قصة الحوثيين فى اليمن , ملف كامل عن الحوثيين

قصة الحوثيين فاليمن

 627f4112d24bc0ff3764be3e7ac710b6

اصبحت قصة الحوثيين قاسما مشتركا فمعظم و سائل الاعلام فالسنوات الخمس الاخيرة،
وهي من القصص المحيرة حيث تتضارب بها التحليلات،
وتختلف التاويلات،
وتضيع الحقيقية بين مؤيد و معارض،
ومدافع و مهاجم!

فمن هم الحوثيون؟
ومتي ظهروا؟
والي اي شيء يهدفون؟
ولماذا تحاربهم الحكومة اليمنية؟
وما هو تاثير القوي الخارجية العالمية على احداث قصتهم؟
هذه الاسئلة و غيرها هي مقال مقالنا،
والذى ارجو ان ينير لنا الطريق فهذه القصة المعقدة..

تحدثنا فالموضوع السابق (قصة اليمن) عن تاريخ الحكم فاليمن بايجاز،
وراينا ان الشيعة الزيدية كان لهم نصيب فالحكم فترة طويلة جدا جدا من الزمن تجاوزت عدة قرون،
وانهم ظلوا فقيادة اليمن حتي عام 1962م عندما قامت الثورة اليمنية.
واوضحنا الفرق بين المذهب الزيدى الذي ينتشر فاليمن،
والمذهب الاثنى عشرى الذي ينتشر فايران و العراق و لبنان،
والذى فصلناة بشكل اكبر فعدة مواضيع سابقة: “اصول الشيعة” و ”سيطرة الشيعة” و ”خطر الشيعة” و ”موقفنا من الشيعة”..

 20160707 682

وذكرنا فالموضوع السابق (قصة اليمن) كذلك ان نقاط التماس بين الشيعة الزيدية و السنة اكبر من نقاط التماس بين الشيعة الزيدية و الاثنى عشرية الامامية،
بل ان الاثنى عشرية الامامية لا يعترفون اصلا بامامة زيد بن على مؤسس المذهب الزيدي،
وعلي الناحية الثانية فان الزيديين لا يقرون الاثنى عشرية على انحرافاتهم العقائدية الهائلة،
ولا يوافقونهم على تحديد اسماء اثنى عشر اماما بعينهم،
ولا يوافقونهم فادعاء عصمة الائمة الشيعة،
ولا فعقيدة التقية،
ولا الرجعة،
ولا البداءة،
ولا سب الصحابة،
ولا غير هذا من البدع المنكرة.

وقلنا كذلك: انه لم يكن هنالك وجود للاثنى عشرية فتاريخ اليمن كله،
الا ان ذلك الامر تغير فالسنوات الاخيرة،
وكان لهذا التغير علاقة كبار بقصة الحوثيين.

جذور قصة الحوثيين:


بدر الدين الحوثيبدات القصة فمحافظة صعدة (علي بعد 240 كم شمال صنعاء)،
حيث يوجد اكبر تجمعات الزيدية فاليمن.
وفى عام 1986م تم انشاء “اتحاد الشباب”،
وهي هيئة تهدف الى تدريس المذهب الزيدى لمعتنقيه،
كان بدر الدين الحوثى -وهو منكبيرة علماء الزيدية انذاك- من ضمن المدرسين فهذه الهيئة.

وفى عام 1990م حدثت الوحدة اليمنية،
وفتح المجال امام التعددية الحزبية،
ومن بعدها تحول اتحاد الشباب الى حزب الحق الذي يمثل الطائفة الزيدية فاليمن،
وظهر حسين بدر الدين الحوثى -وهو ابن العالم بدر الدين الحوثي- كاحد ابرز القياديين السياسيين فيه،
ودخل مجلس النواب فسنة 1993م،
وايضا فسنة 1997م.

 20160707 683

تزامن مع هذي الاحداث حدوث خلاف كبير جدا جدا بين بدر الدين الحوثى و بين بقية علماء الزيدية فاليمن حول فتوي تاريخية و افق عليها علماء الزيدية اليمنيون،
وعلي راسهم المرجع مجد الدين المؤيدي،
والتى تقضى بان شرط النسب الهاشمى للامامة صار غير مقبولا اليوم،
وان ذلك كان لظروف تاريخية،
وان الشعب ممكن له ان يختار من هو جدير لحكمة دون شرط ان يصبح من نسل الحسن او الحسين رضى الله عنهما.

