا من المال كمساعدة ،

او يشترى شيئا من السوق اذا عرف ان صاحب المنزل لن يقبل المال منه ،

يا ليتة مع هذا يذهب و يشترى بعض ما يحتاجة المنزل من مؤونة و ارزاق ،

وجميع ما يحتاجة هو و افراد اسرتة من الخصوصيات ،

بل من الناس على النقيض من هذا كله .



ولا يكلف نفسة يوما و يات بطعام من الخارج ،

بل تري صاحبة البيت و ربة المنزل فتعب متواصل ،

وقلق و هم و نصب ،

ولا يظهر اولئك حتي يذهب اهل المنزل الى المستشفي او لاحد القراء من جراء ما اصابهم من و هن و ضعف و جوع و عدم راحة و قلة نوم .



فهذه هي الزيارة الثقيلة .

13- مناصحة اهل المنزل عند وجود المنكر :


بعض البيوت لا تخلو من منكرات و امور غير صحيحة ،

مثل الصور المعلقة على الجدران ،

او بعض التماثيل و الحيوانات المحنطة ،

ومعلوم ان النصوص و ردت بتحريم الصور و التماثيل ،

وان المنزل الذي به كهذه المخالفات لا تدخلة الملائكة ،

بل تسكنة الشياطين و تعيث به الفساد .



وعليه مناصحة من لا يصلى او من يعق و الدية او يسمع الاغاني ،

ولا يخشي فذلك لومة لائم ،

ويقصد بهذه النصائح و جة الله تعالى ،

لا يقصد رياء و لا سمعة ،

حتي يتقبل منه ما يقول ،

وعليه مراعاة الاسلوب الحسن ،

والدعوة باللين ،

والحكمة و الموعظة الحسنة .

14- الا ينصرف الا بعد استئذان اهل المنزل :


كما دخل المنزل باستئذان ،

فانة لا يظهر بعد الزيارة الا باستئذان ،

لانة قد و قع على محارم المنزل ،

ونظر الى ما لا يجوز له النظر الية ،

قال صلى الله عليه و سلم : ” اذا زار احدكم اخاة فجلس عندة ،

فلا يقومن حتي يستاذنة ” [ اخرجة الديلمى من حديث عبدالله بن عمر رضى الله عنهما ،

وصححة الالبانى فصحيح الجامع برقم 583 ] .



قال العلامة المحدث الشيخ / الالبانى رحمة الله تعالى : ” و فالحديث تنبية على ادب رفيع و هو ان الزائر لا ينبغى ان يقوم الا بعد ان يستاذن المزور ،

و ربما اخل بهذا التوجية النبوى الكريم كثير من الناس فبعض البلاد العربية ،

فتجدهم يظهرون من المجلس دون استئذان ،

و ليس ذلك فقط ،

بل و بدون سلام كذلك !

و هذي مخالفة ثانية لادب ديني احدث ،

افادة الحديث الاتى : ” اذا انتهي احدكم الى المجلس فليسلم ،

فاذا اراد ان يقوم فيسلم ،

فليست الاولي باحق من الاخرة ” [ السلسلة الصحيحة 1/ 181 ] .

15- شكر اهل المنزل على استضافتهم له :


لا شك ان زيارة الناس فالله تعالى من الاداب التي دعا الى الشرع الحكيم ،

لاسيما زيارة الارحام و الاقارب ،

ولا شك كذلك ان قبول الناس لزيارتك و ترحيبهم بالزائر من المعروف بين الناس ،

ومن الفضل و المروءة ،

وحسن الاخلاق ،

ومن الاحسان الى الزائر ،

وكما ان فرفضة و عدم قبول زيارتة ضيق له ،

وكسر لخاطرة ،

فان فقبول زيارتة و الترحيب فيه بشر له و بشاشة و محبة لصاحب المنزل ،

وهذا من الاحسان ،

وهل جزاء الاحسان الا الاحسان .



ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله تعالى .



فاذا اراد الخروج من المنزل شكر اهلة على حسن الضيافة ،

ويدعو لهم بالخير ،

كان يقول : جزاكم الله خيرا على حسن الاستضافة ،

عن ابن عمر رضى الله عنه ،

ان النبى صلى الله عليه و سلم قال : ” من سالكم بالله فاعطوة ،

ومن استعاذكم بالله فاعيذوة ،

ومن اتي اليكم معروفا فكافئوة ،

فان لم تجدوا ما تكافئوة فادعوا له حتي تعلموا انكم ربما كافاتموة ،

ومن استجاركم فاجيروة ” [ رواة احمد و غيرة ،

وقال الشيخ شعيب الارناؤوط : اسنادة صحيح على شرط البخارى ،

وصححة الالبانى رحمة الله تعالى فصحيح الجامع برقم 5937 ] .

16- الخروج مع الزائر الى باب الدار :


من تمام الزيارة و الضيافة ،

وحسن الرعاية ،

والخلاق الحسنة ،

ودليل على احترام و تقدير الزائر ،

تانيس الزائر حتي يغادر البيت ،

ولا شك ان هذا يزيد من المحبة بين الطرفين ،

فيشعر الزائر بقيمتة و قدرة عند المزور ،

ولا يوجد فذلك نصف شرعى او خبر صحيح ،

وانما هي اثار عن السلف الصالح لهذه الامة ،

وما ثبت بالتجربة اليوم بين الناس ،

زار ابو عبيد القاسم بن سلام ،

احمد بن حنبل ،

قال ابو عبيد : فلما اردت القيام قام معى ،

قلت : لا تفعل يا ابا عبدالله ،

فقال الشعبى : من تمام زيارة الزائر ان تمشي معه الى باب الدار و تاخذ بركابة .

.
” [ الاداب الشرعية 3/227 ] .



وبهذا نختتم هذي الاداب الشرعية المهمة التي ينبغى على جميع مسلم ان يعمل فيها خلال زيارتة للاخرين او زيارتهم له ،

والله تعالى اعلي و اعلم ،

واجل و احكم ،

وصلي الله على نبينا محمد و على الة و اصحابة اجمعين .

  • ما الكلفة التي قد يتسبب فيها الضيف الثقيل
  • علامات عدم قبول الضيف
  • ما معنى قد تراه مستعيرا لك من جار غطاءك


ما الكلفة التي قد يتسبب فيها الضيف الثقيل