زواج ناجح رغم فارق السن , هل فرق العمر يمنع الزواج مما نحب

لماذا يقدم الشاب او الفتاة على الزواج من شخص اكبر بعديد فالسن؟
هل هو الاحتياج النفسى،
اهو البحث عن الحنان و الامان؟
ام ان الطمع او الخوف من العنوسة ممكن ان يكونا الاسباب =الاساسي فالعديد من الزيجات غير المتوافقة فالسن؟
في اغلب المجتمعات العربية تعتبر الزوجة المناسبة هي التي تقل عن زوجها فالسن.
ولكن ما هو الفارق المناسبفي السن؟
مراسلنا فالقاهرة اشرف محمود راح يناقش ظاهرة الزاوج بين طرفين بينهما فارق سن كبير:

خلال محاولتي البحث عن اسباب مقنع لظاهرة الزواج من شريك حياة رغم فارق السن الكبير و الذي يصل احيانا الى خمسة و عشرين عاما تزيد او تقل،
حسب الحال.
وكانت الاجابات تتراوح بين البحث عن المال عندما يصبح الشريك الاكبر اغنى،
او البحث عن العاطفة و الحنان عندما يفتقد احدهما للحنان،
ولا يجدة الا عند الطرف الاخر الاكبر،
الانضج،
الاكثر حكمة،
المتزن فمشاعره،
الخبير بالحياة و تجاربها..
اسباب كثيرة دفعتني لسؤال البعض عن تجاربهم فهذا الموضوع.

تقول (هالة النجار – 28 عاما) تزوجت منذ خمس سنوات بزوجى،
وكان فارق السن بيننا خمسة عشر عاما،
وهو فارق كبير تسبب فمعارضة شديدة من جانب الاهل لهذا القرار بالزواج رغم ان العديد من الشباب المتقاربين معي فالسن كانوا يتقدمون على امل الارتباط بى.
ولكنني تمسكت بزوجي لانني كنت مقتنعة تماما بانه الشخص الوحيد الذي يستطيع ان يحتوينى.
وكان اسباب تمسكي الشديد فيه هو احساسي بحنانة و انسانيته،
وقدرتة على تفهمى.


وعن ظروف اختيارها لزوجها،
تقول كنت فبداية حياتي العملية،
وكنت و قتها امر بازمة عاطفية بعد فشل تجربة الحب الاول.
وكان زوجي زميلي فالعمل،
وكنت اشعر باطمئنان نحوة جعلني اشرح له الظروف السيئة التي كنت امر بها.
ووجدت من جانبة التفهم و النصيحة،
ومد يدة ليساعدني حتي اتجاوز المحنة.
وبالفعل كانت هذي بداية ارتباطي فيه حيث انه هو الاخر كان غير متزوج.
وهكذا بدات قصة حبي له و كنت اشعر انه ناضج و يستطيع ان يمنحني الحب الذي لن يستطيع اي شاب فمثل سني ان يمنحني اياه.
وقد حاول زوجي بنفسة ان يلفت نظري الى فارق السن بيننا،
ولكنني تمسكت فيه لرجولته.
وانا اعرف ان يبذل ما فو سعة لاسعادي حتي يعوض فارق السن بيننا.

وردا على سؤال حول المشاكل التي ممكن ان تكون ربما و اجهتها بسبب ذلك الفارق فالسن ترد هالة بالقول ان المشكلة الوحيدة هي ان زوجي يشعر بغيرة كبار من اي شاب يتعامل معى،
وهذا بسبب اني صغار فالسن،
وتضايقة النظرات التي يشعر فيها من بعض الذين يعرفون فارق السن بيننا،
ولكنني اواجة هذي الغيرة بمحاولة اسعاده،
واشعارة اني له هو فقط،
ولن يتمكن اي شخص احدث ان ينال حبي و لا مشاعري سواه.
وهكذا تسير الحياة،
مع العلم ان اي زوجين ممكن ان تحدث بينهما مشاكل،
ولكن اذا قارنت نفسي بمشاكل زوجات اخريات فساجد اني اروع حالا منهن بكثير.