اعترض بدر الدين الحوثى على هذي الفتوي بشدة،
خاصة انه من فرقة “الجارودية”،
وهي احدي فرق الزيدية التي تتقارب فافكارها نسبيا مع الاثنى عشرية.
وتطور الامر اكثر مع بدر الدين الحوثي،
حيث بدا يدافع بصراحة عن المذهب الاثنى عشري،
بل انه اصدر كتابا بعنوان “الزيدية فاليمن”،
يشرح به اوجة التقارب بين الزيدية و الاثنى عشرية؛
ونظرا للمقاومة الشديدة لفكرة المنحرف عن الزيدية،
فانة اضطر الى الهجرة الى طهران حيث عاش هنالك عدة سنوات.

وعلي الرغم من ترك بدر الدين الحوثى للساحة اليمنية الا ان افكارة الاثنى عشرية بدات فالانتشار،
خاصة فمنطقة صعدة و المناطق المحيطة،
وهذا منذ نهاية التسعينيات،
وتحديدا منذ سنة 1997م.
وفى نفس الوقت انشق ابنة حسين بدر الدين الحوثى عن حزب الحق،
وكون جماعة خاصة به،
وكانت فالبداية جماعة ثقافية اسلامية فكرية،
بل انها كانت تتعاون مع الحكومة لمقاومة المد الاسلامي السنى المتمثل فحزب التجمع اليمني للاصلاح،
ولكن الجماعة ما لبثت ان اخذت اتجاها معارضا للحكومة ابتداء من سنة 2002م.

وفى هذي الخلال توسط عدد من علماء اليمن عند الرئيس على عبدالله صالح لاعادة بدر الدين الحوثى الى اليمن،
فوافق الرئيس،
وعاد بدر الدين الحوثى الى اليمن ليمارس من جديد تدريس افكارة لطلبتة و مريديه.
ومن الواضح ان الحكومة اليمنية لم تكن تعطى هذي الجماعة شانا و لا قيمة،
ولا تعتقد ان هنالك مشاكل ذات بال ممكن ان تاتى من و رائها.

مظاهرات ضخمة للحوثيين و بداية الحرب


الحوثيينوفى عام 2004م حدث تطور خطير،
حيث خرج الحوثيون بقيادة حسين بدر الدين الحوثى بمظاهرات ضخمة فشوارع اليمن مناهضة للاحتلال الامريكي للعراق،
وواجهت الحكومة هذي المظاهرات بشدة،
وذكرت ان الحوثى يدعى الامامة و المهدية،
بل و يدعى النبوة.
واعقب هذا قيام الحكومة اليمنية بشن حرب مفتوحة على جماعة الحوثيين الشيعية،
واستخدمت بها اكثر من 30 الف جندى يمني،
واستخدمت كذلك الطائرات و المدفعية،
واسفرت المواجهة عن مقتل زعيم التنظيم حسين بدر الدين الحوثي،
واعتقال المئات،
ومصادرة عدد كبير من اسلحة الحوثيين.

تازم الموقف تماما،
وتولي قيادة الحوثيين بعد مقتل حسين الحوثى ابوة بدر الدين الحوثي،
ووضح ان الجماعة الشيعية سلحت نفسها سرا قبل هذا بشكل جيد؛
حيث تمكنت من مواجهة الجيش اليمني على مدار عدة سنوات.

 20160707 684

وقامت دولة قطر بوساطة بين الحوثيين و الحكومة اليمنية فسنة 2008م،
عقدت بمقتضاها اتفاقية سلام انتقل على اثرها يحيي الحوثى و عبد الكريم الحوثى -اشقاء حسين بدر الدين الحوثي- الى قطر،
مع تسليم اسلحتهم للحكومة اليمنية.
ولكن ما لبثت هذي الاتفاقية ان انتقضت،
وعادت الحرب من جديد،
بل و ظهر ان الحوثيين يتوسعون فالسيطرة على محافظات مجاورة لصعدة،
بل و يحاولون الوصول الى ساحل البحر الاحمر؛
للحصول على سيطرة بحرية لاحد الموانئ حتي يكفل لهم تلقى المدد من خارج اليمن.

لقد صارت الدعوة الان و اضحة،
والمواجهة صريحة،
بل و صار الكلام الان يهدد القيادة فاليمن كلها،
وليس مجرد الانفصال بجزء شيعى عن الدولة اليمنية.

اسباب قوة الحوثيين


لذا تبريرات كثيرة تنير لنا الطريق ففهم القضية،
لعل من ابرزها ما يلي:

اولا: لا ممكن استيعاب ان جماعة قليلة فاحدي المحافظات اليمنية الصغيرة ممكن ان تصمد هذي الفترة الطويلة دون مساعدة خارجية مستمرة،
وعند تحليل الوضع نجد ان الدولة الوحيدة التي تستفيد من ازدياد قوة التمرد الحوثى هي دولة ايران،
فهي دولة اثنا عشرية تجتهد بكل و سيلة لنشر مذهبها،
واذا استطاعت ان تدفع حركة الحوثيين الى السيطرة على الحكم فاليمن،
فان ذلك سيكون نصرا مجيدا لها،
خاصة انها ستحاصر احد اكبر المعاقل المناوئة لها و هي السعودية،
فتصبح السعودية محاصرة من شمالها فالعراق،
ومن شرقها فالمنطقة الشرقية السعودية و الكويت و البحرين،
وايضا من جنوبها فاليمن،
وهذا سيعطى ايران اوراق ضغط هائلة،
سواء فعلاقتها مع العالم الاسلامي السني،
او فعلاقتها مع امريكا.

وليس ذلك الفرض نظريا،
انما هو امر و اقعى له شواهد كثيرة،
منها التحول العجيب لبدر الدين الحوثى من الفكر الزيدى المعتدل الى الفكر الاثنى عشرى المنحرف،
مع ان البيئة اليمنية لم تشهد كهذا الفكر الاثنى عشرى فكل مراحل تاريخها،
وقد احتضنتة ايران بقوة،
بل و استضافتة فطهران عدة سنوات،
وقد و جد بدر الدين الحوثى فكرة “ولاية الفقيه” -التى اتي فيها الخوميني- حلا مناسبا للصعود الى الحكم حتي لو لم يكن من نسل السيدة فاطمة رضى الله عنها،
وهو ما ليس موجودا فالفكر الزيدي.
كما ان ايران دولة قوية تستطيع مد يد العون السياسى و الاقتصادى و العسكرى للمتمردين،
وقد اكد على مساعدة ايران للحوثيين تبنى و سائل الاعلام الايرانية الشيعية،
والمتمثلة فقنواتهم الفضائية المتعددة ك“العالم” و ”الكوثر” و غيرهما لقضية الحوثيين.

كما ان الحوثيين انفسهم طلبوا قبل هذا و ساطة المرجع الشيعى العراقي الاعلي اية الله السيستاني،
وهو اثنا عشرى ربما يستغربة اهل اليمن،
لكن ذلك لتاكيد مذهبية التمرد.
هذا اضافة الى ان الحكومة اليمنية اعلنت عن مصادرتها لاسلحة كثيرة خاصة بالحوثيين،
وهي ايرانية الصنع.
وقد دابت الحكومة اليمنية على التلميح دون التصريح بمساعدة ايران للحوثيين،
وانكرت ايران بالطبع المساعدة،
وهي لعبة سياسية مفهومة،
خاصة فضوء عقيدة “التقية” الاثنى عشرية،
والتى تجيز لاصحاب المذهب الكذب دون قيود.

ثانيا: من العوامل كذلك التي ساعدت على استمرار حركة الحوثيين فاليمن التعاطف الجماهيرى النسبى من اهالى المنطقة مع حركة التمرد،
حتي و ان لم يميلوا الى فكرهم المنحرف؛
وذلك للظروف الاقتصادية و الاجتماعية السيئة جدا جدا التي تعيشها المنطقة.
فاليمن بشكل عام يعانى من ضعف شديد فبنيتة التحتية،
وحالة فقر مزمن تشمل معظم سكانه،
لكن يبدو ان هذي المناطق تعانى اكثر من غيرها،
وليس هنالك اهتمام فيها يوازى الاهتمام بالمدن اليمنية الكبرى.

ويؤكد ذلك ان اتفاقية السلام التي توسطت لعقدها دولة قطر سنة 2008م بين الحكومة اليمنية و الحوثيين،
كانت تنص على ان الحكومة اليمنية ستقوم بخطة لاعادة اعمار منطقة صعدة،
وان قطر ستمول مشاريع الاعمار.
لكن جميع ذلك توقف عند استمرار القتال،
ولكن الشاهد من الموقف ان الشعوب التي تعيش حالة التهميش و الاهمال ربما تقوم للاعتراض و التمرد حتي مع اناس لا يتفقون مع عقائدهم و لا مبادئهم.