وتتفق معها فالراي (ليلي ع.
– 30 سنة): و ليلي متزوجة من شخص يكبرها بحوالي 15 سنة.
وتقول ان تجربة زواجها ناجحة تماما لان زوجها يتمتع بالنضج و الحكمة،
وهو قادر على احتوائها فاي وقت تشعر به بازمة تواجهها فحياتها.
وتقول ليلي ان زواجهما تم منذ اربع سنوات،
وكان زوجها اثناء تلك السنوات مثالا للزوج الذي يحترم زوجته،
ويتعامل معها بالحسنى.
وهو يتعامل معها بمساواة و ليس كما ممكن ان يتعامل اي شاب مع اي بنت ثانية متقاربة معه فالسن حيث جرت العادة على ان الشباب يتعاملون مع الفتيات بمنطق حب السيطرة و التملك،
ومحو شخصيتها.
ولهذا تعتبر ليلي نفسها محظوظة بهذا القرار بالزواج من شخص اكبر منها.
وتضيف ليلي ان الفارق بين الشاب و الرجل الناضج ان الرجل الناضج يتخذ قرارة بالزواج بناء على توازن بين العقل و العاطفة،
ولهذا فهو لا يسعي لجذب انظار النساء،
وليست له اي مغامرات عاطفية.
وتضيف: ان اهم ما يجعلني مرتاحة فزواجي هو الشعور بالامان مع زوجي لانة قادر على منحي ذلك الاحساس الذي كنت افتقده.

من جانب الرجال يقول حلمي الشريف 46 عاما،
انة متزوج من بنت عمرها 32 سنة،
وهو يري ان فارق السن بينهما ليس كبيرا حيث لا يزيد عن 14 سنة فقط.
وهو يعتقد ان من الضروري ان لا يصبح عنصر السن هو العنصر الرئيسي الذي يتم من خلالة الحكم على نجاح العلاقة الزوجية او فشلها.
ففارق السن ممكن ان يصبح خطيرا عندما لا يصبح هنالك توافق بين الزوجين او عندما يصل الى مرحلة تجعل الرجل او المراة غير قادرين على الوفاء بمتطلبات الحياة الزوجية.
وهذا هو الاخطر من و جهة نظر حلمي الذي يقول ان الرجل اذا بلغ من العمر مرحلة معينة اصبح معها غير قادر على تلبية رغبات زوجتة النفسية و الجسدية فساعتها يصبح خطر الفشل و اردا،
لان الزوجة ممكن ان تبحث عن بديل،
ولكن اذا كانت العلاقة متكافئة فان النجاح ممكن ان يصبح هو الغالب على العلاقة.
وحول ظروف زواجة يقول انه تعرف على زوجتة بعد عودتة من رحلة عمل طويلة الى الخارج،
وبما انه من مجتمع قروي فقد كان الطبيعي ان تبحث له العائلة عن الزوجة المناسبة،
ومن هنا كان الاختيار.
وعندما تعرف على زوجتة و جد انها طيبة و محترمة،
رغم انها ليست على قدر عال من الجمال،
ولكن ذلك لم يكن مهما،
فالانسان عندما يتزوج يبحث عن الاخلاق اكثر مما يبحث عن الجمال الصارخ.
وتمت الزيجة بمباركة الاهل دون ان يشعر ان هنالك اعتراضا من احد على فارق السن.
ويقول ان هنالك توافق فالراي و الطباع بينة و بين زوجتة التي تسعي لاسعاده.
وحول اي مشكلات ممكن ان يصبح ربما تعرض لها يقول حلمي ان الطبيعي فالحياة الزوجية انها محاولة من الجانبين للتوافق عن طريق تخلي جميع طرف عن جزء من عاداتة و افكاره،
حتي يتم الوصول لنقاط اتفاق.
ويقول ان زوجتي ليست لها اي متطلبات غير عادية فهي انسانة ناضجة و تحترمه،
وتقوم بواجباتها البيتية و العائلية و لم يحدث منها ما ممكن ان يعكر صفو الحياة الزوجية.
وهذا لا ينفي بعض المشاكل الصغيرة التي يتم التغلب عليها بالتفاهم و الحوار.

ولكن اذا كانت التجارب الثلاث التي ذكرناها تعبر عن الوجة الايجابي للزواج من طرف اكبر فالسن فان لهذا الظاهرة و جها احدث نتعرف عليه من تجربة (سامح عسل – 26 عاما) الذي تزوج من بنت تكبرة بحوالي 12 عاما منذ عامين.
وللاسف انتهت هذي التجربة بعد عام و نص فقط بالطلاق.
وهو يعتبر ان هذي التجربة كانت اسوا قرار اتخذة فحياتة لانها جعلتة يتعرض لضغوط كبار نفسيا و ما ديا،
الي جانب المعاملة السيئة من جانب زوجتة التي كانت تتعالى عليه،
وتشعرة انه مجرد طفل مدلل لا يستطيع القيام بمسئوليات الزواج.
وعندما حاولنا ان نفهم الاسباب =فهذا التعالى يقول سامح ان زوجتة كانت اغني منه و تمتلك شقتها الخاصة و سيارتها الخاصة.
وكان يعتقد ان الزواج منها سيوفر له الراحة فحياتة لانها لم ترهقة فالبداية بمتطلبات الحياة الزوجية كالعفش و المهر.
وكان يعتقد انها ستتعامل معه كزوج بدون حساسية حيث لن يصبح فهذه الحالة مطالبا باعباء ما دية كبيرة.
ولكن بعد شعور قليلة من الزواج بدات الزوجة تشعر بالملل من تصرفاته،
وبدات تتهمة بالكسل،
والاعتماد على اموالها،
وادي ذلك الى تغير اسلوب تعاملها معه.
واصبحت تقسو عليه،
وبدات تفقد احترامها له.
وقد انعكس ذلك سلبا على نفسيته،
وبدا يشعر بالضيق و الحرج امام عائلتة و زملائه،
وتدريجيا فقد صبره،
وطلقها.