ثالثا: ساعد كذلك على استمرار التمرد،
الوضع القبلى الذي يهيمن على اليمن؛
فاليمن عبارة عن عشائر و قبائل،
وهنالك توازنات مهمة بين القبائل المختلفة،
وتشير مصادر كثيرة الى ان المتمردين الحوثيين يتلقون دعما من قبائل كثيرة معارضة للنظام الحاكم؛
لوجود ثارات بينهم و بين ذلك النظام،
بصرف النظر عن الدين او المذهب.

رابعا: و من العوامل المساعدة ايضا الطبيعة الجبلية لليمن،
والتى تجعل سيطرة الجيوش النظامية على الاوضاع امرا صعبا؛
وذلك لتعذر حركة الجيوش،
ولكثرة الخبايا و الكهوف،
ولعدم وجود دراسات علمية توضح الطرق فداخل هذي الجبال،
ولا وجود الادوات العلمية و الاقمار الصناعية التي ترصد الحركة بشكل دقيق.

خامسا: ساهم كذلك فاستمرار المشكلة انشغال الحكومة اليمنية فمسالة المناداة بانفصال اليمن الجنوبى عن اليمن الشمالي،
وخروج مظاهرات تنادى بهذا الامر،
وظهور الرئيس اليمني الجنوبى الاسبق “على سالم البيض” من مقرة فالمانيا و هو ينادى بنفس الامر.
هذا الوضع لا شك انه شتت الحكومة اليمنية و جيشها و مخابراتها؛
مما اضعف قبضتها عن الحوثيين.

سادسا: و هنالك بعض التحليلات تفسر استمرار التمرد بان الحكومة اليمنية نفسها تريد للمقال ان يستمر!
والاسباب =فذلك انها تعتبر وجود ذلك التمرد و رقة ضغط قوية فيدها تحصل فيها منافع دولية،
واهم هذي المنافع هي التعاون الامريكي فيما يسمي بالحرب ضد الارهاب،
حيث تشير امريكا الى وجود علاقة بين تنظيم القاعدة و بين الحوثيين.
وانا اري ان ذلك احتمال بعيد جدا؛
لكون المنهج الذي يتبعة تنظيم القاعدة مخالف كلية للمناهج الاثنى عشرية،
ومع هذا فامريكا تريد ان تضع انفها فكل بقاع العالم الاسلامي،
وتتحجج بحجج مختلفة لتحقيق ما تريد،
واليمن تريد ان تستفيد من هذي العلاقة فدعمها سياسيا و اقتصاديا،
او على الاقل التغاضى عن فتح ملفات حقوق الانسان و الدكتاتورية،
وغير هذا من ملفات يسعي الغرب الى فتحها.

واضافة الى استفادة اليمن من علاقتها بامريكا،
فانها ستستفيد ايضا من علاقتها بالسعودية،
حيث تسعي السعودية الى دعم اليمن سياسيا و عسكريا و اقتصاديا لمقاومة المشروع الشيعى للحوثيين،
واستمرار المشكلة سيوفر دعما مطردا لليمن،
ولعل الدعم لا يتوقف على السعودية،
بل يمتد الى قطر و الامارات و غيرها.

وبصرف النظر عن الاسباب فالمشكلة ما زالت قائمة،
والوضع فيما اراة خطير،
ووجب على اليمن ان تقف و قفة جادة مع الحدث،
ووجب عليها ايضا ان تنشر الفكر الاسلامي الصحيح؛
ليواجة هذي الافكار المنحرفة،
وان تهتم اهتماما كبيرا باهالى هذي المناطق حتي تضمن و لاءهم بشكل طبيعي لليمن و حكومتها.

ويجب على العالم الاسلامي ان يقف مع اليمن فهذه الازمة،
والا احاط المشروع الشيعى بالعالم الاسلامي من جميع اطرافه،
والاهم من هذا ان يعيد شعب اليمن حساباتة و ينظر الى مصلحة اليمن،
وان هذي المصلحة تقتضى الوحدة،
وتقتضى الفكر السليم،
وتقتضى التجمع على كتاب الله و سنة رسولة صلى الله عليه و سلم،
وعندها سنخرج من ازماتنا،
ونبصر حلول مشاكلنا.

ونسال الله ان يعز الاسلام و المسلمين.

  • صوربنات الحوثيين
  • يلي استحوا ماتوا ما هي قصتهم


قصة الحوثيين فى اليمن , ملف كامل عن الحوثيين