اما (حنان.
ف 29 عاما) فتحكي تجربتها بالقول: كنت فالاخرى و العشرين من عمري عندما تزوجت من احد اصدقاء و الدي و الذي كان يكبرني بحوالي 30 عاما.
وكانت موافقتي على الزواج من هذا الرجل عندما تقدم لي ربما اثارت معارضة شديدة من اهلي و من و الدي بالذات لانة كان عنيفا بطبعه.
وربما كان عنف و الدي و قسوتة فالتعامل معي هي الاسباب =الرئيسي الذي جعلني اوافق على الزواج من هذا الرجل بدون التفكير ففارق السن و اثرة على علاقتي به.
والمهم اني تمسكت بالزواج منه،
وادي ذلك القرار من جانبي الى غضب الاهل مني حتي ان بعض افراد العائلة رفضوا حضور حفل زواجى.
ولكنني كنت و قتها مشدودة لزوجي لانني كنت اعتقد انه سيعوضني عن حنان ابي المفقود،
وسيوفر لي الحب و الحماية و الاستقلال عن اهلى.
ولكن بعد شهور من الزواج بدات مشاعري تتغير،
وادركت اني لا احبة بنفس مشاعر الحب الطبيعي بين الزوجين بل بمشاعر تقترب من مشاعر حب البنت لوالدها.
وهذا بدات هذي الفكرة تسيطر على عقلى.
وبدات افكر فالعمر الذي ضاع مني و العمر الذي سيضيع لو استمرت علاقة الزواج هذه.
وكنت اشعر اني بحاجة الى شاب فسني نتشارك الاحلام و المشاعر و يصبح بيننا تقارب فالتفكير و العادات.
فانا ما زلت شابة و حياتي مليئة بالحيوية،
وهو رجل كبير لا تعجبة افكارى.
وعندما اتخذت قراري النهائي بالانفصال عن زوجي لجات مرة ثانية الى اهلي لمساعدتي فالانفصال عنه.
وبالفعل تم الانفصال،
وبدات انظر للحياة نظرة ثانية مختلفة.
ولن اكرر نفس الخطا مرة اخرى.


وحول نصيحتها للشابات الاخريات تقول حنان ان على جميع بنت ان تفكر جيدا فالمستقبل لا ان تنجرف و راء المشاعر الفورية دون دراسة و تفكير عميق.
ومن الاروع ان ترتبط الفتاة بشاب مناسب فالسن و التفكير حتي لو كانت احوالة المادية غير مستقرة فهذا اروع من الزواج برجل اكبر فالسن.
فالزواج من الرجل الاكبر فالسن بفارق كبير سيؤدي الى عدم تفاهم و انعدام الراحة و الاستقرار،
وتشعر الفتاة و قتها انها سجينة للحكمة و للنضج و للخبرة التي يتمتع فيها الرجال الاكبر سنا،
رغم انها ممكن ان تفكر ان هذي هي المميزات التي تريدها فذلك الرجل،
ولكن للاسف ممكن ان تنقلب هذي المميزات الى عيوب.

ولا يمكننا فالواقع ان نعمم الاحكام او التجارب،
فكل حالة و جميع زيجة لها ظروفها الخاصة،
وبالتالي ممكن ان تنجح بعض الزيجات رغم فارق السن،
ويمكن ان تفشل زيجات ثانية لنفس السبب.
والمهم هنا هو مدي التوافق بين الطرفين،
ومدي حاجة جميع منهما للاخر.

كما ان الزواج من طرف اكبر بفارق سن كبير،
واعتمادا على مقاييس ما دية فقط ممكن ان تكون له عواقب و خيمة تؤدي فالنهاية الى الطلاق،
وما ممكن ان ينجم عنه من تفكك اسري خصوصا اذا كان ذلك الزواج ربما اثمر عن اطفال لا ذنب لهم فالمعاناة التي سيعيشونها بسبب قرارات خاطئة اتخذها الاب او الام فلحظة طيش،
او طمع او فلحظة غياب عن الوعي او فلحظة عناد فمواجهة الاهل.
او حتي بسبب لحظة خوف من العنوسة.
فليس جميع رجل كبير فالسن هو فارس الاحلام الذي سينتشل الفتاة من ظروفها القاسية،
وليست جميع بنت صغار فالسن هي الاميرة التي ستسعد زوجها